إبتسم لي
صاحب الحكاية هو أحد أعلام العلماء والأساتذة في حوزة قم المقدسة؛ وهو فقيه أجمع العلماء على جميل زهده وإخلاصه وسمو منزلته العلمية، إنه العالم الجليل والفقيه المتعبد آية الله الشيخ مرتضى نجل آية الله الشيخ عبدالكريم الحائري مؤسس الحوزة العلمية الحديثة في قم؛ وقد كان الإمام الخميني – رضوان الله عليه – شديد الثقة بورع هذا الفقيه الجليل وأمانته فجعله وصياً له عندما نفي رحمه الله عن ايران وشاء الله أن يتوفاه قبل الإمام الخميني، حيث لحق بالرفيق الأعلى سمة ۱٤۰٦ للهجرة.
وقد عرف آية الله الحائري – رضوان الله عليه – بشدة إهتمامه برعاية الأيتام وخدمة المحرومين وإعانة المحتاجين، وكذلك كان شديد الإهتمام بشعائر أهل البيت – عليهم السلام – وقد امتاز بأنه الى جانب تدريسه الفقه والأصول في أعلى مستوياته المعروفة بالبحث الخارج، كان يقوم بنفسه بالخطابة العزائية المنبرية ولسنين متمادية في أيام ذكرى استشهاد الصديقة الزهراء – سلام الله عليها – كما كان شديد الحرص على الإلتزام بزيارة الإمام الرضا – عليه السلام -
هذا عن صاحب الحكاية، أما الحكاية نفسها فقد كتبها آية الله الحائري بخط يده ضمن مجموعة من مذكراته طبعت بالفارسية بعد وفاته بمسعى ومقدمة من العالم الجليل آية الله الشيخ رضا استادي وبعنوان ترجمته هي (سر الحبيب، حكايات عن العرفان النقي والتوحيد الخالص).
وفي هذه الحكاية إشارة لطيفة الى ان أهم السبل العملية للفوز بمرضاة الإمام بقية الله المهدي وبالتالي مرضاة الله عزوجل هو إخلاص المؤمن وابتغاؤه مرضاة الله في جميع حركاته لا سيما الإجتماعية والجهادية منها؛
قال آية الله الحائري – رضوان الله عليه – ما ترجمته:
(قدم في عهد حكم الملك السابق مشروع قرار بشأن النساء يخالف في عدة بنوده أحكام الإسلام ولعل من قدمه كانت إحدى النائبات في مجلس الشورى القومي، فذهبت الى مجلس فاتحة أقيم على ما أتذكر على روح المرحوم السيد أحمد نجل السيد صادق الروحاني من معروفي علماء قم.. فوجدت من القراء يتلون القرآن كالمعتاد فتوجهت نحوهم وأخذت من أحدهم في الموقع المناسب المايكروفون وتحدثت عن مشروع القرار الزبور وبينت بلغة إستدلالية ومنطق واضح تعارضه مع الأحكام الشرعية وحتى المصالح الإجتماعية؛ وقد أدى ذلك فيما بعد الى توقف مجلس الشورى عن متابعة هذا المشروع فلم يصادق عليه).
ثم يبين آية الله الحائري – قدس سره – ما تفضل الله به عليه من إظهار علامة الرضا لغيرته على أحكام دينه؛ قال في تتمة حكايته:
(وفي تلك الليلة – على الظاهر – رأيت في منامي أنني في المسجد الحرام في مكة المكرمة، وما أتذكره أنني كنت في محل الطواف عندما أذن لي بلقاء مولاي صاحب الزمان – عليه السلام – وكان محل اللقاء قرب الحجر الأسود، حيث أقبل روحي فداه من جهته فأقبلت عليه ولم يحدثني بشيء ولم أقل له شيئاً إلا أنه ابتسم لي إبتسامة مليحة ومد إلي يده فقبلتها، ولم يكن معتماً بعمامة وليس عليه فاخر الثياب وكان يبدو بهيئة من أثر عليه السير في البراري والقفار، ولا أتذكر شيئاً آخر من هذه الرؤيا).
وبعد أن نقل آية الله الشيخ مرتضى الحائري رؤياه ختم حكايته بالقول:
(بعد ليلتين من تلك الحادثة قال لي العالم الميرزا أسد الله توسلي – عليه رحمات الله - : لقد أعطى خطابك هذا ثماره لأنه كان لله وابتغاء مرضاته.
أما أنا فلا أدري الى الآن، هل كان خطابي خالصاً لله أو دفاعاً عن الحق بحكم الوجدان؟ ولكنني أظن أنني لم أكن بهدف استجلاب السمعة الحسنة بين الناس، ولعل ليس ثمة من يتذكر اليوم – وأنا أكتب هذه الحكاية – خبر الخطاب المذكور فيتصور مثلاً أنني من المجاهدين؛ وأسأل الله أن يمن على عبده الضعيف بالإخلاص، فإن بيده الأمر كله ومنه السمعة الحسنة ولا قيمة لها على كل حال وأنا أقر بأنني لست من الصالحين.. اللهم هب لي كمال الإنقطاع إليك...)
شمس خلف السحاب
صاحب الحكاية هو أحد أعلام العلماء والأساتذة في حوزة قم المقدسة؛ وهو فقيه أجمع العلماء على جميل زهده وإخلاصه وسمو منزلته العلمية، إنه العالم الجليل والفقيه المتعبد آية الله الشيخ مرتضى نجل آية الله الشيخ عبدالكريم الحائري مؤسس الحوزة العلمية الحديثة في قم؛ وقد كان الإمام الخميني – رضوان الله عليه – شديد الثقة بورع هذا الفقيه الجليل وأمانته فجعله وصياً له عندما نفي رحمه الله عن ايران وشاء الله أن يتوفاه قبل الإمام الخميني، حيث لحق بالرفيق الأعلى سمة ۱٤۰٦ للهجرة.
وقد عرف آية الله الحائري – رضوان الله عليه – بشدة إهتمامه برعاية الأيتام وخدمة المحرومين وإعانة المحتاجين، وكذلك كان شديد الإهتمام بشعائر أهل البيت – عليهم السلام – وقد امتاز بأنه الى جانب تدريسه الفقه والأصول في أعلى مستوياته المعروفة بالبحث الخارج، كان يقوم بنفسه بالخطابة العزائية المنبرية ولسنين متمادية في أيام ذكرى استشهاد الصديقة الزهراء – سلام الله عليها – كما كان شديد الحرص على الإلتزام بزيارة الإمام الرضا – عليه السلام -
هذا عن صاحب الحكاية، أما الحكاية نفسها فقد كتبها آية الله الحائري بخط يده ضمن مجموعة من مذكراته طبعت بالفارسية بعد وفاته بمسعى ومقدمة من العالم الجليل آية الله الشيخ رضا استادي وبعنوان ترجمته هي (سر الحبيب، حكايات عن العرفان النقي والتوحيد الخالص).
وفي هذه الحكاية إشارة لطيفة الى ان أهم السبل العملية للفوز بمرضاة الإمام بقية الله المهدي وبالتالي مرضاة الله عزوجل هو إخلاص المؤمن وابتغاؤه مرضاة الله في جميع حركاته لا سيما الإجتماعية والجهادية منها؛
قال آية الله الحائري – رضوان الله عليه – ما ترجمته:
(قدم في عهد حكم الملك السابق مشروع قرار بشأن النساء يخالف في عدة بنوده أحكام الإسلام ولعل من قدمه كانت إحدى النائبات في مجلس الشورى القومي، فذهبت الى مجلس فاتحة أقيم على ما أتذكر على روح المرحوم السيد أحمد نجل السيد صادق الروحاني من معروفي علماء قم.. فوجدت من القراء يتلون القرآن كالمعتاد فتوجهت نحوهم وأخذت من أحدهم في الموقع المناسب المايكروفون وتحدثت عن مشروع القرار الزبور وبينت بلغة إستدلالية ومنطق واضح تعارضه مع الأحكام الشرعية وحتى المصالح الإجتماعية؛ وقد أدى ذلك فيما بعد الى توقف مجلس الشورى عن متابعة هذا المشروع فلم يصادق عليه).
ثم يبين آية الله الحائري – قدس سره – ما تفضل الله به عليه من إظهار علامة الرضا لغيرته على أحكام دينه؛ قال في تتمة حكايته:
(وفي تلك الليلة – على الظاهر – رأيت في منامي أنني في المسجد الحرام في مكة المكرمة، وما أتذكره أنني كنت في محل الطواف عندما أذن لي بلقاء مولاي صاحب الزمان – عليه السلام – وكان محل اللقاء قرب الحجر الأسود، حيث أقبل روحي فداه من جهته فأقبلت عليه ولم يحدثني بشيء ولم أقل له شيئاً إلا أنه ابتسم لي إبتسامة مليحة ومد إلي يده فقبلتها، ولم يكن معتماً بعمامة وليس عليه فاخر الثياب وكان يبدو بهيئة من أثر عليه السير في البراري والقفار، ولا أتذكر شيئاً آخر من هذه الرؤيا).
وبعد أن نقل آية الله الشيخ مرتضى الحائري رؤياه ختم حكايته بالقول:
(بعد ليلتين من تلك الحادثة قال لي العالم الميرزا أسد الله توسلي – عليه رحمات الله - : لقد أعطى خطابك هذا ثماره لأنه كان لله وابتغاء مرضاته.
أما أنا فلا أدري الى الآن، هل كان خطابي خالصاً لله أو دفاعاً عن الحق بحكم الوجدان؟ ولكنني أظن أنني لم أكن بهدف استجلاب السمعة الحسنة بين الناس، ولعل ليس ثمة من يتذكر اليوم – وأنا أكتب هذه الحكاية – خبر الخطاب المذكور فيتصور مثلاً أنني من المجاهدين؛ وأسأل الله أن يمن على عبده الضعيف بالإخلاص، فإن بيده الأمر كله ومنه السمعة الحسنة ولا قيمة لها على كل حال وأنا أقر بأنني لست من الصالحين.. اللهم هب لي كمال الإنقطاع إليك...)
شمس خلف السحاب