صفحة 1 من 1

قصّة‌ الحاج‌ مؤمن‌ الشيرازي‌ وملاقاته‌ لاحد أولياء الله

مرسل: الاثنين مايو 06, 2013 1:43 pm
بواسطة أنوار فاطمة الزهراء
قصّة‌ المرحوم‌ الحاج‌ مؤمن‌ الشيرازي‌ و ملاقاته‌ لاحد أولياء الله‌ في‌ طريق‌ مشهد المقدّسة‌
يروي سماحة العلامة آية الله الحاج السيد محمد حسين الحسيني الطهراني قدس‌ سره انه كان‌ لي‌ صديق‌ من‌ أهل‌ شيراز يُدعي‌ الحاج‌ مؤمن‌ التحق‌ بالرحمة الابديّة‌ قبل‌ حوالي‌ خمس‌ عشرة‌ سنة‌، و كان‌ رجلاً مُشرق‌ القلب‌ صافي‌ الضمير مؤمناً متّقياً، و كان‌ العلامة قد عقد معه‌ عهد الاخوة‌، ولي‌ في‌ أدعيته‌ و الاستشفاع‌ به‌ كبير الامل‌.

كان‌ يقول‌: لقد نلتُ الشرف‌ كراراً بلقاء الحجّة‌ بن‌ الحسن‌ العسكري‌ عجّل‌ الله‌ فرجه‌. و كان‌ ينقل‌ الكثير من‌ المطالب‌ و يأبي‌ الإفصاح‌ عن‌ بعضها الآخر. و كان‌ يقول‌ في‌ جملتها: قال‌ لي‌ يوماً أحد أئمّة‌ الجماعة‌ في‌ شيراز: تعال‌ نذهب‌ معاً الی زيارة‌ الامام‌ علی بن‌ موسي‌ الرضا عليه‌ السلام‌؛ و كان‌ قد استأجر سيّارة‌ خاصّة‌ و في‌ معيّته‌ عدّة‌ من‌ التّجار. و هكذا فقد تحرّكنا في‌ سفرنا حتّي‌ وصلنا مدينة‌ قم‌، فتوقفّنا هناك‌ ليلةً أو ليلتين‌ لزيارة‌ السيّدة‌ المعصومة‌ عليها السلام‌، فحصلت‌ لي‌ حالات‌ عجيبة‌ و انكشف‌ لي‌ الكثير من‌ الحقائق‌. هذا و قد التقيت‌ عصر أحد الايّام‌ بشخص‌ جليل‌ في‌ الصحن‌ المطهّر للمعصومة‌ سلام‌ الله‌ عليها و وعدني‌ بأمور.
ثم‌ تحرّكنا صوب‌ طهران‌، و منها في‌ اتّجاه‌ مشهد المقدّسة‌، و حين‌ اجتزنا مدينة‌ نيشابور شاهدنا رجلاً في‌ هيئة‌ عوام‌ الناس‌ يسير بمحاذاة‌ الطريق‌ متّجهاً الی مشهد و هو يحمل‌ جراباً علی ظهره‌، فقال‌ ركّاب‌ السيّارة‌: دعونا نحمل‌ معنا هذا الرجل‌، ففي‌ ذلك‌ ثواب‌ لنا، كما انّ في‌ السيارة‌ مكاناً له‌.

توقّفت‌ السيارة‌ و ترجّل‌ منها عدّة‌ أشخاص‌ و كنتُ في‌ جملتهم‌، فدعونا ذلك‌ الرجل‌ للركوب‌ معنا في‌ السيارة‌ فلم‌ يوافق‌، ثم‌ قبل‌ بعد إلحاح‌ شديد و اشترط‌ علی أن‌ يركب‌ الی جانبي‌، و أن‌ أطيعه‌ فيما يقوله‌ فلا أخالف‌ له‌ أمراً.

ركب‌ الرجل‌ السيّارة‌ و جلس‌ الی جانبي‌، فكان‌ يتحدثّ معي‌ طيلة‌ الطريق‌ و يُخبر عن‌ كثير من‌ الوقائع‌ و يصف‌ حالاتي‌ واحدةً واحدة‌ الی آخر العمر، و كنتُ أجد في‌ نصائحه‌ و مواعظه‌ لذّة‌ كبيرة‌ و أعدّ لقائي‌ بشخص‌ كهذا من‌ مواهب‌ الخالق‌ السنيّة‌ و من‌ كرم‌ ضيافة‌ الإمام‌ الرضا عليه‌ السلام‌.

و هكذا سرنا حتّي‌ وصلنا الی منطقة‌ «قدمگاه‌»، ذلك‌ المكان‌ الذي‌ كان‌ معاونو السّواق‌ يأخذون‌ نقوداً من‌ المسافرين‌ عند وصوله‌ كبشارة‌ لرؤية‌ القبّة‌ المقامة‌ هناك‌.

فترجّلنا جميعاً من‌ السيارة‌. و كان‌ قد حلّ وقت‌ تناول‌ الطعام‌، فأردت‌ الالتحاق‌ برفقائي‌ الذين‌ جئت‌ معهم‌ من‌ شيراز، و الذين‌ كنت‌ حتي‌ الآن‌ أتناول‌ معهم‌ الطعام‌ علی مائدة‌ واحدة‌.

فقال‌ الرجل‌: لا تذهب‌ هناك‌، و تعال‌ لنأكل‌ معاً!
فاستحييتُ أن‌ أنصرف‌ عن‌ رفقائي‌ الشيرازيين‌ الذين‌ كنت‌ حتّي‌ الآن‌ أشاركهم‌ الطعام‌ بشكل‌ منتظم‌، بيد انّي‌ كنتُ مُلزماً بعدم‌ مخالفة‌ كلامه‌، لذا فقد أجبرت‌ علی الموافقة‌، فذهبتُ معه‌ الی حيث‌ جلسنا في‌ زاوية‌ ما، و قام‌ الرجل‌ بإخراج‌ منديل‌ من‌ الجراب‌ الذي‌ معه‌ ففتحه‌، فكان‌ فيه‌ خبز طازج‌ وقدر من‌ الزبيب‌ الاخضر، فشرعنا بتناول‌ الطعام‌ حتّي‌ اكتفينا، و كان‌ طعاماً لذيذاً هانئاً.

ثمّ قال‌ لي‌ ءانذاك‌: إن‌ أحببتَ الآن‌ أن‌ تذهب‌ لتري‌ رفقاءك‌ و تتفقّدهم‌ فلا ضير في‌ ذلك‌. فنهضتُ و ذهبتُ اليهم‌ و رأيتُ ـ و يا للهول‌ ـ أنّ الإناء المشترك‌ الذي‌ يأكلون‌ منه‌ كان‌ مليئاً بالدم‌ و الاقذار، و أنّهم‌ كانوا يتناولون‌ منه‌ فيأكلون‌، كانت‌ أيديهم‌ و أفواههم‌ ملوّثة‌ هي‌ الاخري‌، و لم‌ يكونوا يعلمون‌ أبداً بما كانوا يفعلون‌، و بأي‌ّ ذائقة‌ كانوا يأكلون‌. لم‌ أنبس‌ ببنت‌ شفة‌، لانيّ كنت‌ مأموراً بالسكوت‌ في‌ جميع‌ الاحوال‌ (اقول الهي دخيلك اجعل مطعمنا وملبسنا حلالا طيبا)، ثم‌ عدتُ الی ذلك‌ الرجل‌ فقال‌: إجلس‌! أرأيتَ ما كان‌ يأكل‌ رفقاؤك‌؟ لقد كان‌ طعامك‌ أنت‌ الآخر من‌ هذه‌ الاشياء ابتداءً من‌ شيراز الی هنا، لكنّك‌ لم‌تكن‌ تعلم‌، فالاكل‌ الحرام‌ و المشتبه‌ حاله‌ هكذا. لا تتناول‌ من‌ أغذية‌ المقاهي‌ فانّ طعام‌ السوق‌ مكروه‌!

قلت‌: سأفعل‌ إن‌ شاءالله‌ تعالي‌، أعوذ بالله‌ و أستكفيه‌.
قال‌ الرجل‌: ايّها الحاج‌ مؤمن‌! لقد حان‌ موتي‌، و سأذهب‌ الی أعلي‌ هذا التلّ فأموت‌ هناك‌، فخُذ هذه‌ الصرّة‌ فانّ فيها نقود عليك‌ أن‌ تنفقها في‌ تغسيلي‌ و تكفيني‌ و دفني‌، و عليك‌ ان‌ تدفنّي‌ حيثما أشار السيد هاشم‌. (السيد هاشم‌ هو إمام‌ الجماعة‌ الشيرازي‌ الذي‌ قدم‌ الجماعة‌ في‌ معيته‌ الی مشهد).
قلتُ: يا للويل‌! أتريد أن‌ تموت‌؟!
قال‌: صَهْ! انّني‌ سأموت‌، فلا تخبر بذلك‌ أحداً.

ثم‌ وقف‌ مستقبلاً المرقد المطهّر للإمام‌ عليه‌ السلام‌ فسلّم‌ عليه‌ و أكثر من‌ البكاء، ثم‌ قال‌: لقد جئت‌ الی هنا للثم‌ أعتابك‌، بيد انّه‌ لم‌ يُكتب‌ لي‌ من‌ السعادة‌ أكثر من‌ ذلك‌ بحيث‌ أحظي‌ بالتشرّف‌ بالوصول‌ الی مرقدك‌.
ثمّارتقي‌ ذلك‌ الرجل‌ التلّ، و كنتُ حائراً مدهوشاً، لكأنّ عنان‌ تفكيري‌ و إرادتي‌ قد خرج‌ من‌ يدي‌.
ثم‌ ارتقيت‌ التلّ، فرأيته‌ مستلقياً علی ظهره‌ مستقبلاً القبلة‌ بوجهه‌ وقدميه‌، و قد فارق‌ الحياة‌ باسماً، يُخال‌ للمرء انّ ألف‌ سنة‌ قد مرّت‌ علی موته‌.

هبطتُ الی الاسفل‌ و توجّهت‌ نحو السيدّ هاشم‌ و سائر الرفقاء وأخبرتهم‌ بالامر، فتأسّفوا لذلك‌ كثيراً و لا موني‌ قائلين‌: لِمَ لَمْ تخبرنا بذلك‌ و تطلعنا علی هذه‌ الوقائع‌؟

قلتُ: لقد أمرني‌ نفسه‌ بذلك‌، و لو كنت‌ أعلم‌ أنه‌ لا يرضي‌ بذلك‌ بعد موته‌، لما أظهرته‌ لكم‌ الآن‌. فأظهر سائق‌ السيّارة‌ و معاونه‌ و السيّد و سائر الرفقاء أسفهم‌، ثم‌ ارتقينا الی أعلي‌ التلّ فأنزلنا الجنازة‌ و وضعناها داخل‌ السيّارة‌ و اتجهنا نحو مشهد المقدّسة‌.
و كان‌ السيد (هاشم‌) يقول‌: لقد كان‌ هذا الرجل‌ حقّاً من‌ أولياء الله‌، وقد جعل‌ الله‌ شرف‌ صحبته‌ من‌ نصيبك‌، و ينبغي‌ أن‌ تُدفن‌ جنازته‌ باحترام‌. و ردنا مشهد المقدّسة‌ فذهب‌ السيّد علی الفور الی أحد العلماء هناك‌ وأطلعه‌ علی هذه‌ الواقعة‌، فجاء ذلك‌ العالم‌ مع‌ جماعة‌ كثيرة‌ للتجهيز والتكفين‌، فغسّله‌ و كفّنه‌ و صلّي‌ عليه‌، ثم‌ دُفن‌ في‌ أحدي‌ زوايا الصحن‌ المطهّر، و كنتُ أُنفق‌ علی مصارف‌ ذلك‌ من‌ الصرّة‌، حتي‌ اذا فرعنا من‌ الدفن‌ نفدت‌ نقود الصرّة‌، لم‌ تنقص‌ و لم‌ تزد شيئاً، و كان‌ مجموع‌ نقود تلك‌ الصرّة‌ اثني‌ عشر توماناً.

Re: قصّة‌ الحاج‌ مؤمن‌ الشيرازي‌ وملاقاته‌ لاحد أولياء الله

مرسل: الاثنين مايو 06, 2013 6:21 pm
بواسطة سيماء - الزهراء
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


شكرا جزيلا لكم بارك الله فيكم
وقضى حوائجكم في الدينا والأخرة

اللهم صل على محمد وال محمد الابرار الاخيار

Re: قصّة‌ الحاج‌ مؤمن‌ الشيرازي‌ وملاقاته‌ لاحد أولياء الله

مرسل: الثلاثاء مايو 07, 2013 1:11 am
بواسطة سحاب الحكمه
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم عجل لوليك الفرج ..



الله يجزاك خير
ولا يحرمنا جديدك


في حفظ الله

Re: قصّة‌ الحاج‌ مؤمن‌ الشيرازي‌ وملاقاته‌ لاحد أولياء الله

مرسل: الخميس مايو 09, 2013 1:19 pm
بواسطة أنوار فاطمة الزهراء
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وعَجِّلْ فَرَجَهُمْ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا أخواتي على المرور
لاعدمنا هذه الدعوات الله يقضي حوائجكم جميعا

Re: قصّة‌ الحاج‌ مؤمن‌ الشيرازي‌ وملاقاته‌ لاحد أولياء الله

مرسل: الأحد مايو 19, 2013 9:38 pm
بواسطة ناصرة الزهراء
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ربي يجزاك خير الجزاء أنوار الزهراء على الطرح المبارك
الله يوفقكم ويقضي جميع حوائجكم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين

Re: قصّة‌ الحاج‌ مؤمن‌ الشيرازي‌ وملاقاته‌ لاحد أولياء الله

مرسل: الاثنين مايو 20, 2013 1:45 pm
بواسطة هدية فاطمة (ع)
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزيت خيراً .. أختي العزيزة أنوار فاطمة الزهراء بارك الله فيكِ على الطرح المبارك موفقين دومــــاً

قال رسول الله صل الله عليه وآله : طوبى لمن شغله خوف الله عز وجل عن خوف الناس، طوبى لمن شغله عيبه عن عيوب المؤمنين

Re: قصّة‌ الحاج‌ مؤمن‌ الشيرازي‌ وملاقاته‌ لاحد أولياء الله

مرسل: الأربعاء أغسطس 21, 2013 9:51 pm
بواسطة يا رقية أغيثيني
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِ على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



شكراً لكِ أختي العزيزة على الطرح المبارك ، وجعله الله في ميزان حسناتكِ .

موفقه يارب

Re: قصّة‌ الحاج‌ مؤمن‌ الشيرازي‌ وملاقاته‌ لاحد أولياء الله

مرسل: الجمعة إبريل 26, 2019 11:53 am
بواسطة يالثارات الزهراء
اللهم صلِ على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك اختي أنوار
وفقكم الله تعالى في الدارين