أصناف أوفى الأصحاب في كربلاء(ج1)
مرسل: الأحد ديسمبر 06, 2009 5:15 am
[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد[/align]
إثنان وسبعون كوكباً أضاءت لأهل السماء من نينوى كما تضيء الكواكب لأهل الأرض من أعلى أفق وأرحب سماء ولئن جرت النجوم لمستقر لها حول شمسها فقد تحلّقت نجوم الأرض حول مبعث نور السموات والأرض فقرّت واستقرّت؛ اثنتان وسبعون فراشة دارت حول مصباح في مشكاة تخاله كوكباً درياً حتى احترقت أجنحتها في جبّ نوره، بل بذلت مهجها في فناء وهج عشقه، فكانوا آيات الخلوص في مرتلات الوفاء والخير والبر والوصل، ببقعة مباركة في ليلة أنس واستيناس حين تلا القران الناطق "أما بعد، فاني لا أعلم أصحاباً أوفى ولا خيراً من أصحابي ولا أهل بيت أبرّ ولا أوصل من أهل بيتي" .
*الاصطفاء والدور:
الموت واحد وان تعددت الأسباب، إلا أنّ أشرفه وأعظمه ما كان بالشهادة, إذ كم غيّب الموت أناساً وغاب معه ذكرهم, إلاّ الأنبياء ومن كان في أثرهم من العلماء والشهداء, فالعلماء "أعيانهم مفقودة وأمثالهم في القلوب موجودة". وأما الشهداء فالله تعالى الذي يصطفيهم ويختارهم "وليعلم الله الذين امنوا ويتخذ منكم شهداء والله لا يحب الظالمين" فكيف بأولئك الذين اجتمعت فيهم كل معاني الشهادة من الحضور والشهود فضلا عن سيدهم الذي انتهى إليه ارث النبوة وهو حي , وقد حقق بشهادته الضمانة لاستمرار ذاك الإرث وديمومته إلى حفيده خاتم الأوصياء الإمام الحجة ابن الحسن العسكري أرواحنا فداه فأصحاب الإمام الحسين(ع) نالوا درجة لم ينلها احد من الشهداء لأنهم شاركوا سيدهم في حفظ رسالة السماء لا بالقول فقط ولا بالفعل فحسب بل بالدماء والمهج.
عدد أصحاب الإمام الحسين (ع)
إن الشهداء الذين حلوا في فنائه يوم العاشر ليسوا هم ممن خرج معه من المدينة إلى مكة ثم منها إلى كربلاء، إذ إن بعضهم كذلك، ولكن البعض الآخر خرج معه من مكة. وفي أثناء الطريق، تخلف عن الركب والتحق به غيرهم، إما ممن التقاهم في الطريق أثناء توجهه إلى كربلاء، أو ممن كان ينتظر قدومه المبارك.
يقول الخوارزمي ... "وفصل من مكة يوم الثلاثاء يوم التروية , لثمان مضين من ذي الحجة ومعه اثنان وثمانون رجلا من شيعته ومواليه وأهل بيته" . ويقول الدينوري "وقد كان صَحِبَه قوم من منازل الطريق , فلما سمعوا خبر مسلم ... تفرقوا عنه ولم يبق معه إلا خاصته" وأما العدد الحقيقي، فغير معروف بالدقة، وهناك أربع روايات بهذا الخصوص، فأشهرها اثنان وثلاثون راكباً وأربعون راجلاً.
وهذا ما نقله الطبري برواية أبي مخنف عن الضحّاك "وعبّأ الحسين أصحابه وصلى بهم صلاة الغداة، وكان معه اثنان وثلاثون فارساً وأربعون راجلاً" وهو ما اختاره الدينوري في الأخبار الطوال . واليعقوبي في تاريخه والخوارزمي في مقتله والمفيد في إرشاده وأما الثالثة فغير مشهورة أو يمكن تأويلها فالأولى مثلا ذكرت انه بعد ملاقاة الحر بن يزيد الرياحي له وقطع الطريق عليه عدل إلى كربلاء وهو في مقدار خمسمئة فارس من أهل بيته وأصحابه ونحو مائة راجل والثانية تضمنت ذكر المنطقة نفسها وكان أصحابه خمسة وأربعين فارساً ومائة راجل والثالثة ينقل الطبري عن الحصين بن عبد الرحمن فيقول "..... واني لأنظر إليهم وإنهم لقريب من مائة رجل .
[align=center]المصدر مجلة بقية الله
الكاتب/ الشيخ تامر حمزه[/align]
اللهم صل على محمد وآل محمد[/align]
إثنان وسبعون كوكباً أضاءت لأهل السماء من نينوى كما تضيء الكواكب لأهل الأرض من أعلى أفق وأرحب سماء ولئن جرت النجوم لمستقر لها حول شمسها فقد تحلّقت نجوم الأرض حول مبعث نور السموات والأرض فقرّت واستقرّت؛ اثنتان وسبعون فراشة دارت حول مصباح في مشكاة تخاله كوكباً درياً حتى احترقت أجنحتها في جبّ نوره، بل بذلت مهجها في فناء وهج عشقه، فكانوا آيات الخلوص في مرتلات الوفاء والخير والبر والوصل، ببقعة مباركة في ليلة أنس واستيناس حين تلا القران الناطق "أما بعد، فاني لا أعلم أصحاباً أوفى ولا خيراً من أصحابي ولا أهل بيت أبرّ ولا أوصل من أهل بيتي" .
*الاصطفاء والدور:
الموت واحد وان تعددت الأسباب، إلا أنّ أشرفه وأعظمه ما كان بالشهادة, إذ كم غيّب الموت أناساً وغاب معه ذكرهم, إلاّ الأنبياء ومن كان في أثرهم من العلماء والشهداء, فالعلماء "أعيانهم مفقودة وأمثالهم في القلوب موجودة". وأما الشهداء فالله تعالى الذي يصطفيهم ويختارهم "وليعلم الله الذين امنوا ويتخذ منكم شهداء والله لا يحب الظالمين" فكيف بأولئك الذين اجتمعت فيهم كل معاني الشهادة من الحضور والشهود فضلا عن سيدهم الذي انتهى إليه ارث النبوة وهو حي , وقد حقق بشهادته الضمانة لاستمرار ذاك الإرث وديمومته إلى حفيده خاتم الأوصياء الإمام الحجة ابن الحسن العسكري أرواحنا فداه فأصحاب الإمام الحسين(ع) نالوا درجة لم ينلها احد من الشهداء لأنهم شاركوا سيدهم في حفظ رسالة السماء لا بالقول فقط ولا بالفعل فحسب بل بالدماء والمهج.
عدد أصحاب الإمام الحسين (ع)
إن الشهداء الذين حلوا في فنائه يوم العاشر ليسوا هم ممن خرج معه من المدينة إلى مكة ثم منها إلى كربلاء، إذ إن بعضهم كذلك، ولكن البعض الآخر خرج معه من مكة. وفي أثناء الطريق، تخلف عن الركب والتحق به غيرهم، إما ممن التقاهم في الطريق أثناء توجهه إلى كربلاء، أو ممن كان ينتظر قدومه المبارك.
يقول الخوارزمي ... "وفصل من مكة يوم الثلاثاء يوم التروية , لثمان مضين من ذي الحجة ومعه اثنان وثمانون رجلا من شيعته ومواليه وأهل بيته" . ويقول الدينوري "وقد كان صَحِبَه قوم من منازل الطريق , فلما سمعوا خبر مسلم ... تفرقوا عنه ولم يبق معه إلا خاصته" وأما العدد الحقيقي، فغير معروف بالدقة، وهناك أربع روايات بهذا الخصوص، فأشهرها اثنان وثلاثون راكباً وأربعون راجلاً.
وهذا ما نقله الطبري برواية أبي مخنف عن الضحّاك "وعبّأ الحسين أصحابه وصلى بهم صلاة الغداة، وكان معه اثنان وثلاثون فارساً وأربعون راجلاً" وهو ما اختاره الدينوري في الأخبار الطوال . واليعقوبي في تاريخه والخوارزمي في مقتله والمفيد في إرشاده وأما الثالثة فغير مشهورة أو يمكن تأويلها فالأولى مثلا ذكرت انه بعد ملاقاة الحر بن يزيد الرياحي له وقطع الطريق عليه عدل إلى كربلاء وهو في مقدار خمسمئة فارس من أهل بيته وأصحابه ونحو مائة راجل والثانية تضمنت ذكر المنطقة نفسها وكان أصحابه خمسة وأربعين فارساً ومائة راجل والثالثة ينقل الطبري عن الحصين بن عبد الرحمن فيقول "..... واني لأنظر إليهم وإنهم لقريب من مائة رجل .
[align=center]المصدر مجلة بقية الله
الكاتب/ الشيخ تامر حمزه[/align]