من كرامات العبّاس عليه السّلام 27
• في ضمن كرامات أبي الفضل العبّاس عليه السّلام، كانت للسيّد حسن السيّد حسين الخطيب كرامة، والسيّد حسن هو أحد خطباء المنبر الحسيني في قضاء طُويرِيج ( القضاء الذي يبعد عن كربلاء المقدّسة 20 كيلومتراً )، ومجالسه مشهودة في تلك المنطقة، لا سيّما في: حسينيّة أهالي الرِّجيبة، وحسينيّة بني حِسَن، وناحية الجدول الغربي.
يتّفق لهذا الخطيب وجماعةٍ من المؤمنين أن يُزَجُّوا في الزنزانات الرهيبة لدى مديريّة أمن القضاء ( قضاء الطويريج )، لا لشيء سوى لتديّنهم وعدم انتمائهم إلى غير الإسلام. ما إن أوصلوهم إلى مديريّة أمن الدائرة حتّى أفردوا الخطيب ( السيّد حسن ) لاستجوابه، عسى أن ينتزعوا اعترافاتٍ يتخيّلونها، وخلال ذلك قُدّم للسيّد كأس ماء، وأُجبر على تناوله، رفض في بادئ الأمر أن يشرب منه لاحتماله أنّه يحتوي على مادّة السمّ، لكنّه هُدّد وأُجبر مرّةً أخرى على تناوله.
على مضض.. أخذ السيّد حسن ذلك الكأس ورفعه إلى فمه، وهو يتذكّر مظلوميّة جدّه الإمام موسى الكاظم عليه السّلام، ومظلوميّة الإمام عليّ بن موسى الرضا عليه السّلام، وما عانا من السجن والحبس، ودسّ السمّ إليهما سلام الله عليهما. راح السيّد حسن الخطيب يشرب جرعة من ذلك الماء المسموم، حتّى اطمأنّ رجال الأمن أنّه لا محالة ميّت عن قريب، أطلقوا سراحه ليقضيَ نحبه عند عائلته ولا يُعرَف سرّ وفاته.
عاد السيّد حسن إلى منزله وهو يحمل بين جوانحه سببَ الموت الزُّؤام، وأنفاسُه تتلاحق لتدنوَ من الأجل وساعة الرحيل. بقي طريح الفراش ما يقرب من 25 يوماً حتّى سئم الحياة لما كان يعانيه. وكان طبيبه الخاص على اتّصال دائمٍ به، يتابعه ويعالجه، ويُطمئنه، ولكن: وهل يُصلح العطّارُ ما أفسَدَ الدهرُ ؟!
لحظةً.. وإذا بالسيّد يتنفّس الصُّعَداء، وكأنّ أُفقاً من سماء الأمل قد انفتح أمام قلبه، فتوجّه إلى باب الحوائج أبي الفضل العبّاس ساقي عطاشى كربلاء، باب سيّد الشهداء أبي عبدالله الحسين عليه السّلام.. فأخذ يندبه وهو يتصوّر عظمته ومقامه، وأنى للعقل أن يُدركه! إنّه العبّاس بن أمير المؤمنين صلوات الله عليهما.
فجأة.. رقد السيّد حسن على فراش مرضه، وقد استسلمت جوارحه للهدوء، وإذا به قد أخَذَته سِنَةٌ من النوم ليرى ثلاث فتيات على غايةٍ من الحجاب والحشمة والعفاف، تقدّمن إليه، ثمّ أخذن يُمرّرن أيديهنّ المباركة من فوق جسمه من غير مَسّ.. بينما هو كذلك، إذا بامرأة جليلة مهيبة تدخل، ما أن وقع نظرُ السيّد عليها حتّى وقع في خَلَدِه أنّها أمّ العبّاس، أمّ البنين الطاهرة عليها السّلام، أقبَلَت بقطعة قماش خضراء، أخذت تُمرّرها على بدنه.. ثمّ خرجت، وخرجن تلك الفتيات الثلاث ولم تَنبِس إحداهن ببِنت شَفَة.
التَفَتَ السيّد حسن جانباً ـ وهو لا يزال في رؤياه الطيّبة ـ فإذا به يرى كفَّي أبي الفضل العبّاس القطيعتين يوم فاجعة كربلاء، قد وُضِعتا على ضفاف نهر العلقمي، فراعه المنظر وأحزنه، ولعِظَم ما رأى السيّد في رؤياه أفاق من نومه ظامئاً يطلب الماء الذي لم يَذُق حلاوته منذ أن شربه مُدافاً بالسمّ الزُّعاف.
تناول السيّد حسن ماءً عذباً أثلج صدره، وما أن مرّت خمسُ دقائق حتّى تقيّأ بشدّة واستفرغ كلَّ ما في بدنه وأحشائه من السموم، ثمّ هدأ، فعاد إلى فراشه يستريح قليلاً، بعدها أحس بالشهية، طلب طعاماً فأُحضِر له، تناوله بانشراح، وهو يشعر ساعةً بعد أخرى بأنه يتماثل للشفاء.
على أثر ذلك اتّصل أهلُه خفيةً بطبيبه الخاص ليعيد النظر في دراسة حالته من جديد، جاء ذلك الطبيب وفحصه فوجدَه على أتمّ السلامة والعافية، وفيما كان ينظر إلى السيّد حسن بتأمّل عميق، كان ذوو السيّد حسن ينظرون بدقّة وترقّب شديد إلى ملامح الطبيب فلا يجدون عليها علامات التعجّب.
ـ دكتور، هل من خبر ؟! لا نراك تنبئ عن شيء جديد!
ـ لم أُفاجأ بشفاء السيّد أبداً، ولم أتعجّب للأمر.
ـ كيف ذلك يا دكتور ونحن كنّا يائسين من حياته وها هو على حالة من العافية!
قال الدكتور وقد أحنى رأسه إلى الأرض خاشعاً، وأغرورقت عيناه بالدموع: لأنّي رأيت العبّاس أمس في عالم الرؤيا.. فأخبرني بشفاء السيّد قائلاً لي: إنّ مريضك قد شُفي، فجئتُ إليكم لأرى حقيقةً علمتُ بها من قبل.. أجل ليس ذلك بعيداً ولا كثيراً على قمر بني هاشم صاحب الكرامات العالية.
( أعجب القصص في كرامات العبّاس عليه السّلام ص 112 ـ 115 )
• في ضمن كرامات أبي الفضل العبّاس عليه السّلام، كانت للسيّد حسن السيّد حسين الخطيب كرامة، والسيّد حسن هو أحد خطباء المنبر الحسيني في قضاء طُويرِيج ( القضاء الذي يبعد عن كربلاء المقدّسة 20 كيلومتراً )، ومجالسه مشهودة في تلك المنطقة، لا سيّما في: حسينيّة أهالي الرِّجيبة، وحسينيّة بني حِسَن، وناحية الجدول الغربي.
يتّفق لهذا الخطيب وجماعةٍ من المؤمنين أن يُزَجُّوا في الزنزانات الرهيبة لدى مديريّة أمن القضاء ( قضاء الطويريج )، لا لشيء سوى لتديّنهم وعدم انتمائهم إلى غير الإسلام. ما إن أوصلوهم إلى مديريّة أمن الدائرة حتّى أفردوا الخطيب ( السيّد حسن ) لاستجوابه، عسى أن ينتزعوا اعترافاتٍ يتخيّلونها، وخلال ذلك قُدّم للسيّد كأس ماء، وأُجبر على تناوله، رفض في بادئ الأمر أن يشرب منه لاحتماله أنّه يحتوي على مادّة السمّ، لكنّه هُدّد وأُجبر مرّةً أخرى على تناوله.
على مضض.. أخذ السيّد حسن ذلك الكأس ورفعه إلى فمه، وهو يتذكّر مظلوميّة جدّه الإمام موسى الكاظم عليه السّلام، ومظلوميّة الإمام عليّ بن موسى الرضا عليه السّلام، وما عانا من السجن والحبس، ودسّ السمّ إليهما سلام الله عليهما. راح السيّد حسن الخطيب يشرب جرعة من ذلك الماء المسموم، حتّى اطمأنّ رجال الأمن أنّه لا محالة ميّت عن قريب، أطلقوا سراحه ليقضيَ نحبه عند عائلته ولا يُعرَف سرّ وفاته.
عاد السيّد حسن إلى منزله وهو يحمل بين جوانحه سببَ الموت الزُّؤام، وأنفاسُه تتلاحق لتدنوَ من الأجل وساعة الرحيل. بقي طريح الفراش ما يقرب من 25 يوماً حتّى سئم الحياة لما كان يعانيه. وكان طبيبه الخاص على اتّصال دائمٍ به، يتابعه ويعالجه، ويُطمئنه، ولكن: وهل يُصلح العطّارُ ما أفسَدَ الدهرُ ؟!
لحظةً.. وإذا بالسيّد يتنفّس الصُّعَداء، وكأنّ أُفقاً من سماء الأمل قد انفتح أمام قلبه، فتوجّه إلى باب الحوائج أبي الفضل العبّاس ساقي عطاشى كربلاء، باب سيّد الشهداء أبي عبدالله الحسين عليه السّلام.. فأخذ يندبه وهو يتصوّر عظمته ومقامه، وأنى للعقل أن يُدركه! إنّه العبّاس بن أمير المؤمنين صلوات الله عليهما.
فجأة.. رقد السيّد حسن على فراش مرضه، وقد استسلمت جوارحه للهدوء، وإذا به قد أخَذَته سِنَةٌ من النوم ليرى ثلاث فتيات على غايةٍ من الحجاب والحشمة والعفاف، تقدّمن إليه، ثمّ أخذن يُمرّرن أيديهنّ المباركة من فوق جسمه من غير مَسّ.. بينما هو كذلك، إذا بامرأة جليلة مهيبة تدخل، ما أن وقع نظرُ السيّد عليها حتّى وقع في خَلَدِه أنّها أمّ العبّاس، أمّ البنين الطاهرة عليها السّلام، أقبَلَت بقطعة قماش خضراء، أخذت تُمرّرها على بدنه.. ثمّ خرجت، وخرجن تلك الفتيات الثلاث ولم تَنبِس إحداهن ببِنت شَفَة.
التَفَتَ السيّد حسن جانباً ـ وهو لا يزال في رؤياه الطيّبة ـ فإذا به يرى كفَّي أبي الفضل العبّاس القطيعتين يوم فاجعة كربلاء، قد وُضِعتا على ضفاف نهر العلقمي، فراعه المنظر وأحزنه، ولعِظَم ما رأى السيّد في رؤياه أفاق من نومه ظامئاً يطلب الماء الذي لم يَذُق حلاوته منذ أن شربه مُدافاً بالسمّ الزُّعاف.
تناول السيّد حسن ماءً عذباً أثلج صدره، وما أن مرّت خمسُ دقائق حتّى تقيّأ بشدّة واستفرغ كلَّ ما في بدنه وأحشائه من السموم، ثمّ هدأ، فعاد إلى فراشه يستريح قليلاً، بعدها أحس بالشهية، طلب طعاماً فأُحضِر له، تناوله بانشراح، وهو يشعر ساعةً بعد أخرى بأنه يتماثل للشفاء.
على أثر ذلك اتّصل أهلُه خفيةً بطبيبه الخاص ليعيد النظر في دراسة حالته من جديد، جاء ذلك الطبيب وفحصه فوجدَه على أتمّ السلامة والعافية، وفيما كان ينظر إلى السيّد حسن بتأمّل عميق، كان ذوو السيّد حسن ينظرون بدقّة وترقّب شديد إلى ملامح الطبيب فلا يجدون عليها علامات التعجّب.
ـ دكتور، هل من خبر ؟! لا نراك تنبئ عن شيء جديد!
ـ لم أُفاجأ بشفاء السيّد أبداً، ولم أتعجّب للأمر.
ـ كيف ذلك يا دكتور ونحن كنّا يائسين من حياته وها هو على حالة من العافية!
قال الدكتور وقد أحنى رأسه إلى الأرض خاشعاً، وأغرورقت عيناه بالدموع: لأنّي رأيت العبّاس أمس في عالم الرؤيا.. فأخبرني بشفاء السيّد قائلاً لي: إنّ مريضك قد شُفي، فجئتُ إليكم لأرى حقيقةً علمتُ بها من قبل.. أجل ليس ذلك بعيداً ولا كثيراً على قمر بني هاشم صاحب الكرامات العالية.
( أعجب القصص في كرامات العبّاس عليه السّلام ص 112 ـ 115 )
