الإمام الجواد (عليه السّلام) يبيّن معنى « الأحد »
مرسل: الأحد نوفمبر 21, 2010 4:52 pm
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
الإمام الجواد عليه السّلام يبيّن معنى « الأحد »
• روى أبو هاشم داود بن القاسم الجعفري، قال: قلتُ لأبي جعفر الثاني (عليه السّلام):{ قل هو الله أحد } ما معنى الأحد ؟
قال (عليه السّلام): المُجمَع عليه بالوحدانيّة، أما سمعتَه يقول:{ وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَن خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللهُ }
ثمّ يقولون بعد ذلك: له شريك وصاحبة!
فقلت: قولُه { لا تُدْرِكُهُ الأبْصارُ } ؟
قال: يا أبا هاشم، أوهامُ القلوب أدقُّ من أبصار العيون؛ أنت قد تُدرك بوهمك السِّند والهند والبلدان التي لم تدخلها، ولا تدرك ببصرك ذلك؛ فأوهام القلوب لا تدركه، فكيف تدركه الأبصار ؟!
• وروى أبو هاشم الجعفري، قال: كنت عند أبي جعفر الثاني (عليه السّلام)، فسأله رجل فقال: أخبِرني عن الربّ تبارك وتعالى، أله أسماء وصفات في كتابه ؟ وهل أسماؤه وصفاته هي هو ؟
فقال أبو جعفر (عليه السّلام): إنّ لهذا الكلام وجهَين:
إن كنتَ تقول " هي هو أنّه ذو عدد وكثرة "، فتعالى اللهُ عن ذلك.
وإن كنتَ تقول « هذه » الصفات والأسماء لَم تَزَل »، فإنّ « لم تَزَل » محتمل على معينيَن: فإن قلتَ « لم تزل عنده في عِلمه وهو يستحقّها » فنعم.
وإن كنتَ تقول « لم تَزَل صورُها وهِجاؤها وتقطيع حروفها »، فمعاذ الله أن يكون معه شيء غيره!
بل كان الله « تعالى ذِكرُه » ولا خَلْق، ثمّ خَلَقها وسيلةً بينه وبين خلقه، يتضرّعون بها إليه ويعبدونه، وهي ذِكرُه، وكان الله سبحانه ولا ذِكر. والمذكور بالذِّكر هو الله القديم الذي لَم يَزَل، والأسماء والصفات مخلوقات، والمعنيّ بها هو الله الذي لا يليق به الاختلاف ولا الائتلاف، وإنّما يختلف ويتألّف المتجزّئ.
ولا يُقال له: قليل ولا كثير، ولكنّه القديم في ذاته، لأنّ ما سوى الواحد متجزّئ، والله واحد لا متجزّئ ولا مُتوهَّم بالقلّة والكثرة؛ وكلّ متجزّئ أو مُتوهَّم بالقلّة والكثرة فهو مخلوق دالٌّ على خالقٍ له.
فقولُك « إنّ الله تعالى قدير » خبرتَ أنّه لا يُعجزه شيء، فنَفَيتَ بالكلمة العجزَ، وجعلتَ العجز لسواه.
وكذلك قولك « عالم ، إنّما نَفَيتَ بالكلمة الجهلَ، وجعلتَ الجهل لسواه. فإذا أفنى الله الأشياء أفنى الصورةَ والهجاءَ والتقطيع، فلا يزال مَن لَم يَزَل عالماً.
فقال الرجل: فكيف سَمَّينا ربَّنا سميعاً ؟
فقال (عليه السّلام): لأنّه لا يخفى عليه ما يُدرَك بالأسماع، ولم نَصِفْه بالسمع المعقول في الرأس.
وكذلك سَمّيناه « بصيراً » لأنّه لا يخفى عليه ما يُدرَك بالأبصار من لون أو شخص أو غير ذلك، ولم نصفه ببصرِ طرفةِ العين.
وكذلك سمّيناه « لطيفاً » لعِلمه بالشيء اللطيف مثل البعوضة وما هو أخفى من ذلك، وموضع المشي منها، والشهود والسِّفاد، والحَدب على أولادها، وإقامة بعضها على بعض، ونقلها الطعامَ والشراب إلى أولادها في الجبال والمَفاوِز والأودية والقِفار؛ فعلمنا بذلك أنّ خالفها لطيف بلا كيف، إذ الكيفيّة للمخلوق المكيَّف.
وكذلك سَمَّينا ربَّنا « قويّاً » بلا قوّة البطش المعروف في الخلق؛ ولو كانت قوّته قوّة البطش المعروف في الخلق لوقع التشبيه واحتمل الزياد، وما احتمل الزيادة احتمل النقصان؛ وما كان ناقصاً كان غير قديم، وما كان غير قديم كان عاجزاً.
فربُّنا تبارك وتعالى لا شِبه له ولا ضِدّ ولا نِدّ ولا كيفيّة ولا نهاية ولا تصاريف، مُحرّمٌ على القلوب أن تحمله، وعلى الأوهام أن تَحِدّه، وعلى الضمائر أن تُصوّره، جلّ وعزّ عن أداة خلقه وسمات بَريّته، تعالى عن ذلك علوّاً كبيراً .
شبكة الإمام الرضا (عليه السلام)
الإمام الجواد عليه السّلام يبيّن معنى « الأحد »
• روى أبو هاشم داود بن القاسم الجعفري، قال: قلتُ لأبي جعفر الثاني (عليه السّلام):{ قل هو الله أحد } ما معنى الأحد ؟
قال (عليه السّلام): المُجمَع عليه بالوحدانيّة، أما سمعتَه يقول:{ وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَن خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللهُ }
ثمّ يقولون بعد ذلك: له شريك وصاحبة!
فقلت: قولُه { لا تُدْرِكُهُ الأبْصارُ } ؟
قال: يا أبا هاشم، أوهامُ القلوب أدقُّ من أبصار العيون؛ أنت قد تُدرك بوهمك السِّند والهند والبلدان التي لم تدخلها، ولا تدرك ببصرك ذلك؛ فأوهام القلوب لا تدركه، فكيف تدركه الأبصار ؟!
• وروى أبو هاشم الجعفري، قال: كنت عند أبي جعفر الثاني (عليه السّلام)، فسأله رجل فقال: أخبِرني عن الربّ تبارك وتعالى، أله أسماء وصفات في كتابه ؟ وهل أسماؤه وصفاته هي هو ؟
فقال أبو جعفر (عليه السّلام): إنّ لهذا الكلام وجهَين:
إن كنتَ تقول " هي هو أنّه ذو عدد وكثرة "، فتعالى اللهُ عن ذلك.
وإن كنتَ تقول « هذه » الصفات والأسماء لَم تَزَل »، فإنّ « لم تَزَل » محتمل على معينيَن: فإن قلتَ « لم تزل عنده في عِلمه وهو يستحقّها » فنعم.
وإن كنتَ تقول « لم تَزَل صورُها وهِجاؤها وتقطيع حروفها »، فمعاذ الله أن يكون معه شيء غيره!
بل كان الله « تعالى ذِكرُه » ولا خَلْق، ثمّ خَلَقها وسيلةً بينه وبين خلقه، يتضرّعون بها إليه ويعبدونه، وهي ذِكرُه، وكان الله سبحانه ولا ذِكر. والمذكور بالذِّكر هو الله القديم الذي لَم يَزَل، والأسماء والصفات مخلوقات، والمعنيّ بها هو الله الذي لا يليق به الاختلاف ولا الائتلاف، وإنّما يختلف ويتألّف المتجزّئ.
ولا يُقال له: قليل ولا كثير، ولكنّه القديم في ذاته، لأنّ ما سوى الواحد متجزّئ، والله واحد لا متجزّئ ولا مُتوهَّم بالقلّة والكثرة؛ وكلّ متجزّئ أو مُتوهَّم بالقلّة والكثرة فهو مخلوق دالٌّ على خالقٍ له.
فقولُك « إنّ الله تعالى قدير » خبرتَ أنّه لا يُعجزه شيء، فنَفَيتَ بالكلمة العجزَ، وجعلتَ العجز لسواه.
وكذلك قولك « عالم ، إنّما نَفَيتَ بالكلمة الجهلَ، وجعلتَ الجهل لسواه. فإذا أفنى الله الأشياء أفنى الصورةَ والهجاءَ والتقطيع، فلا يزال مَن لَم يَزَل عالماً.
فقال الرجل: فكيف سَمَّينا ربَّنا سميعاً ؟
فقال (عليه السّلام): لأنّه لا يخفى عليه ما يُدرَك بالأسماع، ولم نَصِفْه بالسمع المعقول في الرأس.
وكذلك سَمّيناه « بصيراً » لأنّه لا يخفى عليه ما يُدرَك بالأبصار من لون أو شخص أو غير ذلك، ولم نصفه ببصرِ طرفةِ العين.
وكذلك سمّيناه « لطيفاً » لعِلمه بالشيء اللطيف مثل البعوضة وما هو أخفى من ذلك، وموضع المشي منها، والشهود والسِّفاد، والحَدب على أولادها، وإقامة بعضها على بعض، ونقلها الطعامَ والشراب إلى أولادها في الجبال والمَفاوِز والأودية والقِفار؛ فعلمنا بذلك أنّ خالفها لطيف بلا كيف، إذ الكيفيّة للمخلوق المكيَّف.
وكذلك سَمَّينا ربَّنا « قويّاً » بلا قوّة البطش المعروف في الخلق؛ ولو كانت قوّته قوّة البطش المعروف في الخلق لوقع التشبيه واحتمل الزياد، وما احتمل الزيادة احتمل النقصان؛ وما كان ناقصاً كان غير قديم، وما كان غير قديم كان عاجزاً.
فربُّنا تبارك وتعالى لا شِبه له ولا ضِدّ ولا نِدّ ولا كيفيّة ولا نهاية ولا تصاريف، مُحرّمٌ على القلوب أن تحمله، وعلى الأوهام أن تَحِدّه، وعلى الضمائر أن تُصوّره، جلّ وعزّ عن أداة خلقه وسمات بَريّته، تعالى عن ذلك علوّاً كبيراً .
شبكة الإمام الرضا (عليه السلام)