اللهُمَ صَلْ عَلىَ مُحَمَدٍ وََ آَلِ مُحَمَدٍ الطَيِبِين الطَاهِرَينْ المُنْتَجَبِين وَعَجِلْ فَرَجَهُمْ وَ سَهِلْ مَخْرَجَهُمّ الشَرَيفْ
وَإجْعَلْنا مِن شِيعَتَهُم وَ أنصَارِهِم وَخُدَام تُرَابَ أقْدَامِهْم أرْوَاحُنَا لهُمْ الفِداءْ وَإِلْعَنْ أَعدَائَهِمْ إَلىَ يَوم الّدِينْ
تعريف الانسان وماهيته
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على خير خلقه اجمعين محمد واله الطاهرين واللعن الدائم على اعدائم اجمعين الى قيام يوم الدين
قال السيد كمال الحيدري في كتابه التربية الروحية ص 156 : (( هناك علمان يستطيع الباحث من خلالهما الاجابة عن هذا التساؤل )) والتساؤل هو كان حول ماهية الانسان وماهية النفس الانسانية . ومن الواضح جدا من خلال هذه العبارة يتضح جليا للقارئ الكريم ان بيان الانسان وماهيته يحتاج الى مقدمة وهذه المقدمة هي علمان هما :-
(( 1- علم النفس التجريبي . و 2- علم النفس الفلسفي )) – انتهى كلام السيد كمال الحيدري – وهنا لابد من معرفة هذين العلمين قبل الدخول في في تعريف الانسان وماهيته :-
1- علم النفس التجريبي :-
ويعرف بانه احد فروع علم النفس الاساسية التي تستهدف ابتكار طرق جديدة للبحث العلمي وتطوير اساليب اجراء وتصميم التجارب العلمية . وهو ايضا العلم الذي يجيب عن السؤال كيف ؟ - فهو كمسمى يعلمنا كيفية استجابة الاشخاص للمثيرات الحسية وكيفية ادراكها من حولهم . يهتم علم النفس التجريبي بشكل خاص بدراسة ظواهر نفسية معينة كالانتباه والادراك والتعلم والتذكر وتطبيق المنهج التجريبي لدراستها .
2- علم النفس الفلسفي :-
وهو علم الاجسام الحية الذي يفسر معطيات التجربة على ضوء المبادئ الميتافيزيقية . وهذا التعريف اعتمده ( جي ف دونسيل في كتابه علم النفس الفلسفي .
سؤال :-
ماهي الميتافيزيقيا ؟ -
الجواب :-
كلمة (( ميتافيزيقيا )) هي تعريب للكلمة اليونانية (( تامتافوسيكا )) – ومعناها : " مابعد الطبيعة " . والاصل في هذا الاسم يرجع الى كتب ارسطو لما نشرها اندورتيقوس الروسي في القرن الاول قبل الميلاد .
فاذن على ضوء ماتقدم من البيان فان تعريف الانسان وبيانه هو يقع ضمن علم النفس الفلسفي . ومن خلال ذلك قال السيد كمال الحيدري ص 157 : (( فنقول ان الله سبحانه وتعالى قد تعلقت ارادته الازلية في ان يوجد موجودات مختلفة جعل لبعضها عقلا دون شهوة وغضب واوجد في بعضها الاخر شهوة وغضبا دون عقل وركب القسم الثالث من العقل والشهوة والغضب والقسم الاول من هذه الموجودات هو ماتعبر عنه الايات والروايات ب (( الملائكة )) – ويعبر عنه في البحوث الفلسفية ب (( العقول )) – ويختص القسم الثاني ب (( الحيوانات )) – ويختص القسم الثالث ب (( الانسان )) الذي عجنت فيه القوى الثلاث معا )) – انتهى كلام السيد الحيدري .
ان الانسان كائن حي يمشي على قدمين وهو من الثدييات الرئيسة . ينتمي الانسان العاقل جنس البشر هو العاقل الوحيد فيمتلك خلافا لبقية الحيوانات على الارض دماغ على التطور قادر على التفكير المجرد واستخدام اللغة والنطق والتفكير واعطاء حلول للمشاكل التي يواجهها الانسان . لقد اظهرت دراسة الاحفوريات وتحليل الحمض النووي للمتقدرات تشير الى ان الانسان الحديث كان في افريقيا قبل حوالي ( 200 ) الف عام . الان يستوطن البشر كل القارات ومدارات الارض المنخفضة بعدد اجمالي يصل الى ( 6 .7 ) مليار نسمة وذلك حسب احصائية 2009 .
ان اصل كلمة انسان في كلام العرب يرجع الى معنى الظهور عكس الجن . ثم انهم ذكروا للانسان معنى اخر هو : النسيان . فقد اورد ابن منظور عن ابن عباس قوله : (( انما سمي الانسان انسانا لانه عهد اليه فنسي )) . اذ يقول الله سبحانه وتعالى في القران الكريم بهذا الصدد : (( ولقد عهدنا الى ادم من قبل فنسي فلم نجد له عزما )) – وبهذا قال – الكوفيون – انه مشتق من النسيان . لذا فان معنى الانسان في كلام العرب يعني الظهور . ومعرفة هذه النتيجة لها دور مهم في تحديد مايجب ان يكون الانسان عليه . فمادام ان الظهور اصل معناه فيفترض به ان يكون الظهور سمته البارزة فيحقق هذا المعنى في نفسه وطريقته وحياته فيكون ظاهرا في مبادئه وقيمه واخلاقه ودينه الذي يؤمن به فلايستخفي ولايتوارى كما يتوارى الجن . وفي راي اخر : اصل كلمة انسان هي الانس وتعني الوناسة فهو الكائن الذي انست الارض بوجوده وعكسها الوحش اي الوحشة ومكان موحش يعني المكان الذي يخلو من الانسان . نعم ان الانسان يكون زهرة وانسا للارض حال ان كان صالحا عاملا للخير والفلاح بحيث يكون الناس منه بامن وسلام وان كان ظالما سفاكا للدماء ياخذ الناس بقبضة الحديد والنار فهذا لايحسب على الانسانية والانسان اطلاقا .
خادمكم
الشيخ جواد الخفاجي
المصادر :-
1- كتاب التربية الروحية للسيد كمال الحيدري ص 156 – 157
2- محمد نجيب الصحوة وعبد الفتاح القرشي 1995 / 33
3- موسوعة الفلسفة – عبد الرحمن البدوي .
منقول
وَإجْعَلْنا مِن شِيعَتَهُم وَ أنصَارِهِم وَخُدَام تُرَابَ أقْدَامِهْم أرْوَاحُنَا لهُمْ الفِداءْ وَإِلْعَنْ أَعدَائَهِمْ إَلىَ يَوم الّدِينْ
تعريف الانسان وماهيته
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على خير خلقه اجمعين محمد واله الطاهرين واللعن الدائم على اعدائم اجمعين الى قيام يوم الدين
قال السيد كمال الحيدري في كتابه التربية الروحية ص 156 : (( هناك علمان يستطيع الباحث من خلالهما الاجابة عن هذا التساؤل )) والتساؤل هو كان حول ماهية الانسان وماهية النفس الانسانية . ومن الواضح جدا من خلال هذه العبارة يتضح جليا للقارئ الكريم ان بيان الانسان وماهيته يحتاج الى مقدمة وهذه المقدمة هي علمان هما :-
(( 1- علم النفس التجريبي . و 2- علم النفس الفلسفي )) – انتهى كلام السيد كمال الحيدري – وهنا لابد من معرفة هذين العلمين قبل الدخول في في تعريف الانسان وماهيته :-
1- علم النفس التجريبي :-
ويعرف بانه احد فروع علم النفس الاساسية التي تستهدف ابتكار طرق جديدة للبحث العلمي وتطوير اساليب اجراء وتصميم التجارب العلمية . وهو ايضا العلم الذي يجيب عن السؤال كيف ؟ - فهو كمسمى يعلمنا كيفية استجابة الاشخاص للمثيرات الحسية وكيفية ادراكها من حولهم . يهتم علم النفس التجريبي بشكل خاص بدراسة ظواهر نفسية معينة كالانتباه والادراك والتعلم والتذكر وتطبيق المنهج التجريبي لدراستها .
2- علم النفس الفلسفي :-
وهو علم الاجسام الحية الذي يفسر معطيات التجربة على ضوء المبادئ الميتافيزيقية . وهذا التعريف اعتمده ( جي ف دونسيل في كتابه علم النفس الفلسفي .
سؤال :-
ماهي الميتافيزيقيا ؟ -
الجواب :-
كلمة (( ميتافيزيقيا )) هي تعريب للكلمة اليونانية (( تامتافوسيكا )) – ومعناها : " مابعد الطبيعة " . والاصل في هذا الاسم يرجع الى كتب ارسطو لما نشرها اندورتيقوس الروسي في القرن الاول قبل الميلاد .
فاذن على ضوء ماتقدم من البيان فان تعريف الانسان وبيانه هو يقع ضمن علم النفس الفلسفي . ومن خلال ذلك قال السيد كمال الحيدري ص 157 : (( فنقول ان الله سبحانه وتعالى قد تعلقت ارادته الازلية في ان يوجد موجودات مختلفة جعل لبعضها عقلا دون شهوة وغضب واوجد في بعضها الاخر شهوة وغضبا دون عقل وركب القسم الثالث من العقل والشهوة والغضب والقسم الاول من هذه الموجودات هو ماتعبر عنه الايات والروايات ب (( الملائكة )) – ويعبر عنه في البحوث الفلسفية ب (( العقول )) – ويختص القسم الثاني ب (( الحيوانات )) – ويختص القسم الثالث ب (( الانسان )) الذي عجنت فيه القوى الثلاث معا )) – انتهى كلام السيد الحيدري .
ان الانسان كائن حي يمشي على قدمين وهو من الثدييات الرئيسة . ينتمي الانسان العاقل جنس البشر هو العاقل الوحيد فيمتلك خلافا لبقية الحيوانات على الارض دماغ على التطور قادر على التفكير المجرد واستخدام اللغة والنطق والتفكير واعطاء حلول للمشاكل التي يواجهها الانسان . لقد اظهرت دراسة الاحفوريات وتحليل الحمض النووي للمتقدرات تشير الى ان الانسان الحديث كان في افريقيا قبل حوالي ( 200 ) الف عام . الان يستوطن البشر كل القارات ومدارات الارض المنخفضة بعدد اجمالي يصل الى ( 6 .7 ) مليار نسمة وذلك حسب احصائية 2009 .
ان اصل كلمة انسان في كلام العرب يرجع الى معنى الظهور عكس الجن . ثم انهم ذكروا للانسان معنى اخر هو : النسيان . فقد اورد ابن منظور عن ابن عباس قوله : (( انما سمي الانسان انسانا لانه عهد اليه فنسي )) . اذ يقول الله سبحانه وتعالى في القران الكريم بهذا الصدد : (( ولقد عهدنا الى ادم من قبل فنسي فلم نجد له عزما )) – وبهذا قال – الكوفيون – انه مشتق من النسيان . لذا فان معنى الانسان في كلام العرب يعني الظهور . ومعرفة هذه النتيجة لها دور مهم في تحديد مايجب ان يكون الانسان عليه . فمادام ان الظهور اصل معناه فيفترض به ان يكون الظهور سمته البارزة فيحقق هذا المعنى في نفسه وطريقته وحياته فيكون ظاهرا في مبادئه وقيمه واخلاقه ودينه الذي يؤمن به فلايستخفي ولايتوارى كما يتوارى الجن . وفي راي اخر : اصل كلمة انسان هي الانس وتعني الوناسة فهو الكائن الذي انست الارض بوجوده وعكسها الوحش اي الوحشة ومكان موحش يعني المكان الذي يخلو من الانسان . نعم ان الانسان يكون زهرة وانسا للارض حال ان كان صالحا عاملا للخير والفلاح بحيث يكون الناس منه بامن وسلام وان كان ظالما سفاكا للدماء ياخذ الناس بقبضة الحديد والنار فهذا لايحسب على الانسانية والانسان اطلاقا .
خادمكم
الشيخ جواد الخفاجي
المصادر :-
1- كتاب التربية الروحية للسيد كمال الحيدري ص 156 – 157
2- محمد نجيب الصحوة وعبد الفتاح القرشي 1995 / 33
3- موسوعة الفلسفة – عبد الرحمن البدوي .
منقول
