اللهمّ عرّفني نفسك، فإنّك إنْ لم تعرّفني نفسَك لمْ أعرف نبيّك، اللهمّ عرّفني رسولك، فإنّك إنْ لم تعرّفني رسولك لم أعرفْ حجّتك، اللهمّ عرّفني حجّتك، فإنّك إنْ لم تعرّفني حجّتك ضلَلتُ عن ديني

عوامل إستشعار لذة العبادة

"وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ"

المشرف: أنوار فاطمة الزهراء

صورة العضو الرمزية
ام حنان
فـاطـمـيـة
مشاركات: 3584
اشترك في: الأربعاء فبراير 04, 2009 3:36 pm

عوامل إستشعار لذة العبادة

مشاركة بواسطة ام حنان »

اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم ياكريم

قال الإمام زين العابدين – عليه السلام- في مناجاة المطيعين

( اللهم احملنا في سفن نجاتك, ومتعنا بلذيذ مناجاتك,

وأوردنا حياض حبك, وأذقنا حلاوة ودك وقربك).

إن للمناجاة والعبادة والقرب الإلهي لذة وحلاوة وسعادة.

وهذا مما تدل عليه الكثير من الأدلة الشرعية مضافاً إلى كونه

من الأمور المشهودة لدى أهلها. ولكن كثيراً منا -

رغم مرور سنوات عديدة على عبادته الله تعالى –

لم يشعر حتى الآن بتلك اللذة والحلاوة والسعادة.

ونحن هنا نريد أن نذكر أربعة عوامل هامة في سبيل الالتذاذ والاستمتاع بالعبادة والمناجاة:


العامل الأول : أن يدرك العقل والقلب أهمية العبادة:

الإنسان كائن علمي, يتحرك نحو أي أمر تبعاً لما يدركه من أهمية ذلك الأمر

وخطورته ودوره في حياته وفي الوصول إلى أهدافه.

كلما زاد إدراكه لتلك الأهمية زاد سعيه واشتدت حركته.

فمن يدرك أهمية الشهادة العلمية في تأمين مستقبله –

مثلاً – يتحرك نحو تحصيل تلك الشهادة , ويبذل الوقت والجهد

ويسهر الليالي ليتحقق ذلك الهدف.

ومن يدرك أهمية الحصول على وظيفة يتحرك أيضاً

حركة تتناسب مع ما أدركه من أهمية, فيذهب هنا وهناك,

ويقف منتظراً في الصفوف الطويلة أملاً في الحصول على الوظيفة.

نحن كذلك بحاجة إلى إدراك أهمية ودور العبادة والمناجاة

والشعائر الدينية في حياتنا الدنيوية, وفي تأمين الحياة الأبدية.

علماً أن الإدراك له مرحلتان: الأولى العقل, والأخرى القلب.

وكل مرحلة لها مراتب متفاوتة. ونحن نريد إيصال تلك الأهمية إلى أعلى المراتب

في كلتا المرحلتين. فلا يكفي أن يصدّق العقل إذا لم يؤمن القلب بذلك.

العامل الثاني: تخصيص وقت للعبادة:

من يقرأ الدعاء وهو يفكر في إنهاء الدعاء فلا يمكن أن يشعر بمعاني وروح الدعاء.

من يقرأ القرآن الكريم وهمّه إنهاء السورة لا يستطيع أن يحلق في أجواء القرآن .

من يصلي وهو يريد الانتهاء من الصلاة لا يعي أن الصلاة معراج المؤمن.

لذا علينا أن نخصص وقتاً للعبادة, بحيث نجمع فيه قوانا العقلية والجسدية

وجميع الحواس في العبادة.

والحديث المشهور عن رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم –

( أرحنا يا بلال). الراحة بماذا ؟ هل بالانتهاء من الصلاة, كلا.

بل بالصلاة وبالدخول في الصلاة والتسامي معها في عالم آخر,

فالصلاة قرة عين الرسول – صلى الله عليه وآله – كما جاء في الرواية.

إذن راحة المؤمن ليس بالانتهاء من العبادة بل في العبادة وبالعبادة,

يرتاح ويسعد عندما يشتغل بذكر الله. ومن العوامل المؤثرة في ذلك

عدم الانشغال بأمور أخرى في وقت العبادة حتى لا تأخذ قسطاً

من تفكير واهتمام الإنسان في ذلك الوقت.

العامل الثالث: الاستعداد والتهيؤ للعبادة قبل وقتها:

عندما يريد الإنسان أن يدخل امتحاناً أو اختباراً,

فهو بحاجة إلى تهيئة واستعداد نفسي وذهني وجسدي

لكي يقوم بالامتحان بمستوى مقبول.

وهكذا من يريد الدخول على شخصية مهمة أو القيام بدور متميز,

فإنه يجمع المعلومات التي يحتاجها ويعدّ نفسه من جميع الجهات لذلك.

العبادة أيضاً بحاجة إلى استعداد وتهيأ لها. لنذكر الآن بعض الأمثلة:

المثال الأول:

الصلاة: بعض المؤمنين لا يتحرك نحو الصلاة إلا بعد دخول الوقت,

يرتفع صوت الأذان والإقامة وهو ما زال مشغولاً بالحسابات والسوالف والجوّال,

ومباشرة ينتقل من هذه الشواغل إلى تكبيرة الإحرام.

فهو يدخل في الصلاة وجوارحه وقلبه ما زالت مشغولة بالدنيا وبالأمور المتفرقة.

أما الروايات الشريفة فقد حثت على الاستعداد للصلاة قبل دخول الوقت,

وفي الحديث الشريف (ما وقرّ الصلاة من أخرّ الطهارة لها حتى يدخل وقتها).

إذن حتى تتفاعل مشاعرنا وروحنا مع الصلاة علينا أن نتهيأ للصلاة

ونستعد لها قبل دخول الوقت, وقد حثت الروايات على المسارعة

في دخول المسجد.

المثال الثاني: الصيام:

نحن نستعد لشهر رمضان المبارك بإحصاء جدول للمسلسلات الجديدة,

وبشراء الأغذية الكثيرة حتى أن عربات التسوق في السوبرماركت

تضج وتئن من ثقل البضائع. وهكذا نمضي شهر رمضان في مشاهدة المسلسلات

والطبخ والأكل والشرب والتسوق – حيث تزداد العروض والتخفيضات-

فلا يبقى مجال للروح لكي تتذوق شيئاً من لذة الصيام.

يقول الإمام الرضا- عليه السلام- : (وأكثِر من الدعاء والاستغفار وتلاوة القرآن,

وتب إلى الله من ذنوبك ليقبل شهر الله عليك وأنت مخلص لله عزّ وجلّ).

فالاستعداد لشهر رمضان المبارك يكون بما ذكره الإمام المعصوم – عليه السلام- .

المثال الثالث : ليلة القدر:

حتى نندمج وننصهر في ليلة القدر علينا أن نمّهد لذلك قبلها,

ولعل من الحكمة الإلهية – حيث جعلها في العشر الأواخر-

هي تهيئة المؤمنين خلال الليالي السابقة لاستقبال هذه الليلة العظيمة.

أيها الأحبة,, هذا موسى الكليم – عليه السلام-

وهو أحد الأنبياء أولي العزم حتى يصل إلى الميقات الخاص مع الله تعالى

احتاج إلى أربعين ليلة فكيف بنا نحن, قال الله تعالى (

وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلاَثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً).

المثال الرابع: الحج :

خلال يومين أو ثلاثة نريد أن نفهم ونحفظ جميع الأحكام الفقهية للحج,

والأسرار, وآداب الحج, وأخلاقيات الحج فهل يمكن كل ذلك في هذه الفترة القصيرة؟

لماذا لا نبدأ من شهر رمضان ونستعد للحج, فها هي أدعية شهر رمضان

تلوّح لنا بالحج. بل في حديث الإمام الصادق – عليه السلام –

( يا عيسى إني أحبّ أن يراك الله عزّ وجلّ فيما بين الحج إلى الحج وأنت تتهيأ للحج).

هذه مرتبة عليا, حيث يبدأ المؤمن في الاستعداد على جميع المستويات

ليحج حجاً محمدياً بعد أحد عشر شهراً, فيشتغل خلال هذه الأشهر

وبشكل تدريجي مستمر في التفكير بالحج.

العامل الرابع: ترك الذنوب:

قال أمير المؤمنين – عليه السلام – ( كيف يجد لذة العبادة من لا يصوم عن الهوى).

حتى تستطيع الروح أن تتذوق لذة وحلاوة العبادة يجب أن تصوم عن الهوى والذنوب

والشبهات.

العبادة شراب لذيذ, فإذا خلطته بشراب الذنوب العفن النتن

فلن تستطيع أن تلتذ بطعم العبادة.

الحق والباطل لا يجتمعان في وعاء واحد, النور والظلمة لا تجتمعان

منقول
صورة العضو الرمزية
عاشقة محمد المصطفى
فـاطـمـيـة
مشاركات: 93
اشترك في: الخميس فبراير 16, 2012 5:53 pm

Re: عوامل إستشعار لذة العبادة

مشاركة بواسطة عاشقة محمد المصطفى »

جزاك الله خيرا وجعله في ميزان اعمالك
[align=]صورة[/align]
صورة العضو الرمزية
دماء الزهراء
فـاطـمـيـة
مشاركات: 43141
اشترك في: الخميس يناير 07, 2010 9:08 pm

Re: عوامل إستشعار لذة العبادة

مشاركة بواسطة دماء الزهراء »

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


صورة

دَعَوَاتِي لَكُم بِالتَّوْفِيْق وَقَضَاء الْحَوَائِج عَاجِلَا كَلَمْح البَصرِبِحق شَهِيْد كَرْبُلْاءَ(ع)

نسْالُكُم خَالِص الْدُّعَاء

الْلَّهُم صَل عَلَى مُحَمَّد وَآَل مُحَمَّد الْطَّيِّبِين الْطَّاهِرِيْن
يقول الإمام الصادق(ع)"العامل بالظّلم والرَّاضي به والمعين له شركاء ثلاثتهم"
صورة العضو الرمزية
عباءة زينب
فـاطـمـيـة
مشاركات: 2134
اشترك في: الخميس فبراير 24, 2011 2:30 pm

Re: عوامل إستشعار لذة العبادة

مشاركة بواسطة عباءة زينب »

صورة
اللهم صل على محمد وال محمد الابرار الاخيار

اللهم كن لوليك الحجه ابن الحسن صلواتك عليه وعلى ابائه في هذة الساعة وفي كل ساعة وليا وحافظا وقائدا وناصرا ودليلا وعينا حتى تسكنة ارضك طوعا وتمتعة فيها طويلا برحمتك ياأرحم الراحمين
وهب لنا رافتة وحمتة ودعاة ورضاة عنا يارب العالمين


ربي يجزاك الف خير ع الطرح الرائع

اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
اللهم صل على محمد وآل محمد وانصرنا بحقك وحقهم ياعظيم
صورة العضو الرمزية
شجرة النبوة
فـاطـمـيـة
مشاركات: 5492
اشترك في: الاثنين يناير 04, 2010 12:04 am

Re: عوامل إستشعار لذة العبادة

مشاركة بواسطة شجرة النبوة »

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا جزيلا لكم على هذا الطرح الجميل .. بارك الله فيكم وقضى حوائجكم في الدينا والأخرة
صورة العضو الرمزية
الفردوس المحمدي
نائب المدير الإداري
مشاركات: 14973
اشترك في: الاثنين سبتمبر 13, 2010 9:00 pm
مكان: مع محمد وآل محمد (عليهم السلام)

Re: عوامل إستشعار لذة العبادة

مشاركة بواسطة الفردوس المحمدي »

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وأهلك أعدائهم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيك وسدد خطاك على جميل ماقدمتي
سلمت يداك على هذه المشاركة القيمة
وفقكم الله بتوفيق وسداد آل البيت عليهم السلام

دمت في رعاية الله تعالى وحفظه..
إلهي ... أنت كما أحب فاجعلني كما تحب
صورة العضو الرمزية
عشقِي الأبدي هو الله
عضو موقوف
مشاركات: 49213
اشترك في: السبت أكتوبر 04, 2008 5:03 pm
مكان: في قلب منتداي الحبيب

Re: عوامل إستشعار لذة العبادة

مشاركة بواسطة عشقِي الأبدي هو الله »

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
واللعنة الدآئمة الوبيلة على أعدآئهم وظالميهم أجمعين

مشكورة اختي الكريمة على الطرح
ووفقكم الله ورعاكم, وسدد الرحمن خطاكم وقضى حوائجكم
وصلّي‌ الله‌ على محمّد وآله‌ الطاهرين‌
( حسبي الله ونعم الوكيل )

العودة إلى ”روضـة الإبتهال والتضرع الى الله تعالى“