اللهمّ عرّفني نفسك، فإنّك إنْ لم تعرّفني نفسَك لمْ أعرف نبيّك، اللهمّ عرّفني رسولك، فإنّك إنْ لم تعرّفني رسولك لم أعرفْ حجّتك، اللهمّ عرّفني حجّتك، فإنّك إنْ لم تعرّفني حجّتك ضلَلتُ عن ديني

مكائد الشيطان وتسلطه على الإنسان (1)

"وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ"

المشرف: أنوار فاطمة الزهراء

صورة العضو الرمزية
سيماء - الزهراء
مشاركات: 10548
اشترك في: الجمعة مايو 04, 2012 7:14 am

مكائد الشيطان وتسلطه على الإنسان (1)

مشاركة بواسطة سيماء - الزهراء »

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


مكائد الشيطان وتسلطه على الإنسان

إنّ وسوسة الشيطان ومكائده لا تقتصر فقط على المشركين والمنافقين، بل نشاطه الشيطانيّ تجاه المؤمنين بالله تعالى أكثر من غيرهم، حيث بمجرّد أن يجد نقطة ضعف لديهم، فإنّه يستغلّ الفرص، ويأتي بحيل مختلفة، فيُلقي عليهم حبال مكائده ويُسوّل لهم، وما إن يستدرجهم إلى فخّ الإغواء حتّى يُملي عليهم ما يُريده. قال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى الشَّيْطَانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلَى لَهُمْ﴾، وقال أيضاً: ﴿الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاء وَاللهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مِّنْهُ وَفَضْلاً وَاللهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ﴾، ﴿يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُورً﴾.

ويقول الإمام عليّ عليه السلام: "أُقسم بالله لسمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: إنّ الشيطان إذا حمل قوماً على الفواحش مثل الزنا وشرب الخمر والربا وما أشبه ذلك من الخنى والمأثم، حبّب إليهم العبادة الشديدة والخشوع والركوع والخضوع والسجود، ثمّ حملهم على ولاية الأئمة الذين يدعون إلى النار".

ومن صور مكائد الشيطان ووسوسته الخبيثة والماكرة، نذكر ما يلي:

1- إنّ أعظم عمل يقوم به المؤمن فينزعج منه الشيطان ويتفجّر غضباً، هو ذكر الله تعالى وطلب المغفرة منه، لأنّه فيه مطردة للشيطان كما يقول الإمام عليّ عليه السلام: "ذكر الله مطردة الشيطان".


لذا فإنّ الشيطان وحزبه يضعون كلّ مكائدهم وحيلهم في سبيل منع ذكر الله تعالى، والاستحواذ على المؤمن وجعله يعيش حالة الغفلة والخسران. قال تعالى: ﴿سْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنسَاهُمْ ذِكْرَ اللهِ أُوْلَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ﴾23.

أمّا الذين يذكرون الله تعالى ويستغفرونه، حتماً فإنّ المعادلة الإلهيّة معهم مختلفة تماماً، قال الله سبحانه: ﴿وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ * أُوْلَئِكَ جَزَآؤُهُم مَّغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ﴾24.

يقول الإمام الصادق عليه السلام: "لمّا نزلت هذه الآية: ﴿وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً...﴾

صعد إبليس جبلاً بمكّة يُقال له: ثور، فصرخ بأعلى صوته بعفاريته فاجتمعوا إليه، فقالوا: يا سيّدنا لِمَ دعوتنا؟
قال: نزلت هذه الآية، فمن لها؟
فقام عفريت من الشياطين فقال: أنا لها بكذا وكذا،
قال: لست لها،
فقام آخر فقال مثل ذلك،
فقال: لست لها،
فقال الوسواس الخنّاس: أنا لها،
قال: بماذا؟
قال: أعدهم وأمنّيهم حتّى يواقعوا الخطيئة فإذا واقعوا الخطيئة أَنسيتُهم الاستغفار،
فقال: أنت لها فوكّله بها إلى يوم القيامة".

لذا لا بُدَّ من المداومة على ذكر الله تعالى على كلّ حال، لكي لا نترك للشيطان وحزبه أيّ منفذ أو نقطة ضعف فينا فيستغلّها، قال الإمام الصادق عليه السلام: "ما من شيء إلّا وله حدّ ينتهي إليه إلّا الذكر، فليس له حدّ ينتهي إليه، فرض الله عزَّ وجلَّ الفرائض فمن أدّاهنّ فهو حدّهنّ، وشهر رمضان فمن صامه فهو حدّه والحجّ فمن حجّ فهو حدّه، إلّا الذكر فإنّ الله عزَّ وجلَّ لم يرض منه بالقليل ولم يجعل له حدّاً ينتهي إليه، ثمّ تلا هذه الآية ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللهَ ذِكْرًا كَثِيرًا * وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلً﴾".

2- إغراء الإنسان بارتكاب الذنوب والمعاصي، وذلك عبر تزيين الأعمال السيّئة على أنّها أعمال حسنة، كما قال تعالى: ﴿أَفَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا..﴾.


أو استصغار الذنوب واستحقارها، وتصويرها على أنّ القيام بها لا يضرّ ولا يعجّل العقاب الإلهيّ وسخطه، يروي الإمام الكاظم عليه السلام: "إنّ المسيح عليه السلام قال للحواريّين: إنّ صغار الذنوب ومحقّراتها من مكائد إبليس، يُحقّرها لكم ويُصغّرها في أعينكم فتجتمع وتكثر فتحيط بكم".

يقول الإمام الصادق عليه السلام: إنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نزل بأرض قرعاء فقال لأصحابه: ائتوا بحطب.

فقالوا: يا رسول الله نحن بأرض قرعاء ما بها من حطب.
قال: فليأت كلّ إنسان بما قُدِّر عليه، فجاءوا به حتى رموا بين يديه بعضه على بعض.
فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: هكذا تجتمع الذنوب، ثم قال: إيّاكم والمحقّرات من الذنوب، فإنّ لكلّ شيء طالباً، ألا وإنّ طالبها يكتب: ﴿مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ﴾.

ويروي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "بينما موسى عليه السلام جالساً إذ أقبل إبليس...
قال موسى عليه السلام: فأخبرني بالذنب الّذي إذا أذنبه ابن آدم استحوذتَ عليه؟
قال إبليس: إذا أعجَبته نفسه، واستكثر عمله، وصغُر في عينه ذنبه".

نُلاحظ في الرواية أنّ إبليس اللعين يتحدّث عن العُجب، وهي مسألة في غاية الخطورة، لا سيّما أنّ الشيطان لا يأتي المؤمن من جهة إغوائه بالزنا أو السرقة وماشابه ذلك، لأنّ الشيطان يُدرك أنّ المؤمن يخاف الله سبحانه ولا يُمكن ببساطة أن يعصي الله في هكذا أمور، لذا الشيطان
يأتيه من باب آخر أكثر حساسيّة بالنسبة للمؤمن، وهو باب الإعجاب بالنفس والإعجاب بعبادته لله وطاعته، فضلاً عن حبّ الإطراء والمديح، ويرى نفسه مستحقّاً للثناء ويمنّ على الله بأن يعطيه الأجر والثواب، اعتقاداً منه بأنّه أصبح في مقام المقرّبين لله وخاصّته.


وهذا ما حذّر منه أمير المؤمنين عليه السلام - في كتابه للأشتر - قائلاً: "إيّاك والإعجاب بنفسك، والثقة بما يُعجبك منها، وحبّ الإطراء، فإنّ ذلك من أوثق فرص الشيطان في نفسه ليمحق ما يكون من إحسان المحسنين".

وقد صدق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حينما قال: "أعدى عدوّك نفسك الّتي بين جنبيك".
ولذا لا ننسَ أن نردّد دوماً دعاء سيّد الساجدين عليه السلام: "اللّهمّ!... وأعوذ بك من نفس لا تقنع"، لأنّ النفس والعياذ بالله كما يصفها القرآن: ﴿.. إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّيَ إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ﴾.

كتاب مظاهر الرحمة
للهم اغفر لي جميع مامضى من ذنوبي واعصمني فيما بقي من عمري وارزقني عملا زاكيا ترضى به عني
صورة العضو الرمزية
هدية فاطمة (ع)
فـاطـمـيـة
مشاركات: 30263
اشترك في: الخميس أكتوبر 15, 2009 6:31 pm

Re: مكائد الشيطان وتسلطه على الإنسان (1)

مشاركة بواسطة هدية فاطمة (ع) »

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكِ الله كل خير أختي العزيزة فاطمة سراج الدين بارك الله فيكِ على الطرح الطيب موفقين دومـــاً


عن أمير المؤمنين الإمام علي عليه السلام : أفضلُ الجهاد جهادُ النفس عن الهوى، وفِطامُها عن لذّات الدنيا
صورة
صورة العضو الرمزية
دماء الزهراء
فـاطـمـيـة
مشاركات: 43141
اشترك في: الخميس يناير 07, 2010 9:08 pm

Re: مكائد الشيطان وتسلطه على الإنسان (1)

مشاركة بواسطة دماء الزهراء »

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


جَزَاكُم الْلَّه كُل خَيْر
رَحِم الْلَّه وَالِدِيْكُم
و جَعَلَه فِي مِيْزَان حَسَنَاتِكُم
دَعَوَاتِي لَكُم بِالتَّوْفِيْق وَقَضَاء الْحَوَائِج عَاجِلَا كَلَمْح البَصرِبِحق شَهِيْد كَرْبُلْاءَ(ع)


نسْالُكُم خَالِص الْدُّعَاء


الْلَّهُم صَل عَلَى مُحَمَّد وَآَل مُحَمَّد الْطَّيِّبِين الْطَّاهِرِيْن
يقول الإمام الصادق(ع)"العامل بالظّلم والرَّاضي به والمعين له شركاء ثلاثتهم"
صورة العضو الرمزية
سيماء - الزهراء
مشاركات: 10548
اشترك في: الجمعة مايو 04, 2012 7:14 am

Re: مكائد الشيطان وتسلطه على الإنسان (1)

مشاركة بواسطة سيماء - الزهراء »

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا جزيلا لكم ع مروركم الجميل.. بارك الله فيكم وقضى حوائجكم في الدينا والأخرة
للهم اغفر لي جميع مامضى من ذنوبي واعصمني فيما بقي من عمري وارزقني عملا زاكيا ترضى به عني
صورة العضو الرمزية
عشقِي الأبدي هو الله
عضو موقوف
مشاركات: 49213
اشترك في: السبت أكتوبر 04, 2008 5:03 pm
مكان: في قلب منتداي الحبيب

Re: مكائد الشيطان وتسلطه على الإنسان (1)

مشاركة بواسطة عشقِي الأبدي هو الله »

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين واللعنة الدائمة على اعدائهم من الان الى قيام يوم الدين

السـلام عليـك يأمـير المؤمنيـن وسيد الوصييـن

عظـم الله اجـورنا واجـوركم بـمصابنـا بأمـير المؤمنيـن (ع)


اختي الكريمة شكرا جزيلا لكِ لطرحكم الموضوع القيم
الله يعطيكِ العافية وجعله الله في ميزان حسناتك
( حسبي الله ونعم الوكيل )
صورة العضو الرمزية
سيماء - الزهراء
مشاركات: 10548
اشترك في: الجمعة مايو 04, 2012 7:14 am

Re: مكائد الشيطان وتسلطه على الإنسان (1)

مشاركة بواسطة سيماء - الزهراء »

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا جزيلا لكم ع مروركم الجميل.. بارك الله فيكم وقضى حوائجكم في الدينا والأخرة
للهم اغفر لي جميع مامضى من ذنوبي واعصمني فيما بقي من عمري وارزقني عملا زاكيا ترضى به عني

العودة إلى ”روضـة الإبتهال والتضرع الى الله تعالى“