قال لي سيفتح لك الطريق (1) نقل الحكاية التالية العالم المتتبع الشيخ أحمد القاضي الزاهدي في الجزء الثالث من كتابه (عشاق المهدي)، وقد سمعها مباشرة من صاحب الحكاية وهو أحد المباشرين في مشروع التوسعة الحديثة لمسجد صاحب الزمان – عليه السلام – في جمكران من ضواحي مدينة قم المقدسة. وقد استمع الشيخ القاضي الزاهدي لحكايته في لقاء خاص جمعه به في مكتب هيئة أمناء المسجد المذكور بتاريخ التاسع من شهر شوال سنة (1415) للهجرة، وقد وصفه بالعبد الصالح والمحب الصادق لإمام العصر عليه السلام.
قال هذا العبد الصالح: ذهبت مع أحد الأصدقاء الى مسجد جمكران ليلة النصف من شعبان سنة تسع وثمانين وثلاثمائة والف للهجرة، وكنا قد قررنا إحياء هذه الليلة المباركة الى الصباح في المسجد المذكور. ويومها كان خادم المسجد هو السيد لساني وكانت له غرفة بجوار المسجد يبيت فيها.. لم يكن في المسجد في تلك الليلة سوى عدد قليل من الزوار، وبعد مضي ساعات قليلة من الليل دخل السيد الخادم وطلب من الزائرين الإستعداد للخروج لأنه يريد إقفال باب المسجد.. فذهبوا وبقيت أنا وصاحبي، فسألنا عن سبب بقائنا، فأخبرناه برغبتنا بأحياء الليلة في المسجد فقال: سأقفل باب المسجد فلا توقظاني نصف الليل لفتحها!
وافقنا على طلبه، فذهب وأقبلنا على الصلاة والدعاء.. كان الطقس باردا في تلك الليلة ولم تكن ثمة مدفئة في المسجد.. وبعد منتصف الليل تعب صاحبي وقال: لم تعد لي قدرة على الإستمرار.
قلت له: إذهب وإسترح في غرفة خادم المسجد فهي دافئة وأنا سأرضيه في الصباح، فذهب وأخلد للنوم، وبقيت وحدي فأقبلت وبحرارة بالغة على الدعاء والتضرع حتى لم أشعر ببرودة الطقس.. إشتد توجهي لمولاي صاحب الزمان أرواحنا فداه وتوسلي به الى الله عزوجل، وفي الساعة الثالثة من سحر تلك الليلة سمعت صوتا يأتي من جهة إيوان المسجد الذي أغلق الخادم بابه فتوجهت الى الإيوان لأرى هل إن الخادم قد استيقظ أم صاحبي، لكنني لم أر أيا منهما بل شاهدت ثلاثة سادة في غاية النورانية وقد دخلوا المسجد!!
ونبقى مع هذا العبد الصالح والخادم المهدوي المخلص وهو يتابع حكايته قائلا: يتذكر الذين زاروا مسجد جمكران قبل توسعته أنه كان فيه ثلاثة محاريب، وقد توجه كل من السادة الثلاثة الى أحد المحاريب الثلاثة ودخلوا فيها وأقبلوا على الصلاة فيها، و وقفت أنا خلف السيد الذي في المحراب الأوسط.. وهنا انتبهت الى تغيير مفاجئ حصل في جو المسجد، فقد أصبح منيرا بصورة غير عادية وملأته رائحة طيبة وذهب عنه البرد وأصبح دافئا.. وبعد حدود الساعة أتم السادة صلاتهم، فتوجه إلى السيد الذي كان في المحراب الأوسط ووضع يده على كتفي وهو يبتسم وقال: حالك جيد؟! أجبت الحمد لله، قال: وفقكم الله.. أسرعوا في إعمار المسجد وأخرجوه من هذه الحالة المزرية الى حالة تناسبه … عندها قلت في نفسي: ليس لدي المال اللازم فلا أقدر على القيام بذلك! فبادرني السيد قائلا: عليك أن تسعى وسنعينك نحن.. علمت أن السيد قد اطلع ما أضمرت وأجاب عن سؤالي القلبي.. فمر في خاطري سؤال هو: ولكن من أين أبدأ السعي وأي طريق أسلك؟ ومرة ثانية أجابني على سؤالي القلبي قائلا: إذهب الى السيد أحمدي وسيفتح لك الطريق..
ولم أكن يومها أعرف السيد أحمدي ولم أسمع باسمه.. ثم أخرج لي السيد ورقة خضراء نقش على أحد وجهيها أسماء الله الحسنى وعلى الوجه الآخر خريطة بناء هي نفسها التي أعدها المهندسون لإعمار المسجد فيما بعد..ثم خرج السيد ومن معه وغابوا عن ناظري فجأة فعاد جو المسجد الى ما كان عليه وبقيت الرائحة الطيبة!
... ولهذه الحكاية تتمة فيها تصديق ما قاله السيد الجليل ...
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين بارك الله بكم على موضوعكم القيم
جهود جباره ..اجركم الله واثقل بها موازين اعمالكم
جعلنا الله واياكم ممن يحظون بنظره عطوفه من امام زماننا المهدي الموعود
وتشملنا العنايه الربانيه والنظره المحمديه للتوفيق والجهاد بين يدي القائم عليه السلام نسألكم الدعاء