اللهمّ عرّفني نفسك، فإنّك إنْ لم تعرّفني نفسَك لمْ أعرف نبيّك، اللهمّ عرّفني رسولك، فإنّك إنْ لم تعرّفني رسولك لم أعرفْ حجّتك، اللهمّ عرّفني حجّتك، فإنّك إنْ لم تعرّفني حجّتك ضلَلتُ عن ديني

اشكالية الحكم بشريعة داوود

"ما أوذي نبي مثلما أوذيت "

المشرفون: الفردوس المحمدي،تسبيحة الزهراء

سفينة النجاه
عضو موقوف
مشاركات: 279
اشترك في: السبت أغسطس 02, 2008 7:53 pm

اشكالية الحكم بشريعة داوود

مشاركة بواسطة سفينة النجاه »

[align=center]إشكالية حكم الإمام المهدي عجل الله فرجه بشريعة داود(1)

حميد عبد الزهرة

قسم التبليغ في الانترنت

يحاول البعض ان يروج ـ بقصد الانتقاص والتشويه لمذهب أهل البيت عليهم السلام ـ في أن المهدي من آل محمد عليهم السلام إنما هو صورة ونسخة عن الدجال اليهودي، متذرعين لذلك بحجج وادعاءات واهية لا تقوم بظن، فضلاً عن ان تكون حجة يعتمدها البعض في التخاطب العلمي والعقائدي.

ويدعي هؤلاء ان مهدي الشيعة الامامية الاثني عشرية هو نفسه الدجال من خلال قراءة مغلوطة ومبتورة لبعض الروايات المروية في كتب الامامية الاثني عشرية (مع ان الكثير من هذه المضامين قد وردت في روايات مصادر ابناء العامة كهذه الرواية التي رواها ابن عساكر في تاريخ دمشق ج45ص186عن قتادة قال كان يقال إن المهدي ابن أربعين سنة يعمل بأعمال بني اسرائيل).

فيدعي هؤلاء ان الروايات تصرح بان المهدي الشيعي يحكم بحكم نبي اليهود داوود عليه السلام.

ولكي نستوعب هذا المطلب جيداً ونقف مع مفاصل هذا البحث وقفة تفحّص وتحقيق نحاول ان نمحور بحثنا بهذه المحاور التي بمجموعها تكتمل عندنا صورة واضحة عما يعتقده اتباع هذه المدرسة الحقة في هذه المسألة.

المحور الاول: الدين واحد ام متعدد ودور الشرائع في الدين.

المحور الثاني: اعتقاد الشيعة الامامية بعصمة الانبياء والائمة عليهم السلام ومدخلية هذه العقيدة في محل البحث.

المحور الثالث: النسخ في الشرائع وهل شريعة من قبلنا شريعةٌ لنا؟ والبحث هنا مبنائي، أي انه جاء مجاراة لما عليه ابناء العامة كما سيتضح اثناء البحث التفصيلي، اما ما عليه الامامية الاثني عشرية فله مجال آخر ليس محل بحثنا فيه الآن ويمكن لمن يريد التبسيط والتوسعة الاستفادة من بعض تفاسير الامامية كالميزان والبيان والتبيان والامثل وغيرها.

المحور الرابع: روايات واقوال أبناء العامة في هذا الباب.

المحور الخامس: روايات حكم الإمام المهدي بحكم داوود ومحل التشبيه فيها وتفسيرات لها على لسان علماء الامامية.

المحور السادس: اقوال علماء ابناء العامة في حكم القاضي بعلمه.

المحور الاول:

الدين واحد ام متعدد وهل الشريعة التي يجيء بها اصحاب الشرائع تختلف عن المفردات العامة للدين بمعنى هل أن صاحب كل شريعة من الانبياء عندما يأتي بشريعة فهي تحوي مفردات ومسائل تتناقض وتكون بالضد من مفردات ومسائل الشريعة التي جاءت قبله أو بعده, وهل ان شريعة من يأتي بشريعة من الانبياء تتناقض ومبادئ الدين أو لا يمكن لنا ان نتصور تناقضاً وتهافتاً بين شريعة وشريعة اخرى وبين شريعة من الشرائع والدين.

فاذا فرغنا من ان الدين واحد وان جميع الانبياء سواء من جاء منهم بشريعة أو لم يأت منهم بشريعة قد آمنوا بهذا الدين فاننا نقول هل الشرائع تتضاد فيما بينها أو هل ان بعضها يضاد الدين أو لا.

عرض قرآني للمسألة:

قال تعالى: (إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإِْسْلامُ).

وقال تعالى: (وَوَصَّى بِها إِبْراهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفى لَكُمُ الدِّينَ فَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ).

هذه الآيات القرآنية المباركة تقرر أصلاً مؤصلاً لا يجوز أن ينحاد عنه أحد وهو أن الإسلام هو الدين الالهي الوحيد الذي أمر الله تعالى به عباده أن يتبعوه ويتخذوه ديناً ووصفه تعالى بأنه أحسن الاديان وأنه الدين الذي لا يبتغى غيره ولا يجوز أن ينتحل منتحل ديناً يريد به وجه الله إلا دين الاسلام, وأن أول من آمن بهذا الدين هم الانبياء عليهم السلام.

وأن ما أُنزل عليهم كله من الله سبحانه وتعالى وهو واحد وإن كانت مناهجه وشرائعه مختلفة لاقتضاء المصلحة لذلك, واننا مأمورون من خلال هذه الآيات الكريمات أن لا نفرق بين ما انزل على الأنبياء عليهم السلام وأن لا نفرق بين أحد منهم.

فلا يجوز أن نصف النبي داود عليه السلام بانه نبي اليهود أو أن عيسى عليه السلام بانه نبي النصارى فانهم جميعاً أنبياء الله ويدعون جميعاً إلى الاسلام كما وصفت الآيات القرآنية المتقدمة ذلك ومما جاء من الذكر الحكيم في داوود عليه السلام انه قال تعالى: (إِنَّا أَوْحَيْنا إِلَيْكَ كَما أَوْحَيْنا إِلى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنا إِلى إِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ وَإِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَْسْباطِ وَعِيسى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهارُونَ وَسُلَيْمانَ وَآتَيْنا داوُدَ زَبُوراً).

وداوود عليه السلام من الانبياء الذين فضلهم الله سبحانه وتعالى على بعض النبيين اذ قال: (وَلَقَدْ فَضَّلْنا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلى بَعْضٍ وَآتَيْنا داوُدَ زَبُوراً) وقال تعالى: (وَكُلاًّ آتَيْنا حُكْماً وَعِلْماً وَسَخَّرْنا مَعَ داوُدَ الْجِبالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ) ثم استخلفه الله سبحانه وتعالى وجعله خليفة وحاكماً بين الناس فقال: (يا داوُدُ إِنَّا جَعَلْناكَ خَلِيفَةً فِي الأَْرْضِ).

فداوود عليه السلام في هذه الآيات الكريمات من الأنبياء الملوك الذين آتاهم الله سبحانه وتعالى الملك والحكمة والنبوة ودفع به فساد الارض وهو عليه السلام من الأنبياء الذين فضلهم الله وآتاه زبورا (وَآتَيْنا داوُدَ زَبُوراً), وقد نقلنا تصريح القرآن تفضيل داود وتقديمه وجعله من الأنبياء الملوك الذين يسّر لهم الحكم في هذه الدنيا حتى أن حكمه وصف في الايات الكريمات كما جاء على لسانه عليه السلام انه حكم لا ينبغي لأحد بعده، وهذا ما يظهر من تسخير الله تعالى له الجبال والطير والريح والإنس والجن بل والشياطين إذ يقول عز من قائل: (وَمِنَ الشَّياطِينِ مَنْ يَغُوصُونَ لَهُ).

فهذه المرتبة العظيمة التي رتب الله تعالى بها داوود عليه السلام يجب علينا أن نأخذها بعين الاعتبار عندما نريد أن نتكلم عن شخصية هذا النبي العظيم.

ومما يجدر بنا أن نشير له هنا هو أن قول الله تعالى: (إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإِْسْلامُ) يريد أن يشير إلى محكم من القول وهو أن جميع الانبياء الذين سبقوا النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم كانوا يبشرون بنبوته ويعدون اقوامهم به وهذا ما تظافرت عليه الروايات فضلاً عن الآيات.

وإنما الذي يريد أن يرشد القرآن الكريم إليه هو أن دين الاسلام وأُصوله ليست خاصة ومختصة بمن يؤمن برسالة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بعد بعثته بل يجب الايمان بها والاذعان لها حتى قبل بعثته وهذا ما أشارت له الآية الكريمة في قوله تعالى: (وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلى أَنْفُسِهِمْ أَ لَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا بَلى شَهِدْنا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هذا غافِلِينَ).

فجميع الانبياء الذين بعثوا إلى الإمم والشعوب إنما بعثوا باركانٍ للدين قد اتفقت عليها جميع الانبياء ولم يختلف فيها نبي عن آخر بل لم يتأت لهم ذلك (والاختلاف الواقع انما وقع بسبب من نصبوا انفسهم قيمين على الدين بغير حق بعد الأنبياء والأولياء) وهذه الاركان هي التوحيد والاقرار بنبوة النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم وبأن شريعته هي الشريعة الحقة الخاتمة وانها هي الشريعة التي يريد الله تعالى من عباده أن يصلوا اليه عن طريقها, وهذا إن دل فانما يدل على أن الاقرار بنبوة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وبشريعته ركن وأصل من أصول الدين عند جميع الانبياء.

فيجدر بنا الالتفات إلى هذا الامر وادخاله في ضمن محاسباتنا العلمية والتنبه له وعدم اغفاله وهذا يؤكد ما أشارت إليه جملةٌ كبيرة من الروايات فضلاً عن الآيات التي تلوناها والتي تدل على وحدانية الدين عند الله تعالى ومما اشار اليه الذكر الحكيم في هذا الباب قوله تعالى: (ما كانَ إِبْراهِيمُ يَهُودِيًّا وَلا نَصْرانِيًّا وَلكِنْ كانَ حَنِيفاً مُسْلِماً), وقوله تعالى: (قُلْ يا أَهْلَ الْكِتابِ تَعالَوْا إِلى كَلِمَةٍ سَواءٍ بَيْنَنا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللَّهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنا بَعْضاً أَرْباباً مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ) والآيات في هذا المعنى كثيرة جداً والروايات تفوق حد الاحصاء.

فالذي ننتهي إليه من خلال جملة ما تقدم من آياتٍ محكمات ان دين الله تعالى منذ ان بدأ الخليقة وكلف العباد إلى أن يرث الله تعالى الارض ومن عليها هو دين واحد وليس هو إلا دين الإسلام الذي جاء به وبشر به وآمن به جميع من ارسل الله تعالى من انبياء ورسل واولياء وائمة وعباد.[/align]
صورة
ها أنا يا اماه
لقد إرتديت كفني وحملت سلاحي على كتفي
صورة العضو الرمزية
راية الزهراء
فـاطـمـيـة
مشاركات: 7122
اشترك في: الخميس يونيو 12, 2008 11:16 am

Re: اشكالية الحكم بشريعة داوود

مشاركة بواسطة راية الزهراء »

[align=center][font=Traditional Arabic]
صورة
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف وارحمنا بهم يا كريم

السلام عليك يا صاحب العصر والزمان
جزاكم الباري عنا خير الجزاء على طرح هاي الموضوع الحساس
والعنة الدائمة على أعداء أهل البيت عليهم السلام
اللهم عجل في فرج مولانا صاحب العصر والزمان
[/font]
[/align]
[font=Traditional Arabic][align=center]لا تنسى ترشيح المنتدى
راية هدى الزهراء[/align]
[/font]
صورة العضو الرمزية
راية المهدي
فــاطــمــي
مشاركات: 9197
اشترك في: السبت فبراير 23, 2008 3:04 pm

Re: اشكالية الحكم بشريعة داوود

مشاركة بواسطة راية المهدي »

[align=center]اللهم صل على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
اللهم عجل في فرج مولانا صاحب العصر والزمان
لعن الله أعداء الله وأعداء أهل البيت سلام الله عليهم الى يوم الدين
جزاكم الله الف الجزاء وحفيتم برحمة الله تعالى وشفاعة أهل البيت عليهم السلام
في ميزان حسناتكم بحق محمد وال محمد
اللهم صل على محمد وال محمد

راية المهدي
[/align]

[align=center][font=Andalus]لاتنسوا ترشيح المنتدى يرحمكم الله

تعالى
[/font]
[/align]
صورة
اَلسَّلامُ عَلَيْكِ يا مُمْتَحَنَةُ امْتَحَنَكِ الَّذى خَلَقَكِ فَوَجَدَكِ لِمَا امْتَحَنَكِ صابِرَةً اَنَا لَكِ مُصَدِّقٌ صابِرٌ عَلى ما اَتى بِهِ اَبُوكِ وَوَصِيُّهُ صَلَواتُ اللهِ عَلَيْهِما وَاَنَا أَسْأَلُكِ اِنْ كُنْتُ صَدَّقْتُكِ إلاّ اَلْحَقْتِنى بِتَصْديقى لَهُما لِتُسَرَّ نَفْسى فَاشْهَدى اَنّى ظاهِرٌ بِوَلايَتِكِ وَوَلايَةِ آلِ بَيْتِكِ صَلَواتُ اللهِ عَلَيْهِمْ اَجْمَعينَ.
صورة العضو الرمزية
تربة البقيع
مـشـرفـة
مشاركات: 6215
اشترك في: الخميس يوليو 31, 2008 2:53 pm

Re: اشكالية الحكم بشريعة داوود

مشاركة بواسطة تربة البقيع »

[font=Traditional Arabic]بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
سددت خطاكم في طريق الخير
و صب الله عليكم ابواب العلم صبا
اثابكم المولى على كتابة هذا الموضوع
[/font]
صورة
صورة العضو الرمزية
راية الزهراء
فـاطـمـيـة
مشاركات: 7122
اشترك في: الخميس يونيو 12, 2008 11:16 am

Re: اشكالية الحكم بشريعة داوود

مشاركة بواسطة راية الزهراء »

[align=center]للـــــــرفـــــع[/align]

العودة إلى ”روضة النبي المختار "ص" وال بيته الاطهار "ع"“