اللهم صل على محمد وآل بيته الطيبين الطاهرين
أخواني الفاطميـن واخواتي الفاطميـات الكرام نبـدأ حديـثنـا بالصلاة على محمد وآل بيته الطيبين الطاهرين والدعاء بتعجيل فرج مولانـا صاحب العصر والزمان عجل الله تعالى فرجـه الشريف .
اللهم صل على محمد وآل بيته الطيبين الطاهرين
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهُم كُنْ لِوليُّك الحُجةِ ابن الحسن صلَواتُك عليهِ وعلى ابائِه في هذه الساعة وفي كلِ ساعة ولياً وحافِظْا وقائِداً وناصراً ودليلاً وعَيّنا حتى تُسكِنَهُ ارضَك طوعا وتُمتِعهُ فيها طويلاً برحمتِك يا ارحمْ الراحِمين
وَ صَلىْ الله عَلىْ مُحَمِدَ وَ آلِ مُحَمِدَ آلطَيبيِنَ آلطآهرِينَ
أن الحديث عن الإمام الحجة عجل الله تعالى فرجه الشريف , حديث عذب ذو شجون . انه الإمام الغائب الإمام المهدي المنتظر عجل الله تعالى فرجه الشريف , فهو الإمام والأمان لأهل الأرض، ولولاه لساخت الأرض بأهلها، ولتحول كل شيء إلى كثيب مهيل.
ولهذا أحبتي لابد لنـا من التمسّك بحبله , تماماً كمن كان غريقاً تتلاقفه أمواج البحر العاتية , لا يكفيه النظر إلى خشبة طافية فوق سطح الماء , وإنما يتوجّب عليه امتطاء تلك الخشبة.
والله سبحـانه وتعالى قد أمرنا بالتمسك بالقرآن وبأهل البيت عليهم السلام، حيث قال في كتابه العزيز: ( وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً) وأهل البيت هم لا غيرهم سفن النجاة , مَن ركبها نجا ومن تخلّف عنها غرق وهوى .
وحيث ان السبيل للاستزادة والانتفاع من نور هذه الشمس والمتمثلة بالامام الحجة أرواحنا له الفداء والتي حجبتها غيوم الدهر تتمثل في :
1- انتظار الفرج :
ويمكن لنا ان نوضح هذا المفهوم من خلال مثال بسيط , أن الشخص منّا عندما ينتظر ضيفاً عزيزاً عليه يقدم إليه فان حالته ووضعه سيكونان غير الحالة والوضع الطبيعيتين, حيث سترتسم معالم اللهفة والشوق على وجهه , فنجده يترقب قدوم الضيف عليه دقيقة بعد اخرى , وعيناه مشدودتان إلى الطريق بعد أن يكون قد هيّأ في بيته كل ما تستلزمه الضيافة الكريمة من فراش جيد وطعام وشراب وما إلى ذلك من المستلزمـات , فكل هذه الأمور إلى جانب الأمور المعنوية التي يعيشها الإنسان تعكس معنى الانتظار .
واذا كان هذا الاستعداد للصديق العادي الذي يأتيك زائراً، فكيف بنـا الحال بالنسبة لإمام معصوم يأتي لينقذ البشرية المعذبة , وينجّيها مـن آلامها ومعاناتها . وهمومهـا إلى الأبد، أفلا تنتظره القلوب والأرواح قبل الأبدان ؟ يالله اللهم عجل لوليـك الفرج .
أن ساعة الظهور هي أمر غيبي لانعلم بوقته قد حُجب عنّا, وعن الإمام عليه السلام نفسه , فلا يعلمها إلا الله سبحانه وتعالى حيث ان ذلك في علم الله وحده , ولذلك فما على المؤمن المنتظر إلا أن يدعو دائماً للتعجيل في ظهوره عجل الله تعالى فرجه الشريف . وهذه الدعوة يجب أن لا تكون مجرد ترديد لسان فحسب ، بل دعاءً نابعاً من الصميم ، ومن أعماق القلب الملهوف، إلى ظهور الفرج ليعكس ويتجسد في سلوك الداعي وأعماله وجهاده الذي يبرهن من خلاله على صدق دعوته , وشوقه إلى ظهور المهدي ارواحنـا له الفداء .
والله سبحانه وتعالى يقول: ( إدْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ) فللدعاء أهميته ودوره في تعجيل ظهوره عليه السلام، وحدوث الفرج. اللهم عجل لوليــك الفرج .
فالخالق سبحـانه وتعالى يدعونـا إلى الدعاء، والإلحاح في الطلب ، حيث يقول عز وجل: ( وَقَالَ رَبُّكُمُ إدْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ داخِرِينَ) , وفي سورة البقرة قال الله عز وجل : ( وَإِذَا سَاَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَاِنِّي قَرِيبٌ اُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِيْ وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ)
فالله تبارك وتعالى يستجيب لدعوة عبده المؤمن إذا اخلص العبادة والدعاء، فهو سبحانه يحب إلحاح الملحّين. فلا ينسى أحد منّا عندما يفرغ من كل صلاة يؤدّيها أن يدعو بتعجيل الفرج بظهور مهدي أهل البيت عليه السلام ، وهذا ما يجب أن يتخذه كل مؤمن صادق الولاء لأهل بيت العصمة منهاجاً وسيرة، ألا وهو الدعاء بالفرج في عصر الانتظار فهو لا محالة يقرّب الفرج .
2- تعزيز روحيّة الإنسان المؤمن
أحبـتي ان هذا يتمثل في الفائدة المعنوية وتعزيز الروحية لدى المؤمن , إذ أن مجرّد الإيمان والاعتقاد بوجوده وحضوره عليه السلام في هذا العالم رغم عدم معرفة شخصه , فإن ذلك من شأنه أن يخلق الأمل والطموح لدى المؤمنين , ويزيل همومهم وآلامهم .. ولذلك فإن المؤمنين الصادقين لم يعرفوا الهزيمة والانكسار المعنوي في صراعهم مع أهل الباطل والكفر والعدوان والإلحاد .
نعـم قـد ينهزمون عسكرياً فلا ينالون النصر في معركة ما , ولكن هذه الهزيمة لا يمكن أن تنال من معنوياتهم ما دامت الغلبة في نهاية المطاف لا تكون لأهل الظلم والجور , ومادام هناك في هذا العالم إمام لابد من أن يظهر ويأخذ بثأر ومظلومية كل المظلومين على امتداد تاريخ العمل والجهاد في سبيل إعلاء كلمة الله عز وجل. اللهم عجل لوليــك الفــرج
3- بركة دعاء الإمام عجل الله تعالى فرجه الشريف لأتباعه
فكما نحن ندعو للإمـام عليه السلام بالفرج والظهور , ونصرة الله له , وأن يكون قائده وناصره ودليله وعينه , فأنه عجل الله تعالى فرجه الشريف يدعـو بدوره لأبناء أمته ومحبيـه ومواليـه، ولعل هذه من أكثر النعــم التي نعيشها ونحن لا نكاد نحس بها أو لا تخطر على بالنا هي من بركات دعاء الإمام أرواحنـا له الفداء لنا . فلعل العديد من الكوارث التي نكره وقوعهـا ولكنّهـا مقدّرة في العلم الإلهي يجري عليها البداء ببركة دعـاء الإمام المهدي عجل الله فرجه، فتزول أو يخفّف وطأهـا وأثرهـا .
4- الأجر والثواب
فالله تبارك وتعالى يكتب لنا الأجر الجزيل لرسوخ عقيدتنا بالمهدي , ولدعائنا الكثير الدائم لـه بالظهور ووقوع الفرج بهذا الظهور المبارك، وقد جاء في الحديث الشريف: "أفضل أعمال أمتي انتظار الفرج"، وجاء أيضاً: "أفضل العبادة انتظار الفرج" , فلولا انتظار الفرج ليأس المؤمنون من جهادهم وعملهم في سبيل الإسلام ورفعة كلمته , ولضاقت صدورهم حيـن وقوع البلايا والمصائب وتوالي المحن والآلام عليهم , بلى لولا انتظار الفرج لما وثبوا إلى ساحات العمل والجهاد والبذل والتضحية بالمال والأنفس في سبيل الله.
لهذا أخواني وأخواتي في الله لا يبررن أحد تقاعسه وتكاسله ويدّعي أن لا فائدة ولا جدوى من الجهاد والعمل , إن كان يؤمن ويعتقد بإمامه المهدي عليه السلام وانتظار ظهوره . فالمنتظر لظهور الإمـام الحجـة عجل الله تعالى فرجـه الشريف وسهل مخرجـه يعتبر كل جهد يبذلـه في سبيل الله تعالى ريحانة يغرسها على طريق الظهور , يستقبل بها إمامه الظاهر لا محالة , والذي سيملأ الله به الأرض قسطاً وعدلاً بعد ما ملئت ظلماً وجوراً. اللهم عجل لوليـك الفرج .
نسـأل الله العلي القدير أن يمُن علينـا ويعجل في فرج مولانـا صاحب العصر والزمـان ارواحنـا له ولتراب مقدمـه الفداء , وإن يجعلنـا وإياكم من خلص أنصاره وأعوانه المقربين والمستشهدين بين يديه أنه سميـع مجيب الدعـاء .
نسـألكم الدعـاء وبراءة الذمــة
الكـادر الاشرافـي لروضـة المناسبـات الدينيـة