★ ☆ دعاء في الشدائد ونزول الحوادث وهوسريع الإجابة من الله تعالى ☆★
ورد عن ☆۩ الإمام علي بن ابي طالب عليه السلام ۩☆
المصدر ☆۩ بحار الانوار - ج 92 - باب 107 - ص 259 إلى 266 ۩☆
دعاء لمولانا و مقتدانا أمير المؤمنين ( ع ) في الشدائد و نزول الحوادث
و هو سريع الإجابة من الله تعالى :
اللهم أنت الملك الحق الذي لا إله إلا أنت و أنا عبدك ظلمت نفسي و اعترفت بذنبي فاغفر لي الذنوب لا إله إلا أنت يا غفور اللهم إني أحمدك و أنت للحمد أهل على ما خصصتني به من مواهب الرغائب و وصل إلي من فضائل الصنائع و على ما أوليتني به و توليتني به من رضوانك و أنلتني من منك الواصل إلي و من الدفاع عني و التوفيق لي و الإجابة لدعائي حتى أناجيك راغبا و أدعوك مصافيا و حتى أرجوك فأجدك في المواطن كلها لي جابرا و في أموري ناظرا و لذنوبي غافرا و لعوراتي ساترا لم أعدم خيرك طرفة عين مذ أنزلتني دار الاختبار لتنظر ما ذا أقدم لدار القرار فأنا عتيقك اللهم من جميع المصائب و اللوازب و الغموم التي ساورتني فيها الهموم بمعاريض القضاء و مصروف جهد البلاء لا أذكر منك إلا الجميل و لا أرى منك غير التفضيل خيرك لي شامل و فضلك علي متواتر و نعمك عندي متصلة سوابغ لم تحقق حذاري بل صدقت رجائي و صاحبت أسفاري و أكرمت أحضاري و شفيت أمراضي و عافيت أوصابي و أحسنت منقلبي و مثواي و لم تشمت بي أعدائي و رميت من رماني و كفيتني شر من عاداني اللهم كم من عدو انتضى علي سيف عداوته و شحذ لقتلي ظبة مديته و أرهف لي شبا حده و داف لي قواتل سمومه و سدد لي صوائب سهامه و أضمر أن يسومني المكروه و يجرعني ذعاف مرارته فنظرت يا إلهي إلى ضعفي عن احتمال الفوادح و عجزي عن الانتصار ممن قصدني بمحاربته و وحدتي في كثير من ناواني و أرصد لي فيما لم أعمل فكري في الانتصار من مثله فأيدتني يا رب بعونك و شددت أيدي بنصرك ثم فللت لي حده و صيرته بعد جمع عديده وحده و أعليت كعبي عليه و رددته حسيرا لم يشف غليله و لم تبرد حزازات غيظه و قد غض على شواه و آب موليا قد أخلفت سراياه و أخلفت آماله اللهم و كم من باغ بغى علي بمكايده و نصب لي شرك مصايده و أضبأ إلي ضبوء السبع لطريدته و انتهز فرصته و اللحاق لفريسته و هو مظهر بشاشة الملق و يبسط إلي وجها طلقا فلما رأيت يا إلهي دغل سريرته و قبح طويته أنكسته لأم رأسه في زبيته و أركسته في مهوى حفيرته و أنكصته على عقبه و رميته بحجره و نكأته بمشقصه و خنقته بوتره و رددت كيده في نحره و ربقته بندامته و استخذل و تضاءل بعد نخوته و بخع و انقمع بعد استطالته ذليلا مأسورا في حبائله التي كان يحب أن يراني فيها و قد كدت لو لا رحمتك أن يحل بي ما حل بساحته فالحمد لرب مقتدر لا ينازع و لولي ذي أناة لا يعجل و قيوم لا يغفل و حليم لا يجهل ناديتك يا إلهي مستجيرا بك واثقا بسرعة إجابتك متوكلا على ما لم أزل أعرفه من حسن دفاعك عني عالما أنه لم يضطهد من آوى إلى ظل كفايتك و لا تقرع القوارع من لجأ إلى معقل الانتصار بك فخلصتني يا رب بقدرتك و نجيتني من بأسه بتطولك و منك . اللهم و كم من سحائب مكروه جليتها و سماء نعمة أمطرتها و جداول كرامة أجريتها و أعين أجداث طمستها و ناشي رحمة نشرتها و غواشي كرب فرجتها و غمم بلاء كشفتها و جنة عافية ألبستها و أمور حادثة قدرتها لم تعجزك إذ طلبتها و لم تمتنع منك إذ أردتها اللهم و كم من حاسد سوء تولني بحسده و سلقني بحد لسانه و وخزني بغرب عينه و جعل عرضي غرضا لمراميه و قلدني خلالا لم تزل فيه كفيتني أمره اللهم و كم من ظن حسن حققت و عدم إملاق ضرني جبرت و أوسعت و من صرعة أقمت و من كربة نفست و من مسكنة حولت و من نعمة خولت لا تسأل عما تفعل و لا بما أعطيت تبخل و لقد سئلت فبذلت و لم تسأل فابتدأت و استميح فضلك فما أكديت أبيت إلا إنعاما و امتنانا و تطولا و أبيت إلا تقحما على معاصيك و انتهاكا لحرماتك و تعديا لحدودك و غفلة عن وعيدك و طاعة لعدوي و عدوك لم تمتنع عن إتمام إحسانك و تتابع امتنانك و لم يحجزني ذلك عن ارتكاب مساخطك اللهم فهذا مقام المعترف لك بالتقصير عن أداء حقك الشاهد على نفسه بسبوغ نعمتك و حسن كفايتك فهب لي اللهم يا إلهي ما أصل به إلى رحمتك و أتخذه سلما أعرج فيه إلى مرضاتك و آمن به من عقابك فإنك تفعل ما تشاء و تحكم ما تريد و أنت على كل شيء قدير اللهم حمدي لك متواصل و ثنائي عليك دائم من الدهر إلى الدهر بألوان التسبيح و فنون التقديس خالصا لذكرك و مرضيا لك بناصع التوحيد و محض التحميد و طول التعديد في إكذاب أهل التنديد لم تعن في شيء من قدرتك و لم تشارك في إلهيتك و لم تعاين إذ حبست الأشياء على الغرائز المختلفات و فطرت الخلائق على صنوف الهيئات و لا خرقت الأوهام حجب الغيوب إليك فاعتقدت منك محمودا في عظمتك و لا كيفية في أزليتك و لا ممكنا في قدمك و لا يبلغك بعد الهمم و لا ينالك غوص الفطن و لا ينتهي إليك نظر الناظرين في مجد جبروتك و عظيم قدرتك ارتفعت عن صفة المخلوقين صفة قدرتك و علا عن ذلك كبرياء عظمتك و لا ينتقص ما أردت أن يزداد و لا يزداد ما أردت أن ينتقص و لا أحد شهدك حين فطرت الخلق و لا ضد حضرك حين برأت النفوس كلت الألسن عن تبيين صفتك و انحسرت العقول عن كنه معرفتك و كيف تدركك الصفات أو تحويك الجهات و أنت الجبار القدوس الذي لم تزل أزليا دائما في الغيوب وحدك ليس فيها غيرك و لم يكن لها سواك حارت في ملكوتك عميقات مذاهب التفكير و حسر عن إدراكك بصر البصير و تواضعت الملوك لهيبتك و عنت الوجوه بذل الاستكانة لعزتك و انقاد كل شيء لعظمتك و استسلم كل شيء لقدرتك و خضعت الرقاب لسلطانك فضل هنالك التدبير في تصاريف الصفات لك فمن تفكر في ذلك رجع طرفه إليه حسيرا و عقله مبهوتا مبهورا و فكره متحيرا اللهم فلك الحمد حمدا متواترا متواليا متسقا مستوسقا يدوم و لا يبيد غير مفقود في الملكوت و لا مطموس في العالم و لا منتقص في العرفان فلك الحمد حمدا لا تحصى مكارمه في اللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ و في الصُّبْحِ إِذا أَسْفَرَ و في البر و البحر و بالغدو و الآصال و العشي و الإبكار و الظهيرة و الأسحار اللهم بتوفيك أحضرتني النجاة و جعلتني منك في ولاية العصمة لم تكلفني فوق طاقتي إذ لم ترض مني إلا بطاعتي فليس شكري و إن دأبت منه في المقال و بالغت منه في الفعال ببالغ أداء حقك و لا مكاف فضلك لأنك . أنت الله لا إله إلا أنت لم تغب عنك غائبة و لا تخفى عليك خافية و لا تضل لك في ظلم الخفيات ضالة إنما أمرك إذا أردت شيئا أن تقول له كن فيكون اللهم لك الحمد مثل ما حمدت به نفسك و حمدك به الحامدون و مجدك به الممجدون و كبرك به المكبرون و عظمك به المعظمون حتى يكون لك مني وحدي في كل طرفة عين و أقل من ذلك مثل حمد جميع الحامدين و توحيد أصناف المخلصين و تقديس أحبائك العارفين و ثناء جميع المهللين و مثل ما أنت عارف به و محمود به من جميع خلقك من الحيوان و الجماد و أرغب إليك اللهم في شكر ما أنطقتني به من حمدك فما أيسر ما كلفتني من ذلك و أعظم ما وعدتني على شكرك ابتدأتني بالنعم فضلا و طولا و أمرتني بالشكر حقا و عدلا و وعدتني عليه أضعافا و مزيدا و أعطيتني من رزقك اعتبارا و امتحانا و سألتني منه قرضا يسيرا صغيرا و وعدتني عليه أضعافا و مزيدا و عطاء كثيرا و عافيتني من جهد البلاء و لم تسلمني للسوء من بلائك و منحتني العافية و أوليتني بالبسطة و الرخاء و ضاعفت لي الفضل مع ما وعدتني به من المحلة الشريفة و بشرتني به من الدرجة الرفيعة المنيعة و اصطفيتني بأعظم النبيين دعوة و أفضلهم شفاعة محمد (ص )اللهم اغفر لي ما لا يسعه إلا مغفرتك و لا يمحقه إلا عفوك و هب لي في يومي هذا و ساعتي هذه يقينا يهون علي مصيبات الدنيا و أحزانها و يشوقني إليك و يرغبني فيما عندك و اكتب لي المغفرة و بلغني الكرامة و ارزقني شكر ما أنعمت به علي فإنك أنت الله الواحد الرفيع البديء البديع السميع العليم الذي ليس لأمرك مدفع و لا عن قضائك ممتنع و أشهد أنك ربي و رب كل شيء فاطِرُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ عالِمُ الْغَيْبِ وَ الشَّهادَةِ العلي الْكَبِيرُ الْمُتَعالِ اللهم إني أسألك الثبات في الأمر و العزيمة في الرشد و إلهام الشكر على نعمتك و أعوذ بك من جور كل جائر و بغي كل باغ و حسد كل حاسد اللهم بك أصول على الأعداء و إياك أرجو ولاية الأحباء و مع ما لا أستطيع إحصاءه من فوائد فضلك و أصناف رفدك و أنواع رزقك فإنك أنت الله لا إله إلا أنت الفاشي في الخلق حمدك الباسط بالحق يدك لا تضاد في حكمك و لا تنازع في ملكك و لا تراجع في أمرك تملك من الأنام ما شئت و لا يملكون إلا ما تريد اللهم أنت المنعم المفضل القادر القاهر المقدس في نور القدس ترديت بالعزة و المجد و تعظمت بالقدرة و الكبرياء و غشيت النور بالبهاء و جللت البهاء بالمهابة اللهم لك الحمد العظيم و المن القديم و السلطان الشامخ و الحول الواسع و القدرة المقتدرة و الحمد المتتابع الذي لا ينفد بالشكر سرمدا و لا ينقضي أبدا إذ جعلتني من أفاضل بني آدم و جعلتني سميعا بصيرا صحيحا سويا معافا لم تشغلني بنقصان في بدني و لا بآفة في جوارحي و لا عاهة في نفسي و لا في عقلي و لم يمنعك كرامتك إياي و حسن صنعك عندي و فضل نعمائك علي إذ وسعت علي في الدنيا و فضلتني على كثير من أهلها تفضيلا و جعلتني سميعا أعي ما كلفتني بصيرا أرى قدرتك فيما ظهر لي و استرعيتني و استودعتني قلبا يشهد لعظمتك و لسانا ناطقا بتوحيدك فإني لفضلك علي حامد و لتوفيقك إياي بحمدك شاكر و بحقك شاهد و إليك في ملمي و مهمي ضارع لأنك حي قبل كل حي و حي بعد كل ميت و حي ترث الأرض و من عليها وَ أَنْتَ خَيْرُ الْوارِثِينَ اللهم لا تقطع عني خيرك في كل وقت و لم تنزل بي عقوبات النقم و لم تغير ما بي من النعم و لا أخليتني من وثيق العصم فلو لم أذكر من إحسانك إلي و إنعامك علي إلا عفوك عني و الاستجابة لدعائي حين رفعت رأسي بتحميدك و تمجيدك لا في تقديرك جزيل حظي حين وفرته انتقص ملكك و لا في قسمة الأرزاق حين قترت علي توفير ملكك . اللهم لك الحمد عدد ما أحاط به علمك و عدد ما أدركته قدرتك و عدد ما وسعته رحمتك و أضعاف ذلك كله حمدا واصلا متواترا متوازيا لآلائك و أسمائك اللهم فتمم إحسانك إلي فيما بقي من عمري كما أحسنت إلي منه فيما مضى فإني أتوسل إليك بتوحيدك و تهليلك و تمجيدك و تكبيرك و تعظيمك و أسألك باسمك الذي خلقته من ذلك فلا يخرج منك إلا إليك و أسألك باسمك الروح المكنون الحي الحي الحي و به و به و به و بك و بك و بك ألا تحرمني رفدك و فوائد كرامتك و لا تولني غيرك و لا تسلمني إلى عدوي و لا تكلني إلى نفسي و أحسن إلي أتم الإحسان عاجلا و آجلا و حسن في العاجلة عملي و بلغني فيها أملي و في الآجلة و الخير في منقلبي فإنه لا تفقرك كثرة ما يندفق به فضلك و سيب العطايا من منك و لا ينقص جودك تقصيري في شكر نعمتك و لا تجم خزائن نعمتك النعم و لا ينقص عظيم مواهبك من سعتك الإعطاء و لا يؤثر في جودك العظيم الفاضل الجليل منحك و لا تخاف ضيم إملاق فتكدى و لا يلحقك خوف عدم فينقص فيض ملكك و فضلك اللهم ارزقني قلبا خاشعا و يقينا صادقا و بالحق صادعا و لا تؤمني مكرك و لا تنسني ذكرك و لا تهتك عني سترك و لا تولني غيرك و لا تقنطني من رحمتك بل تغمدني بفوائدك و لا تمنعني جميل عوائدك و كن لي في كل وحشة أنيسا و في كل جزع حصينا و من كل هلكة غياثا و نجني من كل بلاء و اعصمني من كل زلل و خطاء و تمم لي فوائدك و قني وعيدك و اصرف عني أليم عذابك و تدمير تنكيلك و شرفني بحفظ كتابك و أصلح لي ديني و دنياي و آخرتي و أهلي و ولدي و وسع رزقي و أدره علي و أقبل علي و لا تعرض عني اللهم ارفعني و لا تضعني و ارحمني و لا تعذبني و انصرني و لا تخذلني و آثرني و لا تؤثر علي و اجعل لي من أمري يسرا و فرجا و عجل إجابتي و استنقذني مما قد نزل بي إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ و ذلك عليك يسير و أنت الجواد الكريم .
ورد عن ☆۩ الإمام علي بن ابي طالب عليه السلام ۩☆
المصدر ☆۩ بحار الانوار - ج 92 - باب 107 - ص 259 إلى 266 ۩☆
دعاء لمولانا و مقتدانا أمير المؤمنين ( ع ) في الشدائد و نزول الحوادث
و هو سريع الإجابة من الله تعالى :
اللهم أنت الملك الحق الذي لا إله إلا أنت و أنا عبدك ظلمت نفسي و اعترفت بذنبي فاغفر لي الذنوب لا إله إلا أنت يا غفور اللهم إني أحمدك و أنت للحمد أهل على ما خصصتني به من مواهب الرغائب و وصل إلي من فضائل الصنائع و على ما أوليتني به و توليتني به من رضوانك و أنلتني من منك الواصل إلي و من الدفاع عني و التوفيق لي و الإجابة لدعائي حتى أناجيك راغبا و أدعوك مصافيا و حتى أرجوك فأجدك في المواطن كلها لي جابرا و في أموري ناظرا و لذنوبي غافرا و لعوراتي ساترا لم أعدم خيرك طرفة عين مذ أنزلتني دار الاختبار لتنظر ما ذا أقدم لدار القرار فأنا عتيقك اللهم من جميع المصائب و اللوازب و الغموم التي ساورتني فيها الهموم بمعاريض القضاء و مصروف جهد البلاء لا أذكر منك إلا الجميل و لا أرى منك غير التفضيل خيرك لي شامل و فضلك علي متواتر و نعمك عندي متصلة سوابغ لم تحقق حذاري بل صدقت رجائي و صاحبت أسفاري و أكرمت أحضاري و شفيت أمراضي و عافيت أوصابي و أحسنت منقلبي و مثواي و لم تشمت بي أعدائي و رميت من رماني و كفيتني شر من عاداني اللهم كم من عدو انتضى علي سيف عداوته و شحذ لقتلي ظبة مديته و أرهف لي شبا حده و داف لي قواتل سمومه و سدد لي صوائب سهامه و أضمر أن يسومني المكروه و يجرعني ذعاف مرارته فنظرت يا إلهي إلى ضعفي عن احتمال الفوادح و عجزي عن الانتصار ممن قصدني بمحاربته و وحدتي في كثير من ناواني و أرصد لي فيما لم أعمل فكري في الانتصار من مثله فأيدتني يا رب بعونك و شددت أيدي بنصرك ثم فللت لي حده و صيرته بعد جمع عديده وحده و أعليت كعبي عليه و رددته حسيرا لم يشف غليله و لم تبرد حزازات غيظه و قد غض على شواه و آب موليا قد أخلفت سراياه و أخلفت آماله اللهم و كم من باغ بغى علي بمكايده و نصب لي شرك مصايده و أضبأ إلي ضبوء السبع لطريدته و انتهز فرصته و اللحاق لفريسته و هو مظهر بشاشة الملق و يبسط إلي وجها طلقا فلما رأيت يا إلهي دغل سريرته و قبح طويته أنكسته لأم رأسه في زبيته و أركسته في مهوى حفيرته و أنكصته على عقبه و رميته بحجره و نكأته بمشقصه و خنقته بوتره و رددت كيده في نحره و ربقته بندامته و استخذل و تضاءل بعد نخوته و بخع و انقمع بعد استطالته ذليلا مأسورا في حبائله التي كان يحب أن يراني فيها و قد كدت لو لا رحمتك أن يحل بي ما حل بساحته فالحمد لرب مقتدر لا ينازع و لولي ذي أناة لا يعجل و قيوم لا يغفل و حليم لا يجهل ناديتك يا إلهي مستجيرا بك واثقا بسرعة إجابتك متوكلا على ما لم أزل أعرفه من حسن دفاعك عني عالما أنه لم يضطهد من آوى إلى ظل كفايتك و لا تقرع القوارع من لجأ إلى معقل الانتصار بك فخلصتني يا رب بقدرتك و نجيتني من بأسه بتطولك و منك . اللهم و كم من سحائب مكروه جليتها و سماء نعمة أمطرتها و جداول كرامة أجريتها و أعين أجداث طمستها و ناشي رحمة نشرتها و غواشي كرب فرجتها و غمم بلاء كشفتها و جنة عافية ألبستها و أمور حادثة قدرتها لم تعجزك إذ طلبتها و لم تمتنع منك إذ أردتها اللهم و كم من حاسد سوء تولني بحسده و سلقني بحد لسانه و وخزني بغرب عينه و جعل عرضي غرضا لمراميه و قلدني خلالا لم تزل فيه كفيتني أمره اللهم و كم من ظن حسن حققت و عدم إملاق ضرني جبرت و أوسعت و من صرعة أقمت و من كربة نفست و من مسكنة حولت و من نعمة خولت لا تسأل عما تفعل و لا بما أعطيت تبخل و لقد سئلت فبذلت و لم تسأل فابتدأت و استميح فضلك فما أكديت أبيت إلا إنعاما و امتنانا و تطولا و أبيت إلا تقحما على معاصيك و انتهاكا لحرماتك و تعديا لحدودك و غفلة عن وعيدك و طاعة لعدوي و عدوك لم تمتنع عن إتمام إحسانك و تتابع امتنانك و لم يحجزني ذلك عن ارتكاب مساخطك اللهم فهذا مقام المعترف لك بالتقصير عن أداء حقك الشاهد على نفسه بسبوغ نعمتك و حسن كفايتك فهب لي اللهم يا إلهي ما أصل به إلى رحمتك و أتخذه سلما أعرج فيه إلى مرضاتك و آمن به من عقابك فإنك تفعل ما تشاء و تحكم ما تريد و أنت على كل شيء قدير اللهم حمدي لك متواصل و ثنائي عليك دائم من الدهر إلى الدهر بألوان التسبيح و فنون التقديس خالصا لذكرك و مرضيا لك بناصع التوحيد و محض التحميد و طول التعديد في إكذاب أهل التنديد لم تعن في شيء من قدرتك و لم تشارك في إلهيتك و لم تعاين إذ حبست الأشياء على الغرائز المختلفات و فطرت الخلائق على صنوف الهيئات و لا خرقت الأوهام حجب الغيوب إليك فاعتقدت منك محمودا في عظمتك و لا كيفية في أزليتك و لا ممكنا في قدمك و لا يبلغك بعد الهمم و لا ينالك غوص الفطن و لا ينتهي إليك نظر الناظرين في مجد جبروتك و عظيم قدرتك ارتفعت عن صفة المخلوقين صفة قدرتك و علا عن ذلك كبرياء عظمتك و لا ينتقص ما أردت أن يزداد و لا يزداد ما أردت أن ينتقص و لا أحد شهدك حين فطرت الخلق و لا ضد حضرك حين برأت النفوس كلت الألسن عن تبيين صفتك و انحسرت العقول عن كنه معرفتك و كيف تدركك الصفات أو تحويك الجهات و أنت الجبار القدوس الذي لم تزل أزليا دائما في الغيوب وحدك ليس فيها غيرك و لم يكن لها سواك حارت في ملكوتك عميقات مذاهب التفكير و حسر عن إدراكك بصر البصير و تواضعت الملوك لهيبتك و عنت الوجوه بذل الاستكانة لعزتك و انقاد كل شيء لعظمتك و استسلم كل شيء لقدرتك و خضعت الرقاب لسلطانك فضل هنالك التدبير في تصاريف الصفات لك فمن تفكر في ذلك رجع طرفه إليه حسيرا و عقله مبهوتا مبهورا و فكره متحيرا اللهم فلك الحمد حمدا متواترا متواليا متسقا مستوسقا يدوم و لا يبيد غير مفقود في الملكوت و لا مطموس في العالم و لا منتقص في العرفان فلك الحمد حمدا لا تحصى مكارمه في اللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ و في الصُّبْحِ إِذا أَسْفَرَ و في البر و البحر و بالغدو و الآصال و العشي و الإبكار و الظهيرة و الأسحار اللهم بتوفيك أحضرتني النجاة و جعلتني منك في ولاية العصمة لم تكلفني فوق طاقتي إذ لم ترض مني إلا بطاعتي فليس شكري و إن دأبت منه في المقال و بالغت منه في الفعال ببالغ أداء حقك و لا مكاف فضلك لأنك . أنت الله لا إله إلا أنت لم تغب عنك غائبة و لا تخفى عليك خافية و لا تضل لك في ظلم الخفيات ضالة إنما أمرك إذا أردت شيئا أن تقول له كن فيكون اللهم لك الحمد مثل ما حمدت به نفسك و حمدك به الحامدون و مجدك به الممجدون و كبرك به المكبرون و عظمك به المعظمون حتى يكون لك مني وحدي في كل طرفة عين و أقل من ذلك مثل حمد جميع الحامدين و توحيد أصناف المخلصين و تقديس أحبائك العارفين و ثناء جميع المهللين و مثل ما أنت عارف به و محمود به من جميع خلقك من الحيوان و الجماد و أرغب إليك اللهم في شكر ما أنطقتني به من حمدك فما أيسر ما كلفتني من ذلك و أعظم ما وعدتني على شكرك ابتدأتني بالنعم فضلا و طولا و أمرتني بالشكر حقا و عدلا و وعدتني عليه أضعافا و مزيدا و أعطيتني من رزقك اعتبارا و امتحانا و سألتني منه قرضا يسيرا صغيرا و وعدتني عليه أضعافا و مزيدا و عطاء كثيرا و عافيتني من جهد البلاء و لم تسلمني للسوء من بلائك و منحتني العافية و أوليتني بالبسطة و الرخاء و ضاعفت لي الفضل مع ما وعدتني به من المحلة الشريفة و بشرتني به من الدرجة الرفيعة المنيعة و اصطفيتني بأعظم النبيين دعوة و أفضلهم شفاعة محمد (ص )اللهم اغفر لي ما لا يسعه إلا مغفرتك و لا يمحقه إلا عفوك و هب لي في يومي هذا و ساعتي هذه يقينا يهون علي مصيبات الدنيا و أحزانها و يشوقني إليك و يرغبني فيما عندك و اكتب لي المغفرة و بلغني الكرامة و ارزقني شكر ما أنعمت به علي فإنك أنت الله الواحد الرفيع البديء البديع السميع العليم الذي ليس لأمرك مدفع و لا عن قضائك ممتنع و أشهد أنك ربي و رب كل شيء فاطِرُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ عالِمُ الْغَيْبِ وَ الشَّهادَةِ العلي الْكَبِيرُ الْمُتَعالِ اللهم إني أسألك الثبات في الأمر و العزيمة في الرشد و إلهام الشكر على نعمتك و أعوذ بك من جور كل جائر و بغي كل باغ و حسد كل حاسد اللهم بك أصول على الأعداء و إياك أرجو ولاية الأحباء و مع ما لا أستطيع إحصاءه من فوائد فضلك و أصناف رفدك و أنواع رزقك فإنك أنت الله لا إله إلا أنت الفاشي في الخلق حمدك الباسط بالحق يدك لا تضاد في حكمك و لا تنازع في ملكك و لا تراجع في أمرك تملك من الأنام ما شئت و لا يملكون إلا ما تريد اللهم أنت المنعم المفضل القادر القاهر المقدس في نور القدس ترديت بالعزة و المجد و تعظمت بالقدرة و الكبرياء و غشيت النور بالبهاء و جللت البهاء بالمهابة اللهم لك الحمد العظيم و المن القديم و السلطان الشامخ و الحول الواسع و القدرة المقتدرة و الحمد المتتابع الذي لا ينفد بالشكر سرمدا و لا ينقضي أبدا إذ جعلتني من أفاضل بني آدم و جعلتني سميعا بصيرا صحيحا سويا معافا لم تشغلني بنقصان في بدني و لا بآفة في جوارحي و لا عاهة في نفسي و لا في عقلي و لم يمنعك كرامتك إياي و حسن صنعك عندي و فضل نعمائك علي إذ وسعت علي في الدنيا و فضلتني على كثير من أهلها تفضيلا و جعلتني سميعا أعي ما كلفتني بصيرا أرى قدرتك فيما ظهر لي و استرعيتني و استودعتني قلبا يشهد لعظمتك و لسانا ناطقا بتوحيدك فإني لفضلك علي حامد و لتوفيقك إياي بحمدك شاكر و بحقك شاهد و إليك في ملمي و مهمي ضارع لأنك حي قبل كل حي و حي بعد كل ميت و حي ترث الأرض و من عليها وَ أَنْتَ خَيْرُ الْوارِثِينَ اللهم لا تقطع عني خيرك في كل وقت و لم تنزل بي عقوبات النقم و لم تغير ما بي من النعم و لا أخليتني من وثيق العصم فلو لم أذكر من إحسانك إلي و إنعامك علي إلا عفوك عني و الاستجابة لدعائي حين رفعت رأسي بتحميدك و تمجيدك لا في تقديرك جزيل حظي حين وفرته انتقص ملكك و لا في قسمة الأرزاق حين قترت علي توفير ملكك . اللهم لك الحمد عدد ما أحاط به علمك و عدد ما أدركته قدرتك و عدد ما وسعته رحمتك و أضعاف ذلك كله حمدا واصلا متواترا متوازيا لآلائك و أسمائك اللهم فتمم إحسانك إلي فيما بقي من عمري كما أحسنت إلي منه فيما مضى فإني أتوسل إليك بتوحيدك و تهليلك و تمجيدك و تكبيرك و تعظيمك و أسألك باسمك الذي خلقته من ذلك فلا يخرج منك إلا إليك و أسألك باسمك الروح المكنون الحي الحي الحي و به و به و به و بك و بك و بك ألا تحرمني رفدك و فوائد كرامتك و لا تولني غيرك و لا تسلمني إلى عدوي و لا تكلني إلى نفسي و أحسن إلي أتم الإحسان عاجلا و آجلا و حسن في العاجلة عملي و بلغني فيها أملي و في الآجلة و الخير في منقلبي فإنه لا تفقرك كثرة ما يندفق به فضلك و سيب العطايا من منك و لا ينقص جودك تقصيري في شكر نعمتك و لا تجم خزائن نعمتك النعم و لا ينقص عظيم مواهبك من سعتك الإعطاء و لا يؤثر في جودك العظيم الفاضل الجليل منحك و لا تخاف ضيم إملاق فتكدى و لا يلحقك خوف عدم فينقص فيض ملكك و فضلك اللهم ارزقني قلبا خاشعا و يقينا صادقا و بالحق صادعا و لا تؤمني مكرك و لا تنسني ذكرك و لا تهتك عني سترك و لا تولني غيرك و لا تقنطني من رحمتك بل تغمدني بفوائدك و لا تمنعني جميل عوائدك و كن لي في كل وحشة أنيسا و في كل جزع حصينا و من كل هلكة غياثا و نجني من كل بلاء و اعصمني من كل زلل و خطاء و تمم لي فوائدك و قني وعيدك و اصرف عني أليم عذابك و تدمير تنكيلك و شرفني بحفظ كتابك و أصلح لي ديني و دنياي و آخرتي و أهلي و ولدي و وسع رزقي و أدره علي و أقبل علي و لا تعرض عني اللهم ارفعني و لا تضعني و ارحمني و لا تعذبني و انصرني و لا تخذلني و آثرني و لا تؤثر علي و اجعل لي من أمري يسرا و فرجا و عجل إجابتي و استنقذني مما قد نزل بي إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ و ذلك عليك يسير و أنت الجواد الكريم .