تمويه الأمر
منقول من أقوال آية الله الشيخ محمد تقي بهجت (قده):
نقل لي أحد الأصدقاء وهو أيضاً من أقربائنا: كنا في مدينة مشهد ضيوفاً عند الشخص الفلاني، وكنا كثيراً ما نزوره، وكان هذا الشخص من الصلحاء جداً، ففتح نافذة الغرفة وكانت مشرفة على قبة الإمام الرضا (ع) فلما وقعت عيناه على القبة سلم، وكنا جالسين في الغرفة، فسمعنا الجواب.
فقلت له: سيدي، أنت سمعت جواب السلام وكان هذا الشخص سريع البديهة في مقام الجواب، فقال: (أنت تمتلك استعداداً جيداً فسمعت الجواب، وإلا فالمعصومون يجيبون على كل من يسلم عليهم، فأبعد بذلك عن نفسه كونه من أهل الكرامة).
أقول: التواضع من سيماء العظماء وستر الأسرار من ضرورات الحب
ومثال ذلك المحبّين من البشر، لا يعرف أحدهم أسرار علاقاتهم وعشقهم إلا هم؛ مع أن ذلك حب صوري (إن صح التعبير)
فما بالك بالحب الحقيقي بين العبد وربه.... فوا أسفاه على ما نفرطه من فرص يتفضّل بها علينا المولى عز وجل....
ومن أبيات للحلاج:
سَكَنْتَ قلبي وفيهِ مِنكَ أسرارُ **** فَلتَهْنِكَ الدّارُ بل فليَهْنِكَ الجارُ
ما فيهِ غيرُكَ من سرًّ عَلِمْتَ بِهِ ***** فانْظُرْ بعينك هل في الدار دَيَّارُ
وليلةَ الهَجرِ إن طالت وإن قصُرت ***** فمُؤنِسي أملٌ فيهِ وتذكارُ