تفسيرُ السيّد الصدر لمنام الشيخ النابلسي
يذكر الشيخ عفيف النابلسي حفظه الله هذه القصة حول منام كان قد رآه في النجف الأشرف وقد فسّره له السيد محمد باقر الصدر رضوان الله عليه فيقول: رأيتُ في تلك الليلة أني دخلتُ إلى مجلس ومعي ولدي الأكبر محمد وكان يومها صغيراً في حدود الاثني عشر سنة... ( في ) فسحة دار واسعة فيها ماء وشجر وفيها بسط وفرش ويوجد مجموعة من السادة والمشايخ، والماء يجري في قنوات صغيرة من جانب إلى آخر، والبساط على جانبي الماء، والعلماء على مجالسهم من الجانبين
وثَمَّ رجلٌ مهيب الطلعة يميلُ إلى السمرة، وكان السيد الصدر أيضاً موجوداً بهيبته،
وقبل بدء المجلس جيء بالطعام فأكلتُ من هذا الطعام وكأنّه من طعام أهل الجنّة ولم أجد في حياتي كلّها مثل هذا الطعام،
وبعد انتهاء الطعام بدأ المجلس وجاء قارئ عزاء جيّد وفي غمرة المجلس وجو البكاء والتأثر رأيتُ أنّ ولدي محمد كان يلعبُ مع شخص... فَصِحتُ في ولدي بدون أن يعلو صوتي بأنّك لا تعلم الآن أنّك بين يدي الإمام المهدي عليه السلام، ثم أمسكتُ بيده وأخرجتُهُ من المجلس منعاً للتشويش...
ثمّ استرحتُ قليلاً حتّى اطمأنيتُ بأنَّ القارئ قد انتهى من القراءة ثم عدتُ فوجدتُ الباب مغلقاً وكان قبل ذلك مفتوحاً على مصراعيه، فقرعتُ الجرس فخرجتْ امرأة وفتحت الباب، ولمّا نظرتُ إليها كانت سافرة عن وجهها فقط، ولكن لم أرَ في حياتي مثل هذا الجمال وكأنّها من الحور العين نزلتْ لتوّها من الجنّة
فلمّا رأتني أريدُ الدخول إلى نفس المجلس قالت: انتهى الدوام ورفعت يدها علامة على ختم المجلس وأنّه لم يبقَ أحد، مع أنّي لم أبعد عن البوابة كثيراً، أي أنّي لم أرَ في المنام جماعة خرجوا من الباب الرئيس الذي دخلتُ وخرجتُ منه.
وبتُّ فرحاً من هذا المنام وكنتُ محتاجاً إلى من يساعدني في تفسيره وقصدتُ السيد مرتين وثلاثاً ولم أتمكّن من الانفراد به.
وذات ليلة بعد صلاة المغرب والعشاء جئتُ إلى بيت السيد... وحكيتُ له المنام فقال ما يلي:
" إنّ الإمام المهدي عجّل الله تعالى فرجه الشريف هو جهتُنا،
وإنّ الطعام الذي أكلتهُ هو درسُنا،
وإنّ الضجّة من ولدك ومن هذا الرجل هو عبارة عن تشوشات عليك لأنّك معنا،
وإنّ عدم فتح الباب لك مرّة أخرى بأنك سوف لا تطول اقامتك في النجف الأشرف،
وإنّما تذهب وحدك لأنّ المرأة التي رأيت كانت تُمثّل الدنيا،
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله تعالى رب العالمين
جزاك الله كل خير على هذا الطرح
دمتم برعاية الله