وجوب الجهر بظلامة الزهراء عليها السلام (2) ألم يرووا عنه صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: فاطمة بضعة مني فمن أغضبها أغضبني! فما المانع أن يعطي الله ورسوله هذا المقام لبضعة النبي المباركة ، ويكون افتتاح جنة الخلد بدخولها اليها ؟!
وروى ابن عساكر في تاريخ دمشق:أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: (تحشر ابنتي فاطمة وعليها حلة الكرامة، قد عجنت بماء الحيوان، فينظر الخلائق إليها فيتعجبون منها، وتكسى أيضاً ألف حلة من حلل الجنة ، مكتوب على كل حلة منها بخط أخضر: أدخلوا ابنة نبيي الجنة على أحسن صورة ، وأحسن الكرامة ، وأحسن المنظر، فتزف كماتزف العروس وتتوج بتاج العز، ويكون معها سبعون ألف جارية).
فما هي حلة الكرامة ، وما معنى أنها معجونة بماء الحياة ؟! هذا بحث له مكانه ، ونكتفي هنا بالإشارة الى كلمات وردت في هذا الحديث :
أدخلوا ابنة نبيي الجنة على أحسن صورة.. ونظام العدل في الوجود يقضي أن لاتعطى أحسن صورة لإنسان إلا إذا كان عمله أحسن عمل لله تعالى، فلا بد أن يكون في الكمال العلمي أحسن العلماء ، وفي الكمال العملي أحسن المتخلقين بالفضائل، فإن دقة القانون الإلهي تقول: ( فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ. وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ ) ( سورة الزلزلة: 7- 8 )
في مثل ذلك اليوم العظيم، وذلك المشهد العظيم، لايمكن أن يكون الإنسان الذي يضع قدمه مكان قدم سيد المرسلين صلى الله عليه وآله وسلم ويدخل أولاً الى الجنة إلا إنساناً فريداً ، فالأمور عند الله تعالى تخضع لحساب وكتاب !!
لا بد من التفكير في مثل هذه الحقائق التي رواها الجميع ، في أمثال هذه الأحاديث وذلك السلوك النبوي مع الصديقة الكبرى فاطمة عليها السلام فقد كان آخر من يودعه النبي صلى الله عليه وآله وسلم في المدينة فاطمة ، وأول من يزوره إذا رجع من سفره فاطمة! (كان إذا قدم من سفر بدأ بالمسجد فصلى فيه ركعتين ، ثم يثني بفاطمة ثم يأتي أزواجه ، وفي لفظ: ثم بدأ ببيت فاطمة ، ثم أتى بيوت نسائه ) (فتح الباري، المعجم الكبير للطبراني)، وكان يشمهاويقبلها ويقول أشم منها رائحة الجنة (فاطمة حوراء إنسية، فكلما اشتقت إلى رائحة الجنة شممت رائحة ابنتي فاطمة).
إن هذا السلوك فضلاً عن أنه عاطفة أبوية، له دلالته النبوية على مقام الصديقة الزهراء عليها السلام ومقامها عند الله تعالى!
فليس أمراً بسيطاً من سيد الخلق وأقربهم الى الله تعالى صلى الله عليه وآله وسلم ، الذي يقبل سيد الملائكة جبرئيل غبار قدميه ، أن يقبل ابنته فاطمة ، ويشم منها رائحة الجنة !
وليس أمراً بسيطاً أن تكون أول شخص يدخل الجنة ، لا بمعنى أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم يرسلها أمامه الى الجنة ، بل لأن الله تعالى يريد أن يري أهل المحشر من الأولين والآخرين أني عندما أنزلت على عبدي محمد ( طه. مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى ) فإن فاطمة التي هي بضعة من أبيها كانت شريكة في هذه السورة لأنها كانت شريكة لأبيها في عبادتي، ووقفت مثله في محرابها بين يديَّ حتى تورمت قدماها ! فقد روت مصادرهم كالسيوطي في الدر المنثور: 6/361 قال: (وأخرج العسكري في المواعظ وابن مردويه وابن الدلال وابن النجار عن جابر بن عبد الله قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على فاطمة وهي تطحن بالرحى وعليها كساء من وبر الابل ، فلما نظر إليها قال: يافاطمة تعجلي فتجرعي مرارة الدنيا لنعيم الآخرة غداً! فأنزل الله: وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى. ( سورة الضحى: 5 ) .
وفي نهاية الإرب للنويري: (فلما نظر إليها بكى وقال: يا فاطمة تجرعي مرارة الدنيا لنعيم الأبد..الخ. وكذا في إحياء الغزالي:
فرآها وعليها كساء من وبر الإبل.. رأى حالتها، رأى ابنته التي أمضت ليلها في محراب عبادتها ولم تكد تنم، وفي الصباح بدأت بعملها، وهذا لباسها ، فانكسر لها قلبه ودمعت عيناه!
وانكسار قلب النبي صلى الله عليه وآله وسلم ليس أمراً عادياً ، وعندما يجري دمع النبي صلى الله عليه وآله وسلم فإن دمع باطن الوجود يجري ! فبكى رسول الله وقال لها: إصبري على مرارة الدنيا . ولا نعرف مما نقله السيوطي وغيره ماذا كانت القضية وماذا جرى؟ لكن نفهم أنها كانت ملحمة في الصبر والعبودية ، وأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم انكسر قلبه لحال فاطمة وبكى، وأن الله تعالى أنزل عليه جبرئيل شاكراً واعداً ، بقوله تعالى: (ولسوف يعطيك ربك فترضى) !!
إن ما يجب أن نقوله ونصرخ به، ونحن نواجه ظلماً لم تنصفه الدنيا ! أن بشراً ملائكياً من نوع فاطمة عليها السلام هذه معيشتها، يستحيل أن تقف في وجه أبي بكر من أجل لقمة خبز ، أو مزرعة نخل وزروع !
ألم يحن للدنيا أن تفكر وتعرف أن أبا بكر بن أبي قحافة كان أمياً في مسائل الدين، وأن المحدثين والنقاد اتفقوا على أنه كان جاهلاً بإرث الجدة هل ترث أم لا؟ فقال لا أدري !
الى هذه الحد كان علمه بأحكام الشرع ، وقد حاول الذهبي أن يجد له عذراً بأنه لم يكن يحفظ، وأنه أراد الدقة ، وأنه لذلك منع الناس من جمع السنة النبوية وتدوينها ! ولكنه عذر أقبح من ذنب !
وأبو بكر الذي كان جاهلاً بإرث الجدة فسأل عنه وتعلمه لكن ممن ؟! من شخص متفق عليه أنه من أفجر الفجار ، هو المغيرة بن شعبة !
لقد اعتمد أبو بكر على كلامه ، وحكم للجدة بما قاله المغيرة !
لكن عندما جاءته سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء عليها السلام واعترضت عليه لماذا صادرت مني فدك؟! ردها أبو بكر ولم يصدقها! مع أن ابنته عائشة كانت تقول قالت:(مارأيت أحد كان أصدق لهجة من فاطمة، إلا أن يكون الذي ولدها) حلية الأولياء و الإستيعاب، ذخاير العقبى ، تقريب الأسانيد وشرحه:، مجمع الزوايد وقال: رجاله رجال الصحيح ) .
أبو بكر يعرف من هي فاطمة ، وقد سمع شهادة ابنته عائشة بحق فاطمة فلم يصدقها ! لكنه صدق المغيرة الفاسق الفاجر في إرث الجدة !
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد الابرار الاخيار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك
شكرا جزيلا على الموضوع
طرح مبارك بإذن الله
اللهم صل على محمد وال محمد الابرار الاخيار
نسألكم الدعاء
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد الابرار الاخيار
بارك الله فيكِ اختي الكريمة أنوار فاطمة الزهراء
الله يعطيكِ الفين عافية طرح مبارك و قيم
موفقة يا رب
رزقنا الله واياكم شفاعة الزهراء عليها السلام
اللهم صل على محمد وآل محمد الأبرار الأخيار ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أختي الكريمــة
أحسنتِ , ربي يوفقكم ويقضي حوائجكم
اللهم صل على محمد وآل محمد .