الحزن الرسالي إننا نسمع الكثير من الناس الذين حاصروا الزهراء (ع) في دائرة الحزن إلى حدّ الجزع، يقولون إنها كانت تبكي في الليل والنهار، وكان أهل المدينة يضجون من بكائها حتى قالوا لعليّ: إما أن تبكي أباها ليلاً أو نهاراً!! أيّ كلام هو هذا الكلام؟! إن الزهراء (ع) أعظم وأعظم وأعظم من ذلك، ولا سيّما أننا نقرأ في حديث عن الإمامين الباقر والصادق (ع) في تفسير الآية الكريمة: {ولا يعصينّك في معروف}، قال: «إن رسول الله (ص) قال لفاطمة: إذا أنا مت فلا تخمشي عليّ وجهاً، ولا ترخي عليّ شعراً، ولا تنادي بالويل، ولا تقيمي عليّ نائحة»، ثم قال الإمام (ع): «هذا هو المعروف». كان حزنها حزناً رسالياً، كانت تذهب إلى قبر رسول الله وقبور الشهداء ولا تزيد عن القول: «ها هنا كان رسول الله»، لتذكّر الناس كي لا ينسوا رسول الله في مسجده وفي مواقعه التي كان يتجوّل فيها، وكانت تأخذ الحسن والحسين إلى قبر جدهما وتحدثهما عن حركة أبيها هنا وهناك.
كان حزنها حزناً رسالياً هادئاً منفتحاً على الرسالة في تذكّرها لرسول الله (ص)، لأن التذكر لرسول الله (ص) كان يحمل الانفتاح على الإسلام كله. وفي كتاب الكافي يقول بعض الرواة عن أمير المؤمنين (ع) وهو يعظ الناس: «مروا أهاليكم بالقول الحسن عند موتاكم»، ويستشهد الإمام عليّ (ع) في هذا الخط بالزهراء (ع) فقال: «فإن فاطمة عندما قُبض أبوها أسعدتها بنات بني هاشم ـ على طريقة النساء عند الموت ـ فقالت: اتركن التعداد ـ أي لا تعددن الآلام والأحزان ـ وعليكن بالدعاء». هكذا كانت الزهراء (ع) تفهم قضية الاحتفال بمناسبة الموت، حتى لو كان الميت رسول الله (ص).
لذلك، فإن هؤلاء الذين يتحدثون بهذه الطريقة عن الزهراء (ع) في جزعها يسيئون إليها، باعتبار وصية رسول الله (ص) ووعي الزهراء وعصمتها، فالزهراء لم تكن في موقع الإمامة، ولكنها كانت في موقع العصمة، لأنها أولاً كانت من أهل هذا البيت الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً، وهذا دليل عصمة عليّ والحسن والحسين وفاطمة، وثانياً لأنها كانت سيدة نساء أهل الجنة ولا يمكن إلا أن تكون معصومة، وثالثاً لأننا لو درسنا كل حياة الزهراء، لرأيناها تمثل العصمة كلها، ولهذا لم تخطئ في حياتها لا في قول ولا في فعل، كانت لا تقول إلا حقاً ولا تتصرف إلا بالحق، سواء مع الذين يلتقون معها أو مع الذين لا يلتقون معها.
وكانت قمة احتجاجها على الواقع المنحرف أنها قالت لعليّ (ع): «ادفني ليلاً»، لا تدع هؤلاء يحضرون جنازتي، ودُفنت ليلاً، واختلف الناس في موضع قبرها، وهناك أحاديث عن أئمة أهل البيت (ع) أنها دُفنت في بيتها، وعندما وُسّع المسجد دخل بيتها وقبرها في المسجد، ولعل الحديث: «ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة» يشير إلى الزهراء (ع)، وهناك رواية تقول إنها دُفنت في البقيع.
الزهراء (ع) الطاهرة، الصدّيقة، المعصومة، التي كانت تمثل التجسيد الحيّ لكل القيم الروحية والإنسانية، كانت قوية في مواقع القوة للدفاع عن الحق، وكانت عابدة ترتفع صلواتها إلى الله، ومعلّمة تعطي العلم للنساء، وكانت تعيش مسؤوليتها في البيت والمجتمع مع أبيها وزوجها. فسلام الله عليها حين وُلدت، وحين انتقلت إلى رحاب ربها، وعندما تُبعث حيّة. علينا أن نجعل منها القدوة ـ رجالاً ونساءً ـ لأنها من خير من يُقتدى به، كانت حبيبة رسول الله وتلميذته ورفيقته، وقد قال أمير الشعراء أحمد شوقي وهو يتحدث عن الزهراء (ع):
ما تمنى غيرها نسلاً ومن .... يلد الزهراء يزهد في سواها
بسم رب الزهراء عليها السلام
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام على بديعة الوصف والمنظرالسلام على من نرتجيها ليوم الفزع الأكبر
عظم الله آجورنا وآجوركم بمصابنا بسيدنا وآمامنا آمير المؤمنين عليه السلام
حبيبتي نوراة وفقتم بحق الزهراء عليها السلام
دمتم بحب ورعاية الزهراء
اللهم أدخلني في كل خير أدخلت فيه محمدا وآل محمد
وأخرجني من كل سوء أخرجت منه محمدا وآل محمد
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الفاطمية :،: أنوار فاطمة الزهراء :،:
السلام على البضعة المظلومة المهظومة
تقبل الله تعالى أعمالكم وصيامكم بالقبول الحسن وغفر لنا ولكم
سائلين المولى عزوجل أن ينعم عليكم بوافر رحمته وسعة رزقه
ويرحمكم برحمته أنه أرحم الراحمين
وصلى الله على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
دمتم برعاية الإمام المهدي المنتظر عليه السلام عج
خادمة العترة الطاهرة
تسبيحة الزهراء
(اللهم أفرغ علينا صبرًا و ثبت أقدامنا و انصرنا على القوم الكافرين)
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
عطرتم المنتدى الفاطمي بمشاركتكم الولائية
جزاك الله كل خير بحق شهيد المحراب و مولى الموحدين مولانا
علي بن ابي طالب صلوات الله عليه
اللهم صل على محمد وآل محمد