واقعنا والصديقة الزهراء في عصر الضياع والتغريب للمرأة المسلمة ما أحوج واقعنا إلى استحضار الصديقة فاطمة الزهراء، النموذج الأرقى في حياة المرأة. ومن المؤسف أن يفتش نساء هذه الأمة في هذا العصر عن "نماذج" مستعارة من هنا وهناك بما تحمله هذه النماذج من صور شوهاء ممسوخة. إنه الانبهار المحجوج، والافتتان الخاوي، واللهث وراء حضارة العبث، والسقوط في أحضان القيم الهابطة.
إن أي مشروع للنهوض بالمرأة يصر على إلغاء "مكونات الأصالة والهوية والانتماء" هو مشروع يتناقض كل التناقض مع دين هذه الأمة وقيمها وأخلاقها وثوابتها الإيمانية والروحية.
إننا لا نرفض الجديد الصالح الوافد من هنا أو هناك مادام لا يتنافى مع ديننا وقيمنا وثوابتنا، ومادام لا يصادر أصالتنا وهويتنا وانتماءنا.
إذا قرأنا مجمل المشروعات المتحركة في الساحة التي تحمل شعارات الدفاع عن قضايا المرأة، فالواضح في غالبيتها أنها تقلل من قيمة المعايير الدينية والروحية، إن لم ندع أنها تصادرها وترفضها.
ومهما حاولت هذه المشروعات أن تتبرأ من تهمة المصادمة مع القيم الدينية والروحية، فإن الواقع يبرهن ومن خلال الكثير من العناوين المطروحة أنها على غير وفاق مع هذه القيم أو على الأقل ليست معيارها الأساس وإن تناغمت معها بعض الأحيان مجاملة للشارع الديني الذي بات يقرأ جيدا كل الشعارات، وبات صريحا مع كل الانتماءات التي تتنافى مع هويته الإيمانية، ومع قيمة الدينية والروحية.
إننا نعيش ذكرى أعظم امرأة في تاريخ البشرية ندعو كل الناشطات من أجل النهوض بواقع المرأة في مجتمعاتنا العربية والإسلامية إلى أن ينفتحن على شيء من حياة الزهراء بما تحمله هذه الحياة من غنى فكري وروحي واجتماعي وسياسي، لو حركنا بعضه في واقعنا المعاصر لاستطاع أن يعطي للمرأة في هذا العصر كل الخير والسعادة، وأن يمنحها كل الإحساس بإنسانيتها وكرامتها ووجودها، وأن يحقق لها كل الطموحات النظيفة، وكل المطالب العادلة، وأن ينهض بها النهوض الأصيل وليس النهوض الموهوم المزيف.
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
" نور عيني انوار فاطمة الزهراء "
بارك الله جهودك
وحشرك مع زمرة محمد وآل محمد
شمس النبوة وقمر هاشم يوم عاشور دار الفلك فيها وتلاقى النور بالنور
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
أشكرك أختي الغالية على الطرح الرائع
جزاك الله ألف خير
ووفقك لما يحب ويرضى
بحق محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين