وصل اللهم على سيدة نساء العالمين الصديقة الكبرى فاطمة الزهراء (ع)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بيان ما جاء في زيارة مولاتنا وسيّدتنا ، حجّة الحجج ، بهجة قلب المصطفى ، وقرّة عين الرسول الطاهرة البتول ، سيّدة النساء فاطمة الزهراء عليهاالسلام ، فقد ذكر خاتم المحدّثين شيخنا القمّي قدس سره في كتابه القيّم ( مفاتيح الجنان ) زيارتين ، وهما كما يلي :
الزيارة الاُولى : « السلام عليكِ يا ممتحنة ، امتحنكِ الذي خلقكِ فوجدكِ لما امتحنكِ صابرةً ، أنا لكِ مصدّق صابر على ما أتى به أبوك ووصيّه صلوات اللّه عليهما وأنا أسألكِ إن كنتُ صدّقتكِ إلاّ ألحقتني بتصديقي لهما لتسرّ نفسي فاشهدي أ نّي ظاهر بولايتك وولاية آل بيتكِ صلوات اللّه عليهم أجمعين » .
الزيارة الثانية : « السلام عليكِ يا ممتحنة ، امتحنكِ الذي خلقكِ قبل أن يخلقكِ وكنتِ لما امتحنكِ به صابرة ونحن لك أولياء مصدّقون ولكلّ ما أتى به أبوكِ صلّى اللّه عليه وآله وسلّم وأتى به وصيّه عليه السلام مسلّمون ونحن نسألك اللهمّ إذ كنّا مصدّقين لهم أن تلحقنا بتصديقنا بالدرجة العالية لنبشّر أنفسنا بأ نّا قد طهّرنا بولايتهم عليهم السلام » .
(¯`·._.·( 2 ـ الولاء والمحبّة )·._.·°¯)
« ونحن لكِ أولياء » . الولاء بمعنى الحبّ والنصرة والمتابعة والإطاعة ، وقد ثبت في محلّه أنّ روح الدين الإسلامي هو ولاية النبيّ وآله عليهمالسلام ، فهل الدين إلاّ الحبّ للّه ولرسوله ولأهل بيته الأطهار عليهم السلام ، ثمّ البغض لأعداء اللّه وأعداء رسوله وآله عليهم السلام ، فإنّ أجر الرسالة المحمّديّة إنّما هي مودّة ذوي القربى وآل المصطفى عليهم السلام ، أعني فاطمة الزهراء والأئمّة الاثني عشر عليهم السلام خلفاء الرسول الأعظم ، وكلّهم من قريش . والمودّة لغةً واصطلاحا بمعنى الحبّ والإطاعة ، فمن أحبّهم وأطاعهم كان معهم في الدنيا والآخرة ، فنحن أولياء لفاطمة الزهراء عليهاالسلام وإنّا من شيعتها إن شاء اللّه تعالى ، فإنّ من كان في مذهبه ومرامه ودينه فاطميّ الهوى كان مسلما نبويّ العقيدة ولويّ المذهب ، أي تابعا ومطيعا لنبيّ اللّه ولوليّ اللّه عليهماالسلام . ثمّ فاطمة الزهراء عليهاالسلام سرّ الوجود قد جمعت بين نوري النبوّة والإمامة ، فهي بنت رسول اللّه وحليلة وليّ اللّه واُمّ الأئمّة النجباء ، فمن والاها فقد والى اللّه ورسوله وأولياءه ، ومن عاداها فقد عادى اللّه ورسوله وأولياءه ، فاشهدي يا مولاتي إنّا لكِ أولياء ومحبّون وصادقون في الولاء والمحبّة والمودّة ، نفدي أنفسنا وكلّ ما نملكه ـ والملك للّه ـ دونكم ودون ولايتكم الكبرى وآيتكم العظمى ، وما أجمل القتل والشهادة في سبيلكم ، فإنّها أحلى من الشّهد إلى الشارب . فنحيى ونموت على حبّكم وولايتكم ، وإنّا معكم معكم لا مع عدوّكم ولا مع غيركم . فإنّ طلب الهداية من غيركم مساوق لإنكاركم ، فبكم نتأسّى وبهداكم نقتدي ، وعلى ولايتكم نعيش ونموت ونفدي الأرواح .
كتاب: فاطمة الزهراء مشكاة الأنوار
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين