مكاشفات آية الله العظمى السيد الكَلبايكَاني رضوان الله عليه
روى سماحة العلامة آية الله الحاج السيد محمد الحسين الحسني الطهراني في كتابه المعاد الجزء الأول صفحة 111
قصة آية الله الكَلبايكاني في مقبرة" تخت فولاد " أصبهان يقول:
كان للمرحوم آية الله السيد جمال الكَلبايكَاني رضوان الله عليه مطالب كثيرة من هذا القبيل ، وكان من العلماء ومراجع التقليد الأجلاء في النجف الأشرف ومن التلامذة المبرزين للمرحوم آية الله النائيني ، وكان في علمه وعمله حديث الخاصة ، وقد كان في عظمة قدره وكرامته منزله ونزاهة نفسه مورد تصديق الجميع ، فليس هناك من محل للسك في كلامه ، كما كان حائزا على المقام الأعلى في مراتب النفس والاجتناب عن الأهواء النفسية ..
وكان لجيرانه حكايات عن أصوات مناجته وبكائه ، وكانت الصحيفة المباركة السجادية مقابلة دوماً في غرفة الخلوة ، ينشغل بقرائتها حالما يفرغ من المطالعة ، وكانت آهاته حرّى ودموعه جارية فيّاضة ، وكلامه مؤثراً وقلبه مفعماً بالإخلاص . وقد عاش ما يزيد على تسعين سنة ، حيث انقضى على رحيله حتى تسع عشرة سنة . وقد درس في فترة شبابه في أصبهان ، وكان رفيق المرحوم آية الله الحاج حسين البروجردي في الدرس والمباحثة ، فكان آية الله البروجردي يكتب له الرسائل ويستعين به بالنسبة إلى بعض المسائل الغامضة والحوادث الواقعة ، سواء في الأوقات التي كان فيها بروجرد ، أو الأوقات التي عاش فيها في قم .
وكان الحقير قد تشرف بالذهاب إلى النجف للتحصيل والدراسة لمدة سبع سنوات ، فكنت أتردد على منزله مرة أو مرتين أسبوعيا فأجلس عنده ساعة من الزمن ، ومع أنه كان من أهل التقية والكتمان لدرجة كبيرة ، إلا أنه كان ينقل لي مطالب عن وارداته القلبية في مدة عمره ، سواءً في أصبهان أو في النجف ، وكانت مطالب يخفيها حتى عن خواصه والمقربين إليه .
وكان منزله يقع في محلّة الحويش ، ولديه غرفة صغيرة تقع أعلى الدار يقضي فيها أوقاته . وكان يقص عليّ من وارداته ومكاشفاته ، أو عن حالاته ومقاماته حين كنت أتشرف بالمثول عنده ، فإذا ما سمع صوت أقدام تصعد السلم قطع حديثه واشتغل ببحث علمي أو فقهي ليخال للقادم أننا كنّا مشغوليين في هذه المدّ بالمذاكرة والبحث العلمي ، وكان يفعل ذلك حتى لو كان الوارد من أخص خواصه .
كان يقول : درست أوان شبابي في أصبهان درس الأخلاق والسير والسلوك عند استاذين كبيرين : المرحوم الآخند الكاشي وجهانكَيرخان ، وكان معلمي في هذا المجال .
وكانا قد أمراني بالذهاب ليالي الخميس والجمعة خارج أصبهان إلى مقبرة ( تخت فولاد ) للتفكر في عالم الموت والأرواح قدرا وبالعبادة قدراً آخر .
وهكذا فقد اعتدتُ على الذهاب ليالي الخميس والجمعة للتجوال والتفكر ساعة أو ساعتين بين القبور ، أستريح بعدها ساعات ، ثم أنهض لصلاة الليل والمناجاة ، ثم أصلي صلاة الصبح وأعود إلى أصبهان .
وكان يقول : كانت ليلة من ليالي الشتاء ، وكان الهواء بارداً جداً ، والثلج يتساقط من السماء ، وكنت قد جئت من أصبهان إلى المقبرة (تخت فولاد) للتفكر في أرواح وادي ذلك العالم وساكنيه ، وذهبت إلى إحدى الغرف وأردت فتح منديلي لأتناول لقيمات من الطعم فأنام بعدها إلى منتصف الليل وأنهض لأشتغل بأعمالي وعبادتي حسب الطريقة التي أمرتُ بها .
وفي تلك الأثناء طُرق باب المقبرة ، وكانوا يريدون إدخال جنازة لأحد أرحام صاحب المقبرة جاءوا بها من أصبهان ، على أن يقوم قارئ القرءان _ وهو المسؤول عن المقبرة _ بتلاوة عليها حتى يعودوا صباحاً لدفنها . وهكذا فقد وضع أولئك الجماعة الجنازة وذهبوا وانشغل قارئ القراءن بالتلاوة .
وحصل بمجرد أن فتحت المنديل وأردت الإنشغال بتناول الطعام شاهدت ملائكة العذاب وقد جاءوا بالتعذيب .(وأنقل هنا عين عبارة المرحوم ): كانوا ينهالون على رأسه بدبابيس نارية بحيث يتصاعد لهب النار إلى السماء ، وكانت صرخات هذا الميت تتصاعد كأن جميع هذه المقبرة العظيمة كانت تتزلزل منها .
ولا أعلم أي صنف من العاصين كان ، أكان من الحكام الظالمين الجائرين ليستحق العذاب على ذلك النحو ؟
كان ذلك يحدث وقارئ القرءان يجلس في هدوء عند الجنازة مشغولاً بالتلاوة لا يعلم شيئاً من ذلك أبداً . وكنت قد تداعيتُ عند مشاهدة ذلك المنظر ، فكان بدني يهتز ويرتجف ، ووجهي يشحب ويصفرّ ، وكنت أشير إلى صاحب المقبرة أنّ : افتح الباب فأنا أريد الذهاب ، فلا يفهم ذلك ، حاولت أن أقول ذلك فكان لساني محتسباً في فمي لا يقوى على الحركة .
ثم أفهمته أخيراً :افتح مغاليق الباب فأنا أريد الذهاب .
قال : أيها السيد ، إن الجو بارد ، وقد غطى الثلج الأرض ، وهناك ذئاب في الطريق ستفترسك .
وعبثاً حاولت إفهامه أن لا طاقة لي على البقاء ، فلم يكن ليدرك ما أعنيه ، فاضطررتُ إلى أن أجرّ نفسي إلى باب الغرفة ففتحته بنفسي وخرجت ومع أنّ المسافة إلى أصبهان لم تكن بعيدة إلا أني قطعتها في غاية المشقة حيث سقطت على الأرض عدة مرات ، ثم جئت إلى غرفتي فسقطت أسبوعا كاملاً . وكان المرحوم الآخوند الكاشي وجهانكًيرخان يأتيان إلى غرفتي لتتطيب خاطري ، وكانا يُعطياني الدواء وكان جهانكًيرخان يُنضح اللحم المقدّد (الكباب ) فيطعمنيه بالإكراه ، حتى استرجعت قوتي شيئاً فشيئاً .
وينبغي أن نسأل منكري المعاد هنا : أهذه الأمور أيضاً تقبل الإنكار؟! ...
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله بكم على الطرح النوارني المبارك
ودمتم برعاية الله مسددين
اللهم اسقِ قلوبنا بذكرك حتى تروى، واشبع أرواحنا بطاعتك حتى تقوى
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وعَجِّلْ فَرَجَهُمْ ياغياث المستغيثين أغثني بوليك الإمام الحجة بن الحسن المهدي أدركني بارك الله بكم على جميل ردودكم ودعواتكم ,,, أسال العلي القدير ان يحفظكم ويوفقكم ان شاء الله
بارك الله في جهودكم وشكر سعيكم وأنار قلبكم بنور وجهه الكريم
جزاكم الله خير الجزاء وتقبل منكم هذا القليل بأحسن قبول
نسأل الله لكم الموفقية والسداد بجاه محمد وآل محمد
لعن الله ظالميك يامولاتي يافاطمة الزهراء
لا تنسى ترشيح المنتدى
راية هدى الزهراء
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
أشكرك أختي الغالية على الطرح الرائع
جزاك الله ألف خير
ووفقك لما يحب ويرضى
بحق محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين