اللهمّ عرّفني نفسك، فإنّك إنْ لم تعرّفني نفسَك لمْ أعرف نبيّك، اللهمّ عرّفني رسولك، فإنّك إنْ لم تعرّفني رسولك لم أعرفْ حجّتك، اللهمّ عرّفني حجّتك، فإنّك إنْ لم تعرّفني حجّتك ضلَلتُ عن ديني
آية الله العظمى السيد شهاب الدين المرعشي النجفي
المشرف: يالثارات الزهراء
-
- المدير الإداري
- مشاركات: 49873
- اشترك في: الثلاثاء سبتمبر 23, 2008 1:36 pm
- الجنس: فاطمية
آية الله العظمى السيد شهاب الدين المرعشي النجفي
[align=center]
ولادته ونشأته
... ولد سيدنا الأستاذ في النجف الأشرف صباح يوم الخميس عشرين صفر (يوم أربعين الحسين عليه السلام) عام 1315 هـ، فسمي بمحمد حسين ولقب بشهاب الدين وكني بأبي المعالي.
ولد من أبوين كريمين أصيلين في الرفعة والشرف عريقين في الفضل والأدب فترعرع في أحضان الفضيلة والتقوى باراً بوالديه.
نشأ في محيط مفعم بالعلم والعمل الصالح وبالمثل العليا والأخلاق الفاضلة.
وإذا قيل: ما يحسّه الطفل من حركات وسكنات والديه سينطبع في وجوده ويسمى بالعلم الحسي ويبقى في خاطره وذهنه مدى الحياة، فإنه لم يجد هذا الطفل الجليل من بيئته وأسرته العلمية. إلا ما يسوقه ويقوده إلى حب الخير والصلاح والإقبال الشديد على الدين الحنيف وحب الله ومودّة الرسول الأكرم وأهل بيته الأطهار (عليهم السلام) والانضواء تحت لواء الأعمال الصالحة.
وحقاً ما قيل: أن المدرسة الأولى للطفل هو البيت، والمدرس الأول هي الأم وان الواضع الأول لأساس أخلاقه وسلوكه هو الأب، فيترعرع الطفل على ما يجده ويلمسه في بيئته ومحيطه الأول، وتبقى آثار ما أخذه متبلورة في وجود لا تزول، وفي الأثر: العلم في الصغر كالنقش في الحجر، ونادراً ما يشذ وينحرف الطفل عمّا وجده في دار والديه وبيئته الأولى وما اكتسبه من أخلاق أساتذته ومربيه.
ومن هذا المنطلق والمفهوم السامي نجد الإسلام يحث المسلمين والمؤمنين على تربية الأولاد تربية صحيحة سليمة واعية، وتعتني غاية العناية بنشأة الطفل نشأة صالحة ومباركة قبل انعقاد نطفته، تحبب إليه فعل الخيرات وكسب الأخلاق الحميدة، والعادات الطيبة - والخير عادة - والابتعاد عما يرويه ويسقطه في هاوية الانحطاط الخلقي.
لقد نشأ سيدنا الأستاذ في بيت العلم والسيادة والشرف في أسرة مرموقة في أعين الناس.
فيروى يوماً: أنه كان والده يصطحبه إلى درس المحقق الآخوند وهو لم يبلغ الحلم.
.. وعندما كانت والدته تطلب منه ان يوقظ والده، يصعب عليه أن يناديه فكان يمسح باطن قدم والده فيستيقظ بعد دغدغة لطيفة ويرى الأب هذا الموقف المتواضع من ولده البار، فتدمع عيناه رافعاً يديه إلى السماء، ويدعو لولده بالتوفيق.
وكان سيدنا الأستاذ كثيراً ما يقول: إنما نلت هذا المقام وزاد الله في توفيقي ببركات دعاء والديّ عليهما الرحمة.
وقال في أيام شيخوخته، انه منذ البلوغ لم يعمل ما تشتهيه نفسه وما ترغبه، بل كان مخالفاً لهواه مطيعاً لأمر مولاه.
وقال: كل ما تراه من كيان المرجعية لم اسع إليه ولو بقدم واحد، إنما تكوّن وتشكلّ بلطف من الله وعناية رسوله وأهل بيته (عليهم السلام). أي ورب الكعبة من كان لله، كان الله معه، وما كان لله ينمو وحياة سيدنا الأستاذ خير مصداق لهذا المفهوم الإسلامي الأصيل.
امتاز سيدنا الأستاذ من بين مراجع التقليد المعاصرين والفقهاء العظام - زاد الله في علو شأنهم وقدرهم - بخصائص اشتهر بها:
منها: حبه المفرط لحفظ التراث والمخطوطات، فأثمر هذا الحب مكتبته العامة الضخمة المباركة.
منها: حبه المتعالي في كسب العلوم والفنون المختلفة، فأثمر عشرات المؤلفات وآلاف الصفحات في شتى العلوم والفنون.
منها: ولعه السامي في حفظ الأسانيد، فأثمر ما يقارب مئتا إجازة رواية من علمائنا الإمامية الاثنى عشرية ومن علماء الزيدية والإسماعيلية وأبناء العامة منها: وهو المقصود بيانه في هذا القبس - ظهور حبه الشديد، حتى وصل إلى درجة العشق والوله لأهل بيت العصمة والنبوة عترة النبي المختار (عليهم السلام) فما من مكتوب بيراعه الكريم إلا ويختمه بذكر أهل البيت (عليهم السلام)، إنه حقاً الولهان المتيم في حبّهم وغرامهم لاسيما عشقه بسيد الشهداء أبي الأحرار الحسين بن علي (عليهما السلام) وإحياء قضية عاشوراء والمآتم الحسينية.
قال يوماً: كنت أيام الشباب مع مجموعة من الطلبة منهم السيد الخميني. نحيي ليالي محرم حتى السحر بالبكاء واللطم والنحيب على مظلومية سيد الشهداء وأهل بيته الأطياب (عليهم السلام).
وقال ناصحاً ومعلماً: إذا أردت التوفيق في حياتك العلمية والعملية فعليك بثلاث أعمال:
الأول: كن دوماً على طهارة ووضوء فإنه ينير القلب ويزيل الهم.
الثاني: شيع الجنائز أي جنازة رأيتها ولو بإقدام.
الثالث: شارك في قضية الحسين (عليه السلام) بأي نحو من المشاركة ثم قال: كنت من مدرسي الحوزة المعروفين وكنت آنذاك أوزع الشاي على الناس في المجالس والمآتم الحسينية.
أساتذته ومشايخه في الرواية
(1) والده الآية النسابة السيد محمود شمس الدين المرعشي درس عنده المقدمات
(2) آية الله الشيخ مرتضى الطالقاني النجفي: فقد درس عنده علوم البلاغة وسطح الأصول والفقه وكذا عند الشيخ ميرزا حبيب الله الاشتهاردي وميرزا محمد علي الكاظمي وميرزا أبي الحسن المشكيني ودرس أيضاً عند شيخ العلماء وأستاذ الفقهاء الآية العظمى الشيخ آقا ضياء الدين العراقي (قدس سره) من بداية الأصول إلى مبحث المطلق والمقيد وقد أجازه بالاجتهاد إجازة كتبية كما له من مؤسس الحوزة آية الله العظمى الشيخ عبد الكريم الحائري (قدس سره).
وروى أيضاً علوم مختلفة على أيدي فطاحل العلماء السيد أحمد البهبهاني والشيخ أحمد علي كاشف الغطاء والشيخ إسماعيل المحلاتي هبة الدين الشهرستاني كما درس عند العلامة الفقيه السيد أبي تراب الخونساري وغيرهم لا نستطيع إحصائهم من أصحاب العلم والفضيلة الذين أرادوا له السؤدد
تلامذته
خلال سبعين عاماً من التدريس في حوزة قم بجوار مولاتنا وشفيعتنا السيدة المعصومة فاطمة بنت الإمام موسى بن جعفر (عليهم السلام) تعلم وتربى على يديه الكريمة وأنفاسه القدسية، مئات من الأساتذة والعلماء والخطباء والمحققين والآيات والحجج، وفاقوا أقرانهم ورجعوا إلى قومهم لعلهم يحذرون.
أجل: تلقوا دروسهم العلمية في حلقاته التدريسية، وانتشروا في ربوع البلدان الإسلامية، ليكون لهم دور لامع وفعال في ميادين العلم والعمل والسياسة، وتثقيف الأمة بالثقافة الإسلامية وشريعة السماء السمحة ففي قم المقدسة أمثال:
السيد باقر الطباطبائي، والشيخ مرتضى الحائري، والشيخ محمد علي التوحيدي، والشيخ عباس المستقيم، والشيخ قوام الدين الوشنوي القمي، والسيد حسن النبوي والشيخ حسن النوري، والشيخ حسين الغفاري، وغيرهم من أساطين العلم والفقه.
وفي طهران: الشهيد الشيخ مرتضى المطهري، والشهيد الشيخ حسين الغفاري، وآقا يحيى العبادي، والشيخ الإمامي الكاشاني، والسيد محمود الطالقاني، والشيخ علي أكبر هاشمي رفسنجاني.
وفي مشهد أمثال: ميرزا جواد الطهراني، والشيخ مرواريد.
وفي يزد وأصفهان: الشهيد الشيخ محمد الصدوقي والسيد الطاهري الأصفهاني.
ومن كل أنحاء إيران كان هنالك عدد كبير من المشايخ قد تتلمذوا على سيدنا الأستاذ.
أولاده
سيدنا الأستاذ (قدس سره) المثل الجيد في حياته الأسروية، وقد رزقه الله ثمان أولاد أربعة منهم ذكور، ثلاثة من أهل العلم وهم:
1 - السيد محمود المرعشي: ألف كتاب (حياة ابن سينا) وكتاب (حياة أبي حامد الغزالي) وطبعا عام 1341 هـ في قم المقدسة، وله كتاب المسلسلات في مجلدين على شرف الطبع والانتشار، وهو وصي والده والأمين العام لمكتبته العامة في قم المقدسة.
2 - السيد محمد جواد المرعشي: ترجم إلى الفارسية كتاب (البيان في أخبار صاحب الزمان) وكتاب (مناقب علي بن أبي طالب عليه السلام) لابن المغازلي وكتاب (إلزام الناصب في إثبات الحجة الغائب) وكتاب (مع الحسين في نهضته) وكتاب (السيدة زينب) لمحمد قاسم المصري وكتاب (أخبار الزينبيات) ليحيى العبيدلي.
3 - السيد أمير حسين المرعشي.
4 - السيد محمد كاظم المرعشي يعمل في طهران.
5 - زوجة الحاج علي فاضل اللنكراني.
6 - زوجة المرحوم السيد عباس الموسوي الحرمي.
7 - زوجة المرحوم الحاج السيد خليل ميري الطهراني.
8 - زوجة الشيخ عباس علي عميد الزنجاني من علماء طهران وأستاذ في الجامعة.
قبس من حياته الاجتماعية
إن من أهم مسؤوليات رجال الدين، وأنبل أهداف المصلحين من القياديين ومراجع الدين هو إصلاح المجتمع وإسعاده وتصعيد روح العلم والثقافة بين جماهيره وشعارهم: من أصبح ولم يهتم بأمور المسلمين فليس بمسلم، وهكذا عاش سيدنا الأستاذ بين ظهراني الأمة ولداً باراً وأخاً شفيقاً وأباً عطوفاً ومعلماً رحيماً وقائداً رؤوفاً ومن الناس وإلى الناس لا يصدر منه ما يتنافى مع العادات الاجتماعية الطيبة ويروى إن دخل عليه رجل طاعن في السن من عوام الناس فقال بعد السلام والترحيب: سيدي أعرفك بنفسي أنا غلام الدّلاك وأوّد ان أذكر لك قصة من حياتك كنت دلاكاً في حمام عام وكنت أيام شبابك تأتي مع أولادك الصغار إلى ذلك الحمام فدخلتم يوماً ورأيت أطفالاً فسألتني عنهم، فأخبرتكم أنهم أيتام فقلت لأولادك لا تنادوني بكلمة (بابا رعاية لمشاعر هؤلاء الأطفال اليتامى ثم أعطيتني نقوداً لاشتري لهم لوازم قرطاسية لمدرستهم فاشتريت ذلك.
فعلاً أنها قصة لتهز المشاعر تنم عن الأحاسيس للمرهفة ومراعاة النكات الاجتماعية الدقيقة الظريفة.
وكان يقيم صلاة الجماعة في المواعيد الثلاثة (الصبح والظهرين والعشائين) في حرم وصحن السيدة المعصومة (عليها السلام).
وحين استوطن قم المقدسة لم تكن تقام في السحر صلاة الجماعة في الحرم الشريف فقبل ستين عاماً كان الوحيد الذي سبق الناس إلى الحرم قبل طلوع الفجر بساعة من دون انقطاع حتى في الشتاء وفي الليالي القارصة وقد افترشت الأزقة الثلوج كان يحمل (جرافه) صغيره ويفتح الطريق إلى آخر ليلة من حياته.
وكان يقضي حوائج الناس بالمقدار المستطاع ولا تثني عزيمته كبر السن ولا الأمراض والاسقام ولا الهموم ولا الأحزان، بل بكل صلابة وقوة وحول من الله يقاوم المصاعب والمشاكل.
وكان خير مثال للخلق الاجتماعي وأفضل آية للآداب الاجتماعية الحسنة.
(ثم كان من الذين آمنوا وتواصوا بالصبر وتواصوا بالمرحمة) [سورة البلدة: الآية 17].
وفاته
اهتزت أركان مدينة قم المقدسة وإيران، بل العالم الإسلامي بفاجعة فقد ركن الإسلام وملاذ الأنام وشبل الأئمة الكرام، المرجع الديني آية الله العظمى السيد شهاب الدين المرعشي النجفي (قدس الله سره الشريف) ونور مرقده الطاهر فلقد لبى نداء ربه الكريم ليلة الخميس (7 صفر من سنة 1411 هـ) بعد ما أَمّ الناس صلاتي المغرب والعشاء في صحن السيدة المعصومة كريمة أهل البيت (عليهم السلام).
بقي نعشه ليلة الجمعة في حسينيته كما وصى بذلك، وشدّ تابوته بالمنبر الحسيني وفي يوم الجمعة ضجت الجماهير الحزينة في الحسينية والأزقة المجاورة يضربون على رؤوسهم حزناً وأسفاً في منظر رهيب وبعد إجراء المراسم ونصب المأتم على سيد الشهداء مولانا الحسين (عليه السلام)، رفع نعشه المقدس على الأنامل يموج الناس به كالبحر المتلاطم تحت رحمة الشمس والدموع تنزف دماً من العيون والقلوب.
وأنزل في لحده المقدس الساعة الثانية عشر ظهراً يوم الجمعة 9 صفر بجوار مكتبته العامة في قم المقدسة وتلقته الملائكة المقربون بالسلام وبالبشرى والتحية.
ومضى سيدنا وانطوت حياته الكريمة المباركة التي ملئت بالأمجاد والمفاخر معنى بعد ان خلّف للأمة ثروة علمية فائقة من مطبوع ومخطوط وخلّف علماء من طلبته ومدارس دينية وحسينيات ومكتبة عامة عزّ نظيرها في العالم الإسلامي.
فسلام عليه يوم ولد وسلام عليه يوم فاضت روحه الزكية إلى رحمة الله الواسعة وسلام عليه حين يبعث حيّاً، كتابه بيمينه، مستبشراً عند أجداده الطاهرين في مقعد صدقٍ عند مليك مقتدر.
****************************
للأمانة منقول من موقع المفيد[/align]
ولادته ونشأته
... ولد سيدنا الأستاذ في النجف الأشرف صباح يوم الخميس عشرين صفر (يوم أربعين الحسين عليه السلام) عام 1315 هـ، فسمي بمحمد حسين ولقب بشهاب الدين وكني بأبي المعالي.
ولد من أبوين كريمين أصيلين في الرفعة والشرف عريقين في الفضل والأدب فترعرع في أحضان الفضيلة والتقوى باراً بوالديه.
نشأ في محيط مفعم بالعلم والعمل الصالح وبالمثل العليا والأخلاق الفاضلة.
وإذا قيل: ما يحسّه الطفل من حركات وسكنات والديه سينطبع في وجوده ويسمى بالعلم الحسي ويبقى في خاطره وذهنه مدى الحياة، فإنه لم يجد هذا الطفل الجليل من بيئته وأسرته العلمية. إلا ما يسوقه ويقوده إلى حب الخير والصلاح والإقبال الشديد على الدين الحنيف وحب الله ومودّة الرسول الأكرم وأهل بيته الأطهار (عليهم السلام) والانضواء تحت لواء الأعمال الصالحة.
وحقاً ما قيل: أن المدرسة الأولى للطفل هو البيت، والمدرس الأول هي الأم وان الواضع الأول لأساس أخلاقه وسلوكه هو الأب، فيترعرع الطفل على ما يجده ويلمسه في بيئته ومحيطه الأول، وتبقى آثار ما أخذه متبلورة في وجود لا تزول، وفي الأثر: العلم في الصغر كالنقش في الحجر، ونادراً ما يشذ وينحرف الطفل عمّا وجده في دار والديه وبيئته الأولى وما اكتسبه من أخلاق أساتذته ومربيه.
ومن هذا المنطلق والمفهوم السامي نجد الإسلام يحث المسلمين والمؤمنين على تربية الأولاد تربية صحيحة سليمة واعية، وتعتني غاية العناية بنشأة الطفل نشأة صالحة ومباركة قبل انعقاد نطفته، تحبب إليه فعل الخيرات وكسب الأخلاق الحميدة، والعادات الطيبة - والخير عادة - والابتعاد عما يرويه ويسقطه في هاوية الانحطاط الخلقي.
لقد نشأ سيدنا الأستاذ في بيت العلم والسيادة والشرف في أسرة مرموقة في أعين الناس.
فيروى يوماً: أنه كان والده يصطحبه إلى درس المحقق الآخوند وهو لم يبلغ الحلم.
.. وعندما كانت والدته تطلب منه ان يوقظ والده، يصعب عليه أن يناديه فكان يمسح باطن قدم والده فيستيقظ بعد دغدغة لطيفة ويرى الأب هذا الموقف المتواضع من ولده البار، فتدمع عيناه رافعاً يديه إلى السماء، ويدعو لولده بالتوفيق.
وكان سيدنا الأستاذ كثيراً ما يقول: إنما نلت هذا المقام وزاد الله في توفيقي ببركات دعاء والديّ عليهما الرحمة.
وقال في أيام شيخوخته، انه منذ البلوغ لم يعمل ما تشتهيه نفسه وما ترغبه، بل كان مخالفاً لهواه مطيعاً لأمر مولاه.
وقال: كل ما تراه من كيان المرجعية لم اسع إليه ولو بقدم واحد، إنما تكوّن وتشكلّ بلطف من الله وعناية رسوله وأهل بيته (عليهم السلام). أي ورب الكعبة من كان لله، كان الله معه، وما كان لله ينمو وحياة سيدنا الأستاذ خير مصداق لهذا المفهوم الإسلامي الأصيل.
امتاز سيدنا الأستاذ من بين مراجع التقليد المعاصرين والفقهاء العظام - زاد الله في علو شأنهم وقدرهم - بخصائص اشتهر بها:
منها: حبه المفرط لحفظ التراث والمخطوطات، فأثمر هذا الحب مكتبته العامة الضخمة المباركة.
منها: حبه المتعالي في كسب العلوم والفنون المختلفة، فأثمر عشرات المؤلفات وآلاف الصفحات في شتى العلوم والفنون.
منها: ولعه السامي في حفظ الأسانيد، فأثمر ما يقارب مئتا إجازة رواية من علمائنا الإمامية الاثنى عشرية ومن علماء الزيدية والإسماعيلية وأبناء العامة منها: وهو المقصود بيانه في هذا القبس - ظهور حبه الشديد، حتى وصل إلى درجة العشق والوله لأهل بيت العصمة والنبوة عترة النبي المختار (عليهم السلام) فما من مكتوب بيراعه الكريم إلا ويختمه بذكر أهل البيت (عليهم السلام)، إنه حقاً الولهان المتيم في حبّهم وغرامهم لاسيما عشقه بسيد الشهداء أبي الأحرار الحسين بن علي (عليهما السلام) وإحياء قضية عاشوراء والمآتم الحسينية.
قال يوماً: كنت أيام الشباب مع مجموعة من الطلبة منهم السيد الخميني. نحيي ليالي محرم حتى السحر بالبكاء واللطم والنحيب على مظلومية سيد الشهداء وأهل بيته الأطياب (عليهم السلام).
وقال ناصحاً ومعلماً: إذا أردت التوفيق في حياتك العلمية والعملية فعليك بثلاث أعمال:
الأول: كن دوماً على طهارة ووضوء فإنه ينير القلب ويزيل الهم.
الثاني: شيع الجنائز أي جنازة رأيتها ولو بإقدام.
الثالث: شارك في قضية الحسين (عليه السلام) بأي نحو من المشاركة ثم قال: كنت من مدرسي الحوزة المعروفين وكنت آنذاك أوزع الشاي على الناس في المجالس والمآتم الحسينية.
أساتذته ومشايخه في الرواية
(1) والده الآية النسابة السيد محمود شمس الدين المرعشي درس عنده المقدمات
(2) آية الله الشيخ مرتضى الطالقاني النجفي: فقد درس عنده علوم البلاغة وسطح الأصول والفقه وكذا عند الشيخ ميرزا حبيب الله الاشتهاردي وميرزا محمد علي الكاظمي وميرزا أبي الحسن المشكيني ودرس أيضاً عند شيخ العلماء وأستاذ الفقهاء الآية العظمى الشيخ آقا ضياء الدين العراقي (قدس سره) من بداية الأصول إلى مبحث المطلق والمقيد وقد أجازه بالاجتهاد إجازة كتبية كما له من مؤسس الحوزة آية الله العظمى الشيخ عبد الكريم الحائري (قدس سره).
وروى أيضاً علوم مختلفة على أيدي فطاحل العلماء السيد أحمد البهبهاني والشيخ أحمد علي كاشف الغطاء والشيخ إسماعيل المحلاتي هبة الدين الشهرستاني كما درس عند العلامة الفقيه السيد أبي تراب الخونساري وغيرهم لا نستطيع إحصائهم من أصحاب العلم والفضيلة الذين أرادوا له السؤدد
تلامذته
خلال سبعين عاماً من التدريس في حوزة قم بجوار مولاتنا وشفيعتنا السيدة المعصومة فاطمة بنت الإمام موسى بن جعفر (عليهم السلام) تعلم وتربى على يديه الكريمة وأنفاسه القدسية، مئات من الأساتذة والعلماء والخطباء والمحققين والآيات والحجج، وفاقوا أقرانهم ورجعوا إلى قومهم لعلهم يحذرون.
أجل: تلقوا دروسهم العلمية في حلقاته التدريسية، وانتشروا في ربوع البلدان الإسلامية، ليكون لهم دور لامع وفعال في ميادين العلم والعمل والسياسة، وتثقيف الأمة بالثقافة الإسلامية وشريعة السماء السمحة ففي قم المقدسة أمثال:
السيد باقر الطباطبائي، والشيخ مرتضى الحائري، والشيخ محمد علي التوحيدي، والشيخ عباس المستقيم، والشيخ قوام الدين الوشنوي القمي، والسيد حسن النبوي والشيخ حسن النوري، والشيخ حسين الغفاري، وغيرهم من أساطين العلم والفقه.
وفي طهران: الشهيد الشيخ مرتضى المطهري، والشهيد الشيخ حسين الغفاري، وآقا يحيى العبادي، والشيخ الإمامي الكاشاني، والسيد محمود الطالقاني، والشيخ علي أكبر هاشمي رفسنجاني.
وفي مشهد أمثال: ميرزا جواد الطهراني، والشيخ مرواريد.
وفي يزد وأصفهان: الشهيد الشيخ محمد الصدوقي والسيد الطاهري الأصفهاني.
ومن كل أنحاء إيران كان هنالك عدد كبير من المشايخ قد تتلمذوا على سيدنا الأستاذ.
أولاده
سيدنا الأستاذ (قدس سره) المثل الجيد في حياته الأسروية، وقد رزقه الله ثمان أولاد أربعة منهم ذكور، ثلاثة من أهل العلم وهم:
1 - السيد محمود المرعشي: ألف كتاب (حياة ابن سينا) وكتاب (حياة أبي حامد الغزالي) وطبعا عام 1341 هـ في قم المقدسة، وله كتاب المسلسلات في مجلدين على شرف الطبع والانتشار، وهو وصي والده والأمين العام لمكتبته العامة في قم المقدسة.
2 - السيد محمد جواد المرعشي: ترجم إلى الفارسية كتاب (البيان في أخبار صاحب الزمان) وكتاب (مناقب علي بن أبي طالب عليه السلام) لابن المغازلي وكتاب (إلزام الناصب في إثبات الحجة الغائب) وكتاب (مع الحسين في نهضته) وكتاب (السيدة زينب) لمحمد قاسم المصري وكتاب (أخبار الزينبيات) ليحيى العبيدلي.
3 - السيد أمير حسين المرعشي.
4 - السيد محمد كاظم المرعشي يعمل في طهران.
5 - زوجة الحاج علي فاضل اللنكراني.
6 - زوجة المرحوم السيد عباس الموسوي الحرمي.
7 - زوجة المرحوم الحاج السيد خليل ميري الطهراني.
8 - زوجة الشيخ عباس علي عميد الزنجاني من علماء طهران وأستاذ في الجامعة.
قبس من حياته الاجتماعية
إن من أهم مسؤوليات رجال الدين، وأنبل أهداف المصلحين من القياديين ومراجع الدين هو إصلاح المجتمع وإسعاده وتصعيد روح العلم والثقافة بين جماهيره وشعارهم: من أصبح ولم يهتم بأمور المسلمين فليس بمسلم، وهكذا عاش سيدنا الأستاذ بين ظهراني الأمة ولداً باراً وأخاً شفيقاً وأباً عطوفاً ومعلماً رحيماً وقائداً رؤوفاً ومن الناس وإلى الناس لا يصدر منه ما يتنافى مع العادات الاجتماعية الطيبة ويروى إن دخل عليه رجل طاعن في السن من عوام الناس فقال بعد السلام والترحيب: سيدي أعرفك بنفسي أنا غلام الدّلاك وأوّد ان أذكر لك قصة من حياتك كنت دلاكاً في حمام عام وكنت أيام شبابك تأتي مع أولادك الصغار إلى ذلك الحمام فدخلتم يوماً ورأيت أطفالاً فسألتني عنهم، فأخبرتكم أنهم أيتام فقلت لأولادك لا تنادوني بكلمة (بابا رعاية لمشاعر هؤلاء الأطفال اليتامى ثم أعطيتني نقوداً لاشتري لهم لوازم قرطاسية لمدرستهم فاشتريت ذلك.
فعلاً أنها قصة لتهز المشاعر تنم عن الأحاسيس للمرهفة ومراعاة النكات الاجتماعية الدقيقة الظريفة.
وكان يقيم صلاة الجماعة في المواعيد الثلاثة (الصبح والظهرين والعشائين) في حرم وصحن السيدة المعصومة (عليها السلام).
وحين استوطن قم المقدسة لم تكن تقام في السحر صلاة الجماعة في الحرم الشريف فقبل ستين عاماً كان الوحيد الذي سبق الناس إلى الحرم قبل طلوع الفجر بساعة من دون انقطاع حتى في الشتاء وفي الليالي القارصة وقد افترشت الأزقة الثلوج كان يحمل (جرافه) صغيره ويفتح الطريق إلى آخر ليلة من حياته.
وكان يقضي حوائج الناس بالمقدار المستطاع ولا تثني عزيمته كبر السن ولا الأمراض والاسقام ولا الهموم ولا الأحزان، بل بكل صلابة وقوة وحول من الله يقاوم المصاعب والمشاكل.
وكان خير مثال للخلق الاجتماعي وأفضل آية للآداب الاجتماعية الحسنة.
(ثم كان من الذين آمنوا وتواصوا بالصبر وتواصوا بالمرحمة) [سورة البلدة: الآية 17].
وفاته
اهتزت أركان مدينة قم المقدسة وإيران، بل العالم الإسلامي بفاجعة فقد ركن الإسلام وملاذ الأنام وشبل الأئمة الكرام، المرجع الديني آية الله العظمى السيد شهاب الدين المرعشي النجفي (قدس الله سره الشريف) ونور مرقده الطاهر فلقد لبى نداء ربه الكريم ليلة الخميس (7 صفر من سنة 1411 هـ) بعد ما أَمّ الناس صلاتي المغرب والعشاء في صحن السيدة المعصومة كريمة أهل البيت (عليهم السلام).
بقي نعشه ليلة الجمعة في حسينيته كما وصى بذلك، وشدّ تابوته بالمنبر الحسيني وفي يوم الجمعة ضجت الجماهير الحزينة في الحسينية والأزقة المجاورة يضربون على رؤوسهم حزناً وأسفاً في منظر رهيب وبعد إجراء المراسم ونصب المأتم على سيد الشهداء مولانا الحسين (عليه السلام)، رفع نعشه المقدس على الأنامل يموج الناس به كالبحر المتلاطم تحت رحمة الشمس والدموع تنزف دماً من العيون والقلوب.
وأنزل في لحده المقدس الساعة الثانية عشر ظهراً يوم الجمعة 9 صفر بجوار مكتبته العامة في قم المقدسة وتلقته الملائكة المقربون بالسلام وبالبشرى والتحية.
ومضى سيدنا وانطوت حياته الكريمة المباركة التي ملئت بالأمجاد والمفاخر معنى بعد ان خلّف للأمة ثروة علمية فائقة من مطبوع ومخطوط وخلّف علماء من طلبته ومدارس دينية وحسينيات ومكتبة عامة عزّ نظيرها في العالم الإسلامي.
فسلام عليه يوم ولد وسلام عليه يوم فاضت روحه الزكية إلى رحمة الله الواسعة وسلام عليه حين يبعث حيّاً، كتابه بيمينه، مستبشراً عند أجداده الطاهرين في مقعد صدقٍ عند مليك مقتدر.
****************************
للأمانة منقول من موقع المفيد[/align]
يقينا كله خير
-
- فـاطـمـيـة
- مشاركات: 1744
- اشترك في: الثلاثاء سبتمبر 16, 2008 7:32 pm
Re: آية الله العظمى السيد شهاب الدين المرعشي النجفي
[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد
جزاك الله كل خير
وفقك الله [/align]
اللهم صل على محمد وال محمد
جزاك الله كل خير
وفقك الله [/align]
-
- المدير الإداري
- مشاركات: 49873
- اشترك في: الثلاثاء سبتمبر 23, 2008 1:36 pm
- الجنس: فاطمية
Re: آية الله العظمى السيد شهاب الدين المرعشي النجفي
[align=center]
بارك الله فيك أختي
على الرد[/align]
بارك الله فيك أختي
على الرد[/align]
يقينا كله خير
-
- فـاطـمـيـة
- مشاركات: 23718
- اشترك في: الأربعاء ديسمبر 10, 2008 4:13 am
- مكان: في مملكة الزهراء
Re: آية الله العظمى السيد شهاب الدين المرعشي النجفي
[align=]اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم
السلام عليك ياشريك القرءان السلام عليك يا امام الانس والجان
يعطيك ربي الف عاااافية على موضوع
تحيتي فاطمة ام ابيها[/align]
السلام عليك ياشريك القرءان السلام عليك يا امام الانس والجان
يعطيك ربي الف عاااافية على موضوع
تحيتي فاطمة ام ابيها[/align]
اللهم أدخلني في كل خير أدخلت فيه محمدا وآل محمد
وأخرجني من كل سوء أخرجت منه محمدا وآل محمد
وأخرجني من كل سوء أخرجت منه محمدا وآل محمد
-
- فـاطـمـيـة
- مشاركات: 1188
- اشترك في: الأربعاء أكتوبر 29, 2008 7:56 pm
Re: آية الله العظمى السيد شهاب الدين المرعشي النجفي
[align=center][font=Traditional Arabic]بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد
اَلسَّلامُ عَلَى الْحُسَيْنِ وَعَلى عَلِىِّ بْنِ الْحُسَيْنِ وَعَلى اَوْلادِ الْحُسَيْنِ وَعَلى اَصْحابِ الْحُسَيْنِ
((اَعْظَمَ اللَّهُ اُجُورَنا بِمُصابِنا بِالْحُسَيْنِ عَلَيْهِ السَّلام وَجَعَلَنا وَاِيّاكُمْ مِنَ الطّالِبينَ بِثارِهِ مَعَ وَلِيِّهِ الاِْمامِ الْمَهْدِىِّ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِمُ السَّلامُ))
سلآم[/font][/align]
اللهم صل على محمد وال محمد
اَلسَّلامُ عَلَى الْحُسَيْنِ وَعَلى عَلِىِّ بْنِ الْحُسَيْنِ وَعَلى اَوْلادِ الْحُسَيْنِ وَعَلى اَصْحابِ الْحُسَيْنِ
((اَعْظَمَ اللَّهُ اُجُورَنا بِمُصابِنا بِالْحُسَيْنِ عَلَيْهِ السَّلام وَجَعَلَنا وَاِيّاكُمْ مِنَ الطّالِبينَ بِثارِهِ مَعَ وَلِيِّهِ الاِْمامِ الْمَهْدِىِّ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِمُ السَّلامُ))
سلآم[/font][/align]
-
- عضو موقوف
- مشاركات: 49213
- اشترك في: السبت أكتوبر 04, 2008 5:03 pm
- مكان: في قلب منتداي الحبيب
Re: آية الله العظمى السيد شهاب الدين المرعشي النجفي
[align=center]مشكوره اخيه انوار الكساء على الطرح
ربي يعطيكِ الف عااااااااااافية[/align]
ربي يعطيكِ الف عااااااااااافية[/align]
( حسبي الله ونعم الوكيل )
-
- فـاطـمـيـة
- مشاركات: 688
- اشترك في: الخميس يونيو 12, 2008 12:09 pm
Re: آية الله العظمى السيد شهاب الدين المرعشي النجفي
[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد و آل محمد و عجل فرجهم الشريف يا كريم
احسنتم و بارك الله بكم على هذا الطرح
حفظكم الباري وسدد خطاكم بحق محمد و آل محمد
ياعلي يا قائم آل محمد[/align]
اللهم صل على محمد و آل محمد و عجل فرجهم الشريف يا كريم
احسنتم و بارك الله بكم على هذا الطرح
حفظكم الباري وسدد خطاكم بحق محمد و آل محمد
ياعلي يا قائم آل محمد[/align]
-
- فـاطـمـيـة
- مشاركات: 7122
- اشترك في: الخميس يونيو 12, 2008 11:16 am
Re: آية الله العظمى السيد شهاب الدين المرعشي النجفي
[align=center]
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف وارحمنا بهم يا كريم
بارك الله في جهودكم وشكر سعيكم وانار قلبكم بنور وجهه الكريم
جزاكم الله خير الجزاء وتقبل منكم هذا القليل بأحسن قبول
نسأل الله لكم الموفقية والسداد بجاه محمد وآل محمد
لعن الله ظلميك يا مولاتي يافاطمة الزهراء
لاتنسى ترشيح المنتدى
راية هدى الزهراء
[/align]
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف وارحمنا بهم يا كريم
بارك الله في جهودكم وشكر سعيكم وانار قلبكم بنور وجهه الكريم
جزاكم الله خير الجزاء وتقبل منكم هذا القليل بأحسن قبول
نسأل الله لكم الموفقية والسداد بجاه محمد وآل محمد
لعن الله ظلميك يا مولاتي يافاطمة الزهراء
لاتنسى ترشيح المنتدى
راية هدى الزهراء
[/align]
-
- المدير الإداري
- مشاركات: 49873
- اشترك في: الثلاثاء سبتمبر 23, 2008 1:36 pm
- الجنس: فاطمية
Re: آية الله العظمى السيد شهاب الدين المرعشي النجفي
[align=center][font=Courier New]بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وعَجِّلْ فَرَجَهُمْ
جزاكم الله خيرا أخواتي على المرور
لاعدمنا هذه الدعوات الله يقضي حوائجكم جميعا[/font][/align]
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وعَجِّلْ فَرَجَهُمْ
جزاكم الله خيرا أخواتي على المرور
لاعدمنا هذه الدعوات الله يقضي حوائجكم جميعا[/font][/align]
يقينا كله خير