اللهمّ عرّفني نفسك، فإنّك إنْ لم تعرّفني نفسَك لمْ أعرف نبيّك، اللهمّ عرّفني رسولك، فإنّك إنْ لم تعرّفني رسولك لم أعرفْ حجّتك، اللهمّ عرّفني حجّتك، فإنّك إنْ لم تعرّفني حجّتك ضلَلتُ عن ديني

الدقة في الموعد وتفقد الآخرين في أشد الظروف

المشرف: يالثارات الزهراء

صورة العضو الرمزية
أنوار فاطمة الزهراء
المدير الإداري
مشاركات: 49611
اشترك في: الثلاثاء سبتمبر 23, 2008 1:36 pm
الجنس: فاطمية

الدقة في الموعد وتفقد الآخرين في أشد الظروف

مشاركة بواسطة أنوار فاطمة الزهراء »

الدقة في الموعد وتفقد الآخرين في أشد الظروف
في الليلة التي توفي في صبيحتها الحاج السيد مصطفى الخميني، التقيت أحد السادة الوعاظ، من الذين كانوا يقصدون الإمام عند وجوده في الحرم المقدس لطلب أو استشارة، جاءني هذا الواعظ وقال: لي مطلب لدى الإمام؛ فهل أعرضه عليه أو لا؟ فقلت له: وما المانع من ذلك؟ ويظهر أن الواعظ المذكور كان يحذر من أن يكون هذا قد يؤدي إلى إرهاق كاهل الإمام مما يسبب له الإزعاج وعدم الراحة ـ كما كان يعتقد ـ لقلة الموارد المالية الواصلة إليه من إيران، وسيتسبب ذلك في إرباك وضعه المالي، ولذلك فقد جاء يسألني قبل أن يعرض طلبه على الإمام. وطلبت إليه إيضاح طبيعة الأمر، فقال: إن هناك رجلاً عاجزاً يدعى (الشوشتري) كان قد أصيب بالشلل منذ سنتين أو ثلاث سنوات، وهو رجل قارئ للقرآن، حسن التدين، أب لخمسة أو ستة أولاد صغار، وقد رجاني أن أذكره عند الإمام لغرض مساعدته، مما ألمّ به من مرض وفاقة. وفعلاً فقد عرض الواعظ الأمر على سماحة الإمام فقال له: «أخبر السيد فرقاني لكي يذكّرني غداً بذلك». ثم عاد لي وأخبرني بالنتيجة.

واتجه الإمام لزيارة الحرم المقدس، ولدى وصوله باب الصحن التفت إليّ وناداني قائلاً: «غداً وفي الساعة التاسعة صباحاً ذكّرني بموضوع هذا الرجل المريض». وكان لديّ دفتر صغير للملاحظات دونت فيه ما طلبه الإمام لئلاّ أنسى، ولأني إذا نسيت فإن الإمام لن ينسى ويقوم هو بتنفيذ ما طلب.

كنت أخرج من البيت ـ يومياً ـ في الساعة الثامنة صباحاً، ولكني خرجت في ذلك اليوم في الساعة السابعة والنصف، قبل موعدي الذي اعتدته، وما أن وقع نظري على الشارع حتى أبصرت تجمعات غير اعتيادية. كانت أمواج زاخرة من العمائم البيض قد ملأت الزقاق… ورجعت إلى نفسي أفكر فيما حدث… واعتراني هزة شديدة.. لأنهم كانوا متجمعين أمام منزل الإمام.. فماذا يعني هذا؟! وتقدم نحوي شيخ فاجأني بقول: هل ستأخذون جنازة الحاج السيد مصطفى إلى كربلاء؟

فصعقت لهول النبأ، ولم تعد رجلاي قادرتين على الثبات فغمغمت قائلاً: ربّما إلى كربلاء، فأنا لا علم لي بذلك. واخترقت هذه الجموع الباكية الحزينة، ووصلت الباب فوجدت السيد أحمد الخميني قد اتكأ على الباب المغلق؛ حاسر الرأس يقوم آناً ويجلس أخرى بصورة لا إرادية، وهو يبكي ويندب أخاه الشهيد بهدوء وتحفظ، ثم اتجه إلى مجاميع الطلاب وطلب إليهم أن يهدأوا لكي لا يفاجأ الإمام بهذه الفاجعة فتؤثر عليه صحيّاً، ولكنه لم يدر أن «المؤمن كالجبل الراسخ لا تحركه العواصف»، وهذا هو الخميني في رباطة جأشه.

وحرص السيد أحمد أن يجتمع وبعض الأخوة مع الإمام، ومن خلال الحديث الدائر في حضرته يمكن التلميح إلى تلك الحادثة المحزنة تدريجياً، للتخفيف من وقعها المؤلم على الإمام. وتم ذلك، وفي أثناء الحديث الدائر فيما بينهم وفق ما وضعوه من أسئلة واستفسارات حول مرض الشهيد المرحوم، لم يتمالك السيد أحمد نفسه فانفجر باكياً، وحاول السيطرة على عواطفه الجياشة فلم يستطع، فالتفت الإمام إليه قائلاً: ما بك يا أحمد هل مات مصطفى؟! إن أهل السماوات يموتون، وأهل الأرض لا يبقون، وكلهم يفنون.. واتجه سماحته نحو الآخرين، وقال لهم: أيها السادة! إذهبوا إلى إنجاز ما ينتظركم من أعمال. وانسحبنا إلى باحة الدار، وسرعان ما انتشر الخبر، وانتقل الإمام إلى صحن الدار، وقصده كل العلماء العرب وجموع غفيرة لتقديم التعازي إليه، وكان العلماء العرب يلقون كلمات التعزية واحداً تلو الآخر.

وفي هذه الأثناء تذكرت موعد الساعة التاسعة الذي طلب الإمام إليّ أن أذكره به، وبقيت حائراً، كيف سيتسنى لي تنفيذ ذلك في مثل هذا الظرف الحرج؟! وسكتّ على مضض. وفي لحظة من اللحظات وجدت الإمام ينظر إلي شزراً، مما جعلني أعود إلى نفسي أسألها: ماذا عسى أن يكون في قيافتي غير منظم؟! ماذا حصل؟! وكان ـ دائماً ـ يتكلّم معي بالنظرات. فتقدمت نحوه فقال لي هامساً: ألم يكن من المقرر أن تذكّرني في الساعة التاسعة بطلب الشيخ الواعظ، والآن الساعة تشير إلى التاسعة وعشر دقائق. وعظم الأمر عليّ وبينت بأن واقع الحال قد حال بيني وبين أداء هذا الواجب.

وأشار إليّ فتبعته إلى الغرفة، وسلّمني مظروفاً فيه مبلغ من المال، ختمه هو بنفسه دون علم أحد، وطلب إلي إيصاله فوراً إلى الشيخ الشوشتري بعد إبلاغه تحياته، والاستفسار عن أحواله. وحسبت أن في الوقت متسعاً، وأن الإمام لن يذهب إلى المسجد ذلك اليوم للدرس وإقامة الصلاة، وأن الوضع لا يسمح لي بمغادرة المكان لكثرة الوافدين على الإمام لتقديم التعازي إليه، وبعد خمسة دقائق فاجأني الإمام بقوله: ألم تذهب حتى الآن؟! فأجبت: سأذهب حالاً.

وذهبت إلى منزل الشوشتري فطرقت الباب مستأذناً، وفتحت الباب امرأة مستفسرة: من الطارق؟ فقلت: مبعوث من السيد الخميني إلى الشيخ الشوشتري يستفسر عن حالته، وما أن سمعت المسكينة ذلك حتى تأثرت كثيراً، وانطلقت بالعويل والبكاء.. ودخلت الدار فسلمت على الشيخ المسجى في فراش المرض وقلت له: إن الإمام الخميني أرسلني إليك يستفسر عن حالك، وسلمته المظروف، فما كان منه إلا أن أظهر الحزن الشديد والأسف العظيم، وصاح وناح، ولم أفهم شيئاً مما كان يقول، فأوضحت زوجته قوله وترجمت لي كلماته، التي تضمنت تعبيره عن شكره وإعجابه لموقف الإمام في تفقده وصلته له، بالرغم من إصابته بهذه المصيبة الفادحة.. فيالله هذا القلب الكبير! ورفع يديه داعياً الله ـ سبحانه وتعالى ـ أن يحفظ الإمام، ويمنحه العمر المديد، وسجد لله شكراً بالرغم من شلل أغلب أعضاء جسمه.

وحينما عدت إلى بيت الإمام بادرني بسؤاله: هل ذهبت إليه؟ فقلت: نعم. وبعد أن انفض الناس، وارتفع صوت الأذان لصلاة الظهر، أسبغ الإمام وضوءه، وأخبرني بأنه سيتوجه إلى المسجد لصلاة الجماعة.. فعجبت! وأرسلت من يخبر القيم في المسجد بأن يهيّئ المكان للصلاة وحسب المعتاد. وعندما علم الناس بقدوم الإمام إلى المسجد لأداء الصلاة تجمهروا واحتشدوا، وكان يوماً مشهوداً، اختلطت الصلاة والدعوات فيه بالنحيب والبكاء، واعترى الناس العجب، وبدت ملامح الدهشة على وجوه الحاضرين، وهم يقولون: «الخميني لا يبكي لفقده ولده أبداً» وانعقد مجلس التعزية بعد أداء الإمام الفريضة، فبكى الناس عند ذكر مصائب أهل البيت (سلام الله عليهم أجمعين) بكاءً مرّاً، وعبروا عن عمق تأثرهم بهذه المصيبة.


الإمام الخميني قدوة
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
صورة العضو الرمزية
أيمان الزهراء
عضو موقوف
مشاركات: 5923
اشترك في: الخميس نوفمبر 12, 2009 3:55 pm

Re: الدقة في الموعد وتفقد الآخرين في أشد الظروف

مشاركة بواسطة أيمان الزهراء »

جزاك الله كل خير على هذا الطرح الرائع
المرأة تكلف بأكمالها تسع سنوات
صورة العضو الرمزية
أم فاطمة البتول
مشاركات: 12197
اشترك في: الأحد أكتوبر 12, 2008 12:45 am

Re: الدقة في الموعد وتفقد الآخرين في أشد الظروف

مشاركة بواسطة أم فاطمة البتول »

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ياالله
يعطيك الف عافية
اخذ روحي ونظرعيني لبو السجاد وديني يسجلني
عبير اترابه اشتمه واريد بدفتر الخدمة يسجلني
صورة العضو الرمزية
صرخة الزهراء
فـاطـمـيـة
مشاركات: 23718
اشترك في: الأربعاء ديسمبر 10, 2008 4:13 am
مكان: في مملكة الزهراء

Re: الدقة في الموعد وتفقد الآخرين في أشد الظروف

مشاركة بواسطة صرخة الزهراء »

بسم رب الزهراء عليها السلام
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام على بديعة الوصف والمنظرالسلام على من نرتجيها ليوم الفزع الأكبر
حبيبتي نوارة اسال الله لكم بدوام الموفقيه والسداد في دنيا والاخرة
دمتم بحب ورعاية الزهراء
صورة
اللهم أدخلني في كل خير أدخلت فيه محمدا وآل محمد
وأخرجني من كل سوء أخرجت منه محمدا وآل محمد
صورة العضو الرمزية
**محبة الزهراء**
فـاطـمـيـة
مشاركات: 2148
اشترك في: الاثنين مايو 25, 2009 10:03 am

Re: الدقة في الموعد وتفقد الآخرين في أشد الظروف

مشاركة بواسطة **محبة الزهراء** »

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين

جزاك الله كل خير على هذا الطرح الرائع
الحزن لحسين وأيتامه الحسن ناسين الآلآمه
على المسموم مهمومة الحسن مظلوم من يومه
صورة العضو الرمزية
الحجة المنتظر
فـاطـمـيـة
مشاركات: 26457
اشترك في: الخميس إبريل 15, 2010 2:14 am
مكان: صاحب العصر والزمان

Re: الدقة في الموعد وتفقد الآخرين في أشد الظروف

مشاركة بواسطة الحجة المنتظر »

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

شكراً لك .. اختي العزيزة
على هذا الطرح الرائع الله يعطيك العافية
حفظكم الله تعالى من شر الجن والانس مع شيعة محمد وال محمد
(فالله خير حافظ وهو أرحم الراحمين)
صورة العضو الرمزية
يالثارات الزهراء
مـشـرفـة
مشاركات: 12961
اشترك في: السبت يناير 31, 2009 12:36 am

Re: الدقة في الموعد وتفقد الآخرين في أشد الظروف

مشاركة بواسطة يالثارات الزهراء »

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
طرح مؤثر
بارك الله بجهودك
ربي يوفقك ويرعاك
قال النبي صلى الله عليه وآله:
من أحب فاطمة ابنتي فهو في الجنة معي ومن ابغضها فهو في النار
صورة العضو الرمزية
أنوار فاطمة الزهراء
المدير الإداري
مشاركات: 49611
اشترك في: الثلاثاء سبتمبر 23, 2008 1:36 pm
الجنس: فاطمية

Re: الدقة في الموعد وتفقد الآخرين في أشد الظروف

مشاركة بواسطة أنوار فاطمة الزهراء »

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وعَجِّلْ فَرَجَهُمْ

ياغياث المستغيثين أغثني بغريب خراسان عَلِيَّ بْنَ مُوسى الرضا أدركني
رحم الله السيد الإمام
بارك الله فيكم على المرور
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
صورة العضو الرمزية
دماء الزهراء
فـاطـمـيـة
مشاركات: 43141
اشترك في: الخميس يناير 07, 2010 9:08 pm

Re: الدقة في الموعد وتفقد الآخرين في أشد الظروف

مشاركة بواسطة دماء الزهراء »

صورة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جَزَاكُم الْلَّه كُل خَيْر
رَحِم الْلَّه وَالِدِيْكُم
و جَعَلَه فِي مِيْزَان حَسَنَاتِكُم
دَعَوَاتِي لَكُم بِالتَّوْفِيْق وَقَضَاء الْحَوَائِج عَاجِلَا كَلَمْح البَصرِبِحق شَهِيْد كَرْبُلْاءَ(ع)

نسْالُكُم خَالِص الْدُّعَاء

الْلَّهُم صَل عَلَى مُحَمَّد وَآَل مُحَمَّد الْطَّيِّبِين الْطَّاهِرِيْن

صورة

صورة
يقول الإمام الصادق(ع)"العامل بالظّلم والرَّاضي به والمعين له شركاء ثلاثتهم"
صورة العضو الرمزية
فاطمة جنة المتقين
فـاطـمـيـة
مشاركات: 9424
اشترك في: الثلاثاء يوليو 28, 2009 1:09 am

Re: الدقة في الموعد وتفقد الآخرين في أشد الظروف

مشاركة بواسطة فاطمة جنة المتقين »


اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


صورة
اختي الكريمة / أنوار فاطمة الزهراء
مشكورة حبيبتي على الطرح.. جزاك الله كل الخير .. وجعله في ميزان حسناتك ..
حفظك الباري...

اللهم صل على محمد وال محمد الابرار الاخيار
vصورة
صورة العضو الرمزية
شجـون الزهـراء
فـاطـمـيـة
مشاركات: 27275
اشترك في: الاثنين يناير 26, 2009 6:25 pm

Re: الدقة في الموعد وتفقد الآخرين في أشد الظروف

مشاركة بواسطة شجـون الزهـراء »

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين و عجل فرج وليهم يا كريم ,,
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
شكرا لكِ أختي
ربي يبارك فيكِ و يوفقك لكل خير .
اللهـم صـل علـى محمـد وآل محمـد
صورة

العودة إلى ”روضة العلم و العلماء“