الحمد لله تعالى رب العالمين .
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
صلى الله عليك يا مولاي يا أبا عبدالله الحسين .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
تقول :
على المسلمين أن يتوجهوا لزيارة الحسين عليه السلام , وخاصة في موسم عاشوراء لفهم معادلة الصراع بين الحق والباطل وإدراك قضية العدالة المرتبطة بالعبودية الخالصة لله , فعاشوراء ما زالت تتجدد في كيانات هذه الأمة ثورة ضد الإضطهاد , يتمثلها الأجيال كفاحاً وتمرداً وتنطق بها الأرض دمااءً لا تهدأ وروحاً تستأنس بالشهادة كما يستأنس الطفل بمحالب أمه , لا مجرد حماس وانفعال وثورة عاطفية تشتعل ثم تخمد ... وإنما فكر متعلق بالله وعمل شعاره (( هوّن ما نزل بي إنه بعين الله )) وإرادة مستمدة من دم الحسين بن علي عليه السلام وهو يصعد إلى السماء في كفه مردداً : هكذا أكون حتى ألقى الله وجدي رسول الله صلى الله عليه وآله .
تعلمنا من عاشوراء كيف نمد أيدينا لنصافح أو نعاهد أو نعاقد , كي نسحب أيدنا حين تكون المسألة عزة وأنفة وحين تحسّ النفس المؤمنة بأن عقد الصلح عقد لإذلالها وإذعامها لشرعية الطاغوت .. يعلمنا الحسين الذي تربى في حضن جده المصطفى كما تربى والده علي عليه السلام منذ ولد في كنف ابن عمه محمد صلى الله عليه وآله كيف نحافظ على بساط التفاوض مع الأعداء والإقرار لهم كما يفعل العبيد دون أن نملك أن نقول لا ..
وذلك كإعطاء الذليل يشعر بإنسحاق إرادته أمام سيده .. فالعزة ليست في المنصب والمال ولا في السلة التي يوهمنا بها أدعياء الأستقرار , ولكنها بمقدار ما يملك الإنسان من إرادة وعزيمة وبمقدار ما يرتفع إليه من إيمان وشجاعة وإلتزام .
(( ألا وأن الدعي ابن الدعي قد ركز بين أثنتين بين السلة والذلة وهيهات منا الذلة , يأبى الله لنا ذلك ورسوله والمؤمنون ... ))