الأشجـــار تبكي؟
شجرة تبكي دماً على مصاب أبي عبد الله(ع)
قصتنا هي قصة حقيقية واقعية تدل على نطق شجرة أبت أن تصمت أمام الظلم والجور والعدوان. شجرة باكية دماً على ما حدث بسيد الشهداء وأهل بيته وأصحابه (ع) في يوم عاشوراء! إنها تنزف دماً يسيل على جذعها ويقطر منها وكأنها امراة باكية على عزيز فقدته أو مظلوم تريد أن تنتصرله أو تحكي عن مظلوميته.
القصة بدأت من محلة قديمة في وسط مدينة كربلاء المقدسة حيث كان في أحد البيوت القديمة شجرة سدر تنزف دماً في يوم عاشوراه الحسين(ع) . وأصل هذه الشجرة كما قيل أنها شجرة سدر كانت مزروعة بجانب قبر سيد الشهداء(ع) وبعد أن هٌدم القبر من الكفرة والفجرة أقتلعت الشجرة من جذورها . ولكن من الذي زرعها ؟!
الله أعلم فبعضهم يقول أن قدرة الخالق شاءت أن تنبت هذه الشجرة للدلالة على قبر الحسين(ع) بعد أن حاول الظالمون طمس آثاره ومحوه من الوجود نهائيا.
وعندما هدم الظالمون قبره(ع) اقتلعوا الشجرة لكن لم ينقطع نسلها ففي أحد البيوت القديمة المجاورة للضريح الشريف نبتت شجرة أخرى وتحمل نفس الصفة الوراثية وتنزف دماً كما كانت أمها!
وعلى الأشهر أن الشجرة البنت أيضا اقتلعت فالذي شاهدناه هي الشجرة الحفيدة التي بدأنا بالتحري والسؤال عن من قام بزراعتها ؟
ذهبنا إلى البيت الذي الذي تتواجد فيه شجرة السدر وعندما وصلنا إلى الدار وكانت أبصارنا تحيط بالبيت من كل جانب وحوط فلم يتبين لنا أي شجرة ولايدل على وجود شجرة بداخله!
فبدأنا نتسائل أين الشجرة؟
يمكن قد نكون في المكان الخطأ ؟
وما أن طرقنا الباب حتى فتحت لنا صاحبة المنزل الباب وبعد السلام
سألناها: هل أنتم أصحاب شجرة السدر الباكية؟
أجابت بابتسامة وكأنها معتادة على هذا السؤال: نعم ،
وبعد الترحيب دخلنا البيت وما أن وصلنا إلى وسطه وإذا بالشجرة شامخة عالية على أحـد جوانب البيت. فبادرنا بسؤال صاحبة المنزل:

- ممكن أن تعرفينا على تاريخ هذه الشجرة؟
هي شجرة سدر عمرها تقريباً 130 ـ 150 سنة، قام بزراعتها جدهم بعد أن أخذ نواها من شجرة كانت مزروعة في أحد البيوت لمحلة قريبة منا . أما الأم فكانت مزروعة بجانب قبر الحسين(ع) وما أن كبرت حتى بدأت تسيل دماً في أيــام معينة من السنة كيوم وفاة الرسول(ص) أو أهـل بيته (ع) أو عندما تمر أيام عصيبة على الشيعة من قبل الظلمة والطواغيت.
- مانوع هذا السائل هل هو دم حقيقي؟
هو دم ولكنه ليس لإنسان أو لحيوان! طعمه مر المذاق ولونه بني غامق كلون القهوة وذا رائحة زكية عطرة فواحة.
- من أين يسيل الدم؟
يسيل من شق بداخلها وكأنه جرح ومن مكانين أو من جرحين ويسيل على جذعها وينزل ويقطر إلى الأرض.
- هل هي شجرة من نبات عجيب أم شجرة سدر عادية؟
هي شجرة سدر عادية وثمرها وأوراقها أيضا لكن بعض الزوار في زمن جد الأولاد كانوا يأخذون من أوراقها وعند وضعها في أشعة الشمس يلاحظون كتابة عليها كأن يكون اسم الجلالة او اسم الرسول محمد(ص) أو ظهور خطوط عليها بشكل لايشبه الخطوط العادية للأوراق. أما الان فلم يحدث أن شاهد أحد كتابة من هذا القبيل على الأوراق.
- في زمن النظام البائد هل حصل وأن تعرضتم إلى مضايقات وخاصة أن أزلامه يندسون في أي تجمع للزوار ويحاولون معرفة ما يحصل؟
كانوا يراقبون البيت ويسألون عن سبب تجمع الناس في بيتنا وأحدهم رفع تقرير عنا للأمن العامة ولكن عندما سألوا الجيران نفوا ذلك وكذّبوا ما تناقلوه الناس.
- هل حاول أحدهم قطعها؟
لا لم يأتي أحد ويدخل للبيت لأن البيت من الخارج لا يدل على وجود شجرة بداخله لأنها مزروعة في وسط البيت والبناء يحيطها من كل جانب.

- هل لها كرامات اومثلما نقول تعطي مراد السائلين؟ وهل زوارها من اهالي كربلاء فقط؟
نعم، الذي له عقيدة بأهل البيت (ع) فالكثير من النساء يأتين لأخذ بعض القطرات من هذا الدم للمرضى وأخذ الشفاء منها بمسحه على الجسم أو الجزء المصاب. أو يأخذون الورق وييبسوه ويطحنوه ويغسلوا به الجسم أيضا لشفاء الأمراض. وكذلك ينذرون لها وتعطيهم بقدرة الله تعالى .
أمـا زائريها ليس فقط من الكربلائيين ، بل من جميع المحافظات ومن كافة الدول من إيران وبعض دول الخليج وحتى من أوروبا.
ينقطع نزفها إذا ..
الحقيقة هي واحدة من عائلتنا وهي تتأثر كثيرا ًبنفسية المقابل كأنها انسان ذا مشاعر وأحاسيس فإذا كان المقابل يأخذ هذا المنظر من باب الإستهزاء والضحك والتعليق الساخر على ذلك ينقطع نزفها ولمدة شهر أو شهرين أو أكثر.
ونحن نعتز بها كثيراً ونعتبرها مصدر بركة في البيت ونحاول المحافظة عليها ومداراتها قدر الإمكان وحتى عندما قمنا بترميم البيت لم نقتلعهاعلى العكس وضعناها في أحد جوانب البيت وفي ساحته.
وصفة النزيف فيها صفة وراثية عن أمها عن جدتها التي كانت بجانب قبر الحسين(ع) .
شجرة تبكي على تلك الفاجعة الكبيرة والمصاب الجلل الذي حدث بالحسين(ع) وأهل بيته وأصحابه(ع) لأنها شربت من ذلك الدم الطاهر الذي أريق على أرض كربلاء ظلما وبهتانا وعدوانا. وظلت دليلا على قبره الشريف وتأبى أن تنسى أو تنسينا ما فعلوه بالحسين(ع) . لتكون شاهدا للتاريخ ما مر على أسلافنا من أحداث بعضها غير مجرى التاريخ وبعضها كان سر الخلود.
فمهما حاول الطواغيت من محاولة لتشويه وطمس واندثار لثورة الحسين(ع) والتشكيك بها بكل الأساليب إذا تأثر بها البشر فلا يمكن للشجر أن يتأثر.
المصدر: بشري
منقول[/align]