بسِمْ الله نُورَ علىْ نُورَ
اللهُم صَلِ علىْ مُحمِدٍ وَ آلِ مُحَمِدٍ وَ عجِلَ فرجَهُم وَ أهلِكَ أعدائِهُمْ وَ إرَحمِنَا بِهُمْ يَا الله
الَسَلآمُ عَليِكُمْ وَ رحَمِة الله وَ بَركَاتُه
السَلآمُ عَلىْ آلحُسيِنَ وَ علىْ عليَّ بِنَ آلحُسيِنَ وَ عَلىْ أولآدَ الحُسيِنَ وَ عَلىْ أصحَآبَ الحُسيِنَ
آلسَلآمُ عَلىْ قتيِلَ العَبّرآتَ آلسَلآمُ عَلىْ آلدمَآءَ آلزآكيِآتَ السَلآمُ علىْ الدمِآءَ السَآئِلآتَ السَلآمُ عَلىْ الأروآحَ الطآهِرآتَ السَلآمُ علىْ الأجسَآد العآرياتَ
۞ اْلَخِـيَـمْه آلَفاَطِمّيَة اْلَحُسـينيَة الـخَـامِـسَـة / الـثَـبَــآتَ ۞
قال الله تعالى : ( الم * أَحَسِبَ اْلنَّاسُ أَن يُترَكُواْ أّن يَقُولُواْ ءَامَنَّا وَهُمْ لَا يُفتَنُونَ * وَ لَقَدْ فَتَنَّا اْلَّذيِنَ مِن قَبلِهِمْ فَليَعْلَمَنَّ اللهُ اْلَّذِينَ صَدَقُواْ وَ لَيَعلَمَنَّ اْلكَذبِيِنَ )
وَ قال تعالىْ : ( وَ إِنَ كُنَّا لَمُبتَلِينَ )
و قال تعالى : ( إِنَّا جَعَلنَا مَا عَلَى اْلأَرضَ زِينَةً لَّهَا لِنَبلُوهُمْ أَيُّهُمْ أَحسَنُ عَمَلاً )
فالإنسان في هذة الدنيا عُرضة للبلاء و الإبتلاء ، للفتنة و الإمتحان ، و المطلوب هو الثبات على الحق ، و عدم الإنزلاق في مهاوي جهنم
و المطلوب التأمل في أحوال من مضى ، حتى نأخذ العبره منهم ، لأنه ورد في الرواية : ( السعيد من وعظ بغيره ) .
وإيكُم أحبتيَّ الفوآطِم جملَه منهُمْ /
إبليس ( لعنه الله ) فقد ورد أنه : عبدالله عز وجل ستة الآف لا يُدري أهي من سني الدنيا أم من سني الآخرة ، و عندما تعرَّض لأول إمتحان ( السجود لآدم ) سقط في الإمتحان ، و صار أشقى الأشقياء .
النبي نوح ( عليه السلام ) تعرض أتباعه لإبتلاءات عديدة ( زرع النخل ) ، ذهب ثلثهم ، و في المرة الثانية ذهب الثلث الثاني و أخيراً بقي الثلث الأخير ( ثمانون نفراً ) .
النبي صالح عليه السلام آمن به سبعون ، و لكنهم إرتدوا و بقي منهم ستة ، و في طريق عودتهم من الجبل إرتدّ واحد و بقي خمسة .
النبي موسى عليه السلام عبرَ معه البحر ستمائة و عشرون ألفاً ، و لكنهم ابتلوا بدخول مدينة العمالقة فلم يدخلوها و قالوا لنبيهم موسى عليه السلام : ( فَاذْهَبْ أَنتَ وَ رَبُّكَ فَقَاتِلَآ إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ ) فتاهوا على أثر ذلك أربعين عاماً .
و لما تركهم لمناجاة ربه على جبل الطور في أول ذي القعده ، و عاد بعد أربعين ليلة إفتتنوا بالعجِل ( وَأَضَلَّهُمُ السَّامِرِيُّ ) فقال لهم هارون عليه السلام : ( يَاقَومِ إِنَّمَا فُتِنتُم بِهِ وَ إِنَّ رَبَّكُمُ الرَّحْمَنُ ) و بقي منهم إثنا عشر ألفاً لم يعبدوا العجل .
قارون إبن عم موسى يلقب بالحنون يقرأ التوراة ، عُرض لفتنة المال تجبر و تكبر أدَّى به الأمر أن يُخسف به و بداره
النبي اشموئيل عليه السلام أختار طالوت ملكاً ، و خرج معه ثمانون ألفاً من قومه لقتال جالوت و جنوده ، و في طريقهم للقتال ابتلوا بنهر ، كما قال تعالى : ( إَنَّ اللهَ مُبتَليكُم بِنَهَرٍ فَمَن شَرِبَ مِنهُ فَلَيسَ مِنَّى وَ مَن لَّم يَطعَمْهُ فَإِنَّه مِنَّى إِلَّا مَنِ اْغتَرَفَ غُرفَه بِيَدِهِ فَشَرِبُواْ مِنْهُ إِلَّا قَلِيلاً مِّنهُمْ ) و لم يبق منهم إلا ثلاثمائة و ثلاثة عشر .
النبي - صلى الله عليه و آله و سلم - يصلي في المسجد ، جاءت قافلة تجارية لليهود ، لم يبق معه سوى إثنى عشر نفراً ، فأنزل الله قوله : ( وَ إِذَا رَأَواْ تِجَارَةً انفَضُّواْ إِليِهَا وَ تَرَكُوكَ قَائِماً قُل مَا عِندَ اللهِ خَيرٌ مِنَ اللَّهوِ وَ مِنَ التِجَارَةِ وَ اللهُ خَيرُ الرَّازِقِينَ ) .
أمير المؤمنين عليه السلام بايعه يوم الغدير مئه و عشرون ألف حاج ، و لكن نكثوا البيعة كما ورد في الرواية : ( إرتد الناس إلا أربعة ، أبو ذر و عمار و مقداد و سلمان )
الإمام الحسن عليه السلام خانه قواد جيشه و في طليعتهم عبيد الله بن العباس طمعاً في المال و الجائزة ، و لم يثبت معه إلا أفراداً لم يتجاوزا عدد أصابع اليد الواحدة .
الإمام الحسين عليه السلام خرج معه من مكة عشرة الآف ، و لكن في أثناء الطريق لما وصل خبر إستشهاد مسلم عليه السلام تفرقوا عنه و وصل كربلاء بإثنين و سبعين من أصحابه وَ واحد و عشرين من أهل بيته .
مسلم بن عقيل بايعه في الكوفه ثلاثون الفاً ولم يبق معه أحداً يدله على الطريق فلم يجد ، أقبل إلى أن وصل إلى دار طوعه فرآها مسلم على الباب فسلّم عليها ، ردّت عليه السلام ، فقال : إسقيني فسَقتَه وَ دخلت إلى بيتها و خرجت فرأت مسلماً جالساً على باب دارها ، قالت : يا عبدالله ألم تشرب الماء ؟ قال : بلى
فقالت له : إذهب إلى أهلك ، فسكت مسلم ، ثم أعادت القول ثانية فسكت مسلم ، ثم أعادت القول ثانية فسكت مسلم ، فقالت له : أصلحك الله لا يصلح لك الجلوس على باب داري و لا أحلُّه لك ، قال : أمَة الله مالي في هذا المِصر أهل و لا عشيرة ، فهل لك أجر و معروف أن تضيفيني سواد هذه الليلة ، و لعلي مكافئكِ يوم القيامة ؟
قالت : من أنت حتى تكافئ يوم القيامة ؟ قال : أنا مسلم بن عقيل غدر بي أهل مِصركم هذا ، قالت : أدخل فداك أبي و إمي ، قدمت له طعاماً أى أن يأكل ، ما نام تلك الليلة ، لأنه قضى تلك الليلة قائماً و قاعداً ، راكعاً و ساجداً يصلي إلى أن أصبح الصباح ، فسمِع بِوقع حوافر الخيولَ ، وأصوات الرجال فعرف إنّهم قد جاؤوا إليه
فلبس لامة حربه و قال : يا نفس اخرجي إلى الموت الذي ليس منه محيص ، فقالت المرأة : سيدي أراك تتأهب للموت ، قال : نعم لا بد لي من الموت ، فاقتحموا عليه الدار ، فخاف مسلم أن يحرقوا عليه الدار ، فخرج و شدَّ عليهم حتى أخرجهم من الدار ثم عادوا عليه ، فحمل عليهم و هو يقاتلهم و يقول :
هو الموتُ فاصنَع وَيكَ ما أنتَ صانِعُ فأنت بكأسِ الموت لا شكَّ جازعُ
فـ صـبراً لأمر الله جـل جلآلَـه فِـ حكمُ قـضـاءِ الله فـي الخلِـق ذائـعُ
قاتل حتى قتل منهم واحداً و أربعين رجلاً ، و بعدما أكثر القتل فيهم ، طلب قائد الجيش محمد بن الأشعث النجدة من عُبيدالله بن زياد قائلاً : أدركني بالخيل و الرجال ، فانفذ ابن زياد يقول : ثكلتك أمك و عدموك قومك ، رجل واحد يقتل منكم هذه المقتلة العظيمة ؟! فكيف لو أرسلتك إلى من هو أشد بأساً ؟ (( يعني الحسين عليه السلام )) فأرسل إليَه إبن الأشعث يقول : تظن أنك أرسلتني إلى بقَّال من بقالي الكوفة ؟ أو إلى جرمقان من جرامقة الحيرة ؟ و إنما وجهتني إلى بطل همام و شجاع ضرغام من آل خير الآنام ، فأرسل إليه إبن زياد (لع) العساكر .
أثخنوا مسلم بالجراح لأنهم احتوشوه من كل جانب و مكان : ففرقة ترميه من أعالي السطوح بالنار و الحجارة ، و أخرى بالسيوف و أخرى بالرماح و أخرى بالسهام
و كان قد اشتك مسلم مع بكر بن حمدان فضربه بكر على فمه الطاهر و قطع شفته العليا ، فوقف مسلم يستريح فقال له ابن الأشعث : لك الأمان يا مسلم لا تقتل نفسك ، فقال : أي أمان للغدرة الفجرة ؟ و أقبل يقاتلهم و هو يقول :
أقسمت لا أقتل إلا حُراً و إن رأيتُ الموتَ شيئاً نُكراً
كـلُّ إمـرئ يوماً ملاقٍ شراً هيهات أن أخدعَ أو أُغَرَّا
قاتل حتى أثخنته الجراحات فعجز عن القتال ، فأسند ظهره إلى جنب جدار فضربوه بالسهام و الأحجار ، فقال : مالكم ترمونني بالحجار كما تُرمى الكفار ؟ و أنا من أهل بيت النبي الأبرار ، ألا ترعون رسول الله في عترته ؟
و عند ذلك ضربه رجل من خلفه فخرَّ إلى الأرض فتكاثروا عليه و أوثقوه كتافاً ، و أركبوه على بغله و أخذوه إلى إبن زياد فجعل يبكي ، فقال له عبيدالله بن العباس : إن من يطلب مثل الذي تطلب إذا نزل به مثل ما نزل بك لا يبكي ، فقال : و الله ما لنفي بكيت و لكن أبكي لأهلي المقبلين ، أبكي لحسينٍ و آل حسين ( عليهم السلام ) .
وين الذي يوصل بهل حيِنَ لأرض المدينة و يخبر حسين
مسلـم وحيـد و ماله معين و دارت عليه القوم صُـوبيـن
(( لهفَ نفسيَّ عليكَ يا أبا عبدالله يا ليتنا ثم يا ليتنا كُنا معكُم فنفوزَ والله فوزاً عظيماً ))
إلـهيَّ بحق الحسين و أخيه وَ جده و أبيَه وَ أمُه وَ بنيَه وَ شيعتَه وَ مواليَه وَ قبرَه وَ سآكنيَه وَ زوارَه وَ مجاوريَه خلصني مِنَ الغم الذيَّ أنا فيَه
ياقاضي الحاجات يا سميع الدعوات يا منزل البركات يادافع البليات برحمتك يا أرحم الراحمين
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهُم كُنْ لِوليُّك الحُجةِ ابن الحسن صلَواتُك عليهِ وعلى ابائِه في هذه الساعة وفي كلِ ساعة ولياً وحافِظْا وقائِداً وناصراً ودليلاً وعَيّنا حتى تُسكِنَهُ ارضَك طوعا وتُمتِعهُ فيها طويلاً برحمتِك يا ارحمْ الراحِمين
وَ صَلىْ الله عَلىْ مُحَمِدَ وَ آلِ مُحَمِدَ آلطَيبيِنَ آلطآهرِينَ
مِنَ قلِبَ اْلَخِـيَـمْ آلَفاَطِمّيَة اْلَحُسـينيَة مُشرفة أحَلىْ روضَة بآلعَآلِمْ / آلنُورَ آلحُسينيَّ
نسألكُم الدعَآءَ
اللهُم صَلِ علىْ مُحمِدٍ وَ آلِ مُحَمِدٍ وَ عجِلَ فرجَهُم وَ أهلِكَ أعدائِهُمْ وَ إرَحمِنَا بِهُمْ يَا الله
الَسَلآمُ عَليِكُمْ وَ رحَمِة الله وَ بَركَاتُه
السَلآمُ عَلىْ آلحُسيِنَ وَ علىْ عليَّ بِنَ آلحُسيِنَ وَ عَلىْ أولآدَ الحُسيِنَ وَ عَلىْ أصحَآبَ الحُسيِنَ
آلسَلآمُ عَلىْ قتيِلَ العَبّرآتَ آلسَلآمُ عَلىْ آلدمَآءَ آلزآكيِآتَ السَلآمُ علىْ الدمِآءَ السَآئِلآتَ السَلآمُ عَلىْ الأروآحَ الطآهِرآتَ السَلآمُ علىْ الأجسَآد العآرياتَ
۞ اْلَخِـيَـمْه آلَفاَطِمّيَة اْلَحُسـينيَة الـخَـامِـسَـة / الـثَـبَــآتَ ۞
قال الله تعالى : ( الم * أَحَسِبَ اْلنَّاسُ أَن يُترَكُواْ أّن يَقُولُواْ ءَامَنَّا وَهُمْ لَا يُفتَنُونَ * وَ لَقَدْ فَتَنَّا اْلَّذيِنَ مِن قَبلِهِمْ فَليَعْلَمَنَّ اللهُ اْلَّذِينَ صَدَقُواْ وَ لَيَعلَمَنَّ اْلكَذبِيِنَ )
وَ قال تعالىْ : ( وَ إِنَ كُنَّا لَمُبتَلِينَ )
و قال تعالى : ( إِنَّا جَعَلنَا مَا عَلَى اْلأَرضَ زِينَةً لَّهَا لِنَبلُوهُمْ أَيُّهُمْ أَحسَنُ عَمَلاً )
فالإنسان في هذة الدنيا عُرضة للبلاء و الإبتلاء ، للفتنة و الإمتحان ، و المطلوب هو الثبات على الحق ، و عدم الإنزلاق في مهاوي جهنم
و المطلوب التأمل في أحوال من مضى ، حتى نأخذ العبره منهم ، لأنه ورد في الرواية : ( السعيد من وعظ بغيره ) .
وإيكُم أحبتيَّ الفوآطِم جملَه منهُمْ /
إبليس ( لعنه الله ) فقد ورد أنه : عبدالله عز وجل ستة الآف لا يُدري أهي من سني الدنيا أم من سني الآخرة ، و عندما تعرَّض لأول إمتحان ( السجود لآدم ) سقط في الإمتحان ، و صار أشقى الأشقياء .
النبي نوح ( عليه السلام ) تعرض أتباعه لإبتلاءات عديدة ( زرع النخل ) ، ذهب ثلثهم ، و في المرة الثانية ذهب الثلث الثاني و أخيراً بقي الثلث الأخير ( ثمانون نفراً ) .
النبي صالح عليه السلام آمن به سبعون ، و لكنهم إرتدوا و بقي منهم ستة ، و في طريق عودتهم من الجبل إرتدّ واحد و بقي خمسة .
النبي موسى عليه السلام عبرَ معه البحر ستمائة و عشرون ألفاً ، و لكنهم ابتلوا بدخول مدينة العمالقة فلم يدخلوها و قالوا لنبيهم موسى عليه السلام : ( فَاذْهَبْ أَنتَ وَ رَبُّكَ فَقَاتِلَآ إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ ) فتاهوا على أثر ذلك أربعين عاماً .
و لما تركهم لمناجاة ربه على جبل الطور في أول ذي القعده ، و عاد بعد أربعين ليلة إفتتنوا بالعجِل ( وَأَضَلَّهُمُ السَّامِرِيُّ ) فقال لهم هارون عليه السلام : ( يَاقَومِ إِنَّمَا فُتِنتُم بِهِ وَ إِنَّ رَبَّكُمُ الرَّحْمَنُ ) و بقي منهم إثنا عشر ألفاً لم يعبدوا العجل .
قارون إبن عم موسى يلقب بالحنون يقرأ التوراة ، عُرض لفتنة المال تجبر و تكبر أدَّى به الأمر أن يُخسف به و بداره
النبي اشموئيل عليه السلام أختار طالوت ملكاً ، و خرج معه ثمانون ألفاً من قومه لقتال جالوت و جنوده ، و في طريقهم للقتال ابتلوا بنهر ، كما قال تعالى : ( إَنَّ اللهَ مُبتَليكُم بِنَهَرٍ فَمَن شَرِبَ مِنهُ فَلَيسَ مِنَّى وَ مَن لَّم يَطعَمْهُ فَإِنَّه مِنَّى إِلَّا مَنِ اْغتَرَفَ غُرفَه بِيَدِهِ فَشَرِبُواْ مِنْهُ إِلَّا قَلِيلاً مِّنهُمْ ) و لم يبق منهم إلا ثلاثمائة و ثلاثة عشر .
النبي - صلى الله عليه و آله و سلم - يصلي في المسجد ، جاءت قافلة تجارية لليهود ، لم يبق معه سوى إثنى عشر نفراً ، فأنزل الله قوله : ( وَ إِذَا رَأَواْ تِجَارَةً انفَضُّواْ إِليِهَا وَ تَرَكُوكَ قَائِماً قُل مَا عِندَ اللهِ خَيرٌ مِنَ اللَّهوِ وَ مِنَ التِجَارَةِ وَ اللهُ خَيرُ الرَّازِقِينَ ) .
أمير المؤمنين عليه السلام بايعه يوم الغدير مئه و عشرون ألف حاج ، و لكن نكثوا البيعة كما ورد في الرواية : ( إرتد الناس إلا أربعة ، أبو ذر و عمار و مقداد و سلمان )
الإمام الحسن عليه السلام خانه قواد جيشه و في طليعتهم عبيد الله بن العباس طمعاً في المال و الجائزة ، و لم يثبت معه إلا أفراداً لم يتجاوزا عدد أصابع اليد الواحدة .
الإمام الحسين عليه السلام خرج معه من مكة عشرة الآف ، و لكن في أثناء الطريق لما وصل خبر إستشهاد مسلم عليه السلام تفرقوا عنه و وصل كربلاء بإثنين و سبعين من أصحابه وَ واحد و عشرين من أهل بيته .
مسلم بن عقيل بايعه في الكوفه ثلاثون الفاً ولم يبق معه أحداً يدله على الطريق فلم يجد ، أقبل إلى أن وصل إلى دار طوعه فرآها مسلم على الباب فسلّم عليها ، ردّت عليه السلام ، فقال : إسقيني فسَقتَه وَ دخلت إلى بيتها و خرجت فرأت مسلماً جالساً على باب دارها ، قالت : يا عبدالله ألم تشرب الماء ؟ قال : بلى
فقالت له : إذهب إلى أهلك ، فسكت مسلم ، ثم أعادت القول ثانية فسكت مسلم ، ثم أعادت القول ثانية فسكت مسلم ، فقالت له : أصلحك الله لا يصلح لك الجلوس على باب داري و لا أحلُّه لك ، قال : أمَة الله مالي في هذا المِصر أهل و لا عشيرة ، فهل لك أجر و معروف أن تضيفيني سواد هذه الليلة ، و لعلي مكافئكِ يوم القيامة ؟
قالت : من أنت حتى تكافئ يوم القيامة ؟ قال : أنا مسلم بن عقيل غدر بي أهل مِصركم هذا ، قالت : أدخل فداك أبي و إمي ، قدمت له طعاماً أى أن يأكل ، ما نام تلك الليلة ، لأنه قضى تلك الليلة قائماً و قاعداً ، راكعاً و ساجداً يصلي إلى أن أصبح الصباح ، فسمِع بِوقع حوافر الخيولَ ، وأصوات الرجال فعرف إنّهم قد جاؤوا إليه
فلبس لامة حربه و قال : يا نفس اخرجي إلى الموت الذي ليس منه محيص ، فقالت المرأة : سيدي أراك تتأهب للموت ، قال : نعم لا بد لي من الموت ، فاقتحموا عليه الدار ، فخاف مسلم أن يحرقوا عليه الدار ، فخرج و شدَّ عليهم حتى أخرجهم من الدار ثم عادوا عليه ، فحمل عليهم و هو يقاتلهم و يقول :
هو الموتُ فاصنَع وَيكَ ما أنتَ صانِعُ فأنت بكأسِ الموت لا شكَّ جازعُ
فـ صـبراً لأمر الله جـل جلآلَـه فِـ حكمُ قـضـاءِ الله فـي الخلِـق ذائـعُ
قاتل حتى قتل منهم واحداً و أربعين رجلاً ، و بعدما أكثر القتل فيهم ، طلب قائد الجيش محمد بن الأشعث النجدة من عُبيدالله بن زياد قائلاً : أدركني بالخيل و الرجال ، فانفذ ابن زياد يقول : ثكلتك أمك و عدموك قومك ، رجل واحد يقتل منكم هذه المقتلة العظيمة ؟! فكيف لو أرسلتك إلى من هو أشد بأساً ؟ (( يعني الحسين عليه السلام )) فأرسل إليَه إبن الأشعث يقول : تظن أنك أرسلتني إلى بقَّال من بقالي الكوفة ؟ أو إلى جرمقان من جرامقة الحيرة ؟ و إنما وجهتني إلى بطل همام و شجاع ضرغام من آل خير الآنام ، فأرسل إليه إبن زياد (لع) العساكر .
أثخنوا مسلم بالجراح لأنهم احتوشوه من كل جانب و مكان : ففرقة ترميه من أعالي السطوح بالنار و الحجارة ، و أخرى بالسيوف و أخرى بالرماح و أخرى بالسهام
و كان قد اشتك مسلم مع بكر بن حمدان فضربه بكر على فمه الطاهر و قطع شفته العليا ، فوقف مسلم يستريح فقال له ابن الأشعث : لك الأمان يا مسلم لا تقتل نفسك ، فقال : أي أمان للغدرة الفجرة ؟ و أقبل يقاتلهم و هو يقول :
أقسمت لا أقتل إلا حُراً و إن رأيتُ الموتَ شيئاً نُكراً
كـلُّ إمـرئ يوماً ملاقٍ شراً هيهات أن أخدعَ أو أُغَرَّا
قاتل حتى أثخنته الجراحات فعجز عن القتال ، فأسند ظهره إلى جنب جدار فضربوه بالسهام و الأحجار ، فقال : مالكم ترمونني بالحجار كما تُرمى الكفار ؟ و أنا من أهل بيت النبي الأبرار ، ألا ترعون رسول الله في عترته ؟
و عند ذلك ضربه رجل من خلفه فخرَّ إلى الأرض فتكاثروا عليه و أوثقوه كتافاً ، و أركبوه على بغله و أخذوه إلى إبن زياد فجعل يبكي ، فقال له عبيدالله بن العباس : إن من يطلب مثل الذي تطلب إذا نزل به مثل ما نزل بك لا يبكي ، فقال : و الله ما لنفي بكيت و لكن أبكي لأهلي المقبلين ، أبكي لحسينٍ و آل حسين ( عليهم السلام ) .
وين الذي يوصل بهل حيِنَ لأرض المدينة و يخبر حسين
مسلـم وحيـد و ماله معين و دارت عليه القوم صُـوبيـن
(( لهفَ نفسيَّ عليكَ يا أبا عبدالله يا ليتنا ثم يا ليتنا كُنا معكُم فنفوزَ والله فوزاً عظيماً ))
إلـهيَّ بحق الحسين و أخيه وَ جده و أبيَه وَ أمُه وَ بنيَه وَ شيعتَه وَ مواليَه وَ قبرَه وَ سآكنيَه وَ زوارَه وَ مجاوريَه خلصني مِنَ الغم الذيَّ أنا فيَه
ياقاضي الحاجات يا سميع الدعوات يا منزل البركات يادافع البليات برحمتك يا أرحم الراحمين
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهُم كُنْ لِوليُّك الحُجةِ ابن الحسن صلَواتُك عليهِ وعلى ابائِه في هذه الساعة وفي كلِ ساعة ولياً وحافِظْا وقائِداً وناصراً ودليلاً وعَيّنا حتى تُسكِنَهُ ارضَك طوعا وتُمتِعهُ فيها طويلاً برحمتِك يا ارحمْ الراحِمين
وَ صَلىْ الله عَلىْ مُحَمِدَ وَ آلِ مُحَمِدَ آلطَيبيِنَ آلطآهرِينَ
مِنَ قلِبَ اْلَخِـيَـمْ آلَفاَطِمّيَة اْلَحُسـينيَة مُشرفة أحَلىْ روضَة بآلعَآلِمْ / آلنُورَ آلحُسينيَّ
نسألكُم الدعَآءَ
