بسِمْ الله نُورَ علىْ نُورَ
اللهُم صَلِ علىْ مُحمِدٍ وَ آلِ مُحَمِدٍ وَ عجِلَ فرجَهُم وَ أهلِكَ أعدائِهُمْ وَ إرَحمِنَا بِهُمْ يَا الله
الَسَلآمُ عَليِكُمْ وَ رحَمِة الله وَ بَركَاتُه
السَلآمُ عَلىْ آلحُسيِنَ وَ علىْ عليَّ بِنَ آلحُسيِنَ وَ عَلىْ أولآدَ الحُسيِنَ وَ عَلىْ أصحَآبَ الحُسيِنَ
آلسَلآمُ عَلىْ قتيِلَ العَبّرآتَ آلسَلآمُ عَلىْ آلدمَآءَ آلزآكيِآتَ السَلآمُ علىْ الدمِآءَ السَآئِلآتَ السَلآمُ عَلىْ الأروآحَ الطآهِرآتَ السَلآمُ علىْ الأجسَآد العآرياتَ
۞ اْلَخِـيَـمْه آلَفاَطِمّيَة اْلَحُسـينيَة الـثَـامِـنَـه / سَـفرَة الآخـرَة ۞
يقول الإمام علي عليه السلآم في بعض مناجاته : ( آهـ لقلة الزآد ، آهـ لبعد السفر ، آهـ لوحشة الطريق )
أي سفر هذا الذي أسهر ليل أمير المؤمنين عليه السلام ؟!
إنه سفر الآخرة ، و هذا السفر ليس عادياً من بلد إلى بلد و إنما هو سفر من عالم إلى عالم .
وفي هذا السفر محطات و منازل سوف نمر بها ، كما ورد في الرواية : ( إن أمامكم عقبةً كؤوداً و منازل مخوفة ، لابدَّ من الورود عليها و الوقوف بها ) .
وقد ورد أن عيسى عليه السلام أحيا أمه مريم عليها السلام و بعد ذلك وجَّه إليها سؤالاً مفاده : هل تحبين الرجوع إلى الدنيا ؟! قالت عليها السلام : نعم ، لأُصلي في ليلة شديدة البرودة ، ولأصوم في يوم شديد الحر ، فإن هذا الطريق مخيف .
فعلينا أن نلتفت إلى خطورة هذا السفر ، و هذه المنازل التي تنتظرنا .
و أولها : سفر من هذا العالم حيث تغمض العين هنا و تفتحها في الآخرة .
سفر من هذا العالم الى عالم القبر - و سفر من القبر إلى عالم البرزخ - و سفر من البرزخ الى عالم الحشر - و سفر من الحشر الى النشر - و سفر من الموقف إلى مقرِّ الحساب - و سفر من موقف الحساب الى موقف الميزان - و سفر من موقف الميزان للمرور على الصراط - و سفر من الصراد الى (( قضي الأمر )) .
وبعد ذلك لا أدري أين تكون نهاية ذلك السفر ؟!
بيانات الرحلة :
الخطوط الجوية : إمَّا الخطوط الملائكية إلى جنات عرضها السماوات و الأرض ، و إمَّا الخطوط الشيطانية الجهنمية إلى جهنم و ساءت مصيراً .
الفيزا : بيدك أنت تضعها إلى حيث تريد .
أماكن إستلام الفيزا : المآتم الحسينية ، المساجد التي يذكر فيها فضائل آل محمد عليهم السلام .
شروط الفيزا إلى الجنة : الإيمان و العمل الصالح ، ( إِنَ اْلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتُ )
الورقة الأولى و الأهم للحصول على الفيزا : ولاية علي بن أبي طالب عليه السلام و أهل بيته سلام الله عليهم أجمعين ، ورد عن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - : ( لا يجوز أحد إلى الجنة مالم يكن بيده صك براءة من النار من عليَّ بن أي طالب عليه السلام ) و برواية آخرى : ( مالم يكتب له علي بن أبي طالب الجواز ) .
و عن النبي - صلى الله عليه و آله وسلم - ( من سرَّه أن يحيا حياتي و يموت مماتي و يدخل جنة عدن غرسها ربي فليوالِ علياً من بعدي و ليوالِ وليَّه فإنهم أهل بيتي رُزقوا فهمي و علمي فويل للمكذبين بفضلهم من أُمتيَّ القاطعين فيهم صلتي لا أنالهم الله شفاعتي )
شروط الفيزا إلى جهنم : ( إلى سقر ) ترك الصلاة ، ( مَاسَلَكَكُمْ فيِ سَقَرَ * قَالُواْ لَمْ نَكُ مِنَ اَلمُصَلِّيِنَ )
إلى الجحيم : خلع الحجاب ، والخروج بشكل مثير للفتنة و الفساد ، فقد ورد بالرواية ( يُبنى لها و لزوجها بكل خطوة تخطوها بيت في النار ، و لعنتها الملائكة حتى ترجع .. )
و المرآه السافرة تتحول إلى مكتب متحرك للشيطان لإعطاء فِيز إلى جهنم ، ورد في الرواية ( من نظر إلى إمرآةٍ حراماً حبسه الله مئة عام في النار )
لحظة الإنطلاق : ( إِنَّ اللهَ عِندَهُ عِلمُ السَّاعَةِ )
محطة الإنطلاق : ( وَمَا تَدرِي نَفسُ بِأَيِّ أَرضٍ تَمُوتُ )
محطة الوصول : عالم الآخرة ( الجنة أم النار ) ، ورد عن أمير المؤمنين عليه السلام : ( ليس بين أحدكم و بين الجنة أو النار إلاّ الموت أن ينزل به )
مدة الرحلة : ثوان و تكون في عالم الآخرة ، كما ورد في الرواية : ( الناس نيام فإذا ماتوا انتبهوا ) ، يُروى عن بعض العلماء أنه رأى والده في المنام بعد موته فسأله عن حاله ، فقال : الحمدلله ، فقال له العالم : كم إستغرق وصولك إلى عالم الآخرة ؟! فقال له والده : لحظات ، كما لو قلت : الحمدلله ، الحمد في هذا العالم ولله في ذلك العالم .
مواصفات الحجز : مؤكد ، ( إنَّكَ مَيِتٌ وَإِنَّهُم مَّيِتُونَ ) ، ( كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوتِ )
موعد الإقلاع : ليس فيه تأخير ، ( فَإذَا جَآءَ أَجَلُهُمْ لَا يَستَأخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَستَقدِمُونَ ) - ( وَلَن يُؤَخِّرَ اللهُ نَفساً إِذَا جَآءَ أَجَلُهَا )
الرحلة تحت إشراف : ملائكة الرحمن ، أو ملائكة الغضب ، الذين هم تحت إشراف أمير المؤمنين عليه السلآم .
يـآحــار همدان من يمت يرني من مؤمن أو منافق قبلاً
الأمتعه المسموح بها : متران من القماش الأبيض .
قل لمن حاز الدنيا بأجمعها هل خرج منها بغير القطن و الكفن
و العمل ، جاء في وصية رسول الله - صلى الله عليه و آله و سلم - لقيس : ( و اعلم ياقيس أنه لابد لك من قرين تدفن معه و أنت ميت و يدفن معك و أنت حي ، فإن كان كريماً أكرمك ، و إن كان لئيماً أضرَّ بك )
ملاحظة : ممنوع إصطحاب أي عفش آخر ( وَ تَرَكتُم مَّا خَوَّلنَاكُم وَرَآءَ ظُهُورِكُمْ )
الطرود البريدية : ولد صالح ، صدقة جارية ، دعوة أخ ، علم ينتفع به ، عمل صالح ، ورد في الرواية : ( إذا مات إبن آدم إنقطع عمله إلاّ من ثلاث : علم ينتفع به ، أو ولد صالح ، أو صدقة جارية ) .
فعلينا أن نستعد لهذا السفر قبل فوات الأوان ، وقبل أن ينادي فينا بالرحيل ، فقد ورد في الرواية : ( تجهزوا قبل أن ينادي فيكم بالرحيل )
فإذا تجهز أحدنا و استعد لهذا السفر ، عند ذلك يستعذب الموت و يستطيبه و يندفع إليه بكل رغبة و شوق
فالقاسم عليه السلام الذي له من العمر ثلاثة عشر سنة ، والذي لم يبلغ الحلم تراه يتقدم إلى الموت بكل جرأة
الرواية تقول : أقبل مطأطأ برأسه مستحياً يخاف عمَّه أن يرده ، قبل وهو ينظر إلى أصابعه يقول : ياعم لقد عافت نفسي الحياة بعد مقتل هؤلاء الصفوة من أهل بيتي ، و إذا بالجواب من الحسين عليه السلام : بني قاسم عزمت على الموت ؟ فقال : ياعم كيف لا يعزم على الموت من يراك لا ناصر لك ولا معين ،
فقال له الحسين : يا ابن أخي أنت البقية الباقية من أخي الحسن كيف أعرضك لضرب السيوف ؟ فقال : ياعم لقد ضاق صدري وهذة عوذة وجدتها في ثياب والدي الحسن عليه السلام مكتوب فيها : بُني قاسم إذا رأيت عمك الحسين وحيداً فريداً فلا تقصر عن نصرته ، فدنا الحسين من إبن أخيه القاسم و ضمَّه إلى صدره و بكيا .
إعتنقا ساعة حتى سقطا إلى الأرض ، يقول حميد : سقطا إلى الأرض ثم أقبل معه إلى المخيم لتوديع عماته و أخواته ، الحسين عليه السلام مهما يكن رجل و لكن ساعد الله قلوب العلويات المعذبات اللواتي في كل ساعة يودعن واحداً إلى الموت
.~( طلعت عمته زينب و أمه رمله و أخواته و بنات عمه و الحسين عليه السلام حتى يودعوا القاسم )~.
ثم إن الأمام الحسين عليه السلام ألبس القاسم ثوباً كهيئة الكفن ، و أخذ عمامة القاسم شقَّها نصفين نصفٌ عممه بها و نصفٌ آخر أدلاه على خديه ، و دفع إليه السيف و وجَّهه نحو الميدان ماشياً على قدميه ، يقول حميد بن مسلم : خرج علينا غُلامٌ لم يبلغ الحلم ، ووجهه كفلقة قمر طالع بيده السيف يضربُ به قُدُماً قدماً وهو يقولَ :
إن تنكروني فأنا نجل الحسن سبط النبي المصطفى و المُؤتمن
هذا حسينٌ كالأسير المُرتهن بين أُناسٍ لا سقـوا صـوب المُزن
فقتل على صِغر سنة خمساً و ثلاثين رجلاً ، يقول حميد : بينما هو يقاتل إذ إنقطع شسع نعله و لا أنسى أنها كانت اليسرى ، فانحنى القاسم في ساحة الحرب على نعله ليصلحه ليشده ، فاغتنم عمر الأزدي إنشغال القاسم بنفسة فرصةً ، فجاء إليه من ورائه ، فلما رفع القاسمُ رأسه ضربه بالسيف على هامته ، فشق هامة القاسم ، فهوى القاسم إلى الأرض يفحص بيديه و رجليه ، نادى : عماه أبا عبدالله أدركني ، أقبل إليه الحسين رآه يخورُ بدمائه وقف عليه قال : يعزُ والله على عمك أن تدعوه فلا يجيبك أو يُجيبك فلا يعينك أو يُعينك فلا يُغني عنك .
ذهب الحُسين عليه السلام إلى مصرع القاسم فارساً ثم رجع الجواد وحده خال من الحسين عليه السلام ، إستغربت بنات رسول الله ، أين الحسين عليه السلام ؟! بينما هن كذلك و إذا بالحسين قد عاد وهو يحمل القاسم على صدره وهو يقول واولداه واقاسماه .
يابني ماذكرت إمك وحنيت عفتني و إنكسر قلبي و حنيت
يجاسم خضبت شيبي و حنيت بِـ دمـك ياشباب الغاضـرية
إلـهيَّ بحق الحسين و أخيه وَ جده و أبيَه وَ أمُه وَ بنيَه وَ شيعتَه وَ مواليَه وَ قبرَه وَ سآكنيَه وَ زوارَه وَ مجاوريَه خلصني مِنَ الغم الذيَّ أنا فيَه
ياقاضي الحاجات يا سميع الدعوات يا منزل البركات يادافع البليات برحمتك يا أرحم الراحمين
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهُم كُنْ لِوليُّك الحُجةِ ابن الحسن صلَواتُك عليهِ وعلى ابائِه في هذه الساعة وفي كلِ ساعة ولياً وحافِظْا وقائِداً وناصراً ودليلاً وعَيّنا حتى تُسكِنَهُ ارضَك طوعا وتُمتِعهُ فيها طويلاً برحمتِك يا ارحمْ الراحِمين
وَ صَلىْ الله عَلىْ مُحَمِدَ وَ آلِ مُحَمِدَ آلطَيبيِنَ آلطآهرِينَ
مِنَ قلِبَ اْلَخِـيَـمْ آلَفاَطِمّيَة اْلَحُسـينيَة مُشرفة أحَلىْ روضَة بآلعَآلِمْ / آلنُورَ آلحُسينيَّ
نسألكُم الدعَآءَ
اللهُم صَلِ علىْ مُحمِدٍ وَ آلِ مُحَمِدٍ وَ عجِلَ فرجَهُم وَ أهلِكَ أعدائِهُمْ وَ إرَحمِنَا بِهُمْ يَا الله
الَسَلآمُ عَليِكُمْ وَ رحَمِة الله وَ بَركَاتُه
السَلآمُ عَلىْ آلحُسيِنَ وَ علىْ عليَّ بِنَ آلحُسيِنَ وَ عَلىْ أولآدَ الحُسيِنَ وَ عَلىْ أصحَآبَ الحُسيِنَ
آلسَلآمُ عَلىْ قتيِلَ العَبّرآتَ آلسَلآمُ عَلىْ آلدمَآءَ آلزآكيِآتَ السَلآمُ علىْ الدمِآءَ السَآئِلآتَ السَلآمُ عَلىْ الأروآحَ الطآهِرآتَ السَلآمُ علىْ الأجسَآد العآرياتَ
۞ اْلَخِـيَـمْه آلَفاَطِمّيَة اْلَحُسـينيَة الـثَـامِـنَـه / سَـفرَة الآخـرَة ۞
يقول الإمام علي عليه السلآم في بعض مناجاته : ( آهـ لقلة الزآد ، آهـ لبعد السفر ، آهـ لوحشة الطريق )
أي سفر هذا الذي أسهر ليل أمير المؤمنين عليه السلام ؟!
إنه سفر الآخرة ، و هذا السفر ليس عادياً من بلد إلى بلد و إنما هو سفر من عالم إلى عالم .
وفي هذا السفر محطات و منازل سوف نمر بها ، كما ورد في الرواية : ( إن أمامكم عقبةً كؤوداً و منازل مخوفة ، لابدَّ من الورود عليها و الوقوف بها ) .
وقد ورد أن عيسى عليه السلام أحيا أمه مريم عليها السلام و بعد ذلك وجَّه إليها سؤالاً مفاده : هل تحبين الرجوع إلى الدنيا ؟! قالت عليها السلام : نعم ، لأُصلي في ليلة شديدة البرودة ، ولأصوم في يوم شديد الحر ، فإن هذا الطريق مخيف .
فعلينا أن نلتفت إلى خطورة هذا السفر ، و هذه المنازل التي تنتظرنا .
و أولها : سفر من هذا العالم حيث تغمض العين هنا و تفتحها في الآخرة .
سفر من هذا العالم الى عالم القبر - و سفر من القبر إلى عالم البرزخ - و سفر من البرزخ الى عالم الحشر - و سفر من الحشر الى النشر - و سفر من الموقف إلى مقرِّ الحساب - و سفر من موقف الحساب الى موقف الميزان - و سفر من موقف الميزان للمرور على الصراط - و سفر من الصراد الى (( قضي الأمر )) .
وبعد ذلك لا أدري أين تكون نهاية ذلك السفر ؟!
بيانات الرحلة :
الخطوط الجوية : إمَّا الخطوط الملائكية إلى جنات عرضها السماوات و الأرض ، و إمَّا الخطوط الشيطانية الجهنمية إلى جهنم و ساءت مصيراً .
الفيزا : بيدك أنت تضعها إلى حيث تريد .
أماكن إستلام الفيزا : المآتم الحسينية ، المساجد التي يذكر فيها فضائل آل محمد عليهم السلام .
شروط الفيزا إلى الجنة : الإيمان و العمل الصالح ، ( إِنَ اْلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتُ )
الورقة الأولى و الأهم للحصول على الفيزا : ولاية علي بن أبي طالب عليه السلام و أهل بيته سلام الله عليهم أجمعين ، ورد عن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - : ( لا يجوز أحد إلى الجنة مالم يكن بيده صك براءة من النار من عليَّ بن أي طالب عليه السلام ) و برواية آخرى : ( مالم يكتب له علي بن أبي طالب الجواز ) .
و عن النبي - صلى الله عليه و آله وسلم - ( من سرَّه أن يحيا حياتي و يموت مماتي و يدخل جنة عدن غرسها ربي فليوالِ علياً من بعدي و ليوالِ وليَّه فإنهم أهل بيتي رُزقوا فهمي و علمي فويل للمكذبين بفضلهم من أُمتيَّ القاطعين فيهم صلتي لا أنالهم الله شفاعتي )
شروط الفيزا إلى جهنم : ( إلى سقر ) ترك الصلاة ، ( مَاسَلَكَكُمْ فيِ سَقَرَ * قَالُواْ لَمْ نَكُ مِنَ اَلمُصَلِّيِنَ )
إلى الجحيم : خلع الحجاب ، والخروج بشكل مثير للفتنة و الفساد ، فقد ورد بالرواية ( يُبنى لها و لزوجها بكل خطوة تخطوها بيت في النار ، و لعنتها الملائكة حتى ترجع .. )
و المرآه السافرة تتحول إلى مكتب متحرك للشيطان لإعطاء فِيز إلى جهنم ، ورد في الرواية ( من نظر إلى إمرآةٍ حراماً حبسه الله مئة عام في النار )
لحظة الإنطلاق : ( إِنَّ اللهَ عِندَهُ عِلمُ السَّاعَةِ )
محطة الإنطلاق : ( وَمَا تَدرِي نَفسُ بِأَيِّ أَرضٍ تَمُوتُ )
محطة الوصول : عالم الآخرة ( الجنة أم النار ) ، ورد عن أمير المؤمنين عليه السلام : ( ليس بين أحدكم و بين الجنة أو النار إلاّ الموت أن ينزل به )
مدة الرحلة : ثوان و تكون في عالم الآخرة ، كما ورد في الرواية : ( الناس نيام فإذا ماتوا انتبهوا ) ، يُروى عن بعض العلماء أنه رأى والده في المنام بعد موته فسأله عن حاله ، فقال : الحمدلله ، فقال له العالم : كم إستغرق وصولك إلى عالم الآخرة ؟! فقال له والده : لحظات ، كما لو قلت : الحمدلله ، الحمد في هذا العالم ولله في ذلك العالم .
مواصفات الحجز : مؤكد ، ( إنَّكَ مَيِتٌ وَإِنَّهُم مَّيِتُونَ ) ، ( كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوتِ )
موعد الإقلاع : ليس فيه تأخير ، ( فَإذَا جَآءَ أَجَلُهُمْ لَا يَستَأخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَستَقدِمُونَ ) - ( وَلَن يُؤَخِّرَ اللهُ نَفساً إِذَا جَآءَ أَجَلُهَا )
الرحلة تحت إشراف : ملائكة الرحمن ، أو ملائكة الغضب ، الذين هم تحت إشراف أمير المؤمنين عليه السلآم .
يـآحــار همدان من يمت يرني من مؤمن أو منافق قبلاً
الأمتعه المسموح بها : متران من القماش الأبيض .
قل لمن حاز الدنيا بأجمعها هل خرج منها بغير القطن و الكفن
و العمل ، جاء في وصية رسول الله - صلى الله عليه و آله و سلم - لقيس : ( و اعلم ياقيس أنه لابد لك من قرين تدفن معه و أنت ميت و يدفن معك و أنت حي ، فإن كان كريماً أكرمك ، و إن كان لئيماً أضرَّ بك )
ملاحظة : ممنوع إصطحاب أي عفش آخر ( وَ تَرَكتُم مَّا خَوَّلنَاكُم وَرَآءَ ظُهُورِكُمْ )
الطرود البريدية : ولد صالح ، صدقة جارية ، دعوة أخ ، علم ينتفع به ، عمل صالح ، ورد في الرواية : ( إذا مات إبن آدم إنقطع عمله إلاّ من ثلاث : علم ينتفع به ، أو ولد صالح ، أو صدقة جارية ) .
فعلينا أن نستعد لهذا السفر قبل فوات الأوان ، وقبل أن ينادي فينا بالرحيل ، فقد ورد في الرواية : ( تجهزوا قبل أن ينادي فيكم بالرحيل )
فإذا تجهز أحدنا و استعد لهذا السفر ، عند ذلك يستعذب الموت و يستطيبه و يندفع إليه بكل رغبة و شوق
فالقاسم عليه السلام الذي له من العمر ثلاثة عشر سنة ، والذي لم يبلغ الحلم تراه يتقدم إلى الموت بكل جرأة
الرواية تقول : أقبل مطأطأ برأسه مستحياً يخاف عمَّه أن يرده ، قبل وهو ينظر إلى أصابعه يقول : ياعم لقد عافت نفسي الحياة بعد مقتل هؤلاء الصفوة من أهل بيتي ، و إذا بالجواب من الحسين عليه السلام : بني قاسم عزمت على الموت ؟ فقال : ياعم كيف لا يعزم على الموت من يراك لا ناصر لك ولا معين ،
فقال له الحسين : يا ابن أخي أنت البقية الباقية من أخي الحسن كيف أعرضك لضرب السيوف ؟ فقال : ياعم لقد ضاق صدري وهذة عوذة وجدتها في ثياب والدي الحسن عليه السلام مكتوب فيها : بُني قاسم إذا رأيت عمك الحسين وحيداً فريداً فلا تقصر عن نصرته ، فدنا الحسين من إبن أخيه القاسم و ضمَّه إلى صدره و بكيا .
إعتنقا ساعة حتى سقطا إلى الأرض ، يقول حميد : سقطا إلى الأرض ثم أقبل معه إلى المخيم لتوديع عماته و أخواته ، الحسين عليه السلام مهما يكن رجل و لكن ساعد الله قلوب العلويات المعذبات اللواتي في كل ساعة يودعن واحداً إلى الموت
.~( طلعت عمته زينب و أمه رمله و أخواته و بنات عمه و الحسين عليه السلام حتى يودعوا القاسم )~.
ثم إن الأمام الحسين عليه السلام ألبس القاسم ثوباً كهيئة الكفن ، و أخذ عمامة القاسم شقَّها نصفين نصفٌ عممه بها و نصفٌ آخر أدلاه على خديه ، و دفع إليه السيف و وجَّهه نحو الميدان ماشياً على قدميه ، يقول حميد بن مسلم : خرج علينا غُلامٌ لم يبلغ الحلم ، ووجهه كفلقة قمر طالع بيده السيف يضربُ به قُدُماً قدماً وهو يقولَ :
إن تنكروني فأنا نجل الحسن سبط النبي المصطفى و المُؤتمن
هذا حسينٌ كالأسير المُرتهن بين أُناسٍ لا سقـوا صـوب المُزن
فقتل على صِغر سنة خمساً و ثلاثين رجلاً ، يقول حميد : بينما هو يقاتل إذ إنقطع شسع نعله و لا أنسى أنها كانت اليسرى ، فانحنى القاسم في ساحة الحرب على نعله ليصلحه ليشده ، فاغتنم عمر الأزدي إنشغال القاسم بنفسة فرصةً ، فجاء إليه من ورائه ، فلما رفع القاسمُ رأسه ضربه بالسيف على هامته ، فشق هامة القاسم ، فهوى القاسم إلى الأرض يفحص بيديه و رجليه ، نادى : عماه أبا عبدالله أدركني ، أقبل إليه الحسين رآه يخورُ بدمائه وقف عليه قال : يعزُ والله على عمك أن تدعوه فلا يجيبك أو يُجيبك فلا يعينك أو يُعينك فلا يُغني عنك .
ذهب الحُسين عليه السلام إلى مصرع القاسم فارساً ثم رجع الجواد وحده خال من الحسين عليه السلام ، إستغربت بنات رسول الله ، أين الحسين عليه السلام ؟! بينما هن كذلك و إذا بالحسين قد عاد وهو يحمل القاسم على صدره وهو يقول واولداه واقاسماه .
يابني ماذكرت إمك وحنيت عفتني و إنكسر قلبي و حنيت
يجاسم خضبت شيبي و حنيت بِـ دمـك ياشباب الغاضـرية
إلـهيَّ بحق الحسين و أخيه وَ جده و أبيَه وَ أمُه وَ بنيَه وَ شيعتَه وَ مواليَه وَ قبرَه وَ سآكنيَه وَ زوارَه وَ مجاوريَه خلصني مِنَ الغم الذيَّ أنا فيَه
ياقاضي الحاجات يا سميع الدعوات يا منزل البركات يادافع البليات برحمتك يا أرحم الراحمين
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهُم كُنْ لِوليُّك الحُجةِ ابن الحسن صلَواتُك عليهِ وعلى ابائِه في هذه الساعة وفي كلِ ساعة ولياً وحافِظْا وقائِداً وناصراً ودليلاً وعَيّنا حتى تُسكِنَهُ ارضَك طوعا وتُمتِعهُ فيها طويلاً برحمتِك يا ارحمْ الراحِمين
وَ صَلىْ الله عَلىْ مُحَمِدَ وَ آلِ مُحَمِدَ آلطَيبيِنَ آلطآهرِينَ
مِنَ قلِبَ اْلَخِـيَـمْ آلَفاَطِمّيَة اْلَحُسـينيَة مُشرفة أحَلىْ روضَة بآلعَآلِمْ / آلنُورَ آلحُسينيَّ
نسألكُم الدعَآءَ
أختكِ المقربه