
[align=center]

قام السيد جاسم الطويرجاوي بخدمة جده الإمام الحسين (ع) ومنبره الشريف منذ العاشرة من عمره في العراق وخارجه ولا يزال يواصل شد الجماهير الحسينية المؤمنة أينما حل إلى المنبر الحسيني وتغذيتهم بالثقافة الاسلامية وارشادهم إلى النهج الاسلامي , إنه الخطيب الشهير سماحة السيد جاسم الطويرجاوي الذي له مدرسة منبرية خاصة في رثاء شهيد الطف الامام الحسين (ع) وشهداء كربلاء ، التقته صحيفة المبلغ الرسالي لتنقل لكم قضايا وشؤون ترتبط بالخطيب والمنبر على النحو الآتي :
سؤال : حبذا لو تتحدثون عن تجاربكم وماضيكم في المنبر الحسيني الشريف.
جواب سماحة السيد الطويرجاوي : بسم الله الرحمن الرحيم ، تشرفت بارتقاء المنبر الحسيني وأنا في العاشرة من العمر وأؤكد ذلك بهذه الأبوذية :
خدمت احسين عمري اسنين عشرة **** وعاشرت المصايب خوش عشرة
كل يوم اليمــر كــل وكت عـــشرة **** وأنا بكــل دارعــــندي الغاضرية
وقمت بخدمة الحسين (ع) في الماضي وأواصلها حاضراً ، وأعيش كل خير وبركة بكرامة من الله لسيد الشهداء (ع) ، ولطالما حفتني عنايته (ع) في أحرج الأمور وأشد الأخطار.
أتذكر أن طبيبا غير مسلم أجرى لي عملية جراحية خطيرة جدا ، فسألني بعد شفائي : ماذا تعمل ? قلت : اقرأ على الحسين (ع) ، فسأل : الحسين صاحب كربلاء ? قلت : نعم ، فسألته عن سبب السؤال فقال : ان شفاءك تدخلت فيه يدغيبية ، وقد عرفت الآن أن السبب هو قربك من شخص قريب من الله سبحانه ، قلت : نعم ، ألف عين لأجل عين تكرم ، فخدمة الحسين تحفظ صاحبها من السقوط في المهالك ، وهذا من الأمور المجربة.
[align=center]

سؤال : في نظركم ، ما هي مسؤوليات المنبر الحسيني في المرحلة الراهنة ?
قال : من مسؤوليات المنبر توجيه الناس وإرشادهم الى الطريق المستقيم الذي أشار الله إليه بقولـه تعالى (وان هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله) مما يدل على أن هناك طرقا مغايرة للخط المستقيم الذي ينتهي بسالكيه إلى طاعة الله ورضاه ، فالمنبر الحسيني مسؤول عن تعبئة الناس في هذا الطريق المستقيم ويحذرهم من الوقوع في متاهات الإنحراف عنه ، ولو أدى المنبر مسؤوليته على الوجه الأكمل فإنه يصنع المعجزات وتكون ثمرة عطائه ملحوظة.
والمنبر الحسيني يـختلف عن سائر المنابر لأنه لسان الأمة ومذياع التشيع وقد أرسى قواعده الحسين بن علي (ع) وسمر أعواده بدمائه ودماء أهل بيته وأصحابه الكرام وذلك يوم وقوفه في ساحة المذبح على أرض كربلاء ، ولذا يجب ان لا يستغل المنبر الحسيني لغير الأهداف التي ضحى الحسين (ع) من أجلها ، حتى يؤدي مسؤوليته على أكمل وجه.
وقد خرّج المنبر الحسيني أبطالا مجاهدين، وكان قائدا لانتفاضات شعبية ضد الظالمين عبر التاريخ ، ومن بينهم آية الله العظمى الامام الخميني (ره) الذي كان يقول : كل ما عندنا هو من عاشوراء وقد انبشقت الثورة المباركة ضد الاستكبار العالمي من المنابر الحسينية ، ويقول (ره) : ان اقامة المآتم الحسينية وتعظيم شعائر الحسين (ع) والبكاء عليه هو الذي حفظ لنا الاسلام طوال 14 قرنا ، وللمنبر الحسيني مسؤوليات كثيرة لا يسع المجال لشرحها.
سؤال : ما هو موقع خطيب المنبر الحسيني في المجتمع الاسلامي ?
قال سماحة السيد : إن خطيب المنبر الحسيني ـ كما اعتقد ـ رسول عائلة الحسين (ع) التي بقيت بلا محام ٍولا كفـيل بعد مذبحة كربلاء ، يحمل أحزانها إلى الناس ويذيع فاجعة الحسين في أوساط المسلمين ويشرح لهم وقائع مصيبته وأهداف ثورته نثراً وشعرا ويعبر بمختلف الأساليب عن أحزان اهل البيت (ع) وشيعتهم على مصاب الحسين وأهل بيته الذين ذبحهم سيف البغي والعدوان الأموي يوم الطف وما تركوا لهم بقية حتى الطفل الرضيع حيث ذبحوه على صدر أبيه بلا رحمة، وعليه أن يلهب القلوب حرقة على الحسين (ع) ويحاول إثارة الرأي العام ضد الظالمين ، ويرثي الشهيد الذي قطعوا رأسه ومزقوا جثته بحوافر خيولهم بكل لوعة مثيرة للناس بكاء ونحيبا ويصرخ كصرخة بشر بن حذلم لمّا نعى الحسين (ع) حيث أحدث انقلابا عند الناس وأذعر السلطة الاموية وأذهلهم ذلك الزخم الهائل من الناس بصرختهم الواحدة : أي واحسيناه ، وعجّت سكك المدينة بمواكب اللطم والعزاء.
المأمول من خطيب المنبر الحسيني ان ينعى الحسين بكل حرقة ويحذر من تبدل رثاؤه الحار الى كلمات باردة تخفف من أهمية البكاء على الحسين ، فان هذا هو حق المسلمين عليه وله عليهم الاستجابة والاحترام.
سؤال : ما هي عوامل نجاح الخطيب الحسيني في اداء مسؤوليته ?
أجـاب سماحته : هناك عوامل كثيرة أهمها التقوى وعدم الأنانية ، وعدم إتخاذ المنبر مهنة بل خدمة لأن أي داعية ديني اذا لم يتسلح بهذه العوامل تكون نتيجته الفشل لأنه يعمل بلا نور ، ومن لم يجعل الله له نوراً فما له من نور.
سؤال : لماذا ينجذب المسلمون الشيعة الى المنبر الحسيني في محرم الحرام وصفر وغيرهما من الشهور?
أجاب سماحة السيد بـ : وقع مقتل الحسين (ع) في العاشر من شهر محرم ويصادف أربعينه العشرين من صفر وفيه جاءت عائلته إلى قبره بعد سبيها ويصادف شهادة الامام زين العابدين (ع) الخامس والعشرين من محرم ووقع استشهاد زيد بن علي في 3 صفر وشهادة الامام الحسن في 7 صفر والامام الرضا في 18 صفر ووفاة النبي الاكرم (ص) في 28 صفر ، هذه المناسبات تشد الشيعة الى المنابر الحسينية وتتجدد الاحزان في هذين الشهرين على اهل البيت وشيعتهم خصوصا شهر محرم وبالاخص يوم عاشوراء ، وقد قال الامام الرضا (ع) لدعبل: أتعرف هذا اليوم ? انه يوم تبركت به بنو امية وهو يوم حزن علينا وعلى شيعتنا.
سؤال : في نظركم هل ضعف المنبر الحسيني مقابل وسائل الاعلام سيما الانترنت ?
جواب سماحته : أبدا ، لا يستطيع الانترنت ولا أية وسيلة اعلامية ان تضعف وتقلل من اهمية المنبر الحسيني ، لانه خالد بخلود صاحبه الحسين الشهيد.
سؤال : هل يعاني المنبر الحسيني والمجالس الحسينية من ظواهر سلبية وقضايا تقلل من شأن المنبر والنهضة الحسينية ?
أجاب سماحة السيد : المنبر الحسيني محفوف بالرعاية الربانية وهكذا المجالس الحسينية ، لقد شاء الله لها الخلود ولا أرى شيئا يقلل من شأنها ، وانما هي نعمة ، اذا لم تهتم بها جماعة تحولت الى غيرهم كالعافية والرزق والامان.
سؤال : للشعب العراقي انجذاب خاص الى منبركم ، فما السبب ?
أجاب سماحة السيد : جزاهم الله خيراً ، اني اعتبر هذا من ألطاف الله تعالى ومن بركات دعاء ابي الانبياء ابراهيم (ع) : (واجعل افئدة من الناس تهوي اليهم).
سؤال : كيف يجب ان ينظر المسلمون الى الخطيب والمنبر الحسيني ?
أجاب سماحته : عليهم تكريمه باحترام والالتفاف حولـه والمسلمون هم الذين ينهضون بالخطيب والمنبر.
سؤال : ما هي كلمتكم الى خطباء المنبر الحسيني ?
أجاب سماحته : أرجو من الخطباء الذين قطعوا مشوارا طويلا في هذه الخدمة ان يقوموا بالنصيحة والتوجيه.
تقوم صحيفة المبلغ الرسالي بنشر محاضرات السادة الخطباء ما رأيكم في ذلك ?
أجاب سماحته : إنه امر جيد ، حيث تصلني الصحيفة واستفيد من محاضرات الخطباء المنشورة فيها ، فلا باس باستمرار ولكم الاجر والثواب.
و صلى الله على محمد و آل محمد الطيبين الطاهرين ,,
منقول من الموسوعة الإسلامية لشبكة يا مهدي نت .