اللهُم صَلِ علىْ مُحمِدٍ وَ آلِ مُحَمِدٍ وَ عجِلَ فرجَهُم وَ أهلِكَ أعدائِهُمْ وَ إرَحمِنَا بِهُمْ يَا الله
الَسَلآمُ عَليِكُمْ وَ رحَمِة الله وَ نُوره وَ بَركَاتُه
السَلآمُ عَلىْ آلحُسيِنَ وَ علىْ عليَّ بِنَ آلحُسيِنَ وَ عَلىْ أولآدَ الحُسيِنَ وَ عَلىْ أصحَآبَ الحُسيِنَ
آلسَلآمُ عَلىْ قتيِلَ العَبّرآتَ آلسَلآمُ عَلىْ آلدمَآءَ آلزآكيِآتَ السَلآمُ علىْ الدمِآءَ السَآئِلآتَ السَلآمُ عَلىْ الأروآحَ الطآهِرآتَ السَلآمُ علىْ الأجسَآد العآرياتَ
۞ اْلَخِـيَـمْه آلَفاَطِمّيَة اْلَحُسـينيَة الـتـاسِـعَـة عـشَـر/ الجَمـآلَ الحَقيِقيَّ ۞
قال تعالى : ( يابني آدم قد أنزلنا عليكم لباساً يُواري سؤوتكم و ريشاً و لباس التقوى ذلك خيرٌ )
هذا الجمال الظاهري هو جمال إعتباري نتيجة الزينة و لابدَّ أن ينطفئ وهجه كما قل تعالى : ( إنا جعلنا ماعلى الأرض زينة لها لنبلوهم أيهم أحسن عملاً و إنا لجاعلون ماعليها صعيداً جُرزاً )
فهذا الجمال في النهاية لابد أن يتبدد ( ومن نعمره ننكسه في الخلق )
ولا بد أن يعود هذا الجسد إلى التراب ( منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى ) و ورد عن أمير المؤمنين عليه السلآم : ( أذكر وحدتَك في قبرك و سيلان عينيك على خديك و أكل الدود لحمك و تقطع أوصالك و بلائكَ فإن ذلك يحثك على العمل و يردعك عن كثير من الحرص على الدنيا ) و بروآية آخرى : ( من أجرم الذنوب و أعجبه حُسنه فلينظر إلى الأرض كيف لعبت بالوجوه في القبور و جعلتها رميماً ) .
فإذاً هذا الجمال الظاهري لابد أن يزول و الجمال الحقيقي حسب ماورد في الروايات يكون في :
- العقل : ( لاجمال أحسن من العقل )~.
- اللسان : ( جمال الرجل فصاحة لسانه )~.
- الحلم : ( جمال الرجل حلمه )~.
- الوقار : ( جمال الرجل في وقاره و جمال المرأة في حيائها )~.
- العمل بالعلم : ( جمال العالم عمله بعلمه )~.
- الورع : ( جمال المؤمن ورعه )~. فالورع يعطي الإنسان جمالاً روحياً عالياً ولذا النبي يوسف عليه السلام رأى إخوته في البداية أحد عشر كوكباً و بعد ذلك لما هموا بقتله رآهم على صور الذئاب .
فالجمال الحقيقي أن لا يحترق صاحبه بالنار ، جاء في الرواية ( إن الجمال " جمال من عُوفي من النار ) و نقرأ في الدعاء : ( أسألك بحق محمد و علي و فاطمة و الحسن و الحسين أن لا تشوه خلقي بالنار ) ولكن كيف ننجو من النار ؟
المطلوب أن نعظم الله ، نقرأ في دعاء كميل ( أتسلط النار على وجوه خرت لعظمتك ساجدة )
ولكن السؤال : هل عظمنَا الله مره واحدة في حياتنا أم جعلناه أهون الناظرين إلينا ؟!
كيف نجعله أهون الناظرين ؟ بعدم الشعور بحضوره و مراقبته ، ورد عن أمير المؤمنين عليه السلام : ( أعبد الله كأنك تراه فإن كنت لا تراه فإنه يراك ، فإن قلت إنه لا يراك فقد كفرت و كذبت ، و إن قلت أنه يراك ثمّ بادرت إليه بالمعصية فقد جعلته من أهون الناظرين إليك )
و تقوى الله تعالى تعطي الإنسان جمالاً بحيث يحشر على صور الأنبياء و الملائكة ، و إرتكاب الذنب يشوه صورة الإنسان بحيث يحشر على صورة قبيحة ، تُحسن معها صور القردة و الخنازير " أجلكم الله " .
فممكن أن تكون ملكة جمال الدنيا و لكن لتهتكها تحشر على صورة مرعبة فإذاً المطلوب المحافظة على الستر و الحجاب .
ولذا نرى أمير المؤمنين عليه السلام إذا أخرج العقيلة زينب عليها السلام لزيارة جدها النبي - صلى الله عليه و آله وسلم - يُخرجها ليلاً و يقول للحسن عليه السلام : بني أخمد الضوء لكي لا يرى الرائي خيال زينب عليها السلام ، أسفي على هذة المخدرة ماذا صنع الزمان بها ؟ عزَّ عليك يا أمير المؤمنين أن ترى إبنتك زينب في خربة الكوفة ليس معها من حُماتِها حمي و ليس معها من ولاتها ولي ليستنقذها من الأسر و السبي !
فهاهي ترى رؤساء القبائل أقبلوا إلى باب الخربة و نادوا بنسائهم فقمن النساء و إذا بالأهل و العشيرة على الباب ، فعادوا بهن إلى منازلهن ولكن لم تسمع من يهتف بإسمها ولذا بقيت وحيدة غريبة ، جعلت زينب تدير طرفها يمنة و يسرة فلم تجد أحداً يُناديَّ أين الفاطميات ؟ أين الزينبيات ؟ أين بنات فاطمة الزهراء ؟ أين بنات علي ؟ أين بنات رسول الله ؟
في تلك الخربة لما كنت الآلام تتراكم على قلب العقيلة زينب عليها السلام ، إلى من تشكو آلامها ؟ كانت على مايروى تزدلف إلى باب السجن حيث سجنوهم و تشكو آلامها إلى رأس الحسين عليه السلام ، حَيثُ نُصبَ الرأسَ الشريفَ على باب السجنَ
وفي رواية : أن إبن زياد دعا بالسبايا دعوة خاصة ، فدخلن عليه وكان قد وضع رأس الحسين عليه السلام بين يديه ، لما وقع بصر الرباب على الرأس الشريف ألقت بنفسها عليَه ، وقالت :
إن الذي كان نوراً يستضاء به في كربلاء قتيل غير مدفون
والله لا أبتغي صهراً بصهركم حتى أُوسد بين الترب و الطين
إلـهيَّ بحق الحسين و أخيه وَ جده و أبيَه وَ أمُه وَ بنيَه وَ شيعتَه وَ مواليَه وَ قبرَه وَ سآكنيَه وَ زوارَه وَ مجاوريَه خلصني مِنَ الغم الذيَّ أنا فيَه
ياقاضي الحاجات يا سميع الدعوات يا منزل البركات يادافع البليات برحمتك يا أرحم الراحمين
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهُم كُنْ لِوليُّك الحُجةِ ابن الحسن صلَواتُك عليهِ وعلى ابائِه في هذه الساعة وفي كلِ ساعة ولياً وحافِظْا وقائِداً وناصراً ودليلاً وعَيّنا حتى تُسكِنَهُ ارضَك طوعا وتُمتِعهُ فيها طويلاً برحمتِك يا ارحمْ الراحِمين
وَ صَلىْ الله عَلىْ مُحَمِدَ وَ آلِ مُحَمِدَ آلطَيبيِنَ آلطآهرِينَ
مِنَ قلِبَ اْلَخِـيَـمْ آلَفاَطِمّيَة اْلَحُسـينيَة مُشرفة أحَلىْ روضَة بآلعَآلِمْ / آلنُورَ آلحُسينيَّ
نسألكُم الدعَآءَ