اللهُم صَلِ علىْ مُحمِدٍ وَ آلِ مُحَمِدٍ وَ عجِلَ فرجَهُم وَ أهلِكَ أعدائِهُمْ وَ إرَحمِنَا بِهُمْ يَا الله
الَسَلآمُ عَليِكُمْ وَ رحَمِة الله وَ نُوره وَ بَركَاتُه
السَلآمُ عَلىْ آلحُسيِنَ وَ علىْ عليَّ بِنَ آلحُسيِنَ وَ عَلىْ أولآدَ الحُسيِنَ وَ عَلىْ أصحَآبَ الحُسيِنَ
آلسَلآمُ عَلىْ قتيِلَ العَبّرآتَ آلسَلآمُ عَلىْ آلدمَآءَ آلزآكيِآتَ السَلآمُ علىْ الدمِآءَ السَآئِلآتَ السَلآمُ عَلىْ الأروآحَ الطآهِرآتَ السَلآمُ علىْ الأجسَآد العآرياتَ
۞ اْلَخِـيَـمْه آلَفاَطِمّيَة اْلَحُسـينيَة الحـآديَة وَ الـعِـشُرونَ / وَسِيلَة النَجآة الكُبرَىْ ۞
ورد عن المولى بقية الله – عليه السلام – ( لا لأمر الله تعقلون ! و لا من أوليائه تسمعون ! حكمة بالغة فما تُغني النُذر و الآياتُ عن قوم لا يؤمنون ) .
هذة موعظة صاحب الأمر : ( لا لجلال الله تعظمون ! و لا لشأن الله تُكبرون ! ولا من عظمة الله تسجدون ! و لا لحقوق الله توفون ! ولا من صولة الله تحذرون ! و ما الله بغافل عمّا تعملون ) .
وحسبنا هذه الأية : ( قُلْ هُوَ نَبَؤٌاْ عَظِيمٌ * أَنتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ ) – ( وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حَينِ ) غافلون عن حظكم من الخير ، و عما قليل تدركون .
فأين تذهبون ؟! و أنى تؤفكون ؟! أم أين تُصرفون ؟! و إلى أين تتوجهون ؟ بأي وجه تلقون ربكم ؟! بأي قدم تقفون ؟! بأي لسان تعتذرون ؟!
ماذا أقول عن الأيام الإلهيَة و السطوات الربانية التي سنلقاها أمامنا ؟!
أأقولها مُجمَلة ، أم مفصلة ؟!
إن أمامنا إنتقالات !
أمامنا منازل مخوفة !
أمامنا الخروج !
أمامنا الوقوف !
أمامنا نيران معنوية !
أمامنا نيران ظاهرية !
أمامنا سجون !
أمامنا أنوار !
أمامنا ظلمات !
أمامنا الأخذ !
أَأعدنا لأمرنا عدته !
أنخشى العاقبَة ؟! لا أدري ماسيكون مصيرنا ؟ سوف يقال لبعضهم : ( أَلَّا تَخَافُواْ وَ لَا تَحْزَنُواْ وَ أَبْشِرُواْ بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ ) .
لا أدري أنسمع نحن هذا القول ، أم نسمع ماسوف يقال لبعضهم ( لَا بُشْرَى يَوْمَئِذٍ لِّلْمُجرِمِينَ )
ولكن الوسيلة التي نُعدُّها للنجاة فيما نستقبل من المصيبات هي محبتنا لمن جُمعت له المصائب و الفجائع كلُّها ، أعني أبا عبدالله الحسين عليه السلام .
كل ماتتصوره من مصائب الدنيا قد جُمعت لهذا المظلوم في يوم عاشوراء و حلّت به .
لو صحبنا معنا المحبة لصاحب المصيبة الراتبة و صاحب كل المصائب ، جنساً و نوعاً و شخصاً و صنفاً ، لكان خلاصاً لمصائبنا .
لكن اليوم موسم مصيبة شخص آخر ، وقت مصيبة صاحب مصيبة شارك سيّد الشهداء عليه السلام في تحمل المصائب ، كفؤ سيّد الشهداء عليه السلام أباً و أماً ، الشريك الأعظم لسيد الشهداء في المصيبة ، أعني : العَلياء زينب عليها السلام .
لماذا أقول إنها شريك عظيم ؟! إنّ مصيبتها في المصائب أفجع ! لأن مصيبة كربلاء في الحقيقة قد جرت من أولها حتى آخرها على العَلياء زينب أيضاً .
كان لهذة المظلومة جهاد كجهاد سيّد الشهداء ، و لها نوع من الجهاد هو أعلى من كلّ جهاد ، لقد حفظت هذه المكرمة تسعة أئمة ، أولهم الإمام سيّد الساجدين عليه السلام الذي حفظِت بحفظه باقي الأئمة .
حفظته مرّة في المقتل عندما كان الإمام السجاد عليه السلام يُحتضر ، إذ كان في حالة إحتضار لمّا أرادوا أن يأخذوه للرحيل و رأى هذه الأجساد تظلّ مطروحة على وجه الرمال ، هو نفسه قد قال : فكادت نفسي تخرج .
لاحظ كيف دنت منه في هذة الحالة ، إمرأة على جمل بغير وطاء ، و أخذت بحالتها تلك تسلّي الإمام عليه السلام ، إنظر أيّ منزلة هذة ؟!
هذا حفظ واحد منها للإمام عليه من الموت ، قرأت له حديثاً ، حديثاً طويلاً : ( لا يهولنك ماترى ، فإنّ أناساً يجمعون هذه الأعضاء المتفرقة ، فيوارونها و ينصبون لهذا الطفّ علماً لقبر أبيك سيّد الشهداء لا يُدرس أثره ، و لا يعفو رسمه على كرور الليالي و الأيام ) هذا حفظ واحد وهو أعلى من الجهاد إنه الحماية من القتل ، إمرأة أسيرة بتلكم الحالة حفظت الإمام عليه من القتل .
كانت كلّما أرادت أن تحفظ سيّد الشهدء من القتل لم تستطع ، ولكن العلياء زينب إستطاعت أن تحفظ الإمام زين العابدين عليه السلام من القتل في مجلس ملعون كإبن زياد !
إنظر كيف حفظته و صانته ؟! لقد حفظت حتى صاحب الأمر عليه السلام .
حينما كلّم ابنُ زياد الإمام السجاد عليه السلام سأل : من هذا الأسير ؟ فقيل له : هذا عليّ بن الحسين عليه السلام ، فقال : سمعت أن عليّ بن الحسين ( عليه السلام ) قتل ، فأجابه الإمام عليه السلام : كان لي أخ يقال له علي بن الحسين ( عليه السلام ) قتله الناس .
فقال : بل قتله الله ! قال الإمام : ( اللهُ يَتَوَفَّى اْلْأَنفُسَ حِينَ مَوتِهَا ) و لكن الناس هم الذين قتلوه ، قال الملعون : أو بك جرأة على رد جوابي ؟! خذوه فإضربوا عنقه .
أقبل الجلاد و أخذ سيّد الساجدين عليه السلام و شهر سيفه ، عندئذٍ عندت العلياء زينب عليها السلام إلى الإمام ، فإعتنقته ، و قالت : لن أفارقه .
تغيّرت حالة إبن زياد مع كل قسوته و غلظته وقال : سبحان الله ! ماتصنع الرّحم ؟! دعوه !.
ثم أمر إبن زياد ( لعنه الله ) نساء الحسين عليه السلام و صبيانه فجُزوا ، و أمر بعليّ بن الحسين عليه السلام فغُل بغلّ إلى عنقه ، وفي رواية في يديه و رقبته
وسيقت على عجف المطيّ نساؤه سبايا بقيد الأسرِ سبي الديالم
أمثل بنات الوحي بعد خدورها تساق سبايا للطغاة الغواشم
في أثناء الطريق بعض الأطفال يمشي و يتعثر من الجهد من السير فبدل أن يعطفوا عليه ، كانوا يجلدونه بالسياط حتى يقوم .
وإن يبكِ اليتيم أباه شجواً مسحن سياطهم رأسَ اليتيم
ترتاع من فزع العدو يتيمة ويئـن من ألم السياط يتيـم
فكانت السيدة زينب عليها السلام إذا أرادوا أن يضربوا طفلاً أو يتيماً ، تحتوشه و تحتضنه ، فبدل أن تقع السياط على اليتيم كانت تقع على أكتاف زينب عليها السلام ، و لذلك اسوّدت متونها و تورمت من الضرب .
والذي يعظم على القلب هذة الرواية التي ينقلها هلال بن معاوية ، يقول : نظرت إلى رأس الحسين عليه السلام على رأس رمح طويل وهو يقرأ قولة تعالى ( وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوآ أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقلِبُونَ ) ثم إلتفت إلى حامله قائلاً : ياعدو الله فرقت بين رأسي و بدني فرّق الله بين روحك و بدنك و جعلك آية و نكالاً للعالمين ، يقول هلال : لما سمع عدو الله ( حامل الرأس ) كلام الإمام رفع سوطه و أخذ يضرب شفتي أبي عبدالله عليه السلام ، و أخذ يلح عليهما بالضرب إلى أن سكت الرأس عن الكلام .
وفي ليلة من الليالي بينما القوم يسيرون في ظلام الليل ، أخذت سكينة بالبكاء ، لأنها تذكرت أيام أبيها وما كانت عليه من العز و الإكرام ، فقال لها الحادي : أسكتي يا جارية فقد آذيتني ببكائك ، فما سكتت بل غلب عليها الحزن و البكاء و أنّت أنّه موجعه ، و زفرت زفرة كادت روحها أن تطلع ..
فقال الحادي : أُسكتي يابنت الخارجي ، فقالت سكينة : وا أسفاه عليك يا أبتاه ، قتلوك ظلماً و عدواناً و سمّوك بالخارجي ، فغضب اللعين من قولها و جذبها و رمى بها إلى الأرض ، فلما سقطت غشي عليها ، فما أفاقت إلا و القوم قد مضوا ، فقامت و جعلت تمشي حافية في سواد الليل ، تارة تقوم و تارة تقعد و تارة تستغيث بالله و تارة بأبيها و أخرى تنادي بعمتها و تقول : أبتاه مضيت عنّي و خلّفتني وحيدة غريبة ، فإلى من ألتجئ وبمن ألوذ في ظلام هذا الليل في هذه البيداء .
و تنادي وما ترى من مُجيب لنداها غيرَ الصَّدا في الوادي
فركضت ساعه من الليل في غاية الوحشة فلم ترَ أثراً من القافلة ، فخرّت مغشيّة عليها ، فعند ذلك إقتُلع الرمح الذي كان عليه رأس الحسين عليه السلام من يد حامله و إنشقت الأرض و نزل الرمح في الأرض إلى نصفه و ثبت فيها كالمسمار في الحائط
و كلما جهد الحامل أن يقلع الرمح و يخرجه من الأرض لم يتمكن و لم يستطع ، و إجتمع خلق كبير و كلما إجتهدوا في نزعه لم يستطيعوا ، فأخبروا بذلك عمر بن سعد ( لعنه الله ) فقال : إسألوا علي بن الحسين " عليه السلآم " عن ذلك ، فلما سألوا الإمام عليه السلام قال : لعل يتيماً أو يتيمة تخلف عن الركب !
فلما قيل لزينب " عليها السلام " جعلت تتفقد الأطفال و تنادي كل واحد منهم بإسمه ، فلما نادتَ : بُنيَة سكينَة فلم تجبها رمت بنفسها من على ظهر الناقة ، وجعلت تنادي : وا غربتاه وا ضيعتاه وا رجالاه وا حسيناه ، بُنية سكينة في أي أرض طرحوكِ و في أي وادٍ ضيّعوكِ ؟ فرجعت إلى وراء القافلة وهي تَعدو في البراري حافية و الشوك تدخل في رجليها و تصرخ و تنادي :
شعتذر من حسين أبوها لو قال بنتي ضيّعوها
هاي العزيزة اليعرفوها يمشون عنها و يخلّوها
و بديـآر غربـة يفارقوهـا شنهو عذر زينب لِخوها
بينما زينب " عليها السلام " تعدو و إذا بسواد قد ظهر ، مشت نحوه لتسأله عن اليتيمة ، فإذا هي إمرأة جالسة وفي حجرها رأس اليتيمة وهي تبكي ، فقالت الحوراء زينب عليها السلام : ياهذي من أنت التي تتعطفين على اليتامى ؟ قالت : بُنية أنا أمك فاطمة الزهراء عليها السلام ، أظننتِ إني أغفل عن أيتام ولدي .
إلـهيَّ بحق الحسين و أخيه وَ جده و أبيَه وَ أمُه وَ بنيَه وَ شيعتَه وَ مواليَه وَ قبرَه وَ سآكنيَه وَ زوارَه وَ مجاوريَه خلصني مِنَ الغم الذيَّ أنا فيَه
ياقاضي الحاجات يا سميع الدعوات يا منزل البركات يادافع البليات برحمتك يا أرحم الراحمين
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهُم كُنْ لِوليُّك الحُجةِ ابن الحسن صلَواتُك عليهِ وعلى ابائِه في هذه الساعة وفي كلِ ساعة ولياً وحافِظْا وقائِداً وناصراً ودليلاً وعَيّنا حتى تُسكِنَهُ ارضَك طوعا وتُمتِعهُ فيها طويلاً برحمتِك يا ارحمْ الراحِمين
وَ صَلىْ الله عَلىْ مُحَمِدَ وَ آلِ مُحَمِدَ آلطَيبيِنَ آلطآهرِينَ
مِنَ قلِبَ اْلَخِـيَـمْ آلَفاَطِمّيَة اْلَحُسـينيَة مُشرفة أحَلىْ روضَة بآلعَآلِمْ / آلنُورَ آلحُسينيَّ
نسألكُم الدعَآءَ