بسِمْ الله نُورَ علىْ نُورَ
اللهُم صَلِ علىْ مُحمِدٍ وَ آلِ مُحَمِدٍ وَ عجِلَ فرجَهُم وَ أهلِكَ أعدائِهُمْ وَ إرَحمِنَا بِهُمْ يَا الله
الَسَلآمُ عَليِكُمْ وَ رحَمِة الله وَ نُوره وَ بَركَاتُه
السَلآمُ عَلىْ آلحُسيِنَ وَ علىْ عليَّ بِنَ آلحُسيِنَ وَ عَلىْ أولآدَ الحُسيِنَ وَ عَلىْ أصحَآبَ الحُسيِنَ
آلسَلآمُ عَلىْ قتيِلَ العَبّرآتَ آلسَلآمُ عَلىْ آلدمَآءَ آلزآكيِآتَ السَلآمُ علىْ الدمِآءَ السَآئِلآتَ السَلآمُ عَلىْ الأروآحَ الطآهِرآتَ السَلآمُ علىْ الأجسَآد العآرياتَ
۞ اْلَخِـيَـمْه آلَفاَطِمّيَة اْلَحُسـينيَة الخامسة وَ الـعِـشُرونَ / النصرة الإلهيَة ۞
قال تعالى ( كُونُواْ أَنصَارَ اللهِ )
الله عز وَ جل ليس بحاجة إلى نصرة أحد لأنه هو الغنى ( وَاللهُ الْغَنِىُّ وَأَنتُمُ الْفُقَرَآءُ ) – ( يَا أَيُّهُّا النَّاسُ أَنتُمُ الفُقَرَآءُ إِلَى اللهِ وَ اللهُ هُوَ الغَنِىُّ الْحَمِيدُ )
فالمراد بالنصرة نصرة دينه تعالى و نصرة النبي – صلى الله عليه و آله وسلم – و الأئمة الأطهار – عليهم السلام – و الأولياء الأبرار ، عن أمير المؤمنين " عليه السلام" ( إن الله تبارك و تعالى اطّلع إلى الأرض فإختارنا و إختار لنا شيعة ينصروننا و يفرحون لفرحنا و يحزنون لحزننا و يبذلون أموالهم و أنفسهم فينا أولئك منا إلينا )
ونصرتهم "عليهم السلام" تتفاوت بحسب الزمان و المكان ، ففي زمان الغيبة قد تكون باللسان :
- وذلك بالدعاء للإمام المهدي بتعجيل فرجه الشريف .
- محاورة أعداء الأئمة "عليهم السلام" : وهذا يتطلب إتقاناً للمعارف و معرفة لأساليب الجدال ، يقول الإمام الصادق "عليهم السلام" ( لوددت أن أضرب رؤوس أصحابي بالسياط حتى يتفقهوا في دينهم و يستنبطوا أصول عقائدهم كما قال تعالى : ( قُلْ هَاتُواْ بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ) ) .
يقول الإمام موسى الكاظم "عليه السلام" لمحمد بن حكيم : ( رحم الله الطيار و لقَّاه نضرة و سروراً فلقد كان شديد الخصومة عنا أهل البيت ) .
شكا بعضهم للإمام العسكري "عليهم السلام" بعض النصَّاب : يابن رسول الله إن لنا جاراً من النصَّاب يؤذينا و يحتج علينا في تفضيل الأول و الثاني و الثالث على أمير المؤمنين "عليه السلام" و يورد علينا حججاً لا ندري كيف الجواب عنها و الخروج منها .
فقال "عليه السلام" لبعض تلامذته : ( مرّ بهؤلاء إذا كانوا مجتمعين يتكلمون فتستمع إليهم فيستدعون منك الكلام فتكلّم و أفحم صاحبهم و إكسر عربه (شدته) و فلّ حدّه (إكسر شوكته) ولا تبق له باقية ) .
فذهب الرجل و حضر الموضع و حضروا و كلّم الرجل فأفحمه و صيّره لا يدري في السماء هو أو في الأرض
قالوا : و وقع علينا من الفرح و السرور مالا يعلمه إلا الله تعالى ، و على الرجل و المتعصبين له من الغم و الحزن مثل مالحقنا من السرور ، فلما رجعنا إلى الإمام "عليه السلام" قال لنا : ( إن الذين في السماوات لحقهم من الفرح و الطرب بكسر هذا العدو لله أكثر مما بحضرتكم ، و الذي كان بحضرة إبليس و مردته من الشياطين من الحزن و الغم أشد مما كان بحضرتهم و لقد صلى على هذا العبد الكاسر له ملائكة السماء و الحجب و العرش و قابلها الله تعالى بالإجابة فأكرم إيابه و أعظم ثوابه و لقد لعنت تلك الملائكة عدو الله المكسور و قابلها الله تعالى بالإجابة فشدّد حسابه و أطال عذابه ) .
إشكال :
ورد في بعض الروايات النهي عن الجدال فتوهّم البعض الحرمة و لكن إنما كان النهي من وجوه :
1- التقية .
2- لطائفة لا تحسن الكلام .
قال يونس بن يعقوب : ورد رجل من أهل الشام على الإمام الصادق "عليه السلام" لمناظرة أصحابه فقال "عليه السلام" لي : ( يايونس لو كنت تحسن الكلام كلّمته ) فقلت : يالها من حسرة . فقال "عليه السلام" ( أخرج فمن ترى من المتكلّمين فأدخله فأدخلت حمران بن أعين و الحول الطاقي و هشام بن سالم و قيس بن الماصر )
وكان المجلس منعقداً في خيمة صغيرة في طرف الحرم يستقر فيها الإمام "عليه السلام" أياماً قبل الحج فأخرج الإمام "عليه السلام" رأسه من خيمته فإذا هو ببعير يخب ، فقال "عليه السلام" : هشام ورب الكعبة .
فورد هشام بن الحكم وهو أوّل ما اختطت لحيته فوسع له الإمام "عليه السلام" قال ( ناصرنا بقلبه و لسانه و يده ) فتكلم الأصحاب وتكلم هشام فأفحموا الشامي ثم إلتفت أبو عبدالله "عليه السلام" إلى حمران فقال "عليه السلام" ( تجري الكلام على الأثر فتصيب ) و إلتفت إلى هشام بن سالم فقال "عليه السلام" ( تريد الأثر ولا تعرفه )
ثم إلتفت إلى الأحول وقال : قيّاس روّاغ ( كثير القياس ، الرواغ : مايفعله الذئب من الإحتيال ) تكسر باطلاً بباطل إلا أن باطلك أظهر ) ثم إلتفت إلى قيس الماصر فقال : ( تتكلم و أقرب ماتكون إلى الخبر عن رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم – أبعد ماتكون منه ، تمزج الحق مع الباطل و قليل الحق يكفي عن كثير الباطل ، أنت و الأحول قفازان حاذقان ) .
يقول يونس : فظننت أنه يقول لهشام قريباً مما قال لهم ، ثم قال "عليه السلام" ( ياهشام لا تكاد تقع ، تلوي رجليك إذا هممت بالأرض طرت ، مثلك فليكلّم الناس ، فاتقِّ الزلة ، و الشفاعة من ورائها إن شاء الله )
و روي عن الصادق "عليه السلام" أنه نهى رجلاً عن الكلام و أمر آخر فقال له بعض أصحابه : جعلت فداك ، نهيت فلاناً عن الكلام وأمرت هذا به ؟ فقال "عليه السلام" ( هذا أبصر بالحجج و أرفق به ) .
هذا و لم يزل الأئمة "عليهم السلام" يناظرون في دين الله سبحانه و يحتجون على المخالفين و أعداء الله من الزنادقة و الملحدين و كذلك أصحابهم و العلماء وفي طليعتهم " الشيخ المفيد- و السيد شرف الدين .
- إنشاد الشعر : عن أبي عبدالله "عليه السلام" ( من قال فينا بيتاً من الشعر بنى الله له بيتاً في الجنة ) وعنه "عليه السلام" ( ماقال فينا مؤمن شعراً يمدحنا به إلا بنى الله له مدينة في الجنة أوسع من الدنيا سبع مرات يزوره فيها كل ملك مقرب و كل نبي مرسل ) .
- لعن أعدائهم : ورد عن العسكري "عليه السلام" ( من ضعف عن نصرتنا أهل البيت و لعن في خلواته أعداءنا ، بلّغ الله صوته إلى جميع الملائكة ، فكلما لعن أحدكم أعداءنا ، بلغ الله صوته إلى جميع الملائكة ، فكلما لعن أحدكم أعداءنا صاعدته الملائكة و لعنوا من لا يلعنهم ، فإذا بلغ صوته إلى الملائكة استغفروا له و أثنوا عليه و قالوا : اللهم صل على روح عبدك هذا الذي بذل في نصرة أوليائه جهده ولو قدر على أكثر من ذلك لفعل ، فإذا النداء من قبل الله تعالى يقول : ياملائكتي إني قد أجبت دعاءكم في عبدي هذا و سمعت نداءكم و صليت على روحه مع أرواح الأبرار و جعلته من المصطفين الأخيار ) .
- نشر فضائلهم "عليهم السلام" : يقول إمامنا الصادق "عليه السلام" لِـ الفضيل بن يسار : ( أتجلسون و تتحدثون ؟ تلك المجالس أحبها ، أحيوا أمرنا رحم الله من أحيا أمرنا )
وعن الإمام الكاظم "عليه السلام" ( ليس شيء أنكى لإبليس و جنوده من زيارة الإخوان بعضهم لبعض )
قال "عليه السلام" ( وإن المؤمنين يلتقيان فيذكران الله ثم يذكران فضلنا أهل البيت فلا يبقى على وجه إبليس مضغة لحم إلا و تخدد حتى أنّ روحه تستغيث من شدة مايجد من الألم )
وعن الصادق "عليه السلام" ( تزاوروا فإن زيارتكم إحياء لقلوبكم و ذكراً لأحاديثنا و أحاديثنا تعطف بعضكم على بعض ، فإن أخذتم بها رشدتم و نجوتم ، و إن تركتموها ضللتم و هلكتم فخذوا بها و أنا بنجاتكم زعيم )
- حضور المجالس : عن مولانا الرضا "عليه السلام" ( من جلس مجلساً يُحيي فيه أمرنا لم يمت قلبه ) .
وعن مولانا الصادق "عليه السلام" ( ماإجتمع في مجلس قوم لم يذكروا الله عز وَ جل ولم يذكرونا إلا كان ذلك المجلس حسرة عليهم يوم القيامة ).
- ذكر مصائبهم "عليهم السلام" وذلك بإقامة المآتم و النوح و البكاء على الغريب المظلوم الإمام الحسين "عليه السلام" ، وسبحان الله أن هيأ الله عزوجل للإمام الحسين "عليه السلام" أن يقام له مأتم في دار عدوه يزيد بن معاوية (لعنه الله ) .
وذلك بعد أن جاءت هند زوجة يزيد بنات الرسالة إلى دارها وهذه هند كانت قد عاشت في بيت أمير المؤمنين "عليه السلام" وخدمت العقيلة زينب ، وبعد ذلك أخذها عمُّ لها و رجع بها إلى الشام وكانت موصوفة بالآداب و الأخلاق ، فتزوج منها يزيد ، وهذه المرأة مثلها مثل آسية في بيت فرعون موالية لأهل البيت "عليهم السلام" ولكن لا تدري أن السبايا هم أهل البيت .
فرغبت أن تزور السبايا لتتفرج عليهن فشق لها يزيد طريقاً خاصاً و خرجت هند ومعها حَفَدتها و نساء قومها و أخرى تحمل لها كرسياً لأن الخبر وصل إليها أن السبايا لا يملكون فراشاً يجلسون عليه ، و لما أقبلت هند بموكبها هذا و رأتها زينب إلتفتت إلى الأطفال و قالت : تكتَّموا و تنكروا إن التي كانت تخدمنا أقبلت تتفرج علينا .
أقبلت هند و وضع لها كرسيها ، جلست عليه و أخذت تطيل النظر إلى العائلة بينما هي تنظر و إذا بها أجهشت بالبكاء ثم إلتفتت إلى زينب وماكانت تعرف أن هذة زينب ، ومن أين تعرفها ؟ وما ظنت أن الزمان يضربها هذه الضربة ، تقدمت إليها بعبرة قالت لها : أخيّه إدني مني ، أقبلت زينب و معها الأطفال يريدون أن يعرفوا ماذا تريد زوجة يزيد ، ، قالت لها : أخيه أنا جئت لأتفرج و الآن تغيّر الحال لما رأيتكم ، كسرتم خاطري ، و قطعتم قلبي و بكيت لكم رحمة بكم ، من أي السبايا أنتم ؟ قالت لها زينب "عليها السلام" نحن سبايا من المدينة ، قالت : المدائن كثيرة ، من أي مدينة ؟ قالت زينب : من مدينة رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم .
لما سمعت هند ذلك قامت على قدميها وضعت يديها على رأسها قالت : السلام عليك يارسول الله ثم جلست على الأرض ، قالت لها زينب "عليها السلام" ولما تركت مكانك وجلست على الأرض ؟ قالت : تكريماً لكم لأنكم من مدينة رسول الله – صلى الله عليه و آله وسلم - ، لكن ياصالحه لي بهذه المدينة أهل و دار أسألك عنهم ، قالت : ومن هم ؟ قالت : هي دار سيدي و مولاي أمير المؤمنين "عليه السلام" و أسألكِ عن سيدي أبي عبدالله ، و أسألك عن مولاي أبا الفضل العباس ، ، و أسألك عن سيدتي العقيلة زينب "عليها السلام" ، و أسألكِ عن رباب و أم كلثوم و عن سكينة أخذت تسأل عن الجميع ، وكلما تسأل يضج الأطفال بالبكاء و العويل ، عائلة الحُسين "عليه السلام" لما سمعوا هذة الأسئلة قاموا يمشون ، قالت لها زينب : ياهند لقد آذيتينا ، ياهند تسألين عن دار علي فقد خلفناها تنعى أهلها .
تسألين عن الحسين رأسه بين يدي يزيد ، تسألين عن قمر العشيرة تركناه على شاطئ العلقمي بلا كفين ، تسألين عن إم كلثوم هذه الجالسة بجانبك ، تسألين عن رباب هذه رباب ، تسألين عن سكينة تلك سكينة الجالسة و رأسها بين ركبتيها ، بعد عن من تسألين ؟ تسألين عن زينب ؟ آهـ . . . أنا زينب .
لما سمعت ذلك هند شقت جيبها ثم تناولت حجراً و ضربت به رأسها فسال الدم على وجهها و مقنعتها و غشي عليها ، فلما أفاقت خرجت صارخة : وا إماماه . . . وا حُسيناه ، صاح الناس : أجننتِ يا أميرة ؟ قالت : سوّد الله وجوهكم أهل الشام ، أتفرحون وهذا رأس الحسين عند يزيد .
ثم قامت هند و حسرت رأسها و شقّت الثياب و هتكت الستر و خرجت حافية إلى يزيد وهو في مجلس عام ، و قالت : يا يزيد أنت أمرت برأس الحسين "عليه السلام" يُشال على الرمح عند باب الدار ؟ رأس ابن فاطمة بنت رسول الله مصلوب على فناء داري ؟ ؟ فلما رأى زوجته على تلك الحالة وثب إليها فغطّاها وقال : نعم فأعولي يا هند و إبكي علي إبن بنت رسول الله و صريخة قريش فقد عجّل عليه ابن زياد ( لعنه الله ) فقتله قتله الله .
فلما رأت هند أن يزيد غطّاها قالت له : ويلك يا يزيد أخذتك الحميّة عليّ ، فلم لم تأخذك الحميّة على بنات فاطمة الزهراء "عليها السلام" أهتكت ستورهن و أبديت وجوههنّ و أنزلتهنّ في دار خربة والله لا أدخل حرمك حتى أدخلهن معي ، وهكذا نقلت هند السبايا إلى دارها و نشرت السواد في بيتها .
ودخلن نساء بني أمية وقد لبسن السواد ومن اللواتي دخلن إلى ذلك المجلس عاتكة بنت يزيد ، جاءت تسأل عن سكينة و إذا بسكينة حزينة كئيبة ، فقالت لها عاتكة : أنت سكينة ؟ أنت عزيزة الحُسين "عليه السلام" ؟ قالت : نعم ، قالت : فما لي أراكِ مطأطئة الرأس باكية العين حزينة ، لماذا ؟ قالت : يا عاتكة من أرفع رأسي بعد والدي .
إلـهيَّ بحق الحسين و أخيه وَ جده و أبيَه وَ أمُه وَ بنيَه وَ شيعتَه وَ مواليَه وَ قبرَه وَ سآكنيَه وَ زوارَه وَ مجاوريَه خلصني مِنَ الغم الذيَّ أنا فيَه
ياقاضي الحاجات يا سميع الدعوات يا منزل البركات يادافع البليات برحمتك يا أرحم الراحمين
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهُم كُنْ لِوليُّك الحُجةِ ابن الحسن صلَواتُك عليهِ وعلى ابائِه في هذه الساعة وفي كلِ ساعة ولياً وحافِظْا وقائِداً وناصراً ودليلاً وعَيّنا حتى تُسكِنَهُ ارضَك طوعا وتُمتِعهُ فيها طويلاً برحمتِك يا ارحمْ الراحِمين
وَ صَلىْ الله عَلىْ مُحَمِدَ وَ آلِ مُحَمِدَ آلطَيبيِنَ آلطآهرِينَ
مِنَ قلِبَ اْلَخِـيَـمْ آلَفاَطِمّيَة اْلَحُسـينيَة مُشرفة أحَلىْ روضَة بآلعَآلِمْ / آلنُورَ آلحُسينيَّ
نسألكُم الدعَآءَ
اللهُم صَلِ علىْ مُحمِدٍ وَ آلِ مُحَمِدٍ وَ عجِلَ فرجَهُم وَ أهلِكَ أعدائِهُمْ وَ إرَحمِنَا بِهُمْ يَا الله
الَسَلآمُ عَليِكُمْ وَ رحَمِة الله وَ نُوره وَ بَركَاتُه
السَلآمُ عَلىْ آلحُسيِنَ وَ علىْ عليَّ بِنَ آلحُسيِنَ وَ عَلىْ أولآدَ الحُسيِنَ وَ عَلىْ أصحَآبَ الحُسيِنَ
آلسَلآمُ عَلىْ قتيِلَ العَبّرآتَ آلسَلآمُ عَلىْ آلدمَآءَ آلزآكيِآتَ السَلآمُ علىْ الدمِآءَ السَآئِلآتَ السَلآمُ عَلىْ الأروآحَ الطآهِرآتَ السَلآمُ علىْ الأجسَآد العآرياتَ
۞ اْلَخِـيَـمْه آلَفاَطِمّيَة اْلَحُسـينيَة الخامسة وَ الـعِـشُرونَ / النصرة الإلهيَة ۞
قال تعالى ( كُونُواْ أَنصَارَ اللهِ )
الله عز وَ جل ليس بحاجة إلى نصرة أحد لأنه هو الغنى ( وَاللهُ الْغَنِىُّ وَأَنتُمُ الْفُقَرَآءُ ) – ( يَا أَيُّهُّا النَّاسُ أَنتُمُ الفُقَرَآءُ إِلَى اللهِ وَ اللهُ هُوَ الغَنِىُّ الْحَمِيدُ )
فالمراد بالنصرة نصرة دينه تعالى و نصرة النبي – صلى الله عليه و آله وسلم – و الأئمة الأطهار – عليهم السلام – و الأولياء الأبرار ، عن أمير المؤمنين " عليه السلام" ( إن الله تبارك و تعالى اطّلع إلى الأرض فإختارنا و إختار لنا شيعة ينصروننا و يفرحون لفرحنا و يحزنون لحزننا و يبذلون أموالهم و أنفسهم فينا أولئك منا إلينا )
ونصرتهم "عليهم السلام" تتفاوت بحسب الزمان و المكان ، ففي زمان الغيبة قد تكون باللسان :
- وذلك بالدعاء للإمام المهدي بتعجيل فرجه الشريف .
- محاورة أعداء الأئمة "عليهم السلام" : وهذا يتطلب إتقاناً للمعارف و معرفة لأساليب الجدال ، يقول الإمام الصادق "عليهم السلام" ( لوددت أن أضرب رؤوس أصحابي بالسياط حتى يتفقهوا في دينهم و يستنبطوا أصول عقائدهم كما قال تعالى : ( قُلْ هَاتُواْ بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ) ) .
يقول الإمام موسى الكاظم "عليه السلام" لمحمد بن حكيم : ( رحم الله الطيار و لقَّاه نضرة و سروراً فلقد كان شديد الخصومة عنا أهل البيت ) .
شكا بعضهم للإمام العسكري "عليهم السلام" بعض النصَّاب : يابن رسول الله إن لنا جاراً من النصَّاب يؤذينا و يحتج علينا في تفضيل الأول و الثاني و الثالث على أمير المؤمنين "عليه السلام" و يورد علينا حججاً لا ندري كيف الجواب عنها و الخروج منها .
فقال "عليه السلام" لبعض تلامذته : ( مرّ بهؤلاء إذا كانوا مجتمعين يتكلمون فتستمع إليهم فيستدعون منك الكلام فتكلّم و أفحم صاحبهم و إكسر عربه (شدته) و فلّ حدّه (إكسر شوكته) ولا تبق له باقية ) .
فذهب الرجل و حضر الموضع و حضروا و كلّم الرجل فأفحمه و صيّره لا يدري في السماء هو أو في الأرض
قالوا : و وقع علينا من الفرح و السرور مالا يعلمه إلا الله تعالى ، و على الرجل و المتعصبين له من الغم و الحزن مثل مالحقنا من السرور ، فلما رجعنا إلى الإمام "عليه السلام" قال لنا : ( إن الذين في السماوات لحقهم من الفرح و الطرب بكسر هذا العدو لله أكثر مما بحضرتكم ، و الذي كان بحضرة إبليس و مردته من الشياطين من الحزن و الغم أشد مما كان بحضرتهم و لقد صلى على هذا العبد الكاسر له ملائكة السماء و الحجب و العرش و قابلها الله تعالى بالإجابة فأكرم إيابه و أعظم ثوابه و لقد لعنت تلك الملائكة عدو الله المكسور و قابلها الله تعالى بالإجابة فشدّد حسابه و أطال عذابه ) .
إشكال :
ورد في بعض الروايات النهي عن الجدال فتوهّم البعض الحرمة و لكن إنما كان النهي من وجوه :
1- التقية .
2- لطائفة لا تحسن الكلام .
قال يونس بن يعقوب : ورد رجل من أهل الشام على الإمام الصادق "عليه السلام" لمناظرة أصحابه فقال "عليه السلام" لي : ( يايونس لو كنت تحسن الكلام كلّمته ) فقلت : يالها من حسرة . فقال "عليه السلام" ( أخرج فمن ترى من المتكلّمين فأدخله فأدخلت حمران بن أعين و الحول الطاقي و هشام بن سالم و قيس بن الماصر )
وكان المجلس منعقداً في خيمة صغيرة في طرف الحرم يستقر فيها الإمام "عليه السلام" أياماً قبل الحج فأخرج الإمام "عليه السلام" رأسه من خيمته فإذا هو ببعير يخب ، فقال "عليه السلام" : هشام ورب الكعبة .
فورد هشام بن الحكم وهو أوّل ما اختطت لحيته فوسع له الإمام "عليه السلام" قال ( ناصرنا بقلبه و لسانه و يده ) فتكلم الأصحاب وتكلم هشام فأفحموا الشامي ثم إلتفت أبو عبدالله "عليه السلام" إلى حمران فقال "عليه السلام" ( تجري الكلام على الأثر فتصيب ) و إلتفت إلى هشام بن سالم فقال "عليه السلام" ( تريد الأثر ولا تعرفه )
ثم إلتفت إلى الأحول وقال : قيّاس روّاغ ( كثير القياس ، الرواغ : مايفعله الذئب من الإحتيال ) تكسر باطلاً بباطل إلا أن باطلك أظهر ) ثم إلتفت إلى قيس الماصر فقال : ( تتكلم و أقرب ماتكون إلى الخبر عن رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم – أبعد ماتكون منه ، تمزج الحق مع الباطل و قليل الحق يكفي عن كثير الباطل ، أنت و الأحول قفازان حاذقان ) .
يقول يونس : فظننت أنه يقول لهشام قريباً مما قال لهم ، ثم قال "عليه السلام" ( ياهشام لا تكاد تقع ، تلوي رجليك إذا هممت بالأرض طرت ، مثلك فليكلّم الناس ، فاتقِّ الزلة ، و الشفاعة من ورائها إن شاء الله )
و روي عن الصادق "عليه السلام" أنه نهى رجلاً عن الكلام و أمر آخر فقال له بعض أصحابه : جعلت فداك ، نهيت فلاناً عن الكلام وأمرت هذا به ؟ فقال "عليه السلام" ( هذا أبصر بالحجج و أرفق به ) .
هذا و لم يزل الأئمة "عليهم السلام" يناظرون في دين الله سبحانه و يحتجون على المخالفين و أعداء الله من الزنادقة و الملحدين و كذلك أصحابهم و العلماء وفي طليعتهم " الشيخ المفيد- و السيد شرف الدين .
- إنشاد الشعر : عن أبي عبدالله "عليه السلام" ( من قال فينا بيتاً من الشعر بنى الله له بيتاً في الجنة ) وعنه "عليه السلام" ( ماقال فينا مؤمن شعراً يمدحنا به إلا بنى الله له مدينة في الجنة أوسع من الدنيا سبع مرات يزوره فيها كل ملك مقرب و كل نبي مرسل ) .
- لعن أعدائهم : ورد عن العسكري "عليه السلام" ( من ضعف عن نصرتنا أهل البيت و لعن في خلواته أعداءنا ، بلّغ الله صوته إلى جميع الملائكة ، فكلما لعن أحدكم أعداءنا ، بلغ الله صوته إلى جميع الملائكة ، فكلما لعن أحدكم أعداءنا صاعدته الملائكة و لعنوا من لا يلعنهم ، فإذا بلغ صوته إلى الملائكة استغفروا له و أثنوا عليه و قالوا : اللهم صل على روح عبدك هذا الذي بذل في نصرة أوليائه جهده ولو قدر على أكثر من ذلك لفعل ، فإذا النداء من قبل الله تعالى يقول : ياملائكتي إني قد أجبت دعاءكم في عبدي هذا و سمعت نداءكم و صليت على روحه مع أرواح الأبرار و جعلته من المصطفين الأخيار ) .
- نشر فضائلهم "عليهم السلام" : يقول إمامنا الصادق "عليه السلام" لِـ الفضيل بن يسار : ( أتجلسون و تتحدثون ؟ تلك المجالس أحبها ، أحيوا أمرنا رحم الله من أحيا أمرنا )
وعن الإمام الكاظم "عليه السلام" ( ليس شيء أنكى لإبليس و جنوده من زيارة الإخوان بعضهم لبعض )
قال "عليه السلام" ( وإن المؤمنين يلتقيان فيذكران الله ثم يذكران فضلنا أهل البيت فلا يبقى على وجه إبليس مضغة لحم إلا و تخدد حتى أنّ روحه تستغيث من شدة مايجد من الألم )
وعن الصادق "عليه السلام" ( تزاوروا فإن زيارتكم إحياء لقلوبكم و ذكراً لأحاديثنا و أحاديثنا تعطف بعضكم على بعض ، فإن أخذتم بها رشدتم و نجوتم ، و إن تركتموها ضللتم و هلكتم فخذوا بها و أنا بنجاتكم زعيم )
- حضور المجالس : عن مولانا الرضا "عليه السلام" ( من جلس مجلساً يُحيي فيه أمرنا لم يمت قلبه ) .
وعن مولانا الصادق "عليه السلام" ( ماإجتمع في مجلس قوم لم يذكروا الله عز وَ جل ولم يذكرونا إلا كان ذلك المجلس حسرة عليهم يوم القيامة ).
- ذكر مصائبهم "عليهم السلام" وذلك بإقامة المآتم و النوح و البكاء على الغريب المظلوم الإمام الحسين "عليه السلام" ، وسبحان الله أن هيأ الله عزوجل للإمام الحسين "عليه السلام" أن يقام له مأتم في دار عدوه يزيد بن معاوية (لعنه الله ) .
وذلك بعد أن جاءت هند زوجة يزيد بنات الرسالة إلى دارها وهذه هند كانت قد عاشت في بيت أمير المؤمنين "عليه السلام" وخدمت العقيلة زينب ، وبعد ذلك أخذها عمُّ لها و رجع بها إلى الشام وكانت موصوفة بالآداب و الأخلاق ، فتزوج منها يزيد ، وهذه المرأة مثلها مثل آسية في بيت فرعون موالية لأهل البيت "عليهم السلام" ولكن لا تدري أن السبايا هم أهل البيت .
فرغبت أن تزور السبايا لتتفرج عليهن فشق لها يزيد طريقاً خاصاً و خرجت هند ومعها حَفَدتها و نساء قومها و أخرى تحمل لها كرسياً لأن الخبر وصل إليها أن السبايا لا يملكون فراشاً يجلسون عليه ، و لما أقبلت هند بموكبها هذا و رأتها زينب إلتفتت إلى الأطفال و قالت : تكتَّموا و تنكروا إن التي كانت تخدمنا أقبلت تتفرج علينا .
أقبلت هند و وضع لها كرسيها ، جلست عليه و أخذت تطيل النظر إلى العائلة بينما هي تنظر و إذا بها أجهشت بالبكاء ثم إلتفتت إلى زينب وماكانت تعرف أن هذة زينب ، ومن أين تعرفها ؟ وما ظنت أن الزمان يضربها هذه الضربة ، تقدمت إليها بعبرة قالت لها : أخيّه إدني مني ، أقبلت زينب و معها الأطفال يريدون أن يعرفوا ماذا تريد زوجة يزيد ، ، قالت لها : أخيه أنا جئت لأتفرج و الآن تغيّر الحال لما رأيتكم ، كسرتم خاطري ، و قطعتم قلبي و بكيت لكم رحمة بكم ، من أي السبايا أنتم ؟ قالت لها زينب "عليها السلام" نحن سبايا من المدينة ، قالت : المدائن كثيرة ، من أي مدينة ؟ قالت زينب : من مدينة رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم .
لما سمعت هند ذلك قامت على قدميها وضعت يديها على رأسها قالت : السلام عليك يارسول الله ثم جلست على الأرض ، قالت لها زينب "عليها السلام" ولما تركت مكانك وجلست على الأرض ؟ قالت : تكريماً لكم لأنكم من مدينة رسول الله – صلى الله عليه و آله وسلم - ، لكن ياصالحه لي بهذه المدينة أهل و دار أسألك عنهم ، قالت : ومن هم ؟ قالت : هي دار سيدي و مولاي أمير المؤمنين "عليه السلام" و أسألكِ عن سيدي أبي عبدالله ، و أسألك عن مولاي أبا الفضل العباس ، ، و أسألك عن سيدتي العقيلة زينب "عليها السلام" ، و أسألكِ عن رباب و أم كلثوم و عن سكينة أخذت تسأل عن الجميع ، وكلما تسأل يضج الأطفال بالبكاء و العويل ، عائلة الحُسين "عليه السلام" لما سمعوا هذة الأسئلة قاموا يمشون ، قالت لها زينب : ياهند لقد آذيتينا ، ياهند تسألين عن دار علي فقد خلفناها تنعى أهلها .
تسألين عن الحسين رأسه بين يدي يزيد ، تسألين عن قمر العشيرة تركناه على شاطئ العلقمي بلا كفين ، تسألين عن إم كلثوم هذه الجالسة بجانبك ، تسألين عن رباب هذه رباب ، تسألين عن سكينة تلك سكينة الجالسة و رأسها بين ركبتيها ، بعد عن من تسألين ؟ تسألين عن زينب ؟ آهـ . . . أنا زينب .
لما سمعت ذلك هند شقت جيبها ثم تناولت حجراً و ضربت به رأسها فسال الدم على وجهها و مقنعتها و غشي عليها ، فلما أفاقت خرجت صارخة : وا إماماه . . . وا حُسيناه ، صاح الناس : أجننتِ يا أميرة ؟ قالت : سوّد الله وجوهكم أهل الشام ، أتفرحون وهذا رأس الحسين عند يزيد .
ثم قامت هند و حسرت رأسها و شقّت الثياب و هتكت الستر و خرجت حافية إلى يزيد وهو في مجلس عام ، و قالت : يا يزيد أنت أمرت برأس الحسين "عليه السلام" يُشال على الرمح عند باب الدار ؟ رأس ابن فاطمة بنت رسول الله مصلوب على فناء داري ؟ ؟ فلما رأى زوجته على تلك الحالة وثب إليها فغطّاها وقال : نعم فأعولي يا هند و إبكي علي إبن بنت رسول الله و صريخة قريش فقد عجّل عليه ابن زياد ( لعنه الله ) فقتله قتله الله .
فلما رأت هند أن يزيد غطّاها قالت له : ويلك يا يزيد أخذتك الحميّة عليّ ، فلم لم تأخذك الحميّة على بنات فاطمة الزهراء "عليها السلام" أهتكت ستورهن و أبديت وجوههنّ و أنزلتهنّ في دار خربة والله لا أدخل حرمك حتى أدخلهن معي ، وهكذا نقلت هند السبايا إلى دارها و نشرت السواد في بيتها .
ودخلن نساء بني أمية وقد لبسن السواد ومن اللواتي دخلن إلى ذلك المجلس عاتكة بنت يزيد ، جاءت تسأل عن سكينة و إذا بسكينة حزينة كئيبة ، فقالت لها عاتكة : أنت سكينة ؟ أنت عزيزة الحُسين "عليه السلام" ؟ قالت : نعم ، قالت : فما لي أراكِ مطأطئة الرأس باكية العين حزينة ، لماذا ؟ قالت : يا عاتكة من أرفع رأسي بعد والدي .
إلـهيَّ بحق الحسين و أخيه وَ جده و أبيَه وَ أمُه وَ بنيَه وَ شيعتَه وَ مواليَه وَ قبرَه وَ سآكنيَه وَ زوارَه وَ مجاوريَه خلصني مِنَ الغم الذيَّ أنا فيَه
ياقاضي الحاجات يا سميع الدعوات يا منزل البركات يادافع البليات برحمتك يا أرحم الراحمين
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهُم كُنْ لِوليُّك الحُجةِ ابن الحسن صلَواتُك عليهِ وعلى ابائِه في هذه الساعة وفي كلِ ساعة ولياً وحافِظْا وقائِداً وناصراً ودليلاً وعَيّنا حتى تُسكِنَهُ ارضَك طوعا وتُمتِعهُ فيها طويلاً برحمتِك يا ارحمْ الراحِمين
وَ صَلىْ الله عَلىْ مُحَمِدَ وَ آلِ مُحَمِدَ آلطَيبيِنَ آلطآهرِينَ
مِنَ قلِبَ اْلَخِـيَـمْ آلَفاَطِمّيَة اْلَحُسـينيَة مُشرفة أحَلىْ روضَة بآلعَآلِمْ / آلنُورَ آلحُسينيَّ
نسألكُم الدعَآءَ
