اللهمّ عرّفني نفسك، فإنّك إنْ لم تعرّفني نفسَك لمْ أعرف نبيّك، اللهمّ عرّفني رسولك، فإنّك إنْ لم تعرّفني رسولك لم أعرفْ حجّتك، اللهمّ عرّفني حجّتك، فإنّك إنْ لم تعرّفني حجّتك ضلَلتُ عن ديني

جمال العفو في المثال النبويّ

"ما أوذي نبي مثلما أوذيت "

المشرفون: الفردوس المحمدي،تسبيحة الزهراء

صورة العضو الرمزية
دماء الزهراء
فـاطـمـيـة
مشاركات: 43141
اشترك في: الخميس يناير 07, 2010 9:08 pm

جمال العفو في المثال النبويّ

مشاركة بواسطة دماء الزهراء »

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

صورة

منذ بدأ الرسول الهادي محمد (ص) مهمّة الدّعوة إلى الله سبحانه، ونشر عقيدة التوحيد والتبشير بمبادئ الإسلام عمل على إلغاء الطبقيّة، ومكافحة الظلم والاستغلال، والمناداة بالعدالة والمساواة في المجتمع الانساني. لذا حشدت قوى الطاغوت والاستبداد كلّ إمكاناتها لمحاربة دعوة الإسلام إلى هذه المبادئ، والوقوف بوجه تلك الثورة التي حملها الإسلام على التخلّف والظلام.

فقد حورب الرسول(ص) بكلّ أساليب الحرب والمواجهة، من التكذيب والاتهام والحصار، والتخطيط لقتله وإخراجه من بلده، إلى الحملة الظالمة من التعذيب والإرهاب والحرب النفسية عليه وعلى أصحابه رضوان الله عليهم، حتى استشهد بعضهم تحت وطأة التعذيب، أمثال ياسر وسميّة، ثمّ كانت حملات الحرب العدوانية عليه وهو في المدينة المنوّرة، حيث تحالفت قريشٌ مع المنافقين واليهود ضدّ الدّعوة ونبيّها العظيم.

لكنّ الدعوة النبويّة سارت في ريادتها، تهدم أبنية الجاهليّة والظلام، وتُخاطب العقول النيِّرة، والمشاعر الإنسانية المتفتّحة على حبّ الخير وإصلاح الإنسان، فأقبل النّاس على تلك الدعوة، وحدث التغيير العقائدي والنّفسي والحضاري الكبير.

وأمام هذا التراكم من الأحقاد ومعاداة الرسول(ص) وأصحابه ودعوته. كان القرآن يُنادي بالعفو والمغفرة ومقابلة الإساءة بالإحسان، ويطلب من الرسول(ص) أن يصبر، ويدفع بالتي هي أحسن، وأن يعفو ويصفح الصفح الجميل. فكان الرسول(ص) المثال الكامل في تطبيق تلك المبادئ والقيم الأخلاقيّة والسياسيّة الرشيدة، وكان أسلوبه الأسلوب الأمثل في حمل الدعوة وتبليغها والمخاطبة بها. نلتقط من مواقف الرسول(ص) وسيرته العملية بعضاً من تلك الأمثلة الرائدة في عالم السياسة والحرب والأخلاق والدعوة .

ففي السنة الثالثة من الهجرة أغار جيش المشركين على المدينة المنوّرة، ووقعت معركة أُحُد. وفي تلك المعركة قُتل أسد الله وأسد رسوله، عمّ الرّسول(ص) حمزة بن عبدالمطلب. قتله غلامٌ لجبير بن مطعم، إسمه وحشيّ. طعنه بحربة غدراً، فجاءت هند زوجة أبي سفيان، ومعها جمعٌ من نساء قريشٍ إلى ساحة المعركة، فمثّلن بقتلى المسلمين، يقطّعن آذانهم وأنوفهم ويمثّلن بهم، تشفياً وحقداً على أولئك القتلى الشهداء، الذين دافعوا عن الحق، وجاهدوا لإنقاذ الإنسان من الظلم وعبوديّة الطاغوت. وقد بلغ الحقد والتشفي بهندٍ أن تصنع من آذان القتلى وأنوفهم قلادةً وخلخالاً لها.

قال ابن إسحاق يصف ذلك المنظر السادي البشع:«ووقعت هند بنت عتبة، كما حدّثني صالح بن كيسان، والنسوة اللاّتي معها يمثلن بالقتلى من أصحاب رسول الله(ص) يجدعن الآذان والأنُف، حتى اتخذت هند آذان الرجال وأنُفهم خدماً وقلائد، وأعطت خدمها وقلائدها وقرطتها وحشياً، غلام جبير بن مطعم، وبقرت عن كبد حمزة، فلاكتها، فلم تستطع أن تسيغها فلفظتها..».

وانجلت المعركة، وانسحب الجيشان، وراح المسلمون يتفقدون القتلى، فوقف رسول الله(ص) على أجساد الشهداء(رضي الله عنهم)، ورأى بعينه ما فعل المشركون بهم، وشاهد المُثلة في جسد عمّه حمزة. فتوعّد المشركين هو وأصحابه بإنزال العقوبة، والتنكيل بهؤلاء المجرمين إن ظفروا بهم.. فأنزل الله سبحانه الآية الكريمة، تدعو إلى العقاب بالمثل، وتُطالب بما هو أسمى، بالعفو، فأنزل الله سبحانه في ذلك:" وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ولئن صبرتم لهو خير للصابرين * واصبر وما صبرك إلاّ بالله ولا تحزن عليهم ولا تكُ في ضيقٍ ممّا يمكرون" (النحل/126 ، 127). فعفا رسول الله (ص) ونهى عن المُثلة».

ونقل كتّاب السِّيَر قول رسول الله (ص) بعد نزول هذه الآية:(أصبر، أصبر).

وتوالى الصراع بين الفريقين، وحقّق الله النّصر لمحمدٍ(ص) يوم فتح مكة، بعد خمس سنوات تقريباً من تلك الحوادث المفجعة فعفا رسول الله(ص) عن أولئك المجرمين القتلة، وشملهم بعفوه، وقال كلمته المشهورة:«يا معشر قريش ما ترون أنِّي فاعلٌ فيكم؟ قالوا خيراً، أخٌ كريمٌ، وابن أخٍ كريمٍ، قال: اذهبوا فأنتم الطلقاء».

العفو عن اليهودية

ومنذ قدم رسول الله (ص) المدينة المنورة قام بكتابة عهد موادعة وسلام بينه وبين اليهود، وكانوا يشكّلون جزءاً من سكّان المدينة. غير أنّ اليهود لم يلتزموا بذلك العهد، بل راحوا يتآمرون على النبيّ(ص) ويتحالفون مع خصومه من المشركين والمنافقين على حربه وقتاله، ويُثيرون الفتن والأراجيف والإشاعات الكاذبة في المدينة، وخطّطوا لقتل الرّسول(ص) فأنجاه الله سبحانه. ومن تلك المحاولات محاولة اليهودية التي دّست للرّسول سمّاً في شاةٍ مشويّةٍ فأخبره الوحي بخبرها، وانكشف أمر اليهودية.

روى الإمام محمد بن علي الباقر(عليه السلام) فقال:«إنّ رسول الله(ص) أُتي باليهودية التي سمَّت الشّاة للنبي(ص)، فقال لها:ما حملك على ما صنعت؟ فقالت: قلت إن كان نبيّاً لم يضرّه، وإن كان ملكاً أرحت النّاس منه، قال: فعفا رسول الله عنها».

وذكر ابن الأثير تلك الحادثة بروايته الآتية:«ولمّا استقرّ رسول الله(ص) أهدت له زينب بنت الحارث إمرأة سلام بن مشكم شاةً مصليّة مسمومةً، فوضعتها بين يديه، فأخذ رسول الله (ص) منها مضغةً، فلم يسغها، ومعه بشر بن البراء بن معرور، فأكل بشر منها، وقال رسول الله (ص): إنّ هذه الشّاة تُخبرني أنّها مسمومةٌ، ثمّ دعا المرأة فاعترفت، فقال:ما حملك على ذلك؟ قالت:بلغتَ من قومي ما لم يخفَ عليك، فقلت:إن كان نبيّاً فسيُخبَر، وإن كان ملكاً استرحنا منه، فتجاوز عنها...».

ذلك رسول الله(ص) في عفوه وسعة رحمته بخصومه وأعدائه، فهو المنهج الأخلاقيّ الفريد في عالم السياسة والصراع. وتلك قيم الاسلام وأهدافه يجسّدها الرسول(ص) سلوكاً وسياسة عمليّة. فهدف دين الله هو الهداية والإصلاح ونشر المحبّة والسلام في الأرض، لذا فإنّ الحرب في مفهومه ليست أداةً للانتقام، بل هي وسيلة لإحقاق الحقّ وإرغام الطاغوت على التراجع عن سياسته الشريرة، وإصراره على الباطل.




::::: موقع سماحة اية الله الفقية السيد حسين الصدر :::::


اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
يقول الإمام الصادق(ع)"العامل بالظّلم والرَّاضي به والمعين له شركاء ثلاثتهم"
صورة العضو الرمزية
قلب أبيض
فـاطـمـيـة
مشاركات: 5841
اشترك في: الأربعاء ديسمبر 29, 2010 10:45 pm

Re: جمال العفو في المثال النبويّ

مشاركة بواسطة قلب أبيض »

صورة
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
بارك الله فيكِ على الطرح النوراني
جزاك الله كل خير

................
اَللّـهُمَّ اِنّي كُلَّما قُلْتُ قَدْ تَهَيَّأتُ وَ تَعَبَّأتُ وَ قُمْتُ لِلصَّلاةِ بَيْنَ يَدَيْكَ وَ ناجَيْتُكَ اَلْقَيْتَ عَلَيَّ نُعاساً اِذا اَنَا صَلَّيْتُ ، وَسَلَبْتَني مُناجاتِكَ اِذا اَنَا ناجَيْتُ ، مالي كُلَّما قُلْتُ قَدْ صَلَحَتْ سَريرَتي ، وَ قَرُبَ مِنْ مَجالِسِ التَّوّابينَ مَجْلِسي ، عَرَضَتْ لي بَلِيَّةٌ اَزالَتْ قَدَمي ، وَ حالَتْ بَيْني وَ بَيْنَ خِدْمَتِكَ سَيِّدي لَعَلَّكَ عَنْ بابِكَ طَرَدْتَني ، وَ عَنْ خِدْمَتِكَ نَحَّيْتَني اَوْ لَعَلَّكَ رَاَيْتَني مُسْتَخِفّاً بِحَقِّكَ فَاَقْصَيْتَني ، اَوْ لَعَلَّكَ رَاَيْتَني مُعْرِضاً عَنْكَ فَقَلَيْتَني
الهي اَرْجِعْنى اِلَيْكَ

صورة العضو الرمزية
أنوار فاطمة الزهراء
المدير الإداري
مشاركات: 49875
اشترك في: الثلاثاء سبتمبر 23, 2008 1:36 pm
الجنس: فاطمية

Re: جمال العفو في المثال النبويّ

مشاركة بواسطة أنوار فاطمة الزهراء »

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وعَجِّلْ فَرَجَهُمْ
بارك الله فيك أختي
موفقة لكل خير
يقينا كله خير
صورة العضو الرمزية
نسيم الحوراء
فـاطـمـيـة
مشاركات: 10284
اشترك في: الجمعة يونيو 05, 2009 12:09 am

Re: جمال العفو في المثال النبويّ

مشاركة بواسطة نسيم الحوراء »

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله كل خير على هذا الطرح الرائع
وبارك الله بكم وجعله الله في ميزان حسناتكم
اتَّقُوا ظُنُونَ الْمُؤْمِنِينَ، فَإِنَّ اللهَ تَعَالَى جَعَلَ الْحَقَّ عَلَى أَلْسِنَتِهِمْ.
صورة العضو الرمزية
يالثارات الزهراء
مـشـرفـة
مشاركات: 13029
اشترك في: السبت يناير 31, 2009 12:36 am

Re: جمال العفو في المثال النبويّ

مشاركة بواسطة يالثارات الزهراء »

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
احسنت وجزاك الله خير لهذا الطرح المبارك القيم
قضى الله حوائجكم ورزقكم السلامة في الدنيا والآخرة
قال النبي صلى الله عليه وآله:
من أحب فاطمة ابنتي فهو في الجنة معي ومن ابغضها فهو في النار
صورة العضو الرمزية
خادمة ام البنين
فـاطـمـيـة
مشاركات: 13645
اشترك في: الأربعاء أكتوبر 29, 2008 2:15 am

Re: جمال العفو في المثال النبويّ

مشاركة بواسطة خادمة ام البنين »

اللهم عجل لوليك الفرج
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ابا صالح التماس دعا
احسنتم على الطرح الاكثر من رائع
قضى الله جميع حوائجكم
فى الدنيا والاخرة
قل للمغيّب تحت أطباق الثرى * إن كنت تسمع صرختي وندائيا
صورة العضو الرمزية
عشقِي الأبدي هو الله
عضو موقوف
مشاركات: 49213
اشترك في: السبت أكتوبر 04, 2008 5:03 pm
مكان: في قلب منتداي الحبيب

Re: جمال العفو في المثال النبويّ

مشاركة بواسطة عشقِي الأبدي هو الله »

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين

مشكورة اختي الكريمة على الطرح
رحم الله والديكِ

وصلّي‌ الله‌ على محمّد وآله‌ الطاهرين‌
ولعنة‌ الله‌ على أعدائهم‌ أجمعين‌ من‌ الان‌ إلى قيام‌ يوم‌ الدين‌
( حسبي الله ونعم الوكيل )
صورة العضو الرمزية
وأنا..بحب علي متيمة!
فـاطـمـيـة
مشاركات: 7959
اشترك في: الثلاثاء يونيو 14, 2011 4:11 pm
مكان: روحي في كربلاء

Re: جمال العفو في المثال النبويّ

مشاركة بواسطة وأنا..بحب علي متيمة! »

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
يارب الحسين اشف صدر الحسين بظهور الحجة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وفقكم الله تعالى
طرح موفق ،، في ميزان حسناتكم ان شاء الله تعالى
اللهم لاتهلكني غماً حتى تستجيب لي وتعرفني الإجابة في دعائي
صورة العضو الرمزية
دماء الزهراء
فـاطـمـيـة
مشاركات: 43141
اشترك في: الخميس يناير 07, 2010 9:08 pm

Re: جمال العفو في المثال النبويّ

مشاركة بواسطة دماء الزهراء »

بِسْم الْلَّه الْرَّحْمَن الْرَّحِيْم
الْلَّهُم صَل عَلَى مُحَمَّد وَآَل مُحَمَّد الْطَّيِّبِين الْطَّاهِرِيْن
الْسَّلام عَلَيْكُم وَرَحْمَة الْلَّه وَبَرَكَاتُه


مُشَكَوْرَيْن عَلَى الْطَلَّة الْبَهِيَّة
جَزَاكُم الْلَّه خَيْرَا

دَعَوَاتِي لَكُم بِالتَّوْفِيْق وَقَضَاء الْحَوَائِج عَاجِلَا كَلَمْح البَصرِبِحق مُصِيَبَة ابِي عَبْدِاللّه الْحُسَيْن عَلَيْه الْسَّلام


نَسْالُكُم خَالِص الْدُّعَاء


الْلَّهُم صَل عَلَى مُحَمَّد وَآَل مُحَمَّد الْطَّيِّبِين الْطَّاهِرِيْن
يقول الإمام الصادق(ع)"العامل بالظّلم والرَّاضي به والمعين له شركاء ثلاثتهم"

العودة إلى ”روضة النبي المختار "ص" وال بيته الاطهار "ع"“