بشائرُ الأنبياء السابقين بنبيّنا صلّى الله عليه وآله(1) في مقدّمة رسالته العمليّة كتب المرجع الديني الشيخ الوحيد الخراساني: لقد بشّرت الكتب السماوية والأنبياء السابقون عليهم السلام بنبيّنا محمّدٍ صلّى الله عليه وآله، ومع أنّ أتباعهم حرَّفوا كُتبَهم لكي لا يبقى أثرٌ لتلك البشارة، لكنّ المتأمِّل في ما بقي منها تنكشفُ له الحقيقة. ونكتفي منها بنموذجين:
الأول: جاء في التوراة -سِفر التثنية- الإصحاح 33: «وهذه هي البركة التي بارك بها موسى رجل الله بني إسرائيل قبل موته فقال: جاء الربّ من سيناء، وأشرق لهم من سعير، وتلألأ من جبل فاران، وأتى من ربوات القدس، وعن يمينه نار شريعة لهم». و«سيناء» محل نزول الوحي على نبيّ الله موسى، و«سعير» محلُّ بعثة نبيّ الله عيسى، و«فاران» الذي يتلألأُ بنور الله تعالى، هي جبال مكّة المكرّمة التي تلألأت بنور نبوّة محمّد صلّى الله عليه وآله.
* وفي سفر التكوين، الإصحاح 21، عن إسماعيل وأمّه هاجر: «وكان الله مع الغلام فكبر. وسكن في البريّة وكان ينمو رامي قوس. وسكن في بريّة فاران. وأخذت له أمّه زوجةً من أرض مصر». ففاران هي مكّة التي سكنها إسماعيل وأبناؤه، ومَن تلألأَ من جبل فاران وعن يمينه نارُ شريعةٍ لهم، هو السّراج المنير الذي أرسله الله من جبل حراء ليُضيئ سماء العالم بنور هداية القرآن، ويحرق الكفر والنفاق بنار غضب القهّار ﴿يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين..﴾ التوبة:73؛ التحريم:9.
* وفي التوراة -سفر حيقوق النبيّ- الإصحاح الثالث: «الله جاء من تيمان، والقدّوس من جبل فاران. سلاه. جلاله غطّى السماوات. والأرضُ امتلأت من تسبيحه. وكان لمعانٌ كالنّور. له من يده شعاع. وهناك استتار قدرته».
فبظهوره صلّى الله عليه وآله حدث ذلك الدويُّ في العالم من جبال مكّة بصوت: «سبحان الله، والحمدُ لله، ولا إله إلّا الله، والله أكبر»، وانتشر في العالم ترديدُ المسلمين في صلواتِهم: «سبحان ربّيَ العظيمِ وبحمدِه» و«سبحان ربّيَ الأعلى وبحمدِه».
الثاني: جاء في إنجيل يوحنّا، الإصحاح الرابع عشر: «إن كنتم تحبونني فاحفظوا وصاياي. وأنا أطلب من الأب فيُعطيكم مُعَزِّيَاً آخر ليمكُثَ معكم إلى الأبد».
وفي الإصحاح الخامس عشر: «ومتى جاء المُعَزِّي الذي سأرسله أنا إليكم من الأب روح الحقّ الذي من عند الأب ينبثق، فهو يشهد لي».
وقد ورد في النسخة الأصليّة اسم النبيّ الذي وعدهم عيسى بأنّ ربّه سوف يرسله «بارقليطا» أو «بركليتوس» وترجمتُها المحمود والأحمد، ولكن المترجمين غيَّروها إلى «المعزّي»! وهذه الحقيقة ظهرت في (إنجيل برنابا)، فقد جاء في الفصل الثاني عشر بعد المائة: «فاعلم يا برنابا أنّه لأجل هذا يجب التحفّظ، وسيبيعُني أحدُ تلاميذي بثلاثين قطعةٍ من نقود وعليه فإنّي على يقينٍ من أنَّ من يبيعُني يُقتَل باسمي لأنّ الله سيُصعِدُني من الأرض، وسيغيّر منظر الخائن حتّى يظنُّه كلُّ أحدٍ إيّاي ومع ذلك فإنّه لمّا يموت شرَّ ميتة، أمكثُ في ذلك العار زمناً طويلاً في العالم ولكنْ متى جاء محمَّدٌ رسولُ الله المقدّس تُزالُ عنّي هذه الوصمة».
* وقد جاءت البشارة بعنوان «محمّد رسول الله» في فصولٍ من هذا الإنجيل. منها: ما جاء في الفصل التاسع والثلاثين: «فلمّا انتصب آدم على قدَميه رأى في الهواء كتابةً تتألّق كالشّمس نصُّها لا إلهَ إلّا الله، ومحمّدٌ رسول الله ففتح حينئذٍ آدمُ فاه وقال: أشكرُك أيّها الرّب إلهي، لأنّك تفضَّلتَ فخلقتني ولكن أضْرعُ إليك أن تُنبئَني ما معنى هذه الكلمات: محمّدٌ رسولُ الله فأجابَ اللهُ: مرحباً بك يا عبدي آدم وإنّي أقول لك إنَّك أوّلُ إنسانٍ خلقت».
* ومنها: ما جاء في الفصل الواحد والأربعين: «لمّا التفتَ آدم رأى مكتوباً فوق الباب: لا إله إلّا الله، محمّدٌ رسولُ الله».
* ومنها: ما جاء في الفصل السادس والتسعين: «حينئذٍ يرحمُ اللهُ ويُرسِلُ رسولَه الذي خلقَ كلَّ الأشياء لأجلِه الذي سيأتي من الجنود بقوَّة، وسيبيد الأصنام وَعَبَدَةَ الأصنام وسينتزع من الشيطان سلطتَه على البشر وسيأتي برحمة الله لخلاص الذين يُؤمنون به وسيكون مَن يؤمنُ بكلامه مباركاً».
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وعَجِّلْ فَرَجَهُمْ
يا غياث المستغيثين أغثني بحرمة الغريب الإمام محمد الجواد
جزاكم الله خيرا أخواتي على المرور
لاعدمنا هذه الدعوات الله يقضي حوائجكم جميعا
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله كل خير على هذا الطرح الرائع
حفظكم الله تعالى من شر الجن والانس مع شيعة محمد وال محمد