بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل بيته الطيبين الطاهرين
ليس دور الرسول (صل الله عليه وآله وسلم) هو مجرّد نقل رسالة الله عزّ وجلّ إلى الناس ليكون أشبه بساعي بريد ينقل رسالةً من دون أن تكون هناك حركة متبادلة في التأثير بين الرسول (صل الله عليه وآله وسلم) والرسالة في حركة الدعوة، وهذا ما نستوحيه من خلال قوله تعالى: {هو الّذي بعَثَ في الأميِّين رسولاً منهُم يتلُو عليهِم آياتِه ويُزكِّيهم ويُعلِّمُهُم الكتابَ والحِكْمةَ وإن كانُوا من قبلُ لَفي ضلالٍ مبين} [الجمعة:2] ، حيث نفهم أن دور الرسول(صل الله عليه وآله وسلم) هو تحريك المفاهيم الإسلامية في عملية تغيير الواقع الداخلي للنفسية العامة للأمة، وهذا ما توحي به كلمة "التزكية"، وبالإضافة إلى ذلك، فإن له دور تعليم الأمة خطّ النظرية الإسلامية، على صعيد المنهج والمضمون، وخط التطبيق العملي للنظرية على أرض الواقع، ما يجعل العلم منفتحاً على حركة الواقع في حياة الإنسان، ويجعل الواقع منفتحاً على الكتاب، من خلال المفاهيم القرآنية التي تدخل الروح في المضمون المادي فيتروّح، وتدخل الحس في المضمون الروحي فلا يعيش في عالم التجريد بعيداً عن الواقع وعالم الحس.
ومن هنا، نحن نفهم أن شخصية النبي (صل الله عليه وآله وسلم) لا تنطلق على أساس تمثيل الرسالة في الكلمة فقط ، بل إن الرسول (صل الله عليه وآله وسلم) يجسّد رسالته في الموقف والواقع العملي، فيرى الناس صورة القيمة الإسلامية في الواقع كما يسمعونها في الكلمة...
ولذلك، فقد كان رسول الله(ص) إسلاماً يتحرك على الأرض، فيفهم المسلمون الدعوة في سلوكه بعد أن يسمعوها في قوله، ما يوحي لهم بأنها ليست فكراً مثالياً يعيش في عالم المثال وفي آفاق الخيال ، بل هي فكر متجسّد في الواقع العملي من خلال شخصية الداعية.
ومن هنا نجد أن القرآن الكريم قدّم لنا الرسول (صل الله عليه وآله وسلم) على أنه القدوة، فقال تعالى: {لقد كانَ لكُم في رسولِ الله أسوةٌ حسنةٌ لِمَن كانَ يرجُو الله واليومَ الآخِر وذَكَرَ الله كثيراً} [الأحزاب:21]، حيث كان يشدّهم هذا الخطاب إلى صورة النبي(ص) التي تمثل النموذج الأعلى للإنسان الرسالي المسلم، ليتحركوا على أساسها.
ونحن نعرف أنّ الإسلام لم ينطلق ويتحرك من خلال كلمات الرسالة في ما بلّغه رسول الله(ص) للناس فقط، بل ومن خلال التجسيد العملي للرسالة في أرض الواقع فيما كان يمثله رسول الله(ص)... فانطلق الإسلام من خلال عقله وقلبه وأسلوبه ونهجه وأخلاقه ودعوته، وقد شكّل الرسول الأكرم(ص) بذلك العنصر المكمّل للقرآن الكريم، لأنّ رسول الله(ص) كان هو القرآن الناطق، القرآن المتحرك في الواقع، حيث كان المسلمون عندما تنـزل الآية من القرآن يجدون تجسيد الآية عملياً في النبي(ص).
ولذلك نقول: لو أنّ الله سبحانه وتعالى أنزل الكتاب إلى الناس من دون أن يكون هناك شخصٌ يجسّد مضمون هذا الكتاب، لما استطاع أن يجتذب أحداً، لأن الناس كما يحتاجون إلى الكتاب الصامت، فإنّهم يحتاجون إلى الكتاب الناطق العملي المتحرّك، وهذا هو معنى الأسوة الذي كان يمثله النبي(ص).
اللهم صل على محمد وآل بيته الطيبين الطاهرين
ـــــــــــــــــ سمـاحة السيد العلامة محمد حسين فضل الله
من كتاب نظرة إسلامية حول الغدير
بسم رب الزهراء عليها السلام
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام على بديعة الوصف والمنظرالسلام على من نرتجيها ليوم الفزع الأكبر
حبيبتي خادمة مولاتي الزهراء آسال الله آن يوفقك لكل خير
دمتم بحب ورعاية الزهراء
اللهم أدخلني في كل خير أدخلت فيه محمدا وآل محمد
وأخرجني من كل سوء أخرجت منه محمدا وآل محمد
اللهمصلعلىمحمدوآلمحمدالطيبينالطاهرينوعجلفرجوليهمياكريم,,
أختي الكريمة
أحسنتِ ، بارك الله فيكِ على الطرح الطيب المبارك
في ميزان حسناتكِ إن شاء الله تعالى . اللهـمصـلعلـىمحمـدوآلمحمـد