اللهمّ عرّفني نفسك، فإنّك إنْ لم تعرّفني نفسَك لمْ أعرف نبيّك، اللهمّ عرّفني رسولك، فإنّك إنْ لم تعرّفني رسولك لم أعرفْ حجّتك، اللهمّ عرّفني حجّتك، فإنّك إنْ لم تعرّفني حجّتك ضلَلتُ عن ديني

الامام علي (ع) وأسئلة الجاثليق في زمن أبو بكر..

"ما أوذي نبي مثلما أوذيت "

المشرفون: الفردوس المحمدي،تسبيحة الزهراء

صورة العضو الرمزية
خادمة ام البنين
فـاطـمـيـة
مشاركات: 13645
اشترك في: الأربعاء أكتوبر 29, 2008 2:15 am

الامام علي (ع) وأسئلة الجاثليق في زمن أبو بكر..

مشاركة بواسطة خادمة ام البنين »

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ابا صالح التماس دعا
وَأَعِنّا عَلى تَأدِيَةِ حُقُوقِهِ إِلَيْهِ وَالاجْتِهادِ فِي طاعَتِهِ وَاجتِنابِ مَعْصِيَتِهِ، وَامنُنْ عَلَيْنا بِرِضاهُ وَهَبْ لَنا رَأفَتَهُ وَرَحْمَتَهُ وَدَعائَهُ وَخَيْرَهُ مانَنالُ بِهِ سَعَةً مِنْ رَحْمَتِكَ وَفَوْزاً عِنْدَكَ


يا لثارات الحسين
ابا صالح التماس دعا


عن سلمان الفارسي «رحمة الله عليه» قال:

لما قبض النبي «صلى الله عليه وآله»، وتقلد أبو بكر الأمر قدم المدينة جماعة من النصارى، يتقدمهم جاثليق لهم، له سمت ومعرفة بالكلام ووجوهه، وحفظ التوراة والإنجيل وما فيهما.

فقصدوا أبا بكر، فقال له الجاثليق: إنا وجدنا في الإنجيل رسولاً يخرج بعد عيسى، وقد بلغنا خروج محمد بن عبد الله، يذكر أنه ذلك الرسول، ففزعنا إلى ملكنا، فجمع وجوه قومنا، وأنفذنا في التماس الحق فيما اتصل بنا، وقد فاتنا نبيكم محمد.
وفيما قرأناه من كتبنا: أن الأنبياء لا يخرجون من الدنيا إلا بعد إقامة أوصياء لهم يخلفونهم في أممهم، يقتبس منهم الضياء فيما أشكل، فأنت أيها الأمير وصيه لنسألك عما نحتاج إليه؟!
فقال عمر: هذا خليفة رسول الله «صلى الله عليه وآله»، فجثا الجاثليق لركبتيه وقال له: خبرنا أيها الخليفة عن فضلكم علينا في الدين، فإنا جئنا نسأل عن ذلك.
فقال أبو بكر: نحن مؤمنون وأنتم كفار، والمؤمن خير من الكافر، والإيمان خير من الكفر.
فقال الجاثليق: هذه دعوى يحتاج إلى حجة، فخبرني أنت مؤمن عند الله أم عند نفسك؟!
فقال أبو بكر: أنا مؤمن عند نفسي، ولا علم لي بما عند الله.
فقال الجاثليق: فهل أنا كافر عندك على مثل ما أنت مؤمن؟! أم أنا كافر عند الله؟!
فقال: أنت عندي كافر، ولا علم لي بحالك عند الله.
فقال الجاثليق: فما أراك إلا شاكاً في نفسك وفي، ولست على يقين من دينك. فخبرني: ألك عند الله منزلة في الجنة بما أنت عليه من الدين تعرفها؟!
فقال: لي منزلة في الجنة أعرفها بالوعد، ولا أعلم هل أصل إليها أم لا.
فقال له: فترجو لي منزلة من الجنة؟!
قال: أجل أرجو ذلك.
فقال الجاثليق: فما أراك إلا راجياً لي، وخائفاً على نفسك، فما فضلك في العلم؟!
ثم قال له: أخبرني هل احتويت على جميع علم النبي المبعوث إليك؟!
قال: لا، ولكني أعلم منه ما قضي لي علمه.
قال: فكيف صرت خليفة للنبي وأنت لا تحيط علماً بما يحتاج إليه أمته من علمه؟! وكيف قدمك قومك على ذلك؟!
فقال له عمر: كف أيها النصراني عن هذا العتب، وإلا أبحنا دمك!
فقال الجاثليق: ما هذا عدل على من جاء مسترشداً طالباً.

قال سلمان «رحمة الله عليه»: فكأنما أُلبسنا جلباب المذلة، فنهضت حتى أتيت علياً «عليه السلام»، فأخبرته الخبر فأقبل ـ بأبي وأمي ـ حتى جلس، والنصراني يقول: دلوني على من أسأله عما أحتاج.

فقال له أمير المؤمنين «عليه السلام»: سل يا نصراني، فوالذي فلق الحبة وبرأ النسمة، لا تسألني عما مضى ولا ما يكون إلا أخبرتك به عن نبي الهدى محمد «صلى الله عليه وآله».
فقال النصراني: أسألك عما سألت عنه هذا الشيخ، خبرني أمؤمن أنت عند الله أم عند نفسك؟!
فقال أمير المؤمنين «عليه السلام»: أنا مؤمن عند الله كما أنا مؤمن في عقيدتي.
فقال الجاثليق: الله أكبر، هذا كلام وثيق بدينه، متحقق فيه بصحة يقينه، فخبرني الآن عن منزلتك في الجنة ما هي؟!
فقال «عليه السلام»: منزلتي مع النبي الأمي في الفردوس الأعلى، لا أرتاب بذلك ولا أشك في الوعد به من ربي.
قال النصراني: فبماذا عرفت الوعد لك بالمنزلة التي ذكرتها؟!
فقال أمير المؤمنين «عليه السلام»: بالكتاب المنزل، وصدق النبي المرسل.
قال: فبما علمت صدق نبيك؟!
قال: بالآيات الباهرات، والمعجزات البينات.
قال الجاثليق: هذا طريق الحجة لمن أراد الإحتجاج، خبرني عن الله تعالى أين هو اليوم؟!
فقال «عليه السلام»: يا نصراني، إن الله تعالى يجل عن الأين، ويتعالى عن المكان، كان فيما لم يزل ولا مكان، وهو اليوم على ذلك، لم يتغير من حال إلى حال.
فقال: أجل، أحسنت أيها العالم، وأوجزت في الجواب، فخبرني عن الله تعالى، أمدرك بالحواس عندك، فيسألك المسترشد في طلبه استعمال الحواس؟! أم كيف طريق المعرفة به، إن لم يكن الأمر كذلك؟!
فقال أمير المؤمنين «عليه السلام»: تعالى الملك الجبار أن يوصف بمقدار، أو تدركه الحواس، أو يقاس بالناس. والطريق إلى معرفته صنائعه الباهرة للعقول، الدالة ذوي الإعتبار بما هو منها مشهود ومعقول.
قال الجاثليق: صدقت، هذا والله هو الحق الذي قد ضل عنه التائهون في الجهالات، فخبرني الآن عما قاله نبيكم في المسيح، وأنه مخلوق، من أين أثبت له الخلق، ونفى عنه الإلهية، وأوجب فيه النقص؟! وقد عرفت ما يعتقد فيه كثير من المتدينين!!
فقال أمير المؤمنين «عليه السلام»: أثبت له الخلق بالتقدير الذي لزمه، والتصوير والتغير من حال إلى حال، والزيادة التي لم ينفك منها والنقصان، ولم أنف عنه النبوة، ولا أخرجته من العصمة، والكمال، والتأييد، وقد جاءنا عن الله تعالى: بأنه مثل آدم، خلقه من تراب، ثم قال له: كن فيكون.
فقال له الجاثليق: هذا ما لا يطعن فيه الآن، غير أن الحجاج مما يشترك فيه الحجة على الخلق والمحجوج منهم، فبم بنت أيها العالم من الرعية الناقصة عندي؟!.
قال: بما أخبرتك به من علمي بما كان وما يكون.
قال الجاثليق: فهلم شيئاً من ذكر ذلك أتحقق به دعواك.
فقال أمير المؤمنين «عليه السلام»: خرجت أيها النصراني من مستقرك، مستفزاً لمن قصدت بسؤالك له، مضمراً خلاف ما أظهرت من الطلب والإسترشاد، فأريت في منامك مقامي، وحدثت فيه بكلامي، وحذرت فيه من خلافي، وأمرت فيه باتباعي.
قال: صدقت. والله الذي بعث المسيح، وما اطلع على ما أخبرتني به إلا الله تعالى، وأنا أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله «صلى الله عليه وآله»، وأنك وصي رسول الله، وأحق الناس بمقامه.
وأسلم الذين كانوا معه كإسلامه، وقالوا: نرجع إلى صاحبنا فنخبره بما وجدنا عليه هذا الأمر، وندعوه إلى الحق.
فقال له عمر: الحمد لله الذي هداك أيها الرجل إلى الحق، وهدى من معك إليه، غير أنه يجب أن تعلم: أن علم النبوة في أهل بيت صاحبها، والأمر بعده لمن خاطبت أولاً برضى الأمة واصطلاحها عليه، وتخبر صاحبك بذلك، وتدعوه إلى طاعة الخليفة.
فقال: عرفت ما قلت أيها الرجل، وأنا على يقين من أمري فيما أسررت وأعلنت.
وانصرف الناس، وتقدم عمر أن لا يذكر ذلك المقام بعد، وتوعد على من ذكره بالعقاب، وقال: أم والله، لولا أنني أخاف أن يقول الناس: قتل مسلماً لقتلت هذا الشيخ ومن معه، فإنني أظن أنهم شياطين أرادوا الإ فساد على هذه الأمة، وإيقاع الفرقة بينها!

فقال أمير المؤمنين «صلوات الله عليه»: يا سلمان، أترى كيف يظهر الله الحجة لأوليائه، وما يزيد بذلك قومنا عنا إلا نفوراً؟!



وفقنا الله واياكم لخدمة ونصرة بقية الله الاعظم الامام الهمام المنتظر المهدي الحجة بن الحسن (ع) (عج)

نسألكم براءة الذمة والدعاء
في هذه الايام الفضيلة
الصحيح من سيرة الإمام علي - ( المرتضى من سيرة المرتضى )
سماحة آية الله المحقق السيد جعفر مرتضى العاملي
قل للمغيّب تحت أطباق الثرى * إن كنت تسمع صرختي وندائيا
صورة العضو الرمزية
أنوار فاطمة الزهراء
المدير الإداري
مشاركات: 49616
اشترك في: الثلاثاء سبتمبر 23, 2008 1:36 pm
الجنس: فاطمية

Re: الامام علي (ع) وأسئلة الجاثليق في زمن أبو بكر..

مشاركة بواسطة أنوار فاطمة الزهراء »

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وعَجِّلْ فَرَجَهُمْ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الله يعطيك العافية أختي الكريمة
دمت بحفظ الله ورعايته
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين

العودة إلى ”روضة النبي المختار "ص" وال بيته الاطهار "ع"“