اللهمّ عرّفني نفسك، فإنّك إنْ لم تعرّفني نفسَك لمْ أعرف نبيّك، اللهمّ عرّفني رسولك، فإنّك إنْ لم تعرّفني رسولك لم أعرفْ حجّتك، اللهمّ عرّفني حجّتك، فإنّك إنْ لم تعرّفني حجّتك ضلَلتُ عن ديني

المرأة مع النبي «صلى الله عليه وآله» في حياته وشريعته(6)

"ما أوذي نبي مثلما أوذيت "

المشرفون: الفردوس المحمدي،تسبيحة الزهراء

صورة العضو الرمزية
احزان الزهراء
فـاطـمـيـة
مشاركات: 7244
اشترك في: الخميس يناير 01, 2009 3:47 am

المرأة مع النبي «صلى الله عليه وآله» في حياته وشريعته(6)

مشاركة بواسطة احزان الزهراء »

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين


بهذه الكلمات البليغة الحكيمة ردت خديجة على زوجها مشجعة مصدقة، وكلها أطمئنان إلى صدق محمد بن عبد الله، ثمّ ينزل عليه الوحي ليأمره بأن ينذر وأن يبلغ ويدعو إلى رسالة السماء، وينهض رسول الله لكي ينذر وتنهض خديجة أيضاً تهب معه بكل طاقاتها وإمكانياتها المعنوية، والعاطفية، والمادية.

ومضت تواكب سيره المبارك في كل مضمار، وعندما خرج ليصلي في المسجد لأول مرة، وخرج معه إبن عمه علي بن أبي طالب (ع)، كانت خديجة ثالثتهما في الصلاة لم تقعد بها خيفة ولم يثنها عن اندفاعها الإسلامي تردد أو شك فهي تعرف محمداً كما لا يعرفه غيرها من الناس، وتثق فيه ثقة مطلقة.


وهذه إحدى نواحي الإعجاز في النبي، فإن أكثر عباقرة التاريخ كانوا يعانون الأمرَّين من تصرفات زوجاتهم، وعدم تصديقهن بعبقريتهم، فإن الإنسان الاعتيادي مهما كان عبقرياً فذاً لا يمكن له أن يخلو من نقص، ونقاط ضعف إذا فرض فأمكن له أن يخفيها عن كل أحد لا يمكن له أن يخفيها عن زوجته التي هي أقرب الناس إليه، بالنسبة إلى رسول الله وزوجته خديجة انقلبت هذه القاعدة فأصبحت الزوجة أول مصدقة ومؤيدة لأنه صلوات الله عليه كان فوق مستوي غيره من الرجال مهما كانوا عباقرة وأفذاذاً، فكلما كان الشخص قريباً منه كان أكثر حباً له، وأكثر عقيدة، وأرسخ إيماناً برسالته، ودعوته.

فقد كانت عواطفه الإنسانية عامة شاملة لكل نواحي الحياة سيان في علاقاته الداخلية، أو الخارجية. حتى أنه كان إذا لقيه أحد من أصحابه فقام معه فلم ينصرف حتى يكون الرجل هو الذي ينصرف عنه.

وإذا لقيه أحد فتناول يده ناوله إياها فلم ينزع يده منه حتى يكون الرجل هو الذي يدع يده.

وكان أشد حياء من العذراء في خدرها.

وكان أصبر الناس على أقذار الناس.

كان عطوفاً على كل ضعيف باراً بكل مسكين ما ضرب أحداً وما نهر خادماً قط.

وقد روي عن أنس أنه قال: خدمت النبي صلى الله عليه وآله وسلم عشر سنين فما قال لي أف قط، ولا قال لي لشيء صنعته لم صنعته، ولا لشيء تركته لم تركته.

وحتى زيد بن حارثة الذي خطف من أهله وهو صغير ثم اهتدى إليه أبوه واهتدى هو إلي أبيه على لهفة الشوق بعد اليأس من اللقاء، فلما خُيِّر بين الرجعة إلى أبيه وبين البقاء مع الرسول اختار البقاء مع السيِّد عن الرجعة إلى الوالد، وشق عليه أن يفارق ذلك الرصيد العامر بالعطف والحنان، والذي غمره بحبه ومواساته، إذ هو ضعيف شريد لا يرى ذويه، ولا يدري من هم ذووه.

وحتى مولاه ثوبان، والمولى في أغلب الأحوال يكون كارهاً لمولاه حاقداً عليه قالياً له نظراً لما يحسه من تقدم سيده عليه ومالكيته له، ولكن ثوبان نحل وظهر عليه الحزن في ليله ونهاره فلما سأله صلوات الله عليه عن سبب ذلك قال: قرب منيتي وخوفي من فراقك لآنك في الجنة سوف تكون في درجات الآنبياء فلا أستطيع أن أراك.

ولهذا نزلت الآية الكريمة التي تبشر المؤمنين المخلصين بصحبة الآنبياء الصالحين، «ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحَسُن أولئك رفيقاً.» النساء/69.

هذه نواحٍ تكشف عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بما هو إنسان كامل حتى في نظر زوجته ومولاه ومرافقه، هؤلاء الذين تنكشف لهم على الخصوص أخفى نواحي النقص، وأدق نقاط الضعف.

هكذا كان صلوات الله عليه في نبوته وقبلها.

هكذا كان في محيطه الضيق، وفي محيطه الواسع.

ولهذا ولكونه الرجل الكامل والإِنسان الكامل، بعثه الله بالنبوة، وحمله ثقل أقدس رسالة بعثت للناس.

وهكذا بُعث محمدً الرجل الأول والإِنسان الأول ليكون النبي الأول. وكانت خديجة من ورائه تساند وتعاضد. فما أكثر ما امتحنت وإياه، وما أكثر ما شدد عليهما الكفار وتهددت حياتهما بالخطر، وما أكثر ما رجع إليها الرسول وهو مصاب بجروح ورضوض من قبل الأعداء ولم تكن لتزيدها هذه الأحوال إلا صموداً ولم تكن لتهبها إلا قوةً وعزيمةً وثبات إرادة.

فقد نفذ نور الإِسلام إلى الأعماق من روحها وفكرها فاستنارت بنوره واهتدت بهداه ومن خصائص الإِسلام


ومميزاته بوصفه عقيدة ثورية تتسق مع الفطرة والعقل وتغمر الوجود الإنساني كله أنه إذا استقر في قلبٍ، وأي قلب كان، فتح أمامه أبواباً للتضحية والفداء. فما أكثر النساء المسلمات اللاتي قدمن الضحايا من الآباء والأبناء وهن أكثر ما يكن ثباتاً وقوة. بل وكن يستهن بالموت من أجل القضية الإسلامية أمثال أم عمار بن ياسر التي صمدت على كلمة الإسلام أمام كل الوسائل الوحشية التي أتخذت لتعذيبها والتنكيل بإبنها وزوجها، وكان رسول الله يمر عليهم وهم يعذبون فتطفر الدموع من عينيه ويبشرهم بالجنة نزلاً. وكثير غيرها من النساء المسلمات اللاتي اعتنقن الإسلام في أحرج أدواره وأشدها ولكن المجال لا يتسع لنا لذكرهنّ جميعاً ولعلنا سوف نلتفت الى هذه الناحية من حياة المرأة المسلمة في رسالة خاصة تبين مواكبة المرأة للإسلام وأثرها في الدعوة الإسلامية.


فقد كانت المرأة المسلمة تذهب الى ساحات الجهاد لتشجع إخوتها وأولادها على خوض غمار الحرب وهي معهم تطبب وتداوي وتسقي العطشى وتعين المصاب. ولا يزيدها فقد الأولاد والأخوة والأعمام إلاّ حرصاً على الإسلام وتفانياً فيه.


يتبـــــــــــــــــــــــــــــع
صورة العضو الرمزية
خادمة ام البنين
فـاطـمـيـة
مشاركات: 13645
اشترك في: الأربعاء أكتوبر 29, 2008 2:15 am

Re: المرأة مع النبي «صلى الله عليه وآله» في حياته وشريعته(6)

مشاركة بواسطة خادمة ام البنين »

اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
أختى الكريمة/
جزاك ِ الله الف خير على الطرح المحمدي المبارك الرائع
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
قل للمغيّب تحت أطباق الثرى * إن كنت تسمع صرختي وندائيا
صورة العضو الرمزية
عشقِي الأبدي هو الله
عضو موقوف
مشاركات: 49213
اشترك في: السبت أكتوبر 04, 2008 5:03 pm
مكان: في قلب منتداي الحبيب

Re: المرأة مع النبي «صلى الله عليه وآله» في حياته وشريعته(6)

مشاركة بواسطة عشقِي الأبدي هو الله »

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها


مشكورة اختي الكريمة على الطرح .. رحم الله والديكم وجزاكم الله الف خير


يا مظلومة يا زهراء
( حسبي الله ونعم الوكيل )
صورة العضو الرمزية
دماء الزهراء
فـاطـمـيـة
مشاركات: 43141
اشترك في: الخميس يناير 07, 2010 9:08 pm

Re: المرأة مع النبي «صلى الله عليه وآله» في حياته وشريعته(6)

مشاركة بواسطة دماء الزهراء »

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

صورة

صورة

دعواتي لكم بالتوفيق وقضاء الحوائج كلمح البصر
يقول الإمام الصادق(ع)"العامل بالظّلم والرَّاضي به والمعين له شركاء ثلاثتهم"
صورة العضو الرمزية
احزان الزهراء
فـاطـمـيـة
مشاركات: 7244
اشترك في: الخميس يناير 01, 2009 3:47 am

Re: المرأة مع النبي «صلى الله عليه وآله» في حياته وشريعته(6)

مشاركة بواسطة احزان الزهراء »

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد


مشكورين على المرور الطيب
نورتم صفحتي بتواجدكم
تحياتي
صورة العضو الرمزية
أنوار فاطمة الزهراء
المدير الإداري
مشاركات: 49612
اشترك في: الثلاثاء سبتمبر 23, 2008 1:36 pm
الجنس: فاطمية

Re: المرأة مع النبي «صلى الله عليه وآله» في حياته وشريعته(6)

مشاركة بواسطة أنوار فاطمة الزهراء »

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وعَجِّلْ فَرَجَهُمْ

ياغياث المستغيثين أغثني بصاحب الطلعة البهية المنتظر المهدي أدركني
الله يعطيك العافية أختي الكريمة
احزان الزهراء
موضوع هادف وقيم جعله الله بميزان حسناتك ننتظر انتقائك المميز للمواضيع دمت بحفظ الله ورعايته
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
صورة العضو الرمزية
الفاطمية العلوية
فـاطـمـيـة
مشاركات: 16728
اشترك في: السبت أكتوبر 25, 2008 4:26 am

Re: المرأة مع النبي «صلى الله عليه وآله» في حياته وشريعته(6)

مشاركة بواسطة الفاطمية العلوية »

اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَعَجِّلْ فَرَجَهُمْ وَاهْلِكْ عَدُوَّهُمْ مِنَ الجِنِّ وَالاِنْسِ مِنَ ألاَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ
بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
الْسَّلامِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ الْلَّهِ وَبَرَكَاتَةَ


اشْكُرُكُمْ عَلَىَ جُهُوُدَكُمْ عْالْمُشَارَكّةً الْقَيِّمَةِ
أَحْسَنْتُمْ كَثِيْرا بَارَكَ الْلَّهُ فِيْكُمُ وَرَحِمَ الْلَّهُ وَالِدِيْكُمْ يُعْطِيَكُمُ الْعَافِيَةَ
وَجَزَاكُمُ الْلَّهِ خَيْرا وَنُوْرُ الْلَّهِ دَرْبُكُمْ بِنُوْرِ مُحَمَّدِ وَآَلِ مُحَمَّدٍ وَصَلِىّ الَلّهَ
عَلَىَ مُحَمَّدٍ وَآَلِ مُحَمَّدٍ الْطَّيِّبِينَ الْطَّاهِرِيْنَ ، حَفِظَكُمُ الْلَّهُ وَرَّعَاكُمْ يَا رَبِّ الْعَالَمِيْن
وَفَقَّكُمُ الَلّهَ تَعَالَىْ ..نَسْأَلُكُمْ الْدُّعَاءِ
الى متى يا مهدينا الى متى هذا الغياب عجل على ظهورك
إذا كنا مع الحق فلا نبالي
صورة العضو الرمزية
خادمة خدام الحسين(ع)
فـاطـمـيـة
مشاركات: 33196
اشترك في: السبت أغسطس 15, 2009 6:47 pm
مكان: قلب هجــر الحبيبة

Re: المرأة مع النبي «صلى الله عليه وآله» في حياته وشريعته(6)

مشاركة بواسطة خادمة خدام الحسين(ع) »

اللهم صل على محمد وآل محمد و عجل فرجهم و اهلك اعداءهم يا كريم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أختي الكريمة / احزان الزهراء
بارك الله فيكِ ، و وفقكِ لكل خير
في ميزان حسناتكِ إن شاء الله تعالى

دمتِ بعين الله تعالى
[align=]يا غياث المستغيثين أغثني بـ قالع باب خيبر علي بن أبي طالب أدركني[/align]
صورة العضو الرمزية
احزان الزهراء
فـاطـمـيـة
مشاركات: 7244
اشترك في: الخميس يناير 01, 2009 3:47 am

Re: المرأة مع النبي «صلى الله عليه وآله» في حياته وشريعته(6)

مشاركة بواسطة احزان الزهراء »

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد


مشكورين على المرور العطر
نورتم صفحتي بتواجدكم
تحياتي
صورة العضو الرمزية
**%الموالية%**
فـاطـمـيـة
مشاركات: 4596
اشترك في: السبت يونيو 06, 2009 7:29 pm

Re: المرأة مع النبي «صلى الله عليه وآله» في حياته وشريعته(6)

مشاركة بواسطة **%الموالية%** »

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


ياغياث المستغيثين أغثني بحرمة أم البنين وفقد بنيها أدركني


مأجورون بوفاة الطاهرة أم البنين عليها السلام

بارك الله بك أختي الكريمة على الطرح المبارك

في ميزان اعمالك يارب
أسألكم الدعاء بظهر الغيب لقضاء حوائجي وتيسير أموري والحفظ من العين والحسد ورد كيد الجن والإنس

العودة إلى ”روضة النبي المختار "ص" وال بيته الاطهار "ع"“