بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
منذ أن بعث الله سبحانه وتعالى رسوله الأكرم محمد صلى الله عليه وآله وسلم بالرسالة الإسلامية، وكل من آمن بها ودخل تحت مظلتها - إلى يومنا هذا - يدعي الانتماء له والانتساب إليه، في فكره، في سيرته، في عبادته، وفي كل جوانب حياته، لأن الرسول الأكرم هو محور الرسالة ونموذجها الأمثل، فهو مؤسسها وهو خير من مثلها وعمل بها، ولهذا نرى الحث الإلهي في القرآن الكريم بالتأسي بالرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم، قال تعالى:((لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً)) الأحزاب21.
من هنا نجد أن المسلمين وعلى الرغم من اختلافاتهم يدعون الإقتداء برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، مع أنهم اختلفوا فيما بينهم حتى في أبسط الأمور وأوضحها، كالممارسات العبادية الظاهرية للرسول الأكرم كالصلاة مثلاً، إذ أنه مع كونه صلى الله عليه وآله موجود في وسط المسلمين ويصلي أمام أعيونهم في المسجد خمسة مرات يومياً على الأقل إلا أنهم قد اختلفوا بعده في كيفية صلاته، وكأنه لم يكن يصلي إلا سراً، فكل مذهب من المذاهب الإسلامية يعتقد بأنه يتعبد في صلاته بنفس الطريقة التي كان يؤديها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، مع أن هناك عدة فروق بين كل مذهب وآخر في هذا الشأن، وهكذا شأن الكثير من القضايا والأمور الأخرى.
في الحقيقة لا أريد أن أطيل الحديث في هذه الخلافات التي بين المسلمين، فأنا لا أشك في أن غالبية المسلمين مخلصين في اعتقادهم بالإقتداء بالرسول صلى الله عليه وآله وسلم في هذا المسألة، وإنما جاء ذكر مثال الصلاة لبيان الخلافات التي تقع بين مختلف المذاهب والأطراف والفئات والأفراد التي يكون فيها كل طرف يعتقد بأنه يقتدي برسول الله صلى الله عليه وآله على الرغم من التعدد والاختلاف .. هذا من جانب.
ومن جانب آخر وهو الأهم، أنه إذا كان الفرد المسلم حريص على الإقتداء برسول الله صلى الله عليه وآله ويتعب نفسه في سبيل ذلك حتى في المسائل والقضايا المختلف حولها، فمن باب أولى أن يكون حرصه على الإقتداء به صلى الله عليه وآله في القضايا المتسالم حولها والمتفق عليها، فنحن ندرك بأن هناك في الشخصية النبوية معالم متفق عليها بين جميع المسلمين سنة وشيعة، وبين جميع الأطراف والتيارات والتوجهات داخل هذه المذاهب أيضاً، لذا من المفترض أن يكون التركيز عليها والاهتمام بها والحرص على الإقتداء به فيها أكثر من غيرها .
ومن المواطن التي أتفق عليها عموم المسلمين في شخصية الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله هي مكارم أخلاقه وعلو نفسه، وهذا ما أكده القرآن الكريم في قوله تعالى: ((وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ))، فالآية القرآنية الشريفة أكدت على مكارم أخلاق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، على الرغم من كونه بحر متلاطم من الفضائل والكمالات اللامتناهية، ولكن التركيز والتأكيد القرآني على هذه الصفة يدلل على أنها السمة الأبرز في شخصيته، كما أنه صلى الله عليه وآله وسلم في مقولاته دائماً ما يحث ويركز على مكارم الأخلاق، ويروى عنه في حديث مشهور قوله: ((إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق)) وفي رواية أخرى قوله:((الدين المعاملة)) وغيرها من الروايات الأخرى.
وهذا الأمر –أي مكارم الأخلاق- واضح وجلي حتى في سلوكياته وتصرفاته (سمة واضحة في شخصيته) وليس فقط في كلماته صلى الله عليه وآله، وما الرسالة الإسلامية التي أطلقها من مكة المكرمة وتحمل ما تحمل في سبيل إعلاء ذكرها إلا ثورة على الرذائل والمساوئ التي كانت موجودة في زمن الجاهلية، فالتعاليم المحمدية استبدلت وثارت على كل القيم السلبية في الجاهلية، من وأد البنات، وعبادة الأصنام .... وغيرها، حيث استبدلت بقيم إنسانية وبفضائل أخلاقية .
ولقد عرف رسول الله صلى الله عليه وآله في ذلك الزمن المظلم وفي تلك الأجواء المشحونة والمليئة بالرذيلة بأنه صاحب الفضائل، وكان أهل الجاهلية يسمونه "بالصادق الأمين"، لأنه مورد ثقة عندهم قبل البعثة، فقد عرف بالصدق والأمانة وحسن الخلق قبل أن يأتي بالرسالة أو قبل أن يُعلنها، وقبل أن يؤكد ويحث الإسلام عليها، وفي هذا يقول الشهيد الصدر الأول كما ينقل عنه: ((نزل القرآن عملياً في سلوك الرسول صلى الله عليه وآله قبل أن ينزل نظرياً)).
ولهذا نتساءل ونقول: إذا كانت مكارم الأخلاق سمة واضحة وأساسية وبارزة في ملامح شخصية الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله – حيث أنها من الأمور المسلم بها والمتفق عليها بين جميع المسلمين - فلماذا نجد خطاباتنا واهتماماتنا لا تركز عليها بالشكل المطلوب على الرغم من أن شخصياتنا تفتقر إليها ؟؟
إننا وبصراحة لم نولي هذا الجانب حقه، ولم نعره العناية الكافية، فاهتمامنا به هزيل جداً، لأن أغلب اهتماماتنا تنصب على الجوانب التشريعية التفصيلية والجزئية البحتة في الحياة النبوية أو على الارتباطات والجوانب الغيبية كما هو ملاحظ من بعض خطبائنا .. إذ أنهم دائماً ما يتحدثون عن أمور مجهولة وغير واضحة، فتارة نراهم يتحدثون عن مقامات الرسول الأكرم، وتارة أخرى عن ما يسمونه بالأسرار النبوية، وثالثة عن المعاجز والكرامات وغيرها من العناوين التي تعتمد على الجانب الغيبي من حياة الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم، والتي يعترف الكثير من هؤلاء الخطباء بأنهم يجهلونها ولا يعرفون حقيقتها، بل من المستحيل أن يتوصل أحد إليها كما يقول بعضهم .. ولكنهم مع ذلك نراهم يكررونها ويكثرون من تداولها !!
لهذا ينبغي أن نركز على الجوانب الواضحة والأساسية في الحياة النبوية (غير الإعجازية) حتى يمكننا الإقتداء به فيها، إذ كيف يمكننا أن نقتدي برسول الله صلى الله عليه وآله في مقاماته الغيبية أو في أسرار شخصيته أو في معاجزه وكراماته ؟ !!
بالطبع بأننا لا نستطيع أن نقتدي به صلى الله عليه وآله في هذه الأمور، وحتى من يتداولها ويُكثر من ذكرها يؤكد على هذه الحقيقة ولا ينكرها .. ولذلك كان من الأولى بنا أن نستعرض سيرته صلى الله عليه وآله وسلم بشكل طبيعي –إن صح التعبير- وغير إعجازي حتى يمكننا الإقتداء والتأسي به صلى الله عليه وآله، وهذا ما أكدته الآية القرآنية في قوله تعالى: ((ولكم في رسول الله أسوة حسنة)) إذ كيف يكون أسوة إلا في المواطن التي يمكننا فيها التأسي به، وهذا غير متاح أو غير واضح ومُتيسر إلا في الأمور غير الإعجازية، والتي أبرزها الجانب الأخلاقي الذي يؤكد عليه القرآن الكريم في قوله تعالى: ((وإنك لعلى خلق عظيم)).
وعجباً من أولئك الذين يصرون على الاقتصار في حديثهم على النواحي الغيبية في الشخصية النبوية مع أنهم يؤكدون باستمرار بأنها أمور نجهلها ونحار فيها على حد تعبير بعضهم، ولكنهم مع ذلك يركزون عليها ويهملون الجوانب غير الإعجازية، وكأنهم إجتازوا مرحلة الإقتداء والتأسي به في أخلاقه بمراحل كبيرة ولذلك انتقلوا لما بعدها !
وإن من يدقق في سلوكيات بعض هؤلاء يجد العجب العجاب، إذ أنهم مع كونهم يتحدثون باستمرار عن معاجز الرسول الأكرم وكراماته ومقاماته الغيبية، إلا أنهم بعيدين كل البعد عن الشخصية النبوية في الجانب الأخلاقي، فأساليبهم وسلوكياتهم في كثير من الأحيان يغلب عليها القسوة وخشونة الطباع، والشدة والحدة، والغلظة والجلافة .. ناسين أو متناسين رأفة الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله ورحمته وتودده ومكارم أخلاقه التي هي محور رئيسي في رسالته وفي طريقة دعوته، قال تعالى:((وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ)).
[align=]يا غياث المستغيثين أغثني بـ قالع باب خيبر علي بن أبي طالب أدركني[/align]
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد الابرار الاخيار
أختي الكريمة ,, فاطمة عزيزة الله ..
موضوع رآآئع .. اشكرك على هالطرح ..
موفقة لكل خيـــر ..
نسألكم الدعاء ..
رؤى,,
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم وجزاكم الله الف خير على الطرح الاكثر من رائع
جعله الله فى ميزان اعمالكم ورزقكم زيارة رسوله الاكرم (ص)
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
بسم رب الزهراء عليها السلام
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام على بنت من آعذر وآنذر السلام على روح القدس في عالم الذر
وآسعد الله آيامنا وآيامكم بطاعة الله ورضا المولى
حبيبتي عزيزة الله بارك الله فيك وسدد الرحمن خطاك
دمتم بحب ورعاية الزهراء
اللهم أدخلني في كل خير أدخلت فيه محمدا وآل محمد
وأخرجني من كل سوء أخرجت منه محمدا وآل محمد
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد الابرار الاخيار
بارك الله فيكِ اختي الكريمة فاطمة عزيزة الله
الله يعطيكِ الفين عافية طرح رائع و مبارك سلمت يمناكِ
في موازيين حسناتكِ ان شاء الله تعالى
موفقة يا رب رشح المنتدى على محبة فاطمة الزهراء عليها السلام
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين و عجل فرج وليهم يا كريم ,,
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
شكرا جزيلا لك أختي الكريمة على هذا الطرح ,
موفقة لكل خير .
اللهـم صـل علـى محمـد وآل محمـد