علي عليه السلام ومعركــة أحد
1- نداء جبريل بين السماء والأرض
(لا سيف إلاَّ ذو الفقار ولا فتى إلاَّ علي )
وحين انهزم الناس غضب، (صلى الله عليه وآله وسلم)، ونظر إلى جنبه، فإذا علي (عليه السلام)؛ فقال:
مالك لم تلحق ببني أبيك؟! فقال (عليه السلام):
يارسول الله، أكفر بعد إيمان؟!
إن لي بك أسوة
ويقول النص التاريخي:
كان الذي قتل أصحاب اللواء علي، قاله أبو رافع. وصارت تحمل كتائب المشركين على رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فيقول:
يا علي، اكفني هذه؛ فيحمل عليهم، فيفرقهم، ويقتل فيهم. حتى قصدته كتيبة من بني كنانة، فيها بنو سفيان بن عويف الأربعة فقال له (ص): اكفني هذه الكتيبة، فيحمل عليها، وإنها لتقارب خمسين فارسا، وهو (عليه السلام) راجل، فما زال يضربها بالسيف حتى تتفرق عنه ثم تجتمع عليه هكذا مرارا حتى قتل بني سفيان بن عويف الأربعة وتمام العشرة منها، ممن لايعرف بأسمائهم فقال جبريل (عليه السلام):
يا محمد، إن هذه المواساة، لقد عجبت الملائكة من مواساة هذا الفتى!
فقال (ص): وما يمنعه،
وهو مني وأنا منه؟!
فقال جبريل: وأنا منكما.
ثم سمع مناد من السماء:
لا سيف إلا ذو الفقار = ولا فتى إلا علي
فسئل (ص) عنه؛ فقال:
هذا جبريل ....
2- اشاعة بأن النبي صلى الله عليه وآله ترك موقعه وانهزم من المعركة وكسرت رباعيته :
وقد تصدى الإمام الصادق (عليه السلام) لتصحيح بعض ما كان يشاع حول أن النبي (ص) قد ترك موضعه وتراجع حتى بلغ الغار الذي في جبل أحد، فأوضح (عليه السلام) أن النبي (ص) لم يتزحزح من موقفه ولم يتراجع قيد شعرة. كما أنه (صلى الله عليه وآله وسلم) لم يكن قد نقص من خلقته شيء، ولم تكسر رباعيته، فقد روي عن الإمام الصادق (ع): أنه قد رد ذلك، فقد قال له الصباح بن سيابة:
(كسرت رباعيته كما يقول هؤلاء؟!. قال: لا والله، ما قبضه الله إلا سليما، ولكنه شج في وجهه. قلت: فالغار في أحد الذي يزعمون: أن رسول الله (ص) صار إليه؟!. قال:
والله، ما برح مكانه. وقيل له:
ألا تدعو عليهم؟ قال:
(اللهم اهد قومي) الخ .
ولعلهم أرادوا بذلك أن يثبتوا الهزيمة للنبي ليخف العار عن المنهزمين الذين يحبونهم.
3- أكثر القتلى بسيف المولى أمير المؤمنين عليه السلام :
ويروي البعض:
أن أمير المؤمنين (عليه السلام) قد قتل في أحد اثني عشر رجلا ونعتقد أنه (ع) قد قتل أكثر من ذلك، لأنه قد قتل أصحاب اللواء بلا شك كما تقدم بيانه، وهم تسعة أو أحد عشر، كما أن المعتزلي يذكر:
أن كتائب المشركين صارت تحمل على النبي (ص).
وقد قتل من كتيبة بني كنانة أبناء سفيان بن عويف الأربعة. وتمام العشرة منها، ممن لا يعرف بأسمائهم. وقال: إن ذلك قد رواه جماعة من المحدثين، ويوجد في بعض نسخ ابن اسحاق، وأنه خبر صحيح فراجع كلامه
قال القوشجي:
(وكان أكثر المقتولين منه)
أي من أمير المؤمنين (عليه السلام).
وقال الشيخ المفيد رحمه الله تعالى:
(وقد ذكر أهل السير قتلى أحد من المشركين، وكان جمهورهم قتلى أمير المؤمنين (ع).
ثم ذكر أسماء اثني عشر من الأبطال المعروفين ممن قتلهم (عليه السلام) .
ومما يدل على مدى ما فعله أمير المؤمنين (ع) بقريش في أحد:
أن النص التأريخي يؤكد على أن قريشاً كانت ـ بعد ذلك ـ وإلى عشرات السنين تحقد على علي (ع)، وعلى أهل بيته لذلك.
وقد ذكر النبي (ص) هذه الأحقاد لعلي (عليه السلام) ثم ظهرت آثارها في المجازر التي ارتكبها الأمويون في كربلاء وغيرها.
وقد صرحت الزهراء (ع) بأن ما جرى عليهم بعد وفاة النبي
(صلى الله عليه وآله وسلم)، قد كان بسبب الأحقاد البدرية والترات الأحدية .
لفته مهمة
4- دفاع أمير المؤمنين عن رسول الله حتى بسنه تسمية (قضم )
وحرض أبو سفيان بني عبدالدار، حاملي لواء المشركين على الحرب، وجعل النساء يضربن بالدفوف، ويحرضنهم بالأشعار. وطلب طلحة بن أبي طلحة، حامل لواء المشركين البراز، فبرز إليه علي(عليه السلام) فقتله.
فسر رسول الله (ص) بذلك، وكبر تكبيرا عاليا.
ويقال: إن طلحة سأل علياً: من هو؟.
فأخبره . فقال:
قد علمت يا قضم:
أنه لا يجسر علي أحد غيرك . وقد ضربه علي (ع) على رأسه، ففلق هامته إلى موضع لحيته، وانصرف علي (عليه السلام) عنه، فقيل له:
هلا ذففت عليه؟!
قال: إنه لما صرع استقبلني بعورته؛ فعطفتني عليه الرحم. وقد علمت أن الله سيقتله، وهو كبش الكتيبة .
قصة تسميته ب(قضم )
فعن أبي عبد الله (عليه السلام):
أن رسول الله (ص) كان بمكة لم يجسر عليه أحد؛ لموضع أبي طالب، وأغروا به الصبيان، وكانوا إذا خرج رسول الله (ص) يرمونه بالحجارة والتراب، وشكا ذلك إلى علي (ع)، فقال: بأبي أنت وأمي يارسول الله (ص)، إذا خرجت فأخرجني معك، فخرج رسول الله (ص) ومعه أمير المؤمنين (ع)، فتعرض الصبيان لرسول الله (ص) كعادتهم، فحمل عليهم أمير المؤمنين، وكان يقضمهم في وجوههم، وآنافهم، وآذانهم، فكان الصبيان يرجعون باكين إلى آبائهم، ويقولون: قضمنا علي، قضمنا علي،
فسمي لذلك: (القُضَم).
نبذة :
يقع قبر الحمزة بن عبد المطلب في منطقة اسمها أحد وسبب التسمية وهي لجبل بها اسمه أحد وسمي أحد لتوحده عن الجبال التي حوله وانقطاعه عنها ,
وصفه :
هو جبل حجري ممتد من الشرق إلى الغرب ويبلغ طوله (lستة آلاف متر تقريبا وقد روي عن النبي صلى الله عليه وآله أحــــد جبل يحبنا ونحبه ، وهو على باب من أبواب الجنة ))
وكانت عنده غزوة أحد المعروفة واستشهد فيه الحمزة عم النبي حيث طعن بحربة الوحشي ، ويقال أنه مشى بعد طعنه قاصدا الوحشي لكنه سقط حيث موضع قبره ومكان طعنته على وجه الدقة يقع على الطرف الشرقي لجبل الرماة ، وبني مسجد في هذا الموضع سمي بمسجد ( المصرع ) أو مسجد (الوادي ) وآثارة باقية على شكل حجارة .
واستشهد في هذه الغزوة من الشهداء 70 شهيدا في طليعتهم الحمزة عليه السلام .
قبره:
معروف يحوطه جدار من جميع الجوانب وبان من عيدان الحديد وقبور الشهداء في تلك الناحية وهذا ليس موضع قبره الأساسي إذ بعد بعد غزوةأحد ب46رعاما جاء سيل عظيم وخرب احد الجدران الذي يضم جسده الشريف فنقل إلى الموضع الحالي .
طبعا تلخيصي كان من كتاب الصحيح من السيرة 36 مجلد
المحقق الكبير /للسيد جعفر مرتضى العاملي
دوافع حزن النبي صلى الله عليه وآله وبكائه على الحمزة :
إن من الثابت حسبما تقدم، أن النبي (ص) قد حزن على حمزة وبكى عليه، وأحب أن يكون ثمة بواكي له، كما لغيره. وواضح:
أن حزن الرسول هذا، ورغبته تلك ليسا إلا من أجل تعريف أصحابه، والامة أيضاً بما كان لحمزة من خدمات جلى لهذا الدين، ومن قدم ثابتة له فيه، وبأثره الكبير في إعلاء كلمة الله تعالى. ويدلنا على ذلك أنه (ص) قد وصفه ـ كما يروى ـ
بأنه كان فعولا للخيرات، وصولا للرحم الخ
ولأن حزنه (ص) عليه كان في الحقيقة حزنا على ما أصاب الإسلام
بفقده، وهو المجاهد الفذ، الذي لم يكن يدخر وسعا في الدفاع عن هذا الدين، وإعلاء كلمة الله. وما ذلك إلا لأن النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) لم يكن ليهتم بالبكاء على حمزة، ولا ليبكي هو (ص) عليه لمجرد دوافع عاطفية شخصية، أو لعلاقة رحمية ونسبية، وإنما هو (ص) يحب في الله وفي الله فقط، تماما كما كان يبغض في الله، وفي الله فقط. فهو (ص) يحزن على حمزة بمقدار ما كان حمزة مرتبطا بالله تعالى، وخسارته خسارة للإسلام
كما أن نفس كونه (ص) شريكا في المصيبة، من شأنه أن يخفف المصاب على الآخرين، الذين فقدوا أحباءهم في أحد، ولا سيما إذا كان مصابه (ص) بمن هو مثل حمزة أسد الله وأسد رسوله.
حمزة الذي لم يكن ليخفى على أحد موقعه في المسلمين ونكايته في المشركين، ولم يكن ما فعلته هند وأبو سفيان بجثته الشريفة، وأيضا موقف أبي سفيان من قبره الشريف في خلافة عثمان؛ ثم ما فعله معاوية في قبره وقبور الشهداء، بعد عشرات السنين من ذلك التاريخ ـ لم يكن كل ذلك ـ إلا دليلا قاطعا على ذلك الأثر البعيد، الذي تركه حمزة في إذلال المشركين، وإعلاء كلمة الحق والدين. حتى إن أبا سفيان وولده معاوية لم يستطيعا أن ينسيا له ذلك الأثر، وبقي ـ حتى قبره ـ الذي كان يتحداهم بأنفة وشموخ، كالشجا المعترض في حلقي الأب والابن على حد سواء.
لقد استطاع حمزة أن يحقق أهدافه حتى وهو يستشهد، لأن شهادته جزء من هدفه كما قلنا. أما أعداء الإسلام فقد باؤوا بالفشل الذريع، والخيبة القاتلة، وانتهى بهم الأمر إلى أن يكونوا طلقاء هذه الامة، وزعماء منافقيها، المشهور نفاقهم، والمعروف كفرهم.
يتبع : ,,,
تربة الحمـــزة
__________________