بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
توفيت السيدة خديجة(عليها السلام) بعد وفاة أبي طالب، بشهر وخمسة أيّام، في السنة العاشرة من البعثة. وهي التي سمّاها الرسول «صلى الله عليه وآله وسلم» عام الحداد أو الحزن. ومنذ هذا الوقت واجه (صلى الله عليه وآله وسلم) ظروفاً صعبة قاسية قلّما واجهها من قبل. فقد اصطدم منذ بداية السنة الحادية عشرة بأحوال قاسية مفعَمة بالعداء والحقد والاَخطار التي هدّدت حياته الشريفة، بل افتقاد إمكانية نشر الدعوة.فلمّا هلك أبو طالب(ع)، نالت قريش من رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) من الاَذى ما لم تكن تطمع به في حياة أبي طالب، حتى اعترضه سفيهٌ من سفهاء قريش فنثر على رأسه تراباً. وفي البيت عندما بكت ابنته على وضعه هذا قال: «ما نالت منّي قريش شيئاً أكرهه حتى مات أبو طالب».
وقد دفع هذا الاَمر المتردّي، أن يبحث الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) عن بيئة أُخرى أفضل من بيئته لنشر الدعوة فيها، فاختار الطائف التي كانت تعتبر مركزاً هاماً آنذاك،فقرر السفر إليها وحيداً لمقابلة زعماء ثقيف، لعلّه يكسب نجاحاً في مهمته أو أنصاراً جدداً.الا أنّ عرضه لم يوَثر فيهم، بل إنّهم ردّوا عليه بصبيانية أوضحت تملّصهم من قبول الدعوة أو اعتناق الدين، بل أنّهم تمادوا في سلوكهم العدواني فأحاط به جمعٌ كبير منهم يسبّونه ويصيحون به، فالتجأ إلى بستان «عتبة وشيبة ابني ربيعة» للتخلّص من هوَلاء السفهاء، وعمد إلى ظل جلس فيه وهو يتصبب عرقاً، فقد ألحقوا الاَذى بمواضع عديدة من بدنه الشريف، كما أنّ رجليه سالت منهما الدماء، ولما دعا اللّه سبحانه وتعالى أن يعينه على هوَلاء الاَشرار، فقد تقدّم إليه ابنا ربيعة ـ اللّذان كانا ينظران إليه و يريان ما لقي من سفهاء أهل الطائف ـ بطبق من عنب قدمه إليه (صلى الله عليه وآله وسلم) غلام لهما اسمه «عداس النصراني» من أهل نينوى، فلمّا رأى ما يعلمه الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) من علوم عن المسيح (عليه السلام) أسلم على يديه.
إلاّ أنّ النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لم يتمكن من الرجوع إلى مكّة بسهولة، حيث خاف أذى المشركين، ممّا جعله يترك «نخلة» وهي واد بين الطائف ومكة، إلى حراء، فالتقى رجلاً من بني خزاعة طلب منه أن يخبر «المطعم بن عدي» بحالته، ويسأله أن يجير رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) حتى يدخل مكة في أمان.
ورغم أنّ «المطعم» كان وثنياً، إلاّ أنّه قبل أن يجيره «صلى الله عليه وآله وسلم» فدخل الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) مكة ليلاً، ونزل في بيت «مطعم» و بات فيه، ثمّ دخل في الصباح مع أهل بيته إلى المسجد الحرام ثمّ إلى منزله.
ولم ينس الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) عمله الطيب هذا، بل تذكّره حتى بعد وفاة المطعم، إذ أنّه أعلن في معركة بدر عن استعداده للاِفراج عن جميع الاَسرى لو كان حيّاً، تقديراً لما قام به من إجارة وخدمة كبيرة له.
وكان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يستخدم كلّ وسيلة وطريقة لنشر دعوته، فكان يقوم بالدعوة في كلّ وقت وكلّ مكان، منتهزاً الفرص المناسبة لذلك، مثل استغلاله لاَسواق العرب الشهيرة: عكاظ والمجنة وذي المجاز، حيث كان الخطباء والشعراء يقفون فيها ليلقوا ما عندهم من شعر وخطب، وفكان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يقف على مكان مرتفع خاطباً: «قولوا لا إله إلاّاللّه تفلحوا، وتملكوا بها العرب، وتذلّ لكم العجم، وإذا آمنتم كنتم ملوكاً في الجنة».
كما أنّه كان يلتقي في مواسم الحج بروَساء القبائل وأشرافها يعرض عليهم دينه، ويدعوهم إلى اللّه سبحانه، ويخبرهم بأنّه نبي مرسل، ويقول ابن هشام في ذلك: كان (صلى الله عليه وآله وسلم) لا يسمع بقادم من العرب إلى مكة له اسم وشرف إلاّتصدّى له فدعاه إلى اللّه وعرض عليه ما عنده.
نسألكم براءة الذمة والدعاء
رشح المنتدى المبارك بنية تعجيل فرج أمامنا عليه السلام (عج)
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
السيرة المحمّدية
الشيخ جعفر السبحاني
قل للمغيّب تحت أطباق الثرى * إن كنت تسمع صرختي وندائيا
بسم رب الزهراء عليها السلام
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام على بديعة الوصف والمنظرالسلام على من نرتجيها ليوم الفزع الأكبر
حبيبتي خادمة آم البنين وفقك الله و جزاك الله الف خير
دمتم بحب ورعاية الزهراء
اللهم أدخلني في كل خير أدخلت فيه محمدا وآل محمد
وأخرجني من كل سوء أخرجت منه محمدا وآل محمد