بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما معنى الاستنان بسنة النبي (ص) ؟..
حقيقة الأمر أنه نظراً إلى الظروف التاريخية التي مرت على المسلمين ، وخاصة بعد وفاة النبي (ص) إلى الآن ، وكأنه كلمة الاستنان بسنة النبي أو سنة النبي (ص) ، إشارة إلى فرقة من فرق المسلمين.. والحال بأنه هذا تكليف كل موحد وكل مسلم ، أن يكون مستناً بسنة النبي (ص) ، ونحن كلنا نفتخر بأننا على سنة النبي وآل النبي (ص).. فآل النبي سنتهم هي سنة النبي (ص).. أئمتنا (ع) بأفعالهم وبأقوالهم ، وضحوا لنا حياة النبي ، وسنة النبي ، ووضوء النبي ، وصلاة النبي ، وكل الحركات والسكنات ، التي كانت بالنسبة لهم معاينَة.. فعلي (ع) هو الذي رافق النبي (ص) منذ نعومة أظفاره ، وكان يتَّبعه اتّباع الفصيل إثر أمه أو أثر أمه .. فعليه، سنة النبي (ص) هي طريقة النبي (ص) في حياته.
وأثرى كتابين في مجال سنة النبي (ص) في عالم المختصرات : كتاب : (سنن النبي) ، للمفسر الكبير صاحب تفسير الميزان العلامة الطباطبائي ، وفيه إشارة إلى سنة النبي (ص) في شتى حقول الحياة.. وصدر أخيراً مجموعة كتب -ستة مجلدات- ، أيضاً تحت عنوان : (سنن النبي) ، تأليف المجمع العلمي التابع للحرم الرضوي الشريف ، وهو كتاب قيم جداً ، ومن المناسب لكل مسلم أن يقتني هذا الكتاب ، لأن هذا الكتاب بيان لسنة النبي المصطفى (ص) ، ولا أعتقد أن أحد ينكر هذه السنة ، ولكن من خلال نقل أوسع ، أي من خلال نقل آل النبي لسنته (ص).
ومن الملاحظ من خلال النظر في مجمل الشريعة ، أن الله عزوجل يريد للمؤمن أن يكون ذاكراً لله عزوجل في كل حركة وفي كل سكنة ، إذ لا تخلو حركة من حركات الحياة : من قص الظفر ، إلى حلق الشعر ، إلى دخول الحمام ، إلى الخروج من الحمام ، إلى دخول المساجد وغير ذلك ، إلا وهنالك ذكر مأثور في هذه الحالة ، وكأن الله عزوجل يريد أن يقول : لا تنسى ذكري في كل حال !.. وقد ورد في الرواية أن موسى (ع) ناجى ربه أنه قد يكون في بعض الحالات ، ولا يرى أن الذكر في هذه الحالات مناسباً -ولعله أشار إلى بيت الخلاء مثلاً- ، وحينئذ نرى بأن الجواب هو : اذكرني على كل حال.. لمّا ناجى الله عزّوجلّ موسى بن عمران (ع) قال موسى : يا ربّ !.. أَبعيدٌ أنت مني فأناديك ، أم قريبٌ فأناجيك ؟.. فأوحى الله عزّوجلّ إليه : يا موسى !.. أنا جليس مَن ذكرني ، فقال موسى (ع) : يا ربّ !.. إنّي أكون في حال أُجلّك أن أذكرك فيها ، قال : يا موسى !.. اذكرني على كلّ حال.
فإذن، سنة النبي ، وحركات النبي ، وسكنات النبي ، وفي كل تقلبات حياته من القيام إلى المنام ؛ أنه النبي المصطفى (ص) خلط وعجن حياته بالذكر الإلهي.. ومن هنا رفع الله ذكره ، لأنه (ص) رفع ذكر الله عزوجل ، فجزاؤه في الدنيا وفي الآخرة ، أن يرفع رب العالمين ذكر حبيبه المصطفى (ص).
هل هنالك علاقة بين الاستنان والشفاعة ؟..
الاستنان بسنة النبي (ص) ، بمعنى التشبه بالنبي (ص) في كل أطواره وحركاته وسكناته.. ولا نعني بالتشبه ، أن نصبح كرسول الله (ص) في كل شيء ، وإنما السعي بحسب الطاقة البشرية.. ونحن مأمورون لا أن نستن بالنبي (ص) فحسب -النبي (ص) بشر من البشر ، ولكنه أكمل البشر - ، وإنما نحن مأمورون بأن نستن بسنة الله عزوجل ، أن نتخلق بأخلاق الله عزوجل.. ذكرنا في الحلقة الماضية أن الله عزوجل يصلي على النبي وآله ، ثم يطلب منا أن نستن بهذه السنة الإلهية : {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}.. إذن، الاستنان بسنة النبي (ص) ، أي أن نضع أنفسنا موضع النبي (ص) في كل أمر.
ومن أجل تقريب الفكرة للأذهان : الإنسان عندما يشايع أو يشيع ميتاً ، فعندما تمشي الجنازة ، فإنه يضع رجله موضع المشيعين.. أما إذا كان في فاصل بعيد عن الجنازة ، فلا يقال بأنه شيع جنازة فلان.. وفي قوله تعالى : {وَإِنَّ مِن شِيعَتِهِ لَإِبْرَاهِيمَ} إشارة إلى هذا المعنى.. التشيع والمشايعة : بمعنى الاستنان.. والإنسان الموالي الشيعي ، هو ذلك الإنسان المستن.. فظاهر الأمر أنه شايع علياً ، ولكن شايع علياً لا لأنه هو بشر عادي ، ولا لأنه هو إنسان ابن أبي طالب ، إنما لأنه هو التلميذ الأول للنبي المصطفى (ص) ، وهو الذي يقول عن نفسه -كما ينقل- : (أنا عبد من عبيد محمد (ص)).. والمقصود لا بمعنى العبودية ، وإنما بمعنى أنه المستن الأول بسنة النبي (ص).. فإذن، نحن الذين نشايع علياً (ع) ، بمعنى أننا نستن بسنة النبي (ص) ، تلك السنة التي بينها علي (ع) وبنو علي من خلال كلماتهم المباركة.
إن الشفاعة تحتاج إلى سنخية.. فالنبي (ص) عندما يشفع لأحد ، فإنه يشفع لمن هو يستحق الشفاعة.. كما نلاحظ هذا الربط بين الشفاعة والاستنان بسنة النبي (ص) ، في أواخر الصلوات الشعبانية : (اللهمَّ !.. فأعنّا على الاستنان بسنّته فيه ، ونيل الشفاعة لديه).. فالذي يحب أن ينال الشفاعة ، لابد أن يحقق سنخية ما بينه وبين النبي الأكرم (ص) ، ويطلب من الله عزوجل أن يعينه على الاستنان بسنة النبي (ص).. فإذا صار مستناً ، وفي مقام العمل خانته إرادته ، ووقع في بعض الخلل وفي بعض الهفوات ، عندئذ هذا الإنسان هو الذي يستحق شفاعة الحبيب المصطفى (ص). يتبع ...
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم وارحمنا بهم ياكريم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
موضوع جميل
شكرا لك ،، يعطيك الف عافية
جعله الله تعالى في ميزان حسناتك..
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
"*" نور عيني خادمة ام البنين "*"
بارك الله جهودك ووفقك لكل ما يحب ويرضى
ورزقك كرامة تحقيق المراد وسعادة الدارين بحق محمد وآل محمد
شمس النبوة وقمر هاشم يوم عاشور دار الفلك فيها وتلاقى النور بالنور
بسم رب الزهراء عليها السلام
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام على بديعة الوصف والمنظرالسلام على من نرتجيها ليوم الفزع الأكبر
حبيبتي خادمة آم البنين آسال الله آن يوفقكم لكل مايحب ويرضى
دمتم بحب ورعاية الزهراء
اللهم أدخلني في كل خير أدخلت فيه محمدا وآل محمد
وأخرجني من كل سوء أخرجت منه محمدا وآل محمد
اللهمصلعلىمحمدوآلمحمدالطيبينالطاهرينوعجلفرجوليهمياكريم,,
أختي الكريمة
أحسنتِ ، بارك الله فيكِ و شكرا على هذا الطرح الطيب المبارك
في ميزان حسناتكِ إن شاء الله تعالى .
اللهم عجل لوليك الفرج اللهـمصـلعلـىمحمـدوآلمحمـد