اللهمّ عرّفني نفسك، فإنّك إنْ لم تعرّفني نفسَك لمْ أعرف نبيّك، اللهمّ عرّفني رسولك، فإنّك إنْ لم تعرّفني رسولك لم أعرفْ حجّتك، اللهمّ عرّفني حجّتك، فإنّك إنْ لم تعرّفني حجّتك ضلَلتُ عن ديني

شرح موجزلخطبة السيدة زينب(ع)في مجلس الطاغية يزيد//ج7

"ما أوذي نبي مثلما أوذيت "

المشرفون: الفردوس المحمدي،تسبيحة الزهراء

صورة العضو الرمزية
يالثارات الزهراء
مـشـرفـة
مشاركات: 12961
اشترك في: السبت يناير 31, 2009 12:36 am

شرح موجزلخطبة السيدة زينب(ع)في مجلس الطاغية يزيد//ج7

مشاركة بواسطة يالثارات الزهراء »

اللهم صل على محمد وآله الطاهرين

بسم الله الرحمن الرحيم


خطبة السيدة زينب (عليها السلام ) في مجلس الطاغية يزيد (عليه اللعنة) (1) - ( الجزء السابع)-.
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة على جدي سيد المرسلين.
صدق الله سبحانه ، كذلك يقول : « ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاؤُوا السُّوأَى أَن كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَكَانُوا بِهَا يَسْتَهْزِؤُون ». (2)
أظننت ـ يا يزيد ـ حين أخذت علينا أقطار الأرض (3) ، وضيقت علينا آفاق السماء ، فأصبحنا لك في إسار ، نساق إليك سوقاً في قطار ، وأنت علينا ذواقتدار ، أن بنا من الله هواناً ، وعليك منه كرامةً وامتنانا (4) ، وأن ذلك لعظم خطرك وجلالة قدرك ، فشمخت بأنفك ، ونظرت في عطفك ، تضرب أصدريك فرحاً ، وتنفض مذرويك مرحاً ، حين رأيت الدنيا لك مستوسقة (5) والأمور لديك متسقة ، وحين صفى لك ملكنا ، وخلص لك سلطاننا ، فمهلاً مهلا ، لا تطش جهلاً ، أنسيت قول الله ( عزوجل ) : « ولا يحسبن الذين كفروا أنما نملي لهم خير لأنفسهم ، إنما نملي لهم ليزدادوا إثماً ، ولهم عذاب مهين » (6) .
أمن العدل ـ يابن الطلقاء ـ تخديرك حرائرك وإماءك وسوقك بنات رسول الله سبايا ، قد هتكت ستورهن ، وأبديت وجوههن ، تحدوا بهن الأعداء من بلد إلى بلد ، ويستشرفهن أهل المناقل ، ويتبرزن لأهل المناهل ، ويتصفح وجوههن القريب والبعيد ، والشريف والوضيع ، والدنيئ والرفيع ، ليس معهن من رجالهن ولي ، ولا من حماتهن حمي ، عتواً منك على الله ، وجحوداً لرسول الله ، ودفعاً لما جاء به من عند الله. ولا غرو منك ولا عجب من فعلك ، وأنى ترتجى مراقبة إبن من لفظ فوه أكباد الشهداء ، ونبت لحمه بدماء السعداء ، ونصب الحرب لسيد الأنبياء ، وجمع الأحزاب ، وشهر الحراب ، وهز السيوف في وجه رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، أشد العرب لله جحوداً ، وأنكرهم له رسولاً ، وأظهرهم له عدواناً ، وأعتاهم على الرب كفراً وطغياناً.ألا إنها نتيجة خلال الكفر ، وضب يجرجر في الصدر لقتلى يوم بدر . فلا يستبطى في بغضنا ـ أهل البيت ـ من كان نظره إلينا شنفاً وإحناً وأضغانا ، يظهر كفره برسول الله ، ويفصح ذلك بلسانه وهو يقول ـ فرحاً بقتل ولده وسبي ذريته ، غير متحوب ولا مستعظم ، يهتف بأشياخه ـ :لأهـلوا واسـتهلوا فرحاً----- ولقالوا : يا يزيد : لا تشل ، منحنياً على ثنايا أبي عبد الله ـ وكانت مقبل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ـ ينكتها بمخصرته ، قد التمع السرور بوجهه . لعمري لقد نكأت القرحة ، واستأصلت الشأفة ، بإراقتك دم سيد شباب أهل الجنة ، وابن يعسوب الدين (7) ، وشمس آل عبد المطلب. وهتفت بأشياخك ، وتقربت بدمه إلى الكفرة من أسلافك، ثم صرخت بندائك ، ولعمري لقد ناديتهم لو شهدوك ، ووشيكاً تشهدهم ولن يشهدوك ، ولتود يمينك ـ كما زعمت ـ شلت بك عن مرفقها وجذت ، وأحببت أمك لم تحملك ، وإياك لم تلد (8) ، حين تصير إلى سخط الله ، ومخاصمك رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ). اللهم خذ بحقنا ، وانتقم من ظالمنا ، واحلل غضبك على من سفك دماءنا ، ونقض ذمارنا ، وقتل حماتنا ، وهتك عنا سدولنا ،وفعلت فعلتك التي فعلت ، وما فريت إلا جلدك ، وما جزرت إلا لحمك ، وسترد على رسول الله بما تحملت من دم ذريته ، وانتهكت من حرمته ، وسفكت من دماء عترته ولحمته ، حيث يجمع به شملهم ، ويلم به شعثهم ، وينتقم من ظالمهم ، ويأخذ لهم بحقهم من أعدائهم ، فلا يستفزنك الفرح بقتلهم ، « وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ *فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ ». (9) وحسبك بالله ولياً وحاكماً ، وبرسول الله خصماً ، وبجبرائيل ظهيرا . وسيعلم من بوأك ومكنك من رقاب المسلمين أن « بئس للظالمين بدلاً » وأيكم شر مكاناً وأضل سبيلا ،وما استصغاري قدرك ، ولا استعظامي تقريعك توهماً لانتجاع الخطاب فيك ، بعد أن تركت عيون المسلمين ـ به ـ عبرى ، وصدورهم ـ عند ذكره ـ حرى. فتلك قلوب قاسية ، ونفوس طاغية ، وأجسام محشوة بسخط الله ، ولعنة الرسول ، قد عشش فيها الشيطان وفرخ ، ومن هناك مثلك ما درج (10) .فالعجب كل العجب لقتل الأتقياء ، وأسباط الأنبياء ، وسليل الأوصياء ، بأيدي الطلقاء الخبيثة ، ونسل العهرة الفجرة !!




* - تنطف أكفهم من دمائنا ، وتتحلب أفواههم من لحومنا . تلك الجثث الزاكية على الجبوب الضاحية ، تنتابها العواسل ، وتعفرها أمهات الفواعل. (11 ) -*.

فلئن اتخذتنا مغنماً ، لتجد بنا ـ وشيكاً ـ مغرماً ، حين لا تجد إلا ما قدمت يداك ، وما الله بظلام للعبيد . فإلى الله المشتكى والمعول ، وإليه الملجأ والمؤمل. ثم كد كيدك ، واجهد جهدك . فوالله الذي شرفنا بالوحي والكتاب ، والنبوة والإنتخاب (12) ، لا تدرك أمدنا ، ولا تبلغ غايتنا ، ولا تمحو ذكرنا ، ولا يرحض عنك عارها. وهل رأيك إلا فند ؟ وأيامك إلا عدد ؟ وجمعك إلا بدد ؟ يوم ينادي المنادي : ألا : لعن الله الظالم العادي. والحمد لله الذي حكم لأوليائه بالسعادة ، وختم لأصفيائه بالشهادة ، ببلوغ الإرادة ، ونقلهم إلى الرحمة والرأفة ، والرضوان والمغفرة. ولم يشق ـ بهم ـ غيرك ، ولا ابتلي ـ بهم ـ سواك. ونسأله أن يكمل لهم الأجر ، ويجزل لهم الثواب والذخر ، ونسأله حسن الخلافة ، وجميل الإنابة ، إنه رحيم ودود »

فقال يزيد ـ مجيباً لها ـ :
يـا صـيحة تـحمد مـن صوائح------ ما أهون الموت على النوائح


-----------------------------------------------------------------



الشرح الموجزللخطبة المباركة ( االجزء السابع):

بقيت « فاجعة كربلاء » خالدة إلى يوم القيامة ، عند كلّ مجتمع يمتاز بالوعي والإدراك ، وفهم المفاهيم والقيم الإنسانية ، وكلّما إزداد البشر نُضجاً وفَهماً أقبل على دراسة وتحليل هذه الفاجعة بصورة أوسع ، والتفكير حولها بشكل أشمل ، والكتابة عنها بتفصيل أكثر.
وقد شاء الله تعالى أن يبقى هذا الملفّ مفتوحاً لدى العقلاء المؤمنين ، ويُجدّد فتحه في كل عام ، بل في كل يوم ، لتحليل ودراسة جزئيّات هذه الفاجعة !!
ولخلود فاجعة كربلاء ـ وإمتيازها على بقيّة فجائع وكوارث التاريخ ـ أسباب متعددّة ، نذكر بعضها ، ليعرف ذلك كل من يبحث عن إجابة هذا السؤال ، ويريد معرفة الواقع والحقيقة :


(1) - إنّ الذين انصبّت عليهم مصيبة القتل أو السبي ... ـ في هذه الفاجعة ـ كانوا هم أفضل طبقات البشر ، وأشرف خلق الله تعالى ... رجالاً ونساءً ، بل كانوا في قمّة شاهقة ، ودرجة عالية من العظمة والجلالة والإيمان بالله تعالى ، والنفسيّة الطيّبة ، بحيث لا مجال لأن نقيس بهم غيرهم من البشر ... مهما كانوا عظماء.

(2)- إنّ الذين ارتكبوا الجرائم ـ في هذه الفاجعة ـ ... كانوا أخبث البشر ، وأكثر الناس لؤماً ، وأنزلهم نفسيّةً .

(3) -إنّ هذه الفاجعة مهّدَت الطريق لسلسلة من الفجائع والجرائم والجنايات ، فأعطت الناس الجُرأة بأن لا يخافوا من أحد ، ولا يلتزموا بعقيدة أو دين ، فكان عمل مرتكبي هذه الفاجعة ... بمنزلة تأسيس الأُسُس وفتح الطريق أمام كل خبيث ولئيم ، في أن يقوم بما تطيبُ له نفسه القذرة من الجرائم والجنايات !

ولقد جاء في التاريخ : أنّ الإمام الحسين ( عليه السلام ) صرّح بهذه الحقيقة ، أثناء مُقاتَلَته مع أهل الكوفة ، فقال :
« ... يا أمّة السَوء : بئسما خلفتهم محمداً في عترته ، أما إنّكم لن تقتلوا بعدي عبداً من عباد الله فتهابوا قتله ، بل يهون عليكم ذلك عند قتلكم إيّاي ... » (13) .

(4)- إنّ طبيعة الحياة : هي أنّ التاريخ يُعيد نفسه ... لكن ... مع إختلاف الافراد والأجيال ، فكان ضروريّاً على كل مسلم أن يستلهم الدروس والعبر من هذه الفاجعة الكبرى ، ويقوم بدراستها ومعرفة تحليلها ... بشكلشامل ، لكي لا يَسقُط في الإمتحانات الإلهيّة الصعبة ، والمنعطفات الحادّة الخطيرة ، وحتى لا تتكرّر مآسي وفجائع مشابهة .
وحتى لو تكرّرت ذلك فإنّه يبادر إلى صفوف الأخيار ، ويتّخذ موقف الإنسان المؤمن الذي يخاف الله تعالى ، ويؤمن بيوم الحساب ، وذلك لأنّ لديه خلفيّة دينيّة واسعة وشاملة عن فاجعة كربلاء ومضاعفاتها.


(5)- إنّ فتح ملف « فاجعة كربلاء » والبكاء حين قراءة أو سماع تفاصيلها يعني : تأمين جاذبيّة قويّة ، تجذب الناس نحو الدين بـ « إسم الإمام الحسين عليه السلام » ، وبجاذبيّة عاطفيّة لا يمكن تَصَوُّر درجة قوّتها !!

وهنا ... ينبغي الإلتفات إلى حقيقة مهمّة ، وهي : أنّ الأدلّة العقليّة والإستدلالات المنطقيّة ـ في مجال دعوة الناس إلى الإلتزام بالدين ـ تقوم بدَور الإقناع فقط ، لكن لابدّ لذلك من عامل يجذب الناس لإستماع هذه الأدلّة ، وأقوى عوامل الجذب هو : العامل العاطفي ، وهو متوفّر في كلّ بند من بنود هذه الفاجعة !

وهذه الجاذبيّة لا تقتصر على جذب الناس نحو الدين فحسب ، بل تجذبهم نحو الفضائل والأخلاق ، والتطبيق العملي لبنود الدين ، وتعلّم معالم وعقائد وعبادات الدين من أئمة أهل البيت ( عليهم السلام ) ... لا مِن غيرهم.

فإنّ الله تعالى جعل شرط قبول الأعمال ولاية أهل البيت وإتّباعهم ، لا مجرّد محبّتهم ، وجعل الله ( عز وجل ) الإسلام الواقعي ينحصر في مذهب أهل البيت ، لا المذاهب الأخرى ... حتى لو كانت تلك المذاهب مشتملة على ظواهر ومظاهر دينيّة ، فالمظهر وحده لا يكفي ، بل لابدّ من التمسّك بالمحتوى الصحيح !
ولابدّ من التوقيع الإلهي على شرعيّة ذلك المذهب ، عن طريق نزول الوحي على رسول الله الصادق الأمين ، أو ظهور المعجزات من إمام ذلك المذهب.

ولذلك فقد اشتُهر وتواتر عن
رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قوله : « مثل أهل بيتي فيكم كسفينة نوح ، مَن ركبها نجى ، ومن تخلّف عنها غرِق ».

والآن ... نعود إلى شرح كلمات خطبة السيدة زينب ( عليها السلام ) : تقول السيدة : إنّ قتل الأتقياء وأحفاد الأنبياء وإبن الأوصياء ، كان على أيدي الطلقاء الخبيثة ، ونسل العهرة الفجرة.
إنّنا حينما نُراجع التاريخ الصحيح نجد أنّ الذين ارتكبوا فاجعة كربلاء الدامية كانوا من أولاد الحرام !! بِدءاً من يزيد ، إلى ابن زياد ، إلى الشمر ، إلى العشرة الذين سحقوا جسد الإمام الحسين ( عليه السلام ) بعد شهادته ، بحوافر خيولهم !!
ولإلتحاق كلّ واحد منهم بأبيه قصّة مذكورة في كتب « علم الأنساب »
(14) .

فقد جاء في التاريخ : أنّ إمرأة نصرانية إسمها : « ميسون بنت بجدل الكلبي » زَنَت مع عبد أبيها ، فحملت بـ « يزيد » وبعد الحمل بشهور تزوّجها معاوية (15) .
وأمّا عبيد الله بن زياد ، فإنّ أمّه « مرجانة » كانت مشهورة ـ عند الجميع ـ بالزنا المُستمرّ !! (16)
وكلام الإمام الحسين ( عليه السلام ) مشهور وصريح بأنّ عبيد الله وأباه زياد كانا إبنَي زنا ، حيث قال الإمام : « ... الا وإنّ الدعيّ ابن الدعيّ قد ركز بين اثنتين : بين السلّة والذلّة ، وهيهات منّا الذلّة ... ».

وقد رويَ عن الإمام جعفر الصادق ( عليه السلام ) أنّه قال : « قاتل الحسين ( عليه السلام ) ولد زنا » (17) .



[align=center]*- « تَنطِف أكُفّهم من دمائنا » -*[/align]
تنطِفُ : تقطرُ أو تسيل (18) .
والظاهر أنّ هذا الكلام ـ أيضاً ـ إستعارة بلاغيّة ، وتعني السيدة زينب ( عليها السلام ) تلك الأيدي والأكفّ التي كانت تضرب بسيوفها ورماحها على أجسام آل رسول الله : الإمام الحسين ورجال أهل بيته وأصحابه ، فتتقاطر أكفّهم وسيوفهم من دماء أولئك الطيّبين.



[align=center]*- « وتتحلّب أفواههم من لحومنا » -*[/align]
تتحلّب : يُقال : حَلَبَ فلانٌ الشاة أو الناقة : أي : إستخرج ما في ضَرعها من اللبن ، واستحلب اللبن : إستدرّه، (19) وتحلّب فوه أو الشيء : إذا سال (20) .
لعل المراد : أنّه كما أنّ ولد الناقة تتحلّب وتمتصّ بفمها الحليب من محالب أمّها ، كذلك كان الأعداء يمتصّون بأفواههم من لحوم ودماء آل رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) مصّاً قوياً بدافع الحقد والبغضاء !!
وهذه ـ أيضاً ـ إستعارة بلاغيّة وكناية عن شدّة حقدهم وعدائهم.
ويُمكن أن تكون هذه الكلمة إشارةً إلى ما فعلته « هند » جدّة يزيد ـ في غزوة أحد ـ : مِن شقّها لبطن سيّدنا حمزة بن عبد المطّلب ، وإخراجها كبده ، ثم وضعه في فمها ومحاولتها أن تمضغه وتأكل منه ، حقداً منها عليه ، لكونه عمّاً لرسول الله ، وقائداً كفوءاً في جيش المسلمين.
(21)



[align=center] *- « تلك الجُثث الزاكية ، على الجَبوب الضاحية » -*[/align]
الجَبوب : وجه الأرض الصلبة (22) وقيل : الجَبوب : التُراب. (23)

الضاحية : يُقال ضحا ضَحواً : برز للشمس ، أو أصابه حرّ الشمس ، وأرض ضاحية الظلال : أي : لا شجر فيها (24) .
إخبار من السيدة زينب ( عليها السلام ) عن مصيبة بقاء الأجساد الطاهرة على وجه الأرض عدّة أيام ... من غير دفن ، تصهرها الشمس بأشعّتها المباشرة ، كلّ ذلك ... رغم كونهم سادات أولياء الله تعالى.



[align=center] *- « تَنتابها العواسل » -* [/align]
تنتابها : تأتي إليها مرّة بعد مرّة.
العواسل ـ جمع عاسِل ـ : وهو الذئب
(25) .
وهنا إحتمالان في المقصود من هذا الكلام.

الإحتمال الأول : إنّ المقصود من « العواسل » : هم الذين حضروا يوم عاشوراء لقتل الإمام الحسين ( عليه السلام ) والصفوة الطيبة من ذريته وأهل بيته واصحابه .
عبّرت السيدة زينب ( عليها السلام ) عن أولئك الاعداء بالذئاب ، لأنّهم كانوا يحملون صفة الذئاب وهي الإفتراس ، ويُعبّر عن هذا النوع من التشبيه ـ في علم البلاغة والأدب ـ بـ « الإستعارة ».
وقد استعمل
الإمام الحسين ( عليه السلام ) هذا النوع من الإستعارة في خطبته التي ألقاها قبل خروجه من مكّة نحو العراق ، حيث قال ـ فيها ـ : « ... خُيّرَ لي مصرع أنا لاقيه ، وكأنّي بأوصالي تُقطّعها عُسلان الفلوات ، بين النواويس وكربلاء ... » (26) .
وبناءً على هذا ... يكون المقصود من كلمة « تَنتابها » الهجوم المتوالي والغارات المتتالية التي كان الأعداء يَشِنّونها على أصحاب الإمام الحسين وخيامه ... يوم عاشوراء.

الإحتمال الثاني : هو أنّ الشأن والعادة تقتضي أن لو بقيت جُثث أناس على الأرض ـ من غير دفن ـ ، وكانت المنطقة تتواجد فيها الذئاب ، فإنّها تأتي إلى تلك الجثث وتأكل من لحومها .
إلا أنّ المعنى لم يحصل ـ بكلّ تأكيد ـ بالنسبة إلى
الجسد الطاهر للإمام الحسين ( عليه السلام ) وأجساد أصحابه وأهل بيته الطاهرين ، الذين قُتلوا معه ، وبقيت أجسادهم على الأرض لمدّة ثلاثة أيام ، من غير دفن أو مواراة في الأرض ، من دون أن يتعرّض لها ذئب أو أيّ حيوان مفترس آخر.



[align=center]*- « وتُعفّرها أمّهات الفراعل » -*[/align]
الفراعل ـ جمع فُرعُل ـ : ولد الضبع (27) .
الظاهر أنّ هذا الكلام ـ أيضاً ـ إستعارة بلاغيّة ، ولعلّها تشير إلى أولئك الأفراد العشرة الذين ركبوا خيولهم وسحقوا جسد الإمام الحسين ( عليه السلام ) بعد قتله ... بحوافر الخيل ، في يوم عاشوراء ، أو اليوم الحادي عشر من المحرّم.
قال الراوي : ثمّ نادى عمر بن سعد في أصحابه : مَن ينتدبُ للحسين فيوطئ الخيل ظهره ؟


فانتدب منهم عشرة وهم : إسحاق بن حوية ، وأخنَس بن مرثد ، وحكيم بن طفيل ، وعمر بن صبيح الصيداوي ، ورجاء بن مُنقذ العبدي ، وسالم بن خَيثمة الجعفي ، وصالح بن وهب الجعفي ، وواحظ بن غانم ، وهاني بن ثَبيت الحضرمي ، وأُسيد بن مالك ( لعنهم الله )
فداسوا
الحسين بحوافر خيولهم حتى رضّوا ظهره وصدره !!

قال الراوي : وجاء هؤلاء العشرة حتى وقفوا عند ابن زياد ، فقال له أحدهم :

نحن رضضنا الصدر بعد الظهر------- بـكلّ يـعبوبٍ شـديد الأسـر

فقال ابن زياد : مَن أنتم ؟
قالوا : نحن وطئنا بخيولنا ظهر الحسين ... حتى طحنّا جناجن صدره !! فأمر لهم بجائزة .
قال أبوعمرو الزاهد : فنظرنا في نسب هؤلاء العشرة ، فوجدناهم جميعاً أولاد زنا !
(28)
---------------------------------------------------------------------------------------------
انتهى بعونه تعالى الجزء السابع من الشرح الموجز للخطبة المباركة
---------------------------------------------------------------------------------------------



وللسيّد رضا الموسوي الهندي قصيدة رائعة في رثاء الإمام الحسين عليه السلام
*******************************************************************
[align=center]حــرّ قـلبي لـزينب إذ رأتـه ------- تـرب الـجسم مـثخناً بـالجراح
أخـرس الـخطب نـطقها فدعته ------- بـدموع بـما تُـجن فـصاح (29)
يـا مـنار الـضلال والـليل داجٍ -------- وظلال الرميض واليوم ضاحي (30)
كـنتَ لـي يـومَ كُنت كهفاً منيعاً------- سـجـسج الـظل خـافق الأرواحِ (31)[/align]


____________________________________________________________________
(1) خطبة السيدة زينب الكبرى ( عليها السلام ) في كتاب « الإحتجاج » للشيخ الطبرسي ،
(2) سورة الروم ، الآية 10.
(3) وفي نسخة : حيث أخذت...
(4) وفي نسخة : ولك عليه كرامةً وامتنانا. المحقق
(5) لعل الأصح : مستوثقة .المحقق
(6) سورة آل عمران ، الآية 178.
(7) وفي نسخة : وابن يعسوب دين العرب، وفي نسخة : وابن يعسوب العرب.
(8) وفي نسخة : وأباك لم يلدك .
(9) سورة آل عمران ، الآية 169 ـ 170.
(10) وفي نسخة : ما درج ونهض.
(11) وفي نسخة : الفراعل.
(12) وفي نسخة : والإنتجاب
(13) كتاب « بحار الأنوار » ج 45 ، ص 52.
(14) إقرأ كتاب « مثالب العرب » لهشام بن الكلبي وكتاب « إلزام النواصب » للشيخ مفلح بن الحسين البحراني.
(15) كتاب « مجالس المؤمنين » ، ج 2 ، ص 547 ، نقلاً عن كتاب « مثالب الصحابة ».
(16) كتاب « معالي السبطين » ج 1 ، الفصل السابع ، المجلس الرابع.
(17) كتاب « كامل الزيارات » لابن قولويه ، ص 79 ، حديث 11 ، وكتاب « بحار الأنوار » ج 14 ، ص 183.
(18) على ما هو مذكور في أكثر كتب اللغة.المحقق
(19) كتاب « أقرب الموارد » للشرتوني .
(20) كتاب « العين » للخليل بن أحمد.
(21) المحقق.
(22) كتاب « العين » للخليل بن أحمد.
(23) المعجم الوسيط.
(26) المعجم الوسيط.
(25) وقيل : العواسل ـ جمع عسّال ـ : وهو الرمح. المحقق
(26) كتاب « بحار الأنوار » ج 44 ، ص 367. المحقق
(27) كتاب « أقرب الموارد » للشَرتوني
(28) كتاب « الملهوف » للسيد ابن طاووس ، ص 182 ـ 183.
(29)بما تجن : أي بما تخفي ، بمعنى : أنّ الدموع تفصح وتخبر عما تخفيه ـ في قلبها ـ من الهموم والأحزان ، ويقرأ البعض : بما تُكِنُّ.
(30) الرميض : اليوم الشديد الحرّ ، والشمس الشديدة الحرارة، واليوم ضاحي : أي : عديم السحاب، قال ابن زكريا ـ في كتاب معجم اللغة ـ : « الرمض : حرُّ الحجارة من شدة حرّ الشمس ».
(31) سجسج الظل : لا حرّ فيه ولا برد ، بل هواءٌ معتدل طيب ، المعجم الوسيط



__________________________________________________________________

زينب الكبرى (ع) من المهد الى اللحد للسيد محمد كاظم القزويني ، ت1415
___________________________________________________________________
قال النبي صلى الله عليه وآله:
من أحب فاطمة ابنتي فهو في الجنة معي ومن ابغضها فهو في النار
صورة العضو الرمزية
امل الزهراء
فـاطـمـيـة
مشاركات: 7513
اشترك في: الثلاثاء فبراير 10, 2009 6:25 pm

Re: شرح موجزلخطبة السيدة زينب(ع)في مجلس الطاغية يزيد//ج7

مشاركة بواسطة امل الزهراء »

اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم

السلام عليك يا مولاتي زينب ورحمة الله وبركاته

أثابك الله أختي الكريمة
صورة العضو الرمزية
أنوار فاطمة الزهراء
المدير الإداري
مشاركات: 49612
اشترك في: الثلاثاء سبتمبر 23, 2008 1:36 pm
الجنس: فاطمية

Re: شرح موجزلخطبة السيدة زينب(ع)في مجلس الطاغية يزيد//ج7

مشاركة بواسطة أنوار فاطمة الزهراء »

[font=Courier New][align=center]بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم
مجهود رائع
أختي يا لثارات الزهراء
في ميزان اعمالك ان شاء الله

السلام على كعبة الاحزان السلام على أم المصائب والرزايا زينب(ع) السلام عليك يا بنت سلطان الانبياء ، السلام عليك يا بنت صاحب الحوض واللواء [/align]
[/font]
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
صورة العضو الرمزية
نبع الزهراء
فـاطـمـيـة
مشاركات: 15021
اشترك في: الثلاثاء مارس 04, 2008 6:40 pm
مكان: كـنـف المـــــنـــصــــــــورة (ع)

Re: شرح موجزلخطبة السيدة زينب(ع)في مجلس الطاغية يزيد//ج7

مشاركة بواسطة نبع الزهراء »


[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على الصديقة الكبرى فاطمة الزهراء
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
طرح موفق
شكرا أختي الكريمة
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
والحمد لله رب العالمين
[/align]
يا الله

صورة العضو الرمزية
صرخة الزهراء
فـاطـمـيـة
مشاركات: 23718
اشترك في: الأربعاء ديسمبر 10, 2008 4:13 am
مكان: في مملكة الزهراء

Re: شرح موجزلخطبة السيدة زينب(ع)في مجلس الطاغية يزيد//ج7

مشاركة بواسطة صرخة الزهراء »

[align=center][font=Traditional Arabic]اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف وارحمنا بهم يا كريم[/font][/align]
صورة
اللهم أدخلني في كل خير أدخلت فيه محمدا وآل محمد
وأخرجني من كل سوء أخرجت منه محمدا وآل محمد
صورة العضو الرمزية
يالثارات الزهراء
مـشـرفـة
مشاركات: 12961
اشترك في: السبت يناير 31, 2009 12:36 am

Re: شرح موجزلخطبة السيدة زينب(ع)في مجلس الطاغية يزيد//ج7

مشاركة بواسطة يالثارات الزهراء »

[align=center]اللهم صل على محمد وآل محمد

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا لزيارتكم الكريمة
اخواتي
وبارك الله فيكم
وقضى حوائجكم بمحمد وآل محمد
[/align]
قال النبي صلى الله عليه وآله:
من أحب فاطمة ابنتي فهو في الجنة معي ومن ابغضها فهو في النار
صورة العضو الرمزية
عابدين
فــاطــمــي
مشاركات: 1432
اشترك في: الاثنين فبراير 15, 2010 5:01 pm
مكان: انتظار الامام الحجة (عج)

Re: شرح موجزلخطبة السيدة زينب(ع)في مجلس الطاغية يزيد//ج7

مشاركة بواسطة عابدين »

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد الابرار الاخيار
اللهم عجل لوليك الفرج
جزاكم الله كل الخير
ربي يعطيكم الف عافية
في ميزان حسناتكم
صورة العضو الرمزية
الحجة المنتظر
فـاطـمـيـة
مشاركات: 26457
اشترك في: الخميس إبريل 15, 2010 2:14 am
مكان: صاحب العصر والزمان

Re: شرح موجزلخطبة السيدة زينب(ع)في مجلس الطاغية يزيد//ج7

مشاركة بواسطة الحجة المنتظر »

اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرج وليك
أختي الكريمة /جزاكِ الله خير الجزاء
في ميزان حسناتكِ إن شاء الله تعالى
(فالله خير حافظ وهو أرحم الراحمين)
صورة العضو الرمزية
أم فاطمة البتول
مشاركات: 12197
اشترك في: الأحد أكتوبر 12, 2008 12:45 am

Re: شرح موجزلخطبة السيدة زينب(ع)في مجلس الطاغية يزيد//ج7

مشاركة بواسطة أم فاطمة البتول »

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم وارحمنا بهم ياكريم

عظم الله لكم الاجر بذكرى وفاة السيدة زينب (ع) ..
يعطيكم الف عافية
جعله الله في ميزان حسناتكم ا ن شاء الله تعالى
اخذ روحي ونظرعيني لبو السجاد وديني يسجلني
عبير اترابه اشتمه واريد بدفتر الخدمة يسجلني
صورة العضو الرمزية
يالثارات الزهراء
مـشـرفـة
مشاركات: 12961
اشترك في: السبت يناير 31, 2009 12:36 am

Re: شرح موجزلخطبة السيدة زينب(ع)في مجلس الطاغية يزيد//ج7

مشاركة بواسطة يالثارات الزهراء »

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم الشريف
شكرا لكم اخواتي الكريمات لمروركم ودعواتكم الطيبة
حفظكم الله بعينه ووفقكم في الدنيا والآخرة
قال النبي صلى الله عليه وآله:
من أحب فاطمة ابنتي فهو في الجنة معي ومن ابغضها فهو في النار
صورة العضو الرمزية
**%الموالية%**
فـاطـمـيـة
مشاركات: 4596
اشترك في: السبت يونيو 06, 2009 7:29 pm

Re: شرح موجزلخطبة السيدة زينب(ع)في مجلس الطاغية يزيد//ج7

مشاركة بواسطة **%الموالية%** »

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
ياغياث المستغيثين أغثني بـ باب الحوائج موسى بن جعفر أدركني


ربي يعطيكِ العافية أختي الكريمة على طرح الموضوع المبارك
الله يوفقكم ويقضي جميع حوائجكم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
أسألكم الدعاء بظهر الغيب لقضاء حوائجي وتيسير أموري والحفظ من العين والحسد ورد كيد الجن والإنس
صورة العضو الرمزية
النرجسيه
فـاطـمـيـة
مشاركات: 309
اشترك في: الأحد يوليو 19, 2009 9:50 pm

Re: شرح موجزلخطبة السيدة زينب(ع)في مجلس الطاغية يزيد//ج7

مشاركة بواسطة النرجسيه »

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم وارحمنا بهم ياكريم

عظم الله لكم الاجر بذكرى وفاة السيدة زينب (ع) ..
يعطيكم الف عافية
جعله الله في ميزان حسناتكم ا ن شاء الله تعالى
صورة العضو الرمزية
بوارق ملكوتية
فـاطـمـيـة
مشاركات: 2544
اشترك في: الأربعاء سبتمبر 10, 2008 12:31 pm

Re: شرح موجزلخطبة السيدة زينب(ع)في مجلس الطاغية يزيد//ج7

مشاركة بواسطة بوارق ملكوتية »

صورة بسم الله الرحمن الرحيم صورة
صورة اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين صورة

صورة تسلــم الايادي ع الـطرح الرائع ..بارك الله فيكم صورة

صورة نسال الله لكم الموفقيه والسداد بحقه وبحق محمد والهـ الاطهــار صورة

صورة تحياتي صورة
أقراوا الفاتحه تسبقها صلوات لام البنين عليها السلام لقضاء حاجتي
دخيلك ام البنين بالحسين دخيلك
صورة العضو الرمزية
حفيدة الرسول(ص)
فـاطـمـيـة
مشاركات: 4799
اشترك في: الجمعة إبريل 02, 2010 4:29 pm

Re: شرح موجزلخطبة السيدة زينب(ع)في مجلس الطاغية يزيد//ج7

مشاركة بواسطة حفيدة الرسول(ص) »

اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم ياااااااااكريم
السلام عليكم
اختي العزيزة.. جزاك الله الف خير على المجهود راااااااائع
يعطيكم الف عافية
جعله الله في ميزان حسناتكم ا ن شاء الله تعالى
موفقين لكل خير
صورة العضو الرمزية
احزان الزهراء
فـاطـمـيـة
مشاركات: 7244
اشترك في: الخميس يناير 01, 2009 3:47 am

Re: شرح موجزلخطبة السيدة زينب(ع)في مجلس الطاغية يزيد//ج7

مشاركة بواسطة احزان الزهراء »

صورة

العودة إلى ”روضة النبي المختار "ص" وال بيته الاطهار "ع"“