يوم زيِّ النبي، جسر الأئمة ... في العادة نفرح كثيراً للولادة ونحزن أكثر للوفاة، ولكن هل تستدعي كل هذا؟ أليس أولى بنا أن نفكر أو نتفكر في أسباب الولادة والوفاة وما ورائها من معرفة ومواقف؟
هي شذى الزهراء وأشعتها الساطعة وثمرة خديجة في كل الفصول، وتنجذب الخلايا كالفراشات باتجاه الأشعة الساطعة المحمَّلة بشذى الأزاهير ولكن مهلاً كلما اقتربت الفراشات من أشعة الضوء فالأشعة تشتد حرارة وتكون مُحرقة، فللتتوجهِ طقوس أخلاق ومحبة... لذا سوف أقف في مكان مناسب لي حيث أرى من تحتي ألوان الأشعة في انكسارات طيفها اللطيف ومن فوقي أتطلع إلى دروس نهج رافع رفيع لبلوغ مصدر الضوء، إلى دروس المتجلي في الأثير الذي يحمله في طياته أشعة الطيف الساطعة، احتفال محبة الروح عندما هبط الأمين جبرائيل من السماء وقال:
(يا رسول الله، السلام يقرئك السلام ويقول لك سمها زينب)
وكأن الإرادة الإلهية أرادت من حروف اسمها أن ترسخ فيها الزهد في الإسلام، واليقين في الإيمان، والنور في الإحسان، والباب في المعرفة...
كان الجسد صغيراً ولكنه مشحون بالروح القدس المتصل أبدا بنافخه، ترعرعت في بيت الرسالة والنبوة والإمامة وما أن اشتد عودها أصبحت هي الجسر الذي من خلاله انتقلت علوم أهل البيت من بعد استشهاد الحسين (ع) حتى نضوج زين العابدين (ع) على يدي زينب واستلامه الإمامة، وهو الذي قال: (إن عمتي زينب عالمة مُعلَّمة)، وبعد هذا إني لأستغرب من قوم يدّعون حجب علوم أهل البيت عن النساء أفلا يعقلون؟
وكأن سور اليوم من القرآن الكريم تشاركنا بطريقتها لإحياء محبة الروح...
سورة المسد تذكِّر بممارسات أعداء الإسلام وتدل على مصير هؤلاء...
في سورة الكافرين أمر الله رسوله (ص) أن يرفض عرض الكافرين الذين أرادوا من محمد أن يعبد آلهتهم سنة واحدة، كذلك رفضت السيدة زينب الرضوخ للخارجين عن التعاليم والمبادئ الإلهية الأساسية ...في سورة الأنعام إعلان لهذه المبادئ الإلهية وهي:
أ ـ هُدى الله هو الهدى.
ب ـ الإسلام لرب العالمين هو المطلوب.
ج ـ إقامة الصلاة.
د ـ اتقاء رب العالمين.
هـ ـ الله يُبدئ بالخلق ويعيد بالقيامة.
والتي من أجلها ثارت السيدة زينب على المخالفين... في سورة الكهف دروس الصبر بين الخضر وموسى، ولولا صبر زينب لما تمكنت من تجاوز المحن التي أخضعت لها وهي طفلة بموت جدها وبعدها بموت والدتها وبصبرٍ تحملت معاناة والدها أمير المؤمنين (ع) مع أهل الأطماع المادية، ومن ثم عاشت فصول كربلاء وبصبرها وإيمانها انتصرت وسُمِّيت بطلة كربلاء وصبرت على ممارسات المجرمين الذين أرادوا إهانتها فأهينوا في عقر دارهم وصبرت حتى أظهرت للرأي العام حقيقة الموقف لتفرز الحق عن الباطل...
وهكذا أصبحت نبراساً تنير الطريق أمام الأجيال القادمة المتطلعة إلى معرفة الحق وجسراً لنقل العلوم الإلهية من جيل إلى جيل...
وقل رب زدني علماً ... صدق الله العلي العظيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الأبرار الأخيار ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أختي الكريمــة
أحسنتِ , جزاك الله تعالى كل خير على هذا الطرح ,
بارك الله فيك و وفقك لكل خير,
اللهم صل على محمد وآل محمد .