اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تهجّدها وأدعيتها
كانت عقيلة بني هاشم كثيرة العبادة والتهجّد , تصلّي النوافل , ولا زالت تتلو القرآن الكريم , وملازمة له , ولن يفتر لسانها عن ذكر الله قط , تدعو الله بعد كلِّ صلاة وتسبّحهُ .
فمن أدعيتها التي كانت تقرأها بعد صلاتها وحال القنوت ، وقد أخذت هذه الأدعية عن جدِّها المصطفى (صلّى الله عليه وآله) , وأبيها المرتضى (عليه السّلام) , واُمّها الزهراء (عليها السّلام) ، من الأدعية التي كانت زينب تدعو بها(2) :
(( يا عمادَ مَن لا عماد له ، ويا ذُخر مَن لا ذُخر له ، ويا سند مَن لا سند له ، ويا حرز الضعفاء ، ويا كنز الفقراء ، ويا سميع الدعاء ، ويا مجيب دعوة المضطرّين ، ويا كاشف السوء , ويا عظيم الرجاء ، ويا منجي الغرقى ، ويا منقذ الهلكى ، يا مُحسن يا مجمل ، يا منعم يا مفضل ، أنت الذي سجد لك سوادُ الليل ، وضوءُ النهار ، وشعاعُ الشمس ، وحفيفُ الشجر ، ودوي الماء .
يا الله يا الله الذي لم يكن قبله ولا بعده ، ولا نهاية ولا حدّ ، ولا كفؤ ولا ندّ ، بحرمة اسمك الذي في الآدميين معناه ، المرتدي بالكبرياء والنور والعظمة ، محقق الحقائق , ومطلّ الشرك والبوائق ، وبالاسم الذي تدوم به الحياة الدائمة الأزلية التي لا موت معها ولا فناء ، وبالروح المقدّسة الكريمة , وبالسمع الحاضر النافذ ، وتاج الوقار ، وخاتم النبوة , وتوثيق العهد ، ودار الحيوان ، وقصور الجمال ، يا الله لا شريك له )) .
ومن الأدعية والتسبيحات التي كانت تواظب (عليها السّلام) على قراءتها ، هو : (( سبحان مَن لبس العزَّ وتردّى به ، سبحان مَن تعطّف بالمجد والكرم ، سبحان مَن لا ينبغي التسبيح إلاّ له (جلّ جلاله) ، سبحان مَن أحصى كلَّ شيء عدداً بعلمه وخلقه وقدرته ، سبحان ذي العزّة والنعم .
اللهمَّ إنّي أسألك بمعاقد العزِّ من عرشك ، ومنتهى الرحمة من كتابك ، وباسمك الأعظم , وجدّك الأعلى , وكلماتك التامات التي تمّت صدقاً وعدلاً أن تصلّي على محمّد وآل محمّد الطيبين الطاهرين ، وأن تجمع لي خيرَ الدنيا والآخرة بعد عمر طويل . اللهمَّ أنت الحيّ القيوم , أنت هديتني ، وأنت تطعمني وتسقيني ، وأنت تميتني وتحييني برحمتك يا أرحم الراحمين )) .
ومن أدعية أبيها الذي كانت تدعو به بعد صلاة العشاء , وهو : (( اللهمَّ إنّي أسألك يا عالمَ الاُمور الخفيّة ، ويا مَن الأرض بعزّته مدحيّة , ويا مَن الشمس والقمر بنور جلاله مشرقة مضيئة ، ويا مقبلاً على كلِّ نفس مؤمنة زكيّة ، يا مسكّن رعب الخائفين وأهل التقيّة ، يا مَن حوائج الخلق عنده مقضيّة ، يا مَن ليس له بوّاب يُنادي ، ولا صاحب يُغشى ، ولا وزير يُؤتى , ولا غير ربٍّ يُدعى ، يا مَن لا يزداد على الإلحاح إلاّ كرماً وجوداً , صلِّ على محمّد وآلِ محمّد , وأعطني سؤلي إنّك على كلِّ شيء قدير )) .
وممّا كانت تناجي ربها به هذه الأبيات , وهي من مناجاة أبيها أمير المؤمنين (عليه السّلام) :
لك الحمدُ يا ذا الجود والمجد والعُلا تـباركتَ تُـعطي مَن تشاءُ وتمنعُ
إلـهي وخـلاّقي وحرزي ومَوئلي إلـيكَ لـدى الإعسار واليسرِ أفزعُ
إلـهي [لئن] جلّت وجمّت خـطيئتي فـعوفك عـن ذنـبي أجلّ وأوسعُ
إلـهي لـئن اُعطيت نفسيَ سؤلها فـها أنـا في روضِ الندامة أرتعُ
إلـهي تـرى حالي وفقري وفاقتي وأنـت مـناجاتي الـخفية تـسمعُ
إلـهي فـلا تقطع رجائي ولا تزغْ فـؤادي فلي في سيب جودك مطمعُ
إلـهي لئن خيّـبتني أو طردتـني فمن ذا الذي أرجو ومن ذا أشـفعُ
إلـهي أجـرني مـن عذابك إنّني أسـيرٌ ذلـيلٌ خـائف لك أخضعُ
إلـهي فـآنسني بـتلقينِ حـجّتي إذا كان لي في القبر مثوىً ومضجعُ
إلـهي أذقـني طـعم عفوك يوم لا بـنـونٌ ولا مـالٌ هـنالك يـنفعُ
إلـهي لـئن لم ترعني كنت ضائعاً وإن كـنت تـرعاني فلست اُضيّعُ
إلـهي إذا لم تعفُ عن غير محسنٍ فـمَـن لـمسيء بـالهوى يـتمتع
إلهي لئن فرّطت في طلب التقى فـها أنـا أثـر العفو أقفو وأتبعُ
إلـهي لئن أخطأت جهلاً فطالما رجـوتك حتّى قيل ما هو يجزعُ
إلهي ذنوبي بذّت الطودَ واعتلتْ وصـفحك عن ذنبي أجلّ وأرفعُ
إلـهي ينحّي ذكر طولك لوعتي وذكـر الخطايا العين منيَ يدمعُ
إلهي أقلني عثرتي وامحُ حوبتي فـإنّي مُـقرٌّ خـائفٌ مـتضرعُ
إلـهي أنـلني منك روحاً وراحةً فـلست سوى أبوابِ فضلك أقرعُ
إلهي لئن أقصيتني أو أهنتني فما حيلتي يـا ربِّ أم كيف أصنعُ
إلهي حليفُ الحبِّ في الليل ساهرٌ يـناجي ويـدعو والمغفّل يهجعُ
إلـهي وهـذا الخلقُ ما بين نائمٍ ومـنـتبهٍ فـي لـيله يـتضرّعُ
وكـلهمُ يـرجو نـوالك راجـياً لرحمتك العظمى وفي الخُلد يطمعُ
إلـهي يـمنّيني رجـائي سلامةً وقـبحُ خـطيئاتي عـليَّ يشنّعُ
إلـهي فإن تعفو فعفوك منقذي وإلاّ فـبالذنب الـمدمّر اُصرعُ
إلـهي بـحقِّ الـهاشميِّ محمّدٍ وحـرمةِ أطهارٍ همُ لك خضّعُ
إلهي بحقِّ المصطفى وابنِ عمِّه وحـرمةِ أبـرار همُ لك خشّعُ
إلـهي فأنشرني على دين أحمدٍ مـنيباً تـقياً قـانتاً لك أخضعُ
ولاتـحرمنّي يـا إلهي وسيدي شـفاعته الكبرى فذاك المشفّعُ
وصـلِّ عليهم ما دعاك موحّدٌ ونـاجاك أخـيارٌ بـبابك ركّعُ
وكانت لم تزل تلهج بهذه الأبيات , وهي لأبيها (عليه السّلام) :
وكـم لـله من لطفٍ خفيٍّ يـدقّ خفاه عن فهمِ الذكيِّ
وكم يُسرٍ أتى من بعد عسرٍ وفـرّج كربةَ القلبِ الشجيِّ
وكـم أمرٍ تساء به صباحاً فـتأتيكَ الـمسرّة بـالعشيِّ
إذا ضاقت بك الأحوال يوماً فـثق بـالواحدِ الفردِ العليِّ
تـوسّل بالنبيِّ فكلّ خطبٍ يـهون إذا تـوسّل بالنبيِّ
ولا تـجزع إذا ما ناب أمرٌ فـكم لـله مـن لطف خفيِّ
ـــــــــــــــــــــ
(2) ورد في بعض الأخبار : (( مَن واظب على قراءة هذا الدعاء كفاه الله هموم دنياه ، وكان له نوراً في اُخراه )) .
عقيلة بني هاشم (علي بن الحسن الهاشمي الخطيب)
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين