كيف مارست زينب الدور الرسالي الكبير؟ (2)
4- الشجاعة: وهي خصلة بارزة في مواقف السيدة زينب، وقد ورثتها عن أبيها، بل من مدرسة أبيها وجدها، وهي مدرسة القرآن التي تعلّم الإنسان أن يخشى الله ولا يخشى سواه، تربّت على أن الحوادث مهما كانت جسيمة لا يهتز لها قلب، ولا يرتجف لها جسد، وعلى أن تستقبل الموت وتطلبه، ومن طلب الموت كُتبت له الحياة وكُتب له الخلود.
فهي تقف أمام طاغية زمانها لتقول له: «ولئن جرّت عليّ الدواهي مخاطبتك إني لأستصغر قدرك واستعظم تقريعك، واستكبر توبيخك، لكن العيون عبرى والصدور حرّى».
الطاغية المتفرعن أمامها لا يستحق حتى التقريع والتوبيخ، فهي أكبر من أن تخاطبه بأي شيء حتى بالتقريع والتوبيخ.. أية شجاعة هذه؟!!
برزت شجاعتها ورباطة جأشها في دفاعها عن آل بيت النبوة أمام كل تهديد، فتنقّلها بين الخيام المشتعلة، راكضة لتجمع الأطفال وتقيهم من النار والتشرد، موقف لا يصدر إلا عن امرأة لم تفقد السيطرة على نفسها حتى في ذلك الموقف الرهيب الذي يزلزل أعاظم الرجال.
وهكذا وقوفها مدافعة عن علي بن الحسين عليه السلام حين أمر ابن زياد أن تضرب عنقه. إذ تعلّقت به عمّته وقالت: يا ابن زيادحسبك من دمائنا، واعتنقته وقالت: «والله لا أفارقه فإن قتلته فاقتلني».
وموقفها من الرجل الذي طلب من يزيد أن يهب له فاطمة بنت الحسين باعتبارها جارية. إذ نهضت زينب وقالت: «كذبت والله ولؤمت ما ذاك لك ولا له (أي ولا ليزيد)».
فغضب يزيد وقال: كذبت إن ذلك لي ولو شئت أن أفعل لفعلت.
فأجابته العقيلة: «كلاّ والله ما جعل الله لك ذلك إلاّ أن تخرج من ملّتنا وتدين بغيرها».
فاستشاط الطاغية غضباً وقال: «إياي تستقبلين بهذا إنما خرج من الدين أبوك وأخوك».
فقالت له دون أن تؤثر فيها حدّة الخصم: «بدين الله ودين أبي ودين أخي اهتديت أنت وجدّك وأبوك لو كنت مسلماً».
فقد يزيد صوابه وصرخ: كذبت يا عدوة الله.
فأجابته بما ينهي هذا التصعيد بعد أن سجلت موقفها الشجاع وقالت: «أنت أمير تشتم ظالماً وتقهر بسلطانك».
وتقول الرواية: فكأنه استحيا وسكت. وتنتقل أخبار هذه المواقف إلى العالم الإسلامي وتتناقلها الأفواه التي أُلجمت والألسن التي بُكمت باعتبارها ملاحم آل بيت رسول الله فتفعل فعلها في النفوس.
5- مفهوم النصر والهزيمة: من العوامل الهامة التي تستطيع أن تحوّل الهزيمة إلى نصر والذلّ إلى عزّة ما يحمله الإنسان من مفهوم عن معنى النصر والهزيمة.
والإسلام ربّى أبناءه كي لا يعرفوا للهزيمة معنى، فهم ينالون على أي حال إحدى الحسنيين، وانحسار الحق لا يعني فشله وضعفه بل يعني تمحيص المؤمنين الصادقين، وانتفاش الباطل لا يعني انتصاره لأنه هو استدراج أهل الباطل كي يزدادوا إثماً. هذه المفاهيم كانت زينب عليها السلام تبثها في المجتمع محاولة تصوير يزيد المنتصر بأنه هو المنهزم وبأنهم هم المنتصرون.. المنتصرون بما نالوا من فوز الشهادة.. والمنتصرون على المدى البعيد حين تهدم دماؤهم عروش الطواغيت.
تقول عليها السلام مخاطبة يزيد: «أظننتَ يا يزيد حيث أخذتَ علينا أقطار الأرض وآفاق السماء فأصبحنا نُساق كما تُساق الإماء أن بنا هواناً على الله وبك عليه كرامة؟! وأن ذلك لعِظَم خَطَرك عنده؟! فشَمَختَ بأنفك، ونظرت في عطفك جذلان مسروراً، حيث رأيت الدنيا لك مستوسقة، والأمور متّسقة، وحيث صفا لك ملكنا وسلطاننا؟!!
فمهلاً مهلا، لا تطش جهلا. أنسيت قول الله تعالى:(وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لأَنْفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْماً وَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ)
وتقول مخاطبة ابن زياد حين قال لها: الحمد لله الذي فضحكم وقتلكم وأكذب أحدوثتكم.
تقول له: «الحمد لله الذي أكرمنا بنبيه محمد(ص)، وطهّرنا من الرجس تطهيراً. إنما يُفتضح الفاسق ويكذب الفاجر، وهو غيرنا والحمد لله».
يعاود ابن زياد الطعن فيقول: كيف رأيتِ فعلَ الله بأهل بيتك؟
تجيبه بنفس تلك المفاهيم فتقول: «كتب الله عليهم القتلَ فبرزوا إلى مضاجعهم وسيجمع الله بينك وبينهم فتتحاجّون وتتخاصمون عنده».
وفي رواية أخرى وهي الراجحة في رأيي أنها قالت: «ما رأيت إلا جميلا.. وسيجمع الله بينك وبينهم..».
نعم.. ما رأيت إلا جميلا.. في هذه العبارة تتلخّص كلّ شخصية زينب بنت علي عليهما السلام.. وكل نظرتها العرفانية إلى الأمور.
أي جمال هذا الذي ينجلي لسليلة بيت النبوة ولا تراه العيون المحجوبة عن رؤية الجمال الحقيقي في هذا الكون!! وأي جمال تستشعره هذه العارفة بالله ولاتحسّه القلوب القابعة في أكنّة الآثام والرذائل!!
هذه المفاهيم بثتها زينب في المجتمع، وانتشرت وذاعت بفضل الدماء التي سُفكت في كربلاء، وكانت الشرارة التي أيقظت الناس من سباتهم العميق.
6- التبكيت: حينما تكون الضمائر هامدة والنفوس رخوة والإرادة مهتزّة لابدّ من التبكيت الشديد لتكون صعقة لاستثارة بقايا الحياة في هذا الجسد واستنهاض بقايا الهمّة فيه.
القرآن مارس هذا التبكيت مع المهزومين والضعفاء والمترددين.
وزينب انطلاقاً من هذه المدرسة القرآنية خاطبت أهل الكوفة الذين التفوا حول موكب الأسرى يبكون لهول الجريمة.. يبكون ولكن بكاء من فقد إرادته واستسلم للواقع السيّء.. ولا قيمة لهذا البكاء.. تخاطب زينب هؤلاء فتقول:
«يا أهل الكوفة، يا أهل الختل والغدر، أتبكون؟ فلا رقأت الدمعة، ولا قطعت الرنة، إنما مثلكم كمثل التي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثاً.
أتبكون وتنتحبون؟! أي والله فابكوا كثيراً واضحكوا قليلاً، فلقد ذهبتم بعارها وشنارها ولن ترحضوها بغسل بعدها أبداً..
ويلكم يا أهل الكوفة أتدرون أيّ كبد لرسول الله فريتم، وأيّ كريمة له أبرزتم، وأيّ حرمة له انتهكتم؟!».
ولا تقريع أكثر من أن يسمعوا بأنهم فَرَوا كبد رسول الله، وأبرزوا كرائمه وانتهكوا حرمه.
وتخاطب يزيدَ لتخاطب من خلاله كلَّ المسلمين، فتستعرض ما نزل بآل بيت النبوة بصورة مؤثرة جداً تستفزّ حتى الضمائر الميتة فتقول:
«أمِنَ العدل يا ابن الطلقاء تخديرك حرائرك وإماءك وسوقُك بنات رسول الله سبايا، وقد هُتكت ستورهنّ وأبديت وجوهُهُنَّ، تحدو بهنّ الأعداء من بلد إلى بلد، ويتشرفهنَّ أهل المناهل والمناقل، ويتفحّص وجوههنَّ القريب والبعيد والدنيء والشريف، ليس معهنّ من حماتهنّ حميّ، ولا من رجالهنّ وليّ؟!!
وكيف تُرجى مراقبة من لفظ فوه أكباد الأزكياء ونبت لحمه بدماء الشهداء؟!!»
بهذا النهج نهضت زينب عليها السلام بدورها التاريخي، فقد استنهضت الهمم وأيقظت العزائم، فانتفضت الأمة تطالب بكرامتها وتستعيد عزتها، وبذلك تواصلت حركة التاريخ الإسلامي التي أوشكت أن تقف وتنتكس، وقدمت عطاءها على مر الزمن، ولا يزال هذا العطاء متواصلا إلى يومنا هذا يؤتي أكله كل حين. غير أن المسيرة يعتريها دائما وبشكل طبيعي الضعف بسبب العوامل المضادة، بل قد يعتريها الركود والخمود، لذلك فإنها بحاجة دائما إلى نهج زينب وصوت زينب ليدفع بالمسيرة إلى أهدافها المنشودة.
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى اولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين عليهم السلام ورحمة الله وبركاته
السلام على ام المصائب زينب الحوراء عليها السلام
عظم الله أجوركم بمصاب ابي عبد الحسين عليه السلام
اختي الكريمة
جزاكم الله خير
وفقكم الله تعالى في الدنيا والآخرة
قال النبي صلى الله عليه وآله:
من أحب فاطمة ابنتي فهو في الجنة معي ومن ابغضها فهو في النار
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السلام عليك يا صريع العبرة الساكبة وقرين المصيبة الراتبة لعن الله امة استحلت منك المحارم وانتهكت فيك حرمة الأسلام فقُتلت صلى الله عليك مقهوراً واصبح رسول الله صلى الله عليه و اله بك موتورا واصبح كتاب الله بفقدانك مهجوراً السلام عليك وعلى جدك وابيك وامك واخيك وعلى الأ ئمة من بنيك
تشكري اختي الكريمة على الطرح
جــزاكِ الله الف خــيــر
وقـضـى حوائجــكــم بحق محمــد وآل محــمد
اللهم صل على محمد وآل محمد ..
الســـلام عليكم و رحمة الله وبركاته ,,
عظم الله أجورنا وأجوركم بمصاب سيدنا ومولانا أبا عبد الله الحسين عليه السلام
شكرا لكِ أختي على هذا الطرح ,
بارك الله فيكِ و سدد خطاكِ .
اللهم صل على محمد وآل محمد
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين السلام على الحسين و على علي بن الحسين و على أولاد الحسين
و على أصحاب الحسين ورحمة الله و بركاته ..
مشكورة اختي العزيزة
جزاكِ الله كل خير على هذا الطرح الرائع
الله يعطيكِ العافيه
مأجورين ومثابين
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عظم الله لكم ولنا الاجر فى استشهاد اباالاحرار الامام الحسين (ع)
أحسنتم على الطرح المبارك والرائع
جعله الله فى ميزان اعمالكم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
قل للمغيّب تحت أطباق الثرى * إن كنت تسمع صرختي وندائيا
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله كل خير على هذا الطرح الرائع
اشكرك حبيبتي على موضوعك المميز
واسال من الله العلي القدير ان يقضي حاجتك في الدنيا والاخره ببحق محمد وال محمد
انتظر جديدك
بسم الله الرحمن الرحيم
الْسَّلامٌ عَلَيٌكٌمْ وَرَحْمَةٌ الله وَبَرَكَاتٌهٌ
الَلَّهٌمَّ صَلَِ عَلَىَ مٌحَمَّدْ وَآلِ مُحّمَّدْ
مأجورين بمصاب الامام الحسين (عليه السلام)
سلام الله عليك ياسيدي ياأبا عبدالله الحسين
اختنا العزيزة تسلم الأيادي المباركة على المشاركة القيمة
أحسنتم وجزاكم الله خير الجزاء
يَــ الطـبـعـک كريــم و مــا تــرد حايــر .. يــاأباالفضل
بسم رب الزهراء عليها السلام
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام على بديعة الوصف والمنظرالسلام على من نرتجيها ليوم الفزع الأكبر
عظم الله أجورنا وأجوركم بمصاب اباعبد الله الحـسـين عليه السلام
حبيبتي نوارة وفقكم الباري لكل مايحب ويرضى
دمتم بحب ورعاية الزهراء
اللهم أدخلني في كل خير أدخلت فيه محمدا وآل محمد
وأخرجني من كل سوء أخرجت منه محمدا وآل محمد
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
أشكرك أختي الغالية على الطرح الرائع
جزاك الله ألف خير
ووفقك لما يحب ويرضى
بحق محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين