تتحرك الأقلام بقرب العشرين من شهر صفر للتحدث عن الإمام الحسين و زيارة الأربعين من حيث التعريف بها و أهميتها و لكن هنا ستكون الكلمة عن القائدة البطلة التي رأت بأم عينها
و اقشعرت كل أحاسيسها المشاهد المروعة الفظيعة و تبكي لها العيون حزناً لما جرى عليها من عظم رزءٍ عظيم و التي لا نظير لها في التاريخ فكيف كان حالها هي بأبي وأمي عندما زارت أخويها الحسين و كافلها أبو الفضل العباس عليهما السلام بعد مرور أربعون يوماً ؟!!
نعم . إنها السيدة زينب بنت علي بن أبي طالب التي اختص الله وصولها مع ابن أخيها الإمام السجاد ع و من زار معهم كربلاء بأن يكون بداية انطلاق تلك الشعيرة الإسلامية بل مقياساً لتبين أنصار النهضة الحسينية عن أعدائها .
لقد أيقظت قرّة عين المرتضى الراضية بالقضاء و القدر " عليها السلام " ضمير الأمة الإسلامية و العالم أجمع بمواقفها البطولية لعُظم بلاغتها، وَ عظيم فصاحتها، وجميل بيانها .
و بعدها يقف المرء منبهراً متسائلا عن السِر وراء الصمود المعهود من سيرة فخر المخدرات وَ كوثر أكبادنا ؟! فماذا كانت تمتلك من أسباب مكنتها من هزيمة الظالمين , وهي المرأة المجردة من كافة الوسائل المادية ؟ حيث لا تملك جيش أو عتاد ..
إذاً لا يوجد سر لإبائها سليلة النبوة والإمامة , و ما كان باستطاعتها أبدا أن تقف متحدية الطغاة و ملتزمة بحجابها الزينبي الذي ورثته من أمها السيدة الزهراء ع مرتدية رداء العفاف والحشمة و بكل جرأة وَ شجاعة قائلة لهم : ( فكد كيدك واسع سعيك فو الله لا تمحو ذكرنا ولا تميت وحينا) ما كانت لتستطيع كل ذلك لو لم تكن قد مهدت لكلمتها هذه روحا مفعمة بالتقوى وجوارح ما امتدت إلى الدنس أبدا .
تمكنت جامعة الرزايا رغم اعتقال الطغاة الأمويين لها الذين ظنوا أنهم اعتقلوها بقيودهم وَ تفاخرهم ..ففي الوقت الذي كانت فيه تعاني الإنهاك والأذى وقفت هذه السيدة العظيمة كالطود الشامخ أمام يزيد قائلة له: و لئن جرت علي الدواهي مخاطبتك، اني لاستصغر قدرك واستعظم تقريعك، واستكثر توبيخك، لكن العيون عبرى، والصدور حرى , أي أنها كانت في مستوى تستحقر بهذا الطاغية وملكه الواسع وجبروته الشاسع , أي النساء لا يقف نظيرها الرجال الأشداء !!
فقد كانت عقيلة الهاشميين زينب(ع) على معرفة روحانية تامة وعلم مسبق بأن الدنيا مزرعة الآخرة ؟ وَ كانت على مطلق الدراية أيضاً بان الأنبياء والأئمة والأولياء الصالحين لم يأتوا إلى هذه الدنيا إلا ليقولوا للناس بان هذه الدنيا ليست هي المستقر , وإنما هناك دار آخرة ينبغي أن يحسبوا لها حسابها الأول , وهي دار الجزاء والخلود الأبدي .
لقد اتخذت السيدة زينب (ع) هذه الفكرة عقيدة أساسية وسياسية في مسيرتها الخالدة , فهي حينما أقبل عليها أمير المتآمرين عبيد الله بن زياد مصرحاً بالكفر قائلا : الحمد لله الذي فضحكم وقتلكم واكذب أحدوثتكم .. فأجابته حينها بالقول الصادع : الحمد لله الذي أكرمنا بنبيه وطهرنا من الرجس تطهيراً ؟ إنما يفتضح الفاسق ويكذب الفاجر وهو غيرنا والحمد لله .
إن بلاغتها (عليها السلام) وشجاعتها الأدبية مع التزامها بالحجاب و العفة فرض هيبتها أمام رجال مجلس طاغية زمانه " يزيد " و هذا ليس من الأمور الخفية، وقد اعترف بها كل من كتب في واقعة كربلاء وَ نوه بجلالتها أكثر أرباب التاريخ و نقلتها الخطباء على المنابر.
و إنَّها (عليها السلام ) بملازمتها لأمها الطاهرة فاطمة الزهراء (عليها السلام) طيلة حياتها استلهمت منها أنبل الصفات وأروعها , فضلاً عن أنها كانت تشاركها حزنها على فقد أبيها (صلى الله عليه واله وسلم)؟ كما إن الأمر الذي يدل على مقامها الرفيع وَ وعيها الواسع هو إنها هي التي روت للتاريخ الخطاب العظيم الذي خطبته الزهراء(عليها السلام) دفاعا عن حق أهل البيت ضد مصادريه وظلت مراقبة للأحداث المفجعة التي مرت على أمها وأبيها وأخويها فتزيدها صلابة وصمودا وصبرا؟ ثم أنها كانت على التزام ثابت ودائم بوصايا أمها وأبيها لها بضرورة التخلق بأخلاق القران؟ فكانت نعم المرأة المجاهدة المحتسبة التي انتظرت طيلة حياتها أن تؤدي المهمة الملقاة على عاتقها , ألا وهي صياغة وَ نشر مظلومية وَ حركة الإمام الحسين .
هكذا بلَّغت السيدة زينب ع رسالة الحُسين بالروح الإيمانية و الإباء و عرفَّت بأبيها أمير المؤمنين عبر فصاحتها و بلاغة خطبتها و شجاعتها و رسالة أمها بعفتها و حجابها ، كيف لا ؟! و هي ربيبة الوحي المقدس ,التي رضعت علمها من جدها رسول الله "صلّى الله عليه وآله وسلم " ورثت تلك السيدة الفاضلة الجرأة و الشجاعة و الحكمة و العفاف و الكرم " بكل ما تعنيه الكلمة من معنى" و بذلك نستلهم الدروس و العبر من مواقفها المباركة و تكون قدوة في أقوالها و أفعالها للنساء و الرجال في العالم .
فسلامٌ عليها يوم ولدت و يوم استشهدت و يوم تبعث حيَّا
و اقشعرت كل أحاسيسها المشاهد المروعة الفظيعة و تبكي لها العيون حزناً لما جرى عليها من عظم رزءٍ عظيم و التي لا نظير لها في التاريخ فكيف كان حالها هي بأبي وأمي عندما زارت أخويها الحسين و كافلها أبو الفضل العباس عليهما السلام بعد مرور أربعون يوماً ؟!!
نعم . إنها السيدة زينب بنت علي بن أبي طالب التي اختص الله وصولها مع ابن أخيها الإمام السجاد ع و من زار معهم كربلاء بأن يكون بداية انطلاق تلك الشعيرة الإسلامية بل مقياساً لتبين أنصار النهضة الحسينية عن أعدائها .
لقد أيقظت قرّة عين المرتضى الراضية بالقضاء و القدر " عليها السلام " ضمير الأمة الإسلامية و العالم أجمع بمواقفها البطولية لعُظم بلاغتها، وَ عظيم فصاحتها، وجميل بيانها .
و بعدها يقف المرء منبهراً متسائلا عن السِر وراء الصمود المعهود من سيرة فخر المخدرات وَ كوثر أكبادنا ؟! فماذا كانت تمتلك من أسباب مكنتها من هزيمة الظالمين , وهي المرأة المجردة من كافة الوسائل المادية ؟ حيث لا تملك جيش أو عتاد ..
إذاً لا يوجد سر لإبائها سليلة النبوة والإمامة , و ما كان باستطاعتها أبدا أن تقف متحدية الطغاة و ملتزمة بحجابها الزينبي الذي ورثته من أمها السيدة الزهراء ع مرتدية رداء العفاف والحشمة و بكل جرأة وَ شجاعة قائلة لهم : ( فكد كيدك واسع سعيك فو الله لا تمحو ذكرنا ولا تميت وحينا) ما كانت لتستطيع كل ذلك لو لم تكن قد مهدت لكلمتها هذه روحا مفعمة بالتقوى وجوارح ما امتدت إلى الدنس أبدا .
تمكنت جامعة الرزايا رغم اعتقال الطغاة الأمويين لها الذين ظنوا أنهم اعتقلوها بقيودهم وَ تفاخرهم ..ففي الوقت الذي كانت فيه تعاني الإنهاك والأذى وقفت هذه السيدة العظيمة كالطود الشامخ أمام يزيد قائلة له: و لئن جرت علي الدواهي مخاطبتك، اني لاستصغر قدرك واستعظم تقريعك، واستكثر توبيخك، لكن العيون عبرى، والصدور حرى , أي أنها كانت في مستوى تستحقر بهذا الطاغية وملكه الواسع وجبروته الشاسع , أي النساء لا يقف نظيرها الرجال الأشداء !!
فقد كانت عقيلة الهاشميين زينب(ع) على معرفة روحانية تامة وعلم مسبق بأن الدنيا مزرعة الآخرة ؟ وَ كانت على مطلق الدراية أيضاً بان الأنبياء والأئمة والأولياء الصالحين لم يأتوا إلى هذه الدنيا إلا ليقولوا للناس بان هذه الدنيا ليست هي المستقر , وإنما هناك دار آخرة ينبغي أن يحسبوا لها حسابها الأول , وهي دار الجزاء والخلود الأبدي .
لقد اتخذت السيدة زينب (ع) هذه الفكرة عقيدة أساسية وسياسية في مسيرتها الخالدة , فهي حينما أقبل عليها أمير المتآمرين عبيد الله بن زياد مصرحاً بالكفر قائلا : الحمد لله الذي فضحكم وقتلكم واكذب أحدوثتكم .. فأجابته حينها بالقول الصادع : الحمد لله الذي أكرمنا بنبيه وطهرنا من الرجس تطهيراً ؟ إنما يفتضح الفاسق ويكذب الفاجر وهو غيرنا والحمد لله .
إن بلاغتها (عليها السلام) وشجاعتها الأدبية مع التزامها بالحجاب و العفة فرض هيبتها أمام رجال مجلس طاغية زمانه " يزيد " و هذا ليس من الأمور الخفية، وقد اعترف بها كل من كتب في واقعة كربلاء وَ نوه بجلالتها أكثر أرباب التاريخ و نقلتها الخطباء على المنابر.
و إنَّها (عليها السلام ) بملازمتها لأمها الطاهرة فاطمة الزهراء (عليها السلام) طيلة حياتها استلهمت منها أنبل الصفات وأروعها , فضلاً عن أنها كانت تشاركها حزنها على فقد أبيها (صلى الله عليه واله وسلم)؟ كما إن الأمر الذي يدل على مقامها الرفيع وَ وعيها الواسع هو إنها هي التي روت للتاريخ الخطاب العظيم الذي خطبته الزهراء(عليها السلام) دفاعا عن حق أهل البيت ضد مصادريه وظلت مراقبة للأحداث المفجعة التي مرت على أمها وأبيها وأخويها فتزيدها صلابة وصمودا وصبرا؟ ثم أنها كانت على التزام ثابت ودائم بوصايا أمها وأبيها لها بضرورة التخلق بأخلاق القران؟ فكانت نعم المرأة المجاهدة المحتسبة التي انتظرت طيلة حياتها أن تؤدي المهمة الملقاة على عاتقها , ألا وهي صياغة وَ نشر مظلومية وَ حركة الإمام الحسين .
هكذا بلَّغت السيدة زينب ع رسالة الحُسين بالروح الإيمانية و الإباء و عرفَّت بأبيها أمير المؤمنين عبر فصاحتها و بلاغة خطبتها و شجاعتها و رسالة أمها بعفتها و حجابها ، كيف لا ؟! و هي ربيبة الوحي المقدس ,التي رضعت علمها من جدها رسول الله "صلّى الله عليه وآله وسلم " ورثت تلك السيدة الفاضلة الجرأة و الشجاعة و الحكمة و العفاف و الكرم " بكل ما تعنيه الكلمة من معنى" و بذلك نستلهم الدروس و العبر من مواقفها المباركة و تكون قدوة في أقوالها و أفعالها للنساء و الرجال في العالم .
فسلامٌ عليها يوم ولدت و يوم استشهدت و يوم تبعث حيَّا
الاستاذ نذير بن خالد الزاير
