بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الاعلام الزينبي في مواجهة الباطل
ان القوة المذهلة التي واجهت بها بطلة كربلاء تداعيات الاحداث الدامية لواقعة الطف الخالدة خاصة حين بلوغها الذروة بعد إنجلاء غبرة الواقعة – ملحمة كربلاء – حينما وضعت الحرب أوزارها في ظهيرة العاشر من المحرم عام61 للهـجرة ، حيث وقفت على مصرع اخيها الامام الحسين الشهيد من بعد سقوط جميع الاهل والاصحاب صرعى على أرض المعركة ، وبالذات عند تلك اللحظة الرهيبة التي تعجزعن وصفها الكلمات بل وتقف اللغة برمتها ذاهلة ، والحسين في ذلك المشهد متوسد الثرى، وقد قطعت اوصال جسمه اربا اربا أسنة السيوف والرماح والسهام ثم رضها بسنبابك خيول حقد بني امية والمرتزقة من اتباعه ، في محاولة ساذجة لمحو الجريمة وطمسها ، بإعتقاد التعتيم على نهضته المباركة ، وإخفاء اي أثر له ، تاركةً جسده الطاهر وأجساد اهل بيته واصحابه على رمضاء كربلاء اللاهبة مجرد اشلاء ممزقة دون غطاء.
أقول؛ ان بطولة موقف الحوراء وحقيقة شخصيتها الفذة سلام الله عليها، لابد ان يثيرفي قلب كل لبيب فضلا عن عقله اكثر من علامة كبيرة للاستفهام والتعجب ؛ فبدل ان ينال عنف المشهد منها كإمرأة فقدت كل اخونها وبنيها وذويها وأصحابهم الاوفياء، وهذا شيء طبيعي في مثل تلك الحالة الرهيبة بالنسبة للرجال فضلا عن النساء ، وتشعربالضعف ولو للحظة واحدة وقد غدت وحيدة بين جيوش الاعداء مع ذعر الاطفال والنساء .. تراها بالعكس تتسامى مع جلال الموقف ورهبته وتتوجه بدعائها الى السماء بثقة وشجاعة وايمان قل نظيره، وربما انعدم مثيلة في تجارب البشر؛ قائلة قولتها الشهيرة :" اللهم تقبل منا هذا القربان ".
ان عظمة موقف سيدتنا الحوراء زينب الكبرى بطلة كربلاء سلام الله عليها في كربلاء لا يمكن - بكل المقاييس المتعارف عليها - ان ينطبق على مقاساة امرأة عادية من اي صنف ونوع مألوف من نساء الارض ..لا بل ان قوة صبرها ورزانتها وشدة شكيمتها في مواجهة مصائب عاشوراءالفاجعة؛ كانت كافية لتسقط اقوى الرجال عزما واكثرهم صبرا وتجعله ينهار، كون ما تعرضت له سيدتنا ومولاتنا في حقيقته اكبر من قدرة بشري على التخيل واكثر اتساعاً من خياله ، لأن الحقيقة - كما قيل- دائماً أغرب من الخيال ، ولاغرابة في ذلك فإنها العالمة غير المعلمة كما وصف عمته الامام زين العابدين عليه السلام وحقيقة كون قول وفعل الامام المعصوم حجة علينا .
ولنا في مقارنة موقفها الصلب ذاك بدلائل حياتية كثيرة جدا لايسعنا التوقف عندها كلها أو حتى عند الشذرات منها سواء من الواقع المعاش أو من وقائع التاريخ، اوضح برهان واكبر دليل على عظمتها؛ فهذه الخنساء تبكي أخيها صخرا وتندبه طويلاً، وتظهر منها دلائل الجزع الشديد والقصة معروف في تاريخنا وهو واحد ، فكيف إذن إذا كان كل الاخوة والاهل والاصحاب؟ وبالتالي هل ان صخرا مثل ابي عبد الله الحسين أو بمكانة ابي الفضل العباس عليهما السلام أوعلي الاكبر عليهم السلام أو..أو..! بل هل ان هنالك اية عدالة في مثل هذه المقارنة أصلا ؟!
بينما نجد الحوراء زينب الكبرى بنت أمير المؤمنين وفاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين عليهما السلام ويكفيها فخرا مجرد ذلك ، وفي قمة محنتها ما بين فقدها لكل أحبتها من اهل بيتها وأصحابهم وما بين مسؤوليتها الرسالية اتجاه البيت النبويّ الشريف من اجل المحافظة عن القيم الالهية التي ضحى الامام الحسين عليه السلام من اجلها بما ضحى به رغم ما ترتب على هذا الفقد من سبي وهتك لحرم رسول الله ، وفواجع لايمكن إدراك مدياتها الشاسعة ، أقول رغم كل هذا؛ تراها تقف ذلك الموقف البطولي والإيماني المسؤول الذي وقف التاريخ له اكبارا واجلالا ومازال بل وسيبقى ، والأهم قيادتها لنصف صراع جبهة الحق مع جبهة الباطل مشاركة مع النصف الآخرالذي نهض بأعبائه الامام علي بن الحسين عليه السلام ، وتسجل فوزها وانتصارها الباهربمثل ذلك الفوز والانتصار وهي في تلك الحالة ، وليس ادل على ذلك ما نحياه اليوم وبعد اكثرمن الف واربعمائة سنة من تلك الوقعة من فيض الايمان وبركات الولاية لأهل بيت النبي الاكرم صلوات الله وسلامه عليه ، فيذكر التاريخ عن الامام على بن الحسين بعدما عاد من كربلاء الى المدينة بلا ابيه وعمومته والنساء والاطفال بتلك الحالة؛ من الغالب؟ فاجابه الامام عليه السلام : ( اذا اذن المؤذن تعرف من الغالب !)
أخيرا فهل هناك أمرأة شبيهة بصفات الحوراء زينب بطلة كربلاء تفقد جميع أخوتها وأولادها وذويها وأهل بيتها وأصحابهم الأوفياء بل وتتلقاهم مجزّرين كالأضاحي الواحد تلو الاخر وتظل صامدة كالطود الاشم بل .. وتتحلى بمثل ذلك الثبات ثم تخطب بمثل ذلك المنطق بمجلس الطاغية يزيد وبحضور جميع زبانيته ؛ إن لم تك فعلا تستشعر الانتصار لقضيتها الالهية العادلة ، لتفسد على الظالمين نشوة انتصارهم المزعوم ، وتقلب على حكمهم الجائرالأمور رأساَ على عقب ؛ ثم تحوَل انتصاره المادي الآني ذاك إلى مثل هذه الهزيمة الأبدية المنكرة ، بوصمة العارالتي ألحقتها على جبينه وجبين كل الطغاة والجبابرة والعتاة من خلفه على مر الازمان والدهورالى قيام يوم الدين.
بقلم: طالب عباس
موقع/ العتبة الحسينية المقدسة
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
يقول الإمام الصادق(ع)"العامل بالظّلم والرَّاضي به والمعين له شركاء ثلاثتهم"
بسم رب الزهراء عليها السلام
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام على بديعة الوصف والمنظرالسلام على من نرتجيها ليوم الفزع الأكبر
حبيبتي قدسية الزهراء وفقكم الله تعالى لكل مايحب ويرضى
دمتم بحب ورعاية الزهراء
اللهم أدخلني في كل خير أدخلت فيه محمدا وآل محمد
وأخرجني من كل سوء أخرجت منه محمدا وآل محمد
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
أشكرك أختي الغالية على الطرح
جزاك الله ألف خير
ووفقك لما يحب ويرضى
بحق محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين الأشراف و عجل فرجهم يا كريم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
اختنا الكريمه.......مشكورة على الطرح القيم بارك الله بكم و اثقــــــل موازين حسناتكم
حفظكم الله تعالى و رعاكم و أعلى شأنكم و رفع درجــــاتكم
بحق محمد و آل محمد
و نسألكم الدعاء
يَــ الطـبـعـک كريــم و مــا تــرد حايــر .. يــاأباالفضل