الحمد لله رب العالمين
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم وتقبل شفاعتهم والعن عدوهم من الجن والانس
صلى الله عليك يا مولاي يا ابا عبدالله الحسين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
النساء الزينبيات بين الأنوثة والتصدي
خلق الله تعالى المرأة من جنس ناعم
لطيف رقيق جميل يتعامل مع الأمور بالعاطفة والحنان والرأفة,
بما يتناسب مع طبيعة دورها الذي أراده
الله تعالى لها في المجتمع, من الإهتمام في راحة زوجها,
وتربية أطفال صلحاء للمجتمع,
فهي كما يعبر عنها أمير المؤمنين(عليه السلام)
(المرأة ريحانة وليست بقهرمانة)
أي أنها كالوردة خلقها الله تعالى ليتمتع بها وبمنظرها ورائحتها,
لا كالقهرمان الذي يحكم في الأمور
ويتصرف فيها بأمره.
ولهذا السر نرى المرأة نادراً ما تتصدى للقيادة السياسية أو العسكرية
أو الإجتماعية وغير ذلك, لإن طبيعة خلقها
الجسدية والنفسية معدة لشيء آخر غير هذه الأمور.
ولكن هذا لا يمنع
من أن تتصدى بعض النساء الفاضلات
الكاملات عقلاً وأيماناً لتأدية تكليفهن الرسالي
فيما إذا أنحصر أداء التكليف بهن,
أو كان لتصديهن أثر كبير على المجتمع والنفوس وبنات جنسهن.
أسباب تصدي الحوراء:-
ولهذه الأسباب وغيرها هي التي أدت بسيدتنا
ومولاتنا الحوراء زينب(عليها السلام)
بعد استشهاد أخيها الإمام الحسين(عليه السلام)
في واقعة الطف الفجيعة للتصدي وحمل راية الإسلام
وتولي مسؤولية القيادة الشرعية
الظاهرية على كاهلها, وأما القيادة الحقيقية فكانت للإمام السجاد (عليه السلام)
وأنها تأخذ الأوامر منه مباشرة,
فأسباب ذلك التصدي أمور وهي على ما يلي:-
(أولاً):- لانحصار أداء التكليف بها,في الوقت الذي لا يمكن للرجال -
وبالخصوص الإمام السجاد(عليه السلام)- من التصدي لإهدار دمهم في ذلك الحين.
(ثانياً):- لإن تصديها بالخصوص له الأثر الكبير على المجتمع الإسلامي
لكونها أبنت فاطمة الزهراء والإمام علي(عليهما السلام)
النموذجان القدوة عند المسلمين,
وتربية هذا البيت الطاهر الذي أذهب الله عنهم
الرجس وطهرهم تطهيراً,
فيكون فعلها حجة على جميع المسلمين على مرور الأجيال.
(ثالثاً):- لكونها أكمل نساء عصرها, معصومة بالعصمة
الأفعالية عن الذنوب والمعاصي, كما أنها
(عالمة غير معلمة وفاهمة غير مفهمة)
بشهادةالإمام السجاد(عليه السلام) بحقها.
(رابعاً):- لإن تصدي المرأة لمثل هذه الأمور يكون له الأثر البالغ على النفوس الغيورة
التي تأبى الرضوخ للذل والظلم وسبي النساء وضربهن بالسياط,
كيف وهي عقيلة الهاشميين؟,
فتكون حينئذ مشعلاً للأجيال وبركاناً لايهدأ وثورة لا تخمد
ضد الظلم والطغيان في كل الأزمان.
(خامساً):- لتكون قدوة لبنات جنسهن, في تصديها للظلم, ومقارعتها للطواغيت,
وبيانها للحقيقة, وفضحها للقتلة المجرمين,
ونشرها للرسالة, وتكميلها للمسيرة,
ونهوضها بالثورة,
وتحملها للحزن والظلم والسبي
وهتك الستر وضرب السياط والجوع والعطش والإذلال وقتل الأحبة,
وغيرذلك من مسيرتها في الجهاد والتضحية والمعانات والصبر.