اللهمّ عرّفني نفسك، فإنّك إنْ لم تعرّفني نفسَك لمْ أعرف نبيّك، اللهمّ عرّفني رسولك، فإنّك إنْ لم تعرّفني رسولك لم أعرفْ حجّتك، اللهمّ عرّفني حجّتك، فإنّك إنْ لم تعرّفني حجّتك ضلَلتُ عن ديني
تفسير سورة الانشراح
المشرفون: أنوار فاطمة الزهراء،تسبيحة الزهراء
-
- فـاطـمـيـة
- مشاركات: 7244
- اشترك في: الخميس يناير 01, 2009 3:47 am
تفسير سورة الانشراح
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
( أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ * وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ * الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ * وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ *
فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً *
فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ * وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ )
إنّ سورة الانشراح المباركة ، التي تُخاطب شخص الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم ، تتألّف من ثلاثة أقسام :
القسم الأوّل : تذكير وامتنان ، تذكير بألطاف الله وعناياته بالرسول الكريم نفسه .
والقسم الثاني : نوع من التعلّم ، أي العناية وبيان علّة من العلل .
والقسم الثالث : استنتاج النتيجة . في سورة ( الضحى ) ـ التي تأتي قبل سورة الانشراح ـ ثلاث آيات هي في سياق واحد مع الآيات الأربع لسورة الانشراح . تلك الآيات الثلاث هي :
( أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآَوَى * وَوَجَدَكَ ضَالاَّ فَهَدَى * وَوَجَدَكَ عَائِلاً فَأَغْنَى ) (الضحى :6 ـ 8) : أي تذكر ما تفضّل به الله عليك من قبل . ثمّ تأتي الآيات :
( #007f00فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلاَ تَقْهَرْ * وَأَمَّا السَّائِلَ فَلاَ تَنْهَرْ * وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ ) (الضحى :9 ـ 11) :
فكأنّ آية ( أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ ) معطوفة على ( #008f00أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآَوَى ) ؛ لذلك فإنّ بعض المفسّرين ـ من الشيعة والسنّة ـ يدّعون أنّ سورة الانشراح وسورة الضحى سورة واحدة ، لا سورتان منفصلتان . بل لقد ورد في بعض الروايات أنّه في الصلاة الواجبة تجب قراءة سورة كاملة بعد سورة الفاتحة ، فأهل السنّة لا يشترطون هذا الشرط ، ويكتفون بجزء من سورة ، حتّى وإنْ كانت آية واحدة . ومن المألوف أنْ تشاهدوا أئمّة صلاة الجماعة في المسجد الحرام أو في مسجد النبي كثيراً ما يبدأون من منتصف إحدى السور ، ويقرأون سبع آيات أو ثماني أو عشراً ، وينتهون بها . أمّا في فقه الشيعة فتجب قراءة سورة كاملة بعد الفاتحة ؛ لذلك يحتاط الفقهاء في قراءة سورة الانشراح وحدها ، أو سورة الضحى وحدها ، إلاّ أنّ هذا لا يرتبط بالتفسير ارتباطاً كبيراً .
( أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ ) يعني : ألم نفتح لك قلبك حتّى فاضت منه الحكمة والحقيقة والعلوم ؟
يقول بعضهم : إنّ لرسول الله حديثاً قال فيه إنّه طلب من الله شيئاً ثمّ ندم عليه بعد ذلك ، وتمنّى لو لم يطلبه ، وكان الطلب يتعلّق ببعض ما وهب الله لأنبيائه السابقين ، وبتلك التي وهبها له ، فنزلت هذه السورة : ( أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ ) ، وهذا في الحقيقة بيان لنعمة شرح الصدر وانفتاحه ، فيفوز فيه العلم والحكمة .
( وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ ) (الشرح : 2) : أي أنّنا رفعنا عنك الحِمْل الذي يَثقل عليك ، وهذه نعمة الله الثانية ، فما هو الحمل الثقيل هذا ؟ إذا ما وضعنا سورة الانشراح إلى جانب تلك الآيات التي خاطب بها موسى ربّه ، نجد أنّها تُصدّق بعضها بعضاً . لقد قال موسى عليه السلام : ( رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي و َيَسِّرْ لِي أَمْرِي ) : أي اجعل مهمّتي سهلة ، فما هي مهمّة موسى ؟
مهمّته الدعوة ، دعوة الناس وهدايتهم ، وهي مهمّة صعبة .
( وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي * وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي * يَفْقَهُوا قَوْلِي ) : أي اجعل كلامي يسيراً ، يفهم الناس منه قصدي ، أي أنّهم إذا فهموني وأدركوا ماذا أقول وإلى أين أريد ، أنْ أقودهم ، فهذا يكفي .
( وَاجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي * هَارُونَ أَخِي * اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي * وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي ) : فما معنى الوزير ؟
لقد استُعملتْ هذه الكلمة مع الملوك استعمالاً كثيراً جعل معناها يقتصر على السائر خلف الملك والممتثّل لأوامره ، إلاّ أنّ معنى الكلمة غـير ذلك ، إنّ معناها ( المعين ) ، أي الذي يعين غيره على رفع حمْل ثقيل ، أنتم أيضاً لو أتيتم في محلّ عملكم بمَن يساعدكم على تخفيف أعباء العمل عن كواهلكم ، يكون هذا وزيراً لكم ، وهذا هو المعنى نفسه الذي وصف به الرسول الكريم صلّى الله عليه وآله وسلّم عليّاً عليه السلام باعتباره وزيراً له ، أي أنّه يساعده في حمل العبء الثقيل ؛ ولذلك قال في حقّه :
(علي وزيري / ووَصيي / وَقاضي دَيني ) .
كلمة ( الوزير ) مأخوذة من ( الوِزْر ) ، والوِزْر هو الحمل الثقيل ، والوزير هو الذي يساعد على رفع الحمل الثقيل .
والوزر ، باعتبارها تعني الحمل الثقيل ، تستعمل للدلالة على الإثم أيضاً ؛ لأنّ الإثم كالحمل الثقيل على الإنسان . ولقد سبق أنْ قلنا مرارا إنّ من صفات الإثم أنّه يُثقل روح الإنسان ، أي أنّه يستفرغ قوّة الإنسان وطاقته ، فإذا مشى فكأنّه يحمل ثقلاً على كاهله ، بخلاف طاعة الله ، فهذه تمنح القوّة .
( وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ ) (البقرة : 45) : إنّ من مميّزات عمل الخير أنّه يمنح القوّة ، فالذي يفعل الخير يحسّ كأنّه قد تغذّى تغذية جيّدة ، أو أنّه قد زرقتْ فيه عقاقير مقوِّية . أمّا في حالة ارتكابه الإثم ، فيحسّ كأنّ حملاً يُثقل كاهله ، ويشعر بالرَهَق حتّى في السير العادي .
فإذا أطلقت كلمة ( وَِزْر ) على الإثم ؛ فذاك لأنّ الإثم حمل ثقيل ، الحمل الثقيل الذي كان بعهدته ، رسالته إلى الناس ، ودعوتهم ، وهدايتهم . إذا أراد أحد أنْ يهدي الناس حقّاً ، فليس أثقل منه من عبء . فإذا قال الله للرسول : ( وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ ) بعليّ ، فذلك هو الحقّ الواقع . أي أنّنا خفّفنا عنك هذا العبء بهذا الرجل الذي هو منك بمنزلة هارون من موسى ، فبه رفعنا عنك الحمل . أَوَلَمْ يقل الرسول الكريم صلّى الله عليه وآله وسلّم : ( يا علي ، أنت منّي بمنزلة هارون من موسى ) . وهذا من الأحاديث المتواترة عن الشيعة والسنّة .
فقد روي أنّ النبي كان يصحب عليّاً في كلّ حرب يخوضها ضدّ المشركين ، ولكنّه عندما عزم على التوجّه إلى حرب تبوك ، لم يأخذ عليّاً معه ؛ وذلك لأنّها لم تكن حرباً فعليّة ، بل كانت حرباً استعراضيّة ، لإظهار قوّة المسلمين وشوكتهم أمام شمال جزيرة العرب في سورية . فذهبوا وعادوا ، وكان النبي قد أبقى عليّاً بمكانه في المدينة ، فأظهر علي أنّه كان يفضّل لو ذهب معه ، فقال الرسول :
( يا علي ، أَلاَ تُحِب أَنْ تكون خليفتي ، فأنت منّي بمنزلة هارون من موسى ) باختلاف واحد ، هو ( إلاّ أَنّه لا نبيّ بعدي ) . وهذا يعني إنّ هارون كان نبيّاً ؛ إذ إنّه كان بمقدوره أنْ يكون نبيّاً بعد موسى . ولكنّك لا تكون نبيّاً ؛ لأنّه لا نبيّ بعدي ، فكلّ ما بيني وبينك من روابط ، هي ما كانت بين موسى وهارون . فعليّ وزير الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم .
عندما أعلن النبي دعوته كان الأمر صعباً ، ثمّ بعد
ذلك ، في المدينة ، عندما أخذ الناس يدخلون في دين الله أفواجاً ، خفّ الأمر ، وأُزيح الثقل عن كاهل الرسول . كانت مهمّته قد انتهت .
( الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ ) : أي ذلك الحمل الذي أخرج الأصوات من عظام ظهرك بمثلها يضع امرؤ ثقلاً على سقف خشبي ، فيصدر الصوت من الخشب حتّى يكاد ينكسر . يريد الله أنْ يقول إنّ الحمل كان من الثقل بحيث إنّ عظام ظهرك أخذت تُفرقع ، فأَزَحْنَا عنك هذا الثقل ، وكنتُ موفّقاً .
( وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ ) : لقد أنزلنا حملك ، ولكنّنا رفعنا اسمك ، وجعلنا صوتك يعلو ، وقَرَنّا اسمَك باسم الله ، فعندما ينادي المنادي : أشهد ألاّ إله إلاّ الله ، يتلـوه مباشرة : أشهد أنّ محمّداً رسول الله .
إلى هنا تتناول الآيات النعم الإلهيّة ، ثمّ يبيّنها بصورة فلسفيّة . إلى هذا الحدّ كانت الآيات شخصيّة : كنتَ كذا ، وفعلنا كذا . ثمّ يضع الموضوع في صيغة فلسفيّة ؛ ليصل منها إلى النتيجة .
( فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً ) : المعنى الكلّي هو أنّ الصعوبة تأتي ومعها السهولة ، والسهولة في الصعوبة . وتُشير الآيتان إلى مهمّة النبي : كم كانت صعبة في البداية ، وكم كان حملك ثقيلاً حتّى فرقعتْ عظام ظهرك ، وكان العدوّ يسعى لأنْ يمحو اسمك محواً ، فصار العكس . هذا هو قانون الله .
( فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا ) : مع الصعوبة سهولة ، وإنّ الصعوبة تليها السهولة .
نهاية ظلام الليل صباحٌ أبيض .
ولكن ماذا يُعبّر القرآن عن ذلك بقوله : إنّ الصعوبة مع السهولة ؟
المقصود هو القول أنْ ليس هناك تعاقب ، أي ليس هناك أمر صعب ، ثمّ يعقبه أمر سهل بالتناوب ، ليس الأمر كذلك ، بل إنّ السهولة وليدة الصعوبة ، والصعوبة أُمّ السهولة ، أي أنّكم إذا أردتم بلوغ اليُسر ، والرفاه ، والسعادة ، فلا يُتاح لكم ذلك ما لم تَعبروا طريق الشدائد .
إنّه لتعبير عجيب ، وهي قاعدة كلّيّة عجيبة . فعلى الرغم من أنّ البداية تخصّ شخص الرسول ، والنعم التي أنعم الله بها عليه ، شرح صدره ، ورفع عنه الثقل ، ورفع اسمه ، ولكن على أيّ قانون ؟ أعمال الله كلّها تجري على وِفق القوانين والسنن ، فما هذه القوانين والسنن ؟
هي : ( فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً ) ، هذا هو القانون .
ونقرأ في سورة السجدة :
( وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآَيَاتِنَا يُوقِنُونَ ) (السجدة : 24) : أي أنّنا عيّنّا منهم قادةً يرشدون الناس بأمرنا . لماذا ؟
لأنّهم صبروا في الشدائد ، وآمنوا بآياتنا ( الإيمان مع العمل في الشدائد ) .
وقد ورد هذا أيضاً في آيات أخرى مثل سورة آل عمران :
( وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ * وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلاَّ أَنْ قَالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ * فَآَتَاهُمُ اللَّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الآَخِرَةِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ) (آل عمران : 146 ـ 148) : أي كم في طول التاريخ من أناس إلهيّين يعبدون الله ، وكم من أنبياء قاتل أولئك معهم فـي سبـيل الله ( ... فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ... ) ، أي كم تحمّلوا من الشدائد ، ولكنّهم لم يستولِ عليهم الوهن ( ... وَمَا ضَعُفُوا ... ) وظلّت معنويّاتهم عالية ، ( ... وَمَا اسْتَكَانُوا ... ) لم يُظهروا الجزع والخضوع والذل ، ولم تتحطّم نفوسهم ، ولم يتزلزل إيمانهم ، بل لجأوا إلى الله ، واستعانوا به ، ولم يقولوا شيئاً سوى الطلب من الله أنْ يملأهم صبراً واستقامة في سبيله ، وأنْ ينصرهم على الكفّار ؛ ولذلك ، ولِمَا تحمّلوا من المِحَن ( فَآَتَاهُمُ اللَّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الآَخِرَةِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ) ( آل عمران : 148) .
ويضيف الإمام عليّ قائلاً :
لقد ظهرت نيّتنا الصادقة في أعمالنا ، لا في الإدلاء بالشهادَتَين . وعندئذٍ أيّدنا الله بنصرٍ من عنده . وهذا هو معنى الآية : ( فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً ) ، فيا أيّها الرسول لقد عانَيْتَ كثيراً ، وها هي ثمرات العناء .
ثمّ نأتي إلى أمر عجيب آخر :
( فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ ) : هل يعني هذا أنّك بعد أنْ فرغتَ من ذلك ورَفَعَ الثقل عن كاهلك ، اذهب ونَمْ مستريحاً ؟
لئن فعلتَ ذلك ، فأنت قد جلبتَ على نفسك سوء الحظ ؛ إذْ إنّ سوء الحظ يأتي من التعوّد على النوم ( الاستراحة والرفاهية ) ، وما من أمر أشدّ عداءً للإنسان من الرفاهية . ( فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ ) إذا فرغت من كلّ ذلك ، فالْقِ
بنفسك في التعب والنَصَب ، ابحث عن الشدائد ، ولا تُعوِّد نفسك على الراحة .
لِنفرض أنّ رجل الله [ الإنسان المؤمن ] لم يجد أمامه من المشاكل الاجتماعيّة ما يشتغل بها ، فهل زالت عنه شدائد العبادة ؟
عندما لم يكن للنبي ما يشغله من المشاكل الاجتماعيّة ، فهل زالت ؟ ويقضي الليل في النوم حتّى الصباح ؟
كلا ، ما كان ليستريح ، ( فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ ) : القِ بنفسك في المتاعب الحقّة ، ولا تركن إلى الراحة فهي عدوّ الإنسان : ( فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ * وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ ) .
[align=center]المصدر: دروس من القرآن
اسم المؤلف:الشهيد مرتضى المطهري[/align]
اللهم صل على محمد وال محمد
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
( أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ * وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ * الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ * وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ *
فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً *
فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ * وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ )
إنّ سورة الانشراح المباركة ، التي تُخاطب شخص الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم ، تتألّف من ثلاثة أقسام :
القسم الأوّل : تذكير وامتنان ، تذكير بألطاف الله وعناياته بالرسول الكريم نفسه .
والقسم الثاني : نوع من التعلّم ، أي العناية وبيان علّة من العلل .
والقسم الثالث : استنتاج النتيجة . في سورة ( الضحى ) ـ التي تأتي قبل سورة الانشراح ـ ثلاث آيات هي في سياق واحد مع الآيات الأربع لسورة الانشراح . تلك الآيات الثلاث هي :
( أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآَوَى * وَوَجَدَكَ ضَالاَّ فَهَدَى * وَوَجَدَكَ عَائِلاً فَأَغْنَى ) (الضحى :6 ـ 8) : أي تذكر ما تفضّل به الله عليك من قبل . ثمّ تأتي الآيات :
( #007f00فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلاَ تَقْهَرْ * وَأَمَّا السَّائِلَ فَلاَ تَنْهَرْ * وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ ) (الضحى :9 ـ 11) :
فكأنّ آية ( أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ ) معطوفة على ( #008f00أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآَوَى ) ؛ لذلك فإنّ بعض المفسّرين ـ من الشيعة والسنّة ـ يدّعون أنّ سورة الانشراح وسورة الضحى سورة واحدة ، لا سورتان منفصلتان . بل لقد ورد في بعض الروايات أنّه في الصلاة الواجبة تجب قراءة سورة كاملة بعد سورة الفاتحة ، فأهل السنّة لا يشترطون هذا الشرط ، ويكتفون بجزء من سورة ، حتّى وإنْ كانت آية واحدة . ومن المألوف أنْ تشاهدوا أئمّة صلاة الجماعة في المسجد الحرام أو في مسجد النبي كثيراً ما يبدأون من منتصف إحدى السور ، ويقرأون سبع آيات أو ثماني أو عشراً ، وينتهون بها . أمّا في فقه الشيعة فتجب قراءة سورة كاملة بعد الفاتحة ؛ لذلك يحتاط الفقهاء في قراءة سورة الانشراح وحدها ، أو سورة الضحى وحدها ، إلاّ أنّ هذا لا يرتبط بالتفسير ارتباطاً كبيراً .
( أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ ) يعني : ألم نفتح لك قلبك حتّى فاضت منه الحكمة والحقيقة والعلوم ؟
يقول بعضهم : إنّ لرسول الله حديثاً قال فيه إنّه طلب من الله شيئاً ثمّ ندم عليه بعد ذلك ، وتمنّى لو لم يطلبه ، وكان الطلب يتعلّق ببعض ما وهب الله لأنبيائه السابقين ، وبتلك التي وهبها له ، فنزلت هذه السورة : ( أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ ) ، وهذا في الحقيقة بيان لنعمة شرح الصدر وانفتاحه ، فيفوز فيه العلم والحكمة .
( وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ ) (الشرح : 2) : أي أنّنا رفعنا عنك الحِمْل الذي يَثقل عليك ، وهذه نعمة الله الثانية ، فما هو الحمل الثقيل هذا ؟ إذا ما وضعنا سورة الانشراح إلى جانب تلك الآيات التي خاطب بها موسى ربّه ، نجد أنّها تُصدّق بعضها بعضاً . لقد قال موسى عليه السلام : ( رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي و َيَسِّرْ لِي أَمْرِي ) : أي اجعل مهمّتي سهلة ، فما هي مهمّة موسى ؟
مهمّته الدعوة ، دعوة الناس وهدايتهم ، وهي مهمّة صعبة .
( وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي * وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي * يَفْقَهُوا قَوْلِي ) : أي اجعل كلامي يسيراً ، يفهم الناس منه قصدي ، أي أنّهم إذا فهموني وأدركوا ماذا أقول وإلى أين أريد ، أنْ أقودهم ، فهذا يكفي .
( وَاجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي * هَارُونَ أَخِي * اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي * وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي ) : فما معنى الوزير ؟
لقد استُعملتْ هذه الكلمة مع الملوك استعمالاً كثيراً جعل معناها يقتصر على السائر خلف الملك والممتثّل لأوامره ، إلاّ أنّ معنى الكلمة غـير ذلك ، إنّ معناها ( المعين ) ، أي الذي يعين غيره على رفع حمْل ثقيل ، أنتم أيضاً لو أتيتم في محلّ عملكم بمَن يساعدكم على تخفيف أعباء العمل عن كواهلكم ، يكون هذا وزيراً لكم ، وهذا هو المعنى نفسه الذي وصف به الرسول الكريم صلّى الله عليه وآله وسلّم عليّاً عليه السلام باعتباره وزيراً له ، أي أنّه يساعده في حمل العبء الثقيل ؛ ولذلك قال في حقّه :
(علي وزيري / ووَصيي / وَقاضي دَيني ) .
كلمة ( الوزير ) مأخوذة من ( الوِزْر ) ، والوِزْر هو الحمل الثقيل ، والوزير هو الذي يساعد على رفع الحمل الثقيل .
والوزر ، باعتبارها تعني الحمل الثقيل ، تستعمل للدلالة على الإثم أيضاً ؛ لأنّ الإثم كالحمل الثقيل على الإنسان . ولقد سبق أنْ قلنا مرارا إنّ من صفات الإثم أنّه يُثقل روح الإنسان ، أي أنّه يستفرغ قوّة الإنسان وطاقته ، فإذا مشى فكأنّه يحمل ثقلاً على كاهله ، بخلاف طاعة الله ، فهذه تمنح القوّة .
( وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ ) (البقرة : 45) : إنّ من مميّزات عمل الخير أنّه يمنح القوّة ، فالذي يفعل الخير يحسّ كأنّه قد تغذّى تغذية جيّدة ، أو أنّه قد زرقتْ فيه عقاقير مقوِّية . أمّا في حالة ارتكابه الإثم ، فيحسّ كأنّ حملاً يُثقل كاهله ، ويشعر بالرَهَق حتّى في السير العادي .
فإذا أطلقت كلمة ( وَِزْر ) على الإثم ؛ فذاك لأنّ الإثم حمل ثقيل ، الحمل الثقيل الذي كان بعهدته ، رسالته إلى الناس ، ودعوتهم ، وهدايتهم . إذا أراد أحد أنْ يهدي الناس حقّاً ، فليس أثقل منه من عبء . فإذا قال الله للرسول : ( وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ ) بعليّ ، فذلك هو الحقّ الواقع . أي أنّنا خفّفنا عنك هذا العبء بهذا الرجل الذي هو منك بمنزلة هارون من موسى ، فبه رفعنا عنك الحمل . أَوَلَمْ يقل الرسول الكريم صلّى الله عليه وآله وسلّم : ( يا علي ، أنت منّي بمنزلة هارون من موسى ) . وهذا من الأحاديث المتواترة عن الشيعة والسنّة .
فقد روي أنّ النبي كان يصحب عليّاً في كلّ حرب يخوضها ضدّ المشركين ، ولكنّه عندما عزم على التوجّه إلى حرب تبوك ، لم يأخذ عليّاً معه ؛ وذلك لأنّها لم تكن حرباً فعليّة ، بل كانت حرباً استعراضيّة ، لإظهار قوّة المسلمين وشوكتهم أمام شمال جزيرة العرب في سورية . فذهبوا وعادوا ، وكان النبي قد أبقى عليّاً بمكانه في المدينة ، فأظهر علي أنّه كان يفضّل لو ذهب معه ، فقال الرسول :
( يا علي ، أَلاَ تُحِب أَنْ تكون خليفتي ، فأنت منّي بمنزلة هارون من موسى ) باختلاف واحد ، هو ( إلاّ أَنّه لا نبيّ بعدي ) . وهذا يعني إنّ هارون كان نبيّاً ؛ إذ إنّه كان بمقدوره أنْ يكون نبيّاً بعد موسى . ولكنّك لا تكون نبيّاً ؛ لأنّه لا نبيّ بعدي ، فكلّ ما بيني وبينك من روابط ، هي ما كانت بين موسى وهارون . فعليّ وزير الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم .
عندما أعلن النبي دعوته كان الأمر صعباً ، ثمّ بعد
ذلك ، في المدينة ، عندما أخذ الناس يدخلون في دين الله أفواجاً ، خفّ الأمر ، وأُزيح الثقل عن كاهل الرسول . كانت مهمّته قد انتهت .
( الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ ) : أي ذلك الحمل الذي أخرج الأصوات من عظام ظهرك بمثلها يضع امرؤ ثقلاً على سقف خشبي ، فيصدر الصوت من الخشب حتّى يكاد ينكسر . يريد الله أنْ يقول إنّ الحمل كان من الثقل بحيث إنّ عظام ظهرك أخذت تُفرقع ، فأَزَحْنَا عنك هذا الثقل ، وكنتُ موفّقاً .
( وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ ) : لقد أنزلنا حملك ، ولكنّنا رفعنا اسمك ، وجعلنا صوتك يعلو ، وقَرَنّا اسمَك باسم الله ، فعندما ينادي المنادي : أشهد ألاّ إله إلاّ الله ، يتلـوه مباشرة : أشهد أنّ محمّداً رسول الله .
إلى هنا تتناول الآيات النعم الإلهيّة ، ثمّ يبيّنها بصورة فلسفيّة . إلى هذا الحدّ كانت الآيات شخصيّة : كنتَ كذا ، وفعلنا كذا . ثمّ يضع الموضوع في صيغة فلسفيّة ؛ ليصل منها إلى النتيجة .
( فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً ) : المعنى الكلّي هو أنّ الصعوبة تأتي ومعها السهولة ، والسهولة في الصعوبة . وتُشير الآيتان إلى مهمّة النبي : كم كانت صعبة في البداية ، وكم كان حملك ثقيلاً حتّى فرقعتْ عظام ظهرك ، وكان العدوّ يسعى لأنْ يمحو اسمك محواً ، فصار العكس . هذا هو قانون الله .
( فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا ) : مع الصعوبة سهولة ، وإنّ الصعوبة تليها السهولة .
نهاية ظلام الليل صباحٌ أبيض .
ولكن ماذا يُعبّر القرآن عن ذلك بقوله : إنّ الصعوبة مع السهولة ؟
المقصود هو القول أنْ ليس هناك تعاقب ، أي ليس هناك أمر صعب ، ثمّ يعقبه أمر سهل بالتناوب ، ليس الأمر كذلك ، بل إنّ السهولة وليدة الصعوبة ، والصعوبة أُمّ السهولة ، أي أنّكم إذا أردتم بلوغ اليُسر ، والرفاه ، والسعادة ، فلا يُتاح لكم ذلك ما لم تَعبروا طريق الشدائد .
إنّه لتعبير عجيب ، وهي قاعدة كلّيّة عجيبة . فعلى الرغم من أنّ البداية تخصّ شخص الرسول ، والنعم التي أنعم الله بها عليه ، شرح صدره ، ورفع عنه الثقل ، ورفع اسمه ، ولكن على أيّ قانون ؟ أعمال الله كلّها تجري على وِفق القوانين والسنن ، فما هذه القوانين والسنن ؟
هي : ( فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً ) ، هذا هو القانون .
ونقرأ في سورة السجدة :
( وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآَيَاتِنَا يُوقِنُونَ ) (السجدة : 24) : أي أنّنا عيّنّا منهم قادةً يرشدون الناس بأمرنا . لماذا ؟
لأنّهم صبروا في الشدائد ، وآمنوا بآياتنا ( الإيمان مع العمل في الشدائد ) .
وقد ورد هذا أيضاً في آيات أخرى مثل سورة آل عمران :
( وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ * وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلاَّ أَنْ قَالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ * فَآَتَاهُمُ اللَّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الآَخِرَةِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ) (آل عمران : 146 ـ 148) : أي كم في طول التاريخ من أناس إلهيّين يعبدون الله ، وكم من أنبياء قاتل أولئك معهم فـي سبـيل الله ( ... فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ... ) ، أي كم تحمّلوا من الشدائد ، ولكنّهم لم يستولِ عليهم الوهن ( ... وَمَا ضَعُفُوا ... ) وظلّت معنويّاتهم عالية ، ( ... وَمَا اسْتَكَانُوا ... ) لم يُظهروا الجزع والخضوع والذل ، ولم تتحطّم نفوسهم ، ولم يتزلزل إيمانهم ، بل لجأوا إلى الله ، واستعانوا به ، ولم يقولوا شيئاً سوى الطلب من الله أنْ يملأهم صبراً واستقامة في سبيله ، وأنْ ينصرهم على الكفّار ؛ ولذلك ، ولِمَا تحمّلوا من المِحَن ( فَآَتَاهُمُ اللَّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الآَخِرَةِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ) ( آل عمران : 148) .
ويضيف الإمام عليّ قائلاً :
لقد ظهرت نيّتنا الصادقة في أعمالنا ، لا في الإدلاء بالشهادَتَين . وعندئذٍ أيّدنا الله بنصرٍ من عنده . وهذا هو معنى الآية : ( فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً ) ، فيا أيّها الرسول لقد عانَيْتَ كثيراً ، وها هي ثمرات العناء .
ثمّ نأتي إلى أمر عجيب آخر :
( فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ ) : هل يعني هذا أنّك بعد أنْ فرغتَ من ذلك ورَفَعَ الثقل عن كاهلك ، اذهب ونَمْ مستريحاً ؟
لئن فعلتَ ذلك ، فأنت قد جلبتَ على نفسك سوء الحظ ؛ إذْ إنّ سوء الحظ يأتي من التعوّد على النوم ( الاستراحة والرفاهية ) ، وما من أمر أشدّ عداءً للإنسان من الرفاهية . ( فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ ) إذا فرغت من كلّ ذلك ، فالْقِ
بنفسك في التعب والنَصَب ، ابحث عن الشدائد ، ولا تُعوِّد نفسك على الراحة .
لِنفرض أنّ رجل الله [ الإنسان المؤمن ] لم يجد أمامه من المشاكل الاجتماعيّة ما يشتغل بها ، فهل زالت عنه شدائد العبادة ؟
عندما لم يكن للنبي ما يشغله من المشاكل الاجتماعيّة ، فهل زالت ؟ ويقضي الليل في النوم حتّى الصباح ؟
كلا ، ما كان ليستريح ، ( فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ ) : القِ بنفسك في المتاعب الحقّة ، ولا تركن إلى الراحة فهي عدوّ الإنسان : ( فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ * وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ ) .
[align=center]المصدر: دروس من القرآن
اسم المؤلف:الشهيد مرتضى المطهري[/align]
-
- فـاطـمـيـة
- مشاركات: 26879
- اشترك في: الجمعة أكتوبر 24, 2008 1:16 am
- مكان: بين الرياحين
Re: تفسير سورة الانشراح
[align=center][font=Traditional Arabic]بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
الفاطمية الكريمة احـــزان الزهراء..
أحسنتم كثيراً على شــرح السورة المباركة
ربي يبارك فيكم ويحفظكم وَ ينور قلوبكم بنور القرآن العظيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين[/font][/align]
اللهم صل على محمد وآل محمد
الفاطمية الكريمة احـــزان الزهراء..
أحسنتم كثيراً على شــرح السورة المباركة
ربي يبارك فيكم ويحفظكم وَ ينور قلوبكم بنور القرآن العظيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين[/font][/align]
-
- مـديـرة المنبر الفاطمي
- مشاركات: 14668
- اشترك في: الاثنين يونيو 02, 2008 4:58 am
- مكان: فـ الزهراء ـدك
Re: تفسير سورة الانشراح
[align=center][font=Courier New]
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم
فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً
سهل الله عليكم كل امر عسير
وبارك في طرحكم
وفقكم الله تعالى
فـ الزهراء ـدك[/font][/align]
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم
فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً
سهل الله عليكم كل امر عسير
وبارك في طرحكم
وفقكم الله تعالى
فـ الزهراء ـدك[/font][/align]
فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا
-
- فـاطـمـيـة
- مشاركات: 5686
- اشترك في: الاثنين يونيو 22, 2009 12:50 am
Re: تفسير سورة الانشراح
[align=center]اللهم صل على الحجة المهدي المنتظر وعجل فرجه
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا لكم أختي الكريمة على تفسير الآيات الكريمة
وفقكم الله تعالى ونور قلوبكم ودروبكم بنور القرآن الكريم بحق محمد وآل محمد
اللهم صل على محمد وال محمد[/align]
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا لكم أختي الكريمة على تفسير الآيات الكريمة
وفقكم الله تعالى ونور قلوبكم ودروبكم بنور القرآن الكريم بحق محمد وآل محمد
اللهم صل على محمد وال محمد[/align]
-
- فـاطـمـيـة
- مشاركات: 2503
- اشترك في: الثلاثاء سبتمبر 09, 2008 3:23 am
Re: تفسير سورة الانشراح
[align=center][font=Arabic Transparent]بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد و آل محمد وعجل فرج مهدي آل محمد ياكريم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله تعالى خير الجزاء أختي احزان الزهراء لنقلكم التفسير القيم
وفقكم الله تعالى ورعاكم[/font][/align]
اللهم صل على محمد و آل محمد وعجل فرج مهدي آل محمد ياكريم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله تعالى خير الجزاء أختي احزان الزهراء لنقلكم التفسير القيم
وفقكم الله تعالى ورعاكم[/font][/align]
-
- عضو موقوف
- مشاركات: 49213
- اشترك في: السبت أكتوبر 04, 2008 5:03 pm
- مكان: في قلب منتداي الحبيب
Re: تفسير سورة الانشراح
[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
شكرا لكم اختي احزان الزهراء على طرحكم الموضوع
وفقكم الله لكل خير
[/align]
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
شكرا لكم اختي احزان الزهراء على طرحكم الموضوع
وفقكم الله لكل خير
[/align]
( حسبي الله ونعم الوكيل )
-
- فـاطـمـيـة
- مشاركات: 23718
- اشترك في: الأربعاء ديسمبر 10, 2008 4:13 am
- مكان: في مملكة الزهراء
Re: تفسير سورة الانشراح
[align=center][font=Traditional Arabic]اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
السلام عليك يامخفية القبر السلام عليك يامكسورة الضلع
حبيبتي احزان اسال الله ان يشرح صدورنا بحق محمد وآل محمد
دمتم برعاية الزهراء[/font][/align]
السلام عليك يامخفية القبر السلام عليك يامكسورة الضلع
حبيبتي احزان اسال الله ان يشرح صدورنا بحق محمد وآل محمد
دمتم برعاية الزهراء[/font][/align]
اللهم أدخلني في كل خير أدخلت فيه محمدا وآل محمد
وأخرجني من كل سوء أخرجت منه محمدا وآل محمد
وأخرجني من كل سوء أخرجت منه محمدا وآل محمد
-
- مـشـرفـة
- مشاركات: 13029
- اشترك في: السبت يناير 31, 2009 12:36 am
Re: تفسير سورة الانشراح
[align=center]اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
بسم الله الرحمن الرحيم
جزاك الله خيرا اختي
احزان الزهراء
قضى الله حوائجك ويسر امورك بحق
محمد وآله الطاهرين[/align]
بسم الله الرحمن الرحيم
جزاك الله خيرا اختي
احزان الزهراء
قضى الله حوائجك ويسر امورك بحق
محمد وآله الطاهرين[/align]
قال النبي صلى الله عليه وآله:
من أحب فاطمة ابنتي فهو في الجنة معي ومن ابغضها فهو في النار
من أحب فاطمة ابنتي فهو في الجنة معي ومن ابغضها فهو في النار
-
- المدير الإداري
- مشاركات: 49874
- اشترك في: الثلاثاء سبتمبر 23, 2008 1:36 pm
- الجنس: فاطمية
Re: تفسير سورة الانشراح
[align=center][font=Traditional Arabic]بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وعَجِّلْ فَرَجَهُمْ
جزاك الله خيرا أختي
احزان الزهراء
شرح رائع ومميز
قضى الله حوائجك ويسر أمورك[/font][/align]
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وعَجِّلْ فَرَجَهُمْ
جزاك الله خيرا أختي
احزان الزهراء
شرح رائع ومميز
قضى الله حوائجك ويسر أمورك[/font][/align]
يقينا كله خير
-
- فـاطـمـيـة
- مشاركات: 7122
- اشترك في: الخميس يونيو 12, 2008 11:16 am
Re: تفسير سورة الانشراح
[align=center]
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف وارحمنا بهم يا كريم
بارك الله في جهودكم وشكر سعيكم وانار قلبكم بنور وجهه الكريم
جزاكم الله خير الجزاء وتقبل منكم هذا القليل بأحسن قبول
نسأل الله لكم الموفقية والسداد بجاه محمد وآل محمد
لعن الله ظلميك يا مولاتي يافاطمة الزهراء
لاتنسى ترشيح المنتدى
راية هدى الزهراء
[/align]
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف وارحمنا بهم يا كريم
بارك الله في جهودكم وشكر سعيكم وانار قلبكم بنور وجهه الكريم
جزاكم الله خير الجزاء وتقبل منكم هذا القليل بأحسن قبول
نسأل الله لكم الموفقية والسداد بجاه محمد وآل محمد
لعن الله ظلميك يا مولاتي يافاطمة الزهراء
لاتنسى ترشيح المنتدى
راية هدى الزهراء
[/align]
-
- فـاطـمـيـة
- مشاركات: 834
- اشترك في: السبت مارس 21, 2009 11:04 am
Re: تفسير سورة الانشراح
[font=Traditional Arabic][align=center]
اللهم صلي على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف واهلك أعدائهم الى قيام يوم الدين
ربي يعطيكِ العافية
ويثيبك
جعله الله بميزان حسناتك ان شاء الله
[/align][/font]
اللهم صلي على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف واهلك أعدائهم الى قيام يوم الدين
ربي يعطيكِ العافية
ويثيبك
جعله الله بميزان حسناتك ان شاء الله
[/align][/font]
-
- فـاطـمـيـة
- مشاركات: 39518
- اشترك في: الأربعاء إبريل 29, 2009 11:20 am
Re: تفسير سورة الانشراح
[align=center]اللهم صل على محمد و آل محمد الطيبين الطاهرين
جزاك الله خير الجزاء الله يعطيك الف عافية طرح رائع وشرح وافي
في موازيين حسناتك ان شاء الله تعالى
موفقة لكل خير ان شاء الله تعالى[/align]
جزاك الله خير الجزاء الله يعطيك الف عافية طرح رائع وشرح وافي
في موازيين حسناتك ان شاء الله تعالى
موفقة لكل خير ان شاء الله تعالى[/align]
(( إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ))
-
- فـاطـمـيـة
- مشاركات: 564
- اشترك في: الجمعة إبريل 03, 2009 1:36 am
Re: تفسير سورة الانشراح
[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين
مشاركة نورانية قيمة
احسنتِ اختي احزان الزهراء
الله يجعلها في ميزان الاعمال[/align]
اللهم صل على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين
مشاركة نورانية قيمة
احسنتِ اختي احزان الزهراء
الله يجعلها في ميزان الاعمال[/align]
-
- فـاطـمـيـة
- مشاركات: 10284
- اشترك في: الجمعة يونيو 05, 2009 12:09 am
Re: تفسير سورة الانشراح
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
جزاك الله كل خير على هذا الطرح الرائع
جعله الله في ميزان حسناتكم
دمتم في رعاية الله وحفظه
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
جزاك الله كل خير على هذا الطرح الرائع
جعله الله في ميزان حسناتكم
دمتم في رعاية الله وحفظه
اتَّقُوا ظُنُونَ الْمُؤْمِنِينَ، فَإِنَّ اللهَ تَعَالَى جَعَلَ الْحَقَّ عَلَى أَلْسِنَتِهِمْ.
-
- فـاطـمـيـة
- مشاركات: 7244
- اشترك في: الخميس يناير 01, 2009 3:47 am
Re: تفسير سورة الانشراح
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد
بارك الله بكم جميعا على المرور الطيب
نورتم صفحتي بتواجدكم العطر
تحياتي لكم
اللهم صل على محمد وال محمد
بارك الله بكم جميعا على المرور الطيب
نورتم صفحتي بتواجدكم العطر
تحياتي لكم