اللهمّ عرّفني نفسك، فإنّك إنْ لم تعرّفني نفسَك لمْ أعرف نبيّك، اللهمّ عرّفني رسولك، فإنّك إنْ لم تعرّفني رسولك لم أعرفْ حجّتك، اللهمّ عرّفني حجّتك، فإنّك إنْ لم تعرّفني حجّتك ضلَلتُ عن ديني

تأملات وعبر من حياة النبي سليمان (ع)

روضة تهتم بـ المعارف القرآنية، الفضائل، التفسير، القصص

المشرفون: أنوار فاطمة الزهراء،تسبيحة الزهراء

صورة العضو الرمزية
ام حنان
فـاطـمـيـة
مشاركات: 3584
اشترك في: الأربعاء فبراير 04, 2009 3:36 pm

تأملات وعبر من حياة النبي سليمان (ع)

مشاركة بواسطة ام حنان »

اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
إن رب العالمين اختص داود وسليمان (ع) ببعض الأمور الملفتة.. يقول تعالى في كتابه الكريم: {وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ عِلْمًا}.. هنا تنكير العلم يوحي بأن الأمر عظيم؛ فلم يبين ماهية هذا العلم، ولا حدوده.. فالتنكير في اللغة العربية تارة يأتي للتحقير، كأن نقول: جاءني رجل، وتارة يراد به التعظيم كقوله تعالى: {عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا}، فلم يقل: المقام المحمود مثلا.

{وَقَالَا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي فَضَّلَنَا عَلَى كَثِيرٍ مِّنْ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ}.. نلاحظ هنا أدب الأنبياء، حيث جعلا هذا العلم، وهذا الفضل هبة إلهية.. وقد حق لهما أن يقولا ذلك؛ لأن من المعاجز التي أُعطيت لنبي الله دواد (ع)، أن الحديد كان ملينا له، والجبال والطير مسخرة له.. وأما بالنسبة إلى سليمان (ع) فقد أعطي من الغرائب الكثير: كفهمه منطق الطير، والريح كانت بأمره.. فهذه الأمور ليست عادية!..

{وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنطِقَ الطَّيْرِ}.. ما هو منطق الطير؟.. يقول البعض: بأن المراد بمنطق الطير، هو هذه الأصوات الساذجة من الطيور، والدالة على معنى من المعاني؛ فالطير بحركاته وأصواته الطبيعية يُفهم قصدا.. ولكن بعض علمائنا وبعض المفسرين قالوا: بأن هذا المقدار لا يعد غرابة، حتى الإنسان المزارع الذي يعيش مع الطيور، يعلم المغزى من بعض أصوات الطيور.. وإنما المراد هنا هو أمر ما وراء المعاني التي نفهمها نحن، حيث أن هناك حركة تداول معلومات بين الطيور، لا تفهم عن طريق الأصوات العادية.. وهذا المعنى هو الذي اختص به النبي سليمان صلوات الله وسلامه عليه.. وكلمة {عُلِّمْنَا} ربما يراد بها سليمان وداود: أي الأب والابن، كلاهما كانا يعرفان منطق الطير.

{وَأُوتِينَا مِن كُلِّ شَيْءٍ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ}.. إن هذه العبارة، لو تفكرنا بها فإنها عبارة كبيرة جدا.. فعندما يصل الأمر إلى بعض الروايات الدالة على سعة علم النبي أو الوصي، فإن البعض يستغرب من ذلك.. والحال بأن سليمان وداود يقولا: {وَأُوتِينَا مِن كُلِّ شَيْءٍ}.. أن كل ما يعطى الإنسان من نعم إلهية.. فالعبارة بحسب ظاهرها مطلقة جدا.. فإذن، نحن أمام نبي له من القدرات ما لم يتيسر لبشر قبله: من تعلم منطق الطير، وتسخير الرياح، وتسخير الجبال، وتسخير الجن أيضا.

{وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ}.. إن هذه القوى الطبيعية من الجن والإنس والطير كانت باختيار نبي الله سليمان.. فنبي الله سليمان مر على وادي النمل فـ{قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ}.. من أين علمت النملة أن هذا هو سليمان؟.. إن الذي ذكرناه قبل قليل، من أن للطير منطقا، وهذا منطق الحشرة، وهذه أعجب!.. لأننا نقول: بأن الحشرات دون الطيور في المستوى، ولكن هذه النملة علمت علما غريب.. فالبعض حاول أن يقول بأن هذه النملة، وذلك الهدهد: هذا هدهد خاص، وتلك نملة خاصة.. والحال بأنه لا دليل على ذلك.. فنحن لا نميل إلى هذا الرأي بأن هنالك إعجازا، إذ لا داعي لمثل هذا الإعجاز، الذي يحتاج إلى دليل.. فالقرآن نقل نقلا أن النملة قالت كذا والهدهد قال كذا .. فإذن، إن الحمل على الإعجاز خلاف الطبع الأول.

{فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِّن قَوْلِهَا}.. لماذا تبسم سليمان؟.. هل لأن هذه النملة تكلمت بهذا الكلام؟.. نحن نعلم أن ديدن المؤمن إذا أراد أن يتعجب هو التبسم لا الضحك.. فالقرآن يقول عن سليمان: {وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ}.. لماذا شكر سليمان ربه؟.. لأنه تذكر بأنه يعلم منطق الطير والحشرات.. فبمجرد أن فهم كلام النملة، تذكر أن هذه هبة إلهية.. فالمؤمن عندما يوفق في صلاة الليل، ويخشع؛ يتذكر أن يشكر ربه، لأن هذه هبة إلهية.. وعندما يوفق إلى حجة، أو عمرة، أو سفرة إلى مشهد كريم؛ ليبادر قبل كل شيء إلى شكر هذه النعمة الإلهية النازلة عليه.. والتعميم في الدعاء من ديدن المؤمن، إن أردت أن تدعو لماذا لا تحول تاء الفاعل إلى ناء الفاعلين؟.. فبدل أن تقول: اللهم ارزقني!.. قل: اللهم ارزقنا!.. وما ورد في النص من تاء المتكلم متعمدا، وإلا فإن المؤمن لولا النص، لغلّب جانب الجمع على جانب الإفراد.

{أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ}.. هذه دعوة سليمان لوالديه، فكلمة {وَالِدَيَّ} معناه: أن والد سليمان وأيضا أمه منعم عليهما.. وهذا بخلاف ما ورد في كتب القوم في التوراة المحرفة، من أن سليمان ابن امرأة أوريا التي عشقها داود -على زعمهم- فأرسل أوريا الى الحرب ليقتل ويفجر بزوجته.. ويقال أنه بعد أن قام بهذا الأمر أدخلها في أزواجه، فولدت له سليمان.. أي أن سليمان هو ابن هذه الحركة، التي لا نتوقعها لإنسان له أدنى درجات الوجدان والحس الإنساني.. ولكن في منطق القرآن الكريم، نعلم أن أم سليمان امرأة طاهرة نقية، أنعم الله عليها.. إذ جعلها وعاء لولادة هذا النبي، الذي أعطي من الملك ما لم يعهد في تاريخ البشرية.

{وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ}.. في ذيل هذه الآية معنيان كبيران: المعنى الأول: أن أعمل صالحا ترضاه لي، فالعمل الصالح قد يكون صالحا، ولكن لا يرضاه الرب.. مثلا إنسان في ظرف من الظروف بإمكانه أن يسافر سفرة عبادة -عمرة مثلا- فهذه السفرة مطابقة لمزاجه، ولكن في المقابل يهمل أمر عائلته، كأن يكون له والدة مريضة، تحتاج إلى رعاية.. فالعمرة عمل صالح، ولكن لا يرضاه الله عز وجل.. فإذن، إن المؤمن لا يفكر في العمل الصالح فحسب!.. ولكن يفكر في العمل الصالح المرضي..ومعنى ذلك: أن الأعمال الصالحة ذات درجات، والمؤمن الكيس الفطن، هو الذي يشخص سلم الأولويات، ويقدّم الأهم ثم المهم.. وذلك بلا شك يحتاج إلى بصيرة إلهية، وإلى نفاذ في بصيرة الإنسان المؤمن.

{وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ}.. يقول العلماء: إن هناك صلاحا فعليا، وهناك صلاحا ذاتيا.. فالمؤمن لابد وأن يجمع بين الصلاحين: صلاح فعلي، وصلاح فاعلي.. أي صلاح في العمل الصالح، وصلاح في الذات الصالحة.. وهنا سليمان أسند العمل الصالح إلى نفسه، فقال أن أعمل عملا صالحا.. فإذن، إن العمل الصالح يحتاج إلى جهد من العبد.. ونحن نعلم بأن الإنسان مخير، ولو كان مسيرا لما أعطي الأجر.. وعليه، فإن العمل الصالح إلى من يقوم به، وهو العبد.. ولكن الذات الصالحة، تحتاج إلى ترشيح إلهي.. ولهذا جعله لله عز وجل حيث قال: {وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ}.. فالإدخال في العباد الصالحين انتجاب، وانتخاب للذات.. وهذه الذات المنتجبة المصطفاة المختارة، تحتاج إلى جذب إلهي، وتحتاج إلى اصطفاء رباني.. فإذن، عليَّ بالعمل الصالح لأحقق العمل الصالح.. والذات الصالحة تحتاج إلى جذبة ربانية.. وهناك من العلاقة ما بينهما ما لا يخفى.

{وَجِئْتُكَ مِن سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ}.. هذا الطير ذهب إلى مملكة سبأ، يتفقد الأحوال والأوضاع، ويأتي وهو في درجة عالية من اليقين ويقول: {إِنِّي وَجَدتُّ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِن كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ}.. هذا وصف ظاهري، أما ديانتهم فقد قال فيهم: {وَجَدتُّهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِن دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ}.

وقد جاء الهدهد بوصف قلما يخطر على بال المتكلمين من البشر فقال: {الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ}.. فرب العالمين هو الذي يخرج ما كان عدما قبل ذلك.. فالوجود برمته كان معدوما مخبأ، ورب العالمين بقدرته، وبإرادة واحدة قلب العدم إلى الوجود.. هذا الرب الذي يستحدث الوجود من العدم تركوه وعبدوا الشمس التي تعتبر مصداقا لمصاديق هذا الوجود.

{وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ}.. انتقل إلى صفة لها تأثيرها في سلوكنا.. لماذا لا نراقب هذا الرب الذي أخرج الوجود من العدم تارة، وتارة يطلع على خبايا نفوسنا؟.. هذا الرب الذي هو {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ}.. فالهدهد من أين علم العرش؟.. ومن أين علم هذا الوصف، وصف الربوبية؟.. لا ندري، هل كل هدهد كذلك؟.. كما قلنا في بداية الحديث: نحن نعتقد بظاهر الآيات، بأن طبع الطير له منطقه وفهمه، وإن خفي على الآدميين.

بعد ذلك فلننظر إلى الحوارية بين سليمان وبين بلقيس: أولا بعث إليهم بكتاب، وكان بإمكان سليمان أن يجهز جيشه -كعادة الملوك- ويفتح مملكة سبأ.. وهو الذي له الجن والإنس والطير والريح وما شابه ذلك، لا يعجز أمام بلقيس.. ولكن فلننظر إلى ما نسميه اليوم بالحركة الحضارية للحركة السلمية، لإتمام الحجة.. فبعث إليهم بكتاب كريم {إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ}.. أي أن كنتم تريدون الفوز والنجاة، فعليكم بالتعبد الشرعي.. يقال بأن الإسلام هنا ليس المراد به الدين، وإنما الانقياد.. فالأمور كلها تابعة لهذا الانقياد، والإنسان الذي لا انقياد له لا ينفع في مسيرة التكامل.

{قَالَتْ يَا أَيُّهَا المَلَأُ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي مَا كُنتُ قَاطِعَةً أَمْرًا حَتَّى تَشْهَدُونِ}.. هذا منطق الديمقراطية المدعاة اليوم.. تقول بلقيس: أن لي رأي، وأنتم لكم رأيكم.. فبينوا لي ما هي وجهة النظر الصائبة؟..

{قَالُوا نَحْنُ أُوْلُوا قُوَّةٍ وَأُولُوا بَأْسٍ شَدِيدٍ وَالْأَمْرُ إِلَيْكِ فَانظُرِي مَاذَا تَأْمُرِينَ}.. أي نحن قوة عسكرية، ولكن لا نعلم ما هي الحكمة؟.. فأنت أدرى بالأمور السياسية!.. إنهؤلاء الجنود علموا حدودهم، لأنالنظر والاقتراح يحتاج إلى تخصص.. فهذه هي النزاهة والموضوعية حتى عند الكفرة.

{قَالَتْ إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ}.. هذه المقولة المعروفة من كلمات بلقيس، تعني: يا أيها الملأ!.. لماذا نتصادم مع سليمان، فسليمان صاحب قوة وبطش -كانت بلقيس تعد سليمان كباقي ملوك الأرض- فهؤلاء إذا دخلوا البلاد وفتحوها، جعلوا أعزة أهلها أذلة؟.. ولهذا قبل أن نتورط معهم، {َإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِم بِهَدِيَّةٍ فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ}.. تريد بلقيس بذلك أن تجس النبض، ولتعرف هل سليمان صاحب هدف دنيوي، وصاحب ملك أرضي، أم له رسالة أسمى من ذلك!..

{فَلَمَّا جَاء سُلَيْمَانَ قَالَ أَتُمِدُّونَنِ بِمَالٍ فَمَا آتَانِيَ اللَّهُ خَيْرٌ مِّمَّا آتَاكُم بَلْ أَنتُم بِهَدِيَّتِكُمْ تَفْرَحُونَ}.. بين لهم سليمان بأن هذه الهدية المالية، لا يمكن أن تثني عزمه عن الهدف الرسالي.

بعد ذلك رأى سليمان أن يستغل الهبات التي أعطاها إياه الله عز وجل: من جن، وريح، وطير.. لللإنتصار على بلقيس، وبما ينفع رسالته.. فـ{قَالَ يَا أَيُّهَا المَلَأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَن يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ}.. بدلا من الغزو والفتح والقوة العسكرية، لماذا لا نجلب عرشها من سبأ، لتعلم أن سليمان متصل بعالم القدرة الإلهية القاهرة، لعل هذه الحركة تكون سببا بإيمان بلقيس وجمعها.

{قَالَ عِفْريتٌ مِّنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن تَقُومَ مِن مَّقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ}.. الغريب أن هذا العفريت مفسر بكتب التفسير بأنه مارد خبيث، سبحان الله!.. مارد خبيث وله هذه القدرة أن يأتي بعرش بلقيس، قبل أن يقوم سليمان من مقامه!.. وإذا سمع إنسان عن كرامة أو قدرة خارقة لولي من أولياء الله الصالحين، أولإمام من أئمة الهدى، يعتبرها خرافة ومبالغة وغلو.. ولو كان هذا المارد يدعي هذه القدرة الخارقة لنفاه القرآن الكريم ولأسكته سليمان.. فرغم أنه عفريت، إلا أنه يقول: أنا آتيك بالعرش، وأمين في عملي.

{قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ}.. يقال أنه الخضر، ويقال أنه الوصي آصف.. فهذا الذي عنده علم من الكتاب، قام بهذا الأمر، فكيف بمن عنده علم الكتاب؟!.. أي علي بن أبي طالب عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والتسليم.

فإذن، إن الدرس العملي من قصة سيدنا سليمان هي: ألا نستغرب من عطاءات رب العالمين، فرب العالمين إذا أراد أن يعطي عطاء، سخر الريح والطير والجن ودواب الأرض، لصالح الإنسان المؤمن، ولصالح الحركة الإيمانية.. فإذا كان رب العالمين سخر جنود السماوات والأرض لوليه، ينبغي أن يعيش الإنسان حالة من الأمن والأمان.

وفي زماننا هذا فإن إمامنا المهدي -صلوات الله عليه وعلى آبائه- هو وارث علم الأنبياء والأوصياء، وسيقوم بمهمة أعظم من مهمة سيدنا سليمان، لابد وأن الله عز وجل يمكنه من هذه القدرات الهائلة، التي مكنها لسليمان في يوم من الأيام.. فرب العالمين هو صاحب الجن، وهو رب العفريت، وهو رب الهدهد والنمل والريح، وهو رب الحديد الذي لينه لداود عليه وعلى نبينا السلام.. فالرب هو الرب، إذا شاء رب العالمين لفعل ما فعل {لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ}.
منقول من شبكة السراج[
صورة العضو الرمزية
عشقِي الأبدي هو الله
عضو موقوف
مشاركات: 49213
اشترك في: السبت أكتوبر 04, 2008 5:03 pm
مكان: في قلب منتداي الحبيب

Re: تأملات وعبر من حياة النبي سليمان (ع)

مشاركة بواسطة عشقِي الأبدي هو الله »

بسْــمِ اللّهِ الرَّحْمـَنِ الرَّحِيمِ
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمّـَدٍ وآلِ مُحَمّـَدٍ وعَجِّلْ فَرَجَهُمْ وسَهّـِلْ مَخْرَجَهُمْ والعَنْ أعْدَاءَهُمْ



مشكورة اختي الكريمة ع الطرح

الله يعطيكِ العافية.
( حسبي الله ونعم الوكيل )
صورة العضو الرمزية
عشقي حيدري23
فـاطـمـيـة
مشاركات: 852
اشترك في: السبت يوليو 25, 2009 8:14 pm

Re: تأملات وعبر من حياة النبي سليمان (ع)

مشاركة بواسطة عشقي حيدري23 »

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد الابرار الاخيار

شكراً لك .. موضوع أكثر من رائع
تحياااتي لك..
صورة
..يـامولاتــي يافاطمــة أغيثينـــي..
صورة العضو الرمزية
دماء الزهراء
فـاطـمـيـة
مشاركات: 43141
اشترك في: الخميس يناير 07, 2010 9:08 pm

Re: تأملات وعبر من حياة النبي سليمان (ع)

مشاركة بواسطة دماء الزهراء »

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

شكرا لك على الموضوع القيم
وجزاك الله خيراً

جعله في ميزان حسناتك

دعواتي لكم بالتوفيق وقضاء الحوائج كلمح البصر
صورة
يقول الإمام الصادق(ع)"العامل بالظّلم والرَّاضي به والمعين له شركاء ثلاثتهم"
صورة العضو الرمزية
صرخة الزهراء
فـاطـمـيـة
مشاركات: 23718
اشترك في: الأربعاء ديسمبر 10, 2008 4:13 am
مكان: في مملكة الزهراء

Re: تأملات وعبر من حياة النبي سليمان (ع)

مشاركة بواسطة صرخة الزهراء »

بسم رب الزهراء عليها السلام
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام على من نرتجيها ليوم الفزع الأكبرالسلام على بديعة الوصف والمنظر
نهنئكم بمناسبة ذكرى الإسراء والمعراج وكل عام وآنتم بخير
حبيبتي آم حنان وفقك الله لكل خير
دمتم بحب ورعاية الزهراء
صورة
اللهم أدخلني في كل خير أدخلت فيه محمدا وآل محمد
وأخرجني من كل سوء أخرجت منه محمدا وآل محمد
صورة العضو الرمزية
احزان الزهراء
فـاطـمـيـة
مشاركات: 7244
اشترك في: الخميس يناير 01, 2009 3:47 am

Re: تأملات وعبر من حياة النبي سليمان (ع)

مشاركة بواسطة احزان الزهراء »

صورة
صورة العضو الرمزية
جنة المتقين
فـاطـمـيـة
مشاركات: 2840
اشترك في: الثلاثاء مارس 17, 2009 5:42 pm

Re: تأملات وعبر من حياة النبي سليمان (ع)

مشاركة بواسطة جنة المتقين »

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم يا كريم

أختي الكريمة ام حنان
جزاكِ الله خيراً على الطرح القيم المبارك
موفقة لكل خير


[/align]
ليس أحب إلى الله من مؤمن تائب ,,, ومؤمنة تائبة
صورة العضو الرمزية
الفاطمية العلوية
فـاطـمـيـة
مشاركات: 16728
اشترك في: السبت أكتوبر 25, 2008 4:26 am

Re: تأملات وعبر من حياة النبي سليمان (ع)

مشاركة بواسطة الفاطمية العلوية »

اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ
وَعَجِّلْ فَرَجَهُمْ وَاهْلِكْ عَدُوَّهُمْ مِنَ الجِنِّ وَالاِنْسِ مِنَ ألاَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ

بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
الْسَّلامِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ الْلَّهِ وَبَرَكَاتَةَ


اختنا الفاضلة ام حنان,
لَكُم الْشُّكْر الْجَزِيل لِمُشَارَكَتِكُم الْقَيِّمَة وَالْطَّرْح الْرَّائِع
احْسَنْتُم كَثِيْرا بَارَك الْلَّه فِيْكُم وَرَحِم الْلَّه وَالِدِيْكُم وَرَزَقَكُم الْلَّه الْصِّحَّه وَالْعَافِيَة
وَجَزَاكُم الْلَّه خَيْرا وَنُوْر الْلَّه قُلُوْبَكُم بِالْايْمَان بِحَق مُحَمَّد وَآَل مُحَمَّد
وَصَلَّى الْلَّه عَلَى مُحَمّد وَآَل مُحَمَّد الْطَّيِّبِين الْطَّاهِرِيْن
دُمْتُم فِي حِفْظ وَرِعَايَة الْلَّه .... وَفَقَّكُم الْلَّه لِكُل خَيْر
نَسْأَلُكُم الْدُّعَاء
الى متى يا مهدينا الى متى هذا الغياب عجل على ظهورك
إذا كنا مع الحق فلا نبالي
صورة العضو الرمزية
أم فاطمة البتول
مشاركات: 12197
اشترك في: الأحد أكتوبر 12, 2008 12:45 am

Re: تأملات وعبر من حياة النبي سليمان (ع)

مشاركة بواسطة أم فاطمة البتول »

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم وارحمنا بهم ياكريم

يعطيكم الف عافية
جعله الله تعالى في ميزان حسناتك ..
اخذ روحي ونظرعيني لبو السجاد وديني يسجلني
عبير اترابه اشتمه واريد بدفتر الخدمة يسجلني
صورة العضو الرمزية
خادمة خدام الحسين(ع)
فـاطـمـيـة
مشاركات: 33196
اشترك في: السبت أغسطس 15, 2009 6:47 pm
مكان: قلب هجــر الحبيبة

Re: تأملات وعبر من حياة النبي سليمان (ع)

مشاركة بواسطة خادمة خدام الحسين(ع) »

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد و عجل فرجهم و اهلك اعداءهم يا كريم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أختي الكريمة / ام حنان
أحسنتِ ، بارك الله فيكِ
في ميزان حسناتكِ إن شاء الله تعالى

دمتِ سالمة

[align=]يا غياث المستغيثين أغثني بـ قالع باب خيبر علي بن أبي طالب أدركني[/align]
صورة العضو الرمزية
ناصرة الزهراء
فـاطـمـيـة
مشاركات: 26879
اشترك في: الجمعة أكتوبر 24, 2008 1:16 am
مكان: بين الرياحين

Re: تأملات وعبر من حياة النبي سليمان (ع)

مشاركة بواسطة ناصرة الزهراء »

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد

ربي يعطيكم العافية أختي أم حنان على الطرح القيم المبارك
الله ينور قلوبكم بنور القرآن العظيم ويوفقكم ويقضي جميع حوائجكم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
رشح المنتدى لإغاثة المحتاجين والمرضى
صورة العضو الرمزية
نور الله فاطمة
فـاطـمـيـة
مشاركات: 507
اشترك في: الجمعة يوليو 09, 2010 11:49 am

Re: تأملات وعبر من حياة النبي سليمان (ع)

مشاركة بواسطة نور الله فاطمة »

بِسْم الْلَّه الْرَّحْمَن الْرَّحِيْم
الْلَّهُم صَل عَلَى مُحَمَّد وَآَل مُحَمَّد الْطَّيِّبِين الْطَّاهِرِيْن
الْسَّلام عَلَيْكُم وَرَحْمَة الْلَّه وَبَرَكَاتُه
شُكْرَا جَزِيْلا لَكُم ع هَذِه الْطَرِح الْقَيِّم
وَجَزَاكَم الْلَّه تَعَالَى كُل خَيْر
وَادْخِلَكُم فَسِيْح جَنَّاتِه
صورة العضو الرمزية
فاطمة هبة الله
فـاطـمـيـة
مشاركات: 39503
اشترك في: الأربعاء إبريل 29, 2009 11:20 am

Re: تأملات وعبر من حياة النبي سليمان (ع)

مشاركة بواسطة فاطمة هبة الله »

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد الابرار الاخيار
بارك الله فيكِ اختي الكريمة ام حنان
الله يعطيكِ الفين عافية طرح قيم
في موازيين حسناتك ان شاء الله تعالى
موفقة يا رب

(( إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ))


صورة العضو الرمزية
شجـون الزهـراء
فـاطـمـيـة
مشاركات: 27275
اشترك في: الاثنين يناير 26, 2009 6:25 pm

Re: تأملات وعبر من حياة النبي سليمان (ع)

مشاركة بواسطة شجـون الزهـراء »

اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين ,,
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
شكرا جزيلا لك أختي الكريمة على هذا الطرح ,
الله يعطيك ألف عافية .
اللهـم صـل علـى محمـد وآل محمـد
صورة
صورة العضو الرمزية
*غفران*
فـاطـمـيـة
مشاركات: 4463
اشترك في: الاثنين فبراير 01, 2010 9:45 pm

Re: تأملات وعبر من حياة النبي سليمان (ع)

مشاركة بواسطة *غفران* »

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم واهلك أعدائهم يا رب
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اشكرك للافادة ...وفقـــــكم الله
جــــزاك الله خيرا
غيابك أحرق مهجتي...ومن عيني راح المنام ...يا صاحب الامر

العودة إلى ”روضــة الــنـفـحـات الـقـرآنـيـة“