بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال تعالى: { كان الناس أمةً واحدةً فبعث الله النبيين مبشّرين ومنذرين }البقرة: 213 حينما نقرأ كتاب الله المجيد نجد أنه ذكر أربع مراحل متميّزة لتأريخ البشرية هي:
1 - مرحلة (الميثاق) الفطري: وتبدأ بنبيّ الله آدم (عليه السلام)
2 - مرحلة (الشهادة): وتبدأ بنبيّ الله نوح (عليه السلام)
3 - مرحلة (الإمامة): وتبدأ بنبي الله إبراهيم (عليه السلام)
4 - مرحلة (الوراثة): وتبدأ بظهور الإمام المهدي من آل محمد (عجل الله فرجه)
إن هذه المراحل تتميّز ببداياتها، ولكنّها تتداخل في امتداداتها، أي: ان المرحلة الاولى اذا كانت قد بدأت بآدم (عليه السلام)، فانها لا تنتهي برسالة نوح (عليه السلام)، وانما يضيف الله تعالى منذ عصر نوح (عليه السلام) عاملاً جديداً في حياة الانسان لهدايته
وتوجيهه إلى التوحيد، وذلك هو عامل (الشهادة)، ثم يضيف عاملاً ثالثاً هو عامل (الإمامة) وزعامة حركة التوحيد
منذ بعث إبراهيم (عليه السلام)
إن العوامل الثلاثة الأولى قد اجتمعت وتواصلت في حياة الإنسان منذ مبعث رسول الله إبراهيم (عليه السلام) فكانت المرحلة الثالثة من حياة البشرية، والمرحلة الرابعة ستكون على يد الامام المهدي المنتظر (عجل الله فرجه) الذي يطهّر الأرض من الشرك، وهي مرحلة الميراث حيث يرث الأرض وما عليها
قال تعالى: { ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أنّ الأرض يرثها عبادي الصالحون }الأنبياء: 105
المرحلة الأُولى: الميثاق
{ وإذ أخذ ربّك من بني آدم من ظهورهم ذرّيتهم وأشهدهم على انفسهم الست بربّكم قالوا بلى شهدنا ان تقولوا يوم القيامة إنّا كنا عن هذا غافلين }الأعراف: 172 في آية الميثاق نواجه العهد الذي أخذه الله تعالى من الإنسان
ومضمون هذا العهد أو الميثاق:
الإقرار بربوبية الله تعالى وبالعبودية له من الناحية التكوينية، والإذعان لطاعته تعالى من الناحية التشريعية.
إنّ العلاقة العقلية واضحة بين هذين الأمرين، حيث إنّ الانسان اذا ما اعترف لله تعالى بالربوبية لزمه بحكم العقل ان يلتزم بالطاعة له. والعلاقة التكوينية بين الخالق وخلقه تستتبع علاقة تشريعية بطاعة المخلوق لخالقه فيما يشرع له من أوامر ونواهٍ.
إنّ هذا الميثاق هو أساس دعوة الأنبياء (عليهم السلام) ورسالات الله، فمهمّة الانبياء تذكير الناس بعهدهم الفطري مع الله.
ولنقرأ ما تضمنته الآية الكريمة: تتناول آية الميثاق أربع نقاط أساسية:
1 - مطالبة الله تعالى، ذرية آدم (عليه السلام) بالإقرار بحقيقة الربوبية وسؤاله عنها { ألست بربّكم }
2 - الإقرار التام بهذه الحقيقة { قالوا بلى }
3 - شهادة الإنسان على نفسه { شهدنا }
4-احتجاج الله تعالى عليهم باقرارهم والشهادة يوم القيامة { ان تقولوا يوم القيامة إنّا كنّا عن هذا غافلين }
ويختلف المفسّرون في ظرف هذا الإقرار والشهادة، فيذهب بعضهم إلى أنه كان قبل خلق آدم (عليه السلام)
حيث استخرج الله سبحانه وتعالى الذريّة من الظهور كهيئة الذر، وأخذ منهم العهد والميثاق، وأشهدهم على انفسهم.
ونعتقد أنّ الآية المباركة تستعرض هذا الأمر بلغة الرمز، وهي لغة مألوفة في التعبير القرآني
لمن يحسن فهمه فهذا الاقرار، والشهادة قد جريا بصورة فطرية إذ أقرّ الإنسان - مخلوق الله - بالربوبية
وحق الطاعة لله تعالى في عمق فطرته.
ولا يختص هذا الإقرار بمرحلة سابقة من مراحل الخلق، وإنما هو أمرٌ مستمرٌ متواصل يجري في عمق فطرة كل إنسان بصورة طبيعية
في مرحلة من مراحل النضج الفطري حيث تنفتح فطرة الإنسان على الله عز وجل، لو لا ان تصدها العوامل الاخرى وتأثيراتها فتفسدها. إن العقل يجري في هذا الإقرار والإشهاد بموجب حكم الفطرة
والذي نود الإشارة إليه، هو أنّ الإقرار بالربوبية والطاعة، والشهادة على ذلك يجريان في فطرة وعقل كل إنسان بدون استثناء
غير أن عوامل التحريف والصد تفسد على الإنسان فطرته، فيحتاج إلى تذكير بمقتضيات حكم الفطرة.
ولكن الإنسان في المرحلة الأولى - حيث لم تتعقد الحالة الحضارية بعد في حياته، ولم تفسد فطرته، ولم تتكاثر عليه
عوامل الصد والتحريف - كانت فطرته كافية في توجيهه وهدايته إلى ربوبية الله تعالى، وفي التزامه بطاعة الله وعبادته، وهذا هو مضمون الميثاق الفطري، إلا أن الإنسان في تلك المرحلة لم يكن بحاجة إلى أكثر من عامل الفطرة في الإقرار والإلتزام بتوحيد الله وعبادته وطاعته.
إنّ هذه المرحلة هي مرحلة حاكمية الفطرة، وقد استمرت منذ آدم (عليه السلام) إلى ما قبل عصر نوح (عليه السلام).
وكان الناس في هذه الفترة أمة واحدة على دين الفطرة وهداها
يقول تعالى: { كان الناس أمة واحدة * فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين وأنزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه } البقرة: 213
وبيَّن أن الآية الكريمة تشير إلى مرحلتين في تأريخ الانسان: الأولى: عندما كان الناس أمة واحدة الثانية: عندما اختلفوا فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين يحملو كتاب الله ليحكموا بين الناس فيما اختلفوا فيه
إنّ المرحلة الأولى هي مرحلة الفطرة التي كان الناس فيها أمة واحدة، لم تتعقد حياتهم ولم تتطوّر حضارتهم ولم تفسد فطرتهم، ولم يظهر الإختلاف بينهم.
فيما تمثل المرحلة الثانية إنتقال الناس إلى حالة حضارية أكثر تعقيداً إذ بدأ الإختلاف وتلوثت الفطرة.
بسم الله الرحمن الرحيم
وصل اللهم على سيدة نساء العالمين الصديقة الكبرى فاطمة الزهراء (ع)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أختي العزيزة أحسنتِ بارك الله تعالى بكم، سدد الباري جل وعلا خطاكم المباركة لكل خير
نسأل الله تعالى ان يرزقكم شفاعة النبي المصطفى وآله الأطهار مع شيعة محمد وآل محمد
وصلى الله تعالى على النبي الكريم محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
والحمد لله رب العالمين
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
اختي الفاطمية المؤمنة :
" ناصرة الزهراء "
بارك الله جهودك العطرة
ورزقك كرامة تحقيق المراد بحق محمد وآل محمد
شمس النبوة وقمر هاشم يوم عاشور دار الفلك فيها وتلاقى النور بالنور
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ربي يحفظكم أخواتي العزيزات على المرور الجميل وطيب الدعوات
الله يوفقكم ويقضي جميع حوائجكم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين رشح المنتدى لإغاثة المحتاجين والمرضى
اللهمصلعلىمحمدوآلمحمدالطيبينالطاهرينوعجلفرجوليهمياكريم,,
أختي الكريمة
أحسنت ، بارك الله فيك و شكرا على هذا الطرح الطيب المبارك
في ميزان حسناتك إن شاء الله تعالى .
اللهم عجل لوليك الفرج اللهـمصـلعلـىمحمـدوآلمحمـد
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين الأشراف و عجل فرجهم يا كريم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
طرح جدا قيم و مميز اختي العزيزة .. بارك الله بكم و اثقل موازين حسناتكم
حفظكم الله تعالى و رعاكم و أعلى شأنكم و رفع درجاتكم بحق محمد و آل محمد
و نسألكم الدعاء
يَــ الطـبـعـک كريــم و مــا تــرد حايــر .. يــاأباالفضل