اللهمّ عرّفني نفسك، فإنّك إنْ لم تعرّفني نفسَك لمْ أعرف نبيّك، اللهمّ عرّفني رسولك، فإنّك إنْ لم تعرّفني رسولك لم أعرفْ حجّتك، اللهمّ عرّفني حجّتك، فإنّك إنْ لم تعرّفني حجّتك ضلَلتُ عن ديني
دعــــــاء الندبـــــة
-
- فـاطـمـيـة
- مشاركات: 1747
- اشترك في: الاثنين يوليو 28, 2008 6:20 am
Re: دعــــــاء الندبـــــة
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم وتقبل شفاعتهم واهلك اعدائهم يا الله
اَلْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعالَمينَ وَ صَلَّى اللهُ عَلى سَيِّدِنا مُحَمَّدٍ نَبِيِّهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ تَسْليماً، اَللّـهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ عَلى ما جَرى بِهِ قَضاؤكَ في اَوْلِيائِكَ الَّذينَ اسْتَخْلَصْتَهُمْ لِنَفْسِكَ وَ دينِكَ، اِذِ اخْتَرْتَ لَهُمْ جَزيلَ ما عِنْدَكَ مِنَ النَّعيمِ الْمُقيمِ الَّذي لا زَوالَ لَهُ وَ لاَ اضْمِحْلالَ، بَعْدَ اَنْ شَرَطْتَ عَلَيْهِمُ الزُّهْدَ في دَرَجاتِ هذِهِ الدُّنْيَا الدَّنِيَّةِ وَ زُخْرُفِها وَ زِبْرِجِها، فَشَرَطُوا لَكَ ذلِكَ وَ عَلِمْتَ مِنْهُمُ الْوَفاءَ بِهِ فَقَبِلْتَهُمْ وَ قَرَّبْتَهُمْ، وَ قَدَّمْتَ لَهُمُ الذِّكْرَ الْعَلِيَّ وَ الثَّناءَ الْجَلِىَّ، وَ اَهْبَطْتَ عَلَيْهِمْ مَلائِكَتَكَ وَ كَرَّمْتَهُمْ بِوَحْيِكَ، وَ رَفَدْتَهُمْ بِعِلْمِكَ، وَ جَعَلْتَهُمُ الذَّريعَةَ اِلَيْكَ وَ الْوَسيلَةَ اِلى رِضْوانِكَ، فَبَعْضٌ اَسْكَنْتَهُ جَنَّتَكَ اِلى اَنْ اَخْرَجْتَهُ مِنْها، وَ بَعْضٌ حَمَلْتَهُ في فُلْكِكَ وَ نَجَّيْتَهُ وَ مَنْ آمَنَ مَعَهُ مِنَ الْهَلَكَةِ بِرَحْمَتِكَ، وَ بَعْضٌ اتَّخَذْتَهُ لِنَفْسِكَ خَليلاً وَ سَأَلَكَ لِسانَ صِدْقٍ فِي الاْخِرينَ فَاَجَبْتَهُ وَ جَعَلْتَ ذلِكَ عَلِيّاً، وَ بَعْضٌ كَلَّمْتَهُ مِنْ شَجَـرَةٍ تَكْليماً وَ جَعَلْتَ لَهُ مِنْ اَخيهِ رِدْءاً وَ وَزيراً، وَ بَعْضٌ اَوْلَدْتَهُ مِنْ غَيْرِ اَبٍ وَ آتَيْتَهُ الْبَيِّناتِ وَ اَيَّدْتَهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ، وَ كُلٌّ شَرَعْتَ لَهُ شَريعَةً، وَ نَهَجْتَ لَهُ مِنْهاجاً، وَ تَخَيَّرْتَ لَهُ اَوْصِياءَ، مُسْتَحْفِظاً بَعْدَ مُسْتَحْفِظٍ مِنْ مُدَّةٍ اِلى مُدَّةٍ، اِقامَةً لِدينِكَ، وَ حُجَّةً عَلى عِبادِكَ، وَ لِئَلّا يَزُولَ الْحَقُّ عَنْ مَقَرِّهِ وَ يَغْلِبَ الْباطِلُ عَلى اَهْلِهِ، وَ لا يَقُولَ اَحَدٌ لَوْلا اَرْسَلْتَ اِلَيْنا رَسُولاً مُنْذِراً وَ اَقَمْتَ لَنا عَلَماً هادِياً فَنَتَّبِـعَ آياتِكَ مِنْ قَبْلِ اَنْ نَذِلَّ وَ نَخْزى، اِلى اَنِ انْتَهَيْتَ بالأمْرِ اِلى حَبيبِكَ وَ نَجيبِكَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ، فَكانَ كَمَا انْتَجَبْتَهُ سَيِّدَ مَنْ خَلَقْتَهُ، وَ صَفْوَةَ مَنِ اصْطَفَيْتَهُ، وَ اَفْضَلَ مَنِ اجْتَبَيْتَهُ، وَ اَكْرَمَ مَنِ اعْتَمَدْتَهُ، قَدَّمْتَهُ عَلى اَنْبِيائِكَ، وَ بَعَثْتَهُ اِلَى الثَّقَلَيْنِ مِنْ عِبادِكَ، وَ اَوْطَأتَهُ مَشارِقَكَ وَ مَغارِبَكَ، وَ سَخَّرْتَ لَهُ الْبُراقَ، وَ عَرَجْتَ (به) بِرُوْحِهِ اِلى سَمائِكَ، وَ اَوْدَعْتَهُ عِلْمَ ما كانَ وَما يَكُونُ اِلَى انْقِضاءِ خَلْقِكَ، ثُمَّ نَصَرْتَهُ بِالرُّعْبِ، وَ حَفَفْتَهُ بِجَبْرَئيلَ وَ ميكائيلَ وَ الْمُسَوِّمينَ مِنْ مَلائِكَتِكَ وَ وَعَدْتَهُ اَنْ تُظْهِرَ دينَهُ عَلَى الدّينِ كُلِّهِ وَ لَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ، وَ ذلِكَ بَعْدَ اَنْ بَوَّأتَهُ مَبَوَّأَ صِدْقٍ مِنْ اَهْلِهِ، وَ جَعَلْتَ لَهُ وَ لَهُمْ اَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنّاسِ لَلَّذي بِبَكَّةَ مُبارَكاً وَ هُدىً لِلْعالَمينَ، فيهِ آياتٌ بَيِّناتٌ مَقامُ اِبْراهيمَ وَ مَنْ دَخَلَهُ كانَ آمِناً، وَ قُلْتَ: «اِنَّما يُريدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ اَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهيراً» ثُمَّ جَعَلْتَ اَجْرَ مُحَمَّدٍ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَ آلِهِ مَوَدَّتَهُمْ في كِتابِكَ فَقُلْتَ: «قل لا اسالكم عليه اجرا الا المودة في القربى» وَ قُلْتَ: «ما سَألْتُكُمْ مِنْ اَجْرٍ فَهُو َلَكُمْ» وَ قُلْتَ: «ما اَسْاَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ اَجْرٍ الّا مَنْ شاءَ اَنْ يَتَّخِذَ اِلى رَبِّهِ سَبيلاً»، فَكانُوا هُمُ السَّبيلَ اِلَيْكَ وَ الْمَسْلَكَ اِلى رِضْوانِكَ، فَلَمَّا انْقَضَتْ اَيّامُهُ اَقامَ وَلِيَّهُ عَلِيَّ بْنَ اَبي طالِب صَلَواتُكَ عَلَيْهِما وَ آلِهِما هادِياً، اِذْ كانَ هُوَ الْمُنْذِرَ وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ، فَقالَ وَ الْمَلأُ اَمامَهُ: مَنْ كُنْتُ مَوْلاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلاهُ اَللّـهُمَّ والِ مَنْ والاهُ وَ عادِ مَنْ عاداهُ وَ انْصُرْ مَنْ نَصَرَهُ وَ اخْذُلْ مَنْ خَذَلَهُ، وَ قالَ: مَنْ كُنْتُ اَنَا نَبِيَّهُ فَعَلِيٌّ اَميرُهُ، وَ قالَ: اَنَا وَ عَلِيٌّ مِنْ شَجَرَةٍ واحِدَةٍ وَ سائِرُالنَّاسِ مِنْ شَجَرٍ شَتّى، وَ اَحَلَّهُ مَحَلَّ هارُونَ مِنْ مُوسى، فَقال لَهُ: اَنْتَ مِنّي بِمَنْزِلَةِ هارُونَ مِنْ مُوسى الّا اَنَّهُ لا نَبِيَّ بَعْدي، وَ زَوَّجَهُ ابْنَتَهُ سَيِّدَةَ نِساءِ الْعالَمينَ، وَ اَحَلَّ لَهُ مِنْ مَسْجِدِهِ ما حَلَّ لَهُ، وَ سَدَّ الاْبْوابَ اِلاّ بابَهُ، ثُمَّ اَوْدَعَهُ عِلْمَهُ وَ حِكْمَتَهُ فَقالَ: اَنـَا مَدينَةُ الْعِلْمِ وَ عَلِىٌّ بابُها، فَمَنْ اَرادَ الْمَدينَةَ وَ الْحِكْمَةَ فَلْيَاْتِها مِنْ بابِها، ثُمَّ قالَ: اَنْتَ اَخي وَ وَصِيّي وَ وارِثي، لَحْمُكَ مِنْ لَحْمي وَ دَمُكَ مِنْ دَمي وَ سِلْمُكَ سِلْمي وَ حَرْبُكَ حَرْبي وَ الإيمانُ مُخالِطٌ لَحْمَكَ وَ دَمَكَ كَما خالَطَ لَحْمي وَ دَمي، وَ اَنْتَ غَداً عَلَى الْحَوْضِ خَليفَتي وَ اَنْتَ تَقْضي دَيْني وَ تُنْجِزُ عِداتي وَ شيعَتُكَ عَلى مَنابِرَ مِنْ نُورٍ مُبْيَضَّةً وُجُوهُهُمْ حَوْلي فِي الْجَنَّةِ وَ هُمْ جيراني، وَ لَوْلا اَنْتَ يا عَلِيُّ لَمْ يُعْرَفِ الْمُؤْمِنُونَ بَعْدي، وَ كانَ بَعْدَهُ هُدىً مِنَ الضَّلالِ وَ نُوراً مِنَ الْعَمى، وَ حَبْلَ اللهِ الْمَتينَ وَ صِراطَهُ الْمُسْتَقيمَ، لا يُسْبَقُ بِقَرابَةٍ في رَحِمٍ وَ لا بِسابِقَةٍ في دينٍ، وَ لا يُلْحَقُ في مَنْقَبَةٍ مِنْ مَناقِبِهِ، يَحْذُو حَذْوَ الرَّسُولِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِما وَ آلِهِما، وَ يُقاتِلُ عَلَى التَّأويلِ وَ لا تَأخُذُهُ فِي اللهِ لَوْمَةُ لائِمٍ، قَدْ وَتَرَ فيهِ صَناديدَ الْعَرَبِ وَ قَتَلَ اَبْطالَهُمْ وَ ناوَشَ (ناهش) ذُؤْبانَهُمْ، فَاَوْدَعَ قُلُوبَهُمْ اَحْقاداً بَدْرِيَّةً وَ خَيْبَرِيَّةً وَ حُنَيْنِيَّةً وَ غَيْرَهُنَّ، فَاَضَبَّتْ عَلى عَداوَتِهِ وَ اَكَبَّتْ عَلى مُنابَذَتِهِ، حَتّى قَتَلَ النّاكِثينَ وَ الْقاسِطينَ وَ الْمارِقينَ، وَ لَمّا قَضى نَحْبَهُ وَ قَتَلَهُ اَشْقَى الاْخِرينَ يَتْبَعُ اَشْقَى الاْوَّلينَ، لَمْ يُمْتَثَلْ اَمْرُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ فِي الْهادينَ بَعْدَ الْهادينَ، وَ الاْمَّةُ مُصِرَّةٌ عَلى مَقْتِهِ مُجْتَمِعَةٌ عَلى قَطيعَةِ رَحِمِهِ وَ اِقْصاءِ وُلْدِهِ اِلّا الْقَليلَ مِمَّنْ وَفى لِرِعايَةِ الْحَقِّ فيهِمْ، فَقُتِلَ مَنْ قُتِلَ، وَ سُبِيَ مَنْ سُبِيَ وَ اُقْصِيَ مَنْ اُقْصِيَ وَ جَرَى الْقَضاءُ لَهُمْ بِما يُرْجى لَهُ حُسْنُ الْمَثُوبَةِ، اِذْ كانَتِ الاْرْضُ للهِ يُورِثُها مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَ الْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقينَ، وَ سُبْحانَ رَبِّنا اِنْ كانَ وَعْدُ رَبِّنا لَمَفْعُولاً، وَ لَنْ يُخْلِفَ اللهُ وَعْدَهُ وَ هُوَ الْعَزيزُ الْحَكيمُ.
فَعَلَى الاْطائِبِ مِنْ اَهْلِ بَيْتِ مُحَمَّدٍ وَ عَلِيٍّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِما وَ آلِهِما فَلْيَبْكِ الْباكُونَ، وَ اِيّاهُمْ فَلْيَنْدُبِ النّادِبُونَ، وَ لِمِثْلِهِمْ فَلْتَذْرِفِ (فَلْتًدرِ) الدُّمُوعُ، وَ لْيَصْرُخِ الصّارِخُونَ، وَ يَضِجَّ الضّاجُّونَ، وَ يَعِـجَّ الْعاجُّوَن، اَيْنَ الْحَسَنُ اَيْنَ الْحُسَيْنُ اَيْنَ اَبْناءُ الْحُسَيْنِ، صالِحٌ بَعْدَ صالِـحٍ، وَ صادِقٌ بَعْدَ صادِقٍ، اَيْنَ السَّبيلُ بَعْدَ السَّبيلِ، اَيْنَ الْخِيَرَةُ بَعْدَ الْخِيَرَةِ، اَيْنَ الشُّمُوسُ الطّالِعَةُ، اَيْنَ الاْقْمارُ الْمُنيرَةُ، اَيْنَ الاْنْجُمُ الزّاهِرَةُ، اَيْنَ اَعْلامُ الدّينِ وَ قَواعِدُ الْعِلْمِ، اَيْنَ بَقِيَّةُ اللهِ الَّتي لا تَخْلُو مِنَ الْعِتْرَةِ الْهادِيـَةِ، اَيـْنَ الـْمُعَدُّ لِـقَطْعِ دابِرِ الظَّلَمَةِ، اَيْنَ الْمُنْتَظَرُ لاِقامَةِ الاْمْتِ وَ اْلعِوَجِ، اَيْنَ الْمُرْتَجى لاِزالَةِ الْجَوْرِ وَ الْعُدْوانِ، اَيْنَ الْمُدَّخَرُ لِتَجْديدِ الْفَرآئِضِ و َالسُّنَنِ، اَيْنَ الْمُتَخَيَّرُ لاِعادَةِ الْمِلَّةِ وَ الشَّريعَةِ، اَيْنَ الْمُؤَمَّلُ لاِحْياءِ الْكِتابِ وَ حُدُودِهِ، اَيْنَ مُحْيي مَعالِمِ الدّينِ وَ اَهْلِهِ، اَيْنَ قاصِمُ شَوْكَةِ الْمُعْتَدينَ، اَيْنَ هادِمُ اَبْنِيَةِ الشِّرْكِ وَ النِّفاقِ، اَيْنَ مُبيدُ اَهْلِ الْفُسُوقِ وَ الْعِصْيانِ وَ الطُّغْيانِ، اَيْنَ حاصِدُ فُرُوعِ الْغَيِّ وَ الشِّقاقِ (النِفاقِ)، اَيْنَ طامِسُ آثارِ الزَّيْغِ وَ الاْهْواء، اَيْنَ قاطِعُ حَبائِلِ الْكِذْبِ (الكَذِبِ) وَ الاْفْتِراءِ، اَيْنَ مُبيدُ الْعُتاةِ وَ الْمَرَدَةِ، اَيْنَ مُسْتَأصِلُ اَهْلِ الْعِنادِ وَ التَّضْليلِ وَ الاْلْحادِ، اَيْنَ مُـعِزُّ الاْوْلِياءِ وَ مُذِلُّ الاْعْداءِ، اَيْنَ جامِعُ الْكَلِمَةِ (الكَلِمِ) عَلَى التَّقْوى، اَيْنَ بابُ اللهِ الَّذى مِنْهُ يُؤْتى، اَيْنَ وَجْهُ اللهِ الَّذى اِلَيْهِ يَتَوَجَّهُ الاْوْلِياءُ، اَيْنَ السَّبَبُ الْمُتَّصِلُ بَيْنَ الاْرْضِ وَ السَّماءِ، اَيْنَ صاحِبُ يَوْمِ الْفَتْحِ وَ ناشِرُ رايَةِ الْهُدى، اَيْنَ مُؤَلِّفُ شَمْلِ الصَّلاحِ وَ الرِّضا، اَيْنَ الطّالِبُ بِذُحُولِ الاْنْبِياءِ وَ اَبْناءِ الاْنْبِياءِ، اَيْنَ الطّالِبُ (المُطالِبُ) بِدَمِ الْمَقْتُولِ بِكَرْبَلاءَ، اَيْنَ الْمَنْصُورُ عَلى مَنِ اعْتَدى عَلَيْهِ وَ افْتَرى، اَيْنَ الْمُضْطَرُّ الَّذي يُجابُ اِذا دَعا اَيْنَ صَدْرُ الْخَلائِقِ ذُوالْبِرِّ وَ التَّقْوى، اَيْنَ ابْنُ النَّبِىِّ الْمُصْطَفى، وَ ابْنُ عَلِيٍّ الْمُرْتَضى، وَ ابْنُ خَديجَةَ الْغَرّآءِ، وَ ابْنُ فاطِمَةَ الْكُبْرى، بِاَبي اَنْتَ وَ اُمّي وَ نَفْسي لَكَ الْوِقاءُ وَ الْحِمى، يَا بْنَ السّادَةِ الْمُقَرَّبينَ، يَا بْنَ النُّجَباءِ الاْكْرَمينَ، يَا بْنَ الْهُداةِ الْمَهْدِيّينَ (المُهْتَدينَ)، يَا بْنَ الْخِيَرَةِ الْمُهَذَّبينَ، يَا بْنَ الْغَطارِفَةِ الاْنْجَبينَ، يَا بْنَ الاْطائِبِ الْمُطَهَّرينَ (المُتَطَهْريِنَ)، يَا بْنَ الْخَضارِمَةِ الْمُنْتَجَبينَ، يَا بْنَ الْقَماقِمَةِ الاْكْرَمينَ (الأكْبَرينَ)، يَا بْنَ الْبُدُورِ الْمُنيرَةِ، يَا بْنَ السُّرُجِ الْمُضيئَةِ، يَا بْنَ الشُّهُبِ الثّاقِبَةِ، يَا بْنَ الاْنْجُمِ الزّاهِرَةِ، يَا بْنَ السُّبُلِ الْواضِحَةِ، يَا بْنَ الاْعْلامِ الّلائِحَةِ، يَا بْنَ الْعُلُومِ الْكامِلَةِ، يَا بْنَ السُّنَنِ الْمَشْهُورَةِ، يَا بْنَ الْمَعالِمِ الْمَأثُورَةِ، يَا بْنَ الْمُعْجِزاتِ الْمَوْجُودَةِ، يَا بْنَ الدَّلائِلِ الْمَشْهُودَةِ (المَشْهُورَةِ)، يَا بْنَ الصـِّراطِ الْمُسْتَقيمِ، يَا بْنَ النَّبَأِ الْعَظيمِ، يَا بْنَ مَنْ هُوَ في اُمِّ الْكِتابِ لَدَى اللهِ عَلِيٌّ حَكيمٌ، يَا بْنَ الآياتِ وَ الْبَيِّناتِ، يَا بْنَ الدَّلائِلِ الظّاهِراتِ، يَا بْنَ الْبَراهينِ الْواضِحاتِ الْباهِراتِ، يَا بْنَ الْحُجَجِ الْبالِغاتِ، يَا بْنَ النِّعَمِ السّابِغاتِ، يَا بْنَ طه وَ الْـمُحْكَماتِ، يَا بْنَ يس وَ الذّارِياتِ، يَا بْنَ الطُّورِ وَ الْعادِياتِ، يَا بْنَ مَنْ دَنا فَتَدَلّى فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ اَوْ اَدْنى دُنُوّاً وَ اقْتِراباً مِنَ الْعَلِيِّ الاْعْلى، لَيْتَ شِعْري اَيْنَ اسْتَقَرَّتْ بِكَ النَّوى، بَلْ اَيُّ اَرْضٍ تُقِلُّكَ اَوْ ثَرى، اَبِرَضْوى اَوْ غَيْرِها اَمْ ذي طُوى، عَزيزٌ عَلَيَّ اَنْ اَرَى الْخَلْقَ وَ لا تُرى وَ لا اَسْمَعُ لَكَ حَسيساً وَ لا نَجْوى، عَزيزٌ عَلَيَّ اَنْ (لا تُحِيطَ بِيَ دُونكَ) تُحيطَ بِكَ دُونِيَ الْبَلْوى وَ لا يَنالُكَ مِنّي ضَجيجٌ وَ لا شَكْوى، بِنَفْسي اَنْتَ مِنْ مُغَيَّبٍ لَمْ يَخْلُ مِنّا، بِنَفْسي اَنْتَ مِنْ نازِحٍ ما نَزَحَ (يَنْزِحُ) عَنّا، بِنَفْسي اَنْتَ اُمْنِيَّةُ شائِقٍ يَتَمَنّى، مِنْ مُؤْمِن وَ مُؤْمِنَةٍ ذَكَرا فَحَنّا، بِنَفْسي اَنْتَ مِنْ عَقيدِ عِزٍّ لايُسامى، بِنَفْسي اَنْتَ مِنْ اَثيلِ مَجْدٍ لا يُجارى، بِنَفْسي اَنْتَ مِنْ تِلادِ نِعَمٍ لا تُضاهى، بِنَفْسي اَنْتَ مِنْ نَصيفِ شَرَفٍ لا يُساوى، اِلى مَتى اَحارُ فيكَ يا مَوْلايَ وَ اِلى مَتي، وَ اَىَّ خِطابٍ اَصِفُ فيكَ وَ اَيَّ نَجْوى، عَزيزٌ عَلَيَّ اَنْ اُجابَ دُونَكَ وَ اُناغى، عَزيزٌ عَلَيَّ اَنْ اَبْكِيَكَ وَ يَخْذُلَكَ الْوَرى، عَزيزٌ عَلَيَّ اَنْ يَجْرِيَ عَلَيْكَ دُونَهُمْ ما جَرى، هَلْ مِنْ مُعينٍ فَاُطيلَ مَعَهُ الْعَويلَ وَ الْبُكاءَ، هَلْ مِنْ جَزُوعٍ فَاُساعِدَ جَزَعَهُ اِذا خَلا، هَلْ قَذِيَتْ عَيْنٌ فَساعَدَتْها عَيْني عَلَى الْقَذى، هَلْ اِلَيْكَ يَا بْنَ اَحْمَدَ سَبيلٌ فَتُلْقى، هَلْ يَتَّصِلُ يَوْمُنا مِنْكَ بِعِدَةٍ فَنَحْظى، مَتى نَرِدُ مَناهِلَكَ الرَّوِيَّةَ فَنَرْوى، مَتى نَنْتَقِعُ مِنْ عَذْبِ مائِكَ فَقَدْ طالَ الصَّدى، مَتى نُغاديكَ وَ نُراوِحُكَ فَنُقِرَّ عَيْناً (فَتَقُرُ عًيًوننا)، مَتى تَرانا وَ نَراكَ وَ قَدْ نَشَرْتَ لِواءَ النَّصْرِ تُرى، اَتَرانا نَحُفُّ بِكَ وَ اَنْتَ تَاُمُّ الْمَلاَ وَ قَدْ مَلأْتَ الاْرْضَ عَدْلاً وَ اَذَقْتَ اَعْداءَكَ هَواناً وَ عِقاباً، وَ اَبَرْتَ الْعُتاةَ وَ جَحَدَةَ الْحَقِّ، وَ قَطَعْتَ دابِرَ الْمُتَكَبِّرينَ، وَ اجْتَثَثْتَ اُصُولَ الظّالِمينَ، وَ نَحْنُ نَقُولُ الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعالَمينَ.
اَللّـهُمَّ اَنْتَ كَشّافُ ْالكُرَبِ وَ الْبَلْوى، وَ اِلَيْكَ اَسْتَعْدى فَعِنْدَكَ الْعَدْوى، وَ اَنْتَ رَبُّ الاْخِرَةِ وَ الدُّنْيا (الاُولي)، فَاَغِثْ يا غِياثَ الْمُسْتَغيثينَ عُبَيْدَكَ الْمُبْتَلى، وَ اَرِهِ سَيِّدَهُ يا شَديدَ الْقُوى، وَ اَزِلْ عَنْهُ بِهِ الاْسى وَ الْجَوى، وَ بَرِّدْ غَليلَهُ يا مَنْ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى، وَ مَنْ اِلَيْهِ الرُّجْعى وَ الْمُنْتَهى.
اَللّـهُمَّ وَ نَحْنُ عَبيدُكَ التّائِقُونَ (الشائقون) اِلى وَلِيِّكَ الْمُذَكِّرِ بِكَ وَ بِنَبِيِّكَ، خَلَقْتَهُ لَنا عِصْمَةً وَ مَلاذاً، وَ اَقَمْتَهُ لَنا قِواماً وَ مَعاذاً، وَ جَعَلْتَهُ لِلْمُؤْمِنينَ مِنّا اِماماً، فَبَلِّغْهُ مِنّا تَحِيَّةً وَ سَلاماً، وَ زِدْنا بِذلِكَ يارَبِّ اِكْراماً، وَ اجْعَلْ مُسْتَقَرَّهُ لَنا مُسْتَقَرّاً وَ مُقاماً، وَ اَتْمِمْ نِعْمَتَكَ بِتَقْديمِكَ اِيّاهُ اَمامَنا حَتّى تُورِدَنا جِنانَكَ (جَنّاتِكَ) وَ مُرافَقَةَ الشُّهَداءِ مِنْ خُلَصائِكَ.
اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ، وَ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ جَدِّهِ وَ رَسُولِكَ السَّيِّدِ الاَكْبَرِ، وَ عَلى اَبيهِ السَّيِّدِ الاَصْغَرِ، وَ جَدَّتِهِ الصِّدّيقَةِ الْكُبْرى فاطِمَةَ بِنْتِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ، وَ عَلى مَنِ اصْطَفَيْتَ مِنْ آبائِهِ الْبَرَرَةِ، وَ عَلَيْهِ اَفْضَلَ وَ اَكْمَلَ وَ اَتَمَّ وَ اَدْوَمَ وَ اَكْثَرَ وَ اَوْفَرَ ما صَلَّيْتَ عَلى اَحَدٍ مِنْ اَصْفِيائِكَ وَ خِيَرَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ، وَ صَلِّ عَلَيْهِ صَلاةً لا غايَةَ لِعَدَدِها وَ لا نِهايَةَ لِمَدَدِها وَ لا نَفادَ لاِمَدِها.
اَللّـهُمَّ وَ اَقِمْ بِهِ الْحَقَّ وَ اَدْحِضْ بِهِ الْباطِلَ وَ اَدِلْ بِهِ اَوْلِياءَكَ وَ اَذْلِلْ بِهِ اَعْداءَكَ وَ صِلِ اللّهُمَّ بَيْنَنا وَ بَيْنَهُ وُصْلَةً تُؤَدّى اِلى مُرافَقَةِ سَلَفِهِ، وَ اجْعَلْنا مِمَّنْ يَأخُذُ بِحُجْزَتِهِمْ، وَ يَمْكُثُ في ظِلِّهِمْ، وَ اَعِنّا عَلى تَأدِيَةِ حُقُوقِهِ اِلَيْهِ، وَ الاْجْتِهادِ في طاعَتِهِ، وَ اجْتِنابِ مَعْصِيَتِهِ، وَ امْنُنْ عَلَيْنا بِرِضاهُ، وَهَبْ لَنا رَأَفَتَهُ وَ رَحْمَتَهُ وَ دُعاءَهُ وَ خَيْرَهُ مانَنالُ بِهِ سَعَةً مِنْ رَحْمَتِكَ وَ فَوْزاً عِنْدَكَ، وَ اجْعَلْ صَلاتَنا بِهِ مَقبُولَةً، وَ ذُنُوبَنا بِهِ مَغْفُورَةً، وَ دُعاءَنا بِهِ مُسْتَجاباً وَ اجْعَلْ اَرْزاقَنا بِهِ مَبْسُوطَةً، وَ هُمُومَنا بِهِ مَكْفِيَّةً، وَ حَوآئِجَنا بِهِ مَقْضِيَّةً، وَ اَقْبِلْ اِلَيْنا بِوَجْهِكَ الْكَريمِ وَ اقْبَلْ تَقَرُّبَنا اِلَيْكَ، وَ انْظُرْ اِلَيْنا نَظْرَةً رَحيمَةً نَسْتَكْمِلُ بِهَا الْكَرامَةَ عِنْدَكَ، ثُمَّ لا تَصْرِفْها عَنّا بِجُودِكَ، وَ اسْقِنا مِنْ حَوْضِ جَدِّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ بِكَأسِهِ وَ بِيَدِهِ رَيّاً رَوِيّاً هَنيئاً سائِغاً لا ظَمَاَ بَعْدَهُ يا أَرْحَمَ الرّاحِمين
اَلْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعالَمينَ وَ صَلَّى اللهُ عَلى سَيِّدِنا مُحَمَّدٍ نَبِيِّهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ تَسْليماً، اَللّـهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ عَلى ما جَرى بِهِ قَضاؤكَ في اَوْلِيائِكَ الَّذينَ اسْتَخْلَصْتَهُمْ لِنَفْسِكَ وَ دينِكَ، اِذِ اخْتَرْتَ لَهُمْ جَزيلَ ما عِنْدَكَ مِنَ النَّعيمِ الْمُقيمِ الَّذي لا زَوالَ لَهُ وَ لاَ اضْمِحْلالَ، بَعْدَ اَنْ شَرَطْتَ عَلَيْهِمُ الزُّهْدَ في دَرَجاتِ هذِهِ الدُّنْيَا الدَّنِيَّةِ وَ زُخْرُفِها وَ زِبْرِجِها، فَشَرَطُوا لَكَ ذلِكَ وَ عَلِمْتَ مِنْهُمُ الْوَفاءَ بِهِ فَقَبِلْتَهُمْ وَ قَرَّبْتَهُمْ، وَ قَدَّمْتَ لَهُمُ الذِّكْرَ الْعَلِيَّ وَ الثَّناءَ الْجَلِىَّ، وَ اَهْبَطْتَ عَلَيْهِمْ مَلائِكَتَكَ وَ كَرَّمْتَهُمْ بِوَحْيِكَ، وَ رَفَدْتَهُمْ بِعِلْمِكَ، وَ جَعَلْتَهُمُ الذَّريعَةَ اِلَيْكَ وَ الْوَسيلَةَ اِلى رِضْوانِكَ، فَبَعْضٌ اَسْكَنْتَهُ جَنَّتَكَ اِلى اَنْ اَخْرَجْتَهُ مِنْها، وَ بَعْضٌ حَمَلْتَهُ في فُلْكِكَ وَ نَجَّيْتَهُ وَ مَنْ آمَنَ مَعَهُ مِنَ الْهَلَكَةِ بِرَحْمَتِكَ، وَ بَعْضٌ اتَّخَذْتَهُ لِنَفْسِكَ خَليلاً وَ سَأَلَكَ لِسانَ صِدْقٍ فِي الاْخِرينَ فَاَجَبْتَهُ وَ جَعَلْتَ ذلِكَ عَلِيّاً، وَ بَعْضٌ كَلَّمْتَهُ مِنْ شَجَـرَةٍ تَكْليماً وَ جَعَلْتَ لَهُ مِنْ اَخيهِ رِدْءاً وَ وَزيراً، وَ بَعْضٌ اَوْلَدْتَهُ مِنْ غَيْرِ اَبٍ وَ آتَيْتَهُ الْبَيِّناتِ وَ اَيَّدْتَهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ، وَ كُلٌّ شَرَعْتَ لَهُ شَريعَةً، وَ نَهَجْتَ لَهُ مِنْهاجاً، وَ تَخَيَّرْتَ لَهُ اَوْصِياءَ، مُسْتَحْفِظاً بَعْدَ مُسْتَحْفِظٍ مِنْ مُدَّةٍ اِلى مُدَّةٍ، اِقامَةً لِدينِكَ، وَ حُجَّةً عَلى عِبادِكَ، وَ لِئَلّا يَزُولَ الْحَقُّ عَنْ مَقَرِّهِ وَ يَغْلِبَ الْباطِلُ عَلى اَهْلِهِ، وَ لا يَقُولَ اَحَدٌ لَوْلا اَرْسَلْتَ اِلَيْنا رَسُولاً مُنْذِراً وَ اَقَمْتَ لَنا عَلَماً هادِياً فَنَتَّبِـعَ آياتِكَ مِنْ قَبْلِ اَنْ نَذِلَّ وَ نَخْزى، اِلى اَنِ انْتَهَيْتَ بالأمْرِ اِلى حَبيبِكَ وَ نَجيبِكَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ، فَكانَ كَمَا انْتَجَبْتَهُ سَيِّدَ مَنْ خَلَقْتَهُ، وَ صَفْوَةَ مَنِ اصْطَفَيْتَهُ، وَ اَفْضَلَ مَنِ اجْتَبَيْتَهُ، وَ اَكْرَمَ مَنِ اعْتَمَدْتَهُ، قَدَّمْتَهُ عَلى اَنْبِيائِكَ، وَ بَعَثْتَهُ اِلَى الثَّقَلَيْنِ مِنْ عِبادِكَ، وَ اَوْطَأتَهُ مَشارِقَكَ وَ مَغارِبَكَ، وَ سَخَّرْتَ لَهُ الْبُراقَ، وَ عَرَجْتَ (به) بِرُوْحِهِ اِلى سَمائِكَ، وَ اَوْدَعْتَهُ عِلْمَ ما كانَ وَما يَكُونُ اِلَى انْقِضاءِ خَلْقِكَ، ثُمَّ نَصَرْتَهُ بِالرُّعْبِ، وَ حَفَفْتَهُ بِجَبْرَئيلَ وَ ميكائيلَ وَ الْمُسَوِّمينَ مِنْ مَلائِكَتِكَ وَ وَعَدْتَهُ اَنْ تُظْهِرَ دينَهُ عَلَى الدّينِ كُلِّهِ وَ لَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ، وَ ذلِكَ بَعْدَ اَنْ بَوَّأتَهُ مَبَوَّأَ صِدْقٍ مِنْ اَهْلِهِ، وَ جَعَلْتَ لَهُ وَ لَهُمْ اَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنّاسِ لَلَّذي بِبَكَّةَ مُبارَكاً وَ هُدىً لِلْعالَمينَ، فيهِ آياتٌ بَيِّناتٌ مَقامُ اِبْراهيمَ وَ مَنْ دَخَلَهُ كانَ آمِناً، وَ قُلْتَ: «اِنَّما يُريدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ اَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهيراً» ثُمَّ جَعَلْتَ اَجْرَ مُحَمَّدٍ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَ آلِهِ مَوَدَّتَهُمْ في كِتابِكَ فَقُلْتَ: «قل لا اسالكم عليه اجرا الا المودة في القربى» وَ قُلْتَ: «ما سَألْتُكُمْ مِنْ اَجْرٍ فَهُو َلَكُمْ» وَ قُلْتَ: «ما اَسْاَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ اَجْرٍ الّا مَنْ شاءَ اَنْ يَتَّخِذَ اِلى رَبِّهِ سَبيلاً»، فَكانُوا هُمُ السَّبيلَ اِلَيْكَ وَ الْمَسْلَكَ اِلى رِضْوانِكَ، فَلَمَّا انْقَضَتْ اَيّامُهُ اَقامَ وَلِيَّهُ عَلِيَّ بْنَ اَبي طالِب صَلَواتُكَ عَلَيْهِما وَ آلِهِما هادِياً، اِذْ كانَ هُوَ الْمُنْذِرَ وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ، فَقالَ وَ الْمَلأُ اَمامَهُ: مَنْ كُنْتُ مَوْلاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلاهُ اَللّـهُمَّ والِ مَنْ والاهُ وَ عادِ مَنْ عاداهُ وَ انْصُرْ مَنْ نَصَرَهُ وَ اخْذُلْ مَنْ خَذَلَهُ، وَ قالَ: مَنْ كُنْتُ اَنَا نَبِيَّهُ فَعَلِيٌّ اَميرُهُ، وَ قالَ: اَنَا وَ عَلِيٌّ مِنْ شَجَرَةٍ واحِدَةٍ وَ سائِرُالنَّاسِ مِنْ شَجَرٍ شَتّى، وَ اَحَلَّهُ مَحَلَّ هارُونَ مِنْ مُوسى، فَقال لَهُ: اَنْتَ مِنّي بِمَنْزِلَةِ هارُونَ مِنْ مُوسى الّا اَنَّهُ لا نَبِيَّ بَعْدي، وَ زَوَّجَهُ ابْنَتَهُ سَيِّدَةَ نِساءِ الْعالَمينَ، وَ اَحَلَّ لَهُ مِنْ مَسْجِدِهِ ما حَلَّ لَهُ، وَ سَدَّ الاْبْوابَ اِلاّ بابَهُ، ثُمَّ اَوْدَعَهُ عِلْمَهُ وَ حِكْمَتَهُ فَقالَ: اَنـَا مَدينَةُ الْعِلْمِ وَ عَلِىٌّ بابُها، فَمَنْ اَرادَ الْمَدينَةَ وَ الْحِكْمَةَ فَلْيَاْتِها مِنْ بابِها، ثُمَّ قالَ: اَنْتَ اَخي وَ وَصِيّي وَ وارِثي، لَحْمُكَ مِنْ لَحْمي وَ دَمُكَ مِنْ دَمي وَ سِلْمُكَ سِلْمي وَ حَرْبُكَ حَرْبي وَ الإيمانُ مُخالِطٌ لَحْمَكَ وَ دَمَكَ كَما خالَطَ لَحْمي وَ دَمي، وَ اَنْتَ غَداً عَلَى الْحَوْضِ خَليفَتي وَ اَنْتَ تَقْضي دَيْني وَ تُنْجِزُ عِداتي وَ شيعَتُكَ عَلى مَنابِرَ مِنْ نُورٍ مُبْيَضَّةً وُجُوهُهُمْ حَوْلي فِي الْجَنَّةِ وَ هُمْ جيراني، وَ لَوْلا اَنْتَ يا عَلِيُّ لَمْ يُعْرَفِ الْمُؤْمِنُونَ بَعْدي، وَ كانَ بَعْدَهُ هُدىً مِنَ الضَّلالِ وَ نُوراً مِنَ الْعَمى، وَ حَبْلَ اللهِ الْمَتينَ وَ صِراطَهُ الْمُسْتَقيمَ، لا يُسْبَقُ بِقَرابَةٍ في رَحِمٍ وَ لا بِسابِقَةٍ في دينٍ، وَ لا يُلْحَقُ في مَنْقَبَةٍ مِنْ مَناقِبِهِ، يَحْذُو حَذْوَ الرَّسُولِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِما وَ آلِهِما، وَ يُقاتِلُ عَلَى التَّأويلِ وَ لا تَأخُذُهُ فِي اللهِ لَوْمَةُ لائِمٍ، قَدْ وَتَرَ فيهِ صَناديدَ الْعَرَبِ وَ قَتَلَ اَبْطالَهُمْ وَ ناوَشَ (ناهش) ذُؤْبانَهُمْ، فَاَوْدَعَ قُلُوبَهُمْ اَحْقاداً بَدْرِيَّةً وَ خَيْبَرِيَّةً وَ حُنَيْنِيَّةً وَ غَيْرَهُنَّ، فَاَضَبَّتْ عَلى عَداوَتِهِ وَ اَكَبَّتْ عَلى مُنابَذَتِهِ، حَتّى قَتَلَ النّاكِثينَ وَ الْقاسِطينَ وَ الْمارِقينَ، وَ لَمّا قَضى نَحْبَهُ وَ قَتَلَهُ اَشْقَى الاْخِرينَ يَتْبَعُ اَشْقَى الاْوَّلينَ، لَمْ يُمْتَثَلْ اَمْرُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ فِي الْهادينَ بَعْدَ الْهادينَ، وَ الاْمَّةُ مُصِرَّةٌ عَلى مَقْتِهِ مُجْتَمِعَةٌ عَلى قَطيعَةِ رَحِمِهِ وَ اِقْصاءِ وُلْدِهِ اِلّا الْقَليلَ مِمَّنْ وَفى لِرِعايَةِ الْحَقِّ فيهِمْ، فَقُتِلَ مَنْ قُتِلَ، وَ سُبِيَ مَنْ سُبِيَ وَ اُقْصِيَ مَنْ اُقْصِيَ وَ جَرَى الْقَضاءُ لَهُمْ بِما يُرْجى لَهُ حُسْنُ الْمَثُوبَةِ، اِذْ كانَتِ الاْرْضُ للهِ يُورِثُها مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَ الْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقينَ، وَ سُبْحانَ رَبِّنا اِنْ كانَ وَعْدُ رَبِّنا لَمَفْعُولاً، وَ لَنْ يُخْلِفَ اللهُ وَعْدَهُ وَ هُوَ الْعَزيزُ الْحَكيمُ.
فَعَلَى الاْطائِبِ مِنْ اَهْلِ بَيْتِ مُحَمَّدٍ وَ عَلِيٍّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِما وَ آلِهِما فَلْيَبْكِ الْباكُونَ، وَ اِيّاهُمْ فَلْيَنْدُبِ النّادِبُونَ، وَ لِمِثْلِهِمْ فَلْتَذْرِفِ (فَلْتًدرِ) الدُّمُوعُ، وَ لْيَصْرُخِ الصّارِخُونَ، وَ يَضِجَّ الضّاجُّونَ، وَ يَعِـجَّ الْعاجُّوَن، اَيْنَ الْحَسَنُ اَيْنَ الْحُسَيْنُ اَيْنَ اَبْناءُ الْحُسَيْنِ، صالِحٌ بَعْدَ صالِـحٍ، وَ صادِقٌ بَعْدَ صادِقٍ، اَيْنَ السَّبيلُ بَعْدَ السَّبيلِ، اَيْنَ الْخِيَرَةُ بَعْدَ الْخِيَرَةِ، اَيْنَ الشُّمُوسُ الطّالِعَةُ، اَيْنَ الاْقْمارُ الْمُنيرَةُ، اَيْنَ الاْنْجُمُ الزّاهِرَةُ، اَيْنَ اَعْلامُ الدّينِ وَ قَواعِدُ الْعِلْمِ، اَيْنَ بَقِيَّةُ اللهِ الَّتي لا تَخْلُو مِنَ الْعِتْرَةِ الْهادِيـَةِ، اَيـْنَ الـْمُعَدُّ لِـقَطْعِ دابِرِ الظَّلَمَةِ، اَيْنَ الْمُنْتَظَرُ لاِقامَةِ الاْمْتِ وَ اْلعِوَجِ، اَيْنَ الْمُرْتَجى لاِزالَةِ الْجَوْرِ وَ الْعُدْوانِ، اَيْنَ الْمُدَّخَرُ لِتَجْديدِ الْفَرآئِضِ و َالسُّنَنِ، اَيْنَ الْمُتَخَيَّرُ لاِعادَةِ الْمِلَّةِ وَ الشَّريعَةِ، اَيْنَ الْمُؤَمَّلُ لاِحْياءِ الْكِتابِ وَ حُدُودِهِ، اَيْنَ مُحْيي مَعالِمِ الدّينِ وَ اَهْلِهِ، اَيْنَ قاصِمُ شَوْكَةِ الْمُعْتَدينَ، اَيْنَ هادِمُ اَبْنِيَةِ الشِّرْكِ وَ النِّفاقِ، اَيْنَ مُبيدُ اَهْلِ الْفُسُوقِ وَ الْعِصْيانِ وَ الطُّغْيانِ، اَيْنَ حاصِدُ فُرُوعِ الْغَيِّ وَ الشِّقاقِ (النِفاقِ)، اَيْنَ طامِسُ آثارِ الزَّيْغِ وَ الاْهْواء، اَيْنَ قاطِعُ حَبائِلِ الْكِذْبِ (الكَذِبِ) وَ الاْفْتِراءِ، اَيْنَ مُبيدُ الْعُتاةِ وَ الْمَرَدَةِ، اَيْنَ مُسْتَأصِلُ اَهْلِ الْعِنادِ وَ التَّضْليلِ وَ الاْلْحادِ، اَيْنَ مُـعِزُّ الاْوْلِياءِ وَ مُذِلُّ الاْعْداءِ، اَيْنَ جامِعُ الْكَلِمَةِ (الكَلِمِ) عَلَى التَّقْوى، اَيْنَ بابُ اللهِ الَّذى مِنْهُ يُؤْتى، اَيْنَ وَجْهُ اللهِ الَّذى اِلَيْهِ يَتَوَجَّهُ الاْوْلِياءُ، اَيْنَ السَّبَبُ الْمُتَّصِلُ بَيْنَ الاْرْضِ وَ السَّماءِ، اَيْنَ صاحِبُ يَوْمِ الْفَتْحِ وَ ناشِرُ رايَةِ الْهُدى، اَيْنَ مُؤَلِّفُ شَمْلِ الصَّلاحِ وَ الرِّضا، اَيْنَ الطّالِبُ بِذُحُولِ الاْنْبِياءِ وَ اَبْناءِ الاْنْبِياءِ، اَيْنَ الطّالِبُ (المُطالِبُ) بِدَمِ الْمَقْتُولِ بِكَرْبَلاءَ، اَيْنَ الْمَنْصُورُ عَلى مَنِ اعْتَدى عَلَيْهِ وَ افْتَرى، اَيْنَ الْمُضْطَرُّ الَّذي يُجابُ اِذا دَعا اَيْنَ صَدْرُ الْخَلائِقِ ذُوالْبِرِّ وَ التَّقْوى، اَيْنَ ابْنُ النَّبِىِّ الْمُصْطَفى، وَ ابْنُ عَلِيٍّ الْمُرْتَضى، وَ ابْنُ خَديجَةَ الْغَرّآءِ، وَ ابْنُ فاطِمَةَ الْكُبْرى، بِاَبي اَنْتَ وَ اُمّي وَ نَفْسي لَكَ الْوِقاءُ وَ الْحِمى، يَا بْنَ السّادَةِ الْمُقَرَّبينَ، يَا بْنَ النُّجَباءِ الاْكْرَمينَ، يَا بْنَ الْهُداةِ الْمَهْدِيّينَ (المُهْتَدينَ)، يَا بْنَ الْخِيَرَةِ الْمُهَذَّبينَ، يَا بْنَ الْغَطارِفَةِ الاْنْجَبينَ، يَا بْنَ الاْطائِبِ الْمُطَهَّرينَ (المُتَطَهْريِنَ)، يَا بْنَ الْخَضارِمَةِ الْمُنْتَجَبينَ، يَا بْنَ الْقَماقِمَةِ الاْكْرَمينَ (الأكْبَرينَ)، يَا بْنَ الْبُدُورِ الْمُنيرَةِ، يَا بْنَ السُّرُجِ الْمُضيئَةِ، يَا بْنَ الشُّهُبِ الثّاقِبَةِ، يَا بْنَ الاْنْجُمِ الزّاهِرَةِ، يَا بْنَ السُّبُلِ الْواضِحَةِ، يَا بْنَ الاْعْلامِ الّلائِحَةِ، يَا بْنَ الْعُلُومِ الْكامِلَةِ، يَا بْنَ السُّنَنِ الْمَشْهُورَةِ، يَا بْنَ الْمَعالِمِ الْمَأثُورَةِ، يَا بْنَ الْمُعْجِزاتِ الْمَوْجُودَةِ، يَا بْنَ الدَّلائِلِ الْمَشْهُودَةِ (المَشْهُورَةِ)، يَا بْنَ الصـِّراطِ الْمُسْتَقيمِ، يَا بْنَ النَّبَأِ الْعَظيمِ، يَا بْنَ مَنْ هُوَ في اُمِّ الْكِتابِ لَدَى اللهِ عَلِيٌّ حَكيمٌ، يَا بْنَ الآياتِ وَ الْبَيِّناتِ، يَا بْنَ الدَّلائِلِ الظّاهِراتِ، يَا بْنَ الْبَراهينِ الْواضِحاتِ الْباهِراتِ، يَا بْنَ الْحُجَجِ الْبالِغاتِ، يَا بْنَ النِّعَمِ السّابِغاتِ، يَا بْنَ طه وَ الْـمُحْكَماتِ، يَا بْنَ يس وَ الذّارِياتِ، يَا بْنَ الطُّورِ وَ الْعادِياتِ، يَا بْنَ مَنْ دَنا فَتَدَلّى فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ اَوْ اَدْنى دُنُوّاً وَ اقْتِراباً مِنَ الْعَلِيِّ الاْعْلى، لَيْتَ شِعْري اَيْنَ اسْتَقَرَّتْ بِكَ النَّوى، بَلْ اَيُّ اَرْضٍ تُقِلُّكَ اَوْ ثَرى، اَبِرَضْوى اَوْ غَيْرِها اَمْ ذي طُوى، عَزيزٌ عَلَيَّ اَنْ اَرَى الْخَلْقَ وَ لا تُرى وَ لا اَسْمَعُ لَكَ حَسيساً وَ لا نَجْوى، عَزيزٌ عَلَيَّ اَنْ (لا تُحِيطَ بِيَ دُونكَ) تُحيطَ بِكَ دُونِيَ الْبَلْوى وَ لا يَنالُكَ مِنّي ضَجيجٌ وَ لا شَكْوى، بِنَفْسي اَنْتَ مِنْ مُغَيَّبٍ لَمْ يَخْلُ مِنّا، بِنَفْسي اَنْتَ مِنْ نازِحٍ ما نَزَحَ (يَنْزِحُ) عَنّا، بِنَفْسي اَنْتَ اُمْنِيَّةُ شائِقٍ يَتَمَنّى، مِنْ مُؤْمِن وَ مُؤْمِنَةٍ ذَكَرا فَحَنّا، بِنَفْسي اَنْتَ مِنْ عَقيدِ عِزٍّ لايُسامى، بِنَفْسي اَنْتَ مِنْ اَثيلِ مَجْدٍ لا يُجارى، بِنَفْسي اَنْتَ مِنْ تِلادِ نِعَمٍ لا تُضاهى، بِنَفْسي اَنْتَ مِنْ نَصيفِ شَرَفٍ لا يُساوى، اِلى مَتى اَحارُ فيكَ يا مَوْلايَ وَ اِلى مَتي، وَ اَىَّ خِطابٍ اَصِفُ فيكَ وَ اَيَّ نَجْوى، عَزيزٌ عَلَيَّ اَنْ اُجابَ دُونَكَ وَ اُناغى، عَزيزٌ عَلَيَّ اَنْ اَبْكِيَكَ وَ يَخْذُلَكَ الْوَرى، عَزيزٌ عَلَيَّ اَنْ يَجْرِيَ عَلَيْكَ دُونَهُمْ ما جَرى، هَلْ مِنْ مُعينٍ فَاُطيلَ مَعَهُ الْعَويلَ وَ الْبُكاءَ، هَلْ مِنْ جَزُوعٍ فَاُساعِدَ جَزَعَهُ اِذا خَلا، هَلْ قَذِيَتْ عَيْنٌ فَساعَدَتْها عَيْني عَلَى الْقَذى، هَلْ اِلَيْكَ يَا بْنَ اَحْمَدَ سَبيلٌ فَتُلْقى، هَلْ يَتَّصِلُ يَوْمُنا مِنْكَ بِعِدَةٍ فَنَحْظى، مَتى نَرِدُ مَناهِلَكَ الرَّوِيَّةَ فَنَرْوى، مَتى نَنْتَقِعُ مِنْ عَذْبِ مائِكَ فَقَدْ طالَ الصَّدى، مَتى نُغاديكَ وَ نُراوِحُكَ فَنُقِرَّ عَيْناً (فَتَقُرُ عًيًوننا)، مَتى تَرانا وَ نَراكَ وَ قَدْ نَشَرْتَ لِواءَ النَّصْرِ تُرى، اَتَرانا نَحُفُّ بِكَ وَ اَنْتَ تَاُمُّ الْمَلاَ وَ قَدْ مَلأْتَ الاْرْضَ عَدْلاً وَ اَذَقْتَ اَعْداءَكَ هَواناً وَ عِقاباً، وَ اَبَرْتَ الْعُتاةَ وَ جَحَدَةَ الْحَقِّ، وَ قَطَعْتَ دابِرَ الْمُتَكَبِّرينَ، وَ اجْتَثَثْتَ اُصُولَ الظّالِمينَ، وَ نَحْنُ نَقُولُ الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعالَمينَ.
اَللّـهُمَّ اَنْتَ كَشّافُ ْالكُرَبِ وَ الْبَلْوى، وَ اِلَيْكَ اَسْتَعْدى فَعِنْدَكَ الْعَدْوى، وَ اَنْتَ رَبُّ الاْخِرَةِ وَ الدُّنْيا (الاُولي)، فَاَغِثْ يا غِياثَ الْمُسْتَغيثينَ عُبَيْدَكَ الْمُبْتَلى، وَ اَرِهِ سَيِّدَهُ يا شَديدَ الْقُوى، وَ اَزِلْ عَنْهُ بِهِ الاْسى وَ الْجَوى، وَ بَرِّدْ غَليلَهُ يا مَنْ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى، وَ مَنْ اِلَيْهِ الرُّجْعى وَ الْمُنْتَهى.
اَللّـهُمَّ وَ نَحْنُ عَبيدُكَ التّائِقُونَ (الشائقون) اِلى وَلِيِّكَ الْمُذَكِّرِ بِكَ وَ بِنَبِيِّكَ، خَلَقْتَهُ لَنا عِصْمَةً وَ مَلاذاً، وَ اَقَمْتَهُ لَنا قِواماً وَ مَعاذاً، وَ جَعَلْتَهُ لِلْمُؤْمِنينَ مِنّا اِماماً، فَبَلِّغْهُ مِنّا تَحِيَّةً وَ سَلاماً، وَ زِدْنا بِذلِكَ يارَبِّ اِكْراماً، وَ اجْعَلْ مُسْتَقَرَّهُ لَنا مُسْتَقَرّاً وَ مُقاماً، وَ اَتْمِمْ نِعْمَتَكَ بِتَقْديمِكَ اِيّاهُ اَمامَنا حَتّى تُورِدَنا جِنانَكَ (جَنّاتِكَ) وَ مُرافَقَةَ الشُّهَداءِ مِنْ خُلَصائِكَ.
اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ، وَ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ جَدِّهِ وَ رَسُولِكَ السَّيِّدِ الاَكْبَرِ، وَ عَلى اَبيهِ السَّيِّدِ الاَصْغَرِ، وَ جَدَّتِهِ الصِّدّيقَةِ الْكُبْرى فاطِمَةَ بِنْتِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ، وَ عَلى مَنِ اصْطَفَيْتَ مِنْ آبائِهِ الْبَرَرَةِ، وَ عَلَيْهِ اَفْضَلَ وَ اَكْمَلَ وَ اَتَمَّ وَ اَدْوَمَ وَ اَكْثَرَ وَ اَوْفَرَ ما صَلَّيْتَ عَلى اَحَدٍ مِنْ اَصْفِيائِكَ وَ خِيَرَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ، وَ صَلِّ عَلَيْهِ صَلاةً لا غايَةَ لِعَدَدِها وَ لا نِهايَةَ لِمَدَدِها وَ لا نَفادَ لاِمَدِها.
اَللّـهُمَّ وَ اَقِمْ بِهِ الْحَقَّ وَ اَدْحِضْ بِهِ الْباطِلَ وَ اَدِلْ بِهِ اَوْلِياءَكَ وَ اَذْلِلْ بِهِ اَعْداءَكَ وَ صِلِ اللّهُمَّ بَيْنَنا وَ بَيْنَهُ وُصْلَةً تُؤَدّى اِلى مُرافَقَةِ سَلَفِهِ، وَ اجْعَلْنا مِمَّنْ يَأخُذُ بِحُجْزَتِهِمْ، وَ يَمْكُثُ في ظِلِّهِمْ، وَ اَعِنّا عَلى تَأدِيَةِ حُقُوقِهِ اِلَيْهِ، وَ الاْجْتِهادِ في طاعَتِهِ، وَ اجْتِنابِ مَعْصِيَتِهِ، وَ امْنُنْ عَلَيْنا بِرِضاهُ، وَهَبْ لَنا رَأَفَتَهُ وَ رَحْمَتَهُ وَ دُعاءَهُ وَ خَيْرَهُ مانَنالُ بِهِ سَعَةً مِنْ رَحْمَتِكَ وَ فَوْزاً عِنْدَكَ، وَ اجْعَلْ صَلاتَنا بِهِ مَقبُولَةً، وَ ذُنُوبَنا بِهِ مَغْفُورَةً، وَ دُعاءَنا بِهِ مُسْتَجاباً وَ اجْعَلْ اَرْزاقَنا بِهِ مَبْسُوطَةً، وَ هُمُومَنا بِهِ مَكْفِيَّةً، وَ حَوآئِجَنا بِهِ مَقْضِيَّةً، وَ اَقْبِلْ اِلَيْنا بِوَجْهِكَ الْكَريمِ وَ اقْبَلْ تَقَرُّبَنا اِلَيْكَ، وَ انْظُرْ اِلَيْنا نَظْرَةً رَحيمَةً نَسْتَكْمِلُ بِهَا الْكَرامَةَ عِنْدَكَ، ثُمَّ لا تَصْرِفْها عَنّا بِجُودِكَ، وَ اسْقِنا مِنْ حَوْضِ جَدِّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ بِكَأسِهِ وَ بِيَدِهِ رَيّاً رَوِيّاً هَنيئاً سائِغاً لا ظَمَاَ بَعْدَهُ يا أَرْحَمَ الرّاحِمين
-
- فـاطـمـيـة
- مشاركات: 844
- اشترك في: الخميس ديسمبر 11, 2008 4:18 pm
Re: دعــــــاء الندبـــــة
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم وتقبل شفاعتهم واهلك اعدائهم يا الله
اَلْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعالَمينَ وَ صَلَّى اللهُ عَلى سَيِّدِنا مُحَمَّدٍ نَبِيِّهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ تَسْليماً، اَللّـهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ عَلى ما جَرى بِهِ قَضاؤكَ في اَوْلِيائِكَ الَّذينَ اسْتَخْلَصْتَهُمْ لِنَفْسِكَ وَ دينِكَ، اِذِ اخْتَرْتَ لَهُمْ جَزيلَ ما عِنْدَكَ مِنَ النَّعيمِ الْمُقيمِ الَّذي لا زَوالَ لَهُ وَ لاَ اضْمِحْلالَ، بَعْدَ اَنْ شَرَطْتَ عَلَيْهِمُ الزُّهْدَ في دَرَجاتِ هذِهِ الدُّنْيَا الدَّنِيَّةِ وَ زُخْرُفِها وَ زِبْرِجِها، فَشَرَطُوا لَكَ ذلِكَ وَ عَلِمْتَ مِنْهُمُ الْوَفاءَ بِهِ فَقَبِلْتَهُمْ وَ قَرَّبْتَهُمْ، وَ قَدَّمْتَ لَهُمُ الذِّكْرَ الْعَلِيَّ وَ الثَّناءَ الْجَلِىَّ، وَ اَهْبَطْتَ عَلَيْهِمْ مَلائِكَتَكَ وَ كَرَّمْتَهُمْ بِوَحْيِكَ، وَ رَفَدْتَهُمْ بِعِلْمِكَ، وَ جَعَلْتَهُمُ الذَّريعَةَ اِلَيْكَ وَ الْوَسيلَةَ اِلى رِضْوانِكَ، فَبَعْضٌ اَسْكَنْتَهُ جَنَّتَكَ اِلى اَنْ اَخْرَجْتَهُ مِنْها، وَ بَعْضٌ حَمَلْتَهُ في فُلْكِكَ وَ نَجَّيْتَهُ وَ مَنْ آمَنَ مَعَهُ مِنَ الْهَلَكَةِ بِرَحْمَتِكَ، وَ بَعْضٌ اتَّخَذْتَهُ لِنَفْسِكَ خَليلاً وَ سَأَلَكَ لِسانَ صِدْقٍ فِي الاْخِرينَ فَاَجَبْتَهُ وَ جَعَلْتَ ذلِكَ عَلِيّاً، وَ بَعْضٌ كَلَّمْتَهُ مِنْ شَجَـرَةٍ تَكْليماً وَ جَعَلْتَ لَهُ مِنْ اَخيهِ رِدْءاً وَ وَزيراً، وَ بَعْضٌ اَوْلَدْتَهُ مِنْ غَيْرِ اَبٍ وَ آتَيْتَهُ الْبَيِّناتِ وَ اَيَّدْتَهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ، وَ كُلٌّ شَرَعْتَ لَهُ شَريعَةً، وَ نَهَجْتَ لَهُ مِنْهاجاً، وَ تَخَيَّرْتَ لَهُ اَوْصِياءَ، مُسْتَحْفِظاً بَعْدَ مُسْتَحْفِظٍ مِنْ مُدَّةٍ اِلى مُدَّةٍ، اِقامَةً لِدينِكَ، وَ حُجَّةً عَلى عِبادِكَ، وَ لِئَلّا يَزُولَ الْحَقُّ عَنْ مَقَرِّهِ وَ يَغْلِبَ الْباطِلُ عَلى اَهْلِهِ، وَ لا يَقُولَ اَحَدٌ لَوْلا اَرْسَلْتَ اِلَيْنا رَسُولاً مُنْذِراً وَ اَقَمْتَ لَنا عَلَماً هادِياً فَنَتَّبِـعَ آياتِكَ مِنْ قَبْلِ اَنْ نَذِلَّ وَ نَخْزى، اِلى اَنِ انْتَهَيْتَ بالأمْرِ اِلى حَبيبِكَ وَ نَجيبِكَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ، فَكانَ كَمَا انْتَجَبْتَهُ سَيِّدَ مَنْ خَلَقْتَهُ، وَ صَفْوَةَ مَنِ اصْطَفَيْتَهُ، وَ اَفْضَلَ مَنِ اجْتَبَيْتَهُ، وَ اَكْرَمَ مَنِ اعْتَمَدْتَهُ، قَدَّمْتَهُ عَلى اَنْبِيائِكَ، وَ بَعَثْتَهُ اِلَى الثَّقَلَيْنِ مِنْ عِبادِكَ، وَ اَوْطَأتَهُ مَشارِقَكَ وَ مَغارِبَكَ، وَ سَخَّرْتَ لَهُ الْبُراقَ، وَ عَرَجْتَ (به) بِرُوْحِهِ اِلى سَمائِكَ، وَ اَوْدَعْتَهُ عِلْمَ ما كانَ وَما يَكُونُ اِلَى انْقِضاءِ خَلْقِكَ، ثُمَّ نَصَرْتَهُ بِالرُّعْبِ، وَ حَفَفْتَهُ بِجَبْرَئيلَ وَ ميكائيلَ وَ الْمُسَوِّمينَ مِنْ مَلائِكَتِكَ وَ وَعَدْتَهُ اَنْ تُظْهِرَ دينَهُ عَلَى الدّينِ كُلِّهِ وَ لَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ، وَ ذلِكَ بَعْدَ اَنْ بَوَّأتَهُ مَبَوَّأَ صِدْقٍ مِنْ اَهْلِهِ، وَ جَعَلْتَ لَهُ وَ لَهُمْ اَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنّاسِ لَلَّذي بِبَكَّةَ مُبارَكاً وَ هُدىً لِلْعالَمينَ، فيهِ آياتٌ بَيِّناتٌ مَقامُ اِبْراهيمَ وَ مَنْ دَخَلَهُ كانَ آمِناً، وَ قُلْتَ: «اِنَّما يُريدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ اَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهيراً» ثُمَّ جَعَلْتَ اَجْرَ مُحَمَّدٍ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَ آلِهِ مَوَدَّتَهُمْ في كِتابِكَ فَقُلْتَ: «قل لا اسالكم عليه اجرا الا المودة في القربى» وَ قُلْتَ: «ما سَألْتُكُمْ مِنْ اَجْرٍ فَهُو َلَكُمْ» وَ قُلْتَ: «ما اَسْاَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ اَجْرٍ الّا مَنْ شاءَ اَنْ يَتَّخِذَ اِلى رَبِّهِ سَبيلاً»، فَكانُوا هُمُ السَّبيلَ اِلَيْكَ وَ الْمَسْلَكَ اِلى رِضْوانِكَ، فَلَمَّا انْقَضَتْ اَيّامُهُ اَقامَ وَلِيَّهُ عَلِيَّ بْنَ اَبي طالِب صَلَواتُكَ عَلَيْهِما وَ آلِهِما هادِياً، اِذْ كانَ هُوَ الْمُنْذِرَ وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ، فَقالَ وَ الْمَلأُ اَمامَهُ: مَنْ كُنْتُ مَوْلاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلاهُ اَللّـهُمَّ والِ مَنْ والاهُ وَ عادِ مَنْ عاداهُ وَ انْصُرْ مَنْ نَصَرَهُ وَ اخْذُلْ مَنْ خَذَلَهُ، وَ قالَ: مَنْ كُنْتُ اَنَا نَبِيَّهُ فَعَلِيٌّ اَميرُهُ، وَ قالَ: اَنَا وَ عَلِيٌّ مِنْ شَجَرَةٍ واحِدَةٍ وَ سائِرُالنَّاسِ مِنْ شَجَرٍ شَتّى، وَ اَحَلَّهُ مَحَلَّ هارُونَ مِنْ مُوسى، فَقال لَهُ: اَنْتَ مِنّي بِمَنْزِلَةِ هارُونَ مِنْ مُوسى الّا اَنَّهُ لا نَبِيَّ بَعْدي، وَ زَوَّجَهُ ابْنَتَهُ سَيِّدَةَ نِساءِ الْعالَمينَ، وَ اَحَلَّ لَهُ مِنْ مَسْجِدِهِ ما حَلَّ لَهُ، وَ سَدَّ الاْبْوابَ اِلاّ بابَهُ، ثُمَّ اَوْدَعَهُ عِلْمَهُ وَ حِكْمَتَهُ فَقالَ: اَنـَا مَدينَةُ الْعِلْمِ وَ عَلِىٌّ بابُها، فَمَنْ اَرادَ الْمَدينَةَ وَ الْحِكْمَةَ فَلْيَاْتِها مِنْ بابِها، ثُمَّ قالَ: اَنْتَ اَخي وَ وَصِيّي وَ وارِثي، لَحْمُكَ مِنْ لَحْمي وَ دَمُكَ مِنْ دَمي وَ سِلْمُكَ سِلْمي وَ حَرْبُكَ حَرْبي وَ الإيمانُ مُخالِطٌ لَحْمَكَ وَ دَمَكَ كَما خالَطَ لَحْمي وَ دَمي، وَ اَنْتَ غَداً عَلَى الْحَوْضِ خَليفَتي وَ اَنْتَ تَقْضي دَيْني وَ تُنْجِزُ عِداتي وَ شيعَتُكَ عَلى مَنابِرَ مِنْ نُورٍ مُبْيَضَّةً وُجُوهُهُمْ حَوْلي فِي الْجَنَّةِ وَ هُمْ جيراني، وَ لَوْلا اَنْتَ يا عَلِيُّ لَمْ يُعْرَفِ الْمُؤْمِنُونَ بَعْدي، وَ كانَ بَعْدَهُ هُدىً مِنَ الضَّلالِ وَ نُوراً مِنَ الْعَمى، وَ حَبْلَ اللهِ الْمَتينَ وَ صِراطَهُ الْمُسْتَقيمَ، لا يُسْبَقُ بِقَرابَةٍ في رَحِمٍ وَ لا بِسابِقَةٍ في دينٍ، وَ لا يُلْحَقُ في مَنْقَبَةٍ مِنْ مَناقِبِهِ، يَحْذُو حَذْوَ الرَّسُولِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِما وَ آلِهِما، وَ يُقاتِلُ عَلَى التَّأويلِ وَ لا تَأخُذُهُ فِي اللهِ لَوْمَةُ لائِمٍ، قَدْ وَتَرَ فيهِ صَناديدَ الْعَرَبِ وَ قَتَلَ اَبْطالَهُمْ وَ ناوَشَ (ناهش) ذُؤْبانَهُمْ، فَاَوْدَعَ قُلُوبَهُمْ اَحْقاداً بَدْرِيَّةً وَ خَيْبَرِيَّةً وَ حُنَيْنِيَّةً وَ غَيْرَهُنَّ، فَاَضَبَّتْ عَلى عَداوَتِهِ وَ اَكَبَّتْ عَلى مُنابَذَتِهِ، حَتّى قَتَلَ النّاكِثينَ وَ الْقاسِطينَ وَ الْمارِقينَ، وَ لَمّا قَضى نَحْبَهُ وَ قَتَلَهُ اَشْقَى الاْخِرينَ يَتْبَعُ اَشْقَى الاْوَّلينَ، لَمْ يُمْتَثَلْ اَمْرُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ فِي الْهادينَ بَعْدَ الْهادينَ، وَ الاْمَّةُ مُصِرَّةٌ عَلى مَقْتِهِ مُجْتَمِعَةٌ عَلى قَطيعَةِ رَحِمِهِ وَ اِقْصاءِ وُلْدِهِ اِلّا الْقَليلَ مِمَّنْ وَفى لِرِعايَةِ الْحَقِّ فيهِمْ، فَقُتِلَ مَنْ قُتِلَ، وَ سُبِيَ مَنْ سُبِيَ وَ اُقْصِيَ مَنْ اُقْصِيَ وَ جَرَى الْقَضاءُ لَهُمْ بِما يُرْجى لَهُ حُسْنُ الْمَثُوبَةِ، اِذْ كانَتِ الاْرْضُ للهِ يُورِثُها مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَ الْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقينَ، وَ سُبْحانَ رَبِّنا اِنْ كانَ وَعْدُ رَبِّنا لَمَفْعُولاً، وَ لَنْ يُخْلِفَ اللهُ وَعْدَهُ وَ هُوَ الْعَزيزُ الْحَكيمُ.
فَعَلَى الاْطائِبِ مِنْ اَهْلِ بَيْتِ مُحَمَّدٍ وَ عَلِيٍّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِما وَ آلِهِما فَلْيَبْكِ الْباكُونَ، وَ اِيّاهُمْ فَلْيَنْدُبِ النّادِبُونَ، وَ لِمِثْلِهِمْ فَلْتَذْرِفِ (فَلْتًدرِ) الدُّمُوعُ، وَ لْيَصْرُخِ الصّارِخُونَ، وَ يَضِجَّ الضّاجُّونَ، وَ يَعِـجَّ الْعاجُّوَن، اَيْنَ الْحَسَنُ اَيْنَ الْحُسَيْنُ اَيْنَ اَبْناءُ الْحُسَيْنِ، صالِحٌ بَعْدَ صالِـحٍ، وَ صادِقٌ بَعْدَ صادِقٍ، اَيْنَ السَّبيلُ بَعْدَ السَّبيلِ، اَيْنَ الْخِيَرَةُ بَعْدَ الْخِيَرَةِ، اَيْنَ الشُّمُوسُ الطّالِعَةُ، اَيْنَ الاْقْمارُ الْمُنيرَةُ، اَيْنَ الاْنْجُمُ الزّاهِرَةُ، اَيْنَ اَعْلامُ الدّينِ وَ قَواعِدُ الْعِلْمِ، اَيْنَ بَقِيَّةُ اللهِ الَّتي لا تَخْلُو مِنَ الْعِتْرَةِ الْهادِيـَةِ، اَيـْنَ الـْمُعَدُّ لِـقَطْعِ دابِرِ الظَّلَمَةِ، اَيْنَ الْمُنْتَظَرُ لاِقامَةِ الاْمْتِ وَ اْلعِوَجِ، اَيْنَ الْمُرْتَجى لاِزالَةِ الْجَوْرِ وَ الْعُدْوانِ، اَيْنَ الْمُدَّخَرُ لِتَجْديدِ الْفَرآئِضِ و َالسُّنَنِ، اَيْنَ الْمُتَخَيَّرُ لاِعادَةِ الْمِلَّةِ وَ الشَّريعَةِ، اَيْنَ الْمُؤَمَّلُ لاِحْياءِ الْكِتابِ وَ حُدُودِهِ، اَيْنَ مُحْيي مَعالِمِ الدّينِ وَ اَهْلِهِ، اَيْنَ قاصِمُ شَوْكَةِ الْمُعْتَدينَ، اَيْنَ هادِمُ اَبْنِيَةِ الشِّرْكِ وَ النِّفاقِ، اَيْنَ مُبيدُ اَهْلِ الْفُسُوقِ وَ الْعِصْيانِ وَ الطُّغْيانِ، اَيْنَ حاصِدُ فُرُوعِ الْغَيِّ وَ الشِّقاقِ (النِفاقِ)، اَيْنَ طامِسُ آثارِ الزَّيْغِ وَ الاْهْواء، اَيْنَ قاطِعُ حَبائِلِ الْكِذْبِ (الكَذِبِ) وَ الاْفْتِراءِ، اَيْنَ مُبيدُ الْعُتاةِ وَ الْمَرَدَةِ، اَيْنَ مُسْتَأصِلُ اَهْلِ الْعِنادِ وَ التَّضْليلِ وَ الاْلْحادِ، اَيْنَ مُـعِزُّ الاْوْلِياءِ وَ مُذِلُّ الاْعْداءِ، اَيْنَ جامِعُ الْكَلِمَةِ (الكَلِمِ) عَلَى التَّقْوى، اَيْنَ بابُ اللهِ الَّذى مِنْهُ يُؤْتى، اَيْنَ وَجْهُ اللهِ الَّذى اِلَيْهِ يَتَوَجَّهُ الاْوْلِياءُ، اَيْنَ السَّبَبُ الْمُتَّصِلُ بَيْنَ الاْرْضِ وَ السَّماءِ، اَيْنَ صاحِبُ يَوْمِ الْفَتْحِ وَ ناشِرُ رايَةِ الْهُدى، اَيْنَ مُؤَلِّفُ شَمْلِ الصَّلاحِ وَ الرِّضا، اَيْنَ الطّالِبُ بِذُحُولِ الاْنْبِياءِ وَ اَبْناءِ الاْنْبِياءِ، اَيْنَ الطّالِبُ (المُطالِبُ) بِدَمِ الْمَقْتُولِ بِكَرْبَلاءَ، اَيْنَ الْمَنْصُورُ عَلى مَنِ اعْتَدى عَلَيْهِ وَ افْتَرى، اَيْنَ الْمُضْطَرُّ الَّذي يُجابُ اِذا دَعا اَيْنَ صَدْرُ الْخَلائِقِ ذُوالْبِرِّ وَ التَّقْوى، اَيْنَ ابْنُ النَّبِىِّ الْمُصْطَفى، وَ ابْنُ عَلِيٍّ الْمُرْتَضى، وَ ابْنُ خَديجَةَ الْغَرّآءِ، وَ ابْنُ فاطِمَةَ الْكُبْرى، بِاَبي اَنْتَ وَ اُمّي وَ نَفْسي لَكَ الْوِقاءُ وَ الْحِمى، يَا بْنَ السّادَةِ الْمُقَرَّبينَ، يَا بْنَ النُّجَباءِ الاْكْرَمينَ، يَا بْنَ الْهُداةِ الْمَهْدِيّينَ (المُهْتَدينَ)، يَا بْنَ الْخِيَرَةِ الْمُهَذَّبينَ، يَا بْنَ الْغَطارِفَةِ الاْنْجَبينَ، يَا بْنَ الاْطائِبِ الْمُطَهَّرينَ (المُتَطَهْريِنَ)، يَا بْنَ الْخَضارِمَةِ الْمُنْتَجَبينَ، يَا بْنَ الْقَماقِمَةِ الاْكْرَمينَ (الأكْبَرينَ)، يَا بْنَ الْبُدُورِ الْمُنيرَةِ، يَا بْنَ السُّرُجِ الْمُضيئَةِ، يَا بْنَ الشُّهُبِ الثّاقِبَةِ، يَا بْنَ الاْنْجُمِ الزّاهِرَةِ، يَا بْنَ السُّبُلِ الْواضِحَةِ، يَا بْنَ الاْعْلامِ الّلائِحَةِ، يَا بْنَ الْعُلُومِ الْكامِلَةِ، يَا بْنَ السُّنَنِ الْمَشْهُورَةِ، يَا بْنَ الْمَعالِمِ الْمَأثُورَةِ، يَا بْنَ الْمُعْجِزاتِ الْمَوْجُودَةِ، يَا بْنَ الدَّلائِلِ الْمَشْهُودَةِ (المَشْهُورَةِ)، يَا بْنَ الصـِّراطِ الْمُسْتَقيمِ، يَا بْنَ النَّبَأِ الْعَظيمِ، يَا بْنَ مَنْ هُوَ في اُمِّ الْكِتابِ لَدَى اللهِ عَلِيٌّ حَكيمٌ، يَا بْنَ الآياتِ وَ الْبَيِّناتِ، يَا بْنَ الدَّلائِلِ الظّاهِراتِ، يَا بْنَ الْبَراهينِ الْواضِحاتِ الْباهِراتِ، يَا بْنَ الْحُجَجِ الْبالِغاتِ، يَا بْنَ النِّعَمِ السّابِغاتِ، يَا بْنَ طه وَ الْـمُحْكَماتِ، يَا بْنَ يس وَ الذّارِياتِ، يَا بْنَ الطُّورِ وَ الْعادِياتِ، يَا بْنَ مَنْ دَنا فَتَدَلّى فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ اَوْ اَدْنى دُنُوّاً وَ اقْتِراباً مِنَ الْعَلِيِّ الاْعْلى، لَيْتَ شِعْري اَيْنَ اسْتَقَرَّتْ بِكَ النَّوى، بَلْ اَيُّ اَرْضٍ تُقِلُّكَ اَوْ ثَرى، اَبِرَضْوى اَوْ غَيْرِها اَمْ ذي طُوى، عَزيزٌ عَلَيَّ اَنْ اَرَى الْخَلْقَ وَ لا تُرى وَ لا اَسْمَعُ لَكَ حَسيساً وَ لا نَجْوى، عَزيزٌ عَلَيَّ اَنْ (لا تُحِيطَ بِيَ دُونكَ) تُحيطَ بِكَ دُونِيَ الْبَلْوى وَ لا يَنالُكَ مِنّي ضَجيجٌ وَ لا شَكْوى، بِنَفْسي اَنْتَ مِنْ مُغَيَّبٍ لَمْ يَخْلُ مِنّا، بِنَفْسي اَنْتَ مِنْ نازِحٍ ما نَزَحَ (يَنْزِحُ) عَنّا، بِنَفْسي اَنْتَ اُمْنِيَّةُ شائِقٍ يَتَمَنّى، مِنْ مُؤْمِن وَ مُؤْمِنَةٍ ذَكَرا فَحَنّا، بِنَفْسي اَنْتَ مِنْ عَقيدِ عِزٍّ لايُسامى، بِنَفْسي اَنْتَ مِنْ اَثيلِ مَجْدٍ لا يُجارى، بِنَفْسي اَنْتَ مِنْ تِلادِ نِعَمٍ لا تُضاهى، بِنَفْسي اَنْتَ مِنْ نَصيفِ شَرَفٍ لا يُساوى، اِلى مَتى اَحارُ فيكَ يا مَوْلايَ وَ اِلى مَتي، وَ اَىَّ خِطابٍ اَصِفُ فيكَ وَ اَيَّ نَجْوى، عَزيزٌ عَلَيَّ اَنْ اُجابَ دُونَكَ وَ اُناغى، عَزيزٌ عَلَيَّ اَنْ اَبْكِيَكَ وَ يَخْذُلَكَ الْوَرى، عَزيزٌ عَلَيَّ اَنْ يَجْرِيَ عَلَيْكَ دُونَهُمْ ما جَرى، هَلْ مِنْ مُعينٍ فَاُطيلَ مَعَهُ الْعَويلَ وَ الْبُكاءَ، هَلْ مِنْ جَزُوعٍ فَاُساعِدَ جَزَعَهُ اِذا خَلا، هَلْ قَذِيَتْ عَيْنٌ فَساعَدَتْها عَيْني عَلَى الْقَذى، هَلْ اِلَيْكَ يَا بْنَ اَحْمَدَ سَبيلٌ فَتُلْقى، هَلْ يَتَّصِلُ يَوْمُنا مِنْكَ بِعِدَةٍ فَنَحْظى، مَتى نَرِدُ مَناهِلَكَ الرَّوِيَّةَ فَنَرْوى، مَتى نَنْتَقِعُ مِنْ عَذْبِ مائِكَ فَقَدْ طالَ الصَّدى، مَتى نُغاديكَ وَ نُراوِحُكَ فَنُقِرَّ عَيْناً (فَتَقُرُ عًيًوننا)، مَتى تَرانا وَ نَراكَ وَ قَدْ نَشَرْتَ لِواءَ النَّصْرِ تُرى، اَتَرانا نَحُفُّ بِكَ وَ اَنْتَ تَاُمُّ الْمَلاَ وَ قَدْ مَلأْتَ الاْرْضَ عَدْلاً وَ اَذَقْتَ اَعْداءَكَ هَواناً وَ عِقاباً، وَ اَبَرْتَ الْعُتاةَ وَ جَحَدَةَ الْحَقِّ، وَ قَطَعْتَ دابِرَ الْمُتَكَبِّرينَ، وَ اجْتَثَثْتَ اُصُولَ الظّالِمينَ، وَ نَحْنُ نَقُولُ الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعالَمينَ.
اَللّـهُمَّ اَنْتَ كَشّافُ ْالكُرَبِ وَ الْبَلْوى، وَ اِلَيْكَ اَسْتَعْدى فَعِنْدَكَ الْعَدْوى، وَ اَنْتَ رَبُّ الاْخِرَةِ وَ الدُّنْيا (الاُولي)، فَاَغِثْ يا غِياثَ الْمُسْتَغيثينَ عُبَيْدَكَ الْمُبْتَلى، وَ اَرِهِ سَيِّدَهُ يا شَديدَ الْقُوى، وَ اَزِلْ عَنْهُ بِهِ الاْسى وَ الْجَوى، وَ بَرِّدْ غَليلَهُ يا مَنْ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى، وَ مَنْ اِلَيْهِ الرُّجْعى وَ الْمُنْتَهى.
اَللّـهُمَّ وَ نَحْنُ عَبيدُكَ التّائِقُونَ (الشائقون) اِلى وَلِيِّكَ الْمُذَكِّرِ بِكَ وَ بِنَبِيِّكَ، خَلَقْتَهُ لَنا عِصْمَةً وَ مَلاذاً، وَ اَقَمْتَهُ لَنا قِواماً وَ مَعاذاً، وَ جَعَلْتَهُ لِلْمُؤْمِنينَ مِنّا اِماماً، فَبَلِّغْهُ مِنّا تَحِيَّةً وَ سَلاماً، وَ زِدْنا بِذلِكَ يارَبِّ اِكْراماً، وَ اجْعَلْ مُسْتَقَرَّهُ لَنا مُسْتَقَرّاً وَ مُقاماً، وَ اَتْمِمْ نِعْمَتَكَ بِتَقْديمِكَ اِيّاهُ اَمامَنا حَتّى تُورِدَنا جِنانَكَ (جَنّاتِكَ) وَ مُرافَقَةَ الشُّهَداءِ مِنْ خُلَصائِكَ.
اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ، وَ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ جَدِّهِ وَ رَسُولِكَ السَّيِّدِ الاَكْبَرِ، وَ عَلى اَبيهِ السَّيِّدِ الاَصْغَرِ، وَ جَدَّتِهِ الصِّدّيقَةِ الْكُبْرى فاطِمَةَ بِنْتِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ، وَ عَلى مَنِ اصْطَفَيْتَ مِنْ آبائِهِ الْبَرَرَةِ، وَ عَلَيْهِ اَفْضَلَ وَ اَكْمَلَ وَ اَتَمَّ وَ اَدْوَمَ وَ اَكْثَرَ وَ اَوْفَرَ ما صَلَّيْتَ عَلى اَحَدٍ مِنْ اَصْفِيائِكَ وَ خِيَرَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ، وَ صَلِّ عَلَيْهِ صَلاةً لا غايَةَ لِعَدَدِها وَ لا نِهايَةَ لِمَدَدِها وَ لا نَفادَ لاِمَدِها.
اَللّـهُمَّ وَ اَقِمْ بِهِ الْحَقَّ وَ اَدْحِضْ بِهِ الْباطِلَ وَ اَدِلْ بِهِ اَوْلِياءَكَ وَ اَذْلِلْ بِهِ اَعْداءَكَ وَ صِلِ اللّهُمَّ بَيْنَنا وَ بَيْنَهُ وُصْلَةً تُؤَدّى اِلى مُرافَقَةِ سَلَفِهِ، وَ اجْعَلْنا مِمَّنْ يَأخُذُ بِحُجْزَتِهِمْ، وَ يَمْكُثُ في ظِلِّهِمْ، وَ اَعِنّا عَلى تَأدِيَةِ حُقُوقِهِ اِلَيْهِ، وَ الاْجْتِهادِ في طاعَتِهِ، وَ اجْتِنابِ مَعْصِيَتِهِ، وَ امْنُنْ عَلَيْنا بِرِضاهُ، وَهَبْ لَنا رَأَفَتَهُ وَ رَحْمَتَهُ وَ دُعاءَهُ وَ خَيْرَهُ مانَنالُ بِهِ سَعَةً مِنْ رَحْمَتِكَ وَ فَوْزاً عِنْدَكَ، وَ اجْعَلْ صَلاتَنا بِهِ مَقبُولَةً، وَ ذُنُوبَنا بِهِ مَغْفُورَةً، وَ دُعاءَنا بِهِ مُسْتَجاباً وَ اجْعَلْ اَرْزاقَنا بِهِ مَبْسُوطَةً، وَ هُمُومَنا بِهِ مَكْفِيَّةً، وَ حَوآئِجَنا بِهِ مَقْضِيَّةً، وَ اَقْبِلْ اِلَيْنا بِوَجْهِكَ الْكَريمِ وَ اقْبَلْ تَقَرُّبَنا اِلَيْكَ، وَ انْظُرْ اِلَيْنا نَظْرَةً رَحيمَةً نَسْتَكْمِلُ بِهَا الْكَرامَةَ عِنْدَكَ، ثُمَّ لا تَصْرِفْها عَنّا بِجُودِكَ، وَ اسْقِنا مِنْ حَوْضِ جَدِّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ بِكَأسِهِ وَ بِيَدِهِ رَيّاً رَوِيّاً هَنيئاً سائِغاً لا ظَمَاَ بَعْدَهُ يا أَرْحَمَ الرّاحِمين
اَلْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعالَمينَ وَ صَلَّى اللهُ عَلى سَيِّدِنا مُحَمَّدٍ نَبِيِّهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ تَسْليماً، اَللّـهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ عَلى ما جَرى بِهِ قَضاؤكَ في اَوْلِيائِكَ الَّذينَ اسْتَخْلَصْتَهُمْ لِنَفْسِكَ وَ دينِكَ، اِذِ اخْتَرْتَ لَهُمْ جَزيلَ ما عِنْدَكَ مِنَ النَّعيمِ الْمُقيمِ الَّذي لا زَوالَ لَهُ وَ لاَ اضْمِحْلالَ، بَعْدَ اَنْ شَرَطْتَ عَلَيْهِمُ الزُّهْدَ في دَرَجاتِ هذِهِ الدُّنْيَا الدَّنِيَّةِ وَ زُخْرُفِها وَ زِبْرِجِها، فَشَرَطُوا لَكَ ذلِكَ وَ عَلِمْتَ مِنْهُمُ الْوَفاءَ بِهِ فَقَبِلْتَهُمْ وَ قَرَّبْتَهُمْ، وَ قَدَّمْتَ لَهُمُ الذِّكْرَ الْعَلِيَّ وَ الثَّناءَ الْجَلِىَّ، وَ اَهْبَطْتَ عَلَيْهِمْ مَلائِكَتَكَ وَ كَرَّمْتَهُمْ بِوَحْيِكَ، وَ رَفَدْتَهُمْ بِعِلْمِكَ، وَ جَعَلْتَهُمُ الذَّريعَةَ اِلَيْكَ وَ الْوَسيلَةَ اِلى رِضْوانِكَ، فَبَعْضٌ اَسْكَنْتَهُ جَنَّتَكَ اِلى اَنْ اَخْرَجْتَهُ مِنْها، وَ بَعْضٌ حَمَلْتَهُ في فُلْكِكَ وَ نَجَّيْتَهُ وَ مَنْ آمَنَ مَعَهُ مِنَ الْهَلَكَةِ بِرَحْمَتِكَ، وَ بَعْضٌ اتَّخَذْتَهُ لِنَفْسِكَ خَليلاً وَ سَأَلَكَ لِسانَ صِدْقٍ فِي الاْخِرينَ فَاَجَبْتَهُ وَ جَعَلْتَ ذلِكَ عَلِيّاً، وَ بَعْضٌ كَلَّمْتَهُ مِنْ شَجَـرَةٍ تَكْليماً وَ جَعَلْتَ لَهُ مِنْ اَخيهِ رِدْءاً وَ وَزيراً، وَ بَعْضٌ اَوْلَدْتَهُ مِنْ غَيْرِ اَبٍ وَ آتَيْتَهُ الْبَيِّناتِ وَ اَيَّدْتَهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ، وَ كُلٌّ شَرَعْتَ لَهُ شَريعَةً، وَ نَهَجْتَ لَهُ مِنْهاجاً، وَ تَخَيَّرْتَ لَهُ اَوْصِياءَ، مُسْتَحْفِظاً بَعْدَ مُسْتَحْفِظٍ مِنْ مُدَّةٍ اِلى مُدَّةٍ، اِقامَةً لِدينِكَ، وَ حُجَّةً عَلى عِبادِكَ، وَ لِئَلّا يَزُولَ الْحَقُّ عَنْ مَقَرِّهِ وَ يَغْلِبَ الْباطِلُ عَلى اَهْلِهِ، وَ لا يَقُولَ اَحَدٌ لَوْلا اَرْسَلْتَ اِلَيْنا رَسُولاً مُنْذِراً وَ اَقَمْتَ لَنا عَلَماً هادِياً فَنَتَّبِـعَ آياتِكَ مِنْ قَبْلِ اَنْ نَذِلَّ وَ نَخْزى، اِلى اَنِ انْتَهَيْتَ بالأمْرِ اِلى حَبيبِكَ وَ نَجيبِكَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ، فَكانَ كَمَا انْتَجَبْتَهُ سَيِّدَ مَنْ خَلَقْتَهُ، وَ صَفْوَةَ مَنِ اصْطَفَيْتَهُ، وَ اَفْضَلَ مَنِ اجْتَبَيْتَهُ، وَ اَكْرَمَ مَنِ اعْتَمَدْتَهُ، قَدَّمْتَهُ عَلى اَنْبِيائِكَ، وَ بَعَثْتَهُ اِلَى الثَّقَلَيْنِ مِنْ عِبادِكَ، وَ اَوْطَأتَهُ مَشارِقَكَ وَ مَغارِبَكَ، وَ سَخَّرْتَ لَهُ الْبُراقَ، وَ عَرَجْتَ (به) بِرُوْحِهِ اِلى سَمائِكَ، وَ اَوْدَعْتَهُ عِلْمَ ما كانَ وَما يَكُونُ اِلَى انْقِضاءِ خَلْقِكَ، ثُمَّ نَصَرْتَهُ بِالرُّعْبِ، وَ حَفَفْتَهُ بِجَبْرَئيلَ وَ ميكائيلَ وَ الْمُسَوِّمينَ مِنْ مَلائِكَتِكَ وَ وَعَدْتَهُ اَنْ تُظْهِرَ دينَهُ عَلَى الدّينِ كُلِّهِ وَ لَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ، وَ ذلِكَ بَعْدَ اَنْ بَوَّأتَهُ مَبَوَّأَ صِدْقٍ مِنْ اَهْلِهِ، وَ جَعَلْتَ لَهُ وَ لَهُمْ اَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنّاسِ لَلَّذي بِبَكَّةَ مُبارَكاً وَ هُدىً لِلْعالَمينَ، فيهِ آياتٌ بَيِّناتٌ مَقامُ اِبْراهيمَ وَ مَنْ دَخَلَهُ كانَ آمِناً، وَ قُلْتَ: «اِنَّما يُريدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ اَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهيراً» ثُمَّ جَعَلْتَ اَجْرَ مُحَمَّدٍ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَ آلِهِ مَوَدَّتَهُمْ في كِتابِكَ فَقُلْتَ: «قل لا اسالكم عليه اجرا الا المودة في القربى» وَ قُلْتَ: «ما سَألْتُكُمْ مِنْ اَجْرٍ فَهُو َلَكُمْ» وَ قُلْتَ: «ما اَسْاَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ اَجْرٍ الّا مَنْ شاءَ اَنْ يَتَّخِذَ اِلى رَبِّهِ سَبيلاً»، فَكانُوا هُمُ السَّبيلَ اِلَيْكَ وَ الْمَسْلَكَ اِلى رِضْوانِكَ، فَلَمَّا انْقَضَتْ اَيّامُهُ اَقامَ وَلِيَّهُ عَلِيَّ بْنَ اَبي طالِب صَلَواتُكَ عَلَيْهِما وَ آلِهِما هادِياً، اِذْ كانَ هُوَ الْمُنْذِرَ وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ، فَقالَ وَ الْمَلأُ اَمامَهُ: مَنْ كُنْتُ مَوْلاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلاهُ اَللّـهُمَّ والِ مَنْ والاهُ وَ عادِ مَنْ عاداهُ وَ انْصُرْ مَنْ نَصَرَهُ وَ اخْذُلْ مَنْ خَذَلَهُ، وَ قالَ: مَنْ كُنْتُ اَنَا نَبِيَّهُ فَعَلِيٌّ اَميرُهُ، وَ قالَ: اَنَا وَ عَلِيٌّ مِنْ شَجَرَةٍ واحِدَةٍ وَ سائِرُالنَّاسِ مِنْ شَجَرٍ شَتّى، وَ اَحَلَّهُ مَحَلَّ هارُونَ مِنْ مُوسى، فَقال لَهُ: اَنْتَ مِنّي بِمَنْزِلَةِ هارُونَ مِنْ مُوسى الّا اَنَّهُ لا نَبِيَّ بَعْدي، وَ زَوَّجَهُ ابْنَتَهُ سَيِّدَةَ نِساءِ الْعالَمينَ، وَ اَحَلَّ لَهُ مِنْ مَسْجِدِهِ ما حَلَّ لَهُ، وَ سَدَّ الاْبْوابَ اِلاّ بابَهُ، ثُمَّ اَوْدَعَهُ عِلْمَهُ وَ حِكْمَتَهُ فَقالَ: اَنـَا مَدينَةُ الْعِلْمِ وَ عَلِىٌّ بابُها، فَمَنْ اَرادَ الْمَدينَةَ وَ الْحِكْمَةَ فَلْيَاْتِها مِنْ بابِها، ثُمَّ قالَ: اَنْتَ اَخي وَ وَصِيّي وَ وارِثي، لَحْمُكَ مِنْ لَحْمي وَ دَمُكَ مِنْ دَمي وَ سِلْمُكَ سِلْمي وَ حَرْبُكَ حَرْبي وَ الإيمانُ مُخالِطٌ لَحْمَكَ وَ دَمَكَ كَما خالَطَ لَحْمي وَ دَمي، وَ اَنْتَ غَداً عَلَى الْحَوْضِ خَليفَتي وَ اَنْتَ تَقْضي دَيْني وَ تُنْجِزُ عِداتي وَ شيعَتُكَ عَلى مَنابِرَ مِنْ نُورٍ مُبْيَضَّةً وُجُوهُهُمْ حَوْلي فِي الْجَنَّةِ وَ هُمْ جيراني، وَ لَوْلا اَنْتَ يا عَلِيُّ لَمْ يُعْرَفِ الْمُؤْمِنُونَ بَعْدي، وَ كانَ بَعْدَهُ هُدىً مِنَ الضَّلالِ وَ نُوراً مِنَ الْعَمى، وَ حَبْلَ اللهِ الْمَتينَ وَ صِراطَهُ الْمُسْتَقيمَ، لا يُسْبَقُ بِقَرابَةٍ في رَحِمٍ وَ لا بِسابِقَةٍ في دينٍ، وَ لا يُلْحَقُ في مَنْقَبَةٍ مِنْ مَناقِبِهِ، يَحْذُو حَذْوَ الرَّسُولِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِما وَ آلِهِما، وَ يُقاتِلُ عَلَى التَّأويلِ وَ لا تَأخُذُهُ فِي اللهِ لَوْمَةُ لائِمٍ، قَدْ وَتَرَ فيهِ صَناديدَ الْعَرَبِ وَ قَتَلَ اَبْطالَهُمْ وَ ناوَشَ (ناهش) ذُؤْبانَهُمْ، فَاَوْدَعَ قُلُوبَهُمْ اَحْقاداً بَدْرِيَّةً وَ خَيْبَرِيَّةً وَ حُنَيْنِيَّةً وَ غَيْرَهُنَّ، فَاَضَبَّتْ عَلى عَداوَتِهِ وَ اَكَبَّتْ عَلى مُنابَذَتِهِ، حَتّى قَتَلَ النّاكِثينَ وَ الْقاسِطينَ وَ الْمارِقينَ، وَ لَمّا قَضى نَحْبَهُ وَ قَتَلَهُ اَشْقَى الاْخِرينَ يَتْبَعُ اَشْقَى الاْوَّلينَ، لَمْ يُمْتَثَلْ اَمْرُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ فِي الْهادينَ بَعْدَ الْهادينَ، وَ الاْمَّةُ مُصِرَّةٌ عَلى مَقْتِهِ مُجْتَمِعَةٌ عَلى قَطيعَةِ رَحِمِهِ وَ اِقْصاءِ وُلْدِهِ اِلّا الْقَليلَ مِمَّنْ وَفى لِرِعايَةِ الْحَقِّ فيهِمْ، فَقُتِلَ مَنْ قُتِلَ، وَ سُبِيَ مَنْ سُبِيَ وَ اُقْصِيَ مَنْ اُقْصِيَ وَ جَرَى الْقَضاءُ لَهُمْ بِما يُرْجى لَهُ حُسْنُ الْمَثُوبَةِ، اِذْ كانَتِ الاْرْضُ للهِ يُورِثُها مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَ الْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقينَ، وَ سُبْحانَ رَبِّنا اِنْ كانَ وَعْدُ رَبِّنا لَمَفْعُولاً، وَ لَنْ يُخْلِفَ اللهُ وَعْدَهُ وَ هُوَ الْعَزيزُ الْحَكيمُ.
فَعَلَى الاْطائِبِ مِنْ اَهْلِ بَيْتِ مُحَمَّدٍ وَ عَلِيٍّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِما وَ آلِهِما فَلْيَبْكِ الْباكُونَ، وَ اِيّاهُمْ فَلْيَنْدُبِ النّادِبُونَ، وَ لِمِثْلِهِمْ فَلْتَذْرِفِ (فَلْتًدرِ) الدُّمُوعُ، وَ لْيَصْرُخِ الصّارِخُونَ، وَ يَضِجَّ الضّاجُّونَ، وَ يَعِـجَّ الْعاجُّوَن، اَيْنَ الْحَسَنُ اَيْنَ الْحُسَيْنُ اَيْنَ اَبْناءُ الْحُسَيْنِ، صالِحٌ بَعْدَ صالِـحٍ، وَ صادِقٌ بَعْدَ صادِقٍ، اَيْنَ السَّبيلُ بَعْدَ السَّبيلِ، اَيْنَ الْخِيَرَةُ بَعْدَ الْخِيَرَةِ، اَيْنَ الشُّمُوسُ الطّالِعَةُ، اَيْنَ الاْقْمارُ الْمُنيرَةُ، اَيْنَ الاْنْجُمُ الزّاهِرَةُ، اَيْنَ اَعْلامُ الدّينِ وَ قَواعِدُ الْعِلْمِ، اَيْنَ بَقِيَّةُ اللهِ الَّتي لا تَخْلُو مِنَ الْعِتْرَةِ الْهادِيـَةِ، اَيـْنَ الـْمُعَدُّ لِـقَطْعِ دابِرِ الظَّلَمَةِ، اَيْنَ الْمُنْتَظَرُ لاِقامَةِ الاْمْتِ وَ اْلعِوَجِ، اَيْنَ الْمُرْتَجى لاِزالَةِ الْجَوْرِ وَ الْعُدْوانِ، اَيْنَ الْمُدَّخَرُ لِتَجْديدِ الْفَرآئِضِ و َالسُّنَنِ، اَيْنَ الْمُتَخَيَّرُ لاِعادَةِ الْمِلَّةِ وَ الشَّريعَةِ، اَيْنَ الْمُؤَمَّلُ لاِحْياءِ الْكِتابِ وَ حُدُودِهِ، اَيْنَ مُحْيي مَعالِمِ الدّينِ وَ اَهْلِهِ، اَيْنَ قاصِمُ شَوْكَةِ الْمُعْتَدينَ، اَيْنَ هادِمُ اَبْنِيَةِ الشِّرْكِ وَ النِّفاقِ، اَيْنَ مُبيدُ اَهْلِ الْفُسُوقِ وَ الْعِصْيانِ وَ الطُّغْيانِ، اَيْنَ حاصِدُ فُرُوعِ الْغَيِّ وَ الشِّقاقِ (النِفاقِ)، اَيْنَ طامِسُ آثارِ الزَّيْغِ وَ الاْهْواء، اَيْنَ قاطِعُ حَبائِلِ الْكِذْبِ (الكَذِبِ) وَ الاْفْتِراءِ، اَيْنَ مُبيدُ الْعُتاةِ وَ الْمَرَدَةِ، اَيْنَ مُسْتَأصِلُ اَهْلِ الْعِنادِ وَ التَّضْليلِ وَ الاْلْحادِ، اَيْنَ مُـعِزُّ الاْوْلِياءِ وَ مُذِلُّ الاْعْداءِ، اَيْنَ جامِعُ الْكَلِمَةِ (الكَلِمِ) عَلَى التَّقْوى، اَيْنَ بابُ اللهِ الَّذى مِنْهُ يُؤْتى، اَيْنَ وَجْهُ اللهِ الَّذى اِلَيْهِ يَتَوَجَّهُ الاْوْلِياءُ، اَيْنَ السَّبَبُ الْمُتَّصِلُ بَيْنَ الاْرْضِ وَ السَّماءِ، اَيْنَ صاحِبُ يَوْمِ الْفَتْحِ وَ ناشِرُ رايَةِ الْهُدى، اَيْنَ مُؤَلِّفُ شَمْلِ الصَّلاحِ وَ الرِّضا، اَيْنَ الطّالِبُ بِذُحُولِ الاْنْبِياءِ وَ اَبْناءِ الاْنْبِياءِ، اَيْنَ الطّالِبُ (المُطالِبُ) بِدَمِ الْمَقْتُولِ بِكَرْبَلاءَ، اَيْنَ الْمَنْصُورُ عَلى مَنِ اعْتَدى عَلَيْهِ وَ افْتَرى، اَيْنَ الْمُضْطَرُّ الَّذي يُجابُ اِذا دَعا اَيْنَ صَدْرُ الْخَلائِقِ ذُوالْبِرِّ وَ التَّقْوى، اَيْنَ ابْنُ النَّبِىِّ الْمُصْطَفى، وَ ابْنُ عَلِيٍّ الْمُرْتَضى، وَ ابْنُ خَديجَةَ الْغَرّآءِ، وَ ابْنُ فاطِمَةَ الْكُبْرى، بِاَبي اَنْتَ وَ اُمّي وَ نَفْسي لَكَ الْوِقاءُ وَ الْحِمى، يَا بْنَ السّادَةِ الْمُقَرَّبينَ، يَا بْنَ النُّجَباءِ الاْكْرَمينَ، يَا بْنَ الْهُداةِ الْمَهْدِيّينَ (المُهْتَدينَ)، يَا بْنَ الْخِيَرَةِ الْمُهَذَّبينَ، يَا بْنَ الْغَطارِفَةِ الاْنْجَبينَ، يَا بْنَ الاْطائِبِ الْمُطَهَّرينَ (المُتَطَهْريِنَ)، يَا بْنَ الْخَضارِمَةِ الْمُنْتَجَبينَ، يَا بْنَ الْقَماقِمَةِ الاْكْرَمينَ (الأكْبَرينَ)، يَا بْنَ الْبُدُورِ الْمُنيرَةِ، يَا بْنَ السُّرُجِ الْمُضيئَةِ، يَا بْنَ الشُّهُبِ الثّاقِبَةِ، يَا بْنَ الاْنْجُمِ الزّاهِرَةِ، يَا بْنَ السُّبُلِ الْواضِحَةِ، يَا بْنَ الاْعْلامِ الّلائِحَةِ، يَا بْنَ الْعُلُومِ الْكامِلَةِ، يَا بْنَ السُّنَنِ الْمَشْهُورَةِ، يَا بْنَ الْمَعالِمِ الْمَأثُورَةِ، يَا بْنَ الْمُعْجِزاتِ الْمَوْجُودَةِ، يَا بْنَ الدَّلائِلِ الْمَشْهُودَةِ (المَشْهُورَةِ)، يَا بْنَ الصـِّراطِ الْمُسْتَقيمِ، يَا بْنَ النَّبَأِ الْعَظيمِ، يَا بْنَ مَنْ هُوَ في اُمِّ الْكِتابِ لَدَى اللهِ عَلِيٌّ حَكيمٌ، يَا بْنَ الآياتِ وَ الْبَيِّناتِ، يَا بْنَ الدَّلائِلِ الظّاهِراتِ، يَا بْنَ الْبَراهينِ الْواضِحاتِ الْباهِراتِ، يَا بْنَ الْحُجَجِ الْبالِغاتِ، يَا بْنَ النِّعَمِ السّابِغاتِ، يَا بْنَ طه وَ الْـمُحْكَماتِ، يَا بْنَ يس وَ الذّارِياتِ، يَا بْنَ الطُّورِ وَ الْعادِياتِ، يَا بْنَ مَنْ دَنا فَتَدَلّى فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ اَوْ اَدْنى دُنُوّاً وَ اقْتِراباً مِنَ الْعَلِيِّ الاْعْلى، لَيْتَ شِعْري اَيْنَ اسْتَقَرَّتْ بِكَ النَّوى، بَلْ اَيُّ اَرْضٍ تُقِلُّكَ اَوْ ثَرى، اَبِرَضْوى اَوْ غَيْرِها اَمْ ذي طُوى، عَزيزٌ عَلَيَّ اَنْ اَرَى الْخَلْقَ وَ لا تُرى وَ لا اَسْمَعُ لَكَ حَسيساً وَ لا نَجْوى، عَزيزٌ عَلَيَّ اَنْ (لا تُحِيطَ بِيَ دُونكَ) تُحيطَ بِكَ دُونِيَ الْبَلْوى وَ لا يَنالُكَ مِنّي ضَجيجٌ وَ لا شَكْوى، بِنَفْسي اَنْتَ مِنْ مُغَيَّبٍ لَمْ يَخْلُ مِنّا، بِنَفْسي اَنْتَ مِنْ نازِحٍ ما نَزَحَ (يَنْزِحُ) عَنّا، بِنَفْسي اَنْتَ اُمْنِيَّةُ شائِقٍ يَتَمَنّى، مِنْ مُؤْمِن وَ مُؤْمِنَةٍ ذَكَرا فَحَنّا، بِنَفْسي اَنْتَ مِنْ عَقيدِ عِزٍّ لايُسامى، بِنَفْسي اَنْتَ مِنْ اَثيلِ مَجْدٍ لا يُجارى، بِنَفْسي اَنْتَ مِنْ تِلادِ نِعَمٍ لا تُضاهى، بِنَفْسي اَنْتَ مِنْ نَصيفِ شَرَفٍ لا يُساوى، اِلى مَتى اَحارُ فيكَ يا مَوْلايَ وَ اِلى مَتي، وَ اَىَّ خِطابٍ اَصِفُ فيكَ وَ اَيَّ نَجْوى، عَزيزٌ عَلَيَّ اَنْ اُجابَ دُونَكَ وَ اُناغى، عَزيزٌ عَلَيَّ اَنْ اَبْكِيَكَ وَ يَخْذُلَكَ الْوَرى، عَزيزٌ عَلَيَّ اَنْ يَجْرِيَ عَلَيْكَ دُونَهُمْ ما جَرى، هَلْ مِنْ مُعينٍ فَاُطيلَ مَعَهُ الْعَويلَ وَ الْبُكاءَ، هَلْ مِنْ جَزُوعٍ فَاُساعِدَ جَزَعَهُ اِذا خَلا، هَلْ قَذِيَتْ عَيْنٌ فَساعَدَتْها عَيْني عَلَى الْقَذى، هَلْ اِلَيْكَ يَا بْنَ اَحْمَدَ سَبيلٌ فَتُلْقى، هَلْ يَتَّصِلُ يَوْمُنا مِنْكَ بِعِدَةٍ فَنَحْظى، مَتى نَرِدُ مَناهِلَكَ الرَّوِيَّةَ فَنَرْوى، مَتى نَنْتَقِعُ مِنْ عَذْبِ مائِكَ فَقَدْ طالَ الصَّدى، مَتى نُغاديكَ وَ نُراوِحُكَ فَنُقِرَّ عَيْناً (فَتَقُرُ عًيًوننا)، مَتى تَرانا وَ نَراكَ وَ قَدْ نَشَرْتَ لِواءَ النَّصْرِ تُرى، اَتَرانا نَحُفُّ بِكَ وَ اَنْتَ تَاُمُّ الْمَلاَ وَ قَدْ مَلأْتَ الاْرْضَ عَدْلاً وَ اَذَقْتَ اَعْداءَكَ هَواناً وَ عِقاباً، وَ اَبَرْتَ الْعُتاةَ وَ جَحَدَةَ الْحَقِّ، وَ قَطَعْتَ دابِرَ الْمُتَكَبِّرينَ، وَ اجْتَثَثْتَ اُصُولَ الظّالِمينَ، وَ نَحْنُ نَقُولُ الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعالَمينَ.
اَللّـهُمَّ اَنْتَ كَشّافُ ْالكُرَبِ وَ الْبَلْوى، وَ اِلَيْكَ اَسْتَعْدى فَعِنْدَكَ الْعَدْوى، وَ اَنْتَ رَبُّ الاْخِرَةِ وَ الدُّنْيا (الاُولي)، فَاَغِثْ يا غِياثَ الْمُسْتَغيثينَ عُبَيْدَكَ الْمُبْتَلى، وَ اَرِهِ سَيِّدَهُ يا شَديدَ الْقُوى، وَ اَزِلْ عَنْهُ بِهِ الاْسى وَ الْجَوى، وَ بَرِّدْ غَليلَهُ يا مَنْ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى، وَ مَنْ اِلَيْهِ الرُّجْعى وَ الْمُنْتَهى.
اَللّـهُمَّ وَ نَحْنُ عَبيدُكَ التّائِقُونَ (الشائقون) اِلى وَلِيِّكَ الْمُذَكِّرِ بِكَ وَ بِنَبِيِّكَ، خَلَقْتَهُ لَنا عِصْمَةً وَ مَلاذاً، وَ اَقَمْتَهُ لَنا قِواماً وَ مَعاذاً، وَ جَعَلْتَهُ لِلْمُؤْمِنينَ مِنّا اِماماً، فَبَلِّغْهُ مِنّا تَحِيَّةً وَ سَلاماً، وَ زِدْنا بِذلِكَ يارَبِّ اِكْراماً، وَ اجْعَلْ مُسْتَقَرَّهُ لَنا مُسْتَقَرّاً وَ مُقاماً، وَ اَتْمِمْ نِعْمَتَكَ بِتَقْديمِكَ اِيّاهُ اَمامَنا حَتّى تُورِدَنا جِنانَكَ (جَنّاتِكَ) وَ مُرافَقَةَ الشُّهَداءِ مِنْ خُلَصائِكَ.
اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ، وَ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ جَدِّهِ وَ رَسُولِكَ السَّيِّدِ الاَكْبَرِ، وَ عَلى اَبيهِ السَّيِّدِ الاَصْغَرِ، وَ جَدَّتِهِ الصِّدّيقَةِ الْكُبْرى فاطِمَةَ بِنْتِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ، وَ عَلى مَنِ اصْطَفَيْتَ مِنْ آبائِهِ الْبَرَرَةِ، وَ عَلَيْهِ اَفْضَلَ وَ اَكْمَلَ وَ اَتَمَّ وَ اَدْوَمَ وَ اَكْثَرَ وَ اَوْفَرَ ما صَلَّيْتَ عَلى اَحَدٍ مِنْ اَصْفِيائِكَ وَ خِيَرَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ، وَ صَلِّ عَلَيْهِ صَلاةً لا غايَةَ لِعَدَدِها وَ لا نِهايَةَ لِمَدَدِها وَ لا نَفادَ لاِمَدِها.
اَللّـهُمَّ وَ اَقِمْ بِهِ الْحَقَّ وَ اَدْحِضْ بِهِ الْباطِلَ وَ اَدِلْ بِهِ اَوْلِياءَكَ وَ اَذْلِلْ بِهِ اَعْداءَكَ وَ صِلِ اللّهُمَّ بَيْنَنا وَ بَيْنَهُ وُصْلَةً تُؤَدّى اِلى مُرافَقَةِ سَلَفِهِ، وَ اجْعَلْنا مِمَّنْ يَأخُذُ بِحُجْزَتِهِمْ، وَ يَمْكُثُ في ظِلِّهِمْ، وَ اَعِنّا عَلى تَأدِيَةِ حُقُوقِهِ اِلَيْهِ، وَ الاْجْتِهادِ في طاعَتِهِ، وَ اجْتِنابِ مَعْصِيَتِهِ، وَ امْنُنْ عَلَيْنا بِرِضاهُ، وَهَبْ لَنا رَأَفَتَهُ وَ رَحْمَتَهُ وَ دُعاءَهُ وَ خَيْرَهُ مانَنالُ بِهِ سَعَةً مِنْ رَحْمَتِكَ وَ فَوْزاً عِنْدَكَ، وَ اجْعَلْ صَلاتَنا بِهِ مَقبُولَةً، وَ ذُنُوبَنا بِهِ مَغْفُورَةً، وَ دُعاءَنا بِهِ مُسْتَجاباً وَ اجْعَلْ اَرْزاقَنا بِهِ مَبْسُوطَةً، وَ هُمُومَنا بِهِ مَكْفِيَّةً، وَ حَوآئِجَنا بِهِ مَقْضِيَّةً، وَ اَقْبِلْ اِلَيْنا بِوَجْهِكَ الْكَريمِ وَ اقْبَلْ تَقَرُّبَنا اِلَيْكَ، وَ انْظُرْ اِلَيْنا نَظْرَةً رَحيمَةً نَسْتَكْمِلُ بِهَا الْكَرامَةَ عِنْدَكَ، ثُمَّ لا تَصْرِفْها عَنّا بِجُودِكَ، وَ اسْقِنا مِنْ حَوْضِ جَدِّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ بِكَأسِهِ وَ بِيَدِهِ رَيّاً رَوِيّاً هَنيئاً سائِغاً لا ظَمَاَ بَعْدَهُ يا أَرْحَمَ الرّاحِمين
"ليعمل كل امرئ منكم بما يقربه من محبتنا"
الحجة المهدي بن الحسن عليه السلام
الحجة المهدي بن الحسن عليه السلام
-
- مـديـرة المنبر الفاطمي
- مشاركات: 14668
- اشترك في: الاثنين يونيو 02, 2008 4:58 am
- مكان: فـ الزهراء ـدك
Re: دعــــــاء الندبـــــة
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم وتقبل شفاعتهم واهلك اعدائهم يا الله
اَلْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعالَمينَ وَ صَلَّى اللهُ عَلى سَيِّدِنا مُحَمَّدٍ نَبِيِّهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ تَسْليماً، اَللّـهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ عَلى ما جَرى بِهِ قَضاؤكَ في اَوْلِيائِكَ الَّذينَ اسْتَخْلَصْتَهُمْ لِنَفْسِكَ وَ دينِكَ، اِذِ اخْتَرْتَ لَهُمْ جَزيلَ ما عِنْدَكَ مِنَ النَّعيمِ الْمُقيمِ الَّذي لا زَوالَ لَهُ وَ لاَ اضْمِحْلالَ، بَعْدَ اَنْ شَرَطْتَ عَلَيْهِمُ الزُّهْدَ في دَرَجاتِ هذِهِ الدُّنْيَا الدَّنِيَّةِ وَ زُخْرُفِها وَ زِبْرِجِها، فَشَرَطُوا لَكَ ذلِكَ وَ عَلِمْتَ مِنْهُمُ الْوَفاءَ بِهِ فَقَبِلْتَهُمْ وَ قَرَّبْتَهُمْ، وَ قَدَّمْتَ لَهُمُ الذِّكْرَ الْعَلِيَّ وَ الثَّناءَ الْجَلِىَّ، وَ اَهْبَطْتَ عَلَيْهِمْ مَلائِكَتَكَ وَ كَرَّمْتَهُمْ بِوَحْيِكَ، وَ رَفَدْتَهُمْ بِعِلْمِكَ، وَ جَعَلْتَهُمُ الذَّريعَةَ اِلَيْكَ وَ الْوَسيلَةَ اِلى رِضْوانِكَ، فَبَعْضٌ اَسْكَنْتَهُ جَنَّتَكَ اِلى اَنْ اَخْرَجْتَهُ مِنْها، وَ بَعْضٌ حَمَلْتَهُ في فُلْكِكَ وَ نَجَّيْتَهُ وَ مَنْ آمَنَ مَعَهُ مِنَ الْهَلَكَةِ بِرَحْمَتِكَ، وَ بَعْضٌ اتَّخَذْتَهُ لِنَفْسِكَ خَليلاً وَ سَأَلَكَ لِسانَ صِدْقٍ فِي الاْخِرينَ فَاَجَبْتَهُ وَ جَعَلْتَ ذلِكَ عَلِيّاً، وَ بَعْضٌ كَلَّمْتَهُ مِنْ شَجَـرَةٍ تَكْليماً وَ جَعَلْتَ لَهُ مِنْ اَخيهِ رِدْءاً وَ وَزيراً، وَ بَعْضٌ اَوْلَدْتَهُ مِنْ غَيْرِ اَبٍ وَ آتَيْتَهُ الْبَيِّناتِ وَ اَيَّدْتَهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ، وَ كُلٌّ شَرَعْتَ لَهُ شَريعَةً، وَ نَهَجْتَ لَهُ مِنْهاجاً، وَ تَخَيَّرْتَ لَهُ اَوْصِياءَ، مُسْتَحْفِظاً بَعْدَ مُسْتَحْفِظٍ مِنْ مُدَّةٍ اِلى مُدَّةٍ، اِقامَةً لِدينِكَ، وَ حُجَّةً عَلى عِبادِكَ، وَ لِئَلّا يَزُولَ الْحَقُّ عَنْ مَقَرِّهِ وَ يَغْلِبَ الْباطِلُ عَلى اَهْلِهِ، وَ لا يَقُولَ اَحَدٌ لَوْلا اَرْسَلْتَ اِلَيْنا رَسُولاً مُنْذِراً وَ اَقَمْتَ لَنا عَلَماً هادِياً فَنَتَّبِـعَ آياتِكَ مِنْ قَبْلِ اَنْ نَذِلَّ وَ نَخْزى، اِلى اَنِ انْتَهَيْتَ بالأمْرِ اِلى حَبيبِكَ وَ نَجيبِكَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ، فَكانَ كَمَا انْتَجَبْتَهُ سَيِّدَ مَنْ خَلَقْتَهُ، وَ صَفْوَةَ مَنِ اصْطَفَيْتَهُ، وَ اَفْضَلَ مَنِ اجْتَبَيْتَهُ، وَ اَكْرَمَ مَنِ اعْتَمَدْتَهُ، قَدَّمْتَهُ عَلى اَنْبِيائِكَ، وَ بَعَثْتَهُ اِلَى الثَّقَلَيْنِ مِنْ عِبادِكَ، وَ اَوْطَأتَهُ مَشارِقَكَ وَ مَغارِبَكَ، وَ سَخَّرْتَ لَهُ الْبُراقَ، وَ عَرَجْتَ (به) بِرُوْحِهِ اِلى سَمائِكَ، وَ اَوْدَعْتَهُ عِلْمَ ما كانَ وَما يَكُونُ اِلَى انْقِضاءِ خَلْقِكَ، ثُمَّ نَصَرْتَهُ بِالرُّعْبِ، وَ حَفَفْتَهُ بِجَبْرَئيلَ وَ ميكائيلَ وَ الْمُسَوِّمينَ مِنْ مَلائِكَتِكَ وَ وَعَدْتَهُ اَنْ تُظْهِرَ دينَهُ عَلَى الدّينِ كُلِّهِ وَ لَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ، وَ ذلِكَ بَعْدَ اَنْ بَوَّأتَهُ مَبَوَّأَ صِدْقٍ مِنْ اَهْلِهِ، وَ جَعَلْتَ لَهُ وَ لَهُمْ اَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنّاسِ لَلَّذي بِبَكَّةَ مُبارَكاً وَ هُدىً لِلْعالَمينَ، فيهِ آياتٌ بَيِّناتٌ مَقامُ اِبْراهيمَ وَ مَنْ دَخَلَهُ كانَ آمِناً، وَ قُلْتَ: «اِنَّما يُريدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ اَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهيراً» ثُمَّ جَعَلْتَ اَجْرَ مُحَمَّدٍ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَ آلِهِ مَوَدَّتَهُمْ في كِتابِكَ فَقُلْتَ: «قل لا اسالكم عليه اجرا الا المودة في القربى» وَ قُلْتَ: «ما سَألْتُكُمْ مِنْ اَجْرٍ فَهُو َلَكُمْ» وَ قُلْتَ: «ما اَسْاَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ اَجْرٍ الّا مَنْ شاءَ اَنْ يَتَّخِذَ اِلى رَبِّهِ سَبيلاً»، فَكانُوا هُمُ السَّبيلَ اِلَيْكَ وَ الْمَسْلَكَ اِلى رِضْوانِكَ، فَلَمَّا انْقَضَتْ اَيّامُهُ اَقامَ وَلِيَّهُ عَلِيَّ بْنَ اَبي طالِب صَلَواتُكَ عَلَيْهِما وَ آلِهِما هادِياً، اِذْ كانَ هُوَ الْمُنْذِرَ وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ، فَقالَ وَ الْمَلأُ اَمامَهُ: مَنْ كُنْتُ مَوْلاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلاهُ اَللّـهُمَّ والِ مَنْ والاهُ وَ عادِ مَنْ عاداهُ وَ انْصُرْ مَنْ نَصَرَهُ وَ اخْذُلْ مَنْ خَذَلَهُ، وَ قالَ: مَنْ كُنْتُ اَنَا نَبِيَّهُ فَعَلِيٌّ اَميرُهُ، وَ قالَ: اَنَا وَ عَلِيٌّ مِنْ شَجَرَةٍ واحِدَةٍ وَ سائِرُالنَّاسِ مِنْ شَجَرٍ شَتّى، وَ اَحَلَّهُ مَحَلَّ هارُونَ مِنْ مُوسى، فَقال لَهُ: اَنْتَ مِنّي بِمَنْزِلَةِ هارُونَ مِنْ مُوسى الّا اَنَّهُ لا نَبِيَّ بَعْدي، وَ زَوَّجَهُ ابْنَتَهُ سَيِّدَةَ نِساءِ الْعالَمينَ، وَ اَحَلَّ لَهُ مِنْ مَسْجِدِهِ ما حَلَّ لَهُ، وَ سَدَّ الاْبْوابَ اِلاّ بابَهُ، ثُمَّ اَوْدَعَهُ عِلْمَهُ وَ حِكْمَتَهُ فَقالَ: اَنـَا مَدينَةُ الْعِلْمِ وَ عَلِىٌّ بابُها، فَمَنْ اَرادَ الْمَدينَةَ وَ الْحِكْمَةَ فَلْيَاْتِها مِنْ بابِها، ثُمَّ قالَ: اَنْتَ اَخي وَ وَصِيّي وَ وارِثي، لَحْمُكَ مِنْ لَحْمي وَ دَمُكَ مِنْ دَمي وَ سِلْمُكَ سِلْمي وَ حَرْبُكَ حَرْبي وَ الإيمانُ مُخالِطٌ لَحْمَكَ وَ دَمَكَ كَما خالَطَ لَحْمي وَ دَمي، وَ اَنْتَ غَداً عَلَى الْحَوْضِ خَليفَتي وَ اَنْتَ تَقْضي دَيْني وَ تُنْجِزُ عِداتي وَ شيعَتُكَ عَلى مَنابِرَ مِنْ نُورٍ مُبْيَضَّةً وُجُوهُهُمْ حَوْلي فِي الْجَنَّةِ وَ هُمْ جيراني، وَ لَوْلا اَنْتَ يا عَلِيُّ لَمْ يُعْرَفِ الْمُؤْمِنُونَ بَعْدي، وَ كانَ بَعْدَهُ هُدىً مِنَ الضَّلالِ وَ نُوراً مِنَ الْعَمى، وَ حَبْلَ اللهِ الْمَتينَ وَ صِراطَهُ الْمُسْتَقيمَ، لا يُسْبَقُ بِقَرابَةٍ في رَحِمٍ وَ لا بِسابِقَةٍ في دينٍ، وَ لا يُلْحَقُ في مَنْقَبَةٍ مِنْ مَناقِبِهِ، يَحْذُو حَذْوَ الرَّسُولِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِما وَ آلِهِما، وَ يُقاتِلُ عَلَى التَّأويلِ وَ لا تَأخُذُهُ فِي اللهِ لَوْمَةُ لائِمٍ، قَدْ وَتَرَ فيهِ صَناديدَ الْعَرَبِ وَ قَتَلَ اَبْطالَهُمْ وَ ناوَشَ (ناهش) ذُؤْبانَهُمْ، فَاَوْدَعَ قُلُوبَهُمْ اَحْقاداً بَدْرِيَّةً وَ خَيْبَرِيَّةً وَ حُنَيْنِيَّةً وَ غَيْرَهُنَّ، فَاَضَبَّتْ عَلى عَداوَتِهِ وَ اَكَبَّتْ عَلى مُنابَذَتِهِ، حَتّى قَتَلَ النّاكِثينَ وَ الْقاسِطينَ وَ الْمارِقينَ، وَ لَمّا قَضى نَحْبَهُ وَ قَتَلَهُ اَشْقَى الاْخِرينَ يَتْبَعُ اَشْقَى الاْوَّلينَ، لَمْ يُمْتَثَلْ اَمْرُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ فِي الْهادينَ بَعْدَ الْهادينَ، وَ الاْمَّةُ مُصِرَّةٌ عَلى مَقْتِهِ مُجْتَمِعَةٌ عَلى قَطيعَةِ رَحِمِهِ وَ اِقْصاءِ وُلْدِهِ اِلّا الْقَليلَ مِمَّنْ وَفى لِرِعايَةِ الْحَقِّ فيهِمْ، فَقُتِلَ مَنْ قُتِلَ، وَ سُبِيَ مَنْ سُبِيَ وَ اُقْصِيَ مَنْ اُقْصِيَ وَ جَرَى الْقَضاءُ لَهُمْ بِما يُرْجى لَهُ حُسْنُ الْمَثُوبَةِ، اِذْ كانَتِ الاْرْضُ للهِ يُورِثُها مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَ الْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقينَ، وَ سُبْحانَ رَبِّنا اِنْ كانَ وَعْدُ رَبِّنا لَمَفْعُولاً، وَ لَنْ يُخْلِفَ اللهُ وَعْدَهُ وَ هُوَ الْعَزيزُ الْحَكيمُ.
فَعَلَى الاْطائِبِ مِنْ اَهْلِ بَيْتِ مُحَمَّدٍ وَ عَلِيٍّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِما وَ آلِهِما فَلْيَبْكِ الْباكُونَ، وَ اِيّاهُمْ فَلْيَنْدُبِ النّادِبُونَ، وَ لِمِثْلِهِمْ فَلْتَذْرِفِ (فَلْتًدرِ) الدُّمُوعُ، وَ لْيَصْرُخِ الصّارِخُونَ، وَ يَضِجَّ الضّاجُّونَ، وَ يَعِـجَّ الْعاجُّوَن، اَيْنَ الْحَسَنُ اَيْنَ الْحُسَيْنُ اَيْنَ اَبْناءُ الْحُسَيْنِ، صالِحٌ بَعْدَ صالِـحٍ، وَ صادِقٌ بَعْدَ صادِقٍ، اَيْنَ السَّبيلُ بَعْدَ السَّبيلِ، اَيْنَ الْخِيَرَةُ بَعْدَ الْخِيَرَةِ، اَيْنَ الشُّمُوسُ الطّالِعَةُ، اَيْنَ الاْقْمارُ الْمُنيرَةُ، اَيْنَ الاْنْجُمُ الزّاهِرَةُ، اَيْنَ اَعْلامُ الدّينِ وَ قَواعِدُ الْعِلْمِ، اَيْنَ بَقِيَّةُ اللهِ الَّتي لا تَخْلُو مِنَ الْعِتْرَةِ الْهادِيـَةِ، اَيـْنَ الـْمُعَدُّ لِـقَطْعِ دابِرِ الظَّلَمَةِ، اَيْنَ الْمُنْتَظَرُ لاِقامَةِ الاْمْتِ وَ اْلعِوَجِ، اَيْنَ الْمُرْتَجى لاِزالَةِ الْجَوْرِ وَ الْعُدْوانِ، اَيْنَ الْمُدَّخَرُ لِتَجْديدِ الْفَرآئِضِ و َالسُّنَنِ، اَيْنَ الْمُتَخَيَّرُ لاِعادَةِ الْمِلَّةِ وَ الشَّريعَةِ، اَيْنَ الْمُؤَمَّلُ لاِحْياءِ الْكِتابِ وَ حُدُودِهِ، اَيْنَ مُحْيي مَعالِمِ الدّينِ وَ اَهْلِهِ، اَيْنَ قاصِمُ شَوْكَةِ الْمُعْتَدينَ، اَيْنَ هادِمُ اَبْنِيَةِ الشِّرْكِ وَ النِّفاقِ، اَيْنَ مُبيدُ اَهْلِ الْفُسُوقِ وَ الْعِصْيانِ وَ الطُّغْيانِ، اَيْنَ حاصِدُ فُرُوعِ الْغَيِّ وَ الشِّقاقِ (النِفاقِ)، اَيْنَ طامِسُ آثارِ الزَّيْغِ وَ الاْهْواء، اَيْنَ قاطِعُ حَبائِلِ الْكِذْبِ (الكَذِبِ) وَ الاْفْتِراءِ، اَيْنَ مُبيدُ الْعُتاةِ وَ الْمَرَدَةِ، اَيْنَ مُسْتَأصِلُ اَهْلِ الْعِنادِ وَ التَّضْليلِ وَ الاْلْحادِ، اَيْنَ مُـعِزُّ الاْوْلِياءِ وَ مُذِلُّ الاْعْداءِ، اَيْنَ جامِعُ الْكَلِمَةِ (الكَلِمِ) عَلَى التَّقْوى، اَيْنَ بابُ اللهِ الَّذى مِنْهُ يُؤْتى، اَيْنَ وَجْهُ اللهِ الَّذى اِلَيْهِ يَتَوَجَّهُ الاْوْلِياءُ، اَيْنَ السَّبَبُ الْمُتَّصِلُ بَيْنَ الاْرْضِ وَ السَّماءِ، اَيْنَ صاحِبُ يَوْمِ الْفَتْحِ وَ ناشِرُ رايَةِ الْهُدى، اَيْنَ مُؤَلِّفُ شَمْلِ الصَّلاحِ وَ الرِّضا، اَيْنَ الطّالِبُ بِذُحُولِ الاْنْبِياءِ وَ اَبْناءِ الاْنْبِياءِ، اَيْنَ الطّالِبُ (المُطالِبُ) بِدَمِ الْمَقْتُولِ بِكَرْبَلاءَ، اَيْنَ الْمَنْصُورُ عَلى مَنِ اعْتَدى عَلَيْهِ وَ افْتَرى، اَيْنَ الْمُضْطَرُّ الَّذي يُجابُ اِذا دَعا اَيْنَ صَدْرُ الْخَلائِقِ ذُوالْبِرِّ وَ التَّقْوى، اَيْنَ ابْنُ النَّبِىِّ الْمُصْطَفى، وَ ابْنُ عَلِيٍّ الْمُرْتَضى، وَ ابْنُ خَديجَةَ الْغَرّآءِ، وَ ابْنُ فاطِمَةَ الْكُبْرى، بِاَبي اَنْتَ وَ اُمّي وَ نَفْسي لَكَ الْوِقاءُ وَ الْحِمى، يَا بْنَ السّادَةِ الْمُقَرَّبينَ، يَا بْنَ النُّجَباءِ الاْكْرَمينَ، يَا بْنَ الْهُداةِ الْمَهْدِيّينَ (المُهْتَدينَ)، يَا بْنَ الْخِيَرَةِ الْمُهَذَّبينَ، يَا بْنَ الْغَطارِفَةِ الاْنْجَبينَ، يَا بْنَ الاْطائِبِ الْمُطَهَّرينَ (المُتَطَهْريِنَ)، يَا بْنَ الْخَضارِمَةِ الْمُنْتَجَبينَ، يَا بْنَ الْقَماقِمَةِ الاْكْرَمينَ (الأكْبَرينَ)، يَا بْنَ الْبُدُورِ الْمُنيرَةِ، يَا بْنَ السُّرُجِ الْمُضيئَةِ، يَا بْنَ الشُّهُبِ الثّاقِبَةِ، يَا بْنَ الاْنْجُمِ الزّاهِرَةِ، يَا بْنَ السُّبُلِ الْواضِحَةِ، يَا بْنَ الاْعْلامِ الّلائِحَةِ، يَا بْنَ الْعُلُومِ الْكامِلَةِ، يَا بْنَ السُّنَنِ الْمَشْهُورَةِ، يَا بْنَ الْمَعالِمِ الْمَأثُورَةِ، يَا بْنَ الْمُعْجِزاتِ الْمَوْجُودَةِ، يَا بْنَ الدَّلائِلِ الْمَشْهُودَةِ (المَشْهُورَةِ)، يَا بْنَ الصـِّراطِ الْمُسْتَقيمِ، يَا بْنَ النَّبَأِ الْعَظيمِ، يَا بْنَ مَنْ هُوَ في اُمِّ الْكِتابِ لَدَى اللهِ عَلِيٌّ حَكيمٌ، يَا بْنَ الآياتِ وَ الْبَيِّناتِ، يَا بْنَ الدَّلائِلِ الظّاهِراتِ، يَا بْنَ الْبَراهينِ الْواضِحاتِ الْباهِراتِ، يَا بْنَ الْحُجَجِ الْبالِغاتِ، يَا بْنَ النِّعَمِ السّابِغاتِ، يَا بْنَ طه وَ الْـمُحْكَماتِ، يَا بْنَ يس وَ الذّارِياتِ، يَا بْنَ الطُّورِ وَ الْعادِياتِ، يَا بْنَ مَنْ دَنا فَتَدَلّى فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ اَوْ اَدْنى دُنُوّاً وَ اقْتِراباً مِنَ الْعَلِيِّ الاْعْلى، لَيْتَ شِعْري اَيْنَ اسْتَقَرَّتْ بِكَ النَّوى، بَلْ اَيُّ اَرْضٍ تُقِلُّكَ اَوْ ثَرى، اَبِرَضْوى اَوْ غَيْرِها اَمْ ذي طُوى، عَزيزٌ عَلَيَّ اَنْ اَرَى الْخَلْقَ وَ لا تُرى وَ لا اَسْمَعُ لَكَ حَسيساً وَ لا نَجْوى، عَزيزٌ عَلَيَّ اَنْ (لا تُحِيطَ بِيَ دُونكَ) تُحيطَ بِكَ دُونِيَ الْبَلْوى وَ لا يَنالُكَ مِنّي ضَجيجٌ وَ لا شَكْوى، بِنَفْسي اَنْتَ مِنْ مُغَيَّبٍ لَمْ يَخْلُ مِنّا، بِنَفْسي اَنْتَ مِنْ نازِحٍ ما نَزَحَ (يَنْزِحُ) عَنّا، بِنَفْسي اَنْتَ اُمْنِيَّةُ شائِقٍ يَتَمَنّى، مِنْ مُؤْمِن وَ مُؤْمِنَةٍ ذَكَرا فَحَنّا، بِنَفْسي اَنْتَ مِنْ عَقيدِ عِزٍّ لايُسامى، بِنَفْسي اَنْتَ مِنْ اَثيلِ مَجْدٍ لا يُجارى، بِنَفْسي اَنْتَ مِنْ تِلادِ نِعَمٍ لا تُضاهى، بِنَفْسي اَنْتَ مِنْ نَصيفِ شَرَفٍ لا يُساوى، اِلى مَتى اَحارُ فيكَ يا مَوْلايَ وَ اِلى مَتي، وَ اَىَّ خِطابٍ اَصِفُ فيكَ وَ اَيَّ نَجْوى، عَزيزٌ عَلَيَّ اَنْ اُجابَ دُونَكَ وَ اُناغى، عَزيزٌ عَلَيَّ اَنْ اَبْكِيَكَ وَ يَخْذُلَكَ الْوَرى، عَزيزٌ عَلَيَّ اَنْ يَجْرِيَ عَلَيْكَ دُونَهُمْ ما جَرى، هَلْ مِنْ مُعينٍ فَاُطيلَ مَعَهُ الْعَويلَ وَ الْبُكاءَ، هَلْ مِنْ جَزُوعٍ فَاُساعِدَ جَزَعَهُ اِذا خَلا، هَلْ قَذِيَتْ عَيْنٌ فَساعَدَتْها عَيْني عَلَى الْقَذى، هَلْ اِلَيْكَ يَا بْنَ اَحْمَدَ سَبيلٌ فَتُلْقى، هَلْ يَتَّصِلُ يَوْمُنا مِنْكَ بِعِدَةٍ فَنَحْظى، مَتى نَرِدُ مَناهِلَكَ الرَّوِيَّةَ فَنَرْوى، مَتى نَنْتَقِعُ مِنْ عَذْبِ مائِكَ فَقَدْ طالَ الصَّدى، مَتى نُغاديكَ وَ نُراوِحُكَ فَنُقِرَّ عَيْناً (فَتَقُرُ عًيًوننا)، مَتى تَرانا وَ نَراكَ وَ قَدْ نَشَرْتَ لِواءَ النَّصْرِ تُرى، اَتَرانا نَحُفُّ بِكَ وَ اَنْتَ تَاُمُّ الْمَلاَ وَ قَدْ مَلأْتَ الاْرْضَ عَدْلاً وَ اَذَقْتَ اَعْداءَكَ هَواناً وَ عِقاباً، وَ اَبَرْتَ الْعُتاةَ وَ جَحَدَةَ الْحَقِّ، وَ قَطَعْتَ دابِرَ الْمُتَكَبِّرينَ، وَ اجْتَثَثْتَ اُصُولَ الظّالِمينَ، وَ نَحْنُ نَقُولُ الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعالَمينَ.
اَللّـهُمَّ اَنْتَ كَشّافُ ْالكُرَبِ وَ الْبَلْوى، وَ اِلَيْكَ اَسْتَعْدى فَعِنْدَكَ الْعَدْوى، وَ اَنْتَ رَبُّ الاْخِرَةِ وَ الدُّنْيا (الاُولي)، فَاَغِثْ يا غِياثَ الْمُسْتَغيثينَ عُبَيْدَكَ الْمُبْتَلى، وَ اَرِهِ سَيِّدَهُ يا شَديدَ الْقُوى، وَ اَزِلْ عَنْهُ بِهِ الاْسى وَ الْجَوى، وَ بَرِّدْ غَليلَهُ يا مَنْ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى، وَ مَنْ اِلَيْهِ الرُّجْعى وَ الْمُنْتَهى.
اَللّـهُمَّ وَ نَحْنُ عَبيدُكَ التّائِقُونَ (الشائقون) اِلى وَلِيِّكَ الْمُذَكِّرِ بِكَ وَ بِنَبِيِّكَ، خَلَقْتَهُ لَنا عِصْمَةً وَ مَلاذاً، وَ اَقَمْتَهُ لَنا قِواماً وَ مَعاذاً، وَ جَعَلْتَهُ لِلْمُؤْمِنينَ مِنّا اِماماً، فَبَلِّغْهُ مِنّا تَحِيَّةً وَ سَلاماً، وَ زِدْنا بِذلِكَ يارَبِّ اِكْراماً، وَ اجْعَلْ مُسْتَقَرَّهُ لَنا مُسْتَقَرّاً وَ مُقاماً، وَ اَتْمِمْ نِعْمَتَكَ بِتَقْديمِكَ اِيّاهُ اَمامَنا حَتّى تُورِدَنا جِنانَكَ (جَنّاتِكَ) وَ مُرافَقَةَ الشُّهَداءِ مِنْ خُلَصائِكَ.
اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ، وَ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ جَدِّهِ وَ رَسُولِكَ السَّيِّدِ الاَكْبَرِ، وَ عَلى اَبيهِ السَّيِّدِ الاَصْغَرِ، وَ جَدَّتِهِ الصِّدّيقَةِ الْكُبْرى فاطِمَةَ بِنْتِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ، وَ عَلى مَنِ اصْطَفَيْتَ مِنْ آبائِهِ الْبَرَرَةِ، وَ عَلَيْهِ اَفْضَلَ وَ اَكْمَلَ وَ اَتَمَّ وَ اَدْوَمَ وَ اَكْثَرَ وَ اَوْفَرَ ما صَلَّيْتَ عَلى اَحَدٍ مِنْ اَصْفِيائِكَ وَ خِيَرَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ، وَ صَلِّ عَلَيْهِ صَلاةً لا غايَةَ لِعَدَدِها وَ لا نِهايَةَ لِمَدَدِها وَ لا نَفادَ لاِمَدِها.
اَللّـهُمَّ وَ اَقِمْ بِهِ الْحَقَّ وَ اَدْحِضْ بِهِ الْباطِلَ وَ اَدِلْ بِهِ اَوْلِياءَكَ وَ اَذْلِلْ بِهِ اَعْداءَكَ وَ صِلِ اللّهُمَّ بَيْنَنا وَ بَيْنَهُ وُصْلَةً تُؤَدّى اِلى مُرافَقَةِ سَلَفِهِ، وَ اجْعَلْنا مِمَّنْ يَأخُذُ بِحُجْزَتِهِمْ، وَ يَمْكُثُ في ظِلِّهِمْ، وَ اَعِنّا عَلى تَأدِيَةِ حُقُوقِهِ اِلَيْهِ، وَ الاْجْتِهادِ في طاعَتِهِ، وَ اجْتِنابِ مَعْصِيَتِهِ، وَ امْنُنْ عَلَيْنا بِرِضاهُ، وَهَبْ لَنا رَأَفَتَهُ وَ رَحْمَتَهُ وَ دُعاءَهُ وَ خَيْرَهُ مانَنالُ بِهِ سَعَةً مِنْ رَحْمَتِكَ وَ فَوْزاً عِنْدَكَ، وَ اجْعَلْ صَلاتَنا بِهِ مَقبُولَةً، وَ ذُنُوبَنا بِهِ مَغْفُورَةً، وَ دُعاءَنا بِهِ مُسْتَجاباً وَ اجْعَلْ اَرْزاقَنا بِهِ مَبْسُوطَةً، وَ هُمُومَنا بِهِ مَكْفِيَّةً، وَ حَوآئِجَنا بِهِ مَقْضِيَّةً، وَ اَقْبِلْ اِلَيْنا بِوَجْهِكَ الْكَريمِ وَ اقْبَلْ تَقَرُّبَنا اِلَيْكَ، وَ انْظُرْ اِلَيْنا نَظْرَةً رَحيمَةً نَسْتَكْمِلُ بِهَا الْكَرامَةَ عِنْدَكَ، ثُمَّ لا تَصْرِفْها عَنّا بِجُودِكَ، وَ اسْقِنا مِنْ حَوْضِ جَدِّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ بِكَأسِهِ وَ بِيَدِهِ رَيّاً رَوِيّاً هَنيئاً سائِغاً لا ظَمَاَ بَعْدَهُ يا أَرْحَمَ الرّاحِمين
اَلْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعالَمينَ وَ صَلَّى اللهُ عَلى سَيِّدِنا مُحَمَّدٍ نَبِيِّهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ تَسْليماً، اَللّـهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ عَلى ما جَرى بِهِ قَضاؤكَ في اَوْلِيائِكَ الَّذينَ اسْتَخْلَصْتَهُمْ لِنَفْسِكَ وَ دينِكَ، اِذِ اخْتَرْتَ لَهُمْ جَزيلَ ما عِنْدَكَ مِنَ النَّعيمِ الْمُقيمِ الَّذي لا زَوالَ لَهُ وَ لاَ اضْمِحْلالَ، بَعْدَ اَنْ شَرَطْتَ عَلَيْهِمُ الزُّهْدَ في دَرَجاتِ هذِهِ الدُّنْيَا الدَّنِيَّةِ وَ زُخْرُفِها وَ زِبْرِجِها، فَشَرَطُوا لَكَ ذلِكَ وَ عَلِمْتَ مِنْهُمُ الْوَفاءَ بِهِ فَقَبِلْتَهُمْ وَ قَرَّبْتَهُمْ، وَ قَدَّمْتَ لَهُمُ الذِّكْرَ الْعَلِيَّ وَ الثَّناءَ الْجَلِىَّ، وَ اَهْبَطْتَ عَلَيْهِمْ مَلائِكَتَكَ وَ كَرَّمْتَهُمْ بِوَحْيِكَ، وَ رَفَدْتَهُمْ بِعِلْمِكَ، وَ جَعَلْتَهُمُ الذَّريعَةَ اِلَيْكَ وَ الْوَسيلَةَ اِلى رِضْوانِكَ، فَبَعْضٌ اَسْكَنْتَهُ جَنَّتَكَ اِلى اَنْ اَخْرَجْتَهُ مِنْها، وَ بَعْضٌ حَمَلْتَهُ في فُلْكِكَ وَ نَجَّيْتَهُ وَ مَنْ آمَنَ مَعَهُ مِنَ الْهَلَكَةِ بِرَحْمَتِكَ، وَ بَعْضٌ اتَّخَذْتَهُ لِنَفْسِكَ خَليلاً وَ سَأَلَكَ لِسانَ صِدْقٍ فِي الاْخِرينَ فَاَجَبْتَهُ وَ جَعَلْتَ ذلِكَ عَلِيّاً، وَ بَعْضٌ كَلَّمْتَهُ مِنْ شَجَـرَةٍ تَكْليماً وَ جَعَلْتَ لَهُ مِنْ اَخيهِ رِدْءاً وَ وَزيراً، وَ بَعْضٌ اَوْلَدْتَهُ مِنْ غَيْرِ اَبٍ وَ آتَيْتَهُ الْبَيِّناتِ وَ اَيَّدْتَهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ، وَ كُلٌّ شَرَعْتَ لَهُ شَريعَةً، وَ نَهَجْتَ لَهُ مِنْهاجاً، وَ تَخَيَّرْتَ لَهُ اَوْصِياءَ، مُسْتَحْفِظاً بَعْدَ مُسْتَحْفِظٍ مِنْ مُدَّةٍ اِلى مُدَّةٍ، اِقامَةً لِدينِكَ، وَ حُجَّةً عَلى عِبادِكَ، وَ لِئَلّا يَزُولَ الْحَقُّ عَنْ مَقَرِّهِ وَ يَغْلِبَ الْباطِلُ عَلى اَهْلِهِ، وَ لا يَقُولَ اَحَدٌ لَوْلا اَرْسَلْتَ اِلَيْنا رَسُولاً مُنْذِراً وَ اَقَمْتَ لَنا عَلَماً هادِياً فَنَتَّبِـعَ آياتِكَ مِنْ قَبْلِ اَنْ نَذِلَّ وَ نَخْزى، اِلى اَنِ انْتَهَيْتَ بالأمْرِ اِلى حَبيبِكَ وَ نَجيبِكَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ، فَكانَ كَمَا انْتَجَبْتَهُ سَيِّدَ مَنْ خَلَقْتَهُ، وَ صَفْوَةَ مَنِ اصْطَفَيْتَهُ، وَ اَفْضَلَ مَنِ اجْتَبَيْتَهُ، وَ اَكْرَمَ مَنِ اعْتَمَدْتَهُ، قَدَّمْتَهُ عَلى اَنْبِيائِكَ، وَ بَعَثْتَهُ اِلَى الثَّقَلَيْنِ مِنْ عِبادِكَ، وَ اَوْطَأتَهُ مَشارِقَكَ وَ مَغارِبَكَ، وَ سَخَّرْتَ لَهُ الْبُراقَ، وَ عَرَجْتَ (به) بِرُوْحِهِ اِلى سَمائِكَ، وَ اَوْدَعْتَهُ عِلْمَ ما كانَ وَما يَكُونُ اِلَى انْقِضاءِ خَلْقِكَ، ثُمَّ نَصَرْتَهُ بِالرُّعْبِ، وَ حَفَفْتَهُ بِجَبْرَئيلَ وَ ميكائيلَ وَ الْمُسَوِّمينَ مِنْ مَلائِكَتِكَ وَ وَعَدْتَهُ اَنْ تُظْهِرَ دينَهُ عَلَى الدّينِ كُلِّهِ وَ لَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ، وَ ذلِكَ بَعْدَ اَنْ بَوَّأتَهُ مَبَوَّأَ صِدْقٍ مِنْ اَهْلِهِ، وَ جَعَلْتَ لَهُ وَ لَهُمْ اَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنّاسِ لَلَّذي بِبَكَّةَ مُبارَكاً وَ هُدىً لِلْعالَمينَ، فيهِ آياتٌ بَيِّناتٌ مَقامُ اِبْراهيمَ وَ مَنْ دَخَلَهُ كانَ آمِناً، وَ قُلْتَ: «اِنَّما يُريدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ اَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهيراً» ثُمَّ جَعَلْتَ اَجْرَ مُحَمَّدٍ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَ آلِهِ مَوَدَّتَهُمْ في كِتابِكَ فَقُلْتَ: «قل لا اسالكم عليه اجرا الا المودة في القربى» وَ قُلْتَ: «ما سَألْتُكُمْ مِنْ اَجْرٍ فَهُو َلَكُمْ» وَ قُلْتَ: «ما اَسْاَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ اَجْرٍ الّا مَنْ شاءَ اَنْ يَتَّخِذَ اِلى رَبِّهِ سَبيلاً»، فَكانُوا هُمُ السَّبيلَ اِلَيْكَ وَ الْمَسْلَكَ اِلى رِضْوانِكَ، فَلَمَّا انْقَضَتْ اَيّامُهُ اَقامَ وَلِيَّهُ عَلِيَّ بْنَ اَبي طالِب صَلَواتُكَ عَلَيْهِما وَ آلِهِما هادِياً، اِذْ كانَ هُوَ الْمُنْذِرَ وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ، فَقالَ وَ الْمَلأُ اَمامَهُ: مَنْ كُنْتُ مَوْلاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلاهُ اَللّـهُمَّ والِ مَنْ والاهُ وَ عادِ مَنْ عاداهُ وَ انْصُرْ مَنْ نَصَرَهُ وَ اخْذُلْ مَنْ خَذَلَهُ، وَ قالَ: مَنْ كُنْتُ اَنَا نَبِيَّهُ فَعَلِيٌّ اَميرُهُ، وَ قالَ: اَنَا وَ عَلِيٌّ مِنْ شَجَرَةٍ واحِدَةٍ وَ سائِرُالنَّاسِ مِنْ شَجَرٍ شَتّى، وَ اَحَلَّهُ مَحَلَّ هارُونَ مِنْ مُوسى، فَقال لَهُ: اَنْتَ مِنّي بِمَنْزِلَةِ هارُونَ مِنْ مُوسى الّا اَنَّهُ لا نَبِيَّ بَعْدي، وَ زَوَّجَهُ ابْنَتَهُ سَيِّدَةَ نِساءِ الْعالَمينَ، وَ اَحَلَّ لَهُ مِنْ مَسْجِدِهِ ما حَلَّ لَهُ، وَ سَدَّ الاْبْوابَ اِلاّ بابَهُ، ثُمَّ اَوْدَعَهُ عِلْمَهُ وَ حِكْمَتَهُ فَقالَ: اَنـَا مَدينَةُ الْعِلْمِ وَ عَلِىٌّ بابُها، فَمَنْ اَرادَ الْمَدينَةَ وَ الْحِكْمَةَ فَلْيَاْتِها مِنْ بابِها، ثُمَّ قالَ: اَنْتَ اَخي وَ وَصِيّي وَ وارِثي، لَحْمُكَ مِنْ لَحْمي وَ دَمُكَ مِنْ دَمي وَ سِلْمُكَ سِلْمي وَ حَرْبُكَ حَرْبي وَ الإيمانُ مُخالِطٌ لَحْمَكَ وَ دَمَكَ كَما خالَطَ لَحْمي وَ دَمي، وَ اَنْتَ غَداً عَلَى الْحَوْضِ خَليفَتي وَ اَنْتَ تَقْضي دَيْني وَ تُنْجِزُ عِداتي وَ شيعَتُكَ عَلى مَنابِرَ مِنْ نُورٍ مُبْيَضَّةً وُجُوهُهُمْ حَوْلي فِي الْجَنَّةِ وَ هُمْ جيراني، وَ لَوْلا اَنْتَ يا عَلِيُّ لَمْ يُعْرَفِ الْمُؤْمِنُونَ بَعْدي، وَ كانَ بَعْدَهُ هُدىً مِنَ الضَّلالِ وَ نُوراً مِنَ الْعَمى، وَ حَبْلَ اللهِ الْمَتينَ وَ صِراطَهُ الْمُسْتَقيمَ، لا يُسْبَقُ بِقَرابَةٍ في رَحِمٍ وَ لا بِسابِقَةٍ في دينٍ، وَ لا يُلْحَقُ في مَنْقَبَةٍ مِنْ مَناقِبِهِ، يَحْذُو حَذْوَ الرَّسُولِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِما وَ آلِهِما، وَ يُقاتِلُ عَلَى التَّأويلِ وَ لا تَأخُذُهُ فِي اللهِ لَوْمَةُ لائِمٍ، قَدْ وَتَرَ فيهِ صَناديدَ الْعَرَبِ وَ قَتَلَ اَبْطالَهُمْ وَ ناوَشَ (ناهش) ذُؤْبانَهُمْ، فَاَوْدَعَ قُلُوبَهُمْ اَحْقاداً بَدْرِيَّةً وَ خَيْبَرِيَّةً وَ حُنَيْنِيَّةً وَ غَيْرَهُنَّ، فَاَضَبَّتْ عَلى عَداوَتِهِ وَ اَكَبَّتْ عَلى مُنابَذَتِهِ، حَتّى قَتَلَ النّاكِثينَ وَ الْقاسِطينَ وَ الْمارِقينَ، وَ لَمّا قَضى نَحْبَهُ وَ قَتَلَهُ اَشْقَى الاْخِرينَ يَتْبَعُ اَشْقَى الاْوَّلينَ، لَمْ يُمْتَثَلْ اَمْرُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ فِي الْهادينَ بَعْدَ الْهادينَ، وَ الاْمَّةُ مُصِرَّةٌ عَلى مَقْتِهِ مُجْتَمِعَةٌ عَلى قَطيعَةِ رَحِمِهِ وَ اِقْصاءِ وُلْدِهِ اِلّا الْقَليلَ مِمَّنْ وَفى لِرِعايَةِ الْحَقِّ فيهِمْ، فَقُتِلَ مَنْ قُتِلَ، وَ سُبِيَ مَنْ سُبِيَ وَ اُقْصِيَ مَنْ اُقْصِيَ وَ جَرَى الْقَضاءُ لَهُمْ بِما يُرْجى لَهُ حُسْنُ الْمَثُوبَةِ، اِذْ كانَتِ الاْرْضُ للهِ يُورِثُها مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَ الْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقينَ، وَ سُبْحانَ رَبِّنا اِنْ كانَ وَعْدُ رَبِّنا لَمَفْعُولاً، وَ لَنْ يُخْلِفَ اللهُ وَعْدَهُ وَ هُوَ الْعَزيزُ الْحَكيمُ.
فَعَلَى الاْطائِبِ مِنْ اَهْلِ بَيْتِ مُحَمَّدٍ وَ عَلِيٍّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِما وَ آلِهِما فَلْيَبْكِ الْباكُونَ، وَ اِيّاهُمْ فَلْيَنْدُبِ النّادِبُونَ، وَ لِمِثْلِهِمْ فَلْتَذْرِفِ (فَلْتًدرِ) الدُّمُوعُ، وَ لْيَصْرُخِ الصّارِخُونَ، وَ يَضِجَّ الضّاجُّونَ، وَ يَعِـجَّ الْعاجُّوَن، اَيْنَ الْحَسَنُ اَيْنَ الْحُسَيْنُ اَيْنَ اَبْناءُ الْحُسَيْنِ، صالِحٌ بَعْدَ صالِـحٍ، وَ صادِقٌ بَعْدَ صادِقٍ، اَيْنَ السَّبيلُ بَعْدَ السَّبيلِ، اَيْنَ الْخِيَرَةُ بَعْدَ الْخِيَرَةِ، اَيْنَ الشُّمُوسُ الطّالِعَةُ، اَيْنَ الاْقْمارُ الْمُنيرَةُ، اَيْنَ الاْنْجُمُ الزّاهِرَةُ، اَيْنَ اَعْلامُ الدّينِ وَ قَواعِدُ الْعِلْمِ، اَيْنَ بَقِيَّةُ اللهِ الَّتي لا تَخْلُو مِنَ الْعِتْرَةِ الْهادِيـَةِ، اَيـْنَ الـْمُعَدُّ لِـقَطْعِ دابِرِ الظَّلَمَةِ، اَيْنَ الْمُنْتَظَرُ لاِقامَةِ الاْمْتِ وَ اْلعِوَجِ، اَيْنَ الْمُرْتَجى لاِزالَةِ الْجَوْرِ وَ الْعُدْوانِ، اَيْنَ الْمُدَّخَرُ لِتَجْديدِ الْفَرآئِضِ و َالسُّنَنِ، اَيْنَ الْمُتَخَيَّرُ لاِعادَةِ الْمِلَّةِ وَ الشَّريعَةِ، اَيْنَ الْمُؤَمَّلُ لاِحْياءِ الْكِتابِ وَ حُدُودِهِ، اَيْنَ مُحْيي مَعالِمِ الدّينِ وَ اَهْلِهِ، اَيْنَ قاصِمُ شَوْكَةِ الْمُعْتَدينَ، اَيْنَ هادِمُ اَبْنِيَةِ الشِّرْكِ وَ النِّفاقِ، اَيْنَ مُبيدُ اَهْلِ الْفُسُوقِ وَ الْعِصْيانِ وَ الطُّغْيانِ، اَيْنَ حاصِدُ فُرُوعِ الْغَيِّ وَ الشِّقاقِ (النِفاقِ)، اَيْنَ طامِسُ آثارِ الزَّيْغِ وَ الاْهْواء، اَيْنَ قاطِعُ حَبائِلِ الْكِذْبِ (الكَذِبِ) وَ الاْفْتِراءِ، اَيْنَ مُبيدُ الْعُتاةِ وَ الْمَرَدَةِ، اَيْنَ مُسْتَأصِلُ اَهْلِ الْعِنادِ وَ التَّضْليلِ وَ الاْلْحادِ، اَيْنَ مُـعِزُّ الاْوْلِياءِ وَ مُذِلُّ الاْعْداءِ، اَيْنَ جامِعُ الْكَلِمَةِ (الكَلِمِ) عَلَى التَّقْوى، اَيْنَ بابُ اللهِ الَّذى مِنْهُ يُؤْتى، اَيْنَ وَجْهُ اللهِ الَّذى اِلَيْهِ يَتَوَجَّهُ الاْوْلِياءُ، اَيْنَ السَّبَبُ الْمُتَّصِلُ بَيْنَ الاْرْضِ وَ السَّماءِ، اَيْنَ صاحِبُ يَوْمِ الْفَتْحِ وَ ناشِرُ رايَةِ الْهُدى، اَيْنَ مُؤَلِّفُ شَمْلِ الصَّلاحِ وَ الرِّضا، اَيْنَ الطّالِبُ بِذُحُولِ الاْنْبِياءِ وَ اَبْناءِ الاْنْبِياءِ، اَيْنَ الطّالِبُ (المُطالِبُ) بِدَمِ الْمَقْتُولِ بِكَرْبَلاءَ، اَيْنَ الْمَنْصُورُ عَلى مَنِ اعْتَدى عَلَيْهِ وَ افْتَرى، اَيْنَ الْمُضْطَرُّ الَّذي يُجابُ اِذا دَعا اَيْنَ صَدْرُ الْخَلائِقِ ذُوالْبِرِّ وَ التَّقْوى، اَيْنَ ابْنُ النَّبِىِّ الْمُصْطَفى، وَ ابْنُ عَلِيٍّ الْمُرْتَضى، وَ ابْنُ خَديجَةَ الْغَرّآءِ، وَ ابْنُ فاطِمَةَ الْكُبْرى، بِاَبي اَنْتَ وَ اُمّي وَ نَفْسي لَكَ الْوِقاءُ وَ الْحِمى، يَا بْنَ السّادَةِ الْمُقَرَّبينَ، يَا بْنَ النُّجَباءِ الاْكْرَمينَ، يَا بْنَ الْهُداةِ الْمَهْدِيّينَ (المُهْتَدينَ)، يَا بْنَ الْخِيَرَةِ الْمُهَذَّبينَ، يَا بْنَ الْغَطارِفَةِ الاْنْجَبينَ، يَا بْنَ الاْطائِبِ الْمُطَهَّرينَ (المُتَطَهْريِنَ)، يَا بْنَ الْخَضارِمَةِ الْمُنْتَجَبينَ، يَا بْنَ الْقَماقِمَةِ الاْكْرَمينَ (الأكْبَرينَ)، يَا بْنَ الْبُدُورِ الْمُنيرَةِ، يَا بْنَ السُّرُجِ الْمُضيئَةِ، يَا بْنَ الشُّهُبِ الثّاقِبَةِ، يَا بْنَ الاْنْجُمِ الزّاهِرَةِ، يَا بْنَ السُّبُلِ الْواضِحَةِ، يَا بْنَ الاْعْلامِ الّلائِحَةِ، يَا بْنَ الْعُلُومِ الْكامِلَةِ، يَا بْنَ السُّنَنِ الْمَشْهُورَةِ، يَا بْنَ الْمَعالِمِ الْمَأثُورَةِ، يَا بْنَ الْمُعْجِزاتِ الْمَوْجُودَةِ، يَا بْنَ الدَّلائِلِ الْمَشْهُودَةِ (المَشْهُورَةِ)، يَا بْنَ الصـِّراطِ الْمُسْتَقيمِ، يَا بْنَ النَّبَأِ الْعَظيمِ، يَا بْنَ مَنْ هُوَ في اُمِّ الْكِتابِ لَدَى اللهِ عَلِيٌّ حَكيمٌ، يَا بْنَ الآياتِ وَ الْبَيِّناتِ، يَا بْنَ الدَّلائِلِ الظّاهِراتِ، يَا بْنَ الْبَراهينِ الْواضِحاتِ الْباهِراتِ، يَا بْنَ الْحُجَجِ الْبالِغاتِ، يَا بْنَ النِّعَمِ السّابِغاتِ، يَا بْنَ طه وَ الْـمُحْكَماتِ، يَا بْنَ يس وَ الذّارِياتِ، يَا بْنَ الطُّورِ وَ الْعادِياتِ، يَا بْنَ مَنْ دَنا فَتَدَلّى فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ اَوْ اَدْنى دُنُوّاً وَ اقْتِراباً مِنَ الْعَلِيِّ الاْعْلى، لَيْتَ شِعْري اَيْنَ اسْتَقَرَّتْ بِكَ النَّوى، بَلْ اَيُّ اَرْضٍ تُقِلُّكَ اَوْ ثَرى، اَبِرَضْوى اَوْ غَيْرِها اَمْ ذي طُوى، عَزيزٌ عَلَيَّ اَنْ اَرَى الْخَلْقَ وَ لا تُرى وَ لا اَسْمَعُ لَكَ حَسيساً وَ لا نَجْوى، عَزيزٌ عَلَيَّ اَنْ (لا تُحِيطَ بِيَ دُونكَ) تُحيطَ بِكَ دُونِيَ الْبَلْوى وَ لا يَنالُكَ مِنّي ضَجيجٌ وَ لا شَكْوى، بِنَفْسي اَنْتَ مِنْ مُغَيَّبٍ لَمْ يَخْلُ مِنّا، بِنَفْسي اَنْتَ مِنْ نازِحٍ ما نَزَحَ (يَنْزِحُ) عَنّا، بِنَفْسي اَنْتَ اُمْنِيَّةُ شائِقٍ يَتَمَنّى، مِنْ مُؤْمِن وَ مُؤْمِنَةٍ ذَكَرا فَحَنّا، بِنَفْسي اَنْتَ مِنْ عَقيدِ عِزٍّ لايُسامى، بِنَفْسي اَنْتَ مِنْ اَثيلِ مَجْدٍ لا يُجارى، بِنَفْسي اَنْتَ مِنْ تِلادِ نِعَمٍ لا تُضاهى، بِنَفْسي اَنْتَ مِنْ نَصيفِ شَرَفٍ لا يُساوى، اِلى مَتى اَحارُ فيكَ يا مَوْلايَ وَ اِلى مَتي، وَ اَىَّ خِطابٍ اَصِفُ فيكَ وَ اَيَّ نَجْوى، عَزيزٌ عَلَيَّ اَنْ اُجابَ دُونَكَ وَ اُناغى، عَزيزٌ عَلَيَّ اَنْ اَبْكِيَكَ وَ يَخْذُلَكَ الْوَرى، عَزيزٌ عَلَيَّ اَنْ يَجْرِيَ عَلَيْكَ دُونَهُمْ ما جَرى، هَلْ مِنْ مُعينٍ فَاُطيلَ مَعَهُ الْعَويلَ وَ الْبُكاءَ، هَلْ مِنْ جَزُوعٍ فَاُساعِدَ جَزَعَهُ اِذا خَلا، هَلْ قَذِيَتْ عَيْنٌ فَساعَدَتْها عَيْني عَلَى الْقَذى، هَلْ اِلَيْكَ يَا بْنَ اَحْمَدَ سَبيلٌ فَتُلْقى، هَلْ يَتَّصِلُ يَوْمُنا مِنْكَ بِعِدَةٍ فَنَحْظى، مَتى نَرِدُ مَناهِلَكَ الرَّوِيَّةَ فَنَرْوى، مَتى نَنْتَقِعُ مِنْ عَذْبِ مائِكَ فَقَدْ طالَ الصَّدى، مَتى نُغاديكَ وَ نُراوِحُكَ فَنُقِرَّ عَيْناً (فَتَقُرُ عًيًوننا)، مَتى تَرانا وَ نَراكَ وَ قَدْ نَشَرْتَ لِواءَ النَّصْرِ تُرى، اَتَرانا نَحُفُّ بِكَ وَ اَنْتَ تَاُمُّ الْمَلاَ وَ قَدْ مَلأْتَ الاْرْضَ عَدْلاً وَ اَذَقْتَ اَعْداءَكَ هَواناً وَ عِقاباً، وَ اَبَرْتَ الْعُتاةَ وَ جَحَدَةَ الْحَقِّ، وَ قَطَعْتَ دابِرَ الْمُتَكَبِّرينَ، وَ اجْتَثَثْتَ اُصُولَ الظّالِمينَ، وَ نَحْنُ نَقُولُ الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعالَمينَ.
اَللّـهُمَّ اَنْتَ كَشّافُ ْالكُرَبِ وَ الْبَلْوى، وَ اِلَيْكَ اَسْتَعْدى فَعِنْدَكَ الْعَدْوى، وَ اَنْتَ رَبُّ الاْخِرَةِ وَ الدُّنْيا (الاُولي)، فَاَغِثْ يا غِياثَ الْمُسْتَغيثينَ عُبَيْدَكَ الْمُبْتَلى، وَ اَرِهِ سَيِّدَهُ يا شَديدَ الْقُوى، وَ اَزِلْ عَنْهُ بِهِ الاْسى وَ الْجَوى، وَ بَرِّدْ غَليلَهُ يا مَنْ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى، وَ مَنْ اِلَيْهِ الرُّجْعى وَ الْمُنْتَهى.
اَللّـهُمَّ وَ نَحْنُ عَبيدُكَ التّائِقُونَ (الشائقون) اِلى وَلِيِّكَ الْمُذَكِّرِ بِكَ وَ بِنَبِيِّكَ، خَلَقْتَهُ لَنا عِصْمَةً وَ مَلاذاً، وَ اَقَمْتَهُ لَنا قِواماً وَ مَعاذاً، وَ جَعَلْتَهُ لِلْمُؤْمِنينَ مِنّا اِماماً، فَبَلِّغْهُ مِنّا تَحِيَّةً وَ سَلاماً، وَ زِدْنا بِذلِكَ يارَبِّ اِكْراماً، وَ اجْعَلْ مُسْتَقَرَّهُ لَنا مُسْتَقَرّاً وَ مُقاماً، وَ اَتْمِمْ نِعْمَتَكَ بِتَقْديمِكَ اِيّاهُ اَمامَنا حَتّى تُورِدَنا جِنانَكَ (جَنّاتِكَ) وَ مُرافَقَةَ الشُّهَداءِ مِنْ خُلَصائِكَ.
اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ، وَ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ جَدِّهِ وَ رَسُولِكَ السَّيِّدِ الاَكْبَرِ، وَ عَلى اَبيهِ السَّيِّدِ الاَصْغَرِ، وَ جَدَّتِهِ الصِّدّيقَةِ الْكُبْرى فاطِمَةَ بِنْتِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ، وَ عَلى مَنِ اصْطَفَيْتَ مِنْ آبائِهِ الْبَرَرَةِ، وَ عَلَيْهِ اَفْضَلَ وَ اَكْمَلَ وَ اَتَمَّ وَ اَدْوَمَ وَ اَكْثَرَ وَ اَوْفَرَ ما صَلَّيْتَ عَلى اَحَدٍ مِنْ اَصْفِيائِكَ وَ خِيَرَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ، وَ صَلِّ عَلَيْهِ صَلاةً لا غايَةَ لِعَدَدِها وَ لا نِهايَةَ لِمَدَدِها وَ لا نَفادَ لاِمَدِها.
اَللّـهُمَّ وَ اَقِمْ بِهِ الْحَقَّ وَ اَدْحِضْ بِهِ الْباطِلَ وَ اَدِلْ بِهِ اَوْلِياءَكَ وَ اَذْلِلْ بِهِ اَعْداءَكَ وَ صِلِ اللّهُمَّ بَيْنَنا وَ بَيْنَهُ وُصْلَةً تُؤَدّى اِلى مُرافَقَةِ سَلَفِهِ، وَ اجْعَلْنا مِمَّنْ يَأخُذُ بِحُجْزَتِهِمْ، وَ يَمْكُثُ في ظِلِّهِمْ، وَ اَعِنّا عَلى تَأدِيَةِ حُقُوقِهِ اِلَيْهِ، وَ الاْجْتِهادِ في طاعَتِهِ، وَ اجْتِنابِ مَعْصِيَتِهِ، وَ امْنُنْ عَلَيْنا بِرِضاهُ، وَهَبْ لَنا رَأَفَتَهُ وَ رَحْمَتَهُ وَ دُعاءَهُ وَ خَيْرَهُ مانَنالُ بِهِ سَعَةً مِنْ رَحْمَتِكَ وَ فَوْزاً عِنْدَكَ، وَ اجْعَلْ صَلاتَنا بِهِ مَقبُولَةً، وَ ذُنُوبَنا بِهِ مَغْفُورَةً، وَ دُعاءَنا بِهِ مُسْتَجاباً وَ اجْعَلْ اَرْزاقَنا بِهِ مَبْسُوطَةً، وَ هُمُومَنا بِهِ مَكْفِيَّةً، وَ حَوآئِجَنا بِهِ مَقْضِيَّةً، وَ اَقْبِلْ اِلَيْنا بِوَجْهِكَ الْكَريمِ وَ اقْبَلْ تَقَرُّبَنا اِلَيْكَ، وَ انْظُرْ اِلَيْنا نَظْرَةً رَحيمَةً نَسْتَكْمِلُ بِهَا الْكَرامَةَ عِنْدَكَ، ثُمَّ لا تَصْرِفْها عَنّا بِجُودِكَ، وَ اسْقِنا مِنْ حَوْضِ جَدِّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ بِكَأسِهِ وَ بِيَدِهِ رَيّاً رَوِيّاً هَنيئاً سائِغاً لا ظَمَاَ بَعْدَهُ يا أَرْحَمَ الرّاحِمين
فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا
-
- فـاطـمـيـة
- مشاركات: 3205
- اشترك في: الجمعة يناير 22, 2010 3:54 pm
Re: دعــــــاء الندبـــــة
السلام على الزهــــــــــــــــــراء
اللهم صل على محمد وآل محمد
بسم الله الرحمن الرحيم
اَلْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعالَمينَ وَ صَلَّى اللهُ عَلى سَيِّدِنا مُحَمَّدٍ نَبِيِّهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ تَسْليماً، اَللّـهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ عَلى ما جَرى بِهِ قَضاؤكَ في اَوْلِيائِكَ الَّذينَ اسْتَخْلَصْتَهُمْ لِنَفْسِكَ وَ دينِكَ، اِذِ اخْتَرْتَ لَهُمْ جَزيلَ ما عِنْدَكَ مِنَ النَّعيمِ الْمُقيمِ الَّذي لا زَوالَ لَهُ وَ لاَ اضْمِحْلالَ، بَعْدَ اَنْ شَرَطْتَ عَلَيْهِمُ الزُّهْدَ في دَرَجاتِ هذِهِ الدُّنْيَا الدَّنِيَّةِ وَ زُخْرُفِها وَ زِبْرِجِها، فَشَرَطُوا لَكَ ذلِكَ وَ عَلِمْتَ مِنْهُمُ الْوَفاءَ بِهِ فَقَبِلْتَهُمْ وَ قَرَّبْتَهُمْ، وَ قَدَّمْتَ لَهُمُ الذِّكْرَ الْعَلِيَّ وَ الثَّناءَ الْجَلِىَّ، وَ اَهْبَطْتَ عَلَيْهِمْ مَلائِكَتَكَ وَ كَرَّمْتَهُمْ بِوَحْيِكَ، وَ رَفَدْتَهُمْ بِعِلْمِكَ، وَ جَعَلْتَهُمُ الذَّريعَةَ اِلَيْكَ وَ الْوَسيلَةَ اِلى رِضْوانِكَ، فَبَعْضٌ اَسْكَنْتَهُ جَنَّتَكَ اِلى اَنْ اَخْرَجْتَهُ مِنْها، وَ بَعْضٌ حَمَلْتَهُ في فُلْكِكَ وَ نَجَّيْتَهُ وَ مَنْ آمَنَ مَعَهُ مِنَ الْهَلَكَةِ بِرَحْمَتِكَ، وَ بَعْضٌ اتَّخَذْتَهُ لِنَفْسِكَ خَليلاً وَ سَأَلَكَ لِسانَ صِدْقٍ فِي الاْخِرينَ فَاَجَبْتَهُ وَ جَعَلْتَ ذلِكَ عَلِيّاً، وَ بَعْضٌ كَلَّمْتَهُ مِنْ شَجَـرَةٍ تَكْليماً وَ جَعَلْتَ لَهُ مِنْ اَخيهِ رِدْءاً وَ وَزيراً، وَ بَعْضٌ اَوْلَدْتَهُ مِنْ غَيْرِ اَبٍ وَ آتَيْتَهُ الْبَيِّناتِ وَ اَيَّدْتَهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ، وَ كُلٌّ شَرَعْتَ لَهُ شَريعَةً، وَ نَهَجْتَ لَهُ مِنْهاجاً، وَ تَخَيَّرْتَ لَهُ اَوْصِياءَ، مُسْتَحْفِظاً بَعْدَ مُسْتَحْفِظٍ مِنْ مُدَّةٍ اِلى مُدَّةٍ، اِقامَةً لِدينِكَ، وَ حُجَّةً عَلى عِبادِكَ، وَ لِئَلّا يَزُولَ الْحَقُّ عَنْ مَقَرِّهِ وَ يَغْلِبَ الْباطِلُ عَلى اَهْلِهِ، وَ لا يَقُولَ اَحَدٌ لَوْلا اَرْسَلْتَ اِلَيْنا رَسُولاً مُنْذِراً وَ اَقَمْتَ لَنا عَلَماً هادِياً فَنَتَّبِـعَ آياتِكَ مِنْ قَبْلِ اَنْ نَذِلَّ وَ نَخْزى، اِلى اَنِ انْتَهَيْتَ بالأمْرِ اِلى حَبيبِكَ وَ نَجيبِكَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ، فَكانَ كَمَا انْتَجَبْتَهُ سَيِّدَ مَنْ خَلَقْتَهُ، وَ صَفْوَةَ مَنِ اصْطَفَيْتَهُ، وَ اَفْضَلَ مَنِ اجْتَبَيْتَهُ، وَ اَكْرَمَ مَنِ اعْتَمَدْتَهُ، قَدَّمْتَهُ عَلى اَنْبِيائِكَ، وَ بَعَثْتَهُ اِلَى الثَّقَلَيْنِ مِنْ عِبادِكَ، وَ اَوْطَأتَهُ مَشارِقَكَ وَ مَغارِبَكَ، وَ سَخَّرْتَ لَهُ الْبُراقَ، وَ عَرَجْتَ (به) بِرُوْحِهِ اِلى سَمائِكَ، وَ اَوْدَعْتَهُ عِلْمَ ما كانَ وَما يَكُونُ اِلَى انْقِضاءِ خَلْقِكَ، ثُمَّ نَصَرْتَهُ بِالرُّعْبِ، وَ حَفَفْتَهُ بِجَبْرَئيلَ وَ ميكائيلَ وَ الْمُسَوِّمينَ مِنْ مَلائِكَتِكَ وَ وَعَدْتَهُ اَنْ تُظْهِرَ دينَهُ عَلَى الدّينِ كُلِّهِ وَ لَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ، وَ ذلِكَ بَعْدَ اَنْ بَوَّأتَهُ مَبَوَّأَ صِدْقٍ مِنْ اَهْلِهِ، وَ جَعَلْتَ لَهُ وَ لَهُمْ اَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنّاسِ لَلَّذي بِبَكَّةَ مُبارَكاً وَ هُدىً لِلْعالَمينَ، فيهِ آياتٌ بَيِّناتٌ مَقامُ اِبْراهيمَ وَ مَنْ دَخَلَهُ كانَ آمِناً، وَ قُلْتَ: «اِنَّما يُريدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ اَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهيراً» ثُمَّ جَعَلْتَ اَجْرَ مُحَمَّدٍ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَ آلِهِ مَوَدَّتَهُمْ في كِتابِكَ فَقُلْتَ: «قل لا اسالكم عليه اجرا الا المودة في القربى» وَ قُلْتَ: «ما سَألْتُكُمْ مِنْ اَجْرٍ فَهُو َلَكُمْ» وَ قُلْتَ: «ما اَسْاَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ اَجْرٍ الّا مَنْ شاءَ اَنْ يَتَّخِذَ اِلى رَبِّهِ سَبيلاً»، فَكانُوا هُمُ السَّبيلَ اِلَيْكَ وَ الْمَسْلَكَ اِلى رِضْوانِكَ، فَلَمَّا انْقَضَتْ اَيّامُهُ اَقامَ وَلِيَّهُ عَلِيَّ بْنَ اَبي طالِب صَلَواتُكَ عَلَيْهِما وَ آلِهِما هادِياً، اِذْ كانَ هُوَ الْمُنْذِرَ وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ، فَقالَ وَ الْمَلأُ اَمامَهُ: مَنْ كُنْتُ مَوْلاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلاهُ اَللّـهُمَّ والِ مَنْ والاهُ وَ عادِ مَنْ عاداهُ وَ انْصُرْ مَنْ نَصَرَهُ وَ اخْذُلْ مَنْ خَذَلَهُ، وَ قالَ: مَنْ كُنْتُ اَنَا نَبِيَّهُ فَعَلِيٌّ اَميرُهُ، وَ قالَ: اَنَا وَ عَلِيٌّ مِنْ شَجَرَةٍ واحِدَةٍ وَ سائِرُالنَّاسِ مِنْ شَجَرٍ شَتّى، وَ اَحَلَّهُ مَحَلَّ هارُونَ مِنْ مُوسى، فَقال لَهُ: اَنْتَ مِنّي بِمَنْزِلَةِ هارُونَ مِنْ مُوسى الّا اَنَّهُ لا نَبِيَّ بَعْدي، وَ زَوَّجَهُ ابْنَتَهُ سَيِّدَةَ نِساءِ الْعالَمينَ، وَ اَحَلَّ لَهُ مِنْ مَسْجِدِهِ ما حَلَّ لَهُ، وَ سَدَّ الاْبْوابَ اِلاّ بابَهُ، ثُمَّ اَوْدَعَهُ عِلْمَهُ وَ حِكْمَتَهُ فَقالَ: اَنـَا مَدينَةُ الْعِلْمِ وَ عَلِىٌّ بابُها، فَمَنْ اَرادَ الْمَدينَةَ وَ الْحِكْمَةَ فَلْيَاْتِها مِنْ بابِها، ثُمَّ قالَ: اَنْتَ اَخي وَ وَصِيّي وَ وارِثي، لَحْمُكَ مِنْ لَحْمي وَ دَمُكَ مِنْ دَمي وَ سِلْمُكَ سِلْمي وَ حَرْبُكَ حَرْبي وَ الإيمانُ مُخالِطٌ لَحْمَكَ وَ دَمَكَ كَما خالَطَ لَحْمي وَ دَمي، وَ اَنْتَ غَداً عَلَى الْحَوْضِ خَليفَتي وَ اَنْتَ تَقْضي دَيْني وَ تُنْجِزُ عِداتي وَ شيعَتُكَ عَلى مَنابِرَ مِنْ نُورٍ مُبْيَضَّةً وُجُوهُهُمْ حَوْلي فِي الْجَنَّةِ وَ هُمْ جيراني، وَ لَوْلا اَنْتَ يا عَلِيُّ لَمْ يُعْرَفِ الْمُؤْمِنُونَ بَعْدي، وَ كانَ بَعْدَهُ هُدىً مِنَ الضَّلالِ وَ نُوراً مِنَ الْعَمى، وَ حَبْلَ اللهِ الْمَتينَ وَ صِراطَهُ الْمُسْتَقيمَ، لا يُسْبَقُ بِقَرابَةٍ في رَحِمٍ وَ لا بِسابِقَةٍ في دينٍ، وَ لا يُلْحَقُ في مَنْقَبَةٍ مِنْ مَناقِبِهِ، يَحْذُو حَذْوَ الرَّسُولِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِما وَ آلِهِما، وَ يُقاتِلُ عَلَى التَّأويلِ وَ لا تَأخُذُهُ فِي اللهِ لَوْمَةُ لائِمٍ، قَدْ وَتَرَ فيهِ صَناديدَ الْعَرَبِ وَ قَتَلَ اَبْطالَهُمْ وَ ناوَشَ (ناهش) ذُؤْبانَهُمْ، فَاَوْدَعَ قُلُوبَهُمْ اَحْقاداً بَدْرِيَّةً وَ خَيْبَرِيَّةً وَ حُنَيْنِيَّةً وَ غَيْرَهُنَّ، فَاَضَبَّتْ عَلى عَداوَتِهِ وَ اَكَبَّتْ عَلى مُنابَذَتِهِ، حَتّى قَتَلَ النّاكِثينَ وَ الْقاسِطينَ وَ الْمارِقينَ، وَ لَمّا قَضى نَحْبَهُ وَ قَتَلَهُ اَشْقَى الاْخِرينَ يَتْبَعُ اَشْقَى الاْوَّلينَ، لَمْ يُمْتَثَلْ اَمْرُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ فِي الْهادينَ بَعْدَ الْهادينَ، وَ الاْمَّةُ مُصِرَّةٌ عَلى مَقْتِهِ مُجْتَمِعَةٌ عَلى قَطيعَةِ رَحِمِهِ وَ اِقْصاءِ وُلْدِهِ اِلّا الْقَليلَ مِمَّنْ وَفى لِرِعايَةِ الْحَقِّ فيهِمْ، فَقُتِلَ مَنْ قُتِلَ، وَ سُبِيَ مَنْ سُبِيَ وَ اُقْصِيَ مَنْ اُقْصِيَ وَ جَرَى الْقَضاءُ لَهُمْ بِما يُرْجى لَهُ حُسْنُ الْمَثُوبَةِ، اِذْ كانَتِ الاْرْضُ للهِ يُورِثُها مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَ الْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقينَ، وَ سُبْحانَ رَبِّنا اِنْ كانَ وَعْدُ رَبِّنا لَمَفْعُولاً، وَ لَنْ يُخْلِفَ اللهُ وَعْدَهُ وَ هُوَ الْعَزيزُ الْحَكيمُ.
فَعَلَى الاْطائِبِ مِنْ اَهْلِ بَيْتِ مُحَمَّدٍ وَ عَلِيٍّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِما وَ آلِهِما فَلْيَبْكِ الْباكُونَ، وَ اِيّاهُمْ فَلْيَنْدُبِ النّادِبُونَ، وَ لِمِثْلِهِمْ فَلْتَذْرِفِ (فَلْتًدرِ) الدُّمُوعُ، وَ لْيَصْرُخِ الصّارِخُونَ، وَ يَضِجَّ الضّاجُّونَ، وَ يَعِـجَّ الْعاجُّوَن، اَيْنَ الْحَسَنُ اَيْنَ الْحُسَيْنُ اَيْنَ اَبْناءُ الْحُسَيْنِ، صالِحٌ بَعْدَ صالِـحٍ، وَ صادِقٌ بَعْدَ صادِقٍ، اَيْنَ السَّبيلُ بَعْدَ السَّبيلِ، اَيْنَ الْخِيَرَةُ بَعْدَ الْخِيَرَةِ، اَيْنَ الشُّمُوسُ الطّالِعَةُ، اَيْنَ الاْقْمارُ الْمُنيرَةُ، اَيْنَ الاْنْجُمُ الزّاهِرَةُ، اَيْنَ اَعْلامُ الدّينِ وَ قَواعِدُ الْعِلْمِ، اَيْنَ بَقِيَّةُ اللهِ الَّتي لا تَخْلُو مِنَ الْعِتْرَةِ الْهادِيـَةِ، اَيـْنَ الـْمُعَدُّ لِـقَطْعِ دابِرِ الظَّلَمَةِ، اَيْنَ الْمُنْتَظَرُ لاِقامَةِ الاْمْتِ وَ اْلعِوَجِ، اَيْنَ الْمُرْتَجى لاِزالَةِ الْجَوْرِ وَ الْعُدْوانِ، اَيْنَ الْمُدَّخَرُ لِتَجْديدِ الْفَرآئِضِ و َالسُّنَنِ، اَيْنَ الْمُتَخَيَّرُ لاِعادَةِ الْمِلَّةِ وَ الشَّريعَةِ، اَيْنَ الْمُؤَمَّلُ لاِحْياءِ الْكِتابِ وَ حُدُودِهِ، اَيْنَ مُحْيي مَعالِمِ الدّينِ وَ اَهْلِهِ، اَيْنَ قاصِمُ شَوْكَةِ الْمُعْتَدينَ، اَيْنَ هادِمُ اَبْنِيَةِ الشِّرْكِ وَ النِّفاقِ، اَيْنَ مُبيدُ اَهْلِ الْفُسُوقِ وَ الْعِصْيانِ وَ الطُّغْيانِ، اَيْنَ حاصِدُ فُرُوعِ الْغَيِّ وَ الشِّقاقِ (النِفاقِ)، اَيْنَ طامِسُ آثارِ الزَّيْغِ وَ الاْهْواء، اَيْنَ قاطِعُ حَبائِلِ الْكِذْبِ (الكَذِبِ) وَ الاْفْتِراءِ، اَيْنَ مُبيدُ الْعُتاةِ وَ الْمَرَدَةِ، اَيْنَ مُسْتَأصِلُ اَهْلِ الْعِنادِ وَ التَّضْليلِ وَ الاْلْحادِ، اَيْنَ مُـعِزُّ الاْوْلِياءِ وَ مُذِلُّ الاْعْداءِ، اَيْنَ جامِعُ الْكَلِمَةِ (الكَلِمِ) عَلَى التَّقْوى، اَيْنَ بابُ اللهِ الَّذى مِنْهُ يُؤْتى، اَيْنَ وَجْهُ اللهِ الَّذى اِلَيْهِ يَتَوَجَّهُ الاْوْلِياءُ، اَيْنَ السَّبَبُ الْمُتَّصِلُ بَيْنَ الاْرْضِ وَ السَّماءِ، اَيْنَ صاحِبُ يَوْمِ الْفَتْحِ وَ ناشِرُ رايَةِ الْهُدى، اَيْنَ مُؤَلِّفُ شَمْلِ الصَّلاحِ وَ الرِّضا، اَيْنَ الطّالِبُ بِذُحُولِ الاْنْبِياءِ وَ اَبْناءِ الاْنْبِياءِ، اَيْنَ الطّالِبُ (المُطالِبُ) بِدَمِ الْمَقْتُولِ بِكَرْبَلاءَ، اَيْنَ الْمَنْصُورُ عَلى مَنِ اعْتَدى عَلَيْهِ وَ افْتَرى، اَيْنَ الْمُضْطَرُّ الَّذي يُجابُ اِذا دَعا اَيْنَ صَدْرُ الْخَلائِقِ ذُوالْبِرِّ وَ التَّقْوى، اَيْنَ ابْنُ النَّبِىِّ الْمُصْطَفى، وَ ابْنُ عَلِيٍّ الْمُرْتَضى، وَ ابْنُ خَديجَةَ الْغَرّآءِ، وَ ابْنُ فاطِمَةَ الْكُبْرى، بِاَبي اَنْتَ وَ اُمّي وَ نَفْسي لَكَ الْوِقاءُ وَ الْحِمى، يَا بْنَ السّادَةِ الْمُقَرَّبينَ، يَا بْنَ النُّجَباءِ الاْكْرَمينَ، يَا بْنَ الْهُداةِ الْمَهْدِيّينَ (المُهْتَدينَ)، يَا بْنَ الْخِيَرَةِ الْمُهَذَّبينَ، يَا بْنَ الْغَطارِفَةِ الاْنْجَبينَ، يَا بْنَ الاْطائِبِ الْمُطَهَّرينَ (المُتَطَهْريِنَ)، يَا بْنَ الْخَضارِمَةِ الْمُنْتَجَبينَ، يَا بْنَ الْقَماقِمَةِ الاْكْرَمينَ (الأكْبَرينَ)، يَا بْنَ الْبُدُورِ الْمُنيرَةِ، يَا بْنَ السُّرُجِ الْمُضيئَةِ، يَا بْنَ الشُّهُبِ الثّاقِبَةِ، يَا بْنَ الاْنْجُمِ الزّاهِرَةِ، يَا بْنَ السُّبُلِ الْواضِحَةِ، يَا بْنَ الاْعْلامِ الّلائِحَةِ، يَا بْنَ الْعُلُومِ الْكامِلَةِ، يَا بْنَ السُّنَنِ الْمَشْهُورَةِ، يَا بْنَ الْمَعالِمِ الْمَأثُورَةِ، يَا بْنَ الْمُعْجِزاتِ الْمَوْجُودَةِ، يَا بْنَ الدَّلائِلِ الْمَشْهُودَةِ (المَشْهُورَةِ)، يَا بْنَ الصـِّراطِ الْمُسْتَقيمِ، يَا بْنَ النَّبَأِ الْعَظيمِ، يَا بْنَ مَنْ هُوَ في اُمِّ الْكِتابِ لَدَى اللهِ عَلِيٌّ حَكيمٌ، يَا بْنَ الآياتِ وَ الْبَيِّناتِ، يَا بْنَ الدَّلائِلِ الظّاهِراتِ، يَا بْنَ الْبَراهينِ الْواضِحاتِ الْباهِراتِ، يَا بْنَ الْحُجَجِ الْبالِغاتِ، يَا بْنَ النِّعَمِ السّابِغاتِ، يَا بْنَ طه وَ الْـمُحْكَماتِ، يَا بْنَ يس وَ الذّارِياتِ، يَا بْنَ الطُّورِ وَ الْعادِياتِ، يَا بْنَ مَنْ دَنا فَتَدَلّى فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ اَوْ اَدْنى دُنُوّاً وَ اقْتِراباً مِنَ الْعَلِيِّ الاْعْلى، لَيْتَ شِعْري اَيْنَ اسْتَقَرَّتْ بِكَ النَّوى، بَلْ اَيُّ اَرْضٍ تُقِلُّكَ اَوْ ثَرى، اَبِرَضْوى اَوْ غَيْرِها اَمْ ذي طُوى، عَزيزٌ عَلَيَّ اَنْ اَرَى الْخَلْقَ وَ لا تُرى وَ لا اَسْمَعُ لَكَ حَسيساً وَ لا نَجْوى، عَزيزٌ عَلَيَّ اَنْ (لا تُحِيطَ بِيَ دُونكَ) تُحيطَ بِكَ دُونِيَ الْبَلْوى وَ لا يَنالُكَ مِنّي ضَجيجٌ وَ لا شَكْوى، بِنَفْسي اَنْتَ مِنْ مُغَيَّبٍ لَمْ يَخْلُ مِنّا، بِنَفْسي اَنْتَ مِنْ نازِحٍ ما نَزَحَ (يَنْزِحُ) عَنّا، بِنَفْسي اَنْتَ اُمْنِيَّةُ شائِقٍ يَتَمَنّى، مِنْ مُؤْمِن وَ مُؤْمِنَةٍ ذَكَرا فَحَنّا، بِنَفْسي اَنْتَ مِنْ عَقيدِ عِزٍّ لايُسامى، بِنَفْسي اَنْتَ مِنْ اَثيلِ مَجْدٍ لا يُجارى، بِنَفْسي اَنْتَ مِنْ تِلادِ نِعَمٍ لا تُضاهى، بِنَفْسي اَنْتَ مِنْ نَصيفِ شَرَفٍ لا يُساوى، اِلى مَتى اَحارُ فيكَ يا مَوْلايَ وَ اِلى مَتي، وَ اَىَّ خِطابٍ اَصِفُ فيكَ وَ اَيَّ نَجْوى، عَزيزٌ عَلَيَّ اَنْ اُجابَ دُونَكَ وَ اُناغى، عَزيزٌ عَلَيَّ اَنْ اَبْكِيَكَ وَ يَخْذُلَكَ الْوَرى، عَزيزٌ عَلَيَّ اَنْ يَجْرِيَ عَلَيْكَ دُونَهُمْ ما جَرى، هَلْ مِنْ مُعينٍ فَاُطيلَ مَعَهُ الْعَويلَ وَ الْبُكاءَ، هَلْ مِنْ جَزُوعٍ فَاُساعِدَ جَزَعَهُ اِذا خَلا، هَلْ قَذِيَتْ عَيْنٌ فَساعَدَتْها عَيْني عَلَى الْقَذى، هَلْ اِلَيْكَ يَا بْنَ اَحْمَدَ سَبيلٌ فَتُلْقى، هَلْ يَتَّصِلُ يَوْمُنا مِنْكَ بِعِدَةٍ فَنَحْظى، مَتى نَرِدُ مَناهِلَكَ الرَّوِيَّةَ فَنَرْوى، مَتى نَنْتَقِعُ مِنْ عَذْبِ مائِكَ فَقَدْ طالَ الصَّدى، مَتى نُغاديكَ وَ نُراوِحُكَ فَنُقِرَّ عَيْناً (فَتَقُرُ عًيًوننا)، مَتى تَرانا وَ نَراكَ وَ قَدْ نَشَرْتَ لِواءَ النَّصْرِ تُرى، اَتَرانا نَحُفُّ بِكَ وَ اَنْتَ تَاُمُّ الْمَلاَ وَ قَدْ مَلأْتَ الاْرْضَ عَدْلاً وَ اَذَقْتَ اَعْداءَكَ هَواناً وَ عِقاباً، وَ اَبَرْتَ الْعُتاةَ وَ جَحَدَةَ الْحَقِّ، وَ قَطَعْتَ دابِرَ الْمُتَكَبِّرينَ، وَ اجْتَثَثْتَ اُصُولَ الظّالِمينَ، وَ نَحْنُ نَقُولُ الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعالَمينَ.
اَللّـهُمَّ اَنْتَ كَشّافُ ْالكُرَبِ وَ الْبَلْوى، وَ اِلَيْكَ اَسْتَعْدى فَعِنْدَكَ الْعَدْوى، وَ اَنْتَ رَبُّ الاْخِرَةِ وَ الدُّنْيا (الاُولي)، فَاَغِثْ يا غِياثَ الْمُسْتَغيثينَ عُبَيْدَكَ الْمُبْتَلى، وَ اَرِهِ سَيِّدَهُ يا شَديدَ الْقُوى، وَ اَزِلْ عَنْهُ بِهِ الاْسى وَ الْجَوى، وَ بَرِّدْ غَليلَهُ يا مَنْ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى، وَ مَنْ اِلَيْهِ الرُّجْعى وَ الْمُنْتَهى.
اَللّـهُمَّ وَ نَحْنُ عَبيدُكَ التّائِقُونَ (الشائقون) اِلى وَلِيِّكَ الْمُذَكِّرِ بِكَ وَ بِنَبِيِّكَ، خَلَقْتَهُ لَنا عِصْمَةً وَ مَلاذاً، وَ اَقَمْتَهُ لَنا قِواماً وَ مَعاذاً، وَ جَعَلْتَهُ لِلْمُؤْمِنينَ مِنّا اِماماً، فَبَلِّغْهُ مِنّا تَحِيَّةً وَ سَلاماً، وَ زِدْنا بِذلِكَ يارَبِّ اِكْراماً، وَ اجْعَلْ مُسْتَقَرَّهُ لَنا مُسْتَقَرّاً وَ مُقاماً، وَ اَتْمِمْ نِعْمَتَكَ بِتَقْديمِكَ اِيّاهُ اَمامَنا حَتّى تُورِدَنا جِنانَكَ (جَنّاتِكَ) وَ مُرافَقَةَ الشُّهَداءِ مِنْ خُلَصائِكَ.
اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ، وَ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ جَدِّهِ وَ رَسُولِكَ السَّيِّدِ الاَكْبَرِ، وَ عَلى اَبيهِ السَّيِّدِ الاَصْغَرِ، وَ جَدَّتِهِ الصِّدّيقَةِ الْكُبْرى فاطِمَةَ بِنْتِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ، وَ عَلى مَنِ اصْطَفَيْتَ مِنْ آبائِهِ الْبَرَرَةِ، وَ عَلَيْهِ اَفْضَلَ وَ اَكْمَلَ وَ اَتَمَّ وَ اَدْوَمَ وَ اَكْثَرَ وَ اَوْفَرَ ما صَلَّيْتَ عَلى اَحَدٍ مِنْ اَصْفِيائِكَ وَ خِيَرَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ، وَ صَلِّ عَلَيْهِ صَلاةً لا غايَةَ لِعَدَدِها وَ لا نِهايَةَ لِمَدَدِها وَ لا نَفادَ لاِمَدِها.
اَللّـهُمَّ وَ اَقِمْ بِهِ الْحَقَّ وَ اَدْحِضْ بِهِ الْباطِلَ وَ اَدِلْ بِهِ اَوْلِياءَكَ وَ اَذْلِلْ بِهِ اَعْداءَكَ وَ صِلِ اللّهُمَّ بَيْنَنا وَ بَيْنَهُ وُصْلَةً تُؤَدّى اِلى مُرافَقَةِ سَلَفِهِ، وَ اجْعَلْنا مِمَّنْ يَأخُذُ بِحُجْزَتِهِمْ، وَ يَمْكُثُ في ظِلِّهِمْ، وَ اَعِنّا عَلى تَأدِيَةِ حُقُوقِهِ اِلَيْهِ، وَ الاْجْتِهادِ في طاعَتِهِ، وَ اجْتِنابِ مَعْصِيَتِهِ، وَ امْنُنْ عَلَيْنا بِرِضاهُ، وَهَبْ لَنا رَأَفَتَهُ وَ رَحْمَتَهُ وَ دُعاءَهُ وَ خَيْرَهُ مانَنالُ بِهِ سَعَةً مِنْ رَحْمَتِكَ وَ فَوْزاً عِنْدَكَ، وَ اجْعَلْ صَلاتَنا بِهِ مَقبُولَةً، وَ ذُنُوبَنا بِهِ مَغْفُورَةً، وَ دُعاءَنا بِهِ مُسْتَجاباً وَ اجْعَلْ اَرْزاقَنا بِهِ مَبْسُوطَةً، وَ هُمُومَنا بِهِ مَكْفِيَّةً، وَ حَوآئِجَنا بِهِ مَقْضِيَّةً، وَ اَقْبِلْ اِلَيْنا بِوَجْهِكَ الْكَريمِ وَ اقْبَلْ تَقَرُّبَنا اِلَيْكَ، وَ انْظُرْ اِلَيْنا نَظْرَةً رَحيمَةً نَسْتَكْمِلُ بِهَا الْكَرامَةَ عِنْدَكَ، ثُمَّ لا تَصْرِفْها عَنّا بِجُودِكَ، وَ اسْقِنا مِنْ حَوْضِ جَدِّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ بِكَأسِهِ وَ بِيَدِهِ رَيّاً رَوِيّاً هَنيئاً سائِغاً لا ظَمَاَ بَعْدَهُ يا أَرْحَمَ الرّاحِمين.
يا الله يا الله يا الله يا الله يا الله يا الله يا الله يا الله يا الله يا الله يا حنان يا منان يا كريم يا رحيم أسألك بحقك و بحق رسولك الكريم أبي القاسم محمد صلى الله عليه وآله وسلم وعترته الأطهار عليهم السلام لي ولإخواني وأخواتي من المؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات أن تنزل علينا كل خير أحاط به علمك وتكشف عنا كل شر أحاط به علمك , وتوسع في أرزاقنا , وتقضي حوائجنا, وتعمي أبصار الظالمين عنا من الجن والإنس , وتحسن عاقبتنا , وتشافي مرضانا من كل علة وداء وبلاء و تشافينا, وترحم أمواتنا وترحمنا يوم اللحاق بهم إنك أنت أرحم الراحمين
وصلى الله على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
اللهم صل على محمد وآل محمد
بسم الله الرحمن الرحيم
اَلْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعالَمينَ وَ صَلَّى اللهُ عَلى سَيِّدِنا مُحَمَّدٍ نَبِيِّهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ تَسْليماً، اَللّـهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ عَلى ما جَرى بِهِ قَضاؤكَ في اَوْلِيائِكَ الَّذينَ اسْتَخْلَصْتَهُمْ لِنَفْسِكَ وَ دينِكَ، اِذِ اخْتَرْتَ لَهُمْ جَزيلَ ما عِنْدَكَ مِنَ النَّعيمِ الْمُقيمِ الَّذي لا زَوالَ لَهُ وَ لاَ اضْمِحْلالَ، بَعْدَ اَنْ شَرَطْتَ عَلَيْهِمُ الزُّهْدَ في دَرَجاتِ هذِهِ الدُّنْيَا الدَّنِيَّةِ وَ زُخْرُفِها وَ زِبْرِجِها، فَشَرَطُوا لَكَ ذلِكَ وَ عَلِمْتَ مِنْهُمُ الْوَفاءَ بِهِ فَقَبِلْتَهُمْ وَ قَرَّبْتَهُمْ، وَ قَدَّمْتَ لَهُمُ الذِّكْرَ الْعَلِيَّ وَ الثَّناءَ الْجَلِىَّ، وَ اَهْبَطْتَ عَلَيْهِمْ مَلائِكَتَكَ وَ كَرَّمْتَهُمْ بِوَحْيِكَ، وَ رَفَدْتَهُمْ بِعِلْمِكَ، وَ جَعَلْتَهُمُ الذَّريعَةَ اِلَيْكَ وَ الْوَسيلَةَ اِلى رِضْوانِكَ، فَبَعْضٌ اَسْكَنْتَهُ جَنَّتَكَ اِلى اَنْ اَخْرَجْتَهُ مِنْها، وَ بَعْضٌ حَمَلْتَهُ في فُلْكِكَ وَ نَجَّيْتَهُ وَ مَنْ آمَنَ مَعَهُ مِنَ الْهَلَكَةِ بِرَحْمَتِكَ، وَ بَعْضٌ اتَّخَذْتَهُ لِنَفْسِكَ خَليلاً وَ سَأَلَكَ لِسانَ صِدْقٍ فِي الاْخِرينَ فَاَجَبْتَهُ وَ جَعَلْتَ ذلِكَ عَلِيّاً، وَ بَعْضٌ كَلَّمْتَهُ مِنْ شَجَـرَةٍ تَكْليماً وَ جَعَلْتَ لَهُ مِنْ اَخيهِ رِدْءاً وَ وَزيراً، وَ بَعْضٌ اَوْلَدْتَهُ مِنْ غَيْرِ اَبٍ وَ آتَيْتَهُ الْبَيِّناتِ وَ اَيَّدْتَهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ، وَ كُلٌّ شَرَعْتَ لَهُ شَريعَةً، وَ نَهَجْتَ لَهُ مِنْهاجاً، وَ تَخَيَّرْتَ لَهُ اَوْصِياءَ، مُسْتَحْفِظاً بَعْدَ مُسْتَحْفِظٍ مِنْ مُدَّةٍ اِلى مُدَّةٍ، اِقامَةً لِدينِكَ، وَ حُجَّةً عَلى عِبادِكَ، وَ لِئَلّا يَزُولَ الْحَقُّ عَنْ مَقَرِّهِ وَ يَغْلِبَ الْباطِلُ عَلى اَهْلِهِ، وَ لا يَقُولَ اَحَدٌ لَوْلا اَرْسَلْتَ اِلَيْنا رَسُولاً مُنْذِراً وَ اَقَمْتَ لَنا عَلَماً هادِياً فَنَتَّبِـعَ آياتِكَ مِنْ قَبْلِ اَنْ نَذِلَّ وَ نَخْزى، اِلى اَنِ انْتَهَيْتَ بالأمْرِ اِلى حَبيبِكَ وَ نَجيبِكَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ، فَكانَ كَمَا انْتَجَبْتَهُ سَيِّدَ مَنْ خَلَقْتَهُ، وَ صَفْوَةَ مَنِ اصْطَفَيْتَهُ، وَ اَفْضَلَ مَنِ اجْتَبَيْتَهُ، وَ اَكْرَمَ مَنِ اعْتَمَدْتَهُ، قَدَّمْتَهُ عَلى اَنْبِيائِكَ، وَ بَعَثْتَهُ اِلَى الثَّقَلَيْنِ مِنْ عِبادِكَ، وَ اَوْطَأتَهُ مَشارِقَكَ وَ مَغارِبَكَ، وَ سَخَّرْتَ لَهُ الْبُراقَ، وَ عَرَجْتَ (به) بِرُوْحِهِ اِلى سَمائِكَ، وَ اَوْدَعْتَهُ عِلْمَ ما كانَ وَما يَكُونُ اِلَى انْقِضاءِ خَلْقِكَ، ثُمَّ نَصَرْتَهُ بِالرُّعْبِ، وَ حَفَفْتَهُ بِجَبْرَئيلَ وَ ميكائيلَ وَ الْمُسَوِّمينَ مِنْ مَلائِكَتِكَ وَ وَعَدْتَهُ اَنْ تُظْهِرَ دينَهُ عَلَى الدّينِ كُلِّهِ وَ لَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ، وَ ذلِكَ بَعْدَ اَنْ بَوَّأتَهُ مَبَوَّأَ صِدْقٍ مِنْ اَهْلِهِ، وَ جَعَلْتَ لَهُ وَ لَهُمْ اَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنّاسِ لَلَّذي بِبَكَّةَ مُبارَكاً وَ هُدىً لِلْعالَمينَ، فيهِ آياتٌ بَيِّناتٌ مَقامُ اِبْراهيمَ وَ مَنْ دَخَلَهُ كانَ آمِناً، وَ قُلْتَ: «اِنَّما يُريدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ اَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهيراً» ثُمَّ جَعَلْتَ اَجْرَ مُحَمَّدٍ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَ آلِهِ مَوَدَّتَهُمْ في كِتابِكَ فَقُلْتَ: «قل لا اسالكم عليه اجرا الا المودة في القربى» وَ قُلْتَ: «ما سَألْتُكُمْ مِنْ اَجْرٍ فَهُو َلَكُمْ» وَ قُلْتَ: «ما اَسْاَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ اَجْرٍ الّا مَنْ شاءَ اَنْ يَتَّخِذَ اِلى رَبِّهِ سَبيلاً»، فَكانُوا هُمُ السَّبيلَ اِلَيْكَ وَ الْمَسْلَكَ اِلى رِضْوانِكَ، فَلَمَّا انْقَضَتْ اَيّامُهُ اَقامَ وَلِيَّهُ عَلِيَّ بْنَ اَبي طالِب صَلَواتُكَ عَلَيْهِما وَ آلِهِما هادِياً، اِذْ كانَ هُوَ الْمُنْذِرَ وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ، فَقالَ وَ الْمَلأُ اَمامَهُ: مَنْ كُنْتُ مَوْلاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلاهُ اَللّـهُمَّ والِ مَنْ والاهُ وَ عادِ مَنْ عاداهُ وَ انْصُرْ مَنْ نَصَرَهُ وَ اخْذُلْ مَنْ خَذَلَهُ، وَ قالَ: مَنْ كُنْتُ اَنَا نَبِيَّهُ فَعَلِيٌّ اَميرُهُ، وَ قالَ: اَنَا وَ عَلِيٌّ مِنْ شَجَرَةٍ واحِدَةٍ وَ سائِرُالنَّاسِ مِنْ شَجَرٍ شَتّى، وَ اَحَلَّهُ مَحَلَّ هارُونَ مِنْ مُوسى، فَقال لَهُ: اَنْتَ مِنّي بِمَنْزِلَةِ هارُونَ مِنْ مُوسى الّا اَنَّهُ لا نَبِيَّ بَعْدي، وَ زَوَّجَهُ ابْنَتَهُ سَيِّدَةَ نِساءِ الْعالَمينَ، وَ اَحَلَّ لَهُ مِنْ مَسْجِدِهِ ما حَلَّ لَهُ، وَ سَدَّ الاْبْوابَ اِلاّ بابَهُ، ثُمَّ اَوْدَعَهُ عِلْمَهُ وَ حِكْمَتَهُ فَقالَ: اَنـَا مَدينَةُ الْعِلْمِ وَ عَلِىٌّ بابُها، فَمَنْ اَرادَ الْمَدينَةَ وَ الْحِكْمَةَ فَلْيَاْتِها مِنْ بابِها، ثُمَّ قالَ: اَنْتَ اَخي وَ وَصِيّي وَ وارِثي، لَحْمُكَ مِنْ لَحْمي وَ دَمُكَ مِنْ دَمي وَ سِلْمُكَ سِلْمي وَ حَرْبُكَ حَرْبي وَ الإيمانُ مُخالِطٌ لَحْمَكَ وَ دَمَكَ كَما خالَطَ لَحْمي وَ دَمي، وَ اَنْتَ غَداً عَلَى الْحَوْضِ خَليفَتي وَ اَنْتَ تَقْضي دَيْني وَ تُنْجِزُ عِداتي وَ شيعَتُكَ عَلى مَنابِرَ مِنْ نُورٍ مُبْيَضَّةً وُجُوهُهُمْ حَوْلي فِي الْجَنَّةِ وَ هُمْ جيراني، وَ لَوْلا اَنْتَ يا عَلِيُّ لَمْ يُعْرَفِ الْمُؤْمِنُونَ بَعْدي، وَ كانَ بَعْدَهُ هُدىً مِنَ الضَّلالِ وَ نُوراً مِنَ الْعَمى، وَ حَبْلَ اللهِ الْمَتينَ وَ صِراطَهُ الْمُسْتَقيمَ، لا يُسْبَقُ بِقَرابَةٍ في رَحِمٍ وَ لا بِسابِقَةٍ في دينٍ، وَ لا يُلْحَقُ في مَنْقَبَةٍ مِنْ مَناقِبِهِ، يَحْذُو حَذْوَ الرَّسُولِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِما وَ آلِهِما، وَ يُقاتِلُ عَلَى التَّأويلِ وَ لا تَأخُذُهُ فِي اللهِ لَوْمَةُ لائِمٍ، قَدْ وَتَرَ فيهِ صَناديدَ الْعَرَبِ وَ قَتَلَ اَبْطالَهُمْ وَ ناوَشَ (ناهش) ذُؤْبانَهُمْ، فَاَوْدَعَ قُلُوبَهُمْ اَحْقاداً بَدْرِيَّةً وَ خَيْبَرِيَّةً وَ حُنَيْنِيَّةً وَ غَيْرَهُنَّ، فَاَضَبَّتْ عَلى عَداوَتِهِ وَ اَكَبَّتْ عَلى مُنابَذَتِهِ، حَتّى قَتَلَ النّاكِثينَ وَ الْقاسِطينَ وَ الْمارِقينَ، وَ لَمّا قَضى نَحْبَهُ وَ قَتَلَهُ اَشْقَى الاْخِرينَ يَتْبَعُ اَشْقَى الاْوَّلينَ، لَمْ يُمْتَثَلْ اَمْرُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ فِي الْهادينَ بَعْدَ الْهادينَ، وَ الاْمَّةُ مُصِرَّةٌ عَلى مَقْتِهِ مُجْتَمِعَةٌ عَلى قَطيعَةِ رَحِمِهِ وَ اِقْصاءِ وُلْدِهِ اِلّا الْقَليلَ مِمَّنْ وَفى لِرِعايَةِ الْحَقِّ فيهِمْ، فَقُتِلَ مَنْ قُتِلَ، وَ سُبِيَ مَنْ سُبِيَ وَ اُقْصِيَ مَنْ اُقْصِيَ وَ جَرَى الْقَضاءُ لَهُمْ بِما يُرْجى لَهُ حُسْنُ الْمَثُوبَةِ، اِذْ كانَتِ الاْرْضُ للهِ يُورِثُها مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَ الْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقينَ، وَ سُبْحانَ رَبِّنا اِنْ كانَ وَعْدُ رَبِّنا لَمَفْعُولاً، وَ لَنْ يُخْلِفَ اللهُ وَعْدَهُ وَ هُوَ الْعَزيزُ الْحَكيمُ.
فَعَلَى الاْطائِبِ مِنْ اَهْلِ بَيْتِ مُحَمَّدٍ وَ عَلِيٍّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِما وَ آلِهِما فَلْيَبْكِ الْباكُونَ، وَ اِيّاهُمْ فَلْيَنْدُبِ النّادِبُونَ، وَ لِمِثْلِهِمْ فَلْتَذْرِفِ (فَلْتًدرِ) الدُّمُوعُ، وَ لْيَصْرُخِ الصّارِخُونَ، وَ يَضِجَّ الضّاجُّونَ، وَ يَعِـجَّ الْعاجُّوَن، اَيْنَ الْحَسَنُ اَيْنَ الْحُسَيْنُ اَيْنَ اَبْناءُ الْحُسَيْنِ، صالِحٌ بَعْدَ صالِـحٍ، وَ صادِقٌ بَعْدَ صادِقٍ، اَيْنَ السَّبيلُ بَعْدَ السَّبيلِ، اَيْنَ الْخِيَرَةُ بَعْدَ الْخِيَرَةِ، اَيْنَ الشُّمُوسُ الطّالِعَةُ، اَيْنَ الاْقْمارُ الْمُنيرَةُ، اَيْنَ الاْنْجُمُ الزّاهِرَةُ، اَيْنَ اَعْلامُ الدّينِ وَ قَواعِدُ الْعِلْمِ، اَيْنَ بَقِيَّةُ اللهِ الَّتي لا تَخْلُو مِنَ الْعِتْرَةِ الْهادِيـَةِ، اَيـْنَ الـْمُعَدُّ لِـقَطْعِ دابِرِ الظَّلَمَةِ، اَيْنَ الْمُنْتَظَرُ لاِقامَةِ الاْمْتِ وَ اْلعِوَجِ، اَيْنَ الْمُرْتَجى لاِزالَةِ الْجَوْرِ وَ الْعُدْوانِ، اَيْنَ الْمُدَّخَرُ لِتَجْديدِ الْفَرآئِضِ و َالسُّنَنِ، اَيْنَ الْمُتَخَيَّرُ لاِعادَةِ الْمِلَّةِ وَ الشَّريعَةِ، اَيْنَ الْمُؤَمَّلُ لاِحْياءِ الْكِتابِ وَ حُدُودِهِ، اَيْنَ مُحْيي مَعالِمِ الدّينِ وَ اَهْلِهِ، اَيْنَ قاصِمُ شَوْكَةِ الْمُعْتَدينَ، اَيْنَ هادِمُ اَبْنِيَةِ الشِّرْكِ وَ النِّفاقِ، اَيْنَ مُبيدُ اَهْلِ الْفُسُوقِ وَ الْعِصْيانِ وَ الطُّغْيانِ، اَيْنَ حاصِدُ فُرُوعِ الْغَيِّ وَ الشِّقاقِ (النِفاقِ)، اَيْنَ طامِسُ آثارِ الزَّيْغِ وَ الاْهْواء، اَيْنَ قاطِعُ حَبائِلِ الْكِذْبِ (الكَذِبِ) وَ الاْفْتِراءِ، اَيْنَ مُبيدُ الْعُتاةِ وَ الْمَرَدَةِ، اَيْنَ مُسْتَأصِلُ اَهْلِ الْعِنادِ وَ التَّضْليلِ وَ الاْلْحادِ، اَيْنَ مُـعِزُّ الاْوْلِياءِ وَ مُذِلُّ الاْعْداءِ، اَيْنَ جامِعُ الْكَلِمَةِ (الكَلِمِ) عَلَى التَّقْوى، اَيْنَ بابُ اللهِ الَّذى مِنْهُ يُؤْتى، اَيْنَ وَجْهُ اللهِ الَّذى اِلَيْهِ يَتَوَجَّهُ الاْوْلِياءُ، اَيْنَ السَّبَبُ الْمُتَّصِلُ بَيْنَ الاْرْضِ وَ السَّماءِ، اَيْنَ صاحِبُ يَوْمِ الْفَتْحِ وَ ناشِرُ رايَةِ الْهُدى، اَيْنَ مُؤَلِّفُ شَمْلِ الصَّلاحِ وَ الرِّضا، اَيْنَ الطّالِبُ بِذُحُولِ الاْنْبِياءِ وَ اَبْناءِ الاْنْبِياءِ، اَيْنَ الطّالِبُ (المُطالِبُ) بِدَمِ الْمَقْتُولِ بِكَرْبَلاءَ، اَيْنَ الْمَنْصُورُ عَلى مَنِ اعْتَدى عَلَيْهِ وَ افْتَرى، اَيْنَ الْمُضْطَرُّ الَّذي يُجابُ اِذا دَعا اَيْنَ صَدْرُ الْخَلائِقِ ذُوالْبِرِّ وَ التَّقْوى، اَيْنَ ابْنُ النَّبِىِّ الْمُصْطَفى، وَ ابْنُ عَلِيٍّ الْمُرْتَضى، وَ ابْنُ خَديجَةَ الْغَرّآءِ، وَ ابْنُ فاطِمَةَ الْكُبْرى، بِاَبي اَنْتَ وَ اُمّي وَ نَفْسي لَكَ الْوِقاءُ وَ الْحِمى، يَا بْنَ السّادَةِ الْمُقَرَّبينَ، يَا بْنَ النُّجَباءِ الاْكْرَمينَ، يَا بْنَ الْهُداةِ الْمَهْدِيّينَ (المُهْتَدينَ)، يَا بْنَ الْخِيَرَةِ الْمُهَذَّبينَ، يَا بْنَ الْغَطارِفَةِ الاْنْجَبينَ، يَا بْنَ الاْطائِبِ الْمُطَهَّرينَ (المُتَطَهْريِنَ)، يَا بْنَ الْخَضارِمَةِ الْمُنْتَجَبينَ، يَا بْنَ الْقَماقِمَةِ الاْكْرَمينَ (الأكْبَرينَ)، يَا بْنَ الْبُدُورِ الْمُنيرَةِ، يَا بْنَ السُّرُجِ الْمُضيئَةِ، يَا بْنَ الشُّهُبِ الثّاقِبَةِ، يَا بْنَ الاْنْجُمِ الزّاهِرَةِ، يَا بْنَ السُّبُلِ الْواضِحَةِ، يَا بْنَ الاْعْلامِ الّلائِحَةِ، يَا بْنَ الْعُلُومِ الْكامِلَةِ، يَا بْنَ السُّنَنِ الْمَشْهُورَةِ، يَا بْنَ الْمَعالِمِ الْمَأثُورَةِ، يَا بْنَ الْمُعْجِزاتِ الْمَوْجُودَةِ، يَا بْنَ الدَّلائِلِ الْمَشْهُودَةِ (المَشْهُورَةِ)، يَا بْنَ الصـِّراطِ الْمُسْتَقيمِ، يَا بْنَ النَّبَأِ الْعَظيمِ، يَا بْنَ مَنْ هُوَ في اُمِّ الْكِتابِ لَدَى اللهِ عَلِيٌّ حَكيمٌ، يَا بْنَ الآياتِ وَ الْبَيِّناتِ، يَا بْنَ الدَّلائِلِ الظّاهِراتِ، يَا بْنَ الْبَراهينِ الْواضِحاتِ الْباهِراتِ، يَا بْنَ الْحُجَجِ الْبالِغاتِ، يَا بْنَ النِّعَمِ السّابِغاتِ، يَا بْنَ طه وَ الْـمُحْكَماتِ، يَا بْنَ يس وَ الذّارِياتِ، يَا بْنَ الطُّورِ وَ الْعادِياتِ، يَا بْنَ مَنْ دَنا فَتَدَلّى فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ اَوْ اَدْنى دُنُوّاً وَ اقْتِراباً مِنَ الْعَلِيِّ الاْعْلى، لَيْتَ شِعْري اَيْنَ اسْتَقَرَّتْ بِكَ النَّوى، بَلْ اَيُّ اَرْضٍ تُقِلُّكَ اَوْ ثَرى، اَبِرَضْوى اَوْ غَيْرِها اَمْ ذي طُوى، عَزيزٌ عَلَيَّ اَنْ اَرَى الْخَلْقَ وَ لا تُرى وَ لا اَسْمَعُ لَكَ حَسيساً وَ لا نَجْوى، عَزيزٌ عَلَيَّ اَنْ (لا تُحِيطَ بِيَ دُونكَ) تُحيطَ بِكَ دُونِيَ الْبَلْوى وَ لا يَنالُكَ مِنّي ضَجيجٌ وَ لا شَكْوى، بِنَفْسي اَنْتَ مِنْ مُغَيَّبٍ لَمْ يَخْلُ مِنّا، بِنَفْسي اَنْتَ مِنْ نازِحٍ ما نَزَحَ (يَنْزِحُ) عَنّا، بِنَفْسي اَنْتَ اُمْنِيَّةُ شائِقٍ يَتَمَنّى، مِنْ مُؤْمِن وَ مُؤْمِنَةٍ ذَكَرا فَحَنّا، بِنَفْسي اَنْتَ مِنْ عَقيدِ عِزٍّ لايُسامى، بِنَفْسي اَنْتَ مِنْ اَثيلِ مَجْدٍ لا يُجارى، بِنَفْسي اَنْتَ مِنْ تِلادِ نِعَمٍ لا تُضاهى، بِنَفْسي اَنْتَ مِنْ نَصيفِ شَرَفٍ لا يُساوى، اِلى مَتى اَحارُ فيكَ يا مَوْلايَ وَ اِلى مَتي، وَ اَىَّ خِطابٍ اَصِفُ فيكَ وَ اَيَّ نَجْوى، عَزيزٌ عَلَيَّ اَنْ اُجابَ دُونَكَ وَ اُناغى، عَزيزٌ عَلَيَّ اَنْ اَبْكِيَكَ وَ يَخْذُلَكَ الْوَرى، عَزيزٌ عَلَيَّ اَنْ يَجْرِيَ عَلَيْكَ دُونَهُمْ ما جَرى، هَلْ مِنْ مُعينٍ فَاُطيلَ مَعَهُ الْعَويلَ وَ الْبُكاءَ، هَلْ مِنْ جَزُوعٍ فَاُساعِدَ جَزَعَهُ اِذا خَلا، هَلْ قَذِيَتْ عَيْنٌ فَساعَدَتْها عَيْني عَلَى الْقَذى، هَلْ اِلَيْكَ يَا بْنَ اَحْمَدَ سَبيلٌ فَتُلْقى، هَلْ يَتَّصِلُ يَوْمُنا مِنْكَ بِعِدَةٍ فَنَحْظى، مَتى نَرِدُ مَناهِلَكَ الرَّوِيَّةَ فَنَرْوى، مَتى نَنْتَقِعُ مِنْ عَذْبِ مائِكَ فَقَدْ طالَ الصَّدى، مَتى نُغاديكَ وَ نُراوِحُكَ فَنُقِرَّ عَيْناً (فَتَقُرُ عًيًوننا)، مَتى تَرانا وَ نَراكَ وَ قَدْ نَشَرْتَ لِواءَ النَّصْرِ تُرى، اَتَرانا نَحُفُّ بِكَ وَ اَنْتَ تَاُمُّ الْمَلاَ وَ قَدْ مَلأْتَ الاْرْضَ عَدْلاً وَ اَذَقْتَ اَعْداءَكَ هَواناً وَ عِقاباً، وَ اَبَرْتَ الْعُتاةَ وَ جَحَدَةَ الْحَقِّ، وَ قَطَعْتَ دابِرَ الْمُتَكَبِّرينَ، وَ اجْتَثَثْتَ اُصُولَ الظّالِمينَ، وَ نَحْنُ نَقُولُ الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعالَمينَ.
اَللّـهُمَّ اَنْتَ كَشّافُ ْالكُرَبِ وَ الْبَلْوى، وَ اِلَيْكَ اَسْتَعْدى فَعِنْدَكَ الْعَدْوى، وَ اَنْتَ رَبُّ الاْخِرَةِ وَ الدُّنْيا (الاُولي)، فَاَغِثْ يا غِياثَ الْمُسْتَغيثينَ عُبَيْدَكَ الْمُبْتَلى، وَ اَرِهِ سَيِّدَهُ يا شَديدَ الْقُوى، وَ اَزِلْ عَنْهُ بِهِ الاْسى وَ الْجَوى، وَ بَرِّدْ غَليلَهُ يا مَنْ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى، وَ مَنْ اِلَيْهِ الرُّجْعى وَ الْمُنْتَهى.
اَللّـهُمَّ وَ نَحْنُ عَبيدُكَ التّائِقُونَ (الشائقون) اِلى وَلِيِّكَ الْمُذَكِّرِ بِكَ وَ بِنَبِيِّكَ، خَلَقْتَهُ لَنا عِصْمَةً وَ مَلاذاً، وَ اَقَمْتَهُ لَنا قِواماً وَ مَعاذاً، وَ جَعَلْتَهُ لِلْمُؤْمِنينَ مِنّا اِماماً، فَبَلِّغْهُ مِنّا تَحِيَّةً وَ سَلاماً، وَ زِدْنا بِذلِكَ يارَبِّ اِكْراماً، وَ اجْعَلْ مُسْتَقَرَّهُ لَنا مُسْتَقَرّاً وَ مُقاماً، وَ اَتْمِمْ نِعْمَتَكَ بِتَقْديمِكَ اِيّاهُ اَمامَنا حَتّى تُورِدَنا جِنانَكَ (جَنّاتِكَ) وَ مُرافَقَةَ الشُّهَداءِ مِنْ خُلَصائِكَ.
اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ، وَ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ جَدِّهِ وَ رَسُولِكَ السَّيِّدِ الاَكْبَرِ، وَ عَلى اَبيهِ السَّيِّدِ الاَصْغَرِ، وَ جَدَّتِهِ الصِّدّيقَةِ الْكُبْرى فاطِمَةَ بِنْتِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ، وَ عَلى مَنِ اصْطَفَيْتَ مِنْ آبائِهِ الْبَرَرَةِ، وَ عَلَيْهِ اَفْضَلَ وَ اَكْمَلَ وَ اَتَمَّ وَ اَدْوَمَ وَ اَكْثَرَ وَ اَوْفَرَ ما صَلَّيْتَ عَلى اَحَدٍ مِنْ اَصْفِيائِكَ وَ خِيَرَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ، وَ صَلِّ عَلَيْهِ صَلاةً لا غايَةَ لِعَدَدِها وَ لا نِهايَةَ لِمَدَدِها وَ لا نَفادَ لاِمَدِها.
اَللّـهُمَّ وَ اَقِمْ بِهِ الْحَقَّ وَ اَدْحِضْ بِهِ الْباطِلَ وَ اَدِلْ بِهِ اَوْلِياءَكَ وَ اَذْلِلْ بِهِ اَعْداءَكَ وَ صِلِ اللّهُمَّ بَيْنَنا وَ بَيْنَهُ وُصْلَةً تُؤَدّى اِلى مُرافَقَةِ سَلَفِهِ، وَ اجْعَلْنا مِمَّنْ يَأخُذُ بِحُجْزَتِهِمْ، وَ يَمْكُثُ في ظِلِّهِمْ، وَ اَعِنّا عَلى تَأدِيَةِ حُقُوقِهِ اِلَيْهِ، وَ الاْجْتِهادِ في طاعَتِهِ، وَ اجْتِنابِ مَعْصِيَتِهِ، وَ امْنُنْ عَلَيْنا بِرِضاهُ، وَهَبْ لَنا رَأَفَتَهُ وَ رَحْمَتَهُ وَ دُعاءَهُ وَ خَيْرَهُ مانَنالُ بِهِ سَعَةً مِنْ رَحْمَتِكَ وَ فَوْزاً عِنْدَكَ، وَ اجْعَلْ صَلاتَنا بِهِ مَقبُولَةً، وَ ذُنُوبَنا بِهِ مَغْفُورَةً، وَ دُعاءَنا بِهِ مُسْتَجاباً وَ اجْعَلْ اَرْزاقَنا بِهِ مَبْسُوطَةً، وَ هُمُومَنا بِهِ مَكْفِيَّةً، وَ حَوآئِجَنا بِهِ مَقْضِيَّةً، وَ اَقْبِلْ اِلَيْنا بِوَجْهِكَ الْكَريمِ وَ اقْبَلْ تَقَرُّبَنا اِلَيْكَ، وَ انْظُرْ اِلَيْنا نَظْرَةً رَحيمَةً نَسْتَكْمِلُ بِهَا الْكَرامَةَ عِنْدَكَ، ثُمَّ لا تَصْرِفْها عَنّا بِجُودِكَ، وَ اسْقِنا مِنْ حَوْضِ جَدِّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ بِكَأسِهِ وَ بِيَدِهِ رَيّاً رَوِيّاً هَنيئاً سائِغاً لا ظَمَاَ بَعْدَهُ يا أَرْحَمَ الرّاحِمين.
يا الله يا الله يا الله يا الله يا الله يا الله يا الله يا الله يا الله يا الله يا حنان يا منان يا كريم يا رحيم أسألك بحقك و بحق رسولك الكريم أبي القاسم محمد صلى الله عليه وآله وسلم وعترته الأطهار عليهم السلام لي ولإخواني وأخواتي من المؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات أن تنزل علينا كل خير أحاط به علمك وتكشف عنا كل شر أحاط به علمك , وتوسع في أرزاقنا , وتقضي حوائجنا, وتعمي أبصار الظالمين عنا من الجن والإنس , وتحسن عاقبتنا , وتشافي مرضانا من كل علة وداء وبلاء و تشافينا, وترحم أمواتنا وترحمنا يوم اللحاق بهم إنك أنت أرحم الراحمين
وصلى الله على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
اللهم عجل لوليك الفرج والعافية والنصر
ابا صالح التماس دعا
ابا صالح التماس دعا
-
- فـاطـمـيـة
- مشاركات: 15021
- اشترك في: الثلاثاء مارس 04, 2008 6:40 pm
- مكان: كـنـف المـــــنـــصــــــــورة (ع)
Re: دعــــــاء الندبـــــة
بسم الله الرحمن الرحيم
اَلْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعالَمينَ وَ صَلَّى اللهُ عَلى سَيِّدِنا مُحَمَّدٍ نَبِيِّهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ تَسْليماً، اَللّـهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ عَلى ما جَرى بِهِ قَضاؤكَ في اَوْلِيائِكَ الَّذينَ اسْتَخْلَصْتَهُمْ لِنَفْسِكَ وَ دينِكَ، اِذِ اخْتَرْتَ لَهُمْ جَزيلَ ما عِنْدَكَ مِنَ النَّعيمِ الْمُقيمِ الَّذي لا زَوالَ لَهُ وَ لاَ اضْمِحْلالَ، بَعْدَ اَنْ شَرَطْتَ عَلَيْهِمُ الزُّهْدَ في دَرَجاتِ هذِهِ الدُّنْيَا الدَّنِيَّةِ وَ زُخْرُفِها وَ زِبْرِجِها، فَشَرَطُوا لَكَ ذلِكَ وَ عَلِمْتَ مِنْهُمُ الْوَفاءَ بِهِ فَقَبِلْتَهُمْ وَ قَرَّبْتَهُمْ، وَ قَدَّمْتَ لَهُمُ الذِّكْرَ الْعَلِيَّ وَ الثَّناءَ الْجَلِىَّ، وَ اَهْبَطْتَ عَلَيْهِمْ مَلائِكَتَكَ وَ كَرَّمْتَهُمْ بِوَحْيِكَ، وَ رَفَدْتَهُمْ بِعِلْمِكَ، وَ جَعَلْتَهُمُ الذَّريعَةَ اِلَيْكَ وَ الْوَسيلَةَ اِلى رِضْوانِكَ، فَبَعْضٌ اَسْكَنْتَهُ جَنَّتَكَ اِلى اَنْ اَخْرَجْتَهُ مِنْها، وَ بَعْضٌ حَمَلْتَهُ في فُلْكِكَ وَ نَجَّيْتَهُ وَ مَنْ آمَنَ مَعَهُ مِنَ الْهَلَكَةِ بِرَحْمَتِكَ، وَ بَعْضٌ اتَّخَذْتَهُ لِنَفْسِكَ خَليلاً وَ سَأَلَكَ لِسانَ صِدْقٍ فِي الاْخِرينَ فَاَجَبْتَهُ وَ جَعَلْتَ ذلِكَ عَلِيّاً، وَ بَعْضٌ كَلَّمْتَهُ مِنْ شَجَـرَةٍ تَكْليماً وَ جَعَلْتَ لَهُ مِنْ اَخيهِ رِدْءاً وَ وَزيراً، وَ بَعْضٌ اَوْلَدْتَهُ مِنْ غَيْرِ اَبٍ وَ آتَيْتَهُ الْبَيِّناتِ وَ اَيَّدْتَهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ، وَ كُلٌّ شَرَعْتَ لَهُ شَريعَةً، وَ نَهَجْتَ لَهُ مِنْهاجاً، وَ تَخَيَّرْتَ لَهُ اَوْصِياءَ، مُسْتَحْفِظاً بَعْدَ مُسْتَحْفِظٍ مِنْ مُدَّةٍ اِلى مُدَّةٍ، اِقامَةً لِدينِكَ، وَ حُجَّةً عَلى عِبادِكَ، وَ لِئَلّا يَزُولَ الْحَقُّ عَنْ مَقَرِّهِ وَ يَغْلِبَ الْباطِلُ عَلى اَهْلِهِ، وَ لا يَقُولَ اَحَدٌ لَوْلا اَرْسَلْتَ اِلَيْنا رَسُولاً مُنْذِراً وَ اَقَمْتَ لَنا عَلَماً هادِياً فَنَتَّبِـعَ آياتِكَ مِنْ قَبْلِ اَنْ نَذِلَّ وَ نَخْزى، اِلى اَنِ انْتَهَيْتَ بالأمْرِ اِلى حَبيبِكَ وَ نَجيبِكَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ، فَكانَ كَمَا انْتَجَبْتَهُ سَيِّدَ مَنْ خَلَقْتَهُ، وَ صَفْوَةَ مَنِ اصْطَفَيْتَهُ، وَ اَفْضَلَ مَنِ اجْتَبَيْتَهُ، وَ اَكْرَمَ مَنِ اعْتَمَدْتَهُ، قَدَّمْتَهُ عَلى اَنْبِيائِكَ، وَ بَعَثْتَهُ اِلَى الثَّقَلَيْنِ مِنْ عِبادِكَ، وَ اَوْطَأتَهُ مَشارِقَكَ وَ مَغارِبَكَ، وَ سَخَّرْتَ لَهُ الْبُراقَ، وَ عَرَجْتَ (به) بِرُوْحِهِ اِلى سَمائِكَ، وَ اَوْدَعْتَهُ عِلْمَ ما كانَ وَما يَكُونُ اِلَى انْقِضاءِ خَلْقِكَ، ثُمَّ نَصَرْتَهُ بِالرُّعْبِ، وَ حَفَفْتَهُ بِجَبْرَئيلَ وَ ميكائيلَ وَ الْمُسَوِّمينَ مِنْ مَلائِكَتِكَ وَ وَعَدْتَهُ اَنْ تُظْهِرَ دينَهُ عَلَى الدّينِ كُلِّهِ وَ لَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ، وَ ذلِكَ بَعْدَ اَنْ بَوَّأتَهُ مَبَوَّأَ صِدْقٍ مِنْ اَهْلِهِ، وَ جَعَلْتَ لَهُ وَ لَهُمْ اَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنّاسِ لَلَّذي بِبَكَّةَ مُبارَكاً وَ هُدىً لِلْعالَمينَ، فيهِ آياتٌ بَيِّناتٌ مَقامُ اِبْراهيمَ وَ مَنْ دَخَلَهُ كانَ آمِناً، وَ قُلْتَ: «اِنَّما يُريدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ اَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهيراً» ثُمَّ جَعَلْتَ اَجْرَ مُحَمَّدٍ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَ آلِهِ مَوَدَّتَهُمْ في كِتابِكَ فَقُلْتَ: «قل لا اسالكم عليه اجرا الا المودة في القربى» وَ قُلْتَ: «ما سَألْتُكُمْ مِنْ اَجْرٍ فَهُو َلَكُمْ» وَ قُلْتَ: «ما اَسْاَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ اَجْرٍ الّا مَنْ شاءَ اَنْ يَتَّخِذَ اِلى رَبِّهِ سَبيلاً»، فَكانُوا هُمُ السَّبيلَ اِلَيْكَ وَ الْمَسْلَكَ اِلى رِضْوانِكَ، فَلَمَّا انْقَضَتْ اَيّامُهُ اَقامَ وَلِيَّهُ عَلِيَّ بْنَ اَبي طالِب صَلَواتُكَ عَلَيْهِما وَ آلِهِما هادِياً، اِذْ كانَ هُوَ الْمُنْذِرَ وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ، فَقالَ وَ الْمَلأُ اَمامَهُ: مَنْ كُنْتُ مَوْلاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلاهُ اَللّـهُمَّ والِ مَنْ والاهُ وَ عادِ مَنْ عاداهُ وَ انْصُرْ مَنْ نَصَرَهُ وَ اخْذُلْ مَنْ خَذَلَهُ، وَ قالَ: مَنْ كُنْتُ اَنَا نَبِيَّهُ فَعَلِيٌّ اَميرُهُ، وَ قالَ: اَنَا وَ عَلِيٌّ مِنْ شَجَرَةٍ واحِدَةٍ وَ سائِرُالنَّاسِ مِنْ شَجَرٍ شَتّى، وَ اَحَلَّهُ مَحَلَّ هارُونَ مِنْ مُوسى، فَقال لَهُ: اَنْتَ مِنّي بِمَنْزِلَةِ هارُونَ مِنْ مُوسى الّا اَنَّهُ لا نَبِيَّ بَعْدي، وَ زَوَّجَهُ ابْنَتَهُ سَيِّدَةَ نِساءِ الْعالَمينَ، وَ اَحَلَّ لَهُ مِنْ مَسْجِدِهِ ما حَلَّ لَهُ، وَ سَدَّ الاْبْوابَ اِلاّ بابَهُ، ثُمَّ اَوْدَعَهُ عِلْمَهُ وَ حِكْمَتَهُ فَقالَ: اَنـَا مَدينَةُ الْعِلْمِ وَ عَلِىٌّ بابُها، فَمَنْ اَرادَ الْمَدينَةَ وَ الْحِكْمَةَ فَلْيَاْتِها مِنْ بابِها، ثُمَّ قالَ: اَنْتَ اَخي وَ وَصِيّي وَ وارِثي، لَحْمُكَ مِنْ لَحْمي وَ دَمُكَ مِنْ دَمي وَ سِلْمُكَ سِلْمي وَ حَرْبُكَ حَرْبي وَ الإيمانُ مُخالِطٌ لَحْمَكَ وَ دَمَكَ كَما خالَطَ لَحْمي وَ دَمي، وَ اَنْتَ غَداً عَلَى الْحَوْضِ خَليفَتي وَ اَنْتَ تَقْضي دَيْني وَ تُنْجِزُ عِداتي وَ شيعَتُكَ عَلى مَنابِرَ مِنْ نُورٍ مُبْيَضَّةً وُجُوهُهُمْ حَوْلي فِي الْجَنَّةِ وَ هُمْ جيراني، وَ لَوْلا اَنْتَ يا عَلِيُّ لَمْ يُعْرَفِ الْمُؤْمِنُونَ بَعْدي، وَ كانَ بَعْدَهُ هُدىً مِنَ الضَّلالِ وَ نُوراً مِنَ الْعَمى، وَ حَبْلَ اللهِ الْمَتينَ وَ صِراطَهُ الْمُسْتَقيمَ، لا يُسْبَقُ بِقَرابَةٍ في رَحِمٍ وَ لا بِسابِقَةٍ في دينٍ، وَ لا يُلْحَقُ في مَنْقَبَةٍ مِنْ مَناقِبِهِ، يَحْذُو حَذْوَ الرَّسُولِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِما وَ آلِهِما، وَ يُقاتِلُ عَلَى التَّأويلِ وَ لا تَأخُذُهُ فِي اللهِ لَوْمَةُ لائِمٍ، قَدْ وَتَرَ فيهِ صَناديدَ الْعَرَبِ وَ قَتَلَ اَبْطالَهُمْ وَ ناوَشَ (ناهش) ذُؤْبانَهُمْ، فَاَوْدَعَ قُلُوبَهُمْ اَحْقاداً بَدْرِيَّةً وَ خَيْبَرِيَّةً وَ حُنَيْنِيَّةً وَ غَيْرَهُنَّ، فَاَضَبَّتْ عَلى عَداوَتِهِ وَ اَكَبَّتْ عَلى مُنابَذَتِهِ، حَتّى قَتَلَ النّاكِثينَ وَ الْقاسِطينَ وَ الْمارِقينَ، وَ لَمّا قَضى نَحْبَهُ وَ قَتَلَهُ اَشْقَى الاْخِرينَ يَتْبَعُ اَشْقَى الاْوَّلينَ، لَمْ يُمْتَثَلْ اَمْرُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ فِي الْهادينَ بَعْدَ الْهادينَ، وَ الاْمَّةُ مُصِرَّةٌ عَلى مَقْتِهِ مُجْتَمِعَةٌ عَلى قَطيعَةِ رَحِمِهِ وَ اِقْصاءِ وُلْدِهِ اِلّا الْقَليلَ مِمَّنْ وَفى لِرِعايَةِ الْحَقِّ فيهِمْ، فَقُتِلَ مَنْ قُتِلَ، وَ سُبِيَ مَنْ سُبِيَ وَ اُقْصِيَ مَنْ اُقْصِيَ وَ جَرَى الْقَضاءُ لَهُمْ بِما يُرْجى لَهُ حُسْنُ الْمَثُوبَةِ، اِذْ كانَتِ الاْرْضُ للهِ يُورِثُها مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَ الْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقينَ، وَ سُبْحانَ رَبِّنا اِنْ كانَ وَعْدُ رَبِّنا لَمَفْعُولاً، وَ لَنْ يُخْلِفَ اللهُ وَعْدَهُ وَ هُوَ الْعَزيزُ الْحَكيمُ.
فَعَلَى الاْطائِبِ مِنْ اَهْلِ بَيْتِ مُحَمَّدٍ وَ عَلِيٍّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِما وَ آلِهِما فَلْيَبْكِ الْباكُونَ، وَ اِيّاهُمْ فَلْيَنْدُبِ النّادِبُونَ، وَ لِمِثْلِهِمْ فَلْتَذْرِفِ (فَلْتًدرِ) الدُّمُوعُ، وَ لْيَصْرُخِ الصّارِخُونَ، وَ يَضِجَّ الضّاجُّونَ، وَ يَعِـجَّ الْعاجُّوَن، اَيْنَ الْحَسَنُ اَيْنَ الْحُسَيْنُ اَيْنَ اَبْناءُ الْحُسَيْنِ، صالِحٌ بَعْدَ صالِـحٍ، وَ صادِقٌ بَعْدَ صادِقٍ، اَيْنَ السَّبيلُ بَعْدَ السَّبيلِ، اَيْنَ الْخِيَرَةُ بَعْدَ الْخِيَرَةِ، اَيْنَ الشُّمُوسُ الطّالِعَةُ، اَيْنَ الاْقْمارُ الْمُنيرَةُ، اَيْنَ الاْنْجُمُ الزّاهِرَةُ، اَيْنَ اَعْلامُ الدّينِ وَ قَواعِدُ الْعِلْمِ، اَيْنَ بَقِيَّةُ اللهِ الَّتي لا تَخْلُو مِنَ الْعِتْرَةِ الْهادِيـَةِ، اَيـْنَ الـْمُعَدُّ لِـقَطْعِ دابِرِ الظَّلَمَةِ، اَيْنَ الْمُنْتَظَرُ لاِقامَةِ الاْمْتِ وَ اْلعِوَجِ، اَيْنَ الْمُرْتَجى لاِزالَةِ الْجَوْرِ وَ الْعُدْوانِ، اَيْنَ الْمُدَّخَرُ لِتَجْديدِ الْفَرآئِضِ و َالسُّنَنِ، اَيْنَ الْمُتَخَيَّرُ لاِعادَةِ الْمِلَّةِ وَ الشَّريعَةِ، اَيْنَ الْمُؤَمَّلُ لاِحْياءِ الْكِتابِ وَ حُدُودِهِ، اَيْنَ مُحْيي مَعالِمِ الدّينِ وَ اَهْلِهِ، اَيْنَ قاصِمُ شَوْكَةِ الْمُعْتَدينَ، اَيْنَ هادِمُ اَبْنِيَةِ الشِّرْكِ وَ النِّفاقِ، اَيْنَ مُبيدُ اَهْلِ الْفُسُوقِ وَ الْعِصْيانِ وَ الطُّغْيانِ، اَيْنَ حاصِدُ فُرُوعِ الْغَيِّ وَ الشِّقاقِ (النِفاقِ)، اَيْنَ طامِسُ آثارِ الزَّيْغِ وَ الاْهْواء، اَيْنَ قاطِعُ حَبائِلِ الْكِذْبِ (الكَذِبِ) وَ الاْفْتِراءِ، اَيْنَ مُبيدُ الْعُتاةِ وَ الْمَرَدَةِ، اَيْنَ مُسْتَأصِلُ اَهْلِ الْعِنادِ وَ التَّضْليلِ وَ الاْلْحادِ، اَيْنَ مُـعِزُّ الاْوْلِياءِ وَ مُذِلُّ الاْعْداءِ، اَيْنَ جامِعُ الْكَلِمَةِ (الكَلِمِ) عَلَى التَّقْوى، اَيْنَ بابُ اللهِ الَّذى مِنْهُ يُؤْتى، اَيْنَ وَجْهُ اللهِ الَّذى اِلَيْهِ يَتَوَجَّهُ الاْوْلِياءُ، اَيْنَ السَّبَبُ الْمُتَّصِلُ بَيْنَ الاْرْضِ وَ السَّماءِ، اَيْنَ صاحِبُ يَوْمِ الْفَتْحِ وَ ناشِرُ رايَةِ الْهُدى، اَيْنَ مُؤَلِّفُ شَمْلِ الصَّلاحِ وَ الرِّضا، اَيْنَ الطّالِبُ بِذُحُولِ الاْنْبِياءِ وَ اَبْناءِ الاْنْبِياءِ، اَيْنَ الطّالِبُ (المُطالِبُ) بِدَمِ الْمَقْتُولِ بِكَرْبَلاءَ، اَيْنَ الْمَنْصُورُ عَلى مَنِ اعْتَدى عَلَيْهِ وَ افْتَرى، اَيْنَ الْمُضْطَرُّ الَّذي يُجابُ اِذا دَعا اَيْنَ صَدْرُ الْخَلائِقِ ذُوالْبِرِّ وَ التَّقْوى، اَيْنَ ابْنُ النَّبِىِّ الْمُصْطَفى، وَ ابْنُ عَلِيٍّ الْمُرْتَضى، وَ ابْنُ خَديجَةَ الْغَرّآءِ، وَ ابْنُ فاطِمَةَ الْكُبْرى، بِاَبي اَنْتَ وَ اُمّي وَ نَفْسي لَكَ الْوِقاءُ وَ الْحِمى، يَا بْنَ السّادَةِ الْمُقَرَّبينَ، يَا بْنَ النُّجَباءِ الاْكْرَمينَ، يَا بْنَ الْهُداةِ الْمَهْدِيّينَ (المُهْتَدينَ)، يَا بْنَ الْخِيَرَةِ الْمُهَذَّبينَ، يَا بْنَ الْغَطارِفَةِ الاْنْجَبينَ، يَا بْنَ الاْطائِبِ الْمُطَهَّرينَ (المُتَطَهْريِنَ)، يَا بْنَ الْخَضارِمَةِ الْمُنْتَجَبينَ، يَا بْنَ الْقَماقِمَةِ الاْكْرَمينَ (الأكْبَرينَ)، يَا بْنَ الْبُدُورِ الْمُنيرَةِ، يَا بْنَ السُّرُجِ الْمُضيئَةِ، يَا بْنَ الشُّهُبِ الثّاقِبَةِ، يَا بْنَ الاْنْجُمِ الزّاهِرَةِ، يَا بْنَ السُّبُلِ الْواضِحَةِ، يَا بْنَ الاْعْلامِ الّلائِحَةِ، يَا بْنَ الْعُلُومِ الْكامِلَةِ، يَا بْنَ السُّنَنِ الْمَشْهُورَةِ، يَا بْنَ الْمَعالِمِ الْمَأثُورَةِ، يَا بْنَ الْمُعْجِزاتِ الْمَوْجُودَةِ، يَا بْنَ الدَّلائِلِ الْمَشْهُودَةِ (المَشْهُورَةِ)، يَا بْنَ الصـِّراطِ الْمُسْتَقيمِ، يَا بْنَ النَّبَأِ الْعَظيمِ، يَا بْنَ مَنْ هُوَ في اُمِّ الْكِتابِ لَدَى اللهِ عَلِيٌّ حَكيمٌ، يَا بْنَ الآياتِ وَ الْبَيِّناتِ، يَا بْنَ الدَّلائِلِ الظّاهِراتِ، يَا بْنَ الْبَراهينِ الْواضِحاتِ الْباهِراتِ، يَا بْنَ الْحُجَجِ الْبالِغاتِ، يَا بْنَ النِّعَمِ السّابِغاتِ، يَا بْنَ طه وَ الْـمُحْكَماتِ، يَا بْنَ يس وَ الذّارِياتِ، يَا بْنَ الطُّورِ وَ الْعادِياتِ، يَا بْنَ مَنْ دَنا فَتَدَلّى فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ اَوْ اَدْنى دُنُوّاً وَ اقْتِراباً مِنَ الْعَلِيِّ الاْعْلى، لَيْتَ شِعْري اَيْنَ اسْتَقَرَّتْ بِكَ النَّوى، بَلْ اَيُّ اَرْضٍ تُقِلُّكَ اَوْ ثَرى، اَبِرَضْوى اَوْ غَيْرِها اَمْ ذي طُوى، عَزيزٌ عَلَيَّ اَنْ اَرَى الْخَلْقَ وَ لا تُرى وَ لا اَسْمَعُ لَكَ حَسيساً وَ لا نَجْوى، عَزيزٌ عَلَيَّ اَنْ (لا تُحِيطَ بِيَ دُونكَ) تُحيطَ بِكَ دُونِيَ الْبَلْوى وَ لا يَنالُكَ مِنّي ضَجيجٌ وَ لا شَكْوى، بِنَفْسي اَنْتَ مِنْ مُغَيَّبٍ لَمْ يَخْلُ مِنّا، بِنَفْسي اَنْتَ مِنْ نازِحٍ ما نَزَحَ (يَنْزِحُ) عَنّا، بِنَفْسي اَنْتَ اُمْنِيَّةُ شائِقٍ يَتَمَنّى، مِنْ مُؤْمِن وَ مُؤْمِنَةٍ ذَكَرا فَحَنّا، بِنَفْسي اَنْتَ مِنْ عَقيدِ عِزٍّ لايُسامى، بِنَفْسي اَنْتَ مِنْ اَثيلِ مَجْدٍ لا يُجارى، بِنَفْسي اَنْتَ مِنْ تِلادِ نِعَمٍ لا تُضاهى، بِنَفْسي اَنْتَ مِنْ نَصيفِ شَرَفٍ لا يُساوى، اِلى مَتى اَحارُ فيكَ يا مَوْلايَ وَ اِلى مَتي، وَ اَىَّ خِطابٍ اَصِفُ فيكَ وَ اَيَّ نَجْوى، عَزيزٌ عَلَيَّ اَنْ اُجابَ دُونَكَ وَ اُناغى، عَزيزٌ عَلَيَّ اَنْ اَبْكِيَكَ وَ يَخْذُلَكَ الْوَرى، عَزيزٌ عَلَيَّ اَنْ يَجْرِيَ عَلَيْكَ دُونَهُمْ ما جَرى، هَلْ مِنْ مُعينٍ فَاُطيلَ مَعَهُ الْعَويلَ وَ الْبُكاءَ، هَلْ مِنْ جَزُوعٍ فَاُساعِدَ جَزَعَهُ اِذا خَلا، هَلْ قَذِيَتْ عَيْنٌ فَساعَدَتْها عَيْني عَلَى الْقَذى، هَلْ اِلَيْكَ يَا بْنَ اَحْمَدَ سَبيلٌ فَتُلْقى، هَلْ يَتَّصِلُ يَوْمُنا مِنْكَ بِعِدَةٍ فَنَحْظى، مَتى نَرِدُ مَناهِلَكَ الرَّوِيَّةَ فَنَرْوى، مَتى نَنْتَقِعُ مِنْ عَذْبِ مائِكَ فَقَدْ طالَ الصَّدى، مَتى نُغاديكَ وَ نُراوِحُكَ فَنُقِرَّ عَيْناً (فَتَقُرُ عًيًوننا)، مَتى تَرانا وَ نَراكَ وَ قَدْ نَشَرْتَ لِواءَ النَّصْرِ تُرى، اَتَرانا نَحُفُّ بِكَ وَ اَنْتَ تَاُمُّ الْمَلاَ وَ قَدْ مَلأْتَ الاْرْضَ عَدْلاً وَ اَذَقْتَ اَعْداءَكَ هَواناً وَ عِقاباً، وَ اَبَرْتَ الْعُتاةَ وَ جَحَدَةَ الْحَقِّ، وَ قَطَعْتَ دابِرَ الْمُتَكَبِّرينَ، وَ اجْتَثَثْتَ اُصُولَ الظّالِمينَ، وَ نَحْنُ نَقُولُ الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعالَمينَ.
اَللّـهُمَّ اَنْتَ كَشّافُ ْالكُرَبِ وَ الْبَلْوى، وَ اِلَيْكَ اَسْتَعْدى فَعِنْدَكَ الْعَدْوى، وَ اَنْتَ رَبُّ الاْخِرَةِ وَ الدُّنْيا (الاُولي)، فَاَغِثْ يا غِياثَ الْمُسْتَغيثينَ عُبَيْدَكَ الْمُبْتَلى، وَ اَرِهِ سَيِّدَهُ يا شَديدَ الْقُوى، وَ اَزِلْ عَنْهُ بِهِ الاْسى وَ الْجَوى، وَ بَرِّدْ غَليلَهُ يا مَنْ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى، وَ مَنْ اِلَيْهِ الرُّجْعى وَ الْمُنْتَهى.
اَللّـهُمَّ وَ نَحْنُ عَبيدُكَ التّائِقُونَ (الشائقون) اِلى وَلِيِّكَ الْمُذَكِّرِ بِكَ وَ بِنَبِيِّكَ، خَلَقْتَهُ لَنا عِصْمَةً وَ مَلاذاً، وَ اَقَمْتَهُ لَنا قِواماً وَ مَعاذاً، وَ جَعَلْتَهُ لِلْمُؤْمِنينَ مِنّا اِماماً، فَبَلِّغْهُ مِنّا تَحِيَّةً وَ سَلاماً، وَ زِدْنا بِذلِكَ يارَبِّ اِكْراماً، وَ اجْعَلْ مُسْتَقَرَّهُ لَنا مُسْتَقَرّاً وَ مُقاماً، وَ اَتْمِمْ نِعْمَتَكَ بِتَقْديمِكَ اِيّاهُ اَمامَنا حَتّى تُورِدَنا جِنانَكَ (جَنّاتِكَ) وَ مُرافَقَةَ الشُّهَداءِ مِنْ خُلَصائِكَ.
اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ، وَ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ جَدِّهِ وَ رَسُولِكَ السَّيِّدِ الاَكْبَرِ، وَ عَلى اَبيهِ السَّيِّدِ الاَصْغَرِ، وَ جَدَّتِهِ الصِّدّيقَةِ الْكُبْرى فاطِمَةَ بِنْتِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ، وَ عَلى مَنِ اصْطَفَيْتَ مِنْ آبائِهِ الْبَرَرَةِ، وَ عَلَيْهِ اَفْضَلَ وَ اَكْمَلَ وَ اَتَمَّ وَ اَدْوَمَ وَ اَكْثَرَ وَ اَوْفَرَ ما صَلَّيْتَ عَلى اَحَدٍ مِنْ اَصْفِيائِكَ وَ خِيَرَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ، وَ صَلِّ عَلَيْهِ صَلاةً لا غايَةَ لِعَدَدِها وَ لا نِهايَةَ لِمَدَدِها وَ لا نَفادَ لاِمَدِها.
اَللّـهُمَّ وَ اَقِمْ بِهِ الْحَقَّ وَ اَدْحِضْ بِهِ الْباطِلَ وَ اَدِلْ بِهِ اَوْلِياءَكَ وَ اَذْلِلْ بِهِ اَعْداءَكَ وَ صِلِ اللّهُمَّ بَيْنَنا وَ بَيْنَهُ وُصْلَةً تُؤَدّى اِلى مُرافَقَةِ سَلَفِهِ، وَ اجْعَلْنا مِمَّنْ يَأخُذُ بِحُجْزَتِهِمْ، وَ يَمْكُثُ في ظِلِّهِمْ، وَ اَعِنّا عَلى تَأدِيَةِ حُقُوقِهِ اِلَيْهِ، وَ الاْجْتِهادِ في طاعَتِهِ، وَ اجْتِنابِ مَعْصِيَتِهِ، وَ امْنُنْ عَلَيْنا بِرِضاهُ، وَهَبْ لَنا رَأَفَتَهُ وَ رَحْمَتَهُ وَ دُعاءَهُ وَ خَيْرَهُ مانَنالُ بِهِ سَعَةً مِنْ رَحْمَتِكَ وَ فَوْزاً عِنْدَكَ، وَ اجْعَلْ صَلاتَنا بِهِ مَقبُولَةً، وَ ذُنُوبَنا بِهِ مَغْفُورَةً، وَ دُعاءَنا بِهِ مُسْتَجاباً وَ اجْعَلْ اَرْزاقَنا بِهِ مَبْسُوطَةً، وَ هُمُومَنا بِهِ مَكْفِيَّةً، وَ حَوآئِجَنا بِهِ مَقْضِيَّةً، وَ اَقْبِلْ اِلَيْنا بِوَجْهِكَ الْكَريمِ وَ اقْبَلْ تَقَرُّبَنا اِلَيْكَ، وَ انْظُرْ اِلَيْنا نَظْرَةً رَحيمَةً نَسْتَكْمِلُ بِهَا الْكَرامَةَ عِنْدَكَ، ثُمَّ لا تَصْرِفْها عَنّا بِجُودِكَ، وَ اسْقِنا مِنْ حَوْضِ جَدِّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ بِكَأسِهِ وَ بِيَدِهِ رَيّاً رَوِيّاً هَنيئاً سائِغاً لا ظَمَاَ بَعْدَهُ يا أَرْحَمَ الرّاحِمين.
اَلْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعالَمينَ وَ صَلَّى اللهُ عَلى سَيِّدِنا مُحَمَّدٍ نَبِيِّهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ تَسْليماً، اَللّـهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ عَلى ما جَرى بِهِ قَضاؤكَ في اَوْلِيائِكَ الَّذينَ اسْتَخْلَصْتَهُمْ لِنَفْسِكَ وَ دينِكَ، اِذِ اخْتَرْتَ لَهُمْ جَزيلَ ما عِنْدَكَ مِنَ النَّعيمِ الْمُقيمِ الَّذي لا زَوالَ لَهُ وَ لاَ اضْمِحْلالَ، بَعْدَ اَنْ شَرَطْتَ عَلَيْهِمُ الزُّهْدَ في دَرَجاتِ هذِهِ الدُّنْيَا الدَّنِيَّةِ وَ زُخْرُفِها وَ زِبْرِجِها، فَشَرَطُوا لَكَ ذلِكَ وَ عَلِمْتَ مِنْهُمُ الْوَفاءَ بِهِ فَقَبِلْتَهُمْ وَ قَرَّبْتَهُمْ، وَ قَدَّمْتَ لَهُمُ الذِّكْرَ الْعَلِيَّ وَ الثَّناءَ الْجَلِىَّ، وَ اَهْبَطْتَ عَلَيْهِمْ مَلائِكَتَكَ وَ كَرَّمْتَهُمْ بِوَحْيِكَ، وَ رَفَدْتَهُمْ بِعِلْمِكَ، وَ جَعَلْتَهُمُ الذَّريعَةَ اِلَيْكَ وَ الْوَسيلَةَ اِلى رِضْوانِكَ، فَبَعْضٌ اَسْكَنْتَهُ جَنَّتَكَ اِلى اَنْ اَخْرَجْتَهُ مِنْها، وَ بَعْضٌ حَمَلْتَهُ في فُلْكِكَ وَ نَجَّيْتَهُ وَ مَنْ آمَنَ مَعَهُ مِنَ الْهَلَكَةِ بِرَحْمَتِكَ، وَ بَعْضٌ اتَّخَذْتَهُ لِنَفْسِكَ خَليلاً وَ سَأَلَكَ لِسانَ صِدْقٍ فِي الاْخِرينَ فَاَجَبْتَهُ وَ جَعَلْتَ ذلِكَ عَلِيّاً، وَ بَعْضٌ كَلَّمْتَهُ مِنْ شَجَـرَةٍ تَكْليماً وَ جَعَلْتَ لَهُ مِنْ اَخيهِ رِدْءاً وَ وَزيراً، وَ بَعْضٌ اَوْلَدْتَهُ مِنْ غَيْرِ اَبٍ وَ آتَيْتَهُ الْبَيِّناتِ وَ اَيَّدْتَهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ، وَ كُلٌّ شَرَعْتَ لَهُ شَريعَةً، وَ نَهَجْتَ لَهُ مِنْهاجاً، وَ تَخَيَّرْتَ لَهُ اَوْصِياءَ، مُسْتَحْفِظاً بَعْدَ مُسْتَحْفِظٍ مِنْ مُدَّةٍ اِلى مُدَّةٍ، اِقامَةً لِدينِكَ، وَ حُجَّةً عَلى عِبادِكَ، وَ لِئَلّا يَزُولَ الْحَقُّ عَنْ مَقَرِّهِ وَ يَغْلِبَ الْباطِلُ عَلى اَهْلِهِ، وَ لا يَقُولَ اَحَدٌ لَوْلا اَرْسَلْتَ اِلَيْنا رَسُولاً مُنْذِراً وَ اَقَمْتَ لَنا عَلَماً هادِياً فَنَتَّبِـعَ آياتِكَ مِنْ قَبْلِ اَنْ نَذِلَّ وَ نَخْزى، اِلى اَنِ انْتَهَيْتَ بالأمْرِ اِلى حَبيبِكَ وَ نَجيبِكَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ، فَكانَ كَمَا انْتَجَبْتَهُ سَيِّدَ مَنْ خَلَقْتَهُ، وَ صَفْوَةَ مَنِ اصْطَفَيْتَهُ، وَ اَفْضَلَ مَنِ اجْتَبَيْتَهُ، وَ اَكْرَمَ مَنِ اعْتَمَدْتَهُ، قَدَّمْتَهُ عَلى اَنْبِيائِكَ، وَ بَعَثْتَهُ اِلَى الثَّقَلَيْنِ مِنْ عِبادِكَ، وَ اَوْطَأتَهُ مَشارِقَكَ وَ مَغارِبَكَ، وَ سَخَّرْتَ لَهُ الْبُراقَ، وَ عَرَجْتَ (به) بِرُوْحِهِ اِلى سَمائِكَ، وَ اَوْدَعْتَهُ عِلْمَ ما كانَ وَما يَكُونُ اِلَى انْقِضاءِ خَلْقِكَ، ثُمَّ نَصَرْتَهُ بِالرُّعْبِ، وَ حَفَفْتَهُ بِجَبْرَئيلَ وَ ميكائيلَ وَ الْمُسَوِّمينَ مِنْ مَلائِكَتِكَ وَ وَعَدْتَهُ اَنْ تُظْهِرَ دينَهُ عَلَى الدّينِ كُلِّهِ وَ لَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ، وَ ذلِكَ بَعْدَ اَنْ بَوَّأتَهُ مَبَوَّأَ صِدْقٍ مِنْ اَهْلِهِ، وَ جَعَلْتَ لَهُ وَ لَهُمْ اَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنّاسِ لَلَّذي بِبَكَّةَ مُبارَكاً وَ هُدىً لِلْعالَمينَ، فيهِ آياتٌ بَيِّناتٌ مَقامُ اِبْراهيمَ وَ مَنْ دَخَلَهُ كانَ آمِناً، وَ قُلْتَ: «اِنَّما يُريدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ اَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهيراً» ثُمَّ جَعَلْتَ اَجْرَ مُحَمَّدٍ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَ آلِهِ مَوَدَّتَهُمْ في كِتابِكَ فَقُلْتَ: «قل لا اسالكم عليه اجرا الا المودة في القربى» وَ قُلْتَ: «ما سَألْتُكُمْ مِنْ اَجْرٍ فَهُو َلَكُمْ» وَ قُلْتَ: «ما اَسْاَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ اَجْرٍ الّا مَنْ شاءَ اَنْ يَتَّخِذَ اِلى رَبِّهِ سَبيلاً»، فَكانُوا هُمُ السَّبيلَ اِلَيْكَ وَ الْمَسْلَكَ اِلى رِضْوانِكَ، فَلَمَّا انْقَضَتْ اَيّامُهُ اَقامَ وَلِيَّهُ عَلِيَّ بْنَ اَبي طالِب صَلَواتُكَ عَلَيْهِما وَ آلِهِما هادِياً، اِذْ كانَ هُوَ الْمُنْذِرَ وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ، فَقالَ وَ الْمَلأُ اَمامَهُ: مَنْ كُنْتُ مَوْلاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلاهُ اَللّـهُمَّ والِ مَنْ والاهُ وَ عادِ مَنْ عاداهُ وَ انْصُرْ مَنْ نَصَرَهُ وَ اخْذُلْ مَنْ خَذَلَهُ، وَ قالَ: مَنْ كُنْتُ اَنَا نَبِيَّهُ فَعَلِيٌّ اَميرُهُ، وَ قالَ: اَنَا وَ عَلِيٌّ مِنْ شَجَرَةٍ واحِدَةٍ وَ سائِرُالنَّاسِ مِنْ شَجَرٍ شَتّى، وَ اَحَلَّهُ مَحَلَّ هارُونَ مِنْ مُوسى، فَقال لَهُ: اَنْتَ مِنّي بِمَنْزِلَةِ هارُونَ مِنْ مُوسى الّا اَنَّهُ لا نَبِيَّ بَعْدي، وَ زَوَّجَهُ ابْنَتَهُ سَيِّدَةَ نِساءِ الْعالَمينَ، وَ اَحَلَّ لَهُ مِنْ مَسْجِدِهِ ما حَلَّ لَهُ، وَ سَدَّ الاْبْوابَ اِلاّ بابَهُ، ثُمَّ اَوْدَعَهُ عِلْمَهُ وَ حِكْمَتَهُ فَقالَ: اَنـَا مَدينَةُ الْعِلْمِ وَ عَلِىٌّ بابُها، فَمَنْ اَرادَ الْمَدينَةَ وَ الْحِكْمَةَ فَلْيَاْتِها مِنْ بابِها، ثُمَّ قالَ: اَنْتَ اَخي وَ وَصِيّي وَ وارِثي، لَحْمُكَ مِنْ لَحْمي وَ دَمُكَ مِنْ دَمي وَ سِلْمُكَ سِلْمي وَ حَرْبُكَ حَرْبي وَ الإيمانُ مُخالِطٌ لَحْمَكَ وَ دَمَكَ كَما خالَطَ لَحْمي وَ دَمي، وَ اَنْتَ غَداً عَلَى الْحَوْضِ خَليفَتي وَ اَنْتَ تَقْضي دَيْني وَ تُنْجِزُ عِداتي وَ شيعَتُكَ عَلى مَنابِرَ مِنْ نُورٍ مُبْيَضَّةً وُجُوهُهُمْ حَوْلي فِي الْجَنَّةِ وَ هُمْ جيراني، وَ لَوْلا اَنْتَ يا عَلِيُّ لَمْ يُعْرَفِ الْمُؤْمِنُونَ بَعْدي، وَ كانَ بَعْدَهُ هُدىً مِنَ الضَّلالِ وَ نُوراً مِنَ الْعَمى، وَ حَبْلَ اللهِ الْمَتينَ وَ صِراطَهُ الْمُسْتَقيمَ، لا يُسْبَقُ بِقَرابَةٍ في رَحِمٍ وَ لا بِسابِقَةٍ في دينٍ، وَ لا يُلْحَقُ في مَنْقَبَةٍ مِنْ مَناقِبِهِ، يَحْذُو حَذْوَ الرَّسُولِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِما وَ آلِهِما، وَ يُقاتِلُ عَلَى التَّأويلِ وَ لا تَأخُذُهُ فِي اللهِ لَوْمَةُ لائِمٍ، قَدْ وَتَرَ فيهِ صَناديدَ الْعَرَبِ وَ قَتَلَ اَبْطالَهُمْ وَ ناوَشَ (ناهش) ذُؤْبانَهُمْ، فَاَوْدَعَ قُلُوبَهُمْ اَحْقاداً بَدْرِيَّةً وَ خَيْبَرِيَّةً وَ حُنَيْنِيَّةً وَ غَيْرَهُنَّ، فَاَضَبَّتْ عَلى عَداوَتِهِ وَ اَكَبَّتْ عَلى مُنابَذَتِهِ، حَتّى قَتَلَ النّاكِثينَ وَ الْقاسِطينَ وَ الْمارِقينَ، وَ لَمّا قَضى نَحْبَهُ وَ قَتَلَهُ اَشْقَى الاْخِرينَ يَتْبَعُ اَشْقَى الاْوَّلينَ، لَمْ يُمْتَثَلْ اَمْرُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ فِي الْهادينَ بَعْدَ الْهادينَ، وَ الاْمَّةُ مُصِرَّةٌ عَلى مَقْتِهِ مُجْتَمِعَةٌ عَلى قَطيعَةِ رَحِمِهِ وَ اِقْصاءِ وُلْدِهِ اِلّا الْقَليلَ مِمَّنْ وَفى لِرِعايَةِ الْحَقِّ فيهِمْ، فَقُتِلَ مَنْ قُتِلَ، وَ سُبِيَ مَنْ سُبِيَ وَ اُقْصِيَ مَنْ اُقْصِيَ وَ جَرَى الْقَضاءُ لَهُمْ بِما يُرْجى لَهُ حُسْنُ الْمَثُوبَةِ، اِذْ كانَتِ الاْرْضُ للهِ يُورِثُها مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَ الْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقينَ، وَ سُبْحانَ رَبِّنا اِنْ كانَ وَعْدُ رَبِّنا لَمَفْعُولاً، وَ لَنْ يُخْلِفَ اللهُ وَعْدَهُ وَ هُوَ الْعَزيزُ الْحَكيمُ.
فَعَلَى الاْطائِبِ مِنْ اَهْلِ بَيْتِ مُحَمَّدٍ وَ عَلِيٍّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِما وَ آلِهِما فَلْيَبْكِ الْباكُونَ، وَ اِيّاهُمْ فَلْيَنْدُبِ النّادِبُونَ، وَ لِمِثْلِهِمْ فَلْتَذْرِفِ (فَلْتًدرِ) الدُّمُوعُ، وَ لْيَصْرُخِ الصّارِخُونَ، وَ يَضِجَّ الضّاجُّونَ، وَ يَعِـجَّ الْعاجُّوَن، اَيْنَ الْحَسَنُ اَيْنَ الْحُسَيْنُ اَيْنَ اَبْناءُ الْحُسَيْنِ، صالِحٌ بَعْدَ صالِـحٍ، وَ صادِقٌ بَعْدَ صادِقٍ، اَيْنَ السَّبيلُ بَعْدَ السَّبيلِ، اَيْنَ الْخِيَرَةُ بَعْدَ الْخِيَرَةِ، اَيْنَ الشُّمُوسُ الطّالِعَةُ، اَيْنَ الاْقْمارُ الْمُنيرَةُ، اَيْنَ الاْنْجُمُ الزّاهِرَةُ، اَيْنَ اَعْلامُ الدّينِ وَ قَواعِدُ الْعِلْمِ، اَيْنَ بَقِيَّةُ اللهِ الَّتي لا تَخْلُو مِنَ الْعِتْرَةِ الْهادِيـَةِ، اَيـْنَ الـْمُعَدُّ لِـقَطْعِ دابِرِ الظَّلَمَةِ، اَيْنَ الْمُنْتَظَرُ لاِقامَةِ الاْمْتِ وَ اْلعِوَجِ، اَيْنَ الْمُرْتَجى لاِزالَةِ الْجَوْرِ وَ الْعُدْوانِ، اَيْنَ الْمُدَّخَرُ لِتَجْديدِ الْفَرآئِضِ و َالسُّنَنِ، اَيْنَ الْمُتَخَيَّرُ لاِعادَةِ الْمِلَّةِ وَ الشَّريعَةِ، اَيْنَ الْمُؤَمَّلُ لاِحْياءِ الْكِتابِ وَ حُدُودِهِ، اَيْنَ مُحْيي مَعالِمِ الدّينِ وَ اَهْلِهِ، اَيْنَ قاصِمُ شَوْكَةِ الْمُعْتَدينَ، اَيْنَ هادِمُ اَبْنِيَةِ الشِّرْكِ وَ النِّفاقِ، اَيْنَ مُبيدُ اَهْلِ الْفُسُوقِ وَ الْعِصْيانِ وَ الطُّغْيانِ، اَيْنَ حاصِدُ فُرُوعِ الْغَيِّ وَ الشِّقاقِ (النِفاقِ)، اَيْنَ طامِسُ آثارِ الزَّيْغِ وَ الاْهْواء، اَيْنَ قاطِعُ حَبائِلِ الْكِذْبِ (الكَذِبِ) وَ الاْفْتِراءِ، اَيْنَ مُبيدُ الْعُتاةِ وَ الْمَرَدَةِ، اَيْنَ مُسْتَأصِلُ اَهْلِ الْعِنادِ وَ التَّضْليلِ وَ الاْلْحادِ، اَيْنَ مُـعِزُّ الاْوْلِياءِ وَ مُذِلُّ الاْعْداءِ، اَيْنَ جامِعُ الْكَلِمَةِ (الكَلِمِ) عَلَى التَّقْوى، اَيْنَ بابُ اللهِ الَّذى مِنْهُ يُؤْتى، اَيْنَ وَجْهُ اللهِ الَّذى اِلَيْهِ يَتَوَجَّهُ الاْوْلِياءُ، اَيْنَ السَّبَبُ الْمُتَّصِلُ بَيْنَ الاْرْضِ وَ السَّماءِ، اَيْنَ صاحِبُ يَوْمِ الْفَتْحِ وَ ناشِرُ رايَةِ الْهُدى، اَيْنَ مُؤَلِّفُ شَمْلِ الصَّلاحِ وَ الرِّضا، اَيْنَ الطّالِبُ بِذُحُولِ الاْنْبِياءِ وَ اَبْناءِ الاْنْبِياءِ، اَيْنَ الطّالِبُ (المُطالِبُ) بِدَمِ الْمَقْتُولِ بِكَرْبَلاءَ، اَيْنَ الْمَنْصُورُ عَلى مَنِ اعْتَدى عَلَيْهِ وَ افْتَرى، اَيْنَ الْمُضْطَرُّ الَّذي يُجابُ اِذا دَعا اَيْنَ صَدْرُ الْخَلائِقِ ذُوالْبِرِّ وَ التَّقْوى، اَيْنَ ابْنُ النَّبِىِّ الْمُصْطَفى، وَ ابْنُ عَلِيٍّ الْمُرْتَضى، وَ ابْنُ خَديجَةَ الْغَرّآءِ، وَ ابْنُ فاطِمَةَ الْكُبْرى، بِاَبي اَنْتَ وَ اُمّي وَ نَفْسي لَكَ الْوِقاءُ وَ الْحِمى، يَا بْنَ السّادَةِ الْمُقَرَّبينَ، يَا بْنَ النُّجَباءِ الاْكْرَمينَ، يَا بْنَ الْهُداةِ الْمَهْدِيّينَ (المُهْتَدينَ)، يَا بْنَ الْخِيَرَةِ الْمُهَذَّبينَ، يَا بْنَ الْغَطارِفَةِ الاْنْجَبينَ، يَا بْنَ الاْطائِبِ الْمُطَهَّرينَ (المُتَطَهْريِنَ)، يَا بْنَ الْخَضارِمَةِ الْمُنْتَجَبينَ، يَا بْنَ الْقَماقِمَةِ الاْكْرَمينَ (الأكْبَرينَ)، يَا بْنَ الْبُدُورِ الْمُنيرَةِ، يَا بْنَ السُّرُجِ الْمُضيئَةِ، يَا بْنَ الشُّهُبِ الثّاقِبَةِ، يَا بْنَ الاْنْجُمِ الزّاهِرَةِ، يَا بْنَ السُّبُلِ الْواضِحَةِ، يَا بْنَ الاْعْلامِ الّلائِحَةِ، يَا بْنَ الْعُلُومِ الْكامِلَةِ، يَا بْنَ السُّنَنِ الْمَشْهُورَةِ، يَا بْنَ الْمَعالِمِ الْمَأثُورَةِ، يَا بْنَ الْمُعْجِزاتِ الْمَوْجُودَةِ، يَا بْنَ الدَّلائِلِ الْمَشْهُودَةِ (المَشْهُورَةِ)، يَا بْنَ الصـِّراطِ الْمُسْتَقيمِ، يَا بْنَ النَّبَأِ الْعَظيمِ، يَا بْنَ مَنْ هُوَ في اُمِّ الْكِتابِ لَدَى اللهِ عَلِيٌّ حَكيمٌ، يَا بْنَ الآياتِ وَ الْبَيِّناتِ، يَا بْنَ الدَّلائِلِ الظّاهِراتِ، يَا بْنَ الْبَراهينِ الْواضِحاتِ الْباهِراتِ، يَا بْنَ الْحُجَجِ الْبالِغاتِ، يَا بْنَ النِّعَمِ السّابِغاتِ، يَا بْنَ طه وَ الْـمُحْكَماتِ، يَا بْنَ يس وَ الذّارِياتِ، يَا بْنَ الطُّورِ وَ الْعادِياتِ، يَا بْنَ مَنْ دَنا فَتَدَلّى فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ اَوْ اَدْنى دُنُوّاً وَ اقْتِراباً مِنَ الْعَلِيِّ الاْعْلى، لَيْتَ شِعْري اَيْنَ اسْتَقَرَّتْ بِكَ النَّوى، بَلْ اَيُّ اَرْضٍ تُقِلُّكَ اَوْ ثَرى، اَبِرَضْوى اَوْ غَيْرِها اَمْ ذي طُوى، عَزيزٌ عَلَيَّ اَنْ اَرَى الْخَلْقَ وَ لا تُرى وَ لا اَسْمَعُ لَكَ حَسيساً وَ لا نَجْوى، عَزيزٌ عَلَيَّ اَنْ (لا تُحِيطَ بِيَ دُونكَ) تُحيطَ بِكَ دُونِيَ الْبَلْوى وَ لا يَنالُكَ مِنّي ضَجيجٌ وَ لا شَكْوى، بِنَفْسي اَنْتَ مِنْ مُغَيَّبٍ لَمْ يَخْلُ مِنّا، بِنَفْسي اَنْتَ مِنْ نازِحٍ ما نَزَحَ (يَنْزِحُ) عَنّا، بِنَفْسي اَنْتَ اُمْنِيَّةُ شائِقٍ يَتَمَنّى، مِنْ مُؤْمِن وَ مُؤْمِنَةٍ ذَكَرا فَحَنّا، بِنَفْسي اَنْتَ مِنْ عَقيدِ عِزٍّ لايُسامى، بِنَفْسي اَنْتَ مِنْ اَثيلِ مَجْدٍ لا يُجارى، بِنَفْسي اَنْتَ مِنْ تِلادِ نِعَمٍ لا تُضاهى، بِنَفْسي اَنْتَ مِنْ نَصيفِ شَرَفٍ لا يُساوى، اِلى مَتى اَحارُ فيكَ يا مَوْلايَ وَ اِلى مَتي، وَ اَىَّ خِطابٍ اَصِفُ فيكَ وَ اَيَّ نَجْوى، عَزيزٌ عَلَيَّ اَنْ اُجابَ دُونَكَ وَ اُناغى، عَزيزٌ عَلَيَّ اَنْ اَبْكِيَكَ وَ يَخْذُلَكَ الْوَرى، عَزيزٌ عَلَيَّ اَنْ يَجْرِيَ عَلَيْكَ دُونَهُمْ ما جَرى، هَلْ مِنْ مُعينٍ فَاُطيلَ مَعَهُ الْعَويلَ وَ الْبُكاءَ، هَلْ مِنْ جَزُوعٍ فَاُساعِدَ جَزَعَهُ اِذا خَلا، هَلْ قَذِيَتْ عَيْنٌ فَساعَدَتْها عَيْني عَلَى الْقَذى، هَلْ اِلَيْكَ يَا بْنَ اَحْمَدَ سَبيلٌ فَتُلْقى، هَلْ يَتَّصِلُ يَوْمُنا مِنْكَ بِعِدَةٍ فَنَحْظى، مَتى نَرِدُ مَناهِلَكَ الرَّوِيَّةَ فَنَرْوى، مَتى نَنْتَقِعُ مِنْ عَذْبِ مائِكَ فَقَدْ طالَ الصَّدى، مَتى نُغاديكَ وَ نُراوِحُكَ فَنُقِرَّ عَيْناً (فَتَقُرُ عًيًوننا)، مَتى تَرانا وَ نَراكَ وَ قَدْ نَشَرْتَ لِواءَ النَّصْرِ تُرى، اَتَرانا نَحُفُّ بِكَ وَ اَنْتَ تَاُمُّ الْمَلاَ وَ قَدْ مَلأْتَ الاْرْضَ عَدْلاً وَ اَذَقْتَ اَعْداءَكَ هَواناً وَ عِقاباً، وَ اَبَرْتَ الْعُتاةَ وَ جَحَدَةَ الْحَقِّ، وَ قَطَعْتَ دابِرَ الْمُتَكَبِّرينَ، وَ اجْتَثَثْتَ اُصُولَ الظّالِمينَ، وَ نَحْنُ نَقُولُ الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعالَمينَ.
اَللّـهُمَّ اَنْتَ كَشّافُ ْالكُرَبِ وَ الْبَلْوى، وَ اِلَيْكَ اَسْتَعْدى فَعِنْدَكَ الْعَدْوى، وَ اَنْتَ رَبُّ الاْخِرَةِ وَ الدُّنْيا (الاُولي)، فَاَغِثْ يا غِياثَ الْمُسْتَغيثينَ عُبَيْدَكَ الْمُبْتَلى، وَ اَرِهِ سَيِّدَهُ يا شَديدَ الْقُوى، وَ اَزِلْ عَنْهُ بِهِ الاْسى وَ الْجَوى، وَ بَرِّدْ غَليلَهُ يا مَنْ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى، وَ مَنْ اِلَيْهِ الرُّجْعى وَ الْمُنْتَهى.
اَللّـهُمَّ وَ نَحْنُ عَبيدُكَ التّائِقُونَ (الشائقون) اِلى وَلِيِّكَ الْمُذَكِّرِ بِكَ وَ بِنَبِيِّكَ، خَلَقْتَهُ لَنا عِصْمَةً وَ مَلاذاً، وَ اَقَمْتَهُ لَنا قِواماً وَ مَعاذاً، وَ جَعَلْتَهُ لِلْمُؤْمِنينَ مِنّا اِماماً، فَبَلِّغْهُ مِنّا تَحِيَّةً وَ سَلاماً، وَ زِدْنا بِذلِكَ يارَبِّ اِكْراماً، وَ اجْعَلْ مُسْتَقَرَّهُ لَنا مُسْتَقَرّاً وَ مُقاماً، وَ اَتْمِمْ نِعْمَتَكَ بِتَقْديمِكَ اِيّاهُ اَمامَنا حَتّى تُورِدَنا جِنانَكَ (جَنّاتِكَ) وَ مُرافَقَةَ الشُّهَداءِ مِنْ خُلَصائِكَ.
اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ، وَ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ جَدِّهِ وَ رَسُولِكَ السَّيِّدِ الاَكْبَرِ، وَ عَلى اَبيهِ السَّيِّدِ الاَصْغَرِ، وَ جَدَّتِهِ الصِّدّيقَةِ الْكُبْرى فاطِمَةَ بِنْتِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ، وَ عَلى مَنِ اصْطَفَيْتَ مِنْ آبائِهِ الْبَرَرَةِ، وَ عَلَيْهِ اَفْضَلَ وَ اَكْمَلَ وَ اَتَمَّ وَ اَدْوَمَ وَ اَكْثَرَ وَ اَوْفَرَ ما صَلَّيْتَ عَلى اَحَدٍ مِنْ اَصْفِيائِكَ وَ خِيَرَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ، وَ صَلِّ عَلَيْهِ صَلاةً لا غايَةَ لِعَدَدِها وَ لا نِهايَةَ لِمَدَدِها وَ لا نَفادَ لاِمَدِها.
اَللّـهُمَّ وَ اَقِمْ بِهِ الْحَقَّ وَ اَدْحِضْ بِهِ الْباطِلَ وَ اَدِلْ بِهِ اَوْلِياءَكَ وَ اَذْلِلْ بِهِ اَعْداءَكَ وَ صِلِ اللّهُمَّ بَيْنَنا وَ بَيْنَهُ وُصْلَةً تُؤَدّى اِلى مُرافَقَةِ سَلَفِهِ، وَ اجْعَلْنا مِمَّنْ يَأخُذُ بِحُجْزَتِهِمْ، وَ يَمْكُثُ في ظِلِّهِمْ، وَ اَعِنّا عَلى تَأدِيَةِ حُقُوقِهِ اِلَيْهِ، وَ الاْجْتِهادِ في طاعَتِهِ، وَ اجْتِنابِ مَعْصِيَتِهِ، وَ امْنُنْ عَلَيْنا بِرِضاهُ، وَهَبْ لَنا رَأَفَتَهُ وَ رَحْمَتَهُ وَ دُعاءَهُ وَ خَيْرَهُ مانَنالُ بِهِ سَعَةً مِنْ رَحْمَتِكَ وَ فَوْزاً عِنْدَكَ، وَ اجْعَلْ صَلاتَنا بِهِ مَقبُولَةً، وَ ذُنُوبَنا بِهِ مَغْفُورَةً، وَ دُعاءَنا بِهِ مُسْتَجاباً وَ اجْعَلْ اَرْزاقَنا بِهِ مَبْسُوطَةً، وَ هُمُومَنا بِهِ مَكْفِيَّةً، وَ حَوآئِجَنا بِهِ مَقْضِيَّةً، وَ اَقْبِلْ اِلَيْنا بِوَجْهِكَ الْكَريمِ وَ اقْبَلْ تَقَرُّبَنا اِلَيْكَ، وَ انْظُرْ اِلَيْنا نَظْرَةً رَحيمَةً نَسْتَكْمِلُ بِهَا الْكَرامَةَ عِنْدَكَ، ثُمَّ لا تَصْرِفْها عَنّا بِجُودِكَ، وَ اسْقِنا مِنْ حَوْضِ جَدِّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ بِكَأسِهِ وَ بِيَدِهِ رَيّاً رَوِيّاً هَنيئاً سائِغاً لا ظَمَاَ بَعْدَهُ يا أَرْحَمَ الرّاحِمين.
يا الله
-
- فـاطـمـيـة
- مشاركات: 23718
- اشترك في: الأربعاء ديسمبر 10, 2008 4:13 am
- مكان: في مملكة الزهراء
Re: دعــــــاء الندبـــــة
بسم رب الزهراء عليها السلام
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام على من نرتجيها ليوم الفزع الأكبرالسلام على بديعة الوصف والمنظر
وآسعد الله آيامنا وآيامكم بطاعة الله ورضا المولى
بسم الله الرحمن الرحيم
اَلْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعالَمينَ وَ صَلَّى اللهُ عَلى سَيِّدِنا مُحَمَّدٍ نَبِيِّهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ تَسْليماً، اَللّـهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ عَلى ما جَرى بِهِ قَضاؤكَ في اَوْلِيائِكَ الَّذينَ اسْتَخْلَصْتَهُمْ لِنَفْسِكَ وَ دينِكَ، اِذِ اخْتَرْتَ لَهُمْ جَزيلَ ما عِنْدَكَ مِنَ النَّعيمِ الْمُقيمِ الَّذي لا زَوالَ لَهُ وَ لاَ اضْمِحْلالَ، بَعْدَ اَنْ شَرَطْتَ عَلَيْهِمُ الزُّهْدَ في دَرَجاتِ هذِهِ الدُّنْيَا الدَّنِيَّةِ وَ زُخْرُفِها وَ زِبْرِجِها، فَشَرَطُوا لَكَ ذلِكَ وَ عَلِمْتَ مِنْهُمُ الْوَفاءَ بِهِ فَقَبِلْتَهُمْ وَ قَرَّبْتَهُمْ، وَ قَدَّمْتَ لَهُمُ الذِّكْرَ الْعَلِيَّ وَ الثَّناءَ الْجَلِىَّ، وَ اَهْبَطْتَ عَلَيْهِمْ مَلائِكَتَكَ وَ كَرَّمْتَهُمْ بِوَحْيِكَ، وَ رَفَدْتَهُمْ بِعِلْمِكَ، وَ جَعَلْتَهُمُ الذَّريعَةَ اِلَيْكَ وَ الْوَسيلَةَ اِلى رِضْوانِكَ، فَبَعْضٌ اَسْكَنْتَهُ جَنَّتَكَ اِلى اَنْ اَخْرَجْتَهُ مِنْها، وَ بَعْضٌ حَمَلْتَهُ في فُلْكِكَ وَ نَجَّيْتَهُ وَ مَنْ آمَنَ مَعَهُ مِنَ الْهَلَكَةِ بِرَحْمَتِكَ، وَ بَعْضٌ اتَّخَذْتَهُ لِنَفْسِكَ خَليلاً وَ سَأَلَكَ لِسانَ صِدْقٍ فِي الاْخِرينَ فَاَجَبْتَهُ وَ جَعَلْتَ ذلِكَ عَلِيّاً، وَ بَعْضٌ كَلَّمْتَهُ مِنْ شَجَـرَةٍ تَكْليماً وَ جَعَلْتَ لَهُ مِنْ اَخيهِ رِدْءاً وَ وَزيراً، وَ بَعْضٌ اَوْلَدْتَهُ مِنْ غَيْرِ اَبٍ وَ آتَيْتَهُ الْبَيِّناتِ وَ اَيَّدْتَهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ، وَ كُلٌّ شَرَعْتَ لَهُ شَريعَةً، وَ نَهَجْتَ لَهُ مِنْهاجاً، وَ تَخَيَّرْتَ لَهُ اَوْصِياءَ، مُسْتَحْفِظاً بَعْدَ مُسْتَحْفِظٍ مِنْ مُدَّةٍ اِلى مُدَّةٍ، اِقامَةً لِدينِكَ، وَ حُجَّةً عَلى عِبادِكَ، وَ لِئَلّا يَزُولَ الْحَقُّ عَنْ مَقَرِّهِ وَ يَغْلِبَ الْباطِلُ عَلى اَهْلِهِ، وَ لا يَقُولَ اَحَدٌ لَوْلا اَرْسَلْتَ اِلَيْنا رَسُولاً مُنْذِراً وَ اَقَمْتَ لَنا عَلَماً هادِياً فَنَتَّبِـعَ آياتِكَ مِنْ قَبْلِ اَنْ نَذِلَّ وَ نَخْزى، اِلى اَنِ انْتَهَيْتَ بالأمْرِ اِلى حَبيبِكَ وَ نَجيبِكَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ، فَكانَ كَمَا انْتَجَبْتَهُ سَيِّدَ مَنْ خَلَقْتَهُ، وَ صَفْوَةَ مَنِ اصْطَفَيْتَهُ، وَ اَفْضَلَ مَنِ اجْتَبَيْتَهُ، وَ اَكْرَمَ مَنِ اعْتَمَدْتَهُ، قَدَّمْتَهُ عَلى اَنْبِيائِكَ، وَ بَعَثْتَهُ اِلَى الثَّقَلَيْنِ مِنْ عِبادِكَ، وَ اَوْطَأتَهُ مَشارِقَكَ وَ مَغارِبَكَ، وَ سَخَّرْتَ لَهُ الْبُراقَ، وَ عَرَجْتَ (به) بِرُوْحِهِ اِلى سَمائِكَ، وَ اَوْدَعْتَهُ عِلْمَ ما كانَ وَما يَكُونُ اِلَى انْقِضاءِ خَلْقِكَ، ثُمَّ نَصَرْتَهُ بِالرُّعْبِ، وَ حَفَفْتَهُ بِجَبْرَئيلَ وَ ميكائيلَ وَ الْمُسَوِّمينَ مِنْ مَلائِكَتِكَ وَ وَعَدْتَهُ اَنْ تُظْهِرَ دينَهُ عَلَى الدّينِ كُلِّهِ وَ لَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ، وَ ذلِكَ بَعْدَ اَنْ بَوَّأتَهُ مَبَوَّأَ صِدْقٍ مِنْ اَهْلِهِ، وَ جَعَلْتَ لَهُ وَ لَهُمْ اَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنّاسِ لَلَّذي بِبَكَّةَ مُبارَكاً وَ هُدىً لِلْعالَمينَ، فيهِ آياتٌ بَيِّناتٌ مَقامُ اِبْراهيمَ وَ مَنْ دَخَلَهُ كانَ آمِناً، وَ قُلْتَ: «اِنَّما يُريدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ اَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهيراً» ثُمَّ جَعَلْتَ اَجْرَ مُحَمَّدٍ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَ آلِهِ مَوَدَّتَهُمْ في كِتابِكَ فَقُلْتَ: «قل لا اسالكم عليه اجرا الا المودة في القربى» وَ قُلْتَ: «ما سَألْتُكُمْ مِنْ اَجْرٍ فَهُو َلَكُمْ» وَ قُلْتَ: «ما اَسْاَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ اَجْرٍ الّا مَنْ شاءَ اَنْ يَتَّخِذَ اِلى رَبِّهِ سَبيلاً»، فَكانُوا هُمُ السَّبيلَ اِلَيْكَ وَ الْمَسْلَكَ اِلى رِضْوانِكَ، فَلَمَّا انْقَضَتْ اَيّامُهُ اَقامَ وَلِيَّهُ عَلِيَّ بْنَ اَبي طالِب صَلَواتُكَ عَلَيْهِما وَ آلِهِما هادِياً، اِذْ كانَ هُوَ الْمُنْذِرَ وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ، فَقالَ وَ الْمَلأُ اَمامَهُ: مَنْ كُنْتُ مَوْلاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلاهُ اَللّـهُمَّ والِ مَنْ والاهُ وَ عادِ مَنْ عاداهُ وَ انْصُرْ مَنْ نَصَرَهُ وَ اخْذُلْ مَنْ خَذَلَهُ، وَ قالَ: مَنْ كُنْتُ اَنَا نَبِيَّهُ فَعَلِيٌّ اَميرُهُ، وَ قالَ: اَنَا وَ عَلِيٌّ مِنْ شَجَرَةٍ واحِدَةٍ وَ سائِرُالنَّاسِ مِنْ شَجَرٍ شَتّى، وَ اَحَلَّهُ مَحَلَّ هارُونَ مِنْ مُوسى، فَقال لَهُ: اَنْتَ مِنّي بِمَنْزِلَةِ هارُونَ مِنْ مُوسى الّا اَنَّهُ لا نَبِيَّ بَعْدي، وَ زَوَّجَهُ ابْنَتَهُ سَيِّدَةَ نِساءِ الْعالَمينَ، وَ اَحَلَّ لَهُ مِنْ مَسْجِدِهِ ما حَلَّ لَهُ، وَ سَدَّ الاْبْوابَ اِلاّ بابَهُ، ثُمَّ اَوْدَعَهُ عِلْمَهُ وَ حِكْمَتَهُ فَقالَ: اَنـَا مَدينَةُ الْعِلْمِ وَ عَلِىٌّ بابُها، فَمَنْ اَرادَ الْمَدينَةَ وَ الْحِكْمَةَ فَلْيَاْتِها مِنْ بابِها، ثُمَّ قالَ: اَنْتَ اَخي وَ وَصِيّي وَ وارِثي، لَحْمُكَ مِنْ لَحْمي وَ دَمُكَ مِنْ دَمي وَ سِلْمُكَ سِلْمي وَ حَرْبُكَ حَرْبي وَ الإيمانُ مُخالِطٌ لَحْمَكَ وَ دَمَكَ كَما خالَطَ لَحْمي وَ دَمي، وَ اَنْتَ غَداً عَلَى الْحَوْضِ خَليفَتي وَ اَنْتَ تَقْضي دَيْني وَ تُنْجِزُ عِداتي وَ شيعَتُكَ عَلى مَنابِرَ مِنْ نُورٍ مُبْيَضَّةً وُجُوهُهُمْ حَوْلي فِي الْجَنَّةِ وَ هُمْ جيراني، وَ لَوْلا اَنْتَ يا عَلِيُّ لَمْ يُعْرَفِ الْمُؤْمِنُونَ بَعْدي، وَ كانَ بَعْدَهُ هُدىً مِنَ الضَّلالِ وَ نُوراً مِنَ الْعَمى، وَ حَبْلَ اللهِ الْمَتينَ وَ صِراطَهُ الْمُسْتَقيمَ، لا يُسْبَقُ بِقَرابَةٍ في رَحِمٍ وَ لا بِسابِقَةٍ في دينٍ، وَ لا يُلْحَقُ في مَنْقَبَةٍ مِنْ مَناقِبِهِ، يَحْذُو حَذْوَ الرَّسُولِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِما وَ آلِهِما، وَ يُقاتِلُ عَلَى التَّأويلِ وَ لا تَأخُذُهُ فِي اللهِ لَوْمَةُ لائِمٍ، قَدْ وَتَرَ فيهِ صَناديدَ الْعَرَبِ وَ قَتَلَ اَبْطالَهُمْ وَ ناوَشَ (ناهش) ذُؤْبانَهُمْ، فَاَوْدَعَ قُلُوبَهُمْ اَحْقاداً بَدْرِيَّةً وَ خَيْبَرِيَّةً وَ حُنَيْنِيَّةً وَ غَيْرَهُنَّ، فَاَضَبَّتْ عَلى عَداوَتِهِ وَ اَكَبَّتْ عَلى مُنابَذَتِهِ، حَتّى قَتَلَ النّاكِثينَ وَ الْقاسِطينَ وَ الْمارِقينَ، وَ لَمّا قَضى نَحْبَهُ وَ قَتَلَهُ اَشْقَى الاْخِرينَ يَتْبَعُ اَشْقَى الاْوَّلينَ، لَمْ يُمْتَثَلْ اَمْرُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ فِي الْهادينَ بَعْدَ الْهادينَ، وَ الاْمَّةُ مُصِرَّةٌ عَلى مَقْتِهِ مُجْتَمِعَةٌ عَلى قَطيعَةِ رَحِمِهِ وَ اِقْصاءِ وُلْدِهِ اِلّا الْقَليلَ مِمَّنْ وَفى لِرِعايَةِ الْحَقِّ فيهِمْ، فَقُتِلَ مَنْ قُتِلَ، وَ سُبِيَ مَنْ سُبِيَ وَ اُقْصِيَ مَنْ اُقْصِيَ وَ جَرَى الْقَضاءُ لَهُمْ بِما يُرْجى لَهُ حُسْنُ الْمَثُوبَةِ، اِذْ كانَتِ الاْرْضُ للهِ يُورِثُها مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَ الْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقينَ، وَ سُبْحانَ رَبِّنا اِنْ كانَ وَعْدُ رَبِّنا لَمَفْعُولاً، وَ لَنْ يُخْلِفَ اللهُ وَعْدَهُ وَ هُوَ الْعَزيزُ الْحَكيمُ.
فَعَلَى الاْطائِبِ مِنْ اَهْلِ بَيْتِ مُحَمَّدٍ وَ عَلِيٍّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِما وَ آلِهِما فَلْيَبْكِ الْباكُونَ، وَ اِيّاهُمْ فَلْيَنْدُبِ النّادِبُونَ، وَ لِمِثْلِهِمْ فَلْتَذْرِفِ (فَلْتًدرِ) الدُّمُوعُ، وَ لْيَصْرُخِ الصّارِخُونَ، وَ يَضِجَّ الضّاجُّونَ، وَ يَعِـجَّ الْعاجُّوَن، اَيْنَ الْحَسَنُ اَيْنَ الْحُسَيْنُ اَيْنَ اَبْناءُ الْحُسَيْنِ، صالِحٌ بَعْدَ صالِـحٍ، وَ صادِقٌ بَعْدَ صادِقٍ، اَيْنَ السَّبيلُ بَعْدَ السَّبيلِ، اَيْنَ الْخِيَرَةُ بَعْدَ الْخِيَرَةِ، اَيْنَ الشُّمُوسُ الطّالِعَةُ، اَيْنَ الاْقْمارُ الْمُنيرَةُ، اَيْنَ الاْنْجُمُ الزّاهِرَةُ، اَيْنَ اَعْلامُ الدّينِ وَ قَواعِدُ الْعِلْمِ، اَيْنَ بَقِيَّةُ اللهِ الَّتي لا تَخْلُو مِنَ الْعِتْرَةِ الْهادِيـَةِ، اَيـْنَ الـْمُعَدُّ لِـقَطْعِ دابِرِ الظَّلَمَةِ، اَيْنَ الْمُنْتَظَرُ لاِقامَةِ الاْمْتِ وَ اْلعِوَجِ، اَيْنَ الْمُرْتَجى لاِزالَةِ الْجَوْرِ وَ الْعُدْوانِ، اَيْنَ الْمُدَّخَرُ لِتَجْديدِ الْفَرآئِضِ و َالسُّنَنِ، اَيْنَ الْمُتَخَيَّرُ لاِعادَةِ الْمِلَّةِ وَ الشَّريعَةِ، اَيْنَ الْمُؤَمَّلُ لاِحْياءِ الْكِتابِ وَ حُدُودِهِ، اَيْنَ مُحْيي مَعالِمِ الدّينِ وَ اَهْلِهِ، اَيْنَ قاصِمُ شَوْكَةِ الْمُعْتَدينَ، اَيْنَ هادِمُ اَبْنِيَةِ الشِّرْكِ وَ النِّفاقِ، اَيْنَ مُبيدُ اَهْلِ الْفُسُوقِ وَ الْعِصْيانِ وَ الطُّغْيانِ، اَيْنَ حاصِدُ فُرُوعِ الْغَيِّ وَ الشِّقاقِ (النِفاقِ)، اَيْنَ طامِسُ آثارِ الزَّيْغِ وَ الاْهْواء، اَيْنَ قاطِعُ حَبائِلِ الْكِذْبِ (الكَذِبِ) وَ الاْفْتِراءِ، اَيْنَ مُبيدُ الْعُتاةِ وَ الْمَرَدَةِ، اَيْنَ مُسْتَأصِلُ اَهْلِ الْعِنادِ وَ التَّضْليلِ وَ الاْلْحادِ، اَيْنَ مُـعِزُّ الاْوْلِياءِ وَ مُذِلُّ الاْعْداءِ، اَيْنَ جامِعُ الْكَلِمَةِ (الكَلِمِ) عَلَى التَّقْوى، اَيْنَ بابُ اللهِ الَّذى مِنْهُ يُؤْتى، اَيْنَ وَجْهُ اللهِ الَّذى اِلَيْهِ يَتَوَجَّهُ الاْوْلِياءُ، اَيْنَ السَّبَبُ الْمُتَّصِلُ بَيْنَ الاْرْضِ وَ السَّماءِ، اَيْنَ صاحِبُ يَوْمِ الْفَتْحِ وَ ناشِرُ رايَةِ الْهُدى، اَيْنَ مُؤَلِّفُ شَمْلِ الصَّلاحِ وَ الرِّضا، اَيْنَ الطّالِبُ بِذُحُولِ الاْنْبِياءِ وَ اَبْناءِ الاْنْبِياءِ، اَيْنَ الطّالِبُ (المُطالِبُ) بِدَمِ الْمَقْتُولِ بِكَرْبَلاءَ، اَيْنَ الْمَنْصُورُ عَلى مَنِ اعْتَدى عَلَيْهِ وَ افْتَرى، اَيْنَ الْمُضْطَرُّ الَّذي يُجابُ اِذا دَعا اَيْنَ صَدْرُ الْخَلائِقِ ذُوالْبِرِّ وَ التَّقْوى، اَيْنَ ابْنُ النَّبِىِّ الْمُصْطَفى، وَ ابْنُ عَلِيٍّ الْمُرْتَضى، وَ ابْنُ خَديجَةَ الْغَرّآءِ، وَ ابْنُ فاطِمَةَ الْكُبْرى، بِاَبي اَنْتَ وَ اُمّي وَ نَفْسي لَكَ الْوِقاءُ وَ الْحِمى، يَا بْنَ السّادَةِ الْمُقَرَّبينَ، يَا بْنَ النُّجَباءِ الاْكْرَمينَ، يَا بْنَ الْهُداةِ الْمَهْدِيّينَ (المُهْتَدينَ)، يَا بْنَ الْخِيَرَةِ الْمُهَذَّبينَ، يَا بْنَ الْغَطارِفَةِ الاْنْجَبينَ، يَا بْنَ الاْطائِبِ الْمُطَهَّرينَ (المُتَطَهْريِنَ)، يَا بْنَ الْخَضارِمَةِ الْمُنْتَجَبينَ، يَا بْنَ الْقَماقِمَةِ الاْكْرَمينَ (الأكْبَرينَ)، يَا بْنَ الْبُدُورِ الْمُنيرَةِ، يَا بْنَ السُّرُجِ الْمُضيئَةِ، يَا بْنَ الشُّهُبِ الثّاقِبَةِ، يَا بْنَ الاْنْجُمِ الزّاهِرَةِ، يَا بْنَ السُّبُلِ الْواضِحَةِ، يَا بْنَ الاْعْلامِ الّلائِحَةِ، يَا بْنَ الْعُلُومِ الْكامِلَةِ، يَا بْنَ السُّنَنِ الْمَشْهُورَةِ، يَا بْنَ الْمَعالِمِ الْمَأثُورَةِ، يَا بْنَ الْمُعْجِزاتِ الْمَوْجُودَةِ، يَا بْنَ الدَّلائِلِ الْمَشْهُودَةِ (المَشْهُورَةِ)، يَا بْنَ الصـِّراطِ الْمُسْتَقيمِ، يَا بْنَ النَّبَأِ الْعَظيمِ، يَا بْنَ مَنْ هُوَ في اُمِّ الْكِتابِ لَدَى اللهِ عَلِيٌّ حَكيمٌ، يَا بْنَ الآياتِ وَ الْبَيِّناتِ، يَا بْنَ الدَّلائِلِ الظّاهِراتِ، يَا بْنَ الْبَراهينِ الْواضِحاتِ الْباهِراتِ، يَا بْنَ الْحُجَجِ الْبالِغاتِ، يَا بْنَ النِّعَمِ السّابِغاتِ، يَا بْنَ طه وَ الْـمُحْكَماتِ، يَا بْنَ يس وَ الذّارِياتِ، يَا بْنَ الطُّورِ وَ الْعادِياتِ، يَا بْنَ مَنْ دَنا فَتَدَلّى فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ اَوْ اَدْنى دُنُوّاً وَ اقْتِراباً مِنَ الْعَلِيِّ الاْعْلى، لَيْتَ شِعْري اَيْنَ اسْتَقَرَّتْ بِكَ النَّوى، بَلْ اَيُّ اَرْضٍ تُقِلُّكَ اَوْ ثَرى، اَبِرَضْوى اَوْ غَيْرِها اَمْ ذي طُوى، عَزيزٌ عَلَيَّ اَنْ اَرَى الْخَلْقَ وَ لا تُرى وَ لا اَسْمَعُ لَكَ حَسيساً وَ لا نَجْوى، عَزيزٌ عَلَيَّ اَنْ (لا تُحِيطَ بِيَ دُونكَ) تُحيطَ بِكَ دُونِيَ الْبَلْوى وَ لا يَنالُكَ مِنّي ضَجيجٌ وَ لا شَكْوى، بِنَفْسي اَنْتَ مِنْ مُغَيَّبٍ لَمْ يَخْلُ مِنّا، بِنَفْسي اَنْتَ مِنْ نازِحٍ ما نَزَحَ (يَنْزِحُ) عَنّا، بِنَفْسي اَنْتَ اُمْنِيَّةُ شائِقٍ يَتَمَنّى، مِنْ مُؤْمِن وَ مُؤْمِنَةٍ ذَكَرا فَحَنّا، بِنَفْسي اَنْتَ مِنْ عَقيدِ عِزٍّ لايُسامى، بِنَفْسي اَنْتَ مِنْ اَثيلِ مَجْدٍ لا يُجارى، بِنَفْسي اَنْتَ مِنْ تِلادِ نِعَمٍ لا تُضاهى، بِنَفْسي اَنْتَ مِنْ نَصيفِ شَرَفٍ لا يُساوى، اِلى مَتى اَحارُ فيكَ يا مَوْلايَ وَ اِلى مَتي، وَ اَىَّ خِطابٍ اَصِفُ فيكَ وَ اَيَّ نَجْوى، عَزيزٌ عَلَيَّ اَنْ اُجابَ دُونَكَ وَ اُناغى، عَزيزٌ عَلَيَّ اَنْ اَبْكِيَكَ وَ يَخْذُلَكَ الْوَرى، عَزيزٌ عَلَيَّ اَنْ يَجْرِيَ عَلَيْكَ دُونَهُمْ ما جَرى، هَلْ مِنْ مُعينٍ فَاُطيلَ مَعَهُ الْعَويلَ وَ الْبُكاءَ، هَلْ مِنْ جَزُوعٍ فَاُساعِدَ جَزَعَهُ اِذا خَلا، هَلْ قَذِيَتْ عَيْنٌ فَساعَدَتْها عَيْني عَلَى الْقَذى، هَلْ اِلَيْكَ يَا بْنَ اَحْمَدَ سَبيلٌ فَتُلْقى، هَلْ يَتَّصِلُ يَوْمُنا مِنْكَ بِعِدَةٍ فَنَحْظى، مَتى نَرِدُ مَناهِلَكَ الرَّوِيَّةَ فَنَرْوى، مَتى نَنْتَقِعُ مِنْ عَذْبِ مائِكَ فَقَدْ طالَ الصَّدى، مَتى نُغاديكَ وَ نُراوِحُكَ فَنُقِرَّ عَيْناً (فَتَقُرُ عًيًوننا)، مَتى تَرانا وَ نَراكَ وَ قَدْ نَشَرْتَ لِواءَ النَّصْرِ تُرى، اَتَرانا نَحُفُّ بِكَ وَ اَنْتَ تَاُمُّ الْمَلاَ وَ قَدْ مَلأْتَ الاْرْضَ عَدْلاً وَ اَذَقْتَ اَعْداءَكَ هَواناً وَ عِقاباً، وَ اَبَرْتَ الْعُتاةَ وَ جَحَدَةَ الْحَقِّ، وَ قَطَعْتَ دابِرَ الْمُتَكَبِّرينَ، وَ اجْتَثَثْتَ اُصُولَ الظّالِمينَ، وَ نَحْنُ نَقُولُ الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعالَمينَ.
اَللّـهُمَّ اَنْتَ كَشّافُ ْالكُرَبِ وَ الْبَلْوى، وَ اِلَيْكَ اَسْتَعْدى فَعِنْدَكَ الْعَدْوى، وَ اَنْتَ رَبُّ الاْخِرَةِ وَ الدُّنْيا (الاُولي)، فَاَغِثْ يا غِياثَ الْمُسْتَغيثينَ عُبَيْدَكَ الْمُبْتَلى، وَ اَرِهِ سَيِّدَهُ يا شَديدَ الْقُوى، وَ اَزِلْ عَنْهُ بِهِ الاْسى وَ الْجَوى، وَ بَرِّدْ غَليلَهُ يا مَنْ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى، وَ مَنْ اِلَيْهِ الرُّجْعى وَ الْمُنْتَهى.
اَللّـهُمَّ وَ نَحْنُ عَبيدُكَ التّائِقُونَ (الشائقون) اِلى وَلِيِّكَ الْمُذَكِّرِ بِكَ وَ بِنَبِيِّكَ، خَلَقْتَهُ لَنا عِصْمَةً وَ مَلاذاً، وَ اَقَمْتَهُ لَنا قِواماً وَ مَعاذاً، وَ جَعَلْتَهُ لِلْمُؤْمِنينَ مِنّا اِماماً، فَبَلِّغْهُ مِنّا تَحِيَّةً وَ سَلاماً، وَ زِدْنا بِذلِكَ يارَبِّ اِكْراماً، وَ اجْعَلْ مُسْتَقَرَّهُ لَنا مُسْتَقَرّاً وَ مُقاماً، وَ اَتْمِمْ نِعْمَتَكَ بِتَقْديمِكَ اِيّاهُ اَمامَنا حَتّى تُورِدَنا جِنانَكَ (جَنّاتِكَ) وَ مُرافَقَةَ الشُّهَداءِ مِنْ خُلَصائِكَ.
اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ، وَ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ جَدِّهِ وَ رَسُولِكَ السَّيِّدِ الاَكْبَرِ، وَ عَلى اَبيهِ السَّيِّدِ الاَصْغَرِ، وَ جَدَّتِهِ الصِّدّيقَةِ الْكُبْرى فاطِمَةَ بِنْتِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ، وَ عَلى مَنِ اصْطَفَيْتَ مِنْ آبائِهِ الْبَرَرَةِ، وَ عَلَيْهِ اَفْضَلَ وَ اَكْمَلَ وَ اَتَمَّ وَ اَدْوَمَ وَ اَكْثَرَ وَ اَوْفَرَ ما صَلَّيْتَ عَلى اَحَدٍ مِنْ اَصْفِيائِكَ وَ خِيَرَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ، وَ صَلِّ عَلَيْهِ صَلاةً لا غايَةَ لِعَدَدِها وَ لا نِهايَةَ لِمَدَدِها وَ لا نَفادَ لاِمَدِها.
اَللّـهُمَّ وَ اَقِمْ بِهِ الْحَقَّ وَ اَدْحِضْ بِهِ الْباطِلَ وَ اَدِلْ بِهِ اَوْلِياءَكَ وَ اَذْلِلْ بِهِ اَعْداءَكَ وَ صِلِ اللّهُمَّ بَيْنَنا وَ بَيْنَهُ وُصْلَةً تُؤَدّى اِلى مُرافَقَةِ سَلَفِهِ، وَ اجْعَلْنا مِمَّنْ يَأخُذُ بِحُجْزَتِهِمْ، وَ يَمْكُثُ في ظِلِّهِمْ، وَ اَعِنّا عَلى تَأدِيَةِ حُقُوقِهِ اِلَيْهِ، وَ الاْجْتِهادِ في طاعَتِهِ، وَ اجْتِنابِ مَعْصِيَتِهِ، وَ امْنُنْ عَلَيْنا بِرِضاهُ، وَهَبْ لَنا رَأَفَتَهُ وَ رَحْمَتَهُ وَ دُعاءَهُ وَ خَيْرَهُ مانَنالُ بِهِ سَعَةً مِنْ رَحْمَتِكَ وَ فَوْزاً عِنْدَكَ، وَ اجْعَلْ صَلاتَنا بِهِ مَقبُولَةً، وَ ذُنُوبَنا بِهِ مَغْفُورَةً، وَ دُعاءَنا بِهِ مُسْتَجاباً وَ اجْعَلْ اَرْزاقَنا بِهِ مَبْسُوطَةً، وَ هُمُومَنا بِهِ مَكْفِيَّةً، وَ حَوآئِجَنا بِهِ مَقْضِيَّةً، وَ اَقْبِلْ اِلَيْنا بِوَجْهِكَ الْكَريمِ وَ اقْبَلْ تَقَرُّبَنا اِلَيْكَ، وَ انْظُرْ اِلَيْنا نَظْرَةً رَحيمَةً نَسْتَكْمِلُ بِهَا الْكَرامَةَ عِنْدَكَ، ثُمَّ لا تَصْرِفْها عَنّا بِجُودِكَ، وَ اسْقِنا مِنْ حَوْضِ جَدِّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ بِكَأسِهِ وَ بِيَدِهِ رَيّاً رَوِيّاً هَنيئاً سائِغاً لا ظَمَاَ بَعْدَهُ يا أَرْحَمَ الرّاحِمين.
دمتم بحب ورعاية الزهراء
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام على من نرتجيها ليوم الفزع الأكبرالسلام على بديعة الوصف والمنظر
وآسعد الله آيامنا وآيامكم بطاعة الله ورضا المولى
بسم الله الرحمن الرحيم
اَلْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعالَمينَ وَ صَلَّى اللهُ عَلى سَيِّدِنا مُحَمَّدٍ نَبِيِّهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ تَسْليماً، اَللّـهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ عَلى ما جَرى بِهِ قَضاؤكَ في اَوْلِيائِكَ الَّذينَ اسْتَخْلَصْتَهُمْ لِنَفْسِكَ وَ دينِكَ، اِذِ اخْتَرْتَ لَهُمْ جَزيلَ ما عِنْدَكَ مِنَ النَّعيمِ الْمُقيمِ الَّذي لا زَوالَ لَهُ وَ لاَ اضْمِحْلالَ، بَعْدَ اَنْ شَرَطْتَ عَلَيْهِمُ الزُّهْدَ في دَرَجاتِ هذِهِ الدُّنْيَا الدَّنِيَّةِ وَ زُخْرُفِها وَ زِبْرِجِها، فَشَرَطُوا لَكَ ذلِكَ وَ عَلِمْتَ مِنْهُمُ الْوَفاءَ بِهِ فَقَبِلْتَهُمْ وَ قَرَّبْتَهُمْ، وَ قَدَّمْتَ لَهُمُ الذِّكْرَ الْعَلِيَّ وَ الثَّناءَ الْجَلِىَّ، وَ اَهْبَطْتَ عَلَيْهِمْ مَلائِكَتَكَ وَ كَرَّمْتَهُمْ بِوَحْيِكَ، وَ رَفَدْتَهُمْ بِعِلْمِكَ، وَ جَعَلْتَهُمُ الذَّريعَةَ اِلَيْكَ وَ الْوَسيلَةَ اِلى رِضْوانِكَ، فَبَعْضٌ اَسْكَنْتَهُ جَنَّتَكَ اِلى اَنْ اَخْرَجْتَهُ مِنْها، وَ بَعْضٌ حَمَلْتَهُ في فُلْكِكَ وَ نَجَّيْتَهُ وَ مَنْ آمَنَ مَعَهُ مِنَ الْهَلَكَةِ بِرَحْمَتِكَ، وَ بَعْضٌ اتَّخَذْتَهُ لِنَفْسِكَ خَليلاً وَ سَأَلَكَ لِسانَ صِدْقٍ فِي الاْخِرينَ فَاَجَبْتَهُ وَ جَعَلْتَ ذلِكَ عَلِيّاً، وَ بَعْضٌ كَلَّمْتَهُ مِنْ شَجَـرَةٍ تَكْليماً وَ جَعَلْتَ لَهُ مِنْ اَخيهِ رِدْءاً وَ وَزيراً، وَ بَعْضٌ اَوْلَدْتَهُ مِنْ غَيْرِ اَبٍ وَ آتَيْتَهُ الْبَيِّناتِ وَ اَيَّدْتَهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ، وَ كُلٌّ شَرَعْتَ لَهُ شَريعَةً، وَ نَهَجْتَ لَهُ مِنْهاجاً، وَ تَخَيَّرْتَ لَهُ اَوْصِياءَ، مُسْتَحْفِظاً بَعْدَ مُسْتَحْفِظٍ مِنْ مُدَّةٍ اِلى مُدَّةٍ، اِقامَةً لِدينِكَ، وَ حُجَّةً عَلى عِبادِكَ، وَ لِئَلّا يَزُولَ الْحَقُّ عَنْ مَقَرِّهِ وَ يَغْلِبَ الْباطِلُ عَلى اَهْلِهِ، وَ لا يَقُولَ اَحَدٌ لَوْلا اَرْسَلْتَ اِلَيْنا رَسُولاً مُنْذِراً وَ اَقَمْتَ لَنا عَلَماً هادِياً فَنَتَّبِـعَ آياتِكَ مِنْ قَبْلِ اَنْ نَذِلَّ وَ نَخْزى، اِلى اَنِ انْتَهَيْتَ بالأمْرِ اِلى حَبيبِكَ وَ نَجيبِكَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ، فَكانَ كَمَا انْتَجَبْتَهُ سَيِّدَ مَنْ خَلَقْتَهُ، وَ صَفْوَةَ مَنِ اصْطَفَيْتَهُ، وَ اَفْضَلَ مَنِ اجْتَبَيْتَهُ، وَ اَكْرَمَ مَنِ اعْتَمَدْتَهُ، قَدَّمْتَهُ عَلى اَنْبِيائِكَ، وَ بَعَثْتَهُ اِلَى الثَّقَلَيْنِ مِنْ عِبادِكَ، وَ اَوْطَأتَهُ مَشارِقَكَ وَ مَغارِبَكَ، وَ سَخَّرْتَ لَهُ الْبُراقَ، وَ عَرَجْتَ (به) بِرُوْحِهِ اِلى سَمائِكَ، وَ اَوْدَعْتَهُ عِلْمَ ما كانَ وَما يَكُونُ اِلَى انْقِضاءِ خَلْقِكَ، ثُمَّ نَصَرْتَهُ بِالرُّعْبِ، وَ حَفَفْتَهُ بِجَبْرَئيلَ وَ ميكائيلَ وَ الْمُسَوِّمينَ مِنْ مَلائِكَتِكَ وَ وَعَدْتَهُ اَنْ تُظْهِرَ دينَهُ عَلَى الدّينِ كُلِّهِ وَ لَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ، وَ ذلِكَ بَعْدَ اَنْ بَوَّأتَهُ مَبَوَّأَ صِدْقٍ مِنْ اَهْلِهِ، وَ جَعَلْتَ لَهُ وَ لَهُمْ اَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنّاسِ لَلَّذي بِبَكَّةَ مُبارَكاً وَ هُدىً لِلْعالَمينَ، فيهِ آياتٌ بَيِّناتٌ مَقامُ اِبْراهيمَ وَ مَنْ دَخَلَهُ كانَ آمِناً، وَ قُلْتَ: «اِنَّما يُريدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ اَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهيراً» ثُمَّ جَعَلْتَ اَجْرَ مُحَمَّدٍ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَ آلِهِ مَوَدَّتَهُمْ في كِتابِكَ فَقُلْتَ: «قل لا اسالكم عليه اجرا الا المودة في القربى» وَ قُلْتَ: «ما سَألْتُكُمْ مِنْ اَجْرٍ فَهُو َلَكُمْ» وَ قُلْتَ: «ما اَسْاَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ اَجْرٍ الّا مَنْ شاءَ اَنْ يَتَّخِذَ اِلى رَبِّهِ سَبيلاً»، فَكانُوا هُمُ السَّبيلَ اِلَيْكَ وَ الْمَسْلَكَ اِلى رِضْوانِكَ، فَلَمَّا انْقَضَتْ اَيّامُهُ اَقامَ وَلِيَّهُ عَلِيَّ بْنَ اَبي طالِب صَلَواتُكَ عَلَيْهِما وَ آلِهِما هادِياً، اِذْ كانَ هُوَ الْمُنْذِرَ وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ، فَقالَ وَ الْمَلأُ اَمامَهُ: مَنْ كُنْتُ مَوْلاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلاهُ اَللّـهُمَّ والِ مَنْ والاهُ وَ عادِ مَنْ عاداهُ وَ انْصُرْ مَنْ نَصَرَهُ وَ اخْذُلْ مَنْ خَذَلَهُ، وَ قالَ: مَنْ كُنْتُ اَنَا نَبِيَّهُ فَعَلِيٌّ اَميرُهُ، وَ قالَ: اَنَا وَ عَلِيٌّ مِنْ شَجَرَةٍ واحِدَةٍ وَ سائِرُالنَّاسِ مِنْ شَجَرٍ شَتّى، وَ اَحَلَّهُ مَحَلَّ هارُونَ مِنْ مُوسى، فَقال لَهُ: اَنْتَ مِنّي بِمَنْزِلَةِ هارُونَ مِنْ مُوسى الّا اَنَّهُ لا نَبِيَّ بَعْدي، وَ زَوَّجَهُ ابْنَتَهُ سَيِّدَةَ نِساءِ الْعالَمينَ، وَ اَحَلَّ لَهُ مِنْ مَسْجِدِهِ ما حَلَّ لَهُ، وَ سَدَّ الاْبْوابَ اِلاّ بابَهُ، ثُمَّ اَوْدَعَهُ عِلْمَهُ وَ حِكْمَتَهُ فَقالَ: اَنـَا مَدينَةُ الْعِلْمِ وَ عَلِىٌّ بابُها، فَمَنْ اَرادَ الْمَدينَةَ وَ الْحِكْمَةَ فَلْيَاْتِها مِنْ بابِها، ثُمَّ قالَ: اَنْتَ اَخي وَ وَصِيّي وَ وارِثي، لَحْمُكَ مِنْ لَحْمي وَ دَمُكَ مِنْ دَمي وَ سِلْمُكَ سِلْمي وَ حَرْبُكَ حَرْبي وَ الإيمانُ مُخالِطٌ لَحْمَكَ وَ دَمَكَ كَما خالَطَ لَحْمي وَ دَمي، وَ اَنْتَ غَداً عَلَى الْحَوْضِ خَليفَتي وَ اَنْتَ تَقْضي دَيْني وَ تُنْجِزُ عِداتي وَ شيعَتُكَ عَلى مَنابِرَ مِنْ نُورٍ مُبْيَضَّةً وُجُوهُهُمْ حَوْلي فِي الْجَنَّةِ وَ هُمْ جيراني، وَ لَوْلا اَنْتَ يا عَلِيُّ لَمْ يُعْرَفِ الْمُؤْمِنُونَ بَعْدي، وَ كانَ بَعْدَهُ هُدىً مِنَ الضَّلالِ وَ نُوراً مِنَ الْعَمى، وَ حَبْلَ اللهِ الْمَتينَ وَ صِراطَهُ الْمُسْتَقيمَ، لا يُسْبَقُ بِقَرابَةٍ في رَحِمٍ وَ لا بِسابِقَةٍ في دينٍ، وَ لا يُلْحَقُ في مَنْقَبَةٍ مِنْ مَناقِبِهِ، يَحْذُو حَذْوَ الرَّسُولِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِما وَ آلِهِما، وَ يُقاتِلُ عَلَى التَّأويلِ وَ لا تَأخُذُهُ فِي اللهِ لَوْمَةُ لائِمٍ، قَدْ وَتَرَ فيهِ صَناديدَ الْعَرَبِ وَ قَتَلَ اَبْطالَهُمْ وَ ناوَشَ (ناهش) ذُؤْبانَهُمْ، فَاَوْدَعَ قُلُوبَهُمْ اَحْقاداً بَدْرِيَّةً وَ خَيْبَرِيَّةً وَ حُنَيْنِيَّةً وَ غَيْرَهُنَّ، فَاَضَبَّتْ عَلى عَداوَتِهِ وَ اَكَبَّتْ عَلى مُنابَذَتِهِ، حَتّى قَتَلَ النّاكِثينَ وَ الْقاسِطينَ وَ الْمارِقينَ، وَ لَمّا قَضى نَحْبَهُ وَ قَتَلَهُ اَشْقَى الاْخِرينَ يَتْبَعُ اَشْقَى الاْوَّلينَ، لَمْ يُمْتَثَلْ اَمْرُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ فِي الْهادينَ بَعْدَ الْهادينَ، وَ الاْمَّةُ مُصِرَّةٌ عَلى مَقْتِهِ مُجْتَمِعَةٌ عَلى قَطيعَةِ رَحِمِهِ وَ اِقْصاءِ وُلْدِهِ اِلّا الْقَليلَ مِمَّنْ وَفى لِرِعايَةِ الْحَقِّ فيهِمْ، فَقُتِلَ مَنْ قُتِلَ، وَ سُبِيَ مَنْ سُبِيَ وَ اُقْصِيَ مَنْ اُقْصِيَ وَ جَرَى الْقَضاءُ لَهُمْ بِما يُرْجى لَهُ حُسْنُ الْمَثُوبَةِ، اِذْ كانَتِ الاْرْضُ للهِ يُورِثُها مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَ الْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقينَ، وَ سُبْحانَ رَبِّنا اِنْ كانَ وَعْدُ رَبِّنا لَمَفْعُولاً، وَ لَنْ يُخْلِفَ اللهُ وَعْدَهُ وَ هُوَ الْعَزيزُ الْحَكيمُ.
فَعَلَى الاْطائِبِ مِنْ اَهْلِ بَيْتِ مُحَمَّدٍ وَ عَلِيٍّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِما وَ آلِهِما فَلْيَبْكِ الْباكُونَ، وَ اِيّاهُمْ فَلْيَنْدُبِ النّادِبُونَ، وَ لِمِثْلِهِمْ فَلْتَذْرِفِ (فَلْتًدرِ) الدُّمُوعُ، وَ لْيَصْرُخِ الصّارِخُونَ، وَ يَضِجَّ الضّاجُّونَ، وَ يَعِـجَّ الْعاجُّوَن، اَيْنَ الْحَسَنُ اَيْنَ الْحُسَيْنُ اَيْنَ اَبْناءُ الْحُسَيْنِ، صالِحٌ بَعْدَ صالِـحٍ، وَ صادِقٌ بَعْدَ صادِقٍ، اَيْنَ السَّبيلُ بَعْدَ السَّبيلِ، اَيْنَ الْخِيَرَةُ بَعْدَ الْخِيَرَةِ، اَيْنَ الشُّمُوسُ الطّالِعَةُ، اَيْنَ الاْقْمارُ الْمُنيرَةُ، اَيْنَ الاْنْجُمُ الزّاهِرَةُ، اَيْنَ اَعْلامُ الدّينِ وَ قَواعِدُ الْعِلْمِ، اَيْنَ بَقِيَّةُ اللهِ الَّتي لا تَخْلُو مِنَ الْعِتْرَةِ الْهادِيـَةِ، اَيـْنَ الـْمُعَدُّ لِـقَطْعِ دابِرِ الظَّلَمَةِ، اَيْنَ الْمُنْتَظَرُ لاِقامَةِ الاْمْتِ وَ اْلعِوَجِ، اَيْنَ الْمُرْتَجى لاِزالَةِ الْجَوْرِ وَ الْعُدْوانِ، اَيْنَ الْمُدَّخَرُ لِتَجْديدِ الْفَرآئِضِ و َالسُّنَنِ، اَيْنَ الْمُتَخَيَّرُ لاِعادَةِ الْمِلَّةِ وَ الشَّريعَةِ، اَيْنَ الْمُؤَمَّلُ لاِحْياءِ الْكِتابِ وَ حُدُودِهِ، اَيْنَ مُحْيي مَعالِمِ الدّينِ وَ اَهْلِهِ، اَيْنَ قاصِمُ شَوْكَةِ الْمُعْتَدينَ، اَيْنَ هادِمُ اَبْنِيَةِ الشِّرْكِ وَ النِّفاقِ، اَيْنَ مُبيدُ اَهْلِ الْفُسُوقِ وَ الْعِصْيانِ وَ الطُّغْيانِ، اَيْنَ حاصِدُ فُرُوعِ الْغَيِّ وَ الشِّقاقِ (النِفاقِ)، اَيْنَ طامِسُ آثارِ الزَّيْغِ وَ الاْهْواء، اَيْنَ قاطِعُ حَبائِلِ الْكِذْبِ (الكَذِبِ) وَ الاْفْتِراءِ، اَيْنَ مُبيدُ الْعُتاةِ وَ الْمَرَدَةِ، اَيْنَ مُسْتَأصِلُ اَهْلِ الْعِنادِ وَ التَّضْليلِ وَ الاْلْحادِ، اَيْنَ مُـعِزُّ الاْوْلِياءِ وَ مُذِلُّ الاْعْداءِ، اَيْنَ جامِعُ الْكَلِمَةِ (الكَلِمِ) عَلَى التَّقْوى، اَيْنَ بابُ اللهِ الَّذى مِنْهُ يُؤْتى، اَيْنَ وَجْهُ اللهِ الَّذى اِلَيْهِ يَتَوَجَّهُ الاْوْلِياءُ، اَيْنَ السَّبَبُ الْمُتَّصِلُ بَيْنَ الاْرْضِ وَ السَّماءِ، اَيْنَ صاحِبُ يَوْمِ الْفَتْحِ وَ ناشِرُ رايَةِ الْهُدى، اَيْنَ مُؤَلِّفُ شَمْلِ الصَّلاحِ وَ الرِّضا، اَيْنَ الطّالِبُ بِذُحُولِ الاْنْبِياءِ وَ اَبْناءِ الاْنْبِياءِ، اَيْنَ الطّالِبُ (المُطالِبُ) بِدَمِ الْمَقْتُولِ بِكَرْبَلاءَ، اَيْنَ الْمَنْصُورُ عَلى مَنِ اعْتَدى عَلَيْهِ وَ افْتَرى، اَيْنَ الْمُضْطَرُّ الَّذي يُجابُ اِذا دَعا اَيْنَ صَدْرُ الْخَلائِقِ ذُوالْبِرِّ وَ التَّقْوى، اَيْنَ ابْنُ النَّبِىِّ الْمُصْطَفى، وَ ابْنُ عَلِيٍّ الْمُرْتَضى، وَ ابْنُ خَديجَةَ الْغَرّآءِ، وَ ابْنُ فاطِمَةَ الْكُبْرى، بِاَبي اَنْتَ وَ اُمّي وَ نَفْسي لَكَ الْوِقاءُ وَ الْحِمى، يَا بْنَ السّادَةِ الْمُقَرَّبينَ، يَا بْنَ النُّجَباءِ الاْكْرَمينَ، يَا بْنَ الْهُداةِ الْمَهْدِيّينَ (المُهْتَدينَ)، يَا بْنَ الْخِيَرَةِ الْمُهَذَّبينَ، يَا بْنَ الْغَطارِفَةِ الاْنْجَبينَ، يَا بْنَ الاْطائِبِ الْمُطَهَّرينَ (المُتَطَهْريِنَ)، يَا بْنَ الْخَضارِمَةِ الْمُنْتَجَبينَ، يَا بْنَ الْقَماقِمَةِ الاْكْرَمينَ (الأكْبَرينَ)، يَا بْنَ الْبُدُورِ الْمُنيرَةِ، يَا بْنَ السُّرُجِ الْمُضيئَةِ، يَا بْنَ الشُّهُبِ الثّاقِبَةِ، يَا بْنَ الاْنْجُمِ الزّاهِرَةِ، يَا بْنَ السُّبُلِ الْواضِحَةِ، يَا بْنَ الاْعْلامِ الّلائِحَةِ، يَا بْنَ الْعُلُومِ الْكامِلَةِ، يَا بْنَ السُّنَنِ الْمَشْهُورَةِ، يَا بْنَ الْمَعالِمِ الْمَأثُورَةِ، يَا بْنَ الْمُعْجِزاتِ الْمَوْجُودَةِ، يَا بْنَ الدَّلائِلِ الْمَشْهُودَةِ (المَشْهُورَةِ)، يَا بْنَ الصـِّراطِ الْمُسْتَقيمِ، يَا بْنَ النَّبَأِ الْعَظيمِ، يَا بْنَ مَنْ هُوَ في اُمِّ الْكِتابِ لَدَى اللهِ عَلِيٌّ حَكيمٌ، يَا بْنَ الآياتِ وَ الْبَيِّناتِ، يَا بْنَ الدَّلائِلِ الظّاهِراتِ، يَا بْنَ الْبَراهينِ الْواضِحاتِ الْباهِراتِ، يَا بْنَ الْحُجَجِ الْبالِغاتِ، يَا بْنَ النِّعَمِ السّابِغاتِ، يَا بْنَ طه وَ الْـمُحْكَماتِ، يَا بْنَ يس وَ الذّارِياتِ، يَا بْنَ الطُّورِ وَ الْعادِياتِ، يَا بْنَ مَنْ دَنا فَتَدَلّى فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ اَوْ اَدْنى دُنُوّاً وَ اقْتِراباً مِنَ الْعَلِيِّ الاْعْلى، لَيْتَ شِعْري اَيْنَ اسْتَقَرَّتْ بِكَ النَّوى، بَلْ اَيُّ اَرْضٍ تُقِلُّكَ اَوْ ثَرى، اَبِرَضْوى اَوْ غَيْرِها اَمْ ذي طُوى، عَزيزٌ عَلَيَّ اَنْ اَرَى الْخَلْقَ وَ لا تُرى وَ لا اَسْمَعُ لَكَ حَسيساً وَ لا نَجْوى، عَزيزٌ عَلَيَّ اَنْ (لا تُحِيطَ بِيَ دُونكَ) تُحيطَ بِكَ دُونِيَ الْبَلْوى وَ لا يَنالُكَ مِنّي ضَجيجٌ وَ لا شَكْوى، بِنَفْسي اَنْتَ مِنْ مُغَيَّبٍ لَمْ يَخْلُ مِنّا، بِنَفْسي اَنْتَ مِنْ نازِحٍ ما نَزَحَ (يَنْزِحُ) عَنّا، بِنَفْسي اَنْتَ اُمْنِيَّةُ شائِقٍ يَتَمَنّى، مِنْ مُؤْمِن وَ مُؤْمِنَةٍ ذَكَرا فَحَنّا، بِنَفْسي اَنْتَ مِنْ عَقيدِ عِزٍّ لايُسامى، بِنَفْسي اَنْتَ مِنْ اَثيلِ مَجْدٍ لا يُجارى، بِنَفْسي اَنْتَ مِنْ تِلادِ نِعَمٍ لا تُضاهى، بِنَفْسي اَنْتَ مِنْ نَصيفِ شَرَفٍ لا يُساوى، اِلى مَتى اَحارُ فيكَ يا مَوْلايَ وَ اِلى مَتي، وَ اَىَّ خِطابٍ اَصِفُ فيكَ وَ اَيَّ نَجْوى، عَزيزٌ عَلَيَّ اَنْ اُجابَ دُونَكَ وَ اُناغى، عَزيزٌ عَلَيَّ اَنْ اَبْكِيَكَ وَ يَخْذُلَكَ الْوَرى، عَزيزٌ عَلَيَّ اَنْ يَجْرِيَ عَلَيْكَ دُونَهُمْ ما جَرى، هَلْ مِنْ مُعينٍ فَاُطيلَ مَعَهُ الْعَويلَ وَ الْبُكاءَ، هَلْ مِنْ جَزُوعٍ فَاُساعِدَ جَزَعَهُ اِذا خَلا، هَلْ قَذِيَتْ عَيْنٌ فَساعَدَتْها عَيْني عَلَى الْقَذى، هَلْ اِلَيْكَ يَا بْنَ اَحْمَدَ سَبيلٌ فَتُلْقى، هَلْ يَتَّصِلُ يَوْمُنا مِنْكَ بِعِدَةٍ فَنَحْظى، مَتى نَرِدُ مَناهِلَكَ الرَّوِيَّةَ فَنَرْوى، مَتى نَنْتَقِعُ مِنْ عَذْبِ مائِكَ فَقَدْ طالَ الصَّدى، مَتى نُغاديكَ وَ نُراوِحُكَ فَنُقِرَّ عَيْناً (فَتَقُرُ عًيًوننا)، مَتى تَرانا وَ نَراكَ وَ قَدْ نَشَرْتَ لِواءَ النَّصْرِ تُرى، اَتَرانا نَحُفُّ بِكَ وَ اَنْتَ تَاُمُّ الْمَلاَ وَ قَدْ مَلأْتَ الاْرْضَ عَدْلاً وَ اَذَقْتَ اَعْداءَكَ هَواناً وَ عِقاباً، وَ اَبَرْتَ الْعُتاةَ وَ جَحَدَةَ الْحَقِّ، وَ قَطَعْتَ دابِرَ الْمُتَكَبِّرينَ، وَ اجْتَثَثْتَ اُصُولَ الظّالِمينَ، وَ نَحْنُ نَقُولُ الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعالَمينَ.
اَللّـهُمَّ اَنْتَ كَشّافُ ْالكُرَبِ وَ الْبَلْوى، وَ اِلَيْكَ اَسْتَعْدى فَعِنْدَكَ الْعَدْوى، وَ اَنْتَ رَبُّ الاْخِرَةِ وَ الدُّنْيا (الاُولي)، فَاَغِثْ يا غِياثَ الْمُسْتَغيثينَ عُبَيْدَكَ الْمُبْتَلى، وَ اَرِهِ سَيِّدَهُ يا شَديدَ الْقُوى، وَ اَزِلْ عَنْهُ بِهِ الاْسى وَ الْجَوى، وَ بَرِّدْ غَليلَهُ يا مَنْ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى، وَ مَنْ اِلَيْهِ الرُّجْعى وَ الْمُنْتَهى.
اَللّـهُمَّ وَ نَحْنُ عَبيدُكَ التّائِقُونَ (الشائقون) اِلى وَلِيِّكَ الْمُذَكِّرِ بِكَ وَ بِنَبِيِّكَ، خَلَقْتَهُ لَنا عِصْمَةً وَ مَلاذاً، وَ اَقَمْتَهُ لَنا قِواماً وَ مَعاذاً، وَ جَعَلْتَهُ لِلْمُؤْمِنينَ مِنّا اِماماً، فَبَلِّغْهُ مِنّا تَحِيَّةً وَ سَلاماً، وَ زِدْنا بِذلِكَ يارَبِّ اِكْراماً، وَ اجْعَلْ مُسْتَقَرَّهُ لَنا مُسْتَقَرّاً وَ مُقاماً، وَ اَتْمِمْ نِعْمَتَكَ بِتَقْديمِكَ اِيّاهُ اَمامَنا حَتّى تُورِدَنا جِنانَكَ (جَنّاتِكَ) وَ مُرافَقَةَ الشُّهَداءِ مِنْ خُلَصائِكَ.
اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ، وَ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ جَدِّهِ وَ رَسُولِكَ السَّيِّدِ الاَكْبَرِ، وَ عَلى اَبيهِ السَّيِّدِ الاَصْغَرِ، وَ جَدَّتِهِ الصِّدّيقَةِ الْكُبْرى فاطِمَةَ بِنْتِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ، وَ عَلى مَنِ اصْطَفَيْتَ مِنْ آبائِهِ الْبَرَرَةِ، وَ عَلَيْهِ اَفْضَلَ وَ اَكْمَلَ وَ اَتَمَّ وَ اَدْوَمَ وَ اَكْثَرَ وَ اَوْفَرَ ما صَلَّيْتَ عَلى اَحَدٍ مِنْ اَصْفِيائِكَ وَ خِيَرَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ، وَ صَلِّ عَلَيْهِ صَلاةً لا غايَةَ لِعَدَدِها وَ لا نِهايَةَ لِمَدَدِها وَ لا نَفادَ لاِمَدِها.
اَللّـهُمَّ وَ اَقِمْ بِهِ الْحَقَّ وَ اَدْحِضْ بِهِ الْباطِلَ وَ اَدِلْ بِهِ اَوْلِياءَكَ وَ اَذْلِلْ بِهِ اَعْداءَكَ وَ صِلِ اللّهُمَّ بَيْنَنا وَ بَيْنَهُ وُصْلَةً تُؤَدّى اِلى مُرافَقَةِ سَلَفِهِ، وَ اجْعَلْنا مِمَّنْ يَأخُذُ بِحُجْزَتِهِمْ، وَ يَمْكُثُ في ظِلِّهِمْ، وَ اَعِنّا عَلى تَأدِيَةِ حُقُوقِهِ اِلَيْهِ، وَ الاْجْتِهادِ في طاعَتِهِ، وَ اجْتِنابِ مَعْصِيَتِهِ، وَ امْنُنْ عَلَيْنا بِرِضاهُ، وَهَبْ لَنا رَأَفَتَهُ وَ رَحْمَتَهُ وَ دُعاءَهُ وَ خَيْرَهُ مانَنالُ بِهِ سَعَةً مِنْ رَحْمَتِكَ وَ فَوْزاً عِنْدَكَ، وَ اجْعَلْ صَلاتَنا بِهِ مَقبُولَةً، وَ ذُنُوبَنا بِهِ مَغْفُورَةً، وَ دُعاءَنا بِهِ مُسْتَجاباً وَ اجْعَلْ اَرْزاقَنا بِهِ مَبْسُوطَةً، وَ هُمُومَنا بِهِ مَكْفِيَّةً، وَ حَوآئِجَنا بِهِ مَقْضِيَّةً، وَ اَقْبِلْ اِلَيْنا بِوَجْهِكَ الْكَريمِ وَ اقْبَلْ تَقَرُّبَنا اِلَيْكَ، وَ انْظُرْ اِلَيْنا نَظْرَةً رَحيمَةً نَسْتَكْمِلُ بِهَا الْكَرامَةَ عِنْدَكَ، ثُمَّ لا تَصْرِفْها عَنّا بِجُودِكَ، وَ اسْقِنا مِنْ حَوْضِ جَدِّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ بِكَأسِهِ وَ بِيَدِهِ رَيّاً رَوِيّاً هَنيئاً سائِغاً لا ظَمَاَ بَعْدَهُ يا أَرْحَمَ الرّاحِمين.
دمتم بحب ورعاية الزهراء
اللهم أدخلني في كل خير أدخلت فيه محمدا وآل محمد
وأخرجني من كل سوء أخرجت منه محمدا وآل محمد
وأخرجني من كل سوء أخرجت منه محمدا وآل محمد
-
- مـشـرفـة
- مشاركات: 13029
- اشترك في: السبت يناير 31, 2009 12:36 am
Re: دعــــــاء الندبـــــة
من نصائح سماحة السيد الفاطمي دام ظله :-
سادتي الكرام
إذا ضاقت بكم الدنيا و اشتدت المحن
أنصحكم بهذا الدعاء العظيم دعاء الندبة الذي تستحب قرائته في الأعياد الأربعة، و هي: عيد الفطر، و عيد الأضحى، و عيد الغدير، و يوم الجمعة ..
بل أضيف بأن يقرأ في كل يوم بعد صلاة العشاء لمن أراد القرب من الله تعالى والرسول وآل البيت عليهم السلام والله أعلم
اللهم صل على محمد وآل محمد
بسم الله الرحمن الرحيم
اَلْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعالَمينَ وَ صَلَّى اللهُ عَلى سَيِّدِنا مُحَمَّدٍ نَبِيِّهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ تَسْليماً، اَللّـهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ عَلى ما جَرى بِهِ قَضاؤكَ في اَوْلِيائِكَ الَّذينَ اسْتَخْلَصْتَهُمْ لِنَفْسِكَ وَ دينِكَ، اِذِ اخْتَرْتَ لَهُمْ جَزيلَ ما عِنْدَكَ مِنَ النَّعيمِ الْمُقيمِ الَّذي لا زَوالَ لَهُ وَ لاَ اضْمِحْلالَ، بَعْدَ اَنْ شَرَطْتَ عَلَيْهِمُ الزُّهْدَ في دَرَجاتِ هذِهِ الدُّنْيَا الدَّنِيَّةِ وَ زُخْرُفِها وَ زِبْرِجِها، فَشَرَطُوا لَكَ ذلِكَ وَ عَلِمْتَ مِنْهُمُ الْوَفاءَ بِهِ فَقَبِلْتَهُمْ وَ قَرَّبْتَهُمْ، وَ قَدَّمْتَ لَهُمُ الذِّكْرَ الْعَلِيَّ وَ الثَّناءَ الْجَلِىَّ، وَ اَهْبَطْتَ عَلَيْهِمْ مَلائِكَتَكَ وَ كَرَّمْتَهُمْ بِوَحْيِكَ، وَ رَفَدْتَهُمْ بِعِلْمِكَ، وَ جَعَلْتَهُمُ الذَّريعَةَ اِلَيْكَ وَ الْوَسيلَةَ اِلى رِضْوانِكَ، فَبَعْضٌ اَسْكَنْتَهُ جَنَّتَكَ اِلى اَنْ اَخْرَجْتَهُ مِنْها، وَ بَعْضٌ حَمَلْتَهُ في فُلْكِكَ وَ نَجَّيْتَهُ وَ مَنْ آمَنَ مَعَهُ مِنَ الْهَلَكَةِ بِرَحْمَتِكَ، وَ بَعْضٌ اتَّخَذْتَهُ لِنَفْسِكَ خَليلاً وَ سَأَلَكَ لِسانَ صِدْقٍ فِي الاْخِرينَ فَاَجَبْتَهُ وَ جَعَلْتَ ذلِكَ عَلِيّاً، وَ بَعْضٌ كَلَّمْتَهُ مِنْ شَجَـرَةٍ تَكْليماً وَ جَعَلْتَ لَهُ مِنْ اَخيهِ رِدْءاً وَ وَزيراً، وَ بَعْضٌ اَوْلَدْتَهُ مِنْ غَيْرِ اَبٍ وَ آتَيْتَهُ الْبَيِّناتِ وَ اَيَّدْتَهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ، وَ كُلٌّ شَرَعْتَ لَهُ شَريعَةً، وَ نَهَجْتَ لَهُ مِنْهاجاً، وَ تَخَيَّرْتَ لَهُ اَوْصِياءَ، مُسْتَحْفِظاً بَعْدَ مُسْتَحْفِظٍ مِنْ مُدَّةٍ اِلى مُدَّةٍ، اِقامَةً لِدينِكَ، وَ حُجَّةً عَلى عِبادِكَ، وَ لِئَلّا يَزُولَ الْحَقُّ عَنْ مَقَرِّهِ وَ يَغْلِبَ الْباطِلُ عَلى اَهْلِهِ، وَ لا يَقُولَ اَحَدٌ لَوْلا اَرْسَلْتَ اِلَيْنا رَسُولاً مُنْذِراً وَ اَقَمْتَ لَنا عَلَماً هادِياً فَنَتَّبِـعَ آياتِكَ مِنْ قَبْلِ اَنْ نَذِلَّ وَ نَخْزى، اِلى اَنِ انْتَهَيْتَ بالأمْرِ اِلى حَبيبِكَ وَ نَجيبِكَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ، فَكانَ كَمَا انْتَجَبْتَهُ سَيِّدَ مَنْ خَلَقْتَهُ، وَ صَفْوَةَ مَنِ اصْطَفَيْتَهُ، وَ اَفْضَلَ مَنِ اجْتَبَيْتَهُ، وَ اَكْرَمَ مَنِ اعْتَمَدْتَهُ، قَدَّمْتَهُ عَلى اَنْبِيائِكَ، وَ بَعَثْتَهُ اِلَى الثَّقَلَيْنِ مِنْ عِبادِكَ، وَ اَوْطَأتَهُ مَشارِقَكَ وَ مَغارِبَكَ، وَ سَخَّرْتَ لَهُ الْبُراقَ، وَ عَرَجْتَ (به) بِرُوْحِهِ اِلى سَمائِكَ، وَ اَوْدَعْتَهُ عِلْمَ ما كانَ وَما يَكُونُ اِلَى انْقِضاءِ خَلْقِكَ، ثُمَّ نَصَرْتَهُ بِالرُّعْبِ، وَ حَفَفْتَهُ بِجَبْرَئيلَ وَ ميكائيلَ وَ الْمُسَوِّمينَ مِنْ مَلائِكَتِكَ وَ وَعَدْتَهُ اَنْ تُظْهِرَ دينَهُ عَلَى الدّينِ كُلِّهِ وَ لَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ، وَ ذلِكَ بَعْدَ اَنْ بَوَّأتَهُ مَبَوَّأَ صِدْقٍ مِنْ اَهْلِهِ، وَ جَعَلْتَ لَهُ وَ لَهُمْ اَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنّاسِ لَلَّذي بِبَكَّةَ مُبارَكاً وَ هُدىً لِلْعالَمينَ، فيهِ آياتٌ بَيِّناتٌ مَقامُ اِبْراهيمَ وَ مَنْ دَخَلَهُ كانَ آمِناً، وَ قُلْتَ: «اِنَّما يُريدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ اَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهيراً» ثُمَّ جَعَلْتَ اَجْرَ مُحَمَّدٍ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَ آلِهِ مَوَدَّتَهُمْ في كِتابِكَ فَقُلْتَ: «قل لا اسالكم عليه اجرا الا المودة في القربى» وَ قُلْتَ: «ما سَألْتُكُمْ مِنْ اَجْرٍ فَهُو َلَكُمْ» وَ قُلْتَ: «ما اَسْاَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ اَجْرٍ الّا مَنْ شاءَ اَنْ يَتَّخِذَ اِلى رَبِّهِ سَبيلاً»، فَكانُوا هُمُ السَّبيلَ اِلَيْكَ وَ الْمَسْلَكَ اِلى رِضْوانِكَ، فَلَمَّا انْقَضَتْ اَيّامُهُ اَقامَ وَلِيَّهُ عَلِيَّ بْنَ اَبي طالِب صَلَواتُكَ عَلَيْهِما وَ آلِهِما هادِياً، اِذْ كانَ هُوَ الْمُنْذِرَ وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ، فَقالَ وَ الْمَلأُ اَمامَهُ: مَنْ كُنْتُ مَوْلاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلاهُ اَللّـهُمَّ والِ مَنْ والاهُ وَ عادِ مَنْ عاداهُ وَ انْصُرْ مَنْ نَصَرَهُ وَ اخْذُلْ مَنْ خَذَلَهُ، وَ قالَ: مَنْ كُنْتُ اَنَا نَبِيَّهُ فَعَلِيٌّ اَميرُهُ، وَ قالَ: اَنَا وَ عَلِيٌّ مِنْ شَجَرَةٍ واحِدَةٍ وَ سائِرُالنَّاسِ مِنْ شَجَرٍ شَتّى، وَ اَحَلَّهُ مَحَلَّ هارُونَ مِنْ مُوسى، فَقال لَهُ: اَنْتَ مِنّي بِمَنْزِلَةِ هارُونَ مِنْ مُوسى الّا اَنَّهُ لا نَبِيَّ بَعْدي، وَ زَوَّجَهُ ابْنَتَهُ سَيِّدَةَ نِساءِ الْعالَمينَ، وَ اَحَلَّ لَهُ مِنْ مَسْجِدِهِ ما حَلَّ لَهُ، وَ سَدَّ الاْبْوابَ اِلاّ بابَهُ، ثُمَّ اَوْدَعَهُ عِلْمَهُ وَ حِكْمَتَهُ فَقالَ: اَنـَا مَدينَةُ الْعِلْمِ وَ عَلِىٌّ بابُها، فَمَنْ اَرادَ الْمَدينَةَ وَ الْحِكْمَةَ فَلْيَاْتِها مِنْ بابِها، ثُمَّ قالَ: اَنْتَ اَخي وَ وَصِيّي وَ وارِثي، لَحْمُكَ مِنْ لَحْمي وَ دَمُكَ مِنْ دَمي وَ سِلْمُكَ سِلْمي وَ حَرْبُكَ حَرْبي وَ الإيمانُ مُخالِطٌ لَحْمَكَ وَ دَمَكَ كَما خالَطَ لَحْمي وَ دَمي، وَ اَنْتَ غَداً عَلَى الْحَوْضِ خَليفَتي وَ اَنْتَ تَقْضي دَيْني وَ تُنْجِزُ عِداتي وَ شيعَتُكَ عَلى مَنابِرَ مِنْ نُورٍ مُبْيَضَّةً وُجُوهُهُمْ حَوْلي فِي الْجَنَّةِ وَ هُمْ جيراني، وَ لَوْلا اَنْتَ يا عَلِيُّ لَمْ يُعْرَفِ الْمُؤْمِنُونَ بَعْدي، وَ كانَ بَعْدَهُ هُدىً مِنَ الضَّلالِ وَ نُوراً مِنَ الْعَمى، وَ حَبْلَ اللهِ الْمَتينَ وَ صِراطَهُ الْمُسْتَقيمَ، لا يُسْبَقُ بِقَرابَةٍ في رَحِمٍ وَ لا بِسابِقَةٍ في دينٍ، وَ لا يُلْحَقُ في مَنْقَبَةٍ مِنْ مَناقِبِهِ، يَحْذُو حَذْوَ الرَّسُولِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِما وَ آلِهِما، وَ يُقاتِلُ عَلَى التَّأويلِ وَ لا تَأخُذُهُ فِي اللهِ لَوْمَةُ لائِمٍ، قَدْ وَتَرَ فيهِ صَناديدَ الْعَرَبِ وَ قَتَلَ اَبْطالَهُمْ وَ ناوَشَ (ناهش) ذُؤْبانَهُمْ، فَاَوْدَعَ قُلُوبَهُمْ اَحْقاداً بَدْرِيَّةً وَ خَيْبَرِيَّةً وَ حُنَيْنِيَّةً وَ غَيْرَهُنَّ، فَاَضَبَّتْ عَلى عَداوَتِهِ وَ اَكَبَّتْ عَلى مُنابَذَتِهِ، حَتّى قَتَلَ النّاكِثينَ وَ الْقاسِطينَ وَ الْمارِقينَ، وَ لَمّا قَضى نَحْبَهُ وَ قَتَلَهُ اَشْقَى الاْخِرينَ يَتْبَعُ اَشْقَى الاْوَّلينَ، لَمْ يُمْتَثَلْ اَمْرُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ فِي الْهادينَ بَعْدَ الْهادينَ، وَ الاْمَّةُ مُصِرَّةٌ عَلى مَقْتِهِ مُجْتَمِعَةٌ عَلى قَطيعَةِ رَحِمِهِ وَ اِقْصاءِ وُلْدِهِ اِلّا الْقَليلَ مِمَّنْ وَفى لِرِعايَةِ الْحَقِّ فيهِمْ، فَقُتِلَ مَنْ قُتِلَ، وَ سُبِيَ مَنْ سُبِيَ وَ اُقْصِيَ مَنْ اُقْصِيَ وَ جَرَى الْقَضاءُ لَهُمْ بِما يُرْجى لَهُ حُسْنُ الْمَثُوبَةِ، اِذْ كانَتِ الاْرْضُ للهِ يُورِثُها مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَ الْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقينَ، وَ سُبْحانَ رَبِّنا اِنْ كانَ وَعْدُ رَبِّنا لَمَفْعُولاً، وَ لَنْ يُخْلِفَ اللهُ وَعْدَهُ وَ هُوَ الْعَزيزُ الْحَكيمُ.
فَعَلَى الاْطائِبِ مِنْ اَهْلِ بَيْتِ مُحَمَّدٍ وَ عَلِيٍّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِما وَ آلِهِما فَلْيَبْكِ الْباكُونَ، وَ اِيّاهُمْ فَلْيَنْدُبِ النّادِبُونَ، وَ لِمِثْلِهِمْ فَلْتَذْرِفِ (فَلْتًدرِ) الدُّمُوعُ، وَ لْيَصْرُخِ الصّارِخُونَ، وَ يَضِجَّ الضّاجُّونَ، وَ يَعِـجَّ الْعاجُّوَن، اَيْنَ الْحَسَنُ اَيْنَ الْحُسَيْنُ اَيْنَ اَبْناءُ الْحُسَيْنِ، صالِحٌ بَعْدَ صالِـحٍ، وَ صادِقٌ بَعْدَ صادِقٍ، اَيْنَ السَّبيلُ بَعْدَ السَّبيلِ، اَيْنَ الْخِيَرَةُ بَعْدَ الْخِيَرَةِ، اَيْنَ الشُّمُوسُ الطّالِعَةُ، اَيْنَ الاْقْمارُ الْمُنيرَةُ، اَيْنَ الاْنْجُمُ الزّاهِرَةُ، اَيْنَ اَعْلامُ الدّينِ وَ قَواعِدُ الْعِلْمِ، اَيْنَ بَقِيَّةُ اللهِ الَّتي لا تَخْلُو مِنَ الْعِتْرَةِ الْهادِيـَةِ، اَيـْنَ الـْمُعَدُّ لِـقَطْعِ دابِرِ الظَّلَمَةِ، اَيْنَ الْمُنْتَظَرُ لاِقامَةِ الاْمْتِ وَ اْلعِوَجِ، اَيْنَ الْمُرْتَجى لاِزالَةِ الْجَوْرِ وَ الْعُدْوانِ، اَيْنَ الْمُدَّخَرُ لِتَجْديدِ الْفَرآئِضِ و َالسُّنَنِ، اَيْنَ الْمُتَخَيَّرُ لاِعادَةِ الْمِلَّةِ وَ الشَّريعَةِ، اَيْنَ الْمُؤَمَّلُ لاِحْياءِ الْكِتابِ وَ حُدُودِهِ، اَيْنَ مُحْيي مَعالِمِ الدّينِ وَ اَهْلِهِ، اَيْنَ قاصِمُ شَوْكَةِ الْمُعْتَدينَ، اَيْنَ هادِمُ اَبْنِيَةِ الشِّرْكِ وَ النِّفاقِ، اَيْنَ مُبيدُ اَهْلِ الْفُسُوقِ وَ الْعِصْيانِ وَ الطُّغْيانِ، اَيْنَ حاصِدُ فُرُوعِ الْغَيِّ وَ الشِّقاقِ (النِفاقِ)، اَيْنَ طامِسُ آثارِ الزَّيْغِ وَ الاْهْواء، اَيْنَ قاطِعُ حَبائِلِ الْكِذْبِ (الكَذِبِ) وَ الاْفْتِراءِ، اَيْنَ مُبيدُ الْعُتاةِ وَ الْمَرَدَةِ، اَيْنَ مُسْتَأصِلُ اَهْلِ الْعِنادِ وَ التَّضْليلِ وَ الاْلْحادِ، اَيْنَ مُـعِزُّ الاْوْلِياءِ وَ مُذِلُّ الاْعْداءِ، اَيْنَ جامِعُ الْكَلِمَةِ (الكَلِمِ) عَلَى التَّقْوى، اَيْنَ بابُ اللهِ الَّذى مِنْهُ يُؤْتى، اَيْنَ وَجْهُ اللهِ الَّذى اِلَيْهِ يَتَوَجَّهُ الاْوْلِياءُ، اَيْنَ السَّبَبُ الْمُتَّصِلُ بَيْنَ الاْرْضِ وَ السَّماءِ، اَيْنَ صاحِبُ يَوْمِ الْفَتْحِ وَ ناشِرُ رايَةِ الْهُدى، اَيْنَ مُؤَلِّفُ شَمْلِ الصَّلاحِ وَ الرِّضا، اَيْنَ الطّالِبُ بِذُحُولِ الاْنْبِياءِ وَ اَبْناءِ الاْنْبِياءِ، اَيْنَ الطّالِبُ (المُطالِبُ) بِدَمِ الْمَقْتُولِ بِكَرْبَلاءَ، اَيْنَ الْمَنْصُورُ عَلى مَنِ اعْتَدى عَلَيْهِ وَ افْتَرى، اَيْنَ الْمُضْطَرُّ الَّذي يُجابُ اِذا دَعا اَيْنَ صَدْرُ الْخَلائِقِ ذُوالْبِرِّ وَ التَّقْوى، اَيْنَ ابْنُ النَّبِىِّ الْمُصْطَفى، وَ ابْنُ عَلِيٍّ الْمُرْتَضى، وَ ابْنُ خَديجَةَ الْغَرّآءِ، وَ ابْنُ فاطِمَةَ الْكُبْرى، بِاَبي اَنْتَ وَ اُمّي وَ نَفْسي لَكَ الْوِقاءُ وَ الْحِمى، يَا بْنَ السّادَةِ الْمُقَرَّبينَ، يَا بْنَ النُّجَباءِ الاْكْرَمينَ، يَا بْنَ الْهُداةِ الْمَهْدِيّينَ (المُهْتَدينَ)، يَا بْنَ الْخِيَرَةِ الْمُهَذَّبينَ، يَا بْنَ الْغَطارِفَةِ الاْنْجَبينَ، يَا بْنَ الاْطائِبِ الْمُطَهَّرينَ (المُتَطَهْريِنَ)، يَا بْنَ الْخَضارِمَةِ الْمُنْتَجَبينَ، يَا بْنَ الْقَماقِمَةِ الاْكْرَمينَ (الأكْبَرينَ)، يَا بْنَ الْبُدُورِ الْمُنيرَةِ، يَا بْنَ السُّرُجِ الْمُضيئَةِ، يَا بْنَ الشُّهُبِ الثّاقِبَةِ، يَا بْنَ الاْنْجُمِ الزّاهِرَةِ، يَا بْنَ السُّبُلِ الْواضِحَةِ، يَا بْنَ الاْعْلامِ الّلائِحَةِ، يَا بْنَ الْعُلُومِ الْكامِلَةِ، يَا بْنَ السُّنَنِ الْمَشْهُورَةِ، يَا بْنَ الْمَعالِمِ الْمَأثُورَةِ، يَا بْنَ الْمُعْجِزاتِ الْمَوْجُودَةِ، يَا بْنَ الدَّلائِلِ الْمَشْهُودَةِ (المَشْهُورَةِ)، يَا بْنَ الصـِّراطِ الْمُسْتَقيمِ، يَا بْنَ النَّبَأِ الْعَظيمِ، يَا بْنَ مَنْ هُوَ في اُمِّ الْكِتابِ لَدَى اللهِ عَلِيٌّ حَكيمٌ، يَا بْنَ الآياتِ وَ الْبَيِّناتِ، يَا بْنَ الدَّلائِلِ الظّاهِراتِ، يَا بْنَ الْبَراهينِ الْواضِحاتِ الْباهِراتِ، يَا بْنَ الْحُجَجِ الْبالِغاتِ، يَا بْنَ النِّعَمِ السّابِغاتِ، يَا بْنَ طه وَ الْـمُحْكَماتِ، يَا بْنَ يس وَ الذّارِياتِ، يَا بْنَ الطُّورِ وَ الْعادِياتِ، يَا بْنَ مَنْ دَنا فَتَدَلّى فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ اَوْ اَدْنى دُنُوّاً وَ اقْتِراباً مِنَ الْعَلِيِّ الاْعْلى، لَيْتَ شِعْري اَيْنَ اسْتَقَرَّتْ بِكَ النَّوى، بَلْ اَيُّ اَرْضٍ تُقِلُّكَ اَوْ ثَرى، اَبِرَضْوى اَوْ غَيْرِها اَمْ ذي طُوى، عَزيزٌ عَلَيَّ اَنْ اَرَى الْخَلْقَ وَ لا تُرى وَ لا اَسْمَعُ لَكَ حَسيساً وَ لا نَجْوى، عَزيزٌ عَلَيَّ اَنْ (لا تُحِيطَ بِيَ دُونكَ) تُحيطَ بِكَ دُونِيَ الْبَلْوى وَ لا يَنالُكَ مِنّي ضَجيجٌ وَ لا شَكْوى، بِنَفْسي اَنْتَ مِنْ مُغَيَّبٍ لَمْ يَخْلُ مِنّا، بِنَفْسي اَنْتَ مِنْ نازِحٍ ما نَزَحَ (يَنْزِحُ) عَنّا، بِنَفْسي اَنْتَ اُمْنِيَّةُ شائِقٍ يَتَمَنّى، مِنْ مُؤْمِن وَ مُؤْمِنَةٍ ذَكَرا فَحَنّا، بِنَفْسي اَنْتَ مِنْ عَقيدِ عِزٍّ لايُسامى، بِنَفْسي اَنْتَ مِنْ اَثيلِ مَجْدٍ لا يُجارى، بِنَفْسي اَنْتَ مِنْ تِلادِ نِعَمٍ لا تُضاهى، بِنَفْسي اَنْتَ مِنْ نَصيفِ شَرَفٍ لا يُساوى، اِلى مَتى اَحارُ فيكَ يا مَوْلايَ وَ اِلى مَتي، وَ اَىَّ خِطابٍ اَصِفُ فيكَ وَ اَيَّ نَجْوى، عَزيزٌ عَلَيَّ اَنْ اُجابَ دُونَكَ وَ اُناغى، عَزيزٌ عَلَيَّ اَنْ اَبْكِيَكَ وَ يَخْذُلَكَ الْوَرى، عَزيزٌ عَلَيَّ اَنْ يَجْرِيَ عَلَيْكَ دُونَهُمْ ما جَرى، هَلْ مِنْ مُعينٍ فَاُطيلَ مَعَهُ الْعَويلَ وَ الْبُكاءَ، هَلْ مِنْ جَزُوعٍ فَاُساعِدَ جَزَعَهُ اِذا خَلا، هَلْ قَذِيَتْ عَيْنٌ فَساعَدَتْها عَيْني عَلَى الْقَذى، هَلْ اِلَيْكَ يَا بْنَ اَحْمَدَ سَبيلٌ فَتُلْقى، هَلْ يَتَّصِلُ يَوْمُنا مِنْكَ بِعِدَةٍ فَنَحْظى، مَتى نَرِدُ مَناهِلَكَ الرَّوِيَّةَ فَنَرْوى، مَتى نَنْتَقِعُ مِنْ عَذْبِ مائِكَ فَقَدْ طالَ الصَّدى، مَتى نُغاديكَ وَ نُراوِحُكَ فَنُقِرَّ عَيْناً (فَتَقُرُ عًيًوننا)، مَتى تَرانا وَ نَراكَ وَ قَدْ نَشَرْتَ لِواءَ النَّصْرِ تُرى، اَتَرانا نَحُفُّ بِكَ وَ اَنْتَ تَاُمُّ الْمَلاَ وَ قَدْ مَلأْتَ الاْرْضَ عَدْلاً وَ اَذَقْتَ اَعْداءَكَ هَواناً وَ عِقاباً، وَ اَبَرْتَ الْعُتاةَ وَ جَحَدَةَ الْحَقِّ، وَ قَطَعْتَ دابِرَ الْمُتَكَبِّرينَ، وَ اجْتَثَثْتَ اُصُولَ الظّالِمينَ، وَ نَحْنُ نَقُولُ الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعالَمينَ.
اَللّـهُمَّ اَنْتَ كَشّافُ ْالكُرَبِ وَ الْبَلْوى، وَ اِلَيْكَ اَسْتَعْدى فَعِنْدَكَ الْعَدْوى، وَ اَنْتَ رَبُّ الاْخِرَةِ وَ الدُّنْيا (الاُولي)، فَاَغِثْ يا غِياثَ الْمُسْتَغيثينَ عُبَيْدَكَ الْمُبْتَلى، وَ اَرِهِ سَيِّدَهُ يا شَديدَ الْقُوى، وَ اَزِلْ عَنْهُ بِهِ الاْسى وَ الْجَوى، وَ بَرِّدْ غَليلَهُ يا مَنْ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى، وَ مَنْ اِلَيْهِ الرُّجْعى وَ الْمُنْتَهى.
اَللّـهُمَّ وَ نَحْنُ عَبيدُكَ التّائِقُونَ (الشائقون) اِلى وَلِيِّكَ الْمُذَكِّرِ بِكَ وَ بِنَبِيِّكَ، خَلَقْتَهُ لَنا عِصْمَةً وَ مَلاذاً، وَ اَقَمْتَهُ لَنا قِواماً وَ مَعاذاً، وَ جَعَلْتَهُ لِلْمُؤْمِنينَ مِنّا اِماماً، فَبَلِّغْهُ مِنّا تَحِيَّةً وَ سَلاماً، وَ زِدْنا بِذلِكَ يارَبِّ اِكْراماً، وَ اجْعَلْ مُسْتَقَرَّهُ لَنا مُسْتَقَرّاً وَ مُقاماً، وَ اَتْمِمْ نِعْمَتَكَ بِتَقْديمِكَ اِيّاهُ اَمامَنا حَتّى تُورِدَنا جِنانَكَ (جَنّاتِكَ) وَ مُرافَقَةَ الشُّهَداءِ مِنْ خُلَصائِكَ.
اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ، وَ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ جَدِّهِ وَ رَسُولِكَ السَّيِّدِ الاَكْبَرِ، وَ عَلى اَبيهِ السَّيِّدِ الاَصْغَرِ، وَ جَدَّتِهِ الصِّدّيقَةِ الْكُبْرى فاطِمَةَ بِنْتِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ، وَ عَلى مَنِ اصْطَفَيْتَ مِنْ آبائِهِ الْبَرَرَةِ، وَ عَلَيْهِ اَفْضَلَ وَ اَكْمَلَ وَ اَتَمَّ وَ اَدْوَمَ وَ اَكْثَرَ وَ اَوْفَرَ ما صَلَّيْتَ عَلى اَحَدٍ مِنْ اَصْفِيائِكَ وَ خِيَرَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ، وَ صَلِّ عَلَيْهِ صَلاةً لا غايَةَ لِعَدَدِها وَ لا نِهايَةَ لِمَدَدِها وَ لا نَفادَ لاِمَدِها.
اَللّـهُمَّ وَ اَقِمْ بِهِ الْحَقَّ وَ اَدْحِضْ بِهِ الْباطِلَ وَ اَدِلْ بِهِ اَوْلِياءَكَ وَ اَذْلِلْ بِهِ اَعْداءَكَ وَ صِلِ اللّهُمَّ بَيْنَنا وَ بَيْنَهُ وُصْلَةً تُؤَدّى اِلى مُرافَقَةِ سَلَفِهِ، وَ اجْعَلْنا مِمَّنْ يَأخُذُ بِحُجْزَتِهِمْ، وَ يَمْكُثُ في ظِلِّهِمْ، وَ اَعِنّا عَلى تَأدِيَةِ حُقُوقِهِ اِلَيْهِ، وَ الاْجْتِهادِ في طاعَتِهِ، وَ اجْتِنابِ مَعْصِيَتِهِ، وَ امْنُنْ عَلَيْنا بِرِضاهُ، وَهَبْ لَنا رَأَفَتَهُ وَ رَحْمَتَهُ وَ دُعاءَهُ وَ خَيْرَهُ مانَنالُ بِهِ سَعَةً مِنْ رَحْمَتِكَ وَ فَوْزاً عِنْدَكَ، وَ اجْعَلْ صَلاتَنا بِهِ مَقبُولَةً، وَ ذُنُوبَنا بِهِ مَغْفُورَةً، وَ دُعاءَنا بِهِ مُسْتَجاباً وَ اجْعَلْ اَرْزاقَنا بِهِ مَبْسُوطَةً، وَ هُمُومَنا بِهِ مَكْفِيَّةً، وَ حَوآئِجَنا بِهِ مَقْضِيَّةً، وَ اَقْبِلْ اِلَيْنا بِوَجْهِكَ الْكَريمِ وَ اقْبَلْ تَقَرُّبَنا اِلَيْكَ، وَ انْظُرْ اِلَيْنا نَظْرَةً رَحيمَةً نَسْتَكْمِلُ بِهَا الْكَرامَةَ عِنْدَكَ، ثُمَّ لا تَصْرِفْها عَنّا بِجُودِكَ، وَ اسْقِنا مِنْ حَوْضِ جَدِّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ بِكَأسِهِ وَ بِيَدِهِ رَيّاً رَوِيّاً هَنيئاً سائِغاً لا ظَمَاَ بَعْدَهُ يا أَرْحَمَ الرّاحِمين.
يا الله يا الله يا الله يا الله يا الله يا الله يا الله يا الله يا الله يا الله يا حنان يا منان يا كريم يا رحيم أسألك بحقك و بحق رسولك الكريم أبي القاسم محمد صلى الله عليه وآله وسلم وعترته الأطهار عليهم السلام لي ولإخواني وأخواتي من المؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات أن تنزل علينا كل خير أحاط به علمك وتكشف عنا كل شر أحاط به علمك , وتوسع في أرزاقنا , وتقضي حوائجنا, وتعمي أبصار الظالمين عنا من الجن والإنس , وتحسن عاقبتنا , وتشافي مرضانا من كل علة وداء وبلاء و تشافينا, وترحم أمواتنا وترحمنا يوم اللحاق بهم إنك أنت أرحم الراحمين
وصلى الله على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
سادتي الكرام
إذا ضاقت بكم الدنيا و اشتدت المحن
أنصحكم بهذا الدعاء العظيم دعاء الندبة الذي تستحب قرائته في الأعياد الأربعة، و هي: عيد الفطر، و عيد الأضحى، و عيد الغدير، و يوم الجمعة ..
بل أضيف بأن يقرأ في كل يوم بعد صلاة العشاء لمن أراد القرب من الله تعالى والرسول وآل البيت عليهم السلام والله أعلم
اللهم صل على محمد وآل محمد
بسم الله الرحمن الرحيم
اَلْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعالَمينَ وَ صَلَّى اللهُ عَلى سَيِّدِنا مُحَمَّدٍ نَبِيِّهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ تَسْليماً، اَللّـهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ عَلى ما جَرى بِهِ قَضاؤكَ في اَوْلِيائِكَ الَّذينَ اسْتَخْلَصْتَهُمْ لِنَفْسِكَ وَ دينِكَ، اِذِ اخْتَرْتَ لَهُمْ جَزيلَ ما عِنْدَكَ مِنَ النَّعيمِ الْمُقيمِ الَّذي لا زَوالَ لَهُ وَ لاَ اضْمِحْلالَ، بَعْدَ اَنْ شَرَطْتَ عَلَيْهِمُ الزُّهْدَ في دَرَجاتِ هذِهِ الدُّنْيَا الدَّنِيَّةِ وَ زُخْرُفِها وَ زِبْرِجِها، فَشَرَطُوا لَكَ ذلِكَ وَ عَلِمْتَ مِنْهُمُ الْوَفاءَ بِهِ فَقَبِلْتَهُمْ وَ قَرَّبْتَهُمْ، وَ قَدَّمْتَ لَهُمُ الذِّكْرَ الْعَلِيَّ وَ الثَّناءَ الْجَلِىَّ، وَ اَهْبَطْتَ عَلَيْهِمْ مَلائِكَتَكَ وَ كَرَّمْتَهُمْ بِوَحْيِكَ، وَ رَفَدْتَهُمْ بِعِلْمِكَ، وَ جَعَلْتَهُمُ الذَّريعَةَ اِلَيْكَ وَ الْوَسيلَةَ اِلى رِضْوانِكَ، فَبَعْضٌ اَسْكَنْتَهُ جَنَّتَكَ اِلى اَنْ اَخْرَجْتَهُ مِنْها، وَ بَعْضٌ حَمَلْتَهُ في فُلْكِكَ وَ نَجَّيْتَهُ وَ مَنْ آمَنَ مَعَهُ مِنَ الْهَلَكَةِ بِرَحْمَتِكَ، وَ بَعْضٌ اتَّخَذْتَهُ لِنَفْسِكَ خَليلاً وَ سَأَلَكَ لِسانَ صِدْقٍ فِي الاْخِرينَ فَاَجَبْتَهُ وَ جَعَلْتَ ذلِكَ عَلِيّاً، وَ بَعْضٌ كَلَّمْتَهُ مِنْ شَجَـرَةٍ تَكْليماً وَ جَعَلْتَ لَهُ مِنْ اَخيهِ رِدْءاً وَ وَزيراً، وَ بَعْضٌ اَوْلَدْتَهُ مِنْ غَيْرِ اَبٍ وَ آتَيْتَهُ الْبَيِّناتِ وَ اَيَّدْتَهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ، وَ كُلٌّ شَرَعْتَ لَهُ شَريعَةً، وَ نَهَجْتَ لَهُ مِنْهاجاً، وَ تَخَيَّرْتَ لَهُ اَوْصِياءَ، مُسْتَحْفِظاً بَعْدَ مُسْتَحْفِظٍ مِنْ مُدَّةٍ اِلى مُدَّةٍ، اِقامَةً لِدينِكَ، وَ حُجَّةً عَلى عِبادِكَ، وَ لِئَلّا يَزُولَ الْحَقُّ عَنْ مَقَرِّهِ وَ يَغْلِبَ الْباطِلُ عَلى اَهْلِهِ، وَ لا يَقُولَ اَحَدٌ لَوْلا اَرْسَلْتَ اِلَيْنا رَسُولاً مُنْذِراً وَ اَقَمْتَ لَنا عَلَماً هادِياً فَنَتَّبِـعَ آياتِكَ مِنْ قَبْلِ اَنْ نَذِلَّ وَ نَخْزى، اِلى اَنِ انْتَهَيْتَ بالأمْرِ اِلى حَبيبِكَ وَ نَجيبِكَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ، فَكانَ كَمَا انْتَجَبْتَهُ سَيِّدَ مَنْ خَلَقْتَهُ، وَ صَفْوَةَ مَنِ اصْطَفَيْتَهُ، وَ اَفْضَلَ مَنِ اجْتَبَيْتَهُ، وَ اَكْرَمَ مَنِ اعْتَمَدْتَهُ، قَدَّمْتَهُ عَلى اَنْبِيائِكَ، وَ بَعَثْتَهُ اِلَى الثَّقَلَيْنِ مِنْ عِبادِكَ، وَ اَوْطَأتَهُ مَشارِقَكَ وَ مَغارِبَكَ، وَ سَخَّرْتَ لَهُ الْبُراقَ، وَ عَرَجْتَ (به) بِرُوْحِهِ اِلى سَمائِكَ، وَ اَوْدَعْتَهُ عِلْمَ ما كانَ وَما يَكُونُ اِلَى انْقِضاءِ خَلْقِكَ، ثُمَّ نَصَرْتَهُ بِالرُّعْبِ، وَ حَفَفْتَهُ بِجَبْرَئيلَ وَ ميكائيلَ وَ الْمُسَوِّمينَ مِنْ مَلائِكَتِكَ وَ وَعَدْتَهُ اَنْ تُظْهِرَ دينَهُ عَلَى الدّينِ كُلِّهِ وَ لَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ، وَ ذلِكَ بَعْدَ اَنْ بَوَّأتَهُ مَبَوَّأَ صِدْقٍ مِنْ اَهْلِهِ، وَ جَعَلْتَ لَهُ وَ لَهُمْ اَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنّاسِ لَلَّذي بِبَكَّةَ مُبارَكاً وَ هُدىً لِلْعالَمينَ، فيهِ آياتٌ بَيِّناتٌ مَقامُ اِبْراهيمَ وَ مَنْ دَخَلَهُ كانَ آمِناً، وَ قُلْتَ: «اِنَّما يُريدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ اَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهيراً» ثُمَّ جَعَلْتَ اَجْرَ مُحَمَّدٍ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَ آلِهِ مَوَدَّتَهُمْ في كِتابِكَ فَقُلْتَ: «قل لا اسالكم عليه اجرا الا المودة في القربى» وَ قُلْتَ: «ما سَألْتُكُمْ مِنْ اَجْرٍ فَهُو َلَكُمْ» وَ قُلْتَ: «ما اَسْاَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ اَجْرٍ الّا مَنْ شاءَ اَنْ يَتَّخِذَ اِلى رَبِّهِ سَبيلاً»، فَكانُوا هُمُ السَّبيلَ اِلَيْكَ وَ الْمَسْلَكَ اِلى رِضْوانِكَ، فَلَمَّا انْقَضَتْ اَيّامُهُ اَقامَ وَلِيَّهُ عَلِيَّ بْنَ اَبي طالِب صَلَواتُكَ عَلَيْهِما وَ آلِهِما هادِياً، اِذْ كانَ هُوَ الْمُنْذِرَ وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ، فَقالَ وَ الْمَلأُ اَمامَهُ: مَنْ كُنْتُ مَوْلاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلاهُ اَللّـهُمَّ والِ مَنْ والاهُ وَ عادِ مَنْ عاداهُ وَ انْصُرْ مَنْ نَصَرَهُ وَ اخْذُلْ مَنْ خَذَلَهُ، وَ قالَ: مَنْ كُنْتُ اَنَا نَبِيَّهُ فَعَلِيٌّ اَميرُهُ، وَ قالَ: اَنَا وَ عَلِيٌّ مِنْ شَجَرَةٍ واحِدَةٍ وَ سائِرُالنَّاسِ مِنْ شَجَرٍ شَتّى، وَ اَحَلَّهُ مَحَلَّ هارُونَ مِنْ مُوسى، فَقال لَهُ: اَنْتَ مِنّي بِمَنْزِلَةِ هارُونَ مِنْ مُوسى الّا اَنَّهُ لا نَبِيَّ بَعْدي، وَ زَوَّجَهُ ابْنَتَهُ سَيِّدَةَ نِساءِ الْعالَمينَ، وَ اَحَلَّ لَهُ مِنْ مَسْجِدِهِ ما حَلَّ لَهُ، وَ سَدَّ الاْبْوابَ اِلاّ بابَهُ، ثُمَّ اَوْدَعَهُ عِلْمَهُ وَ حِكْمَتَهُ فَقالَ: اَنـَا مَدينَةُ الْعِلْمِ وَ عَلِىٌّ بابُها، فَمَنْ اَرادَ الْمَدينَةَ وَ الْحِكْمَةَ فَلْيَاْتِها مِنْ بابِها، ثُمَّ قالَ: اَنْتَ اَخي وَ وَصِيّي وَ وارِثي، لَحْمُكَ مِنْ لَحْمي وَ دَمُكَ مِنْ دَمي وَ سِلْمُكَ سِلْمي وَ حَرْبُكَ حَرْبي وَ الإيمانُ مُخالِطٌ لَحْمَكَ وَ دَمَكَ كَما خالَطَ لَحْمي وَ دَمي، وَ اَنْتَ غَداً عَلَى الْحَوْضِ خَليفَتي وَ اَنْتَ تَقْضي دَيْني وَ تُنْجِزُ عِداتي وَ شيعَتُكَ عَلى مَنابِرَ مِنْ نُورٍ مُبْيَضَّةً وُجُوهُهُمْ حَوْلي فِي الْجَنَّةِ وَ هُمْ جيراني، وَ لَوْلا اَنْتَ يا عَلِيُّ لَمْ يُعْرَفِ الْمُؤْمِنُونَ بَعْدي، وَ كانَ بَعْدَهُ هُدىً مِنَ الضَّلالِ وَ نُوراً مِنَ الْعَمى، وَ حَبْلَ اللهِ الْمَتينَ وَ صِراطَهُ الْمُسْتَقيمَ، لا يُسْبَقُ بِقَرابَةٍ في رَحِمٍ وَ لا بِسابِقَةٍ في دينٍ، وَ لا يُلْحَقُ في مَنْقَبَةٍ مِنْ مَناقِبِهِ، يَحْذُو حَذْوَ الرَّسُولِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِما وَ آلِهِما، وَ يُقاتِلُ عَلَى التَّأويلِ وَ لا تَأخُذُهُ فِي اللهِ لَوْمَةُ لائِمٍ، قَدْ وَتَرَ فيهِ صَناديدَ الْعَرَبِ وَ قَتَلَ اَبْطالَهُمْ وَ ناوَشَ (ناهش) ذُؤْبانَهُمْ، فَاَوْدَعَ قُلُوبَهُمْ اَحْقاداً بَدْرِيَّةً وَ خَيْبَرِيَّةً وَ حُنَيْنِيَّةً وَ غَيْرَهُنَّ، فَاَضَبَّتْ عَلى عَداوَتِهِ وَ اَكَبَّتْ عَلى مُنابَذَتِهِ، حَتّى قَتَلَ النّاكِثينَ وَ الْقاسِطينَ وَ الْمارِقينَ، وَ لَمّا قَضى نَحْبَهُ وَ قَتَلَهُ اَشْقَى الاْخِرينَ يَتْبَعُ اَشْقَى الاْوَّلينَ، لَمْ يُمْتَثَلْ اَمْرُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ فِي الْهادينَ بَعْدَ الْهادينَ، وَ الاْمَّةُ مُصِرَّةٌ عَلى مَقْتِهِ مُجْتَمِعَةٌ عَلى قَطيعَةِ رَحِمِهِ وَ اِقْصاءِ وُلْدِهِ اِلّا الْقَليلَ مِمَّنْ وَفى لِرِعايَةِ الْحَقِّ فيهِمْ، فَقُتِلَ مَنْ قُتِلَ، وَ سُبِيَ مَنْ سُبِيَ وَ اُقْصِيَ مَنْ اُقْصِيَ وَ جَرَى الْقَضاءُ لَهُمْ بِما يُرْجى لَهُ حُسْنُ الْمَثُوبَةِ، اِذْ كانَتِ الاْرْضُ للهِ يُورِثُها مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَ الْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقينَ، وَ سُبْحانَ رَبِّنا اِنْ كانَ وَعْدُ رَبِّنا لَمَفْعُولاً، وَ لَنْ يُخْلِفَ اللهُ وَعْدَهُ وَ هُوَ الْعَزيزُ الْحَكيمُ.
فَعَلَى الاْطائِبِ مِنْ اَهْلِ بَيْتِ مُحَمَّدٍ وَ عَلِيٍّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِما وَ آلِهِما فَلْيَبْكِ الْباكُونَ، وَ اِيّاهُمْ فَلْيَنْدُبِ النّادِبُونَ، وَ لِمِثْلِهِمْ فَلْتَذْرِفِ (فَلْتًدرِ) الدُّمُوعُ، وَ لْيَصْرُخِ الصّارِخُونَ، وَ يَضِجَّ الضّاجُّونَ، وَ يَعِـجَّ الْعاجُّوَن، اَيْنَ الْحَسَنُ اَيْنَ الْحُسَيْنُ اَيْنَ اَبْناءُ الْحُسَيْنِ، صالِحٌ بَعْدَ صالِـحٍ، وَ صادِقٌ بَعْدَ صادِقٍ، اَيْنَ السَّبيلُ بَعْدَ السَّبيلِ، اَيْنَ الْخِيَرَةُ بَعْدَ الْخِيَرَةِ، اَيْنَ الشُّمُوسُ الطّالِعَةُ، اَيْنَ الاْقْمارُ الْمُنيرَةُ، اَيْنَ الاْنْجُمُ الزّاهِرَةُ، اَيْنَ اَعْلامُ الدّينِ وَ قَواعِدُ الْعِلْمِ، اَيْنَ بَقِيَّةُ اللهِ الَّتي لا تَخْلُو مِنَ الْعِتْرَةِ الْهادِيـَةِ، اَيـْنَ الـْمُعَدُّ لِـقَطْعِ دابِرِ الظَّلَمَةِ، اَيْنَ الْمُنْتَظَرُ لاِقامَةِ الاْمْتِ وَ اْلعِوَجِ، اَيْنَ الْمُرْتَجى لاِزالَةِ الْجَوْرِ وَ الْعُدْوانِ، اَيْنَ الْمُدَّخَرُ لِتَجْديدِ الْفَرآئِضِ و َالسُّنَنِ، اَيْنَ الْمُتَخَيَّرُ لاِعادَةِ الْمِلَّةِ وَ الشَّريعَةِ، اَيْنَ الْمُؤَمَّلُ لاِحْياءِ الْكِتابِ وَ حُدُودِهِ، اَيْنَ مُحْيي مَعالِمِ الدّينِ وَ اَهْلِهِ، اَيْنَ قاصِمُ شَوْكَةِ الْمُعْتَدينَ، اَيْنَ هادِمُ اَبْنِيَةِ الشِّرْكِ وَ النِّفاقِ، اَيْنَ مُبيدُ اَهْلِ الْفُسُوقِ وَ الْعِصْيانِ وَ الطُّغْيانِ، اَيْنَ حاصِدُ فُرُوعِ الْغَيِّ وَ الشِّقاقِ (النِفاقِ)، اَيْنَ طامِسُ آثارِ الزَّيْغِ وَ الاْهْواء، اَيْنَ قاطِعُ حَبائِلِ الْكِذْبِ (الكَذِبِ) وَ الاْفْتِراءِ، اَيْنَ مُبيدُ الْعُتاةِ وَ الْمَرَدَةِ، اَيْنَ مُسْتَأصِلُ اَهْلِ الْعِنادِ وَ التَّضْليلِ وَ الاْلْحادِ، اَيْنَ مُـعِزُّ الاْوْلِياءِ وَ مُذِلُّ الاْعْداءِ، اَيْنَ جامِعُ الْكَلِمَةِ (الكَلِمِ) عَلَى التَّقْوى، اَيْنَ بابُ اللهِ الَّذى مِنْهُ يُؤْتى، اَيْنَ وَجْهُ اللهِ الَّذى اِلَيْهِ يَتَوَجَّهُ الاْوْلِياءُ، اَيْنَ السَّبَبُ الْمُتَّصِلُ بَيْنَ الاْرْضِ وَ السَّماءِ، اَيْنَ صاحِبُ يَوْمِ الْفَتْحِ وَ ناشِرُ رايَةِ الْهُدى، اَيْنَ مُؤَلِّفُ شَمْلِ الصَّلاحِ وَ الرِّضا، اَيْنَ الطّالِبُ بِذُحُولِ الاْنْبِياءِ وَ اَبْناءِ الاْنْبِياءِ، اَيْنَ الطّالِبُ (المُطالِبُ) بِدَمِ الْمَقْتُولِ بِكَرْبَلاءَ، اَيْنَ الْمَنْصُورُ عَلى مَنِ اعْتَدى عَلَيْهِ وَ افْتَرى، اَيْنَ الْمُضْطَرُّ الَّذي يُجابُ اِذا دَعا اَيْنَ صَدْرُ الْخَلائِقِ ذُوالْبِرِّ وَ التَّقْوى، اَيْنَ ابْنُ النَّبِىِّ الْمُصْطَفى، وَ ابْنُ عَلِيٍّ الْمُرْتَضى، وَ ابْنُ خَديجَةَ الْغَرّآءِ، وَ ابْنُ فاطِمَةَ الْكُبْرى، بِاَبي اَنْتَ وَ اُمّي وَ نَفْسي لَكَ الْوِقاءُ وَ الْحِمى، يَا بْنَ السّادَةِ الْمُقَرَّبينَ، يَا بْنَ النُّجَباءِ الاْكْرَمينَ، يَا بْنَ الْهُداةِ الْمَهْدِيّينَ (المُهْتَدينَ)، يَا بْنَ الْخِيَرَةِ الْمُهَذَّبينَ، يَا بْنَ الْغَطارِفَةِ الاْنْجَبينَ، يَا بْنَ الاْطائِبِ الْمُطَهَّرينَ (المُتَطَهْريِنَ)، يَا بْنَ الْخَضارِمَةِ الْمُنْتَجَبينَ، يَا بْنَ الْقَماقِمَةِ الاْكْرَمينَ (الأكْبَرينَ)، يَا بْنَ الْبُدُورِ الْمُنيرَةِ، يَا بْنَ السُّرُجِ الْمُضيئَةِ، يَا بْنَ الشُّهُبِ الثّاقِبَةِ، يَا بْنَ الاْنْجُمِ الزّاهِرَةِ، يَا بْنَ السُّبُلِ الْواضِحَةِ، يَا بْنَ الاْعْلامِ الّلائِحَةِ، يَا بْنَ الْعُلُومِ الْكامِلَةِ، يَا بْنَ السُّنَنِ الْمَشْهُورَةِ، يَا بْنَ الْمَعالِمِ الْمَأثُورَةِ، يَا بْنَ الْمُعْجِزاتِ الْمَوْجُودَةِ، يَا بْنَ الدَّلائِلِ الْمَشْهُودَةِ (المَشْهُورَةِ)، يَا بْنَ الصـِّراطِ الْمُسْتَقيمِ، يَا بْنَ النَّبَأِ الْعَظيمِ، يَا بْنَ مَنْ هُوَ في اُمِّ الْكِتابِ لَدَى اللهِ عَلِيٌّ حَكيمٌ، يَا بْنَ الآياتِ وَ الْبَيِّناتِ، يَا بْنَ الدَّلائِلِ الظّاهِراتِ، يَا بْنَ الْبَراهينِ الْواضِحاتِ الْباهِراتِ، يَا بْنَ الْحُجَجِ الْبالِغاتِ، يَا بْنَ النِّعَمِ السّابِغاتِ، يَا بْنَ طه وَ الْـمُحْكَماتِ، يَا بْنَ يس وَ الذّارِياتِ، يَا بْنَ الطُّورِ وَ الْعادِياتِ، يَا بْنَ مَنْ دَنا فَتَدَلّى فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ اَوْ اَدْنى دُنُوّاً وَ اقْتِراباً مِنَ الْعَلِيِّ الاْعْلى، لَيْتَ شِعْري اَيْنَ اسْتَقَرَّتْ بِكَ النَّوى، بَلْ اَيُّ اَرْضٍ تُقِلُّكَ اَوْ ثَرى، اَبِرَضْوى اَوْ غَيْرِها اَمْ ذي طُوى، عَزيزٌ عَلَيَّ اَنْ اَرَى الْخَلْقَ وَ لا تُرى وَ لا اَسْمَعُ لَكَ حَسيساً وَ لا نَجْوى، عَزيزٌ عَلَيَّ اَنْ (لا تُحِيطَ بِيَ دُونكَ) تُحيطَ بِكَ دُونِيَ الْبَلْوى وَ لا يَنالُكَ مِنّي ضَجيجٌ وَ لا شَكْوى، بِنَفْسي اَنْتَ مِنْ مُغَيَّبٍ لَمْ يَخْلُ مِنّا، بِنَفْسي اَنْتَ مِنْ نازِحٍ ما نَزَحَ (يَنْزِحُ) عَنّا، بِنَفْسي اَنْتَ اُمْنِيَّةُ شائِقٍ يَتَمَنّى، مِنْ مُؤْمِن وَ مُؤْمِنَةٍ ذَكَرا فَحَنّا، بِنَفْسي اَنْتَ مِنْ عَقيدِ عِزٍّ لايُسامى، بِنَفْسي اَنْتَ مِنْ اَثيلِ مَجْدٍ لا يُجارى، بِنَفْسي اَنْتَ مِنْ تِلادِ نِعَمٍ لا تُضاهى، بِنَفْسي اَنْتَ مِنْ نَصيفِ شَرَفٍ لا يُساوى، اِلى مَتى اَحارُ فيكَ يا مَوْلايَ وَ اِلى مَتي، وَ اَىَّ خِطابٍ اَصِفُ فيكَ وَ اَيَّ نَجْوى، عَزيزٌ عَلَيَّ اَنْ اُجابَ دُونَكَ وَ اُناغى، عَزيزٌ عَلَيَّ اَنْ اَبْكِيَكَ وَ يَخْذُلَكَ الْوَرى، عَزيزٌ عَلَيَّ اَنْ يَجْرِيَ عَلَيْكَ دُونَهُمْ ما جَرى، هَلْ مِنْ مُعينٍ فَاُطيلَ مَعَهُ الْعَويلَ وَ الْبُكاءَ، هَلْ مِنْ جَزُوعٍ فَاُساعِدَ جَزَعَهُ اِذا خَلا، هَلْ قَذِيَتْ عَيْنٌ فَساعَدَتْها عَيْني عَلَى الْقَذى، هَلْ اِلَيْكَ يَا بْنَ اَحْمَدَ سَبيلٌ فَتُلْقى، هَلْ يَتَّصِلُ يَوْمُنا مِنْكَ بِعِدَةٍ فَنَحْظى، مَتى نَرِدُ مَناهِلَكَ الرَّوِيَّةَ فَنَرْوى، مَتى نَنْتَقِعُ مِنْ عَذْبِ مائِكَ فَقَدْ طالَ الصَّدى، مَتى نُغاديكَ وَ نُراوِحُكَ فَنُقِرَّ عَيْناً (فَتَقُرُ عًيًوننا)، مَتى تَرانا وَ نَراكَ وَ قَدْ نَشَرْتَ لِواءَ النَّصْرِ تُرى، اَتَرانا نَحُفُّ بِكَ وَ اَنْتَ تَاُمُّ الْمَلاَ وَ قَدْ مَلأْتَ الاْرْضَ عَدْلاً وَ اَذَقْتَ اَعْداءَكَ هَواناً وَ عِقاباً، وَ اَبَرْتَ الْعُتاةَ وَ جَحَدَةَ الْحَقِّ، وَ قَطَعْتَ دابِرَ الْمُتَكَبِّرينَ، وَ اجْتَثَثْتَ اُصُولَ الظّالِمينَ، وَ نَحْنُ نَقُولُ الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعالَمينَ.
اَللّـهُمَّ اَنْتَ كَشّافُ ْالكُرَبِ وَ الْبَلْوى، وَ اِلَيْكَ اَسْتَعْدى فَعِنْدَكَ الْعَدْوى، وَ اَنْتَ رَبُّ الاْخِرَةِ وَ الدُّنْيا (الاُولي)، فَاَغِثْ يا غِياثَ الْمُسْتَغيثينَ عُبَيْدَكَ الْمُبْتَلى، وَ اَرِهِ سَيِّدَهُ يا شَديدَ الْقُوى، وَ اَزِلْ عَنْهُ بِهِ الاْسى وَ الْجَوى، وَ بَرِّدْ غَليلَهُ يا مَنْ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى، وَ مَنْ اِلَيْهِ الرُّجْعى وَ الْمُنْتَهى.
اَللّـهُمَّ وَ نَحْنُ عَبيدُكَ التّائِقُونَ (الشائقون) اِلى وَلِيِّكَ الْمُذَكِّرِ بِكَ وَ بِنَبِيِّكَ، خَلَقْتَهُ لَنا عِصْمَةً وَ مَلاذاً، وَ اَقَمْتَهُ لَنا قِواماً وَ مَعاذاً، وَ جَعَلْتَهُ لِلْمُؤْمِنينَ مِنّا اِماماً، فَبَلِّغْهُ مِنّا تَحِيَّةً وَ سَلاماً، وَ زِدْنا بِذلِكَ يارَبِّ اِكْراماً، وَ اجْعَلْ مُسْتَقَرَّهُ لَنا مُسْتَقَرّاً وَ مُقاماً، وَ اَتْمِمْ نِعْمَتَكَ بِتَقْديمِكَ اِيّاهُ اَمامَنا حَتّى تُورِدَنا جِنانَكَ (جَنّاتِكَ) وَ مُرافَقَةَ الشُّهَداءِ مِنْ خُلَصائِكَ.
اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ، وَ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ جَدِّهِ وَ رَسُولِكَ السَّيِّدِ الاَكْبَرِ، وَ عَلى اَبيهِ السَّيِّدِ الاَصْغَرِ، وَ جَدَّتِهِ الصِّدّيقَةِ الْكُبْرى فاطِمَةَ بِنْتِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ، وَ عَلى مَنِ اصْطَفَيْتَ مِنْ آبائِهِ الْبَرَرَةِ، وَ عَلَيْهِ اَفْضَلَ وَ اَكْمَلَ وَ اَتَمَّ وَ اَدْوَمَ وَ اَكْثَرَ وَ اَوْفَرَ ما صَلَّيْتَ عَلى اَحَدٍ مِنْ اَصْفِيائِكَ وَ خِيَرَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ، وَ صَلِّ عَلَيْهِ صَلاةً لا غايَةَ لِعَدَدِها وَ لا نِهايَةَ لِمَدَدِها وَ لا نَفادَ لاِمَدِها.
اَللّـهُمَّ وَ اَقِمْ بِهِ الْحَقَّ وَ اَدْحِضْ بِهِ الْباطِلَ وَ اَدِلْ بِهِ اَوْلِياءَكَ وَ اَذْلِلْ بِهِ اَعْداءَكَ وَ صِلِ اللّهُمَّ بَيْنَنا وَ بَيْنَهُ وُصْلَةً تُؤَدّى اِلى مُرافَقَةِ سَلَفِهِ، وَ اجْعَلْنا مِمَّنْ يَأخُذُ بِحُجْزَتِهِمْ، وَ يَمْكُثُ في ظِلِّهِمْ، وَ اَعِنّا عَلى تَأدِيَةِ حُقُوقِهِ اِلَيْهِ، وَ الاْجْتِهادِ في طاعَتِهِ، وَ اجْتِنابِ مَعْصِيَتِهِ، وَ امْنُنْ عَلَيْنا بِرِضاهُ، وَهَبْ لَنا رَأَفَتَهُ وَ رَحْمَتَهُ وَ دُعاءَهُ وَ خَيْرَهُ مانَنالُ بِهِ سَعَةً مِنْ رَحْمَتِكَ وَ فَوْزاً عِنْدَكَ، وَ اجْعَلْ صَلاتَنا بِهِ مَقبُولَةً، وَ ذُنُوبَنا بِهِ مَغْفُورَةً، وَ دُعاءَنا بِهِ مُسْتَجاباً وَ اجْعَلْ اَرْزاقَنا بِهِ مَبْسُوطَةً، وَ هُمُومَنا بِهِ مَكْفِيَّةً، وَ حَوآئِجَنا بِهِ مَقْضِيَّةً، وَ اَقْبِلْ اِلَيْنا بِوَجْهِكَ الْكَريمِ وَ اقْبَلْ تَقَرُّبَنا اِلَيْكَ، وَ انْظُرْ اِلَيْنا نَظْرَةً رَحيمَةً نَسْتَكْمِلُ بِهَا الْكَرامَةَ عِنْدَكَ، ثُمَّ لا تَصْرِفْها عَنّا بِجُودِكَ، وَ اسْقِنا مِنْ حَوْضِ جَدِّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ بِكَأسِهِ وَ بِيَدِهِ رَيّاً رَوِيّاً هَنيئاً سائِغاً لا ظَمَاَ بَعْدَهُ يا أَرْحَمَ الرّاحِمين.
يا الله يا الله يا الله يا الله يا الله يا الله يا الله يا الله يا الله يا الله يا حنان يا منان يا كريم يا رحيم أسألك بحقك و بحق رسولك الكريم أبي القاسم محمد صلى الله عليه وآله وسلم وعترته الأطهار عليهم السلام لي ولإخواني وأخواتي من المؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات أن تنزل علينا كل خير أحاط به علمك وتكشف عنا كل شر أحاط به علمك , وتوسع في أرزاقنا , وتقضي حوائجنا, وتعمي أبصار الظالمين عنا من الجن والإنس , وتحسن عاقبتنا , وتشافي مرضانا من كل علة وداء وبلاء و تشافينا, وترحم أمواتنا وترحمنا يوم اللحاق بهم إنك أنت أرحم الراحمين
وصلى الله على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
قال النبي صلى الله عليه وآله:
من أحب فاطمة ابنتي فهو في الجنة معي ومن ابغضها فهو في النار
من أحب فاطمة ابنتي فهو في الجنة معي ومن ابغضها فهو في النار
-
- فـاطـمـيـة
- مشاركات: 8887
- اشترك في: الأحد مارس 02, 2008 5:49 pm
Re: دعــــــاء الندبـــــة
اللهم صل على محمد وآل محمد
بسم الله الرحمن الرحيم
اَلْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعالَمينَ وَ صَلَّى اللهُ عَلى سَيِّدِنا مُحَمَّدٍ نَبِيِّهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ تَسْليماً، اَللّـهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ عَلى ما جَرى بِهِ قَضاؤكَ في اَوْلِيائِكَ الَّذينَ اسْتَخْلَصْتَهُمْ لِنَفْسِكَ وَ دينِكَ، اِذِ اخْتَرْتَ لَهُمْ جَزيلَ ما عِنْدَكَ مِنَ النَّعيمِ الْمُقيمِ الَّذي لا زَوالَ لَهُ وَ لاَ اضْمِحْلالَ، بَعْدَ اَنْ شَرَطْتَ عَلَيْهِمُ الزُّهْدَ في دَرَجاتِ هذِهِ الدُّنْيَا الدَّنِيَّةِ وَ زُخْرُفِها وَ زِبْرِجِها، فَشَرَطُوا لَكَ ذلِكَ وَ عَلِمْتَ مِنْهُمُ الْوَفاءَ بِهِ فَقَبِلْتَهُمْ وَ قَرَّبْتَهُمْ، وَ قَدَّمْتَ لَهُمُ الذِّكْرَ الْعَلِيَّ وَ الثَّناءَ الْجَلِىَّ، وَ اَهْبَطْتَ عَلَيْهِمْ مَلائِكَتَكَ وَ كَرَّمْتَهُمْ بِوَحْيِكَ، وَ رَفَدْتَهُمْ بِعِلْمِكَ، وَ جَعَلْتَهُمُ الذَّريعَةَ اِلَيْكَ وَ الْوَسيلَةَ اِلى رِضْوانِكَ، فَبَعْضٌ اَسْكَنْتَهُ جَنَّتَكَ اِلى اَنْ اَخْرَجْتَهُ مِنْها، وَ بَعْضٌ حَمَلْتَهُ في فُلْكِكَ وَ نَجَّيْتَهُ وَ مَنْ آمَنَ مَعَهُ مِنَ الْهَلَكَةِ بِرَحْمَتِكَ، وَ بَعْضٌ اتَّخَذْتَهُ لِنَفْسِكَ خَليلاً وَ سَأَلَكَ لِسانَ صِدْقٍ فِي الاْخِرينَ فَاَجَبْتَهُ وَ جَعَلْتَ ذلِكَ عَلِيّاً، وَ بَعْضٌ كَلَّمْتَهُ مِنْ شَجَـرَةٍ تَكْليماً وَ جَعَلْتَ لَهُ مِنْ اَخيهِ رِدْءاً وَ وَزيراً، وَ بَعْضٌ اَوْلَدْتَهُ مِنْ غَيْرِ اَبٍ وَ آتَيْتَهُ الْبَيِّناتِ وَ اَيَّدْتَهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ، وَ كُلٌّ شَرَعْتَ لَهُ شَريعَةً، وَ نَهَجْتَ لَهُ مِنْهاجاً، وَ تَخَيَّرْتَ لَهُ اَوْصِياءَ، مُسْتَحْفِظاً بَعْدَ مُسْتَحْفِظٍ مِنْ مُدَّةٍ اِلى مُدَّةٍ، اِقامَةً لِدينِكَ، وَ حُجَّةً عَلى عِبادِكَ، وَ لِئَلّا يَزُولَ الْحَقُّ عَنْ مَقَرِّهِ وَ يَغْلِبَ الْباطِلُ عَلى اَهْلِهِ، وَ لا يَقُولَ اَحَدٌ لَوْلا اَرْسَلْتَ اِلَيْنا رَسُولاً مُنْذِراً وَ اَقَمْتَ لَنا عَلَماً هادِياً فَنَتَّبِـعَ آياتِكَ مِنْ قَبْلِ اَنْ نَذِلَّ وَ نَخْزى، اِلى اَنِ انْتَهَيْتَ بالأمْرِ اِلى حَبيبِكَ وَ نَجيبِكَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ، فَكانَ كَمَا انْتَجَبْتَهُ سَيِّدَ مَنْ خَلَقْتَهُ، وَ صَفْوَةَ مَنِ اصْطَفَيْتَهُ، وَ اَفْضَلَ مَنِ اجْتَبَيْتَهُ، وَ اَكْرَمَ مَنِ اعْتَمَدْتَهُ، قَدَّمْتَهُ عَلى اَنْبِيائِكَ، وَ بَعَثْتَهُ اِلَى الثَّقَلَيْنِ مِنْ عِبادِكَ، وَ اَوْطَأتَهُ مَشارِقَكَ وَ مَغارِبَكَ، وَ سَخَّرْتَ لَهُ الْبُراقَ، وَ عَرَجْتَ (به) بِرُوْحِهِ اِلى سَمائِكَ، وَ اَوْدَعْتَهُ عِلْمَ ما كانَ وَما يَكُونُ اِلَى انْقِضاءِ خَلْقِكَ، ثُمَّ نَصَرْتَهُ بِالرُّعْبِ، وَ حَفَفْتَهُ بِجَبْرَئيلَ وَ ميكائيلَ وَ الْمُسَوِّمينَ مِنْ مَلائِكَتِكَ وَ وَعَدْتَهُ اَنْ تُظْهِرَ دينَهُ عَلَى الدّينِ كُلِّهِ وَ لَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ، وَ ذلِكَ بَعْدَ اَنْ بَوَّأتَهُ مَبَوَّأَ صِدْقٍ مِنْ اَهْلِهِ، وَ جَعَلْتَ لَهُ وَ لَهُمْ اَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنّاسِ لَلَّذي بِبَكَّةَ مُبارَكاً وَ هُدىً لِلْعالَمينَ، فيهِ آياتٌ بَيِّناتٌ مَقامُ اِبْراهيمَ وَ مَنْ دَخَلَهُ كانَ آمِناً، وَ قُلْتَ: «اِنَّما يُريدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ اَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهيراً» ثُمَّ جَعَلْتَ اَجْرَ مُحَمَّدٍ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَ آلِهِ مَوَدَّتَهُمْ في كِتابِكَ فَقُلْتَ: «قل لا اسالكم عليه اجرا الا المودة في القربى» وَ قُلْتَ: «ما سَألْتُكُمْ مِنْ اَجْرٍ فَهُو َلَكُمْ» وَ قُلْتَ: «ما اَسْاَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ اَجْرٍ الّا مَنْ شاءَ اَنْ يَتَّخِذَ اِلى رَبِّهِ سَبيلاً»، فَكانُوا هُمُ السَّبيلَ اِلَيْكَ وَ الْمَسْلَكَ اِلى رِضْوانِكَ، فَلَمَّا انْقَضَتْ اَيّامُهُ اَقامَ وَلِيَّهُ عَلِيَّ بْنَ اَبي طالِب صَلَواتُكَ عَلَيْهِما وَ آلِهِما هادِياً، اِذْ كانَ هُوَ الْمُنْذِرَ وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ، فَقالَ وَ الْمَلأُ اَمامَهُ: مَنْ كُنْتُ مَوْلاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلاهُ اَللّـهُمَّ والِ مَنْ والاهُ وَ عادِ مَنْ عاداهُ وَ انْصُرْ مَنْ نَصَرَهُ وَ اخْذُلْ مَنْ خَذَلَهُ، وَ قالَ: مَنْ كُنْتُ اَنَا نَبِيَّهُ فَعَلِيٌّ اَميرُهُ، وَ قالَ: اَنَا وَ عَلِيٌّ مِنْ شَجَرَةٍ واحِدَةٍ وَ سائِرُالنَّاسِ مِنْ شَجَرٍ شَتّى، وَ اَحَلَّهُ مَحَلَّ هارُونَ مِنْ مُوسى، فَقال لَهُ: اَنْتَ مِنّي بِمَنْزِلَةِ هارُونَ مِنْ مُوسى الّا اَنَّهُ لا نَبِيَّ بَعْدي، وَ زَوَّجَهُ ابْنَتَهُ سَيِّدَةَ نِساءِ الْعالَمينَ، وَ اَحَلَّ لَهُ مِنْ مَسْجِدِهِ ما حَلَّ لَهُ، وَ سَدَّ الاْبْوابَ اِلاّ بابَهُ، ثُمَّ اَوْدَعَهُ عِلْمَهُ وَ حِكْمَتَهُ فَقالَ: اَنـَا مَدينَةُ الْعِلْمِ وَ عَلِىٌّ بابُها، فَمَنْ اَرادَ الْمَدينَةَ وَ الْحِكْمَةَ فَلْيَاْتِها مِنْ بابِها، ثُمَّ قالَ: اَنْتَ اَخي وَ وَصِيّي وَ وارِثي، لَحْمُكَ مِنْ لَحْمي وَ دَمُكَ مِنْ دَمي وَ سِلْمُكَ سِلْمي وَ حَرْبُكَ حَرْبي وَ الإيمانُ مُخالِطٌ لَحْمَكَ وَ دَمَكَ كَما خالَطَ لَحْمي وَ دَمي، وَ اَنْتَ غَداً عَلَى الْحَوْضِ خَليفَتي وَ اَنْتَ تَقْضي دَيْني وَ تُنْجِزُ عِداتي وَ شيعَتُكَ عَلى مَنابِرَ مِنْ نُورٍ مُبْيَضَّةً وُجُوهُهُمْ حَوْلي فِي الْجَنَّةِ وَ هُمْ جيراني، وَ لَوْلا اَنْتَ يا عَلِيُّ لَمْ يُعْرَفِ الْمُؤْمِنُونَ بَعْدي، وَ كانَ بَعْدَهُ هُدىً مِنَ الضَّلالِ وَ نُوراً مِنَ الْعَمى، وَ حَبْلَ اللهِ الْمَتينَ وَ صِراطَهُ الْمُسْتَقيمَ، لا يُسْبَقُ بِقَرابَةٍ في رَحِمٍ وَ لا بِسابِقَةٍ في دينٍ، وَ لا يُلْحَقُ في مَنْقَبَةٍ مِنْ مَناقِبِهِ، يَحْذُو حَذْوَ الرَّسُولِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِما وَ آلِهِما، وَ يُقاتِلُ عَلَى التَّأويلِ وَ لا تَأخُذُهُ فِي اللهِ لَوْمَةُ لائِمٍ، قَدْ وَتَرَ فيهِ صَناديدَ الْعَرَبِ وَ قَتَلَ اَبْطالَهُمْ وَ ناوَشَ (ناهش) ذُؤْبانَهُمْ، فَاَوْدَعَ قُلُوبَهُمْ اَحْقاداً بَدْرِيَّةً وَ خَيْبَرِيَّةً وَ حُنَيْنِيَّةً وَ غَيْرَهُنَّ، فَاَضَبَّتْ عَلى عَداوَتِهِ وَ اَكَبَّتْ عَلى مُنابَذَتِهِ، حَتّى قَتَلَ النّاكِثينَ وَ الْقاسِطينَ وَ الْمارِقينَ، وَ لَمّا قَضى نَحْبَهُ وَ قَتَلَهُ اَشْقَى الاْخِرينَ يَتْبَعُ اَشْقَى الاْوَّلينَ، لَمْ يُمْتَثَلْ اَمْرُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ فِي الْهادينَ بَعْدَ الْهادينَ، وَ الاْمَّةُ مُصِرَّةٌ عَلى مَقْتِهِ مُجْتَمِعَةٌ عَلى قَطيعَةِ رَحِمِهِ وَ اِقْصاءِ وُلْدِهِ اِلّا الْقَليلَ مِمَّنْ وَفى لِرِعايَةِ الْحَقِّ فيهِمْ، فَقُتِلَ مَنْ قُتِلَ، وَ سُبِيَ مَنْ سُبِيَ وَ اُقْصِيَ مَنْ اُقْصِيَ وَ جَرَى الْقَضاءُ لَهُمْ بِما يُرْجى لَهُ حُسْنُ الْمَثُوبَةِ، اِذْ كانَتِ الاْرْضُ للهِ يُورِثُها مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَ الْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقينَ، وَ سُبْحانَ رَبِّنا اِنْ كانَ وَعْدُ رَبِّنا لَمَفْعُولاً، وَ لَنْ يُخْلِفَ اللهُ وَعْدَهُ وَ هُوَ الْعَزيزُ الْحَكيمُ.
فَعَلَى الاْطائِبِ مِنْ اَهْلِ بَيْتِ مُحَمَّدٍ وَ عَلِيٍّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِما وَ آلِهِما فَلْيَبْكِ الْباكُونَ، وَ اِيّاهُمْ فَلْيَنْدُبِ النّادِبُونَ، وَ لِمِثْلِهِمْ فَلْتَذْرِفِ (فَلْتًدرِ) الدُّمُوعُ، وَ لْيَصْرُخِ الصّارِخُونَ، وَ يَضِجَّ الضّاجُّونَ، وَ يَعِـجَّ الْعاجُّوَن، اَيْنَ الْحَسَنُ اَيْنَ الْحُسَيْنُ اَيْنَ اَبْناءُ الْحُسَيْنِ، صالِحٌ بَعْدَ صالِـحٍ، وَ صادِقٌ بَعْدَ صادِقٍ، اَيْنَ السَّبيلُ بَعْدَ السَّبيلِ، اَيْنَ الْخِيَرَةُ بَعْدَ الْخِيَرَةِ، اَيْنَ الشُّمُوسُ الطّالِعَةُ، اَيْنَ الاْقْمارُ الْمُنيرَةُ، اَيْنَ الاْنْجُمُ الزّاهِرَةُ، اَيْنَ اَعْلامُ الدّينِ وَ قَواعِدُ الْعِلْمِ، اَيْنَ بَقِيَّةُ اللهِ الَّتي لا تَخْلُو مِنَ الْعِتْرَةِ الْهادِيـَةِ، اَيـْنَ الـْمُعَدُّ لِـقَطْعِ دابِرِ الظَّلَمَةِ، اَيْنَ الْمُنْتَظَرُ لاِقامَةِ الاْمْتِ وَ اْلعِوَجِ، اَيْنَ الْمُرْتَجى لاِزالَةِ الْجَوْرِ وَ الْعُدْوانِ، اَيْنَ الْمُدَّخَرُ لِتَجْديدِ الْفَرآئِضِ و َالسُّنَنِ، اَيْنَ الْمُتَخَيَّرُ لاِعادَةِ الْمِلَّةِ وَ الشَّريعَةِ، اَيْنَ الْمُؤَمَّلُ لاِحْياءِ الْكِتابِ وَ حُدُودِهِ، اَيْنَ مُحْيي مَعالِمِ الدّينِ وَ اَهْلِهِ، اَيْنَ قاصِمُ شَوْكَةِ الْمُعْتَدينَ، اَيْنَ هادِمُ اَبْنِيَةِ الشِّرْكِ وَ النِّفاقِ، اَيْنَ مُبيدُ اَهْلِ الْفُسُوقِ وَ الْعِصْيانِ وَ الطُّغْيانِ، اَيْنَ حاصِدُ فُرُوعِ الْغَيِّ وَ الشِّقاقِ (النِفاقِ)، اَيْنَ طامِسُ آثارِ الزَّيْغِ وَ الاْهْواء، اَيْنَ قاطِعُ حَبائِلِ الْكِذْبِ (الكَذِبِ) وَ الاْفْتِراءِ، اَيْنَ مُبيدُ الْعُتاةِ وَ الْمَرَدَةِ، اَيْنَ مُسْتَأصِلُ اَهْلِ الْعِنادِ وَ التَّضْليلِ وَ الاْلْحادِ، اَيْنَ مُـعِزُّ الاْوْلِياءِ وَ مُذِلُّ الاْعْداءِ، اَيْنَ جامِعُ الْكَلِمَةِ (الكَلِمِ) عَلَى التَّقْوى، اَيْنَ بابُ اللهِ الَّذى مِنْهُ يُؤْتى، اَيْنَ وَجْهُ اللهِ الَّذى اِلَيْهِ يَتَوَجَّهُ الاْوْلِياءُ، اَيْنَ السَّبَبُ الْمُتَّصِلُ بَيْنَ الاْرْضِ وَ السَّماءِ، اَيْنَ صاحِبُ يَوْمِ الْفَتْحِ وَ ناشِرُ رايَةِ الْهُدى، اَيْنَ مُؤَلِّفُ شَمْلِ الصَّلاحِ وَ الرِّضا، اَيْنَ الطّالِبُ بِذُحُولِ الاْنْبِياءِ وَ اَبْناءِ الاْنْبِياءِ، اَيْنَ الطّالِبُ (المُطالِبُ) بِدَمِ الْمَقْتُولِ بِكَرْبَلاءَ، اَيْنَ الْمَنْصُورُ عَلى مَنِ اعْتَدى عَلَيْهِ وَ افْتَرى، اَيْنَ الْمُضْطَرُّ الَّذي يُجابُ اِذا دَعا اَيْنَ صَدْرُ الْخَلائِقِ ذُوالْبِرِّ وَ التَّقْوى، اَيْنَ ابْنُ النَّبِىِّ الْمُصْطَفى، وَ ابْنُ عَلِيٍّ الْمُرْتَضى، وَ ابْنُ خَديجَةَ الْغَرّآءِ، وَ ابْنُ فاطِمَةَ الْكُبْرى، بِاَبي اَنْتَ وَ اُمّي وَ نَفْسي لَكَ الْوِقاءُ وَ الْحِمى، يَا بْنَ السّادَةِ الْمُقَرَّبينَ، يَا بْنَ النُّجَباءِ الاْكْرَمينَ، يَا بْنَ الْهُداةِ الْمَهْدِيّينَ (المُهْتَدينَ)، يَا بْنَ الْخِيَرَةِ الْمُهَذَّبينَ، يَا بْنَ الْغَطارِفَةِ الاْنْجَبينَ، يَا بْنَ الاْطائِبِ الْمُطَهَّرينَ (المُتَطَهْريِنَ)، يَا بْنَ الْخَضارِمَةِ الْمُنْتَجَبينَ، يَا بْنَ الْقَماقِمَةِ الاْكْرَمينَ (الأكْبَرينَ)، يَا بْنَ الْبُدُورِ الْمُنيرَةِ، يَا بْنَ السُّرُجِ الْمُضيئَةِ، يَا بْنَ الشُّهُبِ الثّاقِبَةِ، يَا بْنَ الاْنْجُمِ الزّاهِرَةِ، يَا بْنَ السُّبُلِ الْواضِحَةِ، يَا بْنَ الاْعْلامِ الّلائِحَةِ، يَا بْنَ الْعُلُومِ الْكامِلَةِ، يَا بْنَ السُّنَنِ الْمَشْهُورَةِ، يَا بْنَ الْمَعالِمِ الْمَأثُورَةِ، يَا بْنَ الْمُعْجِزاتِ الْمَوْجُودَةِ، يَا بْنَ الدَّلائِلِ الْمَشْهُودَةِ (المَشْهُورَةِ)، يَا بْنَ الصـِّراطِ الْمُسْتَقيمِ، يَا بْنَ النَّبَأِ الْعَظيمِ، يَا بْنَ مَنْ هُوَ في اُمِّ الْكِتابِ لَدَى اللهِ عَلِيٌّ حَكيمٌ، يَا بْنَ الآياتِ وَ الْبَيِّناتِ، يَا بْنَ الدَّلائِلِ الظّاهِراتِ، يَا بْنَ الْبَراهينِ الْواضِحاتِ الْباهِراتِ، يَا بْنَ الْحُجَجِ الْبالِغاتِ، يَا بْنَ النِّعَمِ السّابِغاتِ، يَا بْنَ طه وَ الْـمُحْكَماتِ، يَا بْنَ يس وَ الذّارِياتِ، يَا بْنَ الطُّورِ وَ الْعادِياتِ، يَا بْنَ مَنْ دَنا فَتَدَلّى فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ اَوْ اَدْنى دُنُوّاً وَ اقْتِراباً مِنَ الْعَلِيِّ الاْعْلى، لَيْتَ شِعْري اَيْنَ اسْتَقَرَّتْ بِكَ النَّوى، بَلْ اَيُّ اَرْضٍ تُقِلُّكَ اَوْ ثَرى، اَبِرَضْوى اَوْ غَيْرِها اَمْ ذي طُوى، عَزيزٌ عَلَيَّ اَنْ اَرَى الْخَلْقَ وَ لا تُرى وَ لا اَسْمَعُ لَكَ حَسيساً وَ لا نَجْوى، عَزيزٌ عَلَيَّ اَنْ (لا تُحِيطَ بِيَ دُونكَ) تُحيطَ بِكَ دُونِيَ الْبَلْوى وَ لا يَنالُكَ مِنّي ضَجيجٌ وَ لا شَكْوى، بِنَفْسي اَنْتَ مِنْ مُغَيَّبٍ لَمْ يَخْلُ مِنّا، بِنَفْسي اَنْتَ مِنْ نازِحٍ ما نَزَحَ (يَنْزِحُ) عَنّا، بِنَفْسي اَنْتَ اُمْنِيَّةُ شائِقٍ يَتَمَنّى، مِنْ مُؤْمِن وَ مُؤْمِنَةٍ ذَكَرا فَحَنّا، بِنَفْسي اَنْتَ مِنْ عَقيدِ عِزٍّ لايُسامى، بِنَفْسي اَنْتَ مِنْ اَثيلِ مَجْدٍ لا يُجارى، بِنَفْسي اَنْتَ مِنْ تِلادِ نِعَمٍ لا تُضاهى، بِنَفْسي اَنْتَ مِنْ نَصيفِ شَرَفٍ لا يُساوى، اِلى مَتى اَحارُ فيكَ يا مَوْلايَ وَ اِلى مَتي، وَ اَىَّ خِطابٍ اَصِفُ فيكَ وَ اَيَّ نَجْوى، عَزيزٌ عَلَيَّ اَنْ اُجابَ دُونَكَ وَ اُناغى، عَزيزٌ عَلَيَّ اَنْ اَبْكِيَكَ وَ يَخْذُلَكَ الْوَرى، عَزيزٌ عَلَيَّ اَنْ يَجْرِيَ عَلَيْكَ دُونَهُمْ ما جَرى، هَلْ مِنْ مُعينٍ فَاُطيلَ مَعَهُ الْعَويلَ وَ الْبُكاءَ، هَلْ مِنْ جَزُوعٍ فَاُساعِدَ جَزَعَهُ اِذا خَلا، هَلْ قَذِيَتْ عَيْنٌ فَساعَدَتْها عَيْني عَلَى الْقَذى، هَلْ اِلَيْكَ يَا بْنَ اَحْمَدَ سَبيلٌ فَتُلْقى، هَلْ يَتَّصِلُ يَوْمُنا مِنْكَ بِعِدَةٍ فَنَحْظى، مَتى نَرِدُ مَناهِلَكَ الرَّوِيَّةَ فَنَرْوى، مَتى نَنْتَقِعُ مِنْ عَذْبِ مائِكَ فَقَدْ طالَ الصَّدى، مَتى نُغاديكَ وَ نُراوِحُكَ فَنُقِرَّ عَيْناً (فَتَقُرُ عًيًوننا)، مَتى تَرانا وَ نَراكَ وَ قَدْ نَشَرْتَ لِواءَ النَّصْرِ تُرى، اَتَرانا نَحُفُّ بِكَ وَ اَنْتَ تَاُمُّ الْمَلاَ وَ قَدْ مَلأْتَ الاْرْضَ عَدْلاً وَ اَذَقْتَ اَعْداءَكَ هَواناً وَ عِقاباً، وَ اَبَرْتَ الْعُتاةَ وَ جَحَدَةَ الْحَقِّ، وَ قَطَعْتَ دابِرَ الْمُتَكَبِّرينَ، وَ اجْتَثَثْتَ اُصُولَ الظّالِمينَ، وَ نَحْنُ نَقُولُ الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعالَمينَ.
اَللّـهُمَّ اَنْتَ كَشّافُ ْالكُرَبِ وَ الْبَلْوى، وَ اِلَيْكَ اَسْتَعْدى فَعِنْدَكَ الْعَدْوى، وَ اَنْتَ رَبُّ الاْخِرَةِ وَ الدُّنْيا (الاُولي)، فَاَغِثْ يا غِياثَ الْمُسْتَغيثينَ عُبَيْدَكَ الْمُبْتَلى، وَ اَرِهِ سَيِّدَهُ يا شَديدَ الْقُوى، وَ اَزِلْ عَنْهُ بِهِ الاْسى وَ الْجَوى، وَ بَرِّدْ غَليلَهُ يا مَنْ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى، وَ مَنْ اِلَيْهِ الرُّجْعى وَ الْمُنْتَهى.
اَللّـهُمَّ وَ نَحْنُ عَبيدُكَ التّائِقُونَ (الشائقون) اِلى وَلِيِّكَ الْمُذَكِّرِ بِكَ وَ بِنَبِيِّكَ، خَلَقْتَهُ لَنا عِصْمَةً وَ مَلاذاً، وَ اَقَمْتَهُ لَنا قِواماً وَ مَعاذاً، وَ جَعَلْتَهُ لِلْمُؤْمِنينَ مِنّا اِماماً، فَبَلِّغْهُ مِنّا تَحِيَّةً وَ سَلاماً، وَ زِدْنا بِذلِكَ يارَبِّ اِكْراماً، وَ اجْعَلْ مُسْتَقَرَّهُ لَنا مُسْتَقَرّاً وَ مُقاماً، وَ اَتْمِمْ نِعْمَتَكَ بِتَقْديمِكَ اِيّاهُ اَمامَنا حَتّى تُورِدَنا جِنانَكَ (جَنّاتِكَ) وَ مُرافَقَةَ الشُّهَداءِ مِنْ خُلَصائِكَ.
اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ، وَ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ جَدِّهِ وَ رَسُولِكَ السَّيِّدِ الاَكْبَرِ، وَ عَلى اَبيهِ السَّيِّدِ الاَصْغَرِ، وَ جَدَّتِهِ الصِّدّيقَةِ الْكُبْرى فاطِمَةَ بِنْتِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ، وَ عَلى مَنِ اصْطَفَيْتَ مِنْ آبائِهِ الْبَرَرَةِ، وَ عَلَيْهِ اَفْضَلَ وَ اَكْمَلَ وَ اَتَمَّ وَ اَدْوَمَ وَ اَكْثَرَ وَ اَوْفَرَ ما صَلَّيْتَ عَلى اَحَدٍ مِنْ اَصْفِيائِكَ وَ خِيَرَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ، وَ صَلِّ عَلَيْهِ صَلاةً لا غايَةَ لِعَدَدِها وَ لا نِهايَةَ لِمَدَدِها وَ لا نَفادَ لاِمَدِها.
اَللّـهُمَّ وَ اَقِمْ بِهِ الْحَقَّ وَ اَدْحِضْ بِهِ الْباطِلَ وَ اَدِلْ بِهِ اَوْلِياءَكَ وَ اَذْلِلْ بِهِ اَعْداءَكَ وَ صِلِ اللّهُمَّ بَيْنَنا وَ بَيْنَهُ وُصْلَةً تُؤَدّى اِلى مُرافَقَةِ سَلَفِهِ، وَ اجْعَلْنا مِمَّنْ يَأخُذُ بِحُجْزَتِهِمْ، وَ يَمْكُثُ في ظِلِّهِمْ، وَ اَعِنّا عَلى تَأدِيَةِ حُقُوقِهِ اِلَيْهِ، وَ الاْجْتِهادِ في طاعَتِهِ، وَ اجْتِنابِ مَعْصِيَتِهِ، وَ امْنُنْ عَلَيْنا بِرِضاهُ، وَهَبْ لَنا رَأَفَتَهُ وَ رَحْمَتَهُ وَ دُعاءَهُ وَ خَيْرَهُ مانَنالُ بِهِ سَعَةً مِنْ رَحْمَتِكَ وَ فَوْزاً عِنْدَكَ، وَ اجْعَلْ صَلاتَنا بِهِ مَقبُولَةً، وَ ذُنُوبَنا بِهِ مَغْفُورَةً، وَ دُعاءَنا بِهِ مُسْتَجاباً وَ اجْعَلْ اَرْزاقَنا بِهِ مَبْسُوطَةً، وَ هُمُومَنا بِهِ مَكْفِيَّةً، وَ حَوآئِجَنا بِهِ مَقْضِيَّةً، وَ اَقْبِلْ اِلَيْنا بِوَجْهِكَ الْكَريمِ وَ اقْبَلْ تَقَرُّبَنا اِلَيْكَ، وَ انْظُرْ اِلَيْنا نَظْرَةً رَحيمَةً نَسْتَكْمِلُ بِهَا الْكَرامَةَ عِنْدَكَ، ثُمَّ لا تَصْرِفْها عَنّا بِجُودِكَ، وَ اسْقِنا مِنْ حَوْضِ جَدِّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ بِكَأسِهِ وَ بِيَدِهِ رَيّاً رَوِيّاً هَنيئاً سائِغاً لا ظَمَاَ بَعْدَهُ يا أَرْحَمَ الرّاحِمين.
اللهم صل على محمد وآل محمد
بسم الله الرحمن الرحيم
اَلْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعالَمينَ وَ صَلَّى اللهُ عَلى سَيِّدِنا مُحَمَّدٍ نَبِيِّهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ تَسْليماً، اَللّـهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ عَلى ما جَرى بِهِ قَضاؤكَ في اَوْلِيائِكَ الَّذينَ اسْتَخْلَصْتَهُمْ لِنَفْسِكَ وَ دينِكَ، اِذِ اخْتَرْتَ لَهُمْ جَزيلَ ما عِنْدَكَ مِنَ النَّعيمِ الْمُقيمِ الَّذي لا زَوالَ لَهُ وَ لاَ اضْمِحْلالَ، بَعْدَ اَنْ شَرَطْتَ عَلَيْهِمُ الزُّهْدَ في دَرَجاتِ هذِهِ الدُّنْيَا الدَّنِيَّةِ وَ زُخْرُفِها وَ زِبْرِجِها، فَشَرَطُوا لَكَ ذلِكَ وَ عَلِمْتَ مِنْهُمُ الْوَفاءَ بِهِ فَقَبِلْتَهُمْ وَ قَرَّبْتَهُمْ، وَ قَدَّمْتَ لَهُمُ الذِّكْرَ الْعَلِيَّ وَ الثَّناءَ الْجَلِىَّ، وَ اَهْبَطْتَ عَلَيْهِمْ مَلائِكَتَكَ وَ كَرَّمْتَهُمْ بِوَحْيِكَ، وَ رَفَدْتَهُمْ بِعِلْمِكَ، وَ جَعَلْتَهُمُ الذَّريعَةَ اِلَيْكَ وَ الْوَسيلَةَ اِلى رِضْوانِكَ، فَبَعْضٌ اَسْكَنْتَهُ جَنَّتَكَ اِلى اَنْ اَخْرَجْتَهُ مِنْها، وَ بَعْضٌ حَمَلْتَهُ في فُلْكِكَ وَ نَجَّيْتَهُ وَ مَنْ آمَنَ مَعَهُ مِنَ الْهَلَكَةِ بِرَحْمَتِكَ، وَ بَعْضٌ اتَّخَذْتَهُ لِنَفْسِكَ خَليلاً وَ سَأَلَكَ لِسانَ صِدْقٍ فِي الاْخِرينَ فَاَجَبْتَهُ وَ جَعَلْتَ ذلِكَ عَلِيّاً، وَ بَعْضٌ كَلَّمْتَهُ مِنْ شَجَـرَةٍ تَكْليماً وَ جَعَلْتَ لَهُ مِنْ اَخيهِ رِدْءاً وَ وَزيراً، وَ بَعْضٌ اَوْلَدْتَهُ مِنْ غَيْرِ اَبٍ وَ آتَيْتَهُ الْبَيِّناتِ وَ اَيَّدْتَهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ، وَ كُلٌّ شَرَعْتَ لَهُ شَريعَةً، وَ نَهَجْتَ لَهُ مِنْهاجاً، وَ تَخَيَّرْتَ لَهُ اَوْصِياءَ، مُسْتَحْفِظاً بَعْدَ مُسْتَحْفِظٍ مِنْ مُدَّةٍ اِلى مُدَّةٍ، اِقامَةً لِدينِكَ، وَ حُجَّةً عَلى عِبادِكَ، وَ لِئَلّا يَزُولَ الْحَقُّ عَنْ مَقَرِّهِ وَ يَغْلِبَ الْباطِلُ عَلى اَهْلِهِ، وَ لا يَقُولَ اَحَدٌ لَوْلا اَرْسَلْتَ اِلَيْنا رَسُولاً مُنْذِراً وَ اَقَمْتَ لَنا عَلَماً هادِياً فَنَتَّبِـعَ آياتِكَ مِنْ قَبْلِ اَنْ نَذِلَّ وَ نَخْزى، اِلى اَنِ انْتَهَيْتَ بالأمْرِ اِلى حَبيبِكَ وَ نَجيبِكَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ، فَكانَ كَمَا انْتَجَبْتَهُ سَيِّدَ مَنْ خَلَقْتَهُ، وَ صَفْوَةَ مَنِ اصْطَفَيْتَهُ، وَ اَفْضَلَ مَنِ اجْتَبَيْتَهُ، وَ اَكْرَمَ مَنِ اعْتَمَدْتَهُ، قَدَّمْتَهُ عَلى اَنْبِيائِكَ، وَ بَعَثْتَهُ اِلَى الثَّقَلَيْنِ مِنْ عِبادِكَ، وَ اَوْطَأتَهُ مَشارِقَكَ وَ مَغارِبَكَ، وَ سَخَّرْتَ لَهُ الْبُراقَ، وَ عَرَجْتَ (به) بِرُوْحِهِ اِلى سَمائِكَ، وَ اَوْدَعْتَهُ عِلْمَ ما كانَ وَما يَكُونُ اِلَى انْقِضاءِ خَلْقِكَ، ثُمَّ نَصَرْتَهُ بِالرُّعْبِ، وَ حَفَفْتَهُ بِجَبْرَئيلَ وَ ميكائيلَ وَ الْمُسَوِّمينَ مِنْ مَلائِكَتِكَ وَ وَعَدْتَهُ اَنْ تُظْهِرَ دينَهُ عَلَى الدّينِ كُلِّهِ وَ لَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ، وَ ذلِكَ بَعْدَ اَنْ بَوَّأتَهُ مَبَوَّأَ صِدْقٍ مِنْ اَهْلِهِ، وَ جَعَلْتَ لَهُ وَ لَهُمْ اَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنّاسِ لَلَّذي بِبَكَّةَ مُبارَكاً وَ هُدىً لِلْعالَمينَ، فيهِ آياتٌ بَيِّناتٌ مَقامُ اِبْراهيمَ وَ مَنْ دَخَلَهُ كانَ آمِناً، وَ قُلْتَ: «اِنَّما يُريدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ اَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهيراً» ثُمَّ جَعَلْتَ اَجْرَ مُحَمَّدٍ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَ آلِهِ مَوَدَّتَهُمْ في كِتابِكَ فَقُلْتَ: «قل لا اسالكم عليه اجرا الا المودة في القربى» وَ قُلْتَ: «ما سَألْتُكُمْ مِنْ اَجْرٍ فَهُو َلَكُمْ» وَ قُلْتَ: «ما اَسْاَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ اَجْرٍ الّا مَنْ شاءَ اَنْ يَتَّخِذَ اِلى رَبِّهِ سَبيلاً»، فَكانُوا هُمُ السَّبيلَ اِلَيْكَ وَ الْمَسْلَكَ اِلى رِضْوانِكَ، فَلَمَّا انْقَضَتْ اَيّامُهُ اَقامَ وَلِيَّهُ عَلِيَّ بْنَ اَبي طالِب صَلَواتُكَ عَلَيْهِما وَ آلِهِما هادِياً، اِذْ كانَ هُوَ الْمُنْذِرَ وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ، فَقالَ وَ الْمَلأُ اَمامَهُ: مَنْ كُنْتُ مَوْلاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلاهُ اَللّـهُمَّ والِ مَنْ والاهُ وَ عادِ مَنْ عاداهُ وَ انْصُرْ مَنْ نَصَرَهُ وَ اخْذُلْ مَنْ خَذَلَهُ، وَ قالَ: مَنْ كُنْتُ اَنَا نَبِيَّهُ فَعَلِيٌّ اَميرُهُ، وَ قالَ: اَنَا وَ عَلِيٌّ مِنْ شَجَرَةٍ واحِدَةٍ وَ سائِرُالنَّاسِ مِنْ شَجَرٍ شَتّى، وَ اَحَلَّهُ مَحَلَّ هارُونَ مِنْ مُوسى، فَقال لَهُ: اَنْتَ مِنّي بِمَنْزِلَةِ هارُونَ مِنْ مُوسى الّا اَنَّهُ لا نَبِيَّ بَعْدي، وَ زَوَّجَهُ ابْنَتَهُ سَيِّدَةَ نِساءِ الْعالَمينَ، وَ اَحَلَّ لَهُ مِنْ مَسْجِدِهِ ما حَلَّ لَهُ، وَ سَدَّ الاْبْوابَ اِلاّ بابَهُ، ثُمَّ اَوْدَعَهُ عِلْمَهُ وَ حِكْمَتَهُ فَقالَ: اَنـَا مَدينَةُ الْعِلْمِ وَ عَلِىٌّ بابُها، فَمَنْ اَرادَ الْمَدينَةَ وَ الْحِكْمَةَ فَلْيَاْتِها مِنْ بابِها، ثُمَّ قالَ: اَنْتَ اَخي وَ وَصِيّي وَ وارِثي، لَحْمُكَ مِنْ لَحْمي وَ دَمُكَ مِنْ دَمي وَ سِلْمُكَ سِلْمي وَ حَرْبُكَ حَرْبي وَ الإيمانُ مُخالِطٌ لَحْمَكَ وَ دَمَكَ كَما خالَطَ لَحْمي وَ دَمي، وَ اَنْتَ غَداً عَلَى الْحَوْضِ خَليفَتي وَ اَنْتَ تَقْضي دَيْني وَ تُنْجِزُ عِداتي وَ شيعَتُكَ عَلى مَنابِرَ مِنْ نُورٍ مُبْيَضَّةً وُجُوهُهُمْ حَوْلي فِي الْجَنَّةِ وَ هُمْ جيراني، وَ لَوْلا اَنْتَ يا عَلِيُّ لَمْ يُعْرَفِ الْمُؤْمِنُونَ بَعْدي، وَ كانَ بَعْدَهُ هُدىً مِنَ الضَّلالِ وَ نُوراً مِنَ الْعَمى، وَ حَبْلَ اللهِ الْمَتينَ وَ صِراطَهُ الْمُسْتَقيمَ، لا يُسْبَقُ بِقَرابَةٍ في رَحِمٍ وَ لا بِسابِقَةٍ في دينٍ، وَ لا يُلْحَقُ في مَنْقَبَةٍ مِنْ مَناقِبِهِ، يَحْذُو حَذْوَ الرَّسُولِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِما وَ آلِهِما، وَ يُقاتِلُ عَلَى التَّأويلِ وَ لا تَأخُذُهُ فِي اللهِ لَوْمَةُ لائِمٍ، قَدْ وَتَرَ فيهِ صَناديدَ الْعَرَبِ وَ قَتَلَ اَبْطالَهُمْ وَ ناوَشَ (ناهش) ذُؤْبانَهُمْ، فَاَوْدَعَ قُلُوبَهُمْ اَحْقاداً بَدْرِيَّةً وَ خَيْبَرِيَّةً وَ حُنَيْنِيَّةً وَ غَيْرَهُنَّ، فَاَضَبَّتْ عَلى عَداوَتِهِ وَ اَكَبَّتْ عَلى مُنابَذَتِهِ، حَتّى قَتَلَ النّاكِثينَ وَ الْقاسِطينَ وَ الْمارِقينَ، وَ لَمّا قَضى نَحْبَهُ وَ قَتَلَهُ اَشْقَى الاْخِرينَ يَتْبَعُ اَشْقَى الاْوَّلينَ، لَمْ يُمْتَثَلْ اَمْرُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ فِي الْهادينَ بَعْدَ الْهادينَ، وَ الاْمَّةُ مُصِرَّةٌ عَلى مَقْتِهِ مُجْتَمِعَةٌ عَلى قَطيعَةِ رَحِمِهِ وَ اِقْصاءِ وُلْدِهِ اِلّا الْقَليلَ مِمَّنْ وَفى لِرِعايَةِ الْحَقِّ فيهِمْ، فَقُتِلَ مَنْ قُتِلَ، وَ سُبِيَ مَنْ سُبِيَ وَ اُقْصِيَ مَنْ اُقْصِيَ وَ جَرَى الْقَضاءُ لَهُمْ بِما يُرْجى لَهُ حُسْنُ الْمَثُوبَةِ، اِذْ كانَتِ الاْرْضُ للهِ يُورِثُها مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَ الْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقينَ، وَ سُبْحانَ رَبِّنا اِنْ كانَ وَعْدُ رَبِّنا لَمَفْعُولاً، وَ لَنْ يُخْلِفَ اللهُ وَعْدَهُ وَ هُوَ الْعَزيزُ الْحَكيمُ.
فَعَلَى الاْطائِبِ مِنْ اَهْلِ بَيْتِ مُحَمَّدٍ وَ عَلِيٍّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِما وَ آلِهِما فَلْيَبْكِ الْباكُونَ، وَ اِيّاهُمْ فَلْيَنْدُبِ النّادِبُونَ، وَ لِمِثْلِهِمْ فَلْتَذْرِفِ (فَلْتًدرِ) الدُّمُوعُ، وَ لْيَصْرُخِ الصّارِخُونَ، وَ يَضِجَّ الضّاجُّونَ، وَ يَعِـجَّ الْعاجُّوَن، اَيْنَ الْحَسَنُ اَيْنَ الْحُسَيْنُ اَيْنَ اَبْناءُ الْحُسَيْنِ، صالِحٌ بَعْدَ صالِـحٍ، وَ صادِقٌ بَعْدَ صادِقٍ، اَيْنَ السَّبيلُ بَعْدَ السَّبيلِ، اَيْنَ الْخِيَرَةُ بَعْدَ الْخِيَرَةِ، اَيْنَ الشُّمُوسُ الطّالِعَةُ، اَيْنَ الاْقْمارُ الْمُنيرَةُ، اَيْنَ الاْنْجُمُ الزّاهِرَةُ، اَيْنَ اَعْلامُ الدّينِ وَ قَواعِدُ الْعِلْمِ، اَيْنَ بَقِيَّةُ اللهِ الَّتي لا تَخْلُو مِنَ الْعِتْرَةِ الْهادِيـَةِ، اَيـْنَ الـْمُعَدُّ لِـقَطْعِ دابِرِ الظَّلَمَةِ، اَيْنَ الْمُنْتَظَرُ لاِقامَةِ الاْمْتِ وَ اْلعِوَجِ، اَيْنَ الْمُرْتَجى لاِزالَةِ الْجَوْرِ وَ الْعُدْوانِ، اَيْنَ الْمُدَّخَرُ لِتَجْديدِ الْفَرآئِضِ و َالسُّنَنِ، اَيْنَ الْمُتَخَيَّرُ لاِعادَةِ الْمِلَّةِ وَ الشَّريعَةِ، اَيْنَ الْمُؤَمَّلُ لاِحْياءِ الْكِتابِ وَ حُدُودِهِ، اَيْنَ مُحْيي مَعالِمِ الدّينِ وَ اَهْلِهِ، اَيْنَ قاصِمُ شَوْكَةِ الْمُعْتَدينَ، اَيْنَ هادِمُ اَبْنِيَةِ الشِّرْكِ وَ النِّفاقِ، اَيْنَ مُبيدُ اَهْلِ الْفُسُوقِ وَ الْعِصْيانِ وَ الطُّغْيانِ، اَيْنَ حاصِدُ فُرُوعِ الْغَيِّ وَ الشِّقاقِ (النِفاقِ)، اَيْنَ طامِسُ آثارِ الزَّيْغِ وَ الاْهْواء، اَيْنَ قاطِعُ حَبائِلِ الْكِذْبِ (الكَذِبِ) وَ الاْفْتِراءِ، اَيْنَ مُبيدُ الْعُتاةِ وَ الْمَرَدَةِ، اَيْنَ مُسْتَأصِلُ اَهْلِ الْعِنادِ وَ التَّضْليلِ وَ الاْلْحادِ، اَيْنَ مُـعِزُّ الاْوْلِياءِ وَ مُذِلُّ الاْعْداءِ، اَيْنَ جامِعُ الْكَلِمَةِ (الكَلِمِ) عَلَى التَّقْوى، اَيْنَ بابُ اللهِ الَّذى مِنْهُ يُؤْتى، اَيْنَ وَجْهُ اللهِ الَّذى اِلَيْهِ يَتَوَجَّهُ الاْوْلِياءُ، اَيْنَ السَّبَبُ الْمُتَّصِلُ بَيْنَ الاْرْضِ وَ السَّماءِ، اَيْنَ صاحِبُ يَوْمِ الْفَتْحِ وَ ناشِرُ رايَةِ الْهُدى، اَيْنَ مُؤَلِّفُ شَمْلِ الصَّلاحِ وَ الرِّضا، اَيْنَ الطّالِبُ بِذُحُولِ الاْنْبِياءِ وَ اَبْناءِ الاْنْبِياءِ، اَيْنَ الطّالِبُ (المُطالِبُ) بِدَمِ الْمَقْتُولِ بِكَرْبَلاءَ، اَيْنَ الْمَنْصُورُ عَلى مَنِ اعْتَدى عَلَيْهِ وَ افْتَرى، اَيْنَ الْمُضْطَرُّ الَّذي يُجابُ اِذا دَعا اَيْنَ صَدْرُ الْخَلائِقِ ذُوالْبِرِّ وَ التَّقْوى، اَيْنَ ابْنُ النَّبِىِّ الْمُصْطَفى، وَ ابْنُ عَلِيٍّ الْمُرْتَضى، وَ ابْنُ خَديجَةَ الْغَرّآءِ، وَ ابْنُ فاطِمَةَ الْكُبْرى، بِاَبي اَنْتَ وَ اُمّي وَ نَفْسي لَكَ الْوِقاءُ وَ الْحِمى، يَا بْنَ السّادَةِ الْمُقَرَّبينَ، يَا بْنَ النُّجَباءِ الاْكْرَمينَ، يَا بْنَ الْهُداةِ الْمَهْدِيّينَ (المُهْتَدينَ)، يَا بْنَ الْخِيَرَةِ الْمُهَذَّبينَ، يَا بْنَ الْغَطارِفَةِ الاْنْجَبينَ، يَا بْنَ الاْطائِبِ الْمُطَهَّرينَ (المُتَطَهْريِنَ)، يَا بْنَ الْخَضارِمَةِ الْمُنْتَجَبينَ، يَا بْنَ الْقَماقِمَةِ الاْكْرَمينَ (الأكْبَرينَ)، يَا بْنَ الْبُدُورِ الْمُنيرَةِ، يَا بْنَ السُّرُجِ الْمُضيئَةِ، يَا بْنَ الشُّهُبِ الثّاقِبَةِ، يَا بْنَ الاْنْجُمِ الزّاهِرَةِ، يَا بْنَ السُّبُلِ الْواضِحَةِ، يَا بْنَ الاْعْلامِ الّلائِحَةِ، يَا بْنَ الْعُلُومِ الْكامِلَةِ، يَا بْنَ السُّنَنِ الْمَشْهُورَةِ، يَا بْنَ الْمَعالِمِ الْمَأثُورَةِ، يَا بْنَ الْمُعْجِزاتِ الْمَوْجُودَةِ، يَا بْنَ الدَّلائِلِ الْمَشْهُودَةِ (المَشْهُورَةِ)، يَا بْنَ الصـِّراطِ الْمُسْتَقيمِ، يَا بْنَ النَّبَأِ الْعَظيمِ، يَا بْنَ مَنْ هُوَ في اُمِّ الْكِتابِ لَدَى اللهِ عَلِيٌّ حَكيمٌ، يَا بْنَ الآياتِ وَ الْبَيِّناتِ، يَا بْنَ الدَّلائِلِ الظّاهِراتِ، يَا بْنَ الْبَراهينِ الْواضِحاتِ الْباهِراتِ، يَا بْنَ الْحُجَجِ الْبالِغاتِ، يَا بْنَ النِّعَمِ السّابِغاتِ، يَا بْنَ طه وَ الْـمُحْكَماتِ، يَا بْنَ يس وَ الذّارِياتِ، يَا بْنَ الطُّورِ وَ الْعادِياتِ، يَا بْنَ مَنْ دَنا فَتَدَلّى فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ اَوْ اَدْنى دُنُوّاً وَ اقْتِراباً مِنَ الْعَلِيِّ الاْعْلى، لَيْتَ شِعْري اَيْنَ اسْتَقَرَّتْ بِكَ النَّوى، بَلْ اَيُّ اَرْضٍ تُقِلُّكَ اَوْ ثَرى، اَبِرَضْوى اَوْ غَيْرِها اَمْ ذي طُوى، عَزيزٌ عَلَيَّ اَنْ اَرَى الْخَلْقَ وَ لا تُرى وَ لا اَسْمَعُ لَكَ حَسيساً وَ لا نَجْوى، عَزيزٌ عَلَيَّ اَنْ (لا تُحِيطَ بِيَ دُونكَ) تُحيطَ بِكَ دُونِيَ الْبَلْوى وَ لا يَنالُكَ مِنّي ضَجيجٌ وَ لا شَكْوى، بِنَفْسي اَنْتَ مِنْ مُغَيَّبٍ لَمْ يَخْلُ مِنّا، بِنَفْسي اَنْتَ مِنْ نازِحٍ ما نَزَحَ (يَنْزِحُ) عَنّا، بِنَفْسي اَنْتَ اُمْنِيَّةُ شائِقٍ يَتَمَنّى، مِنْ مُؤْمِن وَ مُؤْمِنَةٍ ذَكَرا فَحَنّا، بِنَفْسي اَنْتَ مِنْ عَقيدِ عِزٍّ لايُسامى، بِنَفْسي اَنْتَ مِنْ اَثيلِ مَجْدٍ لا يُجارى، بِنَفْسي اَنْتَ مِنْ تِلادِ نِعَمٍ لا تُضاهى، بِنَفْسي اَنْتَ مِنْ نَصيفِ شَرَفٍ لا يُساوى، اِلى مَتى اَحارُ فيكَ يا مَوْلايَ وَ اِلى مَتي، وَ اَىَّ خِطابٍ اَصِفُ فيكَ وَ اَيَّ نَجْوى، عَزيزٌ عَلَيَّ اَنْ اُجابَ دُونَكَ وَ اُناغى، عَزيزٌ عَلَيَّ اَنْ اَبْكِيَكَ وَ يَخْذُلَكَ الْوَرى، عَزيزٌ عَلَيَّ اَنْ يَجْرِيَ عَلَيْكَ دُونَهُمْ ما جَرى، هَلْ مِنْ مُعينٍ فَاُطيلَ مَعَهُ الْعَويلَ وَ الْبُكاءَ، هَلْ مِنْ جَزُوعٍ فَاُساعِدَ جَزَعَهُ اِذا خَلا، هَلْ قَذِيَتْ عَيْنٌ فَساعَدَتْها عَيْني عَلَى الْقَذى، هَلْ اِلَيْكَ يَا بْنَ اَحْمَدَ سَبيلٌ فَتُلْقى، هَلْ يَتَّصِلُ يَوْمُنا مِنْكَ بِعِدَةٍ فَنَحْظى، مَتى نَرِدُ مَناهِلَكَ الرَّوِيَّةَ فَنَرْوى، مَتى نَنْتَقِعُ مِنْ عَذْبِ مائِكَ فَقَدْ طالَ الصَّدى، مَتى نُغاديكَ وَ نُراوِحُكَ فَنُقِرَّ عَيْناً (فَتَقُرُ عًيًوننا)، مَتى تَرانا وَ نَراكَ وَ قَدْ نَشَرْتَ لِواءَ النَّصْرِ تُرى، اَتَرانا نَحُفُّ بِكَ وَ اَنْتَ تَاُمُّ الْمَلاَ وَ قَدْ مَلأْتَ الاْرْضَ عَدْلاً وَ اَذَقْتَ اَعْداءَكَ هَواناً وَ عِقاباً، وَ اَبَرْتَ الْعُتاةَ وَ جَحَدَةَ الْحَقِّ، وَ قَطَعْتَ دابِرَ الْمُتَكَبِّرينَ، وَ اجْتَثَثْتَ اُصُولَ الظّالِمينَ، وَ نَحْنُ نَقُولُ الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعالَمينَ.
اَللّـهُمَّ اَنْتَ كَشّافُ ْالكُرَبِ وَ الْبَلْوى، وَ اِلَيْكَ اَسْتَعْدى فَعِنْدَكَ الْعَدْوى، وَ اَنْتَ رَبُّ الاْخِرَةِ وَ الدُّنْيا (الاُولي)، فَاَغِثْ يا غِياثَ الْمُسْتَغيثينَ عُبَيْدَكَ الْمُبْتَلى، وَ اَرِهِ سَيِّدَهُ يا شَديدَ الْقُوى، وَ اَزِلْ عَنْهُ بِهِ الاْسى وَ الْجَوى، وَ بَرِّدْ غَليلَهُ يا مَنْ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى، وَ مَنْ اِلَيْهِ الرُّجْعى وَ الْمُنْتَهى.
اَللّـهُمَّ وَ نَحْنُ عَبيدُكَ التّائِقُونَ (الشائقون) اِلى وَلِيِّكَ الْمُذَكِّرِ بِكَ وَ بِنَبِيِّكَ، خَلَقْتَهُ لَنا عِصْمَةً وَ مَلاذاً، وَ اَقَمْتَهُ لَنا قِواماً وَ مَعاذاً، وَ جَعَلْتَهُ لِلْمُؤْمِنينَ مِنّا اِماماً، فَبَلِّغْهُ مِنّا تَحِيَّةً وَ سَلاماً، وَ زِدْنا بِذلِكَ يارَبِّ اِكْراماً، وَ اجْعَلْ مُسْتَقَرَّهُ لَنا مُسْتَقَرّاً وَ مُقاماً، وَ اَتْمِمْ نِعْمَتَكَ بِتَقْديمِكَ اِيّاهُ اَمامَنا حَتّى تُورِدَنا جِنانَكَ (جَنّاتِكَ) وَ مُرافَقَةَ الشُّهَداءِ مِنْ خُلَصائِكَ.
اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ، وَ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ جَدِّهِ وَ رَسُولِكَ السَّيِّدِ الاَكْبَرِ، وَ عَلى اَبيهِ السَّيِّدِ الاَصْغَرِ، وَ جَدَّتِهِ الصِّدّيقَةِ الْكُبْرى فاطِمَةَ بِنْتِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ، وَ عَلى مَنِ اصْطَفَيْتَ مِنْ آبائِهِ الْبَرَرَةِ، وَ عَلَيْهِ اَفْضَلَ وَ اَكْمَلَ وَ اَتَمَّ وَ اَدْوَمَ وَ اَكْثَرَ وَ اَوْفَرَ ما صَلَّيْتَ عَلى اَحَدٍ مِنْ اَصْفِيائِكَ وَ خِيَرَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ، وَ صَلِّ عَلَيْهِ صَلاةً لا غايَةَ لِعَدَدِها وَ لا نِهايَةَ لِمَدَدِها وَ لا نَفادَ لاِمَدِها.
اَللّـهُمَّ وَ اَقِمْ بِهِ الْحَقَّ وَ اَدْحِضْ بِهِ الْباطِلَ وَ اَدِلْ بِهِ اَوْلِياءَكَ وَ اَذْلِلْ بِهِ اَعْداءَكَ وَ صِلِ اللّهُمَّ بَيْنَنا وَ بَيْنَهُ وُصْلَةً تُؤَدّى اِلى مُرافَقَةِ سَلَفِهِ، وَ اجْعَلْنا مِمَّنْ يَأخُذُ بِحُجْزَتِهِمْ، وَ يَمْكُثُ في ظِلِّهِمْ، وَ اَعِنّا عَلى تَأدِيَةِ حُقُوقِهِ اِلَيْهِ، وَ الاْجْتِهادِ في طاعَتِهِ، وَ اجْتِنابِ مَعْصِيَتِهِ، وَ امْنُنْ عَلَيْنا بِرِضاهُ، وَهَبْ لَنا رَأَفَتَهُ وَ رَحْمَتَهُ وَ دُعاءَهُ وَ خَيْرَهُ مانَنالُ بِهِ سَعَةً مِنْ رَحْمَتِكَ وَ فَوْزاً عِنْدَكَ، وَ اجْعَلْ صَلاتَنا بِهِ مَقبُولَةً، وَ ذُنُوبَنا بِهِ مَغْفُورَةً، وَ دُعاءَنا بِهِ مُسْتَجاباً وَ اجْعَلْ اَرْزاقَنا بِهِ مَبْسُوطَةً، وَ هُمُومَنا بِهِ مَكْفِيَّةً، وَ حَوآئِجَنا بِهِ مَقْضِيَّةً، وَ اَقْبِلْ اِلَيْنا بِوَجْهِكَ الْكَريمِ وَ اقْبَلْ تَقَرُّبَنا اِلَيْكَ، وَ انْظُرْ اِلَيْنا نَظْرَةً رَحيمَةً نَسْتَكْمِلُ بِهَا الْكَرامَةَ عِنْدَكَ، ثُمَّ لا تَصْرِفْها عَنّا بِجُودِكَ، وَ اسْقِنا مِنْ حَوْضِ جَدِّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ بِكَأسِهِ وَ بِيَدِهِ رَيّاً رَوِيّاً هَنيئاً سائِغاً لا ظَمَاَ بَعْدَهُ يا أَرْحَمَ الرّاحِمين.
اللهم صل على محمد وآل محمد
اللهم صل على محمد وآل محمد
-
- فـاطـمـيـة
- مشاركات: 13645
- اشترك في: الأربعاء أكتوبر 29, 2008 2:15 am
Re: دعــــــاء الندبـــــة
اللهم صل على محمد وآل محمد
بسم الله الرحمن الرحيم
اَلْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعالَمينَ وَ صَلَّى اللهُ عَلى سَيِّدِنا مُحَمَّدٍ نَبِيِّهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ تَسْليماً، اَللّـهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ عَلى ما جَرى بِهِ قَضاؤكَ في اَوْلِيائِكَ الَّذينَ اسْتَخْلَصْتَهُمْ لِنَفْسِكَ وَ دينِكَ، اِذِ اخْتَرْتَ لَهُمْ جَزيلَ ما عِنْدَكَ مِنَ النَّعيمِ الْمُقيمِ الَّذي لا زَوالَ لَهُ وَ لاَ اضْمِحْلالَ، بَعْدَ اَنْ شَرَطْتَ عَلَيْهِمُ الزُّهْدَ في دَرَجاتِ هذِهِ الدُّنْيَا الدَّنِيَّةِ وَ زُخْرُفِها وَ زِبْرِجِها، فَشَرَطُوا لَكَ ذلِكَ وَ عَلِمْتَ مِنْهُمُ الْوَفاءَ بِهِ فَقَبِلْتَهُمْ وَ قَرَّبْتَهُمْ، وَ قَدَّمْتَ لَهُمُ الذِّكْرَ الْعَلِيَّ وَ الثَّناءَ الْجَلِىَّ، وَ اَهْبَطْتَ عَلَيْهِمْ مَلائِكَتَكَ وَ كَرَّمْتَهُمْ بِوَحْيِكَ، وَ رَفَدْتَهُمْ بِعِلْمِكَ، وَ جَعَلْتَهُمُ الذَّريعَةَ اِلَيْكَ وَ الْوَسيلَةَ اِلى رِضْوانِكَ، فَبَعْضٌ اَسْكَنْتَهُ جَنَّتَكَ اِلى اَنْ اَخْرَجْتَهُ مِنْها، وَ بَعْضٌ حَمَلْتَهُ في فُلْكِكَ وَ نَجَّيْتَهُ وَ مَنْ آمَنَ مَعَهُ مِنَ الْهَلَكَةِ بِرَحْمَتِكَ، وَ بَعْضٌ اتَّخَذْتَهُ لِنَفْسِكَ خَليلاً وَ سَأَلَكَ لِسانَ صِدْقٍ فِي الاْخِرينَ فَاَجَبْتَهُ وَ جَعَلْتَ ذلِكَ عَلِيّاً، وَ بَعْضٌ كَلَّمْتَهُ مِنْ شَجَـرَةٍ تَكْليماً وَ جَعَلْتَ لَهُ مِنْ اَخيهِ رِدْءاً وَ وَزيراً، وَ بَعْضٌ اَوْلَدْتَهُ مِنْ غَيْرِ اَبٍ وَ آتَيْتَهُ الْبَيِّناتِ وَ اَيَّدْتَهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ، وَ كُلٌّ شَرَعْتَ لَهُ شَريعَةً، وَ نَهَجْتَ لَهُ مِنْهاجاً، وَ تَخَيَّرْتَ لَهُ اَوْصِياءَ، مُسْتَحْفِظاً بَعْدَ مُسْتَحْفِظٍ مِنْ مُدَّةٍ اِلى مُدَّةٍ، اِقامَةً لِدينِكَ، وَ حُجَّةً عَلى عِبادِكَ، وَ لِئَلّا يَزُولَ الْحَقُّ عَنْ مَقَرِّهِ وَ يَغْلِبَ الْباطِلُ عَلى اَهْلِهِ، وَ لا يَقُولَ اَحَدٌ لَوْلا اَرْسَلْتَ اِلَيْنا رَسُولاً مُنْذِراً وَ اَقَمْتَ لَنا عَلَماً هادِياً فَنَتَّبِـعَ آياتِكَ مِنْ قَبْلِ اَنْ نَذِلَّ وَ نَخْزى، اِلى اَنِ انْتَهَيْتَ بالأمْرِ اِلى حَبيبِكَ وَ نَجيبِكَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ، فَكانَ كَمَا انْتَجَبْتَهُ سَيِّدَ مَنْ خَلَقْتَهُ، وَ صَفْوَةَ مَنِ اصْطَفَيْتَهُ، وَ اَفْضَلَ مَنِ اجْتَبَيْتَهُ، وَ اَكْرَمَ مَنِ اعْتَمَدْتَهُ، قَدَّمْتَهُ عَلى اَنْبِيائِكَ، وَ بَعَثْتَهُ اِلَى الثَّقَلَيْنِ مِنْ عِبادِكَ، وَ اَوْطَأتَهُ مَشارِقَكَ وَ مَغارِبَكَ، وَ سَخَّرْتَ لَهُ الْبُراقَ، وَ عَرَجْتَ (به) بِرُوْحِهِ اِلى سَمائِكَ، وَ اَوْدَعْتَهُ عِلْمَ ما كانَ وَما يَكُونُ اِلَى انْقِضاءِ خَلْقِكَ، ثُمَّ نَصَرْتَهُ بِالرُّعْبِ، وَ حَفَفْتَهُ بِجَبْرَئيلَ وَ ميكائيلَ وَ الْمُسَوِّمينَ مِنْ مَلائِكَتِكَ وَ وَعَدْتَهُ اَنْ تُظْهِرَ دينَهُ عَلَى الدّينِ كُلِّهِ وَ لَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ، وَ ذلِكَ بَعْدَ اَنْ بَوَّأتَهُ مَبَوَّأَ صِدْقٍ مِنْ اَهْلِهِ، وَ جَعَلْتَ لَهُ وَ لَهُمْ اَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنّاسِ لَلَّذي بِبَكَّةَ مُبارَكاً وَ هُدىً لِلْعالَمينَ، فيهِ آياتٌ بَيِّناتٌ مَقامُ اِبْراهيمَ وَ مَنْ دَخَلَهُ كانَ آمِناً، وَ قُلْتَ: «اِنَّما يُريدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ اَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهيراً» ثُمَّ جَعَلْتَ اَجْرَ مُحَمَّدٍ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَ آلِهِ مَوَدَّتَهُمْ في كِتابِكَ فَقُلْتَ: «قل لا اسالكم عليه اجرا الا المودة في القربى» وَ قُلْتَ: «ما سَألْتُكُمْ مِنْ اَجْرٍ فَهُو َلَكُمْ» وَ قُلْتَ: «ما اَسْاَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ اَجْرٍ الّا مَنْ شاءَ اَنْ يَتَّخِذَ اِلى رَبِّهِ سَبيلاً»، فَكانُوا هُمُ السَّبيلَ اِلَيْكَ وَ الْمَسْلَكَ اِلى رِضْوانِكَ، فَلَمَّا انْقَضَتْ اَيّامُهُ اَقامَ وَلِيَّهُ عَلِيَّ بْنَ اَبي طالِب صَلَواتُكَ عَلَيْهِما وَ آلِهِما هادِياً، اِذْ كانَ هُوَ الْمُنْذِرَ وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ، فَقالَ وَ الْمَلأُ اَمامَهُ: مَنْ كُنْتُ مَوْلاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلاهُ اَللّـهُمَّ والِ مَنْ والاهُ وَ عادِ مَنْ عاداهُ وَ انْصُرْ مَنْ نَصَرَهُ وَ اخْذُلْ مَنْ خَذَلَهُ، وَ قالَ: مَنْ كُنْتُ اَنَا نَبِيَّهُ فَعَلِيٌّ اَميرُهُ، وَ قالَ: اَنَا وَ عَلِيٌّ مِنْ شَجَرَةٍ واحِدَةٍ وَ سائِرُالنَّاسِ مِنْ شَجَرٍ شَتّى، وَ اَحَلَّهُ مَحَلَّ هارُونَ مِنْ مُوسى، فَقال لَهُ: اَنْتَ مِنّي بِمَنْزِلَةِ هارُونَ مِنْ مُوسى الّا اَنَّهُ لا نَبِيَّ بَعْدي، وَ زَوَّجَهُ ابْنَتَهُ سَيِّدَةَ نِساءِ الْعالَمينَ، وَ اَحَلَّ لَهُ مِنْ مَسْجِدِهِ ما حَلَّ لَهُ، وَ سَدَّ الاْبْوابَ اِلاّ بابَهُ، ثُمَّ اَوْدَعَهُ عِلْمَهُ وَ حِكْمَتَهُ فَقالَ: اَنـَا مَدينَةُ الْعِلْمِ وَ عَلِىٌّ بابُها، فَمَنْ اَرادَ الْمَدينَةَ وَ الْحِكْمَةَ فَلْيَاْتِها مِنْ بابِها، ثُمَّ قالَ: اَنْتَ اَخي وَ وَصِيّي وَ وارِثي، لَحْمُكَ مِنْ لَحْمي وَ دَمُكَ مِنْ دَمي وَ سِلْمُكَ سِلْمي وَ حَرْبُكَ حَرْبي وَ الإيمانُ مُخالِطٌ لَحْمَكَ وَ دَمَكَ كَما خالَطَ لَحْمي وَ دَمي، وَ اَنْتَ غَداً عَلَى الْحَوْضِ خَليفَتي وَ اَنْتَ تَقْضي دَيْني وَ تُنْجِزُ عِداتي وَ شيعَتُكَ عَلى مَنابِرَ مِنْ نُورٍ مُبْيَضَّةً وُجُوهُهُمْ حَوْلي فِي الْجَنَّةِ وَ هُمْ جيراني، وَ لَوْلا اَنْتَ يا عَلِيُّ لَمْ يُعْرَفِ الْمُؤْمِنُونَ بَعْدي، وَ كانَ بَعْدَهُ هُدىً مِنَ الضَّلالِ وَ نُوراً مِنَ الْعَمى، وَ حَبْلَ اللهِ الْمَتينَ وَ صِراطَهُ الْمُسْتَقيمَ، لا يُسْبَقُ بِقَرابَةٍ في رَحِمٍ وَ لا بِسابِقَةٍ في دينٍ، وَ لا يُلْحَقُ في مَنْقَبَةٍ مِنْ مَناقِبِهِ، يَحْذُو حَذْوَ الرَّسُولِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِما وَ آلِهِما، وَ يُقاتِلُ عَلَى التَّأويلِ وَ لا تَأخُذُهُ فِي اللهِ لَوْمَةُ لائِمٍ، قَدْ وَتَرَ فيهِ صَناديدَ الْعَرَبِ وَ قَتَلَ اَبْطالَهُمْ وَ ناوَشَ (ناهش) ذُؤْبانَهُمْ، فَاَوْدَعَ قُلُوبَهُمْ اَحْقاداً بَدْرِيَّةً وَ خَيْبَرِيَّةً وَ حُنَيْنِيَّةً وَ غَيْرَهُنَّ، فَاَضَبَّتْ عَلى عَداوَتِهِ وَ اَكَبَّتْ عَلى مُنابَذَتِهِ، حَتّى قَتَلَ النّاكِثينَ وَ الْقاسِطينَ وَ الْمارِقينَ، وَ لَمّا قَضى نَحْبَهُ وَ قَتَلَهُ اَشْقَى الاْخِرينَ يَتْبَعُ اَشْقَى الاْوَّلينَ، لَمْ يُمْتَثَلْ اَمْرُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ فِي الْهادينَ بَعْدَ الْهادينَ، وَ الاْمَّةُ مُصِرَّةٌ عَلى مَقْتِهِ مُجْتَمِعَةٌ عَلى قَطيعَةِ رَحِمِهِ وَ اِقْصاءِ وُلْدِهِ اِلّا الْقَليلَ مِمَّنْ وَفى لِرِعايَةِ الْحَقِّ فيهِمْ، فَقُتِلَ مَنْ قُتِلَ، وَ سُبِيَ مَنْ سُبِيَ وَ اُقْصِيَ مَنْ اُقْصِيَ وَ جَرَى الْقَضاءُ لَهُمْ بِما يُرْجى لَهُ حُسْنُ الْمَثُوبَةِ، اِذْ كانَتِ الاْرْضُ للهِ يُورِثُها مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَ الْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقينَ، وَ سُبْحانَ رَبِّنا اِنْ كانَ وَعْدُ رَبِّنا لَمَفْعُولاً، وَ لَنْ يُخْلِفَ اللهُ وَعْدَهُ وَ هُوَ الْعَزيزُ الْحَكيمُ.
فَعَلَى الاْطائِبِ مِنْ اَهْلِ بَيْتِ مُحَمَّدٍ وَ عَلِيٍّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِما وَ آلِهِما فَلْيَبْكِ الْباكُونَ، وَ اِيّاهُمْ فَلْيَنْدُبِ النّادِبُونَ، وَ لِمِثْلِهِمْ فَلْتَذْرِفِ (فَلْتًدرِ) الدُّمُوعُ، وَ لْيَصْرُخِ الصّارِخُونَ، وَ يَضِجَّ الضّاجُّونَ، وَ يَعِـجَّ الْعاجُّوَن، اَيْنَ الْحَسَنُ اَيْنَ الْحُسَيْنُ اَيْنَ اَبْناءُ الْحُسَيْنِ، صالِحٌ بَعْدَ صالِـحٍ، وَ صادِقٌ بَعْدَ صادِقٍ، اَيْنَ السَّبيلُ بَعْدَ السَّبيلِ، اَيْنَ الْخِيَرَةُ بَعْدَ الْخِيَرَةِ، اَيْنَ الشُّمُوسُ الطّالِعَةُ، اَيْنَ الاْقْمارُ الْمُنيرَةُ، اَيْنَ الاْنْجُمُ الزّاهِرَةُ، اَيْنَ اَعْلامُ الدّينِ وَ قَواعِدُ الْعِلْمِ، اَيْنَ بَقِيَّةُ اللهِ الَّتي لا تَخْلُو مِنَ الْعِتْرَةِ الْهادِيـَةِ، اَيـْنَ الـْمُعَدُّ لِـقَطْعِ دابِرِ الظَّلَمَةِ، اَيْنَ الْمُنْتَظَرُ لاِقامَةِ الاْمْتِ وَ اْلعِوَجِ، اَيْنَ الْمُرْتَجى لاِزالَةِ الْجَوْرِ وَ الْعُدْوانِ، اَيْنَ الْمُدَّخَرُ لِتَجْديدِ الْفَرآئِضِ و َالسُّنَنِ، اَيْنَ الْمُتَخَيَّرُ لاِعادَةِ الْمِلَّةِ وَ الشَّريعَةِ، اَيْنَ الْمُؤَمَّلُ لاِحْياءِ الْكِتابِ وَ حُدُودِهِ، اَيْنَ مُحْيي مَعالِمِ الدّينِ وَ اَهْلِهِ، اَيْنَ قاصِمُ شَوْكَةِ الْمُعْتَدينَ، اَيْنَ هادِمُ اَبْنِيَةِ الشِّرْكِ وَ النِّفاقِ، اَيْنَ مُبيدُ اَهْلِ الْفُسُوقِ وَ الْعِصْيانِ وَ الطُّغْيانِ، اَيْنَ حاصِدُ فُرُوعِ الْغَيِّ وَ الشِّقاقِ (النِفاقِ)، اَيْنَ طامِسُ آثارِ الزَّيْغِ وَ الاْهْواء، اَيْنَ قاطِعُ حَبائِلِ الْكِذْبِ (الكَذِبِ) وَ الاْفْتِراءِ، اَيْنَ مُبيدُ الْعُتاةِ وَ الْمَرَدَةِ، اَيْنَ مُسْتَأصِلُ اَهْلِ الْعِنادِ وَ التَّضْليلِ وَ الاْلْحادِ، اَيْنَ مُـعِزُّ الاْوْلِياءِ وَ مُذِلُّ الاْعْداءِ، اَيْنَ جامِعُ الْكَلِمَةِ (الكَلِمِ) عَلَى التَّقْوى، اَيْنَ بابُ اللهِ الَّذى مِنْهُ يُؤْتى، اَيْنَ وَجْهُ اللهِ الَّذى اِلَيْهِ يَتَوَجَّهُ الاْوْلِياءُ، اَيْنَ السَّبَبُ الْمُتَّصِلُ بَيْنَ الاْرْضِ وَ السَّماءِ، اَيْنَ صاحِبُ يَوْمِ الْفَتْحِ وَ ناشِرُ رايَةِ الْهُدى، اَيْنَ مُؤَلِّفُ شَمْلِ الصَّلاحِ وَ الرِّضا، اَيْنَ الطّالِبُ بِذُحُولِ الاْنْبِياءِ وَ اَبْناءِ الاْنْبِياءِ، اَيْنَ الطّالِبُ (المُطالِبُ) بِدَمِ الْمَقْتُولِ بِكَرْبَلاءَ، اَيْنَ الْمَنْصُورُ عَلى مَنِ اعْتَدى عَلَيْهِ وَ افْتَرى، اَيْنَ الْمُضْطَرُّ الَّذي يُجابُ اِذا دَعا اَيْنَ صَدْرُ الْخَلائِقِ ذُوالْبِرِّ وَ التَّقْوى، اَيْنَ ابْنُ النَّبِىِّ الْمُصْطَفى، وَ ابْنُ عَلِيٍّ الْمُرْتَضى، وَ ابْنُ خَديجَةَ الْغَرّآءِ، وَ ابْنُ فاطِمَةَ الْكُبْرى، بِاَبي اَنْتَ وَ اُمّي وَ نَفْسي لَكَ الْوِقاءُ وَ الْحِمى، يَا بْنَ السّادَةِ الْمُقَرَّبينَ، يَا بْنَ النُّجَباءِ الاْكْرَمينَ، يَا بْنَ الْهُداةِ الْمَهْدِيّينَ (المُهْتَدينَ)، يَا بْنَ الْخِيَرَةِ الْمُهَذَّبينَ، يَا بْنَ الْغَطارِفَةِ الاْنْجَبينَ، يَا بْنَ الاْطائِبِ الْمُطَهَّرينَ (المُتَطَهْريِنَ)، يَا بْنَ الْخَضارِمَةِ الْمُنْتَجَبينَ، يَا بْنَ الْقَماقِمَةِ الاْكْرَمينَ (الأكْبَرينَ)، يَا بْنَ الْبُدُورِ الْمُنيرَةِ، يَا بْنَ السُّرُجِ الْمُضيئَةِ، يَا بْنَ الشُّهُبِ الثّاقِبَةِ، يَا بْنَ الاْنْجُمِ الزّاهِرَةِ، يَا بْنَ السُّبُلِ الْواضِحَةِ، يَا بْنَ الاْعْلامِ الّلائِحَةِ، يَا بْنَ الْعُلُومِ الْكامِلَةِ، يَا بْنَ السُّنَنِ الْمَشْهُورَةِ، يَا بْنَ الْمَعالِمِ الْمَأثُورَةِ، يَا بْنَ الْمُعْجِزاتِ الْمَوْجُودَةِ، يَا بْنَ الدَّلائِلِ الْمَشْهُودَةِ (المَشْهُورَةِ)، يَا بْنَ الصـِّراطِ الْمُسْتَقيمِ، يَا بْنَ النَّبَأِ الْعَظيمِ، يَا بْنَ مَنْ هُوَ في اُمِّ الْكِتابِ لَدَى اللهِ عَلِيٌّ حَكيمٌ، يَا بْنَ الآياتِ وَ الْبَيِّناتِ، يَا بْنَ الدَّلائِلِ الظّاهِراتِ، يَا بْنَ الْبَراهينِ الْواضِحاتِ الْباهِراتِ، يَا بْنَ الْحُجَجِ الْبالِغاتِ، يَا بْنَ النِّعَمِ السّابِغاتِ، يَا بْنَ طه وَ الْـمُحْكَماتِ، يَا بْنَ يس وَ الذّارِياتِ، يَا بْنَ الطُّورِ وَ الْعادِياتِ، يَا بْنَ مَنْ دَنا فَتَدَلّى فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ اَوْ اَدْنى دُنُوّاً وَ اقْتِراباً مِنَ الْعَلِيِّ الاْعْلى، لَيْتَ شِعْري اَيْنَ اسْتَقَرَّتْ بِكَ النَّوى، بَلْ اَيُّ اَرْضٍ تُقِلُّكَ اَوْ ثَرى، اَبِرَضْوى اَوْ غَيْرِها اَمْ ذي طُوى، عَزيزٌ عَلَيَّ اَنْ اَرَى الْخَلْقَ وَ لا تُرى وَ لا اَسْمَعُ لَكَ حَسيساً وَ لا نَجْوى، عَزيزٌ عَلَيَّ اَنْ (لا تُحِيطَ بِيَ دُونكَ) تُحيطَ بِكَ دُونِيَ الْبَلْوى وَ لا يَنالُكَ مِنّي ضَجيجٌ وَ لا شَكْوى، بِنَفْسي اَنْتَ مِنْ مُغَيَّبٍ لَمْ يَخْلُ مِنّا، بِنَفْسي اَنْتَ مِنْ نازِحٍ ما نَزَحَ (يَنْزِحُ) عَنّا، بِنَفْسي اَنْتَ اُمْنِيَّةُ شائِقٍ يَتَمَنّى، مِنْ مُؤْمِن وَ مُؤْمِنَةٍ ذَكَرا فَحَنّا، بِنَفْسي اَنْتَ مِنْ عَقيدِ عِزٍّ لايُسامى، بِنَفْسي اَنْتَ مِنْ اَثيلِ مَجْدٍ لا يُجارى، بِنَفْسي اَنْتَ مِنْ تِلادِ نِعَمٍ لا تُضاهى، بِنَفْسي اَنْتَ مِنْ نَصيفِ شَرَفٍ لا يُساوى، اِلى مَتى اَحارُ فيكَ يا مَوْلايَ وَ اِلى مَتي، وَ اَىَّ خِطابٍ اَصِفُ فيكَ وَ اَيَّ نَجْوى، عَزيزٌ عَلَيَّ اَنْ اُجابَ دُونَكَ وَ اُناغى، عَزيزٌ عَلَيَّ اَنْ اَبْكِيَكَ وَ يَخْذُلَكَ الْوَرى، عَزيزٌ عَلَيَّ اَنْ يَجْرِيَ عَلَيْكَ دُونَهُمْ ما جَرى، هَلْ مِنْ مُعينٍ فَاُطيلَ مَعَهُ الْعَويلَ وَ الْبُكاءَ، هَلْ مِنْ جَزُوعٍ فَاُساعِدَ جَزَعَهُ اِذا خَلا، هَلْ قَذِيَتْ عَيْنٌ فَساعَدَتْها عَيْني عَلَى الْقَذى، هَلْ اِلَيْكَ يَا بْنَ اَحْمَدَ سَبيلٌ فَتُلْقى، هَلْ يَتَّصِلُ يَوْمُنا مِنْكَ بِعِدَةٍ فَنَحْظى، مَتى نَرِدُ مَناهِلَكَ الرَّوِيَّةَ فَنَرْوى، مَتى نَنْتَقِعُ مِنْ عَذْبِ مائِكَ فَقَدْ طالَ الصَّدى، مَتى نُغاديكَ وَ نُراوِحُكَ فَنُقِرَّ عَيْناً (فَتَقُرُ عًيًوننا)، مَتى تَرانا وَ نَراكَ وَ قَدْ نَشَرْتَ لِواءَ النَّصْرِ تُرى، اَتَرانا نَحُفُّ بِكَ وَ اَنْتَ تَاُمُّ الْمَلاَ وَ قَدْ مَلأْتَ الاْرْضَ عَدْلاً وَ اَذَقْتَ اَعْداءَكَ هَواناً وَ عِقاباً، وَ اَبَرْتَ الْعُتاةَ وَ جَحَدَةَ الْحَقِّ، وَ قَطَعْتَ دابِرَ الْمُتَكَبِّرينَ، وَ اجْتَثَثْتَ اُصُولَ الظّالِمينَ، وَ نَحْنُ نَقُولُ الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعالَمينَ.
اَللّـهُمَّ اَنْتَ كَشّافُ ْالكُرَبِ وَ الْبَلْوى، وَ اِلَيْكَ اَسْتَعْدى فَعِنْدَكَ الْعَدْوى، وَ اَنْتَ رَبُّ الاْخِرَةِ وَ الدُّنْيا (الاُولي)، فَاَغِثْ يا غِياثَ الْمُسْتَغيثينَ عُبَيْدَكَ الْمُبْتَلى، وَ اَرِهِ سَيِّدَهُ يا شَديدَ الْقُوى، وَ اَزِلْ عَنْهُ بِهِ الاْسى وَ الْجَوى، وَ بَرِّدْ غَليلَهُ يا مَنْ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى، وَ مَنْ اِلَيْهِ الرُّجْعى وَ الْمُنْتَهى.
اَللّـهُمَّ وَ نَحْنُ عَبيدُكَ التّائِقُونَ (الشائقون) اِلى وَلِيِّكَ الْمُذَكِّرِ بِكَ وَ بِنَبِيِّكَ، خَلَقْتَهُ لَنا عِصْمَةً وَ مَلاذاً، وَ اَقَمْتَهُ لَنا قِواماً وَ مَعاذاً، وَ جَعَلْتَهُ لِلْمُؤْمِنينَ مِنّا اِماماً، فَبَلِّغْهُ مِنّا تَحِيَّةً وَ سَلاماً، وَ زِدْنا بِذلِكَ يارَبِّ اِكْراماً، وَ اجْعَلْ مُسْتَقَرَّهُ لَنا مُسْتَقَرّاً وَ مُقاماً، وَ اَتْمِمْ نِعْمَتَكَ بِتَقْديمِكَ اِيّاهُ اَمامَنا حَتّى تُورِدَنا جِنانَكَ (جَنّاتِكَ) وَ مُرافَقَةَ الشُّهَداءِ مِنْ خُلَصائِكَ.
اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ، وَ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ جَدِّهِ وَ رَسُولِكَ السَّيِّدِ الاَكْبَرِ، وَ عَلى اَبيهِ السَّيِّدِ الاَصْغَرِ، وَ جَدَّتِهِ الصِّدّيقَةِ الْكُبْرى فاطِمَةَ بِنْتِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ، وَ عَلى مَنِ اصْطَفَيْتَ مِنْ آبائِهِ الْبَرَرَةِ، وَ عَلَيْهِ اَفْضَلَ وَ اَكْمَلَ وَ اَتَمَّ وَ اَدْوَمَ وَ اَكْثَرَ وَ اَوْفَرَ ما صَلَّيْتَ عَلى اَحَدٍ مِنْ اَصْفِيائِكَ وَ خِيَرَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ، وَ صَلِّ عَلَيْهِ صَلاةً لا غايَةَ لِعَدَدِها وَ لا نِهايَةَ لِمَدَدِها وَ لا نَفادَ لاِمَدِها.
اَللّـهُمَّ وَ اَقِمْ بِهِ الْحَقَّ وَ اَدْحِضْ بِهِ الْباطِلَ وَ اَدِلْ بِهِ اَوْلِياءَكَ وَ اَذْلِلْ بِهِ اَعْداءَكَ وَ صِلِ اللّهُمَّ بَيْنَنا وَ بَيْنَهُ وُصْلَةً تُؤَدّى اِلى مُرافَقَةِ سَلَفِهِ، وَ اجْعَلْنا مِمَّنْ يَأخُذُ بِحُجْزَتِهِمْ، وَ يَمْكُثُ في ظِلِّهِمْ، وَ اَعِنّا عَلى تَأدِيَةِ حُقُوقِهِ اِلَيْهِ، وَ الاْجْتِهادِ في طاعَتِهِ، وَ اجْتِنابِ مَعْصِيَتِهِ، وَ امْنُنْ عَلَيْنا بِرِضاهُ، وَهَبْ لَنا رَأَفَتَهُ وَ رَحْمَتَهُ وَ دُعاءَهُ وَ خَيْرَهُ مانَنالُ بِهِ سَعَةً مِنْ رَحْمَتِكَ وَ فَوْزاً عِنْدَكَ، وَ اجْعَلْ صَلاتَنا بِهِ مَقبُولَةً، وَ ذُنُوبَنا بِهِ مَغْفُورَةً، وَ دُعاءَنا بِهِ مُسْتَجاباً وَ اجْعَلْ اَرْزاقَنا بِهِ مَبْسُوطَةً، وَ هُمُومَنا بِهِ مَكْفِيَّةً، وَ حَوآئِجَنا بِهِ مَقْضِيَّةً، وَ اَقْبِلْ اِلَيْنا بِوَجْهِكَ الْكَريمِ وَ اقْبَلْ تَقَرُّبَنا اِلَيْكَ، وَ انْظُرْ اِلَيْنا نَظْرَةً رَحيمَةً نَسْتَكْمِلُ بِهَا الْكَرامَةَ عِنْدَكَ، ثُمَّ لا تَصْرِفْها عَنّا بِجُودِكَ، وَ اسْقِنا مِنْ حَوْضِ جَدِّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ بِكَأسِهِ وَ بِيَدِهِ رَيّاً رَوِيّاً هَنيئاً سائِغاً لا ظَمَاَ بَعْدَهُ يا أَرْحَمَ الرّاحِمين.
يا الله يا الله يا الله يا الله يا الله يا الله يا الله يا الله يا الله يا الله يا حنان يا منان يا كريم يا رحيم أسألك بحقك و بحق رسولك الكريم أبي القاسم محمد صلى الله عليه وآله وسلم وعترته الأطهار عليهم السلام لي ولإخواني وأخواتي من المؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات أن تنزل علينا كل خير أحاط به علمك وتكشف عنا كل شر أحاط به علمك , وتوسع في أرزاقنا , وتقضي حوائجنا, وتعمي أبصار الظالمين عنا من الجن والإنس , وتحسن عاقبتنا , وتشافي مرضانا من كل علة وداء وبلاء و تشافينا, وترحم أمواتنا وترحمنا يوم اللحاق بهم إنك أنت أرحم الراحمين
وصلى الله على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
بسم الله الرحمن الرحيم
اَلْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعالَمينَ وَ صَلَّى اللهُ عَلى سَيِّدِنا مُحَمَّدٍ نَبِيِّهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ تَسْليماً، اَللّـهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ عَلى ما جَرى بِهِ قَضاؤكَ في اَوْلِيائِكَ الَّذينَ اسْتَخْلَصْتَهُمْ لِنَفْسِكَ وَ دينِكَ، اِذِ اخْتَرْتَ لَهُمْ جَزيلَ ما عِنْدَكَ مِنَ النَّعيمِ الْمُقيمِ الَّذي لا زَوالَ لَهُ وَ لاَ اضْمِحْلالَ، بَعْدَ اَنْ شَرَطْتَ عَلَيْهِمُ الزُّهْدَ في دَرَجاتِ هذِهِ الدُّنْيَا الدَّنِيَّةِ وَ زُخْرُفِها وَ زِبْرِجِها، فَشَرَطُوا لَكَ ذلِكَ وَ عَلِمْتَ مِنْهُمُ الْوَفاءَ بِهِ فَقَبِلْتَهُمْ وَ قَرَّبْتَهُمْ، وَ قَدَّمْتَ لَهُمُ الذِّكْرَ الْعَلِيَّ وَ الثَّناءَ الْجَلِىَّ، وَ اَهْبَطْتَ عَلَيْهِمْ مَلائِكَتَكَ وَ كَرَّمْتَهُمْ بِوَحْيِكَ، وَ رَفَدْتَهُمْ بِعِلْمِكَ، وَ جَعَلْتَهُمُ الذَّريعَةَ اِلَيْكَ وَ الْوَسيلَةَ اِلى رِضْوانِكَ، فَبَعْضٌ اَسْكَنْتَهُ جَنَّتَكَ اِلى اَنْ اَخْرَجْتَهُ مِنْها، وَ بَعْضٌ حَمَلْتَهُ في فُلْكِكَ وَ نَجَّيْتَهُ وَ مَنْ آمَنَ مَعَهُ مِنَ الْهَلَكَةِ بِرَحْمَتِكَ، وَ بَعْضٌ اتَّخَذْتَهُ لِنَفْسِكَ خَليلاً وَ سَأَلَكَ لِسانَ صِدْقٍ فِي الاْخِرينَ فَاَجَبْتَهُ وَ جَعَلْتَ ذلِكَ عَلِيّاً، وَ بَعْضٌ كَلَّمْتَهُ مِنْ شَجَـرَةٍ تَكْليماً وَ جَعَلْتَ لَهُ مِنْ اَخيهِ رِدْءاً وَ وَزيراً، وَ بَعْضٌ اَوْلَدْتَهُ مِنْ غَيْرِ اَبٍ وَ آتَيْتَهُ الْبَيِّناتِ وَ اَيَّدْتَهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ، وَ كُلٌّ شَرَعْتَ لَهُ شَريعَةً، وَ نَهَجْتَ لَهُ مِنْهاجاً، وَ تَخَيَّرْتَ لَهُ اَوْصِياءَ، مُسْتَحْفِظاً بَعْدَ مُسْتَحْفِظٍ مِنْ مُدَّةٍ اِلى مُدَّةٍ، اِقامَةً لِدينِكَ، وَ حُجَّةً عَلى عِبادِكَ، وَ لِئَلّا يَزُولَ الْحَقُّ عَنْ مَقَرِّهِ وَ يَغْلِبَ الْباطِلُ عَلى اَهْلِهِ، وَ لا يَقُولَ اَحَدٌ لَوْلا اَرْسَلْتَ اِلَيْنا رَسُولاً مُنْذِراً وَ اَقَمْتَ لَنا عَلَماً هادِياً فَنَتَّبِـعَ آياتِكَ مِنْ قَبْلِ اَنْ نَذِلَّ وَ نَخْزى، اِلى اَنِ انْتَهَيْتَ بالأمْرِ اِلى حَبيبِكَ وَ نَجيبِكَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ، فَكانَ كَمَا انْتَجَبْتَهُ سَيِّدَ مَنْ خَلَقْتَهُ، وَ صَفْوَةَ مَنِ اصْطَفَيْتَهُ، وَ اَفْضَلَ مَنِ اجْتَبَيْتَهُ، وَ اَكْرَمَ مَنِ اعْتَمَدْتَهُ، قَدَّمْتَهُ عَلى اَنْبِيائِكَ، وَ بَعَثْتَهُ اِلَى الثَّقَلَيْنِ مِنْ عِبادِكَ، وَ اَوْطَأتَهُ مَشارِقَكَ وَ مَغارِبَكَ، وَ سَخَّرْتَ لَهُ الْبُراقَ، وَ عَرَجْتَ (به) بِرُوْحِهِ اِلى سَمائِكَ، وَ اَوْدَعْتَهُ عِلْمَ ما كانَ وَما يَكُونُ اِلَى انْقِضاءِ خَلْقِكَ، ثُمَّ نَصَرْتَهُ بِالرُّعْبِ، وَ حَفَفْتَهُ بِجَبْرَئيلَ وَ ميكائيلَ وَ الْمُسَوِّمينَ مِنْ مَلائِكَتِكَ وَ وَعَدْتَهُ اَنْ تُظْهِرَ دينَهُ عَلَى الدّينِ كُلِّهِ وَ لَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ، وَ ذلِكَ بَعْدَ اَنْ بَوَّأتَهُ مَبَوَّأَ صِدْقٍ مِنْ اَهْلِهِ، وَ جَعَلْتَ لَهُ وَ لَهُمْ اَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنّاسِ لَلَّذي بِبَكَّةَ مُبارَكاً وَ هُدىً لِلْعالَمينَ، فيهِ آياتٌ بَيِّناتٌ مَقامُ اِبْراهيمَ وَ مَنْ دَخَلَهُ كانَ آمِناً، وَ قُلْتَ: «اِنَّما يُريدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ اَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهيراً» ثُمَّ جَعَلْتَ اَجْرَ مُحَمَّدٍ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَ آلِهِ مَوَدَّتَهُمْ في كِتابِكَ فَقُلْتَ: «قل لا اسالكم عليه اجرا الا المودة في القربى» وَ قُلْتَ: «ما سَألْتُكُمْ مِنْ اَجْرٍ فَهُو َلَكُمْ» وَ قُلْتَ: «ما اَسْاَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ اَجْرٍ الّا مَنْ شاءَ اَنْ يَتَّخِذَ اِلى رَبِّهِ سَبيلاً»، فَكانُوا هُمُ السَّبيلَ اِلَيْكَ وَ الْمَسْلَكَ اِلى رِضْوانِكَ، فَلَمَّا انْقَضَتْ اَيّامُهُ اَقامَ وَلِيَّهُ عَلِيَّ بْنَ اَبي طالِب صَلَواتُكَ عَلَيْهِما وَ آلِهِما هادِياً، اِذْ كانَ هُوَ الْمُنْذِرَ وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ، فَقالَ وَ الْمَلأُ اَمامَهُ: مَنْ كُنْتُ مَوْلاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلاهُ اَللّـهُمَّ والِ مَنْ والاهُ وَ عادِ مَنْ عاداهُ وَ انْصُرْ مَنْ نَصَرَهُ وَ اخْذُلْ مَنْ خَذَلَهُ، وَ قالَ: مَنْ كُنْتُ اَنَا نَبِيَّهُ فَعَلِيٌّ اَميرُهُ، وَ قالَ: اَنَا وَ عَلِيٌّ مِنْ شَجَرَةٍ واحِدَةٍ وَ سائِرُالنَّاسِ مِنْ شَجَرٍ شَتّى، وَ اَحَلَّهُ مَحَلَّ هارُونَ مِنْ مُوسى، فَقال لَهُ: اَنْتَ مِنّي بِمَنْزِلَةِ هارُونَ مِنْ مُوسى الّا اَنَّهُ لا نَبِيَّ بَعْدي، وَ زَوَّجَهُ ابْنَتَهُ سَيِّدَةَ نِساءِ الْعالَمينَ، وَ اَحَلَّ لَهُ مِنْ مَسْجِدِهِ ما حَلَّ لَهُ، وَ سَدَّ الاْبْوابَ اِلاّ بابَهُ، ثُمَّ اَوْدَعَهُ عِلْمَهُ وَ حِكْمَتَهُ فَقالَ: اَنـَا مَدينَةُ الْعِلْمِ وَ عَلِىٌّ بابُها، فَمَنْ اَرادَ الْمَدينَةَ وَ الْحِكْمَةَ فَلْيَاْتِها مِنْ بابِها، ثُمَّ قالَ: اَنْتَ اَخي وَ وَصِيّي وَ وارِثي، لَحْمُكَ مِنْ لَحْمي وَ دَمُكَ مِنْ دَمي وَ سِلْمُكَ سِلْمي وَ حَرْبُكَ حَرْبي وَ الإيمانُ مُخالِطٌ لَحْمَكَ وَ دَمَكَ كَما خالَطَ لَحْمي وَ دَمي، وَ اَنْتَ غَداً عَلَى الْحَوْضِ خَليفَتي وَ اَنْتَ تَقْضي دَيْني وَ تُنْجِزُ عِداتي وَ شيعَتُكَ عَلى مَنابِرَ مِنْ نُورٍ مُبْيَضَّةً وُجُوهُهُمْ حَوْلي فِي الْجَنَّةِ وَ هُمْ جيراني، وَ لَوْلا اَنْتَ يا عَلِيُّ لَمْ يُعْرَفِ الْمُؤْمِنُونَ بَعْدي، وَ كانَ بَعْدَهُ هُدىً مِنَ الضَّلالِ وَ نُوراً مِنَ الْعَمى، وَ حَبْلَ اللهِ الْمَتينَ وَ صِراطَهُ الْمُسْتَقيمَ، لا يُسْبَقُ بِقَرابَةٍ في رَحِمٍ وَ لا بِسابِقَةٍ في دينٍ، وَ لا يُلْحَقُ في مَنْقَبَةٍ مِنْ مَناقِبِهِ، يَحْذُو حَذْوَ الرَّسُولِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِما وَ آلِهِما، وَ يُقاتِلُ عَلَى التَّأويلِ وَ لا تَأخُذُهُ فِي اللهِ لَوْمَةُ لائِمٍ، قَدْ وَتَرَ فيهِ صَناديدَ الْعَرَبِ وَ قَتَلَ اَبْطالَهُمْ وَ ناوَشَ (ناهش) ذُؤْبانَهُمْ، فَاَوْدَعَ قُلُوبَهُمْ اَحْقاداً بَدْرِيَّةً وَ خَيْبَرِيَّةً وَ حُنَيْنِيَّةً وَ غَيْرَهُنَّ، فَاَضَبَّتْ عَلى عَداوَتِهِ وَ اَكَبَّتْ عَلى مُنابَذَتِهِ، حَتّى قَتَلَ النّاكِثينَ وَ الْقاسِطينَ وَ الْمارِقينَ، وَ لَمّا قَضى نَحْبَهُ وَ قَتَلَهُ اَشْقَى الاْخِرينَ يَتْبَعُ اَشْقَى الاْوَّلينَ، لَمْ يُمْتَثَلْ اَمْرُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ فِي الْهادينَ بَعْدَ الْهادينَ، وَ الاْمَّةُ مُصِرَّةٌ عَلى مَقْتِهِ مُجْتَمِعَةٌ عَلى قَطيعَةِ رَحِمِهِ وَ اِقْصاءِ وُلْدِهِ اِلّا الْقَليلَ مِمَّنْ وَفى لِرِعايَةِ الْحَقِّ فيهِمْ، فَقُتِلَ مَنْ قُتِلَ، وَ سُبِيَ مَنْ سُبِيَ وَ اُقْصِيَ مَنْ اُقْصِيَ وَ جَرَى الْقَضاءُ لَهُمْ بِما يُرْجى لَهُ حُسْنُ الْمَثُوبَةِ، اِذْ كانَتِ الاْرْضُ للهِ يُورِثُها مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَ الْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقينَ، وَ سُبْحانَ رَبِّنا اِنْ كانَ وَعْدُ رَبِّنا لَمَفْعُولاً، وَ لَنْ يُخْلِفَ اللهُ وَعْدَهُ وَ هُوَ الْعَزيزُ الْحَكيمُ.
فَعَلَى الاْطائِبِ مِنْ اَهْلِ بَيْتِ مُحَمَّدٍ وَ عَلِيٍّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِما وَ آلِهِما فَلْيَبْكِ الْباكُونَ، وَ اِيّاهُمْ فَلْيَنْدُبِ النّادِبُونَ، وَ لِمِثْلِهِمْ فَلْتَذْرِفِ (فَلْتًدرِ) الدُّمُوعُ، وَ لْيَصْرُخِ الصّارِخُونَ، وَ يَضِجَّ الضّاجُّونَ، وَ يَعِـجَّ الْعاجُّوَن، اَيْنَ الْحَسَنُ اَيْنَ الْحُسَيْنُ اَيْنَ اَبْناءُ الْحُسَيْنِ، صالِحٌ بَعْدَ صالِـحٍ، وَ صادِقٌ بَعْدَ صادِقٍ، اَيْنَ السَّبيلُ بَعْدَ السَّبيلِ، اَيْنَ الْخِيَرَةُ بَعْدَ الْخِيَرَةِ، اَيْنَ الشُّمُوسُ الطّالِعَةُ، اَيْنَ الاْقْمارُ الْمُنيرَةُ، اَيْنَ الاْنْجُمُ الزّاهِرَةُ، اَيْنَ اَعْلامُ الدّينِ وَ قَواعِدُ الْعِلْمِ، اَيْنَ بَقِيَّةُ اللهِ الَّتي لا تَخْلُو مِنَ الْعِتْرَةِ الْهادِيـَةِ، اَيـْنَ الـْمُعَدُّ لِـقَطْعِ دابِرِ الظَّلَمَةِ، اَيْنَ الْمُنْتَظَرُ لاِقامَةِ الاْمْتِ وَ اْلعِوَجِ، اَيْنَ الْمُرْتَجى لاِزالَةِ الْجَوْرِ وَ الْعُدْوانِ، اَيْنَ الْمُدَّخَرُ لِتَجْديدِ الْفَرآئِضِ و َالسُّنَنِ، اَيْنَ الْمُتَخَيَّرُ لاِعادَةِ الْمِلَّةِ وَ الشَّريعَةِ، اَيْنَ الْمُؤَمَّلُ لاِحْياءِ الْكِتابِ وَ حُدُودِهِ، اَيْنَ مُحْيي مَعالِمِ الدّينِ وَ اَهْلِهِ، اَيْنَ قاصِمُ شَوْكَةِ الْمُعْتَدينَ، اَيْنَ هادِمُ اَبْنِيَةِ الشِّرْكِ وَ النِّفاقِ، اَيْنَ مُبيدُ اَهْلِ الْفُسُوقِ وَ الْعِصْيانِ وَ الطُّغْيانِ، اَيْنَ حاصِدُ فُرُوعِ الْغَيِّ وَ الشِّقاقِ (النِفاقِ)، اَيْنَ طامِسُ آثارِ الزَّيْغِ وَ الاْهْواء، اَيْنَ قاطِعُ حَبائِلِ الْكِذْبِ (الكَذِبِ) وَ الاْفْتِراءِ، اَيْنَ مُبيدُ الْعُتاةِ وَ الْمَرَدَةِ، اَيْنَ مُسْتَأصِلُ اَهْلِ الْعِنادِ وَ التَّضْليلِ وَ الاْلْحادِ، اَيْنَ مُـعِزُّ الاْوْلِياءِ وَ مُذِلُّ الاْعْداءِ، اَيْنَ جامِعُ الْكَلِمَةِ (الكَلِمِ) عَلَى التَّقْوى، اَيْنَ بابُ اللهِ الَّذى مِنْهُ يُؤْتى، اَيْنَ وَجْهُ اللهِ الَّذى اِلَيْهِ يَتَوَجَّهُ الاْوْلِياءُ، اَيْنَ السَّبَبُ الْمُتَّصِلُ بَيْنَ الاْرْضِ وَ السَّماءِ، اَيْنَ صاحِبُ يَوْمِ الْفَتْحِ وَ ناشِرُ رايَةِ الْهُدى، اَيْنَ مُؤَلِّفُ شَمْلِ الصَّلاحِ وَ الرِّضا، اَيْنَ الطّالِبُ بِذُحُولِ الاْنْبِياءِ وَ اَبْناءِ الاْنْبِياءِ، اَيْنَ الطّالِبُ (المُطالِبُ) بِدَمِ الْمَقْتُولِ بِكَرْبَلاءَ، اَيْنَ الْمَنْصُورُ عَلى مَنِ اعْتَدى عَلَيْهِ وَ افْتَرى، اَيْنَ الْمُضْطَرُّ الَّذي يُجابُ اِذا دَعا اَيْنَ صَدْرُ الْخَلائِقِ ذُوالْبِرِّ وَ التَّقْوى، اَيْنَ ابْنُ النَّبِىِّ الْمُصْطَفى، وَ ابْنُ عَلِيٍّ الْمُرْتَضى، وَ ابْنُ خَديجَةَ الْغَرّآءِ، وَ ابْنُ فاطِمَةَ الْكُبْرى، بِاَبي اَنْتَ وَ اُمّي وَ نَفْسي لَكَ الْوِقاءُ وَ الْحِمى، يَا بْنَ السّادَةِ الْمُقَرَّبينَ، يَا بْنَ النُّجَباءِ الاْكْرَمينَ، يَا بْنَ الْهُداةِ الْمَهْدِيّينَ (المُهْتَدينَ)، يَا بْنَ الْخِيَرَةِ الْمُهَذَّبينَ، يَا بْنَ الْغَطارِفَةِ الاْنْجَبينَ، يَا بْنَ الاْطائِبِ الْمُطَهَّرينَ (المُتَطَهْريِنَ)، يَا بْنَ الْخَضارِمَةِ الْمُنْتَجَبينَ، يَا بْنَ الْقَماقِمَةِ الاْكْرَمينَ (الأكْبَرينَ)، يَا بْنَ الْبُدُورِ الْمُنيرَةِ، يَا بْنَ السُّرُجِ الْمُضيئَةِ، يَا بْنَ الشُّهُبِ الثّاقِبَةِ، يَا بْنَ الاْنْجُمِ الزّاهِرَةِ، يَا بْنَ السُّبُلِ الْواضِحَةِ، يَا بْنَ الاْعْلامِ الّلائِحَةِ، يَا بْنَ الْعُلُومِ الْكامِلَةِ، يَا بْنَ السُّنَنِ الْمَشْهُورَةِ، يَا بْنَ الْمَعالِمِ الْمَأثُورَةِ، يَا بْنَ الْمُعْجِزاتِ الْمَوْجُودَةِ، يَا بْنَ الدَّلائِلِ الْمَشْهُودَةِ (المَشْهُورَةِ)، يَا بْنَ الصـِّراطِ الْمُسْتَقيمِ، يَا بْنَ النَّبَأِ الْعَظيمِ، يَا بْنَ مَنْ هُوَ في اُمِّ الْكِتابِ لَدَى اللهِ عَلِيٌّ حَكيمٌ، يَا بْنَ الآياتِ وَ الْبَيِّناتِ، يَا بْنَ الدَّلائِلِ الظّاهِراتِ، يَا بْنَ الْبَراهينِ الْواضِحاتِ الْباهِراتِ، يَا بْنَ الْحُجَجِ الْبالِغاتِ، يَا بْنَ النِّعَمِ السّابِغاتِ، يَا بْنَ طه وَ الْـمُحْكَماتِ، يَا بْنَ يس وَ الذّارِياتِ، يَا بْنَ الطُّورِ وَ الْعادِياتِ، يَا بْنَ مَنْ دَنا فَتَدَلّى فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ اَوْ اَدْنى دُنُوّاً وَ اقْتِراباً مِنَ الْعَلِيِّ الاْعْلى، لَيْتَ شِعْري اَيْنَ اسْتَقَرَّتْ بِكَ النَّوى، بَلْ اَيُّ اَرْضٍ تُقِلُّكَ اَوْ ثَرى، اَبِرَضْوى اَوْ غَيْرِها اَمْ ذي طُوى، عَزيزٌ عَلَيَّ اَنْ اَرَى الْخَلْقَ وَ لا تُرى وَ لا اَسْمَعُ لَكَ حَسيساً وَ لا نَجْوى، عَزيزٌ عَلَيَّ اَنْ (لا تُحِيطَ بِيَ دُونكَ) تُحيطَ بِكَ دُونِيَ الْبَلْوى وَ لا يَنالُكَ مِنّي ضَجيجٌ وَ لا شَكْوى، بِنَفْسي اَنْتَ مِنْ مُغَيَّبٍ لَمْ يَخْلُ مِنّا، بِنَفْسي اَنْتَ مِنْ نازِحٍ ما نَزَحَ (يَنْزِحُ) عَنّا، بِنَفْسي اَنْتَ اُمْنِيَّةُ شائِقٍ يَتَمَنّى، مِنْ مُؤْمِن وَ مُؤْمِنَةٍ ذَكَرا فَحَنّا، بِنَفْسي اَنْتَ مِنْ عَقيدِ عِزٍّ لايُسامى، بِنَفْسي اَنْتَ مِنْ اَثيلِ مَجْدٍ لا يُجارى، بِنَفْسي اَنْتَ مِنْ تِلادِ نِعَمٍ لا تُضاهى، بِنَفْسي اَنْتَ مِنْ نَصيفِ شَرَفٍ لا يُساوى، اِلى مَتى اَحارُ فيكَ يا مَوْلايَ وَ اِلى مَتي، وَ اَىَّ خِطابٍ اَصِفُ فيكَ وَ اَيَّ نَجْوى، عَزيزٌ عَلَيَّ اَنْ اُجابَ دُونَكَ وَ اُناغى، عَزيزٌ عَلَيَّ اَنْ اَبْكِيَكَ وَ يَخْذُلَكَ الْوَرى، عَزيزٌ عَلَيَّ اَنْ يَجْرِيَ عَلَيْكَ دُونَهُمْ ما جَرى، هَلْ مِنْ مُعينٍ فَاُطيلَ مَعَهُ الْعَويلَ وَ الْبُكاءَ، هَلْ مِنْ جَزُوعٍ فَاُساعِدَ جَزَعَهُ اِذا خَلا، هَلْ قَذِيَتْ عَيْنٌ فَساعَدَتْها عَيْني عَلَى الْقَذى، هَلْ اِلَيْكَ يَا بْنَ اَحْمَدَ سَبيلٌ فَتُلْقى، هَلْ يَتَّصِلُ يَوْمُنا مِنْكَ بِعِدَةٍ فَنَحْظى، مَتى نَرِدُ مَناهِلَكَ الرَّوِيَّةَ فَنَرْوى، مَتى نَنْتَقِعُ مِنْ عَذْبِ مائِكَ فَقَدْ طالَ الصَّدى، مَتى نُغاديكَ وَ نُراوِحُكَ فَنُقِرَّ عَيْناً (فَتَقُرُ عًيًوننا)، مَتى تَرانا وَ نَراكَ وَ قَدْ نَشَرْتَ لِواءَ النَّصْرِ تُرى، اَتَرانا نَحُفُّ بِكَ وَ اَنْتَ تَاُمُّ الْمَلاَ وَ قَدْ مَلأْتَ الاْرْضَ عَدْلاً وَ اَذَقْتَ اَعْداءَكَ هَواناً وَ عِقاباً، وَ اَبَرْتَ الْعُتاةَ وَ جَحَدَةَ الْحَقِّ، وَ قَطَعْتَ دابِرَ الْمُتَكَبِّرينَ، وَ اجْتَثَثْتَ اُصُولَ الظّالِمينَ، وَ نَحْنُ نَقُولُ الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعالَمينَ.
اَللّـهُمَّ اَنْتَ كَشّافُ ْالكُرَبِ وَ الْبَلْوى، وَ اِلَيْكَ اَسْتَعْدى فَعِنْدَكَ الْعَدْوى، وَ اَنْتَ رَبُّ الاْخِرَةِ وَ الدُّنْيا (الاُولي)، فَاَغِثْ يا غِياثَ الْمُسْتَغيثينَ عُبَيْدَكَ الْمُبْتَلى، وَ اَرِهِ سَيِّدَهُ يا شَديدَ الْقُوى، وَ اَزِلْ عَنْهُ بِهِ الاْسى وَ الْجَوى، وَ بَرِّدْ غَليلَهُ يا مَنْ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى، وَ مَنْ اِلَيْهِ الرُّجْعى وَ الْمُنْتَهى.
اَللّـهُمَّ وَ نَحْنُ عَبيدُكَ التّائِقُونَ (الشائقون) اِلى وَلِيِّكَ الْمُذَكِّرِ بِكَ وَ بِنَبِيِّكَ، خَلَقْتَهُ لَنا عِصْمَةً وَ مَلاذاً، وَ اَقَمْتَهُ لَنا قِواماً وَ مَعاذاً، وَ جَعَلْتَهُ لِلْمُؤْمِنينَ مِنّا اِماماً، فَبَلِّغْهُ مِنّا تَحِيَّةً وَ سَلاماً، وَ زِدْنا بِذلِكَ يارَبِّ اِكْراماً، وَ اجْعَلْ مُسْتَقَرَّهُ لَنا مُسْتَقَرّاً وَ مُقاماً، وَ اَتْمِمْ نِعْمَتَكَ بِتَقْديمِكَ اِيّاهُ اَمامَنا حَتّى تُورِدَنا جِنانَكَ (جَنّاتِكَ) وَ مُرافَقَةَ الشُّهَداءِ مِنْ خُلَصائِكَ.
اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ، وَ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ جَدِّهِ وَ رَسُولِكَ السَّيِّدِ الاَكْبَرِ، وَ عَلى اَبيهِ السَّيِّدِ الاَصْغَرِ، وَ جَدَّتِهِ الصِّدّيقَةِ الْكُبْرى فاطِمَةَ بِنْتِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ، وَ عَلى مَنِ اصْطَفَيْتَ مِنْ آبائِهِ الْبَرَرَةِ، وَ عَلَيْهِ اَفْضَلَ وَ اَكْمَلَ وَ اَتَمَّ وَ اَدْوَمَ وَ اَكْثَرَ وَ اَوْفَرَ ما صَلَّيْتَ عَلى اَحَدٍ مِنْ اَصْفِيائِكَ وَ خِيَرَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ، وَ صَلِّ عَلَيْهِ صَلاةً لا غايَةَ لِعَدَدِها وَ لا نِهايَةَ لِمَدَدِها وَ لا نَفادَ لاِمَدِها.
اَللّـهُمَّ وَ اَقِمْ بِهِ الْحَقَّ وَ اَدْحِضْ بِهِ الْباطِلَ وَ اَدِلْ بِهِ اَوْلِياءَكَ وَ اَذْلِلْ بِهِ اَعْداءَكَ وَ صِلِ اللّهُمَّ بَيْنَنا وَ بَيْنَهُ وُصْلَةً تُؤَدّى اِلى مُرافَقَةِ سَلَفِهِ، وَ اجْعَلْنا مِمَّنْ يَأخُذُ بِحُجْزَتِهِمْ، وَ يَمْكُثُ في ظِلِّهِمْ، وَ اَعِنّا عَلى تَأدِيَةِ حُقُوقِهِ اِلَيْهِ، وَ الاْجْتِهادِ في طاعَتِهِ، وَ اجْتِنابِ مَعْصِيَتِهِ، وَ امْنُنْ عَلَيْنا بِرِضاهُ، وَهَبْ لَنا رَأَفَتَهُ وَ رَحْمَتَهُ وَ دُعاءَهُ وَ خَيْرَهُ مانَنالُ بِهِ سَعَةً مِنْ رَحْمَتِكَ وَ فَوْزاً عِنْدَكَ، وَ اجْعَلْ صَلاتَنا بِهِ مَقبُولَةً، وَ ذُنُوبَنا بِهِ مَغْفُورَةً، وَ دُعاءَنا بِهِ مُسْتَجاباً وَ اجْعَلْ اَرْزاقَنا بِهِ مَبْسُوطَةً، وَ هُمُومَنا بِهِ مَكْفِيَّةً، وَ حَوآئِجَنا بِهِ مَقْضِيَّةً، وَ اَقْبِلْ اِلَيْنا بِوَجْهِكَ الْكَريمِ وَ اقْبَلْ تَقَرُّبَنا اِلَيْكَ، وَ انْظُرْ اِلَيْنا نَظْرَةً رَحيمَةً نَسْتَكْمِلُ بِهَا الْكَرامَةَ عِنْدَكَ، ثُمَّ لا تَصْرِفْها عَنّا بِجُودِكَ، وَ اسْقِنا مِنْ حَوْضِ جَدِّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ بِكَأسِهِ وَ بِيَدِهِ رَيّاً رَوِيّاً هَنيئاً سائِغاً لا ظَمَاَ بَعْدَهُ يا أَرْحَمَ الرّاحِمين.
يا الله يا الله يا الله يا الله يا الله يا الله يا الله يا الله يا الله يا الله يا حنان يا منان يا كريم يا رحيم أسألك بحقك و بحق رسولك الكريم أبي القاسم محمد صلى الله عليه وآله وسلم وعترته الأطهار عليهم السلام لي ولإخواني وأخواتي من المؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات أن تنزل علينا كل خير أحاط به علمك وتكشف عنا كل شر أحاط به علمك , وتوسع في أرزاقنا , وتقضي حوائجنا, وتعمي أبصار الظالمين عنا من الجن والإنس , وتحسن عاقبتنا , وتشافي مرضانا من كل علة وداء وبلاء و تشافينا, وترحم أمواتنا وترحمنا يوم اللحاق بهم إنك أنت أرحم الراحمين
وصلى الله على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
قل للمغيّب تحت أطباق الثرى * إن كنت تسمع صرختي وندائيا
-
- مـشـرفـة
- مشاركات: 13029
- اشترك في: السبت يناير 31, 2009 12:36 am
Re: دعــــــاء الندبـــــة
اللهم صل على محمد وآل محمد
بسم الله الرحمن الرحيم
اَلْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعالَمينَ وَ صَلَّى اللهُ عَلى سَيِّدِنا مُحَمَّدٍ نَبِيِّهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ تَسْليماً، اَللّـهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ عَلى ما جَرى بِهِ قَضاؤكَ في اَوْلِيائِكَ الَّذينَ اسْتَخْلَصْتَهُمْ لِنَفْسِكَ وَ دينِكَ، اِذِ اخْتَرْتَ لَهُمْ جَزيلَ ما عِنْدَكَ مِنَ النَّعيمِ الْمُقيمِ الَّذي لا زَوالَ لَهُ وَ لاَ اضْمِحْلالَ، بَعْدَ اَنْ شَرَطْتَ عَلَيْهِمُ الزُّهْدَ في دَرَجاتِ هذِهِ الدُّنْيَا الدَّنِيَّةِ وَ زُخْرُفِها وَ زِبْرِجِها، فَشَرَطُوا لَكَ ذلِكَ وَ عَلِمْتَ مِنْهُمُ الْوَفاءَ بِهِ فَقَبِلْتَهُمْ وَ قَرَّبْتَهُمْ، وَ قَدَّمْتَ لَهُمُ الذِّكْرَ الْعَلِيَّ وَ الثَّناءَ الْجَلِىَّ، وَ اَهْبَطْتَ عَلَيْهِمْ مَلائِكَتَكَ وَ كَرَّمْتَهُمْ بِوَحْيِكَ، وَ رَفَدْتَهُمْ بِعِلْمِكَ، وَ جَعَلْتَهُمُ الذَّريعَةَ اِلَيْكَ وَ الْوَسيلَةَ اِلى رِضْوانِكَ، فَبَعْضٌ اَسْكَنْتَهُ جَنَّتَكَ اِلى اَنْ اَخْرَجْتَهُ مِنْها، وَ بَعْضٌ حَمَلْتَهُ في فُلْكِكَ وَ نَجَّيْتَهُ وَ مَنْ آمَنَ مَعَهُ مِنَ الْهَلَكَةِ بِرَحْمَتِكَ، وَ بَعْضٌ اتَّخَذْتَهُ لِنَفْسِكَ خَليلاً وَ سَأَلَكَ لِسانَ صِدْقٍ فِي الاْخِرينَ فَاَجَبْتَهُ وَ جَعَلْتَ ذلِكَ عَلِيّاً، وَ بَعْضٌ كَلَّمْتَهُ مِنْ شَجَـرَةٍ تَكْليماً وَ جَعَلْتَ لَهُ مِنْ اَخيهِ رِدْءاً وَ وَزيراً، وَ بَعْضٌ اَوْلَدْتَهُ مِنْ غَيْرِ اَبٍ وَ آتَيْتَهُ الْبَيِّناتِ وَ اَيَّدْتَهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ، وَ كُلٌّ شَرَعْتَ لَهُ شَريعَةً، وَ نَهَجْتَ لَهُ مِنْهاجاً، وَ تَخَيَّرْتَ لَهُ اَوْصِياءَ، مُسْتَحْفِظاً بَعْدَ مُسْتَحْفِظٍ مِنْ مُدَّةٍ اِلى مُدَّةٍ، اِقامَةً لِدينِكَ، وَ حُجَّةً عَلى عِبادِكَ، وَ لِئَلّا يَزُولَ الْحَقُّ عَنْ مَقَرِّهِ وَ يَغْلِبَ الْباطِلُ عَلى اَهْلِهِ، وَ لا يَقُولَ اَحَدٌ لَوْلا اَرْسَلْتَ اِلَيْنا رَسُولاً مُنْذِراً وَ اَقَمْتَ لَنا عَلَماً هادِياً فَنَتَّبِـعَ آياتِكَ مِنْ قَبْلِ اَنْ نَذِلَّ وَ نَخْزى، اِلى اَنِ انْتَهَيْتَ بالأمْرِ اِلى حَبيبِكَ وَ نَجيبِكَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ، فَكانَ كَمَا انْتَجَبْتَهُ سَيِّدَ مَنْ خَلَقْتَهُ، وَ صَفْوَةَ مَنِ اصْطَفَيْتَهُ، وَ اَفْضَلَ مَنِ اجْتَبَيْتَهُ، وَ اَكْرَمَ مَنِ اعْتَمَدْتَهُ، قَدَّمْتَهُ عَلى اَنْبِيائِكَ، وَ بَعَثْتَهُ اِلَى الثَّقَلَيْنِ مِنْ عِبادِكَ، وَ اَوْطَأتَهُ مَشارِقَكَ وَ مَغارِبَكَ، وَ سَخَّرْتَ لَهُ الْبُراقَ، وَ عَرَجْتَ (به) بِرُوْحِهِ اِلى سَمائِكَ، وَ اَوْدَعْتَهُ عِلْمَ ما كانَ وَما يَكُونُ اِلَى انْقِضاءِ خَلْقِكَ، ثُمَّ نَصَرْتَهُ بِالرُّعْبِ، وَ حَفَفْتَهُ بِجَبْرَئيلَ وَ ميكائيلَ وَ الْمُسَوِّمينَ مِنْ مَلائِكَتِكَ وَ وَعَدْتَهُ اَنْ تُظْهِرَ دينَهُ عَلَى الدّينِ كُلِّهِ وَ لَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ، وَ ذلِكَ بَعْدَ اَنْ بَوَّأتَهُ مَبَوَّأَ صِدْقٍ مِنْ اَهْلِهِ، وَ جَعَلْتَ لَهُ وَ لَهُمْ اَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنّاسِ لَلَّذي بِبَكَّةَ مُبارَكاً وَ هُدىً لِلْعالَمينَ، فيهِ آياتٌ بَيِّناتٌ مَقامُ اِبْراهيمَ وَ مَنْ دَخَلَهُ كانَ آمِناً، وَ قُلْتَ: «اِنَّما يُريدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ اَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهيراً» ثُمَّ جَعَلْتَ اَجْرَ مُحَمَّدٍ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَ آلِهِ مَوَدَّتَهُمْ في كِتابِكَ فَقُلْتَ: «قل لا اسالكم عليه اجرا الا المودة في القربى» وَ قُلْتَ: «ما سَألْتُكُمْ مِنْ اَجْرٍ فَهُو َلَكُمْ» وَ قُلْتَ: «ما اَسْاَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ اَجْرٍ الّا مَنْ شاءَ اَنْ يَتَّخِذَ اِلى رَبِّهِ سَبيلاً»، فَكانُوا هُمُ السَّبيلَ اِلَيْكَ وَ الْمَسْلَكَ اِلى رِضْوانِكَ، فَلَمَّا انْقَضَتْ اَيّامُهُ اَقامَ وَلِيَّهُ عَلِيَّ بْنَ اَبي طالِب صَلَواتُكَ عَلَيْهِما وَ آلِهِما هادِياً، اِذْ كانَ هُوَ الْمُنْذِرَ وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ، فَقالَ وَ الْمَلأُ اَمامَهُ: مَنْ كُنْتُ مَوْلاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلاهُ اَللّـهُمَّ والِ مَنْ والاهُ وَ عادِ مَنْ عاداهُ وَ انْصُرْ مَنْ نَصَرَهُ وَ اخْذُلْ مَنْ خَذَلَهُ، وَ قالَ: مَنْ كُنْتُ اَنَا نَبِيَّهُ فَعَلِيٌّ اَميرُهُ، وَ قالَ: اَنَا وَ عَلِيٌّ مِنْ شَجَرَةٍ واحِدَةٍ وَ سائِرُالنَّاسِ مِنْ شَجَرٍ شَتّى، وَ اَحَلَّهُ مَحَلَّ هارُونَ مِنْ مُوسى، فَقال لَهُ: اَنْتَ مِنّي بِمَنْزِلَةِ هارُونَ مِنْ مُوسى الّا اَنَّهُ لا نَبِيَّ بَعْدي، وَ زَوَّجَهُ ابْنَتَهُ سَيِّدَةَ نِساءِ الْعالَمينَ، وَ اَحَلَّ لَهُ مِنْ مَسْجِدِهِ ما حَلَّ لَهُ، وَ سَدَّ الاْبْوابَ اِلاّ بابَهُ، ثُمَّ اَوْدَعَهُ عِلْمَهُ وَ حِكْمَتَهُ فَقالَ: اَنـَا مَدينَةُ الْعِلْمِ وَ عَلِىٌّ بابُها، فَمَنْ اَرادَ الْمَدينَةَ وَ الْحِكْمَةَ فَلْيَاْتِها مِنْ بابِها، ثُمَّ قالَ: اَنْتَ اَخي وَ وَصِيّي وَ وارِثي، لَحْمُكَ مِنْ لَحْمي وَ دَمُكَ مِنْ دَمي وَ سِلْمُكَ سِلْمي وَ حَرْبُكَ حَرْبي وَ الإيمانُ مُخالِطٌ لَحْمَكَ وَ دَمَكَ كَما خالَطَ لَحْمي وَ دَمي، وَ اَنْتَ غَداً عَلَى الْحَوْضِ خَليفَتي وَ اَنْتَ تَقْضي دَيْني وَ تُنْجِزُ عِداتي وَ شيعَتُكَ عَلى مَنابِرَ مِنْ نُورٍ مُبْيَضَّةً وُجُوهُهُمْ حَوْلي فِي الْجَنَّةِ وَ هُمْ جيراني، وَ لَوْلا اَنْتَ يا عَلِيُّ لَمْ يُعْرَفِ الْمُؤْمِنُونَ بَعْدي، وَ كانَ بَعْدَهُ هُدىً مِنَ الضَّلالِ وَ نُوراً مِنَ الْعَمى، وَ حَبْلَ اللهِ الْمَتينَ وَ صِراطَهُ الْمُسْتَقيمَ، لا يُسْبَقُ بِقَرابَةٍ في رَحِمٍ وَ لا بِسابِقَةٍ في دينٍ، وَ لا يُلْحَقُ في مَنْقَبَةٍ مِنْ مَناقِبِهِ، يَحْذُو حَذْوَ الرَّسُولِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِما وَ آلِهِما، وَ يُقاتِلُ عَلَى التَّأويلِ وَ لا تَأخُذُهُ فِي اللهِ لَوْمَةُ لائِمٍ، قَدْ وَتَرَ فيهِ صَناديدَ الْعَرَبِ وَ قَتَلَ اَبْطالَهُمْ وَ ناوَشَ (ناهش) ذُؤْبانَهُمْ، فَاَوْدَعَ قُلُوبَهُمْ اَحْقاداً بَدْرِيَّةً وَ خَيْبَرِيَّةً وَ حُنَيْنِيَّةً وَ غَيْرَهُنَّ، فَاَضَبَّتْ عَلى عَداوَتِهِ وَ اَكَبَّتْ عَلى مُنابَذَتِهِ، حَتّى قَتَلَ النّاكِثينَ وَ الْقاسِطينَ وَ الْمارِقينَ، وَ لَمّا قَضى نَحْبَهُ وَ قَتَلَهُ اَشْقَى الاْخِرينَ يَتْبَعُ اَشْقَى الاْوَّلينَ، لَمْ يُمْتَثَلْ اَمْرُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ فِي الْهادينَ بَعْدَ الْهادينَ، وَ الاْمَّةُ مُصِرَّةٌ عَلى مَقْتِهِ مُجْتَمِعَةٌ عَلى قَطيعَةِ رَحِمِهِ وَ اِقْصاءِ وُلْدِهِ اِلّا الْقَليلَ مِمَّنْ وَفى لِرِعايَةِ الْحَقِّ فيهِمْ، فَقُتِلَ مَنْ قُتِلَ، وَ سُبِيَ مَنْ سُبِيَ وَ اُقْصِيَ مَنْ اُقْصِيَ وَ جَرَى الْقَضاءُ لَهُمْ بِما يُرْجى لَهُ حُسْنُ الْمَثُوبَةِ، اِذْ كانَتِ الاْرْضُ للهِ يُورِثُها مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَ الْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقينَ، وَ سُبْحانَ رَبِّنا اِنْ كانَ وَعْدُ رَبِّنا لَمَفْعُولاً، وَ لَنْ يُخْلِفَ اللهُ وَعْدَهُ وَ هُوَ الْعَزيزُ الْحَكيمُ.
فَعَلَى الاْطائِبِ مِنْ اَهْلِ بَيْتِ مُحَمَّدٍ وَ عَلِيٍّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِما وَ آلِهِما فَلْيَبْكِ الْباكُونَ، وَ اِيّاهُمْ فَلْيَنْدُبِ النّادِبُونَ، وَ لِمِثْلِهِمْ فَلْتَذْرِفِ (فَلْتًدرِ) الدُّمُوعُ، وَ لْيَصْرُخِ الصّارِخُونَ، وَ يَضِجَّ الضّاجُّونَ، وَ يَعِـجَّ الْعاجُّوَن، اَيْنَ الْحَسَنُ اَيْنَ الْحُسَيْنُ اَيْنَ اَبْناءُ الْحُسَيْنِ، صالِحٌ بَعْدَ صالِـحٍ، وَ صادِقٌ بَعْدَ صادِقٍ، اَيْنَ السَّبيلُ بَعْدَ السَّبيلِ، اَيْنَ الْخِيَرَةُ بَعْدَ الْخِيَرَةِ، اَيْنَ الشُّمُوسُ الطّالِعَةُ، اَيْنَ الاْقْمارُ الْمُنيرَةُ، اَيْنَ الاْنْجُمُ الزّاهِرَةُ، اَيْنَ اَعْلامُ الدّينِ وَ قَواعِدُ الْعِلْمِ، اَيْنَ بَقِيَّةُ اللهِ الَّتي لا تَخْلُو مِنَ الْعِتْرَةِ الْهادِيـَةِ، اَيـْنَ الـْمُعَدُّ لِـقَطْعِ دابِرِ الظَّلَمَةِ، اَيْنَ الْمُنْتَظَرُ لاِقامَةِ الاْمْتِ وَ اْلعِوَجِ، اَيْنَ الْمُرْتَجى لاِزالَةِ الْجَوْرِ وَ الْعُدْوانِ، اَيْنَ الْمُدَّخَرُ لِتَجْديدِ الْفَرآئِضِ و َالسُّنَنِ، اَيْنَ الْمُتَخَيَّرُ لاِعادَةِ الْمِلَّةِ وَ الشَّريعَةِ، اَيْنَ الْمُؤَمَّلُ لاِحْياءِ الْكِتابِ وَ حُدُودِهِ، اَيْنَ مُحْيي مَعالِمِ الدّينِ وَ اَهْلِهِ، اَيْنَ قاصِمُ شَوْكَةِ الْمُعْتَدينَ، اَيْنَ هادِمُ اَبْنِيَةِ الشِّرْكِ وَ النِّفاقِ، اَيْنَ مُبيدُ اَهْلِ الْفُسُوقِ وَ الْعِصْيانِ وَ الطُّغْيانِ، اَيْنَ حاصِدُ فُرُوعِ الْغَيِّ وَ الشِّقاقِ (النِفاقِ)، اَيْنَ طامِسُ آثارِ الزَّيْغِ وَ الاْهْواء، اَيْنَ قاطِعُ حَبائِلِ الْكِذْبِ (الكَذِبِ) وَ الاْفْتِراءِ، اَيْنَ مُبيدُ الْعُتاةِ وَ الْمَرَدَةِ، اَيْنَ مُسْتَأصِلُ اَهْلِ الْعِنادِ وَ التَّضْليلِ وَ الاْلْحادِ، اَيْنَ مُـعِزُّ الاْوْلِياءِ وَ مُذِلُّ الاْعْداءِ، اَيْنَ جامِعُ الْكَلِمَةِ (الكَلِمِ) عَلَى التَّقْوى، اَيْنَ بابُ اللهِ الَّذى مِنْهُ يُؤْتى، اَيْنَ وَجْهُ اللهِ الَّذى اِلَيْهِ يَتَوَجَّهُ الاْوْلِياءُ، اَيْنَ السَّبَبُ الْمُتَّصِلُ بَيْنَ الاْرْضِ وَ السَّماءِ، اَيْنَ صاحِبُ يَوْمِ الْفَتْحِ وَ ناشِرُ رايَةِ الْهُدى، اَيْنَ مُؤَلِّفُ شَمْلِ الصَّلاحِ وَ الرِّضا، اَيْنَ الطّالِبُ بِذُحُولِ الاْنْبِياءِ وَ اَبْناءِ الاْنْبِياءِ، اَيْنَ الطّالِبُ (المُطالِبُ) بِدَمِ الْمَقْتُولِ بِكَرْبَلاءَ، اَيْنَ الْمَنْصُورُ عَلى مَنِ اعْتَدى عَلَيْهِ وَ افْتَرى، اَيْنَ الْمُضْطَرُّ الَّذي يُجابُ اِذا دَعا اَيْنَ صَدْرُ الْخَلائِقِ ذُوالْبِرِّ وَ التَّقْوى، اَيْنَ ابْنُ النَّبِىِّ الْمُصْطَفى، وَ ابْنُ عَلِيٍّ الْمُرْتَضى، وَ ابْنُ خَديجَةَ الْغَرّآءِ، وَ ابْنُ فاطِمَةَ الْكُبْرى، بِاَبي اَنْتَ وَ اُمّي وَ نَفْسي لَكَ الْوِقاءُ وَ الْحِمى، يَا بْنَ السّادَةِ الْمُقَرَّبينَ، يَا بْنَ النُّجَباءِ الاْكْرَمينَ، يَا بْنَ الْهُداةِ الْمَهْدِيّينَ (المُهْتَدينَ)، يَا بْنَ الْخِيَرَةِ الْمُهَذَّبينَ، يَا بْنَ الْغَطارِفَةِ الاْنْجَبينَ، يَا بْنَ الاْطائِبِ الْمُطَهَّرينَ (المُتَطَهْريِنَ)، يَا بْنَ الْخَضارِمَةِ الْمُنْتَجَبينَ، يَا بْنَ الْقَماقِمَةِ الاْكْرَمينَ (الأكْبَرينَ)، يَا بْنَ الْبُدُورِ الْمُنيرَةِ، يَا بْنَ السُّرُجِ الْمُضيئَةِ، يَا بْنَ الشُّهُبِ الثّاقِبَةِ، يَا بْنَ الاْنْجُمِ الزّاهِرَةِ، يَا بْنَ السُّبُلِ الْواضِحَةِ، يَا بْنَ الاْعْلامِ الّلائِحَةِ، يَا بْنَ الْعُلُومِ الْكامِلَةِ، يَا بْنَ السُّنَنِ الْمَشْهُورَةِ، يَا بْنَ الْمَعالِمِ الْمَأثُورَةِ، يَا بْنَ الْمُعْجِزاتِ الْمَوْجُودَةِ، يَا بْنَ الدَّلائِلِ الْمَشْهُودَةِ (المَشْهُورَةِ)، يَا بْنَ الصـِّراطِ الْمُسْتَقيمِ، يَا بْنَ النَّبَأِ الْعَظيمِ، يَا بْنَ مَنْ هُوَ في اُمِّ الْكِتابِ لَدَى اللهِ عَلِيٌّ حَكيمٌ، يَا بْنَ الآياتِ وَ الْبَيِّناتِ، يَا بْنَ الدَّلائِلِ الظّاهِراتِ، يَا بْنَ الْبَراهينِ الْواضِحاتِ الْباهِراتِ، يَا بْنَ الْحُجَجِ الْبالِغاتِ، يَا بْنَ النِّعَمِ السّابِغاتِ، يَا بْنَ طه وَ الْـمُحْكَماتِ، يَا بْنَ يس وَ الذّارِياتِ، يَا بْنَ الطُّورِ وَ الْعادِياتِ، يَا بْنَ مَنْ دَنا فَتَدَلّى فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ اَوْ اَدْنى دُنُوّاً وَ اقْتِراباً مِنَ الْعَلِيِّ الاْعْلى، لَيْتَ شِعْري اَيْنَ اسْتَقَرَّتْ بِكَ النَّوى، بَلْ اَيُّ اَرْضٍ تُقِلُّكَ اَوْ ثَرى، اَبِرَضْوى اَوْ غَيْرِها اَمْ ذي طُوى، عَزيزٌ عَلَيَّ اَنْ اَرَى الْخَلْقَ وَ لا تُرى وَ لا اَسْمَعُ لَكَ حَسيساً وَ لا نَجْوى، عَزيزٌ عَلَيَّ اَنْ (لا تُحِيطَ بِيَ دُونكَ) تُحيطَ بِكَ دُونِيَ الْبَلْوى وَ لا يَنالُكَ مِنّي ضَجيجٌ وَ لا شَكْوى، بِنَفْسي اَنْتَ مِنْ مُغَيَّبٍ لَمْ يَخْلُ مِنّا، بِنَفْسي اَنْتَ مِنْ نازِحٍ ما نَزَحَ (يَنْزِحُ) عَنّا، بِنَفْسي اَنْتَ اُمْنِيَّةُ شائِقٍ يَتَمَنّى، مِنْ مُؤْمِن وَ مُؤْمِنَةٍ ذَكَرا فَحَنّا، بِنَفْسي اَنْتَ مِنْ عَقيدِ عِزٍّ لايُسامى، بِنَفْسي اَنْتَ مِنْ اَثيلِ مَجْدٍ لا يُجارى، بِنَفْسي اَنْتَ مِنْ تِلادِ نِعَمٍ لا تُضاهى، بِنَفْسي اَنْتَ مِنْ نَصيفِ شَرَفٍ لا يُساوى، اِلى مَتى اَحارُ فيكَ يا مَوْلايَ وَ اِلى مَتي، وَ اَىَّ خِطابٍ اَصِفُ فيكَ وَ اَيَّ نَجْوى، عَزيزٌ عَلَيَّ اَنْ اُجابَ دُونَكَ وَ اُناغى، عَزيزٌ عَلَيَّ اَنْ اَبْكِيَكَ وَ يَخْذُلَكَ الْوَرى، عَزيزٌ عَلَيَّ اَنْ يَجْرِيَ عَلَيْكَ دُونَهُمْ ما جَرى، هَلْ مِنْ مُعينٍ فَاُطيلَ مَعَهُ الْعَويلَ وَ الْبُكاءَ، هَلْ مِنْ جَزُوعٍ فَاُساعِدَ جَزَعَهُ اِذا خَلا، هَلْ قَذِيَتْ عَيْنٌ فَساعَدَتْها عَيْني عَلَى الْقَذى، هَلْ اِلَيْكَ يَا بْنَ اَحْمَدَ سَبيلٌ فَتُلْقى، هَلْ يَتَّصِلُ يَوْمُنا مِنْكَ بِعِدَةٍ فَنَحْظى، مَتى نَرِدُ مَناهِلَكَ الرَّوِيَّةَ فَنَرْوى، مَتى نَنْتَقِعُ مِنْ عَذْبِ مائِكَ فَقَدْ طالَ الصَّدى، مَتى نُغاديكَ وَ نُراوِحُكَ فَنُقِرَّ عَيْناً (فَتَقُرُ عًيًوننا)، مَتى تَرانا وَ نَراكَ وَ قَدْ نَشَرْتَ لِواءَ النَّصْرِ تُرى، اَتَرانا نَحُفُّ بِكَ وَ اَنْتَ تَاُمُّ الْمَلاَ وَ قَدْ مَلأْتَ الاْرْضَ عَدْلاً وَ اَذَقْتَ اَعْداءَكَ هَواناً وَ عِقاباً، وَ اَبَرْتَ الْعُتاةَ وَ جَحَدَةَ الْحَقِّ، وَ قَطَعْتَ دابِرَ الْمُتَكَبِّرينَ، وَ اجْتَثَثْتَ اُصُولَ الظّالِمينَ، وَ نَحْنُ نَقُولُ الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعالَمينَ.
اَللّـهُمَّ اَنْتَ كَشّافُ ْالكُرَبِ وَ الْبَلْوى، وَ اِلَيْكَ اَسْتَعْدى فَعِنْدَكَ الْعَدْوى، وَ اَنْتَ رَبُّ الاْخِرَةِ وَ الدُّنْيا (الاُولي)، فَاَغِثْ يا غِياثَ الْمُسْتَغيثينَ عُبَيْدَكَ الْمُبْتَلى، وَ اَرِهِ سَيِّدَهُ يا شَديدَ الْقُوى، وَ اَزِلْ عَنْهُ بِهِ الاْسى وَ الْجَوى، وَ بَرِّدْ غَليلَهُ يا مَنْ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى، وَ مَنْ اِلَيْهِ الرُّجْعى وَ الْمُنْتَهى.
اَللّـهُمَّ وَ نَحْنُ عَبيدُكَ التّائِقُونَ (الشائقون) اِلى وَلِيِّكَ الْمُذَكِّرِ بِكَ وَ بِنَبِيِّكَ، خَلَقْتَهُ لَنا عِصْمَةً وَ مَلاذاً، وَ اَقَمْتَهُ لَنا قِواماً وَ مَعاذاً، وَ جَعَلْتَهُ لِلْمُؤْمِنينَ مِنّا اِماماً، فَبَلِّغْهُ مِنّا تَحِيَّةً وَ سَلاماً، وَ زِدْنا بِذلِكَ يارَبِّ اِكْراماً، وَ اجْعَلْ مُسْتَقَرَّهُ لَنا مُسْتَقَرّاً وَ مُقاماً، وَ اَتْمِمْ نِعْمَتَكَ بِتَقْديمِكَ اِيّاهُ اَمامَنا حَتّى تُورِدَنا جِنانَكَ (جَنّاتِكَ) وَ مُرافَقَةَ الشُّهَداءِ مِنْ خُلَصائِكَ.
اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ، وَ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ جَدِّهِ وَ رَسُولِكَ السَّيِّدِ الاَكْبَرِ، وَ عَلى اَبيهِ السَّيِّدِ الاَصْغَرِ، وَ جَدَّتِهِ الصِّدّيقَةِ الْكُبْرى فاطِمَةَ بِنْتِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ، وَ عَلى مَنِ اصْطَفَيْتَ مِنْ آبائِهِ الْبَرَرَةِ، وَ عَلَيْهِ اَفْضَلَ وَ اَكْمَلَ وَ اَتَمَّ وَ اَدْوَمَ وَ اَكْثَرَ وَ اَوْفَرَ ما صَلَّيْتَ عَلى اَحَدٍ مِنْ اَصْفِيائِكَ وَ خِيَرَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ، وَ صَلِّ عَلَيْهِ صَلاةً لا غايَةَ لِعَدَدِها وَ لا نِهايَةَ لِمَدَدِها وَ لا نَفادَ لاِمَدِها.
اَللّـهُمَّ وَ اَقِمْ بِهِ الْحَقَّ وَ اَدْحِضْ بِهِ الْباطِلَ وَ اَدِلْ بِهِ اَوْلِياءَكَ وَ اَذْلِلْ بِهِ اَعْداءَكَ وَ صِلِ اللّهُمَّ بَيْنَنا وَ بَيْنَهُ وُصْلَةً تُؤَدّى اِلى مُرافَقَةِ سَلَفِهِ، وَ اجْعَلْنا مِمَّنْ يَأخُذُ بِحُجْزَتِهِمْ، وَ يَمْكُثُ في ظِلِّهِمْ، وَ اَعِنّا عَلى تَأدِيَةِ حُقُوقِهِ اِلَيْهِ، وَ الاْجْتِهادِ في طاعَتِهِ، وَ اجْتِنابِ مَعْصِيَتِهِ، وَ امْنُنْ عَلَيْنا بِرِضاهُ، وَهَبْ لَنا رَأَفَتَهُ وَ رَحْمَتَهُ وَ دُعاءَهُ وَ خَيْرَهُ مانَنالُ بِهِ سَعَةً مِنْ رَحْمَتِكَ وَ فَوْزاً عِنْدَكَ، وَ اجْعَلْ صَلاتَنا بِهِ مَقبُولَةً، وَ ذُنُوبَنا بِهِ مَغْفُورَةً، وَ دُعاءَنا بِهِ مُسْتَجاباً وَ اجْعَلْ اَرْزاقَنا بِهِ مَبْسُوطَةً، وَ هُمُومَنا بِهِ مَكْفِيَّةً، وَ حَوآئِجَنا بِهِ مَقْضِيَّةً، وَ اَقْبِلْ اِلَيْنا بِوَجْهِكَ الْكَريمِ وَ اقْبَلْ تَقَرُّبَنا اِلَيْكَ، وَ انْظُرْ اِلَيْنا نَظْرَةً رَحيمَةً نَسْتَكْمِلُ بِهَا الْكَرامَةَ عِنْدَكَ، ثُمَّ لا تَصْرِفْها عَنّا بِجُودِكَ، وَ اسْقِنا مِنْ حَوْضِ جَدِّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ بِكَأسِهِ وَ بِيَدِهِ رَيّاً رَوِيّاً هَنيئاً سائِغاً لا ظَمَاَ بَعْدَهُ يا أَرْحَمَ الرّاحِمين.
بسم الله الرحمن الرحيم
اَلْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعالَمينَ وَ صَلَّى اللهُ عَلى سَيِّدِنا مُحَمَّدٍ نَبِيِّهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ تَسْليماً، اَللّـهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ عَلى ما جَرى بِهِ قَضاؤكَ في اَوْلِيائِكَ الَّذينَ اسْتَخْلَصْتَهُمْ لِنَفْسِكَ وَ دينِكَ، اِذِ اخْتَرْتَ لَهُمْ جَزيلَ ما عِنْدَكَ مِنَ النَّعيمِ الْمُقيمِ الَّذي لا زَوالَ لَهُ وَ لاَ اضْمِحْلالَ، بَعْدَ اَنْ شَرَطْتَ عَلَيْهِمُ الزُّهْدَ في دَرَجاتِ هذِهِ الدُّنْيَا الدَّنِيَّةِ وَ زُخْرُفِها وَ زِبْرِجِها، فَشَرَطُوا لَكَ ذلِكَ وَ عَلِمْتَ مِنْهُمُ الْوَفاءَ بِهِ فَقَبِلْتَهُمْ وَ قَرَّبْتَهُمْ، وَ قَدَّمْتَ لَهُمُ الذِّكْرَ الْعَلِيَّ وَ الثَّناءَ الْجَلِىَّ، وَ اَهْبَطْتَ عَلَيْهِمْ مَلائِكَتَكَ وَ كَرَّمْتَهُمْ بِوَحْيِكَ، وَ رَفَدْتَهُمْ بِعِلْمِكَ، وَ جَعَلْتَهُمُ الذَّريعَةَ اِلَيْكَ وَ الْوَسيلَةَ اِلى رِضْوانِكَ، فَبَعْضٌ اَسْكَنْتَهُ جَنَّتَكَ اِلى اَنْ اَخْرَجْتَهُ مِنْها، وَ بَعْضٌ حَمَلْتَهُ في فُلْكِكَ وَ نَجَّيْتَهُ وَ مَنْ آمَنَ مَعَهُ مِنَ الْهَلَكَةِ بِرَحْمَتِكَ، وَ بَعْضٌ اتَّخَذْتَهُ لِنَفْسِكَ خَليلاً وَ سَأَلَكَ لِسانَ صِدْقٍ فِي الاْخِرينَ فَاَجَبْتَهُ وَ جَعَلْتَ ذلِكَ عَلِيّاً، وَ بَعْضٌ كَلَّمْتَهُ مِنْ شَجَـرَةٍ تَكْليماً وَ جَعَلْتَ لَهُ مِنْ اَخيهِ رِدْءاً وَ وَزيراً، وَ بَعْضٌ اَوْلَدْتَهُ مِنْ غَيْرِ اَبٍ وَ آتَيْتَهُ الْبَيِّناتِ وَ اَيَّدْتَهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ، وَ كُلٌّ شَرَعْتَ لَهُ شَريعَةً، وَ نَهَجْتَ لَهُ مِنْهاجاً، وَ تَخَيَّرْتَ لَهُ اَوْصِياءَ، مُسْتَحْفِظاً بَعْدَ مُسْتَحْفِظٍ مِنْ مُدَّةٍ اِلى مُدَّةٍ، اِقامَةً لِدينِكَ، وَ حُجَّةً عَلى عِبادِكَ، وَ لِئَلّا يَزُولَ الْحَقُّ عَنْ مَقَرِّهِ وَ يَغْلِبَ الْباطِلُ عَلى اَهْلِهِ، وَ لا يَقُولَ اَحَدٌ لَوْلا اَرْسَلْتَ اِلَيْنا رَسُولاً مُنْذِراً وَ اَقَمْتَ لَنا عَلَماً هادِياً فَنَتَّبِـعَ آياتِكَ مِنْ قَبْلِ اَنْ نَذِلَّ وَ نَخْزى، اِلى اَنِ انْتَهَيْتَ بالأمْرِ اِلى حَبيبِكَ وَ نَجيبِكَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ، فَكانَ كَمَا انْتَجَبْتَهُ سَيِّدَ مَنْ خَلَقْتَهُ، وَ صَفْوَةَ مَنِ اصْطَفَيْتَهُ، وَ اَفْضَلَ مَنِ اجْتَبَيْتَهُ، وَ اَكْرَمَ مَنِ اعْتَمَدْتَهُ، قَدَّمْتَهُ عَلى اَنْبِيائِكَ، وَ بَعَثْتَهُ اِلَى الثَّقَلَيْنِ مِنْ عِبادِكَ، وَ اَوْطَأتَهُ مَشارِقَكَ وَ مَغارِبَكَ، وَ سَخَّرْتَ لَهُ الْبُراقَ، وَ عَرَجْتَ (به) بِرُوْحِهِ اِلى سَمائِكَ، وَ اَوْدَعْتَهُ عِلْمَ ما كانَ وَما يَكُونُ اِلَى انْقِضاءِ خَلْقِكَ، ثُمَّ نَصَرْتَهُ بِالرُّعْبِ، وَ حَفَفْتَهُ بِجَبْرَئيلَ وَ ميكائيلَ وَ الْمُسَوِّمينَ مِنْ مَلائِكَتِكَ وَ وَعَدْتَهُ اَنْ تُظْهِرَ دينَهُ عَلَى الدّينِ كُلِّهِ وَ لَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ، وَ ذلِكَ بَعْدَ اَنْ بَوَّأتَهُ مَبَوَّأَ صِدْقٍ مِنْ اَهْلِهِ، وَ جَعَلْتَ لَهُ وَ لَهُمْ اَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنّاسِ لَلَّذي بِبَكَّةَ مُبارَكاً وَ هُدىً لِلْعالَمينَ، فيهِ آياتٌ بَيِّناتٌ مَقامُ اِبْراهيمَ وَ مَنْ دَخَلَهُ كانَ آمِناً، وَ قُلْتَ: «اِنَّما يُريدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ اَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهيراً» ثُمَّ جَعَلْتَ اَجْرَ مُحَمَّدٍ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَ آلِهِ مَوَدَّتَهُمْ في كِتابِكَ فَقُلْتَ: «قل لا اسالكم عليه اجرا الا المودة في القربى» وَ قُلْتَ: «ما سَألْتُكُمْ مِنْ اَجْرٍ فَهُو َلَكُمْ» وَ قُلْتَ: «ما اَسْاَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ اَجْرٍ الّا مَنْ شاءَ اَنْ يَتَّخِذَ اِلى رَبِّهِ سَبيلاً»، فَكانُوا هُمُ السَّبيلَ اِلَيْكَ وَ الْمَسْلَكَ اِلى رِضْوانِكَ، فَلَمَّا انْقَضَتْ اَيّامُهُ اَقامَ وَلِيَّهُ عَلِيَّ بْنَ اَبي طالِب صَلَواتُكَ عَلَيْهِما وَ آلِهِما هادِياً، اِذْ كانَ هُوَ الْمُنْذِرَ وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ، فَقالَ وَ الْمَلأُ اَمامَهُ: مَنْ كُنْتُ مَوْلاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلاهُ اَللّـهُمَّ والِ مَنْ والاهُ وَ عادِ مَنْ عاداهُ وَ انْصُرْ مَنْ نَصَرَهُ وَ اخْذُلْ مَنْ خَذَلَهُ، وَ قالَ: مَنْ كُنْتُ اَنَا نَبِيَّهُ فَعَلِيٌّ اَميرُهُ، وَ قالَ: اَنَا وَ عَلِيٌّ مِنْ شَجَرَةٍ واحِدَةٍ وَ سائِرُالنَّاسِ مِنْ شَجَرٍ شَتّى، وَ اَحَلَّهُ مَحَلَّ هارُونَ مِنْ مُوسى، فَقال لَهُ: اَنْتَ مِنّي بِمَنْزِلَةِ هارُونَ مِنْ مُوسى الّا اَنَّهُ لا نَبِيَّ بَعْدي، وَ زَوَّجَهُ ابْنَتَهُ سَيِّدَةَ نِساءِ الْعالَمينَ، وَ اَحَلَّ لَهُ مِنْ مَسْجِدِهِ ما حَلَّ لَهُ، وَ سَدَّ الاْبْوابَ اِلاّ بابَهُ، ثُمَّ اَوْدَعَهُ عِلْمَهُ وَ حِكْمَتَهُ فَقالَ: اَنـَا مَدينَةُ الْعِلْمِ وَ عَلِىٌّ بابُها، فَمَنْ اَرادَ الْمَدينَةَ وَ الْحِكْمَةَ فَلْيَاْتِها مِنْ بابِها، ثُمَّ قالَ: اَنْتَ اَخي وَ وَصِيّي وَ وارِثي، لَحْمُكَ مِنْ لَحْمي وَ دَمُكَ مِنْ دَمي وَ سِلْمُكَ سِلْمي وَ حَرْبُكَ حَرْبي وَ الإيمانُ مُخالِطٌ لَحْمَكَ وَ دَمَكَ كَما خالَطَ لَحْمي وَ دَمي، وَ اَنْتَ غَداً عَلَى الْحَوْضِ خَليفَتي وَ اَنْتَ تَقْضي دَيْني وَ تُنْجِزُ عِداتي وَ شيعَتُكَ عَلى مَنابِرَ مِنْ نُورٍ مُبْيَضَّةً وُجُوهُهُمْ حَوْلي فِي الْجَنَّةِ وَ هُمْ جيراني، وَ لَوْلا اَنْتَ يا عَلِيُّ لَمْ يُعْرَفِ الْمُؤْمِنُونَ بَعْدي، وَ كانَ بَعْدَهُ هُدىً مِنَ الضَّلالِ وَ نُوراً مِنَ الْعَمى، وَ حَبْلَ اللهِ الْمَتينَ وَ صِراطَهُ الْمُسْتَقيمَ، لا يُسْبَقُ بِقَرابَةٍ في رَحِمٍ وَ لا بِسابِقَةٍ في دينٍ، وَ لا يُلْحَقُ في مَنْقَبَةٍ مِنْ مَناقِبِهِ، يَحْذُو حَذْوَ الرَّسُولِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِما وَ آلِهِما، وَ يُقاتِلُ عَلَى التَّأويلِ وَ لا تَأخُذُهُ فِي اللهِ لَوْمَةُ لائِمٍ، قَدْ وَتَرَ فيهِ صَناديدَ الْعَرَبِ وَ قَتَلَ اَبْطالَهُمْ وَ ناوَشَ (ناهش) ذُؤْبانَهُمْ، فَاَوْدَعَ قُلُوبَهُمْ اَحْقاداً بَدْرِيَّةً وَ خَيْبَرِيَّةً وَ حُنَيْنِيَّةً وَ غَيْرَهُنَّ، فَاَضَبَّتْ عَلى عَداوَتِهِ وَ اَكَبَّتْ عَلى مُنابَذَتِهِ، حَتّى قَتَلَ النّاكِثينَ وَ الْقاسِطينَ وَ الْمارِقينَ، وَ لَمّا قَضى نَحْبَهُ وَ قَتَلَهُ اَشْقَى الاْخِرينَ يَتْبَعُ اَشْقَى الاْوَّلينَ، لَمْ يُمْتَثَلْ اَمْرُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ فِي الْهادينَ بَعْدَ الْهادينَ، وَ الاْمَّةُ مُصِرَّةٌ عَلى مَقْتِهِ مُجْتَمِعَةٌ عَلى قَطيعَةِ رَحِمِهِ وَ اِقْصاءِ وُلْدِهِ اِلّا الْقَليلَ مِمَّنْ وَفى لِرِعايَةِ الْحَقِّ فيهِمْ، فَقُتِلَ مَنْ قُتِلَ، وَ سُبِيَ مَنْ سُبِيَ وَ اُقْصِيَ مَنْ اُقْصِيَ وَ جَرَى الْقَضاءُ لَهُمْ بِما يُرْجى لَهُ حُسْنُ الْمَثُوبَةِ، اِذْ كانَتِ الاْرْضُ للهِ يُورِثُها مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَ الْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقينَ، وَ سُبْحانَ رَبِّنا اِنْ كانَ وَعْدُ رَبِّنا لَمَفْعُولاً، وَ لَنْ يُخْلِفَ اللهُ وَعْدَهُ وَ هُوَ الْعَزيزُ الْحَكيمُ.
فَعَلَى الاْطائِبِ مِنْ اَهْلِ بَيْتِ مُحَمَّدٍ وَ عَلِيٍّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِما وَ آلِهِما فَلْيَبْكِ الْباكُونَ، وَ اِيّاهُمْ فَلْيَنْدُبِ النّادِبُونَ، وَ لِمِثْلِهِمْ فَلْتَذْرِفِ (فَلْتًدرِ) الدُّمُوعُ، وَ لْيَصْرُخِ الصّارِخُونَ، وَ يَضِجَّ الضّاجُّونَ، وَ يَعِـجَّ الْعاجُّوَن، اَيْنَ الْحَسَنُ اَيْنَ الْحُسَيْنُ اَيْنَ اَبْناءُ الْحُسَيْنِ، صالِحٌ بَعْدَ صالِـحٍ، وَ صادِقٌ بَعْدَ صادِقٍ، اَيْنَ السَّبيلُ بَعْدَ السَّبيلِ، اَيْنَ الْخِيَرَةُ بَعْدَ الْخِيَرَةِ، اَيْنَ الشُّمُوسُ الطّالِعَةُ، اَيْنَ الاْقْمارُ الْمُنيرَةُ، اَيْنَ الاْنْجُمُ الزّاهِرَةُ، اَيْنَ اَعْلامُ الدّينِ وَ قَواعِدُ الْعِلْمِ، اَيْنَ بَقِيَّةُ اللهِ الَّتي لا تَخْلُو مِنَ الْعِتْرَةِ الْهادِيـَةِ، اَيـْنَ الـْمُعَدُّ لِـقَطْعِ دابِرِ الظَّلَمَةِ، اَيْنَ الْمُنْتَظَرُ لاِقامَةِ الاْمْتِ وَ اْلعِوَجِ، اَيْنَ الْمُرْتَجى لاِزالَةِ الْجَوْرِ وَ الْعُدْوانِ، اَيْنَ الْمُدَّخَرُ لِتَجْديدِ الْفَرآئِضِ و َالسُّنَنِ، اَيْنَ الْمُتَخَيَّرُ لاِعادَةِ الْمِلَّةِ وَ الشَّريعَةِ، اَيْنَ الْمُؤَمَّلُ لاِحْياءِ الْكِتابِ وَ حُدُودِهِ، اَيْنَ مُحْيي مَعالِمِ الدّينِ وَ اَهْلِهِ، اَيْنَ قاصِمُ شَوْكَةِ الْمُعْتَدينَ، اَيْنَ هادِمُ اَبْنِيَةِ الشِّرْكِ وَ النِّفاقِ، اَيْنَ مُبيدُ اَهْلِ الْفُسُوقِ وَ الْعِصْيانِ وَ الطُّغْيانِ، اَيْنَ حاصِدُ فُرُوعِ الْغَيِّ وَ الشِّقاقِ (النِفاقِ)، اَيْنَ طامِسُ آثارِ الزَّيْغِ وَ الاْهْواء، اَيْنَ قاطِعُ حَبائِلِ الْكِذْبِ (الكَذِبِ) وَ الاْفْتِراءِ، اَيْنَ مُبيدُ الْعُتاةِ وَ الْمَرَدَةِ، اَيْنَ مُسْتَأصِلُ اَهْلِ الْعِنادِ وَ التَّضْليلِ وَ الاْلْحادِ، اَيْنَ مُـعِزُّ الاْوْلِياءِ وَ مُذِلُّ الاْعْداءِ، اَيْنَ جامِعُ الْكَلِمَةِ (الكَلِمِ) عَلَى التَّقْوى، اَيْنَ بابُ اللهِ الَّذى مِنْهُ يُؤْتى، اَيْنَ وَجْهُ اللهِ الَّذى اِلَيْهِ يَتَوَجَّهُ الاْوْلِياءُ، اَيْنَ السَّبَبُ الْمُتَّصِلُ بَيْنَ الاْرْضِ وَ السَّماءِ، اَيْنَ صاحِبُ يَوْمِ الْفَتْحِ وَ ناشِرُ رايَةِ الْهُدى، اَيْنَ مُؤَلِّفُ شَمْلِ الصَّلاحِ وَ الرِّضا، اَيْنَ الطّالِبُ بِذُحُولِ الاْنْبِياءِ وَ اَبْناءِ الاْنْبِياءِ، اَيْنَ الطّالِبُ (المُطالِبُ) بِدَمِ الْمَقْتُولِ بِكَرْبَلاءَ، اَيْنَ الْمَنْصُورُ عَلى مَنِ اعْتَدى عَلَيْهِ وَ افْتَرى، اَيْنَ الْمُضْطَرُّ الَّذي يُجابُ اِذا دَعا اَيْنَ صَدْرُ الْخَلائِقِ ذُوالْبِرِّ وَ التَّقْوى، اَيْنَ ابْنُ النَّبِىِّ الْمُصْطَفى، وَ ابْنُ عَلِيٍّ الْمُرْتَضى، وَ ابْنُ خَديجَةَ الْغَرّآءِ، وَ ابْنُ فاطِمَةَ الْكُبْرى، بِاَبي اَنْتَ وَ اُمّي وَ نَفْسي لَكَ الْوِقاءُ وَ الْحِمى، يَا بْنَ السّادَةِ الْمُقَرَّبينَ، يَا بْنَ النُّجَباءِ الاْكْرَمينَ، يَا بْنَ الْهُداةِ الْمَهْدِيّينَ (المُهْتَدينَ)، يَا بْنَ الْخِيَرَةِ الْمُهَذَّبينَ، يَا بْنَ الْغَطارِفَةِ الاْنْجَبينَ، يَا بْنَ الاْطائِبِ الْمُطَهَّرينَ (المُتَطَهْريِنَ)، يَا بْنَ الْخَضارِمَةِ الْمُنْتَجَبينَ، يَا بْنَ الْقَماقِمَةِ الاْكْرَمينَ (الأكْبَرينَ)، يَا بْنَ الْبُدُورِ الْمُنيرَةِ، يَا بْنَ السُّرُجِ الْمُضيئَةِ، يَا بْنَ الشُّهُبِ الثّاقِبَةِ، يَا بْنَ الاْنْجُمِ الزّاهِرَةِ، يَا بْنَ السُّبُلِ الْواضِحَةِ، يَا بْنَ الاْعْلامِ الّلائِحَةِ، يَا بْنَ الْعُلُومِ الْكامِلَةِ، يَا بْنَ السُّنَنِ الْمَشْهُورَةِ، يَا بْنَ الْمَعالِمِ الْمَأثُورَةِ، يَا بْنَ الْمُعْجِزاتِ الْمَوْجُودَةِ، يَا بْنَ الدَّلائِلِ الْمَشْهُودَةِ (المَشْهُورَةِ)، يَا بْنَ الصـِّراطِ الْمُسْتَقيمِ، يَا بْنَ النَّبَأِ الْعَظيمِ، يَا بْنَ مَنْ هُوَ في اُمِّ الْكِتابِ لَدَى اللهِ عَلِيٌّ حَكيمٌ، يَا بْنَ الآياتِ وَ الْبَيِّناتِ، يَا بْنَ الدَّلائِلِ الظّاهِراتِ، يَا بْنَ الْبَراهينِ الْواضِحاتِ الْباهِراتِ، يَا بْنَ الْحُجَجِ الْبالِغاتِ، يَا بْنَ النِّعَمِ السّابِغاتِ، يَا بْنَ طه وَ الْـمُحْكَماتِ، يَا بْنَ يس وَ الذّارِياتِ، يَا بْنَ الطُّورِ وَ الْعادِياتِ، يَا بْنَ مَنْ دَنا فَتَدَلّى فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ اَوْ اَدْنى دُنُوّاً وَ اقْتِراباً مِنَ الْعَلِيِّ الاْعْلى، لَيْتَ شِعْري اَيْنَ اسْتَقَرَّتْ بِكَ النَّوى، بَلْ اَيُّ اَرْضٍ تُقِلُّكَ اَوْ ثَرى، اَبِرَضْوى اَوْ غَيْرِها اَمْ ذي طُوى، عَزيزٌ عَلَيَّ اَنْ اَرَى الْخَلْقَ وَ لا تُرى وَ لا اَسْمَعُ لَكَ حَسيساً وَ لا نَجْوى، عَزيزٌ عَلَيَّ اَنْ (لا تُحِيطَ بِيَ دُونكَ) تُحيطَ بِكَ دُونِيَ الْبَلْوى وَ لا يَنالُكَ مِنّي ضَجيجٌ وَ لا شَكْوى، بِنَفْسي اَنْتَ مِنْ مُغَيَّبٍ لَمْ يَخْلُ مِنّا، بِنَفْسي اَنْتَ مِنْ نازِحٍ ما نَزَحَ (يَنْزِحُ) عَنّا، بِنَفْسي اَنْتَ اُمْنِيَّةُ شائِقٍ يَتَمَنّى، مِنْ مُؤْمِن وَ مُؤْمِنَةٍ ذَكَرا فَحَنّا، بِنَفْسي اَنْتَ مِنْ عَقيدِ عِزٍّ لايُسامى، بِنَفْسي اَنْتَ مِنْ اَثيلِ مَجْدٍ لا يُجارى، بِنَفْسي اَنْتَ مِنْ تِلادِ نِعَمٍ لا تُضاهى، بِنَفْسي اَنْتَ مِنْ نَصيفِ شَرَفٍ لا يُساوى، اِلى مَتى اَحارُ فيكَ يا مَوْلايَ وَ اِلى مَتي، وَ اَىَّ خِطابٍ اَصِفُ فيكَ وَ اَيَّ نَجْوى، عَزيزٌ عَلَيَّ اَنْ اُجابَ دُونَكَ وَ اُناغى، عَزيزٌ عَلَيَّ اَنْ اَبْكِيَكَ وَ يَخْذُلَكَ الْوَرى، عَزيزٌ عَلَيَّ اَنْ يَجْرِيَ عَلَيْكَ دُونَهُمْ ما جَرى، هَلْ مِنْ مُعينٍ فَاُطيلَ مَعَهُ الْعَويلَ وَ الْبُكاءَ، هَلْ مِنْ جَزُوعٍ فَاُساعِدَ جَزَعَهُ اِذا خَلا، هَلْ قَذِيَتْ عَيْنٌ فَساعَدَتْها عَيْني عَلَى الْقَذى، هَلْ اِلَيْكَ يَا بْنَ اَحْمَدَ سَبيلٌ فَتُلْقى، هَلْ يَتَّصِلُ يَوْمُنا مِنْكَ بِعِدَةٍ فَنَحْظى، مَتى نَرِدُ مَناهِلَكَ الرَّوِيَّةَ فَنَرْوى، مَتى نَنْتَقِعُ مِنْ عَذْبِ مائِكَ فَقَدْ طالَ الصَّدى، مَتى نُغاديكَ وَ نُراوِحُكَ فَنُقِرَّ عَيْناً (فَتَقُرُ عًيًوننا)، مَتى تَرانا وَ نَراكَ وَ قَدْ نَشَرْتَ لِواءَ النَّصْرِ تُرى، اَتَرانا نَحُفُّ بِكَ وَ اَنْتَ تَاُمُّ الْمَلاَ وَ قَدْ مَلأْتَ الاْرْضَ عَدْلاً وَ اَذَقْتَ اَعْداءَكَ هَواناً وَ عِقاباً، وَ اَبَرْتَ الْعُتاةَ وَ جَحَدَةَ الْحَقِّ، وَ قَطَعْتَ دابِرَ الْمُتَكَبِّرينَ، وَ اجْتَثَثْتَ اُصُولَ الظّالِمينَ، وَ نَحْنُ نَقُولُ الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعالَمينَ.
اَللّـهُمَّ اَنْتَ كَشّافُ ْالكُرَبِ وَ الْبَلْوى، وَ اِلَيْكَ اَسْتَعْدى فَعِنْدَكَ الْعَدْوى، وَ اَنْتَ رَبُّ الاْخِرَةِ وَ الدُّنْيا (الاُولي)، فَاَغِثْ يا غِياثَ الْمُسْتَغيثينَ عُبَيْدَكَ الْمُبْتَلى، وَ اَرِهِ سَيِّدَهُ يا شَديدَ الْقُوى، وَ اَزِلْ عَنْهُ بِهِ الاْسى وَ الْجَوى، وَ بَرِّدْ غَليلَهُ يا مَنْ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى، وَ مَنْ اِلَيْهِ الرُّجْعى وَ الْمُنْتَهى.
اَللّـهُمَّ وَ نَحْنُ عَبيدُكَ التّائِقُونَ (الشائقون) اِلى وَلِيِّكَ الْمُذَكِّرِ بِكَ وَ بِنَبِيِّكَ، خَلَقْتَهُ لَنا عِصْمَةً وَ مَلاذاً، وَ اَقَمْتَهُ لَنا قِواماً وَ مَعاذاً، وَ جَعَلْتَهُ لِلْمُؤْمِنينَ مِنّا اِماماً، فَبَلِّغْهُ مِنّا تَحِيَّةً وَ سَلاماً، وَ زِدْنا بِذلِكَ يارَبِّ اِكْراماً، وَ اجْعَلْ مُسْتَقَرَّهُ لَنا مُسْتَقَرّاً وَ مُقاماً، وَ اَتْمِمْ نِعْمَتَكَ بِتَقْديمِكَ اِيّاهُ اَمامَنا حَتّى تُورِدَنا جِنانَكَ (جَنّاتِكَ) وَ مُرافَقَةَ الشُّهَداءِ مِنْ خُلَصائِكَ.
اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ، وَ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ جَدِّهِ وَ رَسُولِكَ السَّيِّدِ الاَكْبَرِ، وَ عَلى اَبيهِ السَّيِّدِ الاَصْغَرِ، وَ جَدَّتِهِ الصِّدّيقَةِ الْكُبْرى فاطِمَةَ بِنْتِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ، وَ عَلى مَنِ اصْطَفَيْتَ مِنْ آبائِهِ الْبَرَرَةِ، وَ عَلَيْهِ اَفْضَلَ وَ اَكْمَلَ وَ اَتَمَّ وَ اَدْوَمَ وَ اَكْثَرَ وَ اَوْفَرَ ما صَلَّيْتَ عَلى اَحَدٍ مِنْ اَصْفِيائِكَ وَ خِيَرَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ، وَ صَلِّ عَلَيْهِ صَلاةً لا غايَةَ لِعَدَدِها وَ لا نِهايَةَ لِمَدَدِها وَ لا نَفادَ لاِمَدِها.
اَللّـهُمَّ وَ اَقِمْ بِهِ الْحَقَّ وَ اَدْحِضْ بِهِ الْباطِلَ وَ اَدِلْ بِهِ اَوْلِياءَكَ وَ اَذْلِلْ بِهِ اَعْداءَكَ وَ صِلِ اللّهُمَّ بَيْنَنا وَ بَيْنَهُ وُصْلَةً تُؤَدّى اِلى مُرافَقَةِ سَلَفِهِ، وَ اجْعَلْنا مِمَّنْ يَأخُذُ بِحُجْزَتِهِمْ، وَ يَمْكُثُ في ظِلِّهِمْ، وَ اَعِنّا عَلى تَأدِيَةِ حُقُوقِهِ اِلَيْهِ، وَ الاْجْتِهادِ في طاعَتِهِ، وَ اجْتِنابِ مَعْصِيَتِهِ، وَ امْنُنْ عَلَيْنا بِرِضاهُ، وَهَبْ لَنا رَأَفَتَهُ وَ رَحْمَتَهُ وَ دُعاءَهُ وَ خَيْرَهُ مانَنالُ بِهِ سَعَةً مِنْ رَحْمَتِكَ وَ فَوْزاً عِنْدَكَ، وَ اجْعَلْ صَلاتَنا بِهِ مَقبُولَةً، وَ ذُنُوبَنا بِهِ مَغْفُورَةً، وَ دُعاءَنا بِهِ مُسْتَجاباً وَ اجْعَلْ اَرْزاقَنا بِهِ مَبْسُوطَةً، وَ هُمُومَنا بِهِ مَكْفِيَّةً، وَ حَوآئِجَنا بِهِ مَقْضِيَّةً، وَ اَقْبِلْ اِلَيْنا بِوَجْهِكَ الْكَريمِ وَ اقْبَلْ تَقَرُّبَنا اِلَيْكَ، وَ انْظُرْ اِلَيْنا نَظْرَةً رَحيمَةً نَسْتَكْمِلُ بِهَا الْكَرامَةَ عِنْدَكَ، ثُمَّ لا تَصْرِفْها عَنّا بِجُودِكَ، وَ اسْقِنا مِنْ حَوْضِ جَدِّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ بِكَأسِهِ وَ بِيَدِهِ رَيّاً رَوِيّاً هَنيئاً سائِغاً لا ظَمَاَ بَعْدَهُ يا أَرْحَمَ الرّاحِمين.
قال النبي صلى الله عليه وآله:
من أحب فاطمة ابنتي فهو في الجنة معي ومن ابغضها فهو في النار
من أحب فاطمة ابنتي فهو في الجنة معي ومن ابغضها فهو في النار
-
- فـاطـمـيـة
- مشاركات: 3205
- اشترك في: الجمعة يناير 22, 2010 3:54 pm
Re: دعــــــاء الندبـــــة
السلام على الزهــــــــــــراء
اللهم صل على محمد وآل محمد
بسم الله الرحمن الرحيم
اَلْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعالَمينَ وَ صَلَّى اللهُ عَلى سَيِّدِنا مُحَمَّدٍ نَبِيِّهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ تَسْليماً، اَللّـهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ عَلى ما جَرى بِهِ قَضاؤكَ في اَوْلِيائِكَ الَّذينَ اسْتَخْلَصْتَهُمْ لِنَفْسِكَ وَ دينِكَ، اِذِ اخْتَرْتَ لَهُمْ جَزيلَ ما عِنْدَكَ مِنَ النَّعيمِ الْمُقيمِ الَّذي لا زَوالَ لَهُ وَ لاَ اضْمِحْلالَ، بَعْدَ اَنْ شَرَطْتَ عَلَيْهِمُ الزُّهْدَ في دَرَجاتِ هذِهِ الدُّنْيَا الدَّنِيَّةِ وَ زُخْرُفِها وَ زِبْرِجِها، فَشَرَطُوا لَكَ ذلِكَ وَ عَلِمْتَ مِنْهُمُ الْوَفاءَ بِهِ فَقَبِلْتَهُمْ وَ قَرَّبْتَهُمْ، وَ قَدَّمْتَ لَهُمُ الذِّكْرَ الْعَلِيَّ وَ الثَّناءَ الْجَلِىَّ، وَ اَهْبَطْتَ عَلَيْهِمْ مَلائِكَتَكَ وَ كَرَّمْتَهُمْ بِوَحْيِكَ، وَ رَفَدْتَهُمْ بِعِلْمِكَ، وَ جَعَلْتَهُمُ الذَّريعَةَ اِلَيْكَ وَ الْوَسيلَةَ اِلى رِضْوانِكَ، فَبَعْضٌ اَسْكَنْتَهُ جَنَّتَكَ اِلى اَنْ اَخْرَجْتَهُ مِنْها، وَ بَعْضٌ حَمَلْتَهُ في فُلْكِكَ وَ نَجَّيْتَهُ وَ مَنْ آمَنَ مَعَهُ مِنَ الْهَلَكَةِ بِرَحْمَتِكَ، وَ بَعْضٌ اتَّخَذْتَهُ لِنَفْسِكَ خَليلاً وَ سَأَلَكَ لِسانَ صِدْقٍ فِي الاْخِرينَ فَاَجَبْتَهُ وَ جَعَلْتَ ذلِكَ عَلِيّاً، وَ بَعْضٌ كَلَّمْتَهُ مِنْ شَجَـرَةٍ تَكْليماً وَ جَعَلْتَ لَهُ مِنْ اَخيهِ رِدْءاً وَ وَزيراً، وَ بَعْضٌ اَوْلَدْتَهُ مِنْ غَيْرِ اَبٍ وَ آتَيْتَهُ الْبَيِّناتِ وَ اَيَّدْتَهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ، وَ كُلٌّ شَرَعْتَ لَهُ شَريعَةً، وَ نَهَجْتَ لَهُ مِنْهاجاً، وَ تَخَيَّرْتَ لَهُ اَوْصِياءَ، مُسْتَحْفِظاً بَعْدَ مُسْتَحْفِظٍ مِنْ مُدَّةٍ اِلى مُدَّةٍ، اِقامَةً لِدينِكَ، وَ حُجَّةً عَلى عِبادِكَ، وَ لِئَلّا يَزُولَ الْحَقُّ عَنْ مَقَرِّهِ وَ يَغْلِبَ الْباطِلُ عَلى اَهْلِهِ، وَ لا يَقُولَ اَحَدٌ لَوْلا اَرْسَلْتَ اِلَيْنا رَسُولاً مُنْذِراً وَ اَقَمْتَ لَنا عَلَماً هادِياً فَنَتَّبِـعَ آياتِكَ مِنْ قَبْلِ اَنْ نَذِلَّ وَ نَخْزى، اِلى اَنِ انْتَهَيْتَ بالأمْرِ اِلى حَبيبِكَ وَ نَجيبِكَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ، فَكانَ كَمَا انْتَجَبْتَهُ سَيِّدَ مَنْ خَلَقْتَهُ، وَ صَفْوَةَ مَنِ اصْطَفَيْتَهُ، وَ اَفْضَلَ مَنِ اجْتَبَيْتَهُ، وَ اَكْرَمَ مَنِ اعْتَمَدْتَهُ، قَدَّمْتَهُ عَلى اَنْبِيائِكَ، وَ بَعَثْتَهُ اِلَى الثَّقَلَيْنِ مِنْ عِبادِكَ، وَ اَوْطَأتَهُ مَشارِقَكَ وَ مَغارِبَكَ، وَ سَخَّرْتَ لَهُ الْبُراقَ، وَ عَرَجْتَ (به) بِرُوْحِهِ اِلى سَمائِكَ، وَ اَوْدَعْتَهُ عِلْمَ ما كانَ وَما يَكُونُ اِلَى انْقِضاءِ خَلْقِكَ، ثُمَّ نَصَرْتَهُ بِالرُّعْبِ، وَ حَفَفْتَهُ بِجَبْرَئيلَ وَ ميكائيلَ وَ الْمُسَوِّمينَ مِنْ مَلائِكَتِكَ وَ وَعَدْتَهُ اَنْ تُظْهِرَ دينَهُ عَلَى الدّينِ كُلِّهِ وَ لَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ، وَ ذلِكَ بَعْدَ اَنْ بَوَّأتَهُ مَبَوَّأَ صِدْقٍ مِنْ اَهْلِهِ، وَ جَعَلْتَ لَهُ وَ لَهُمْ اَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنّاسِ لَلَّذي بِبَكَّةَ مُبارَكاً وَ هُدىً لِلْعالَمينَ، فيهِ آياتٌ بَيِّناتٌ مَقامُ اِبْراهيمَ وَ مَنْ دَخَلَهُ كانَ آمِناً، وَ قُلْتَ: «اِنَّما يُريدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ اَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهيراً» ثُمَّ جَعَلْتَ اَجْرَ مُحَمَّدٍ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَ آلِهِ مَوَدَّتَهُمْ في كِتابِكَ فَقُلْتَ: «قل لا اسالكم عليه اجرا الا المودة في القربى» وَ قُلْتَ: «ما سَألْتُكُمْ مِنْ اَجْرٍ فَهُو َلَكُمْ» وَ قُلْتَ: «ما اَسْاَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ اَجْرٍ الّا مَنْ شاءَ اَنْ يَتَّخِذَ اِلى رَبِّهِ سَبيلاً»، فَكانُوا هُمُ السَّبيلَ اِلَيْكَ وَ الْمَسْلَكَ اِلى رِضْوانِكَ، فَلَمَّا انْقَضَتْ اَيّامُهُ اَقامَ وَلِيَّهُ عَلِيَّ بْنَ اَبي طالِب صَلَواتُكَ عَلَيْهِما وَ آلِهِما هادِياً، اِذْ كانَ هُوَ الْمُنْذِرَ وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ، فَقالَ وَ الْمَلأُ اَمامَهُ: مَنْ كُنْتُ مَوْلاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلاهُ اَللّـهُمَّ والِ مَنْ والاهُ وَ عادِ مَنْ عاداهُ وَ انْصُرْ مَنْ نَصَرَهُ وَ اخْذُلْ مَنْ خَذَلَهُ، وَ قالَ: مَنْ كُنْتُ اَنَا نَبِيَّهُ فَعَلِيٌّ اَميرُهُ، وَ قالَ: اَنَا وَ عَلِيٌّ مِنْ شَجَرَةٍ واحِدَةٍ وَ سائِرُالنَّاسِ مِنْ شَجَرٍ شَتّى، وَ اَحَلَّهُ مَحَلَّ هارُونَ مِنْ مُوسى، فَقال لَهُ: اَنْتَ مِنّي بِمَنْزِلَةِ هارُونَ مِنْ مُوسى الّا اَنَّهُ لا نَبِيَّ بَعْدي، وَ زَوَّجَهُ ابْنَتَهُ سَيِّدَةَ نِساءِ الْعالَمينَ، وَ اَحَلَّ لَهُ مِنْ مَسْجِدِهِ ما حَلَّ لَهُ، وَ سَدَّ الاْبْوابَ اِلاّ بابَهُ، ثُمَّ اَوْدَعَهُ عِلْمَهُ وَ حِكْمَتَهُ فَقالَ: اَنـَا مَدينَةُ الْعِلْمِ وَ عَلِىٌّ بابُها، فَمَنْ اَرادَ الْمَدينَةَ وَ الْحِكْمَةَ فَلْيَاْتِها مِنْ بابِها، ثُمَّ قالَ: اَنْتَ اَخي وَ وَصِيّي وَ وارِثي، لَحْمُكَ مِنْ لَحْمي وَ دَمُكَ مِنْ دَمي وَ سِلْمُكَ سِلْمي وَ حَرْبُكَ حَرْبي وَ الإيمانُ مُخالِطٌ لَحْمَكَ وَ دَمَكَ كَما خالَطَ لَحْمي وَ دَمي، وَ اَنْتَ غَداً عَلَى الْحَوْضِ خَليفَتي وَ اَنْتَ تَقْضي دَيْني وَ تُنْجِزُ عِداتي وَ شيعَتُكَ عَلى مَنابِرَ مِنْ نُورٍ مُبْيَضَّةً وُجُوهُهُمْ حَوْلي فِي الْجَنَّةِ وَ هُمْ جيراني، وَ لَوْلا اَنْتَ يا عَلِيُّ لَمْ يُعْرَفِ الْمُؤْمِنُونَ بَعْدي، وَ كانَ بَعْدَهُ هُدىً مِنَ الضَّلالِ وَ نُوراً مِنَ الْعَمى، وَ حَبْلَ اللهِ الْمَتينَ وَ صِراطَهُ الْمُسْتَقيمَ، لا يُسْبَقُ بِقَرابَةٍ في رَحِمٍ وَ لا بِسابِقَةٍ في دينٍ، وَ لا يُلْحَقُ في مَنْقَبَةٍ مِنْ مَناقِبِهِ، يَحْذُو حَذْوَ الرَّسُولِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِما وَ آلِهِما، وَ يُقاتِلُ عَلَى التَّأويلِ وَ لا تَأخُذُهُ فِي اللهِ لَوْمَةُ لائِمٍ، قَدْ وَتَرَ فيهِ صَناديدَ الْعَرَبِ وَ قَتَلَ اَبْطالَهُمْ وَ ناوَشَ (ناهش) ذُؤْبانَهُمْ، فَاَوْدَعَ قُلُوبَهُمْ اَحْقاداً بَدْرِيَّةً وَ خَيْبَرِيَّةً وَ حُنَيْنِيَّةً وَ غَيْرَهُنَّ، فَاَضَبَّتْ عَلى عَداوَتِهِ وَ اَكَبَّتْ عَلى مُنابَذَتِهِ، حَتّى قَتَلَ النّاكِثينَ وَ الْقاسِطينَ وَ الْمارِقينَ، وَ لَمّا قَضى نَحْبَهُ وَ قَتَلَهُ اَشْقَى الاْخِرينَ يَتْبَعُ اَشْقَى الاْوَّلينَ، لَمْ يُمْتَثَلْ اَمْرُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ فِي الْهادينَ بَعْدَ الْهادينَ، وَ الاْمَّةُ مُصِرَّةٌ عَلى مَقْتِهِ مُجْتَمِعَةٌ عَلى قَطيعَةِ رَحِمِهِ وَ اِقْصاءِ وُلْدِهِ اِلّا الْقَليلَ مِمَّنْ وَفى لِرِعايَةِ الْحَقِّ فيهِمْ، فَقُتِلَ مَنْ قُتِلَ، وَ سُبِيَ مَنْ سُبِيَ وَ اُقْصِيَ مَنْ اُقْصِيَ وَ جَرَى الْقَضاءُ لَهُمْ بِما يُرْجى لَهُ حُسْنُ الْمَثُوبَةِ، اِذْ كانَتِ الاْرْضُ للهِ يُورِثُها مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَ الْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقينَ، وَ سُبْحانَ رَبِّنا اِنْ كانَ وَعْدُ رَبِّنا لَمَفْعُولاً، وَ لَنْ يُخْلِفَ اللهُ وَعْدَهُ وَ هُوَ الْعَزيزُ الْحَكيمُ.
فَعَلَى الاْطائِبِ مِنْ اَهْلِ بَيْتِ مُحَمَّدٍ وَ عَلِيٍّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِما وَ آلِهِما فَلْيَبْكِ الْباكُونَ، وَ اِيّاهُمْ فَلْيَنْدُبِ النّادِبُونَ، وَ لِمِثْلِهِمْ فَلْتَذْرِفِ (فَلْتًدرِ) الدُّمُوعُ، وَ لْيَصْرُخِ الصّارِخُونَ، وَ يَضِجَّ الضّاجُّونَ، وَ يَعِـجَّ الْعاجُّوَن، اَيْنَ الْحَسَنُ اَيْنَ الْحُسَيْنُ اَيْنَ اَبْناءُ الْحُسَيْنِ، صالِحٌ بَعْدَ صالِـحٍ، وَ صادِقٌ بَعْدَ صادِقٍ، اَيْنَ السَّبيلُ بَعْدَ السَّبيلِ، اَيْنَ الْخِيَرَةُ بَعْدَ الْخِيَرَةِ، اَيْنَ الشُّمُوسُ الطّالِعَةُ، اَيْنَ الاْقْمارُ الْمُنيرَةُ، اَيْنَ الاْنْجُمُ الزّاهِرَةُ، اَيْنَ اَعْلامُ الدّينِ وَ قَواعِدُ الْعِلْمِ، اَيْنَ بَقِيَّةُ اللهِ الَّتي لا تَخْلُو مِنَ الْعِتْرَةِ الْهادِيـَةِ، اَيـْنَ الـْمُعَدُّ لِـقَطْعِ دابِرِ الظَّلَمَةِ، اَيْنَ الْمُنْتَظَرُ لاِقامَةِ الاْمْتِ وَ اْلعِوَجِ، اَيْنَ الْمُرْتَجى لاِزالَةِ الْجَوْرِ وَ الْعُدْوانِ، اَيْنَ الْمُدَّخَرُ لِتَجْديدِ الْفَرآئِضِ و َالسُّنَنِ، اَيْنَ الْمُتَخَيَّرُ لاِعادَةِ الْمِلَّةِ وَ الشَّريعَةِ، اَيْنَ الْمُؤَمَّلُ لاِحْياءِ الْكِتابِ وَ حُدُودِهِ، اَيْنَ مُحْيي مَعالِمِ الدّينِ وَ اَهْلِهِ، اَيْنَ قاصِمُ شَوْكَةِ الْمُعْتَدينَ، اَيْنَ هادِمُ اَبْنِيَةِ الشِّرْكِ وَ النِّفاقِ، اَيْنَ مُبيدُ اَهْلِ الْفُسُوقِ وَ الْعِصْيانِ وَ الطُّغْيانِ، اَيْنَ حاصِدُ فُرُوعِ الْغَيِّ وَ الشِّقاقِ (النِفاقِ)، اَيْنَ طامِسُ آثارِ الزَّيْغِ وَ الاْهْواء، اَيْنَ قاطِعُ حَبائِلِ الْكِذْبِ (الكَذِبِ) وَ الاْفْتِراءِ، اَيْنَ مُبيدُ الْعُتاةِ وَ الْمَرَدَةِ، اَيْنَ مُسْتَأصِلُ اَهْلِ الْعِنادِ وَ التَّضْليلِ وَ الاْلْحادِ، اَيْنَ مُـعِزُّ الاْوْلِياءِ وَ مُذِلُّ الاْعْداءِ، اَيْنَ جامِعُ الْكَلِمَةِ (الكَلِمِ) عَلَى التَّقْوى، اَيْنَ بابُ اللهِ الَّذى مِنْهُ يُؤْتى، اَيْنَ وَجْهُ اللهِ الَّذى اِلَيْهِ يَتَوَجَّهُ الاْوْلِياءُ، اَيْنَ السَّبَبُ الْمُتَّصِلُ بَيْنَ الاْرْضِ وَ السَّماءِ، اَيْنَ صاحِبُ يَوْمِ الْفَتْحِ وَ ناشِرُ رايَةِ الْهُدى، اَيْنَ مُؤَلِّفُ شَمْلِ الصَّلاحِ وَ الرِّضا، اَيْنَ الطّالِبُ بِذُحُولِ الاْنْبِياءِ وَ اَبْناءِ الاْنْبِياءِ، اَيْنَ الطّالِبُ (المُطالِبُ) بِدَمِ الْمَقْتُولِ بِكَرْبَلاءَ، اَيْنَ الْمَنْصُورُ عَلى مَنِ اعْتَدى عَلَيْهِ وَ افْتَرى، اَيْنَ الْمُضْطَرُّ الَّذي يُجابُ اِذا دَعا اَيْنَ صَدْرُ الْخَلائِقِ ذُوالْبِرِّ وَ التَّقْوى، اَيْنَ ابْنُ النَّبِىِّ الْمُصْطَفى، وَ ابْنُ عَلِيٍّ الْمُرْتَضى، وَ ابْنُ خَديجَةَ الْغَرّآءِ، وَ ابْنُ فاطِمَةَ الْكُبْرى، بِاَبي اَنْتَ وَ اُمّي وَ نَفْسي لَكَ الْوِقاءُ وَ الْحِمى، يَا بْنَ السّادَةِ الْمُقَرَّبينَ، يَا بْنَ النُّجَباءِ الاْكْرَمينَ، يَا بْنَ الْهُداةِ الْمَهْدِيّينَ (المُهْتَدينَ)، يَا بْنَ الْخِيَرَةِ الْمُهَذَّبينَ، يَا بْنَ الْغَطارِفَةِ الاْنْجَبينَ، يَا بْنَ الاْطائِبِ الْمُطَهَّرينَ (المُتَطَهْريِنَ)، يَا بْنَ الْخَضارِمَةِ الْمُنْتَجَبينَ، يَا بْنَ الْقَماقِمَةِ الاْكْرَمينَ (الأكْبَرينَ)، يَا بْنَ الْبُدُورِ الْمُنيرَةِ، يَا بْنَ السُّرُجِ الْمُضيئَةِ، يَا بْنَ الشُّهُبِ الثّاقِبَةِ، يَا بْنَ الاْنْجُمِ الزّاهِرَةِ، يَا بْنَ السُّبُلِ الْواضِحَةِ، يَا بْنَ الاْعْلامِ الّلائِحَةِ، يَا بْنَ الْعُلُومِ الْكامِلَةِ، يَا بْنَ السُّنَنِ الْمَشْهُورَةِ، يَا بْنَ الْمَعالِمِ الْمَأثُورَةِ، يَا بْنَ الْمُعْجِزاتِ الْمَوْجُودَةِ، يَا بْنَ الدَّلائِلِ الْمَشْهُودَةِ (المَشْهُورَةِ)، يَا بْنَ الصـِّراطِ الْمُسْتَقيمِ، يَا بْنَ النَّبَأِ الْعَظيمِ، يَا بْنَ مَنْ هُوَ في اُمِّ الْكِتابِ لَدَى اللهِ عَلِيٌّ حَكيمٌ، يَا بْنَ الآياتِ وَ الْبَيِّناتِ، يَا بْنَ الدَّلائِلِ الظّاهِراتِ، يَا بْنَ الْبَراهينِ الْواضِحاتِ الْباهِراتِ، يَا بْنَ الْحُجَجِ الْبالِغاتِ، يَا بْنَ النِّعَمِ السّابِغاتِ، يَا بْنَ طه وَ الْـمُحْكَماتِ، يَا بْنَ يس وَ الذّارِياتِ، يَا بْنَ الطُّورِ وَ الْعادِياتِ، يَا بْنَ مَنْ دَنا فَتَدَلّى فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ اَوْ اَدْنى دُنُوّاً وَ اقْتِراباً مِنَ الْعَلِيِّ الاْعْلى، لَيْتَ شِعْري اَيْنَ اسْتَقَرَّتْ بِكَ النَّوى، بَلْ اَيُّ اَرْضٍ تُقِلُّكَ اَوْ ثَرى، اَبِرَضْوى اَوْ غَيْرِها اَمْ ذي طُوى، عَزيزٌ عَلَيَّ اَنْ اَرَى الْخَلْقَ وَ لا تُرى وَ لا اَسْمَعُ لَكَ حَسيساً وَ لا نَجْوى، عَزيزٌ عَلَيَّ اَنْ (لا تُحِيطَ بِيَ دُونكَ) تُحيطَ بِكَ دُونِيَ الْبَلْوى وَ لا يَنالُكَ مِنّي ضَجيجٌ وَ لا شَكْوى، بِنَفْسي اَنْتَ مِنْ مُغَيَّبٍ لَمْ يَخْلُ مِنّا، بِنَفْسي اَنْتَ مِنْ نازِحٍ ما نَزَحَ (يَنْزِحُ) عَنّا، بِنَفْسي اَنْتَ اُمْنِيَّةُ شائِقٍ يَتَمَنّى، مِنْ مُؤْمِن وَ مُؤْمِنَةٍ ذَكَرا فَحَنّا، بِنَفْسي اَنْتَ مِنْ عَقيدِ عِزٍّ لايُسامى، بِنَفْسي اَنْتَ مِنْ اَثيلِ مَجْدٍ لا يُجارى، بِنَفْسي اَنْتَ مِنْ تِلادِ نِعَمٍ لا تُضاهى، بِنَفْسي اَنْتَ مِنْ نَصيفِ شَرَفٍ لا يُساوى، اِلى مَتى اَحارُ فيكَ يا مَوْلايَ وَ اِلى مَتي، وَ اَىَّ خِطابٍ اَصِفُ فيكَ وَ اَيَّ نَجْوى، عَزيزٌ عَلَيَّ اَنْ اُجابَ دُونَكَ وَ اُناغى، عَزيزٌ عَلَيَّ اَنْ اَبْكِيَكَ وَ يَخْذُلَكَ الْوَرى، عَزيزٌ عَلَيَّ اَنْ يَجْرِيَ عَلَيْكَ دُونَهُمْ ما جَرى، هَلْ مِنْ مُعينٍ فَاُطيلَ مَعَهُ الْعَويلَ وَ الْبُكاءَ، هَلْ مِنْ جَزُوعٍ فَاُساعِدَ جَزَعَهُ اِذا خَلا، هَلْ قَذِيَتْ عَيْنٌ فَساعَدَتْها عَيْني عَلَى الْقَذى، هَلْ اِلَيْكَ يَا بْنَ اَحْمَدَ سَبيلٌ فَتُلْقى، هَلْ يَتَّصِلُ يَوْمُنا مِنْكَ بِعِدَةٍ فَنَحْظى، مَتى نَرِدُ مَناهِلَكَ الرَّوِيَّةَ فَنَرْوى، مَتى نَنْتَقِعُ مِنْ عَذْبِ مائِكَ فَقَدْ طالَ الصَّدى، مَتى نُغاديكَ وَ نُراوِحُكَ فَنُقِرَّ عَيْناً (فَتَقُرُ عًيًوننا)، مَتى تَرانا وَ نَراكَ وَ قَدْ نَشَرْتَ لِواءَ النَّصْرِ تُرى، اَتَرانا نَحُفُّ بِكَ وَ اَنْتَ تَاُمُّ الْمَلاَ وَ قَدْ مَلأْتَ الاْرْضَ عَدْلاً وَ اَذَقْتَ اَعْداءَكَ هَواناً وَ عِقاباً، وَ اَبَرْتَ الْعُتاةَ وَ جَحَدَةَ الْحَقِّ، وَ قَطَعْتَ دابِرَ الْمُتَكَبِّرينَ، وَ اجْتَثَثْتَ اُصُولَ الظّالِمينَ، وَ نَحْنُ نَقُولُ الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعالَمينَ.
اَللّـهُمَّ اَنْتَ كَشّافُ ْالكُرَبِ وَ الْبَلْوى، وَ اِلَيْكَ اَسْتَعْدى فَعِنْدَكَ الْعَدْوى، وَ اَنْتَ رَبُّ الاْخِرَةِ وَ الدُّنْيا (الاُولي)، فَاَغِثْ يا غِياثَ الْمُسْتَغيثينَ عُبَيْدَكَ الْمُبْتَلى، وَ اَرِهِ سَيِّدَهُ يا شَديدَ الْقُوى، وَ اَزِلْ عَنْهُ بِهِ الاْسى وَ الْجَوى، وَ بَرِّدْ غَليلَهُ يا مَنْ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى، وَ مَنْ اِلَيْهِ الرُّجْعى وَ الْمُنْتَهى.
اَللّـهُمَّ وَ نَحْنُ عَبيدُكَ التّائِقُونَ (الشائقون) اِلى وَلِيِّكَ الْمُذَكِّرِ بِكَ وَ بِنَبِيِّكَ، خَلَقْتَهُ لَنا عِصْمَةً وَ مَلاذاً، وَ اَقَمْتَهُ لَنا قِواماً وَ مَعاذاً، وَ جَعَلْتَهُ لِلْمُؤْمِنينَ مِنّا اِماماً، فَبَلِّغْهُ مِنّا تَحِيَّةً وَ سَلاماً، وَ زِدْنا بِذلِكَ يارَبِّ اِكْراماً، وَ اجْعَلْ مُسْتَقَرَّهُ لَنا مُسْتَقَرّاً وَ مُقاماً، وَ اَتْمِمْ نِعْمَتَكَ بِتَقْديمِكَ اِيّاهُ اَمامَنا حَتّى تُورِدَنا جِنانَكَ (جَنّاتِكَ) وَ مُرافَقَةَ الشُّهَداءِ مِنْ خُلَصائِكَ.
اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ، وَ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ جَدِّهِ وَ رَسُولِكَ السَّيِّدِ الاَكْبَرِ، وَ عَلى اَبيهِ السَّيِّدِ الاَصْغَرِ، وَ جَدَّتِهِ الصِّدّيقَةِ الْكُبْرى فاطِمَةَ بِنْتِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ، وَ عَلى مَنِ اصْطَفَيْتَ مِنْ آبائِهِ الْبَرَرَةِ، وَ عَلَيْهِ اَفْضَلَ وَ اَكْمَلَ وَ اَتَمَّ وَ اَدْوَمَ وَ اَكْثَرَ وَ اَوْفَرَ ما صَلَّيْتَ عَلى اَحَدٍ مِنْ اَصْفِيائِكَ وَ خِيَرَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ، وَ صَلِّ عَلَيْهِ صَلاةً لا غايَةَ لِعَدَدِها وَ لا نِهايَةَ لِمَدَدِها وَ لا نَفادَ لاِمَدِها.
اَللّـهُمَّ وَ اَقِمْ بِهِ الْحَقَّ وَ اَدْحِضْ بِهِ الْباطِلَ وَ اَدِلْ بِهِ اَوْلِياءَكَ وَ اَذْلِلْ بِهِ اَعْداءَكَ وَ صِلِ اللّهُمَّ بَيْنَنا وَ بَيْنَهُ وُصْلَةً تُؤَدّى اِلى مُرافَقَةِ سَلَفِهِ، وَ اجْعَلْنا مِمَّنْ يَأخُذُ بِحُجْزَتِهِمْ، وَ يَمْكُثُ في ظِلِّهِمْ، وَ اَعِنّا عَلى تَأدِيَةِ حُقُوقِهِ اِلَيْهِ، وَ الاْجْتِهادِ في طاعَتِهِ، وَ اجْتِنابِ مَعْصِيَتِهِ، وَ امْنُنْ عَلَيْنا بِرِضاهُ، وَهَبْ لَنا رَأَفَتَهُ وَ رَحْمَتَهُ وَ دُعاءَهُ وَ خَيْرَهُ مانَنالُ بِهِ سَعَةً مِنْ رَحْمَتِكَ وَ فَوْزاً عِنْدَكَ، وَ اجْعَلْ صَلاتَنا بِهِ مَقبُولَةً، وَ ذُنُوبَنا بِهِ مَغْفُورَةً، وَ دُعاءَنا بِهِ مُسْتَجاباً وَ اجْعَلْ اَرْزاقَنا بِهِ مَبْسُوطَةً، وَ هُمُومَنا بِهِ مَكْفِيَّةً، وَ حَوآئِجَنا بِهِ مَقْضِيَّةً، وَ اَقْبِلْ اِلَيْنا بِوَجْهِكَ الْكَريمِ وَ اقْبَلْ تَقَرُّبَنا اِلَيْكَ، وَ انْظُرْ اِلَيْنا نَظْرَةً رَحيمَةً نَسْتَكْمِلُ بِهَا الْكَرامَةَ عِنْدَكَ، ثُمَّ لا تَصْرِفْها عَنّا بِجُودِكَ، وَ اسْقِنا مِنْ حَوْضِ جَدِّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ بِكَأسِهِ وَ بِيَدِهِ رَيّاً رَوِيّاً هَنيئاً سائِغاً لا ظَمَاَ بَعْدَهُ يا أَرْحَمَ الرّاحِمين.
يا الله يا الله يا الله يا الله يا الله يا الله يا الله يا الله يا الله يا الله يا حنان يا منان يا كريم يا رحيم أسألك بحقك و بحق رسولك الكريم أبي القاسم محمد صلى الله عليه وآله وسلم وعترته الأطهار عليهم السلام لي ولإخواني وأخواتي من المؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات أن تنزل علينا كل خير أحاط به علمك وتكشف عنا كل شر أحاط به علمك , وتوسع في أرزاقنا , وتقضي حوائجنا, وتعمي أبصار الظالمين عنا من الجن والإنس , وتحسن عاقبتنا , وتشافي مرضانا من كل علة وداء وبلاء و تشافينا, وترحم أمواتنا وترحمنا يوم اللحاق بهم إنك أنت أرحم الراحمين
وصلى الله على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
اللهم صل على محمد وآل محمد
بسم الله الرحمن الرحيم
اَلْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعالَمينَ وَ صَلَّى اللهُ عَلى سَيِّدِنا مُحَمَّدٍ نَبِيِّهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ تَسْليماً، اَللّـهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ عَلى ما جَرى بِهِ قَضاؤكَ في اَوْلِيائِكَ الَّذينَ اسْتَخْلَصْتَهُمْ لِنَفْسِكَ وَ دينِكَ، اِذِ اخْتَرْتَ لَهُمْ جَزيلَ ما عِنْدَكَ مِنَ النَّعيمِ الْمُقيمِ الَّذي لا زَوالَ لَهُ وَ لاَ اضْمِحْلالَ، بَعْدَ اَنْ شَرَطْتَ عَلَيْهِمُ الزُّهْدَ في دَرَجاتِ هذِهِ الدُّنْيَا الدَّنِيَّةِ وَ زُخْرُفِها وَ زِبْرِجِها، فَشَرَطُوا لَكَ ذلِكَ وَ عَلِمْتَ مِنْهُمُ الْوَفاءَ بِهِ فَقَبِلْتَهُمْ وَ قَرَّبْتَهُمْ، وَ قَدَّمْتَ لَهُمُ الذِّكْرَ الْعَلِيَّ وَ الثَّناءَ الْجَلِىَّ، وَ اَهْبَطْتَ عَلَيْهِمْ مَلائِكَتَكَ وَ كَرَّمْتَهُمْ بِوَحْيِكَ، وَ رَفَدْتَهُمْ بِعِلْمِكَ، وَ جَعَلْتَهُمُ الذَّريعَةَ اِلَيْكَ وَ الْوَسيلَةَ اِلى رِضْوانِكَ، فَبَعْضٌ اَسْكَنْتَهُ جَنَّتَكَ اِلى اَنْ اَخْرَجْتَهُ مِنْها، وَ بَعْضٌ حَمَلْتَهُ في فُلْكِكَ وَ نَجَّيْتَهُ وَ مَنْ آمَنَ مَعَهُ مِنَ الْهَلَكَةِ بِرَحْمَتِكَ، وَ بَعْضٌ اتَّخَذْتَهُ لِنَفْسِكَ خَليلاً وَ سَأَلَكَ لِسانَ صِدْقٍ فِي الاْخِرينَ فَاَجَبْتَهُ وَ جَعَلْتَ ذلِكَ عَلِيّاً، وَ بَعْضٌ كَلَّمْتَهُ مِنْ شَجَـرَةٍ تَكْليماً وَ جَعَلْتَ لَهُ مِنْ اَخيهِ رِدْءاً وَ وَزيراً، وَ بَعْضٌ اَوْلَدْتَهُ مِنْ غَيْرِ اَبٍ وَ آتَيْتَهُ الْبَيِّناتِ وَ اَيَّدْتَهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ، وَ كُلٌّ شَرَعْتَ لَهُ شَريعَةً، وَ نَهَجْتَ لَهُ مِنْهاجاً، وَ تَخَيَّرْتَ لَهُ اَوْصِياءَ، مُسْتَحْفِظاً بَعْدَ مُسْتَحْفِظٍ مِنْ مُدَّةٍ اِلى مُدَّةٍ، اِقامَةً لِدينِكَ، وَ حُجَّةً عَلى عِبادِكَ، وَ لِئَلّا يَزُولَ الْحَقُّ عَنْ مَقَرِّهِ وَ يَغْلِبَ الْباطِلُ عَلى اَهْلِهِ، وَ لا يَقُولَ اَحَدٌ لَوْلا اَرْسَلْتَ اِلَيْنا رَسُولاً مُنْذِراً وَ اَقَمْتَ لَنا عَلَماً هادِياً فَنَتَّبِـعَ آياتِكَ مِنْ قَبْلِ اَنْ نَذِلَّ وَ نَخْزى، اِلى اَنِ انْتَهَيْتَ بالأمْرِ اِلى حَبيبِكَ وَ نَجيبِكَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ، فَكانَ كَمَا انْتَجَبْتَهُ سَيِّدَ مَنْ خَلَقْتَهُ، وَ صَفْوَةَ مَنِ اصْطَفَيْتَهُ، وَ اَفْضَلَ مَنِ اجْتَبَيْتَهُ، وَ اَكْرَمَ مَنِ اعْتَمَدْتَهُ، قَدَّمْتَهُ عَلى اَنْبِيائِكَ، وَ بَعَثْتَهُ اِلَى الثَّقَلَيْنِ مِنْ عِبادِكَ، وَ اَوْطَأتَهُ مَشارِقَكَ وَ مَغارِبَكَ، وَ سَخَّرْتَ لَهُ الْبُراقَ، وَ عَرَجْتَ (به) بِرُوْحِهِ اِلى سَمائِكَ، وَ اَوْدَعْتَهُ عِلْمَ ما كانَ وَما يَكُونُ اِلَى انْقِضاءِ خَلْقِكَ، ثُمَّ نَصَرْتَهُ بِالرُّعْبِ، وَ حَفَفْتَهُ بِجَبْرَئيلَ وَ ميكائيلَ وَ الْمُسَوِّمينَ مِنْ مَلائِكَتِكَ وَ وَعَدْتَهُ اَنْ تُظْهِرَ دينَهُ عَلَى الدّينِ كُلِّهِ وَ لَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ، وَ ذلِكَ بَعْدَ اَنْ بَوَّأتَهُ مَبَوَّأَ صِدْقٍ مِنْ اَهْلِهِ، وَ جَعَلْتَ لَهُ وَ لَهُمْ اَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنّاسِ لَلَّذي بِبَكَّةَ مُبارَكاً وَ هُدىً لِلْعالَمينَ، فيهِ آياتٌ بَيِّناتٌ مَقامُ اِبْراهيمَ وَ مَنْ دَخَلَهُ كانَ آمِناً، وَ قُلْتَ: «اِنَّما يُريدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ اَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهيراً» ثُمَّ جَعَلْتَ اَجْرَ مُحَمَّدٍ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَ آلِهِ مَوَدَّتَهُمْ في كِتابِكَ فَقُلْتَ: «قل لا اسالكم عليه اجرا الا المودة في القربى» وَ قُلْتَ: «ما سَألْتُكُمْ مِنْ اَجْرٍ فَهُو َلَكُمْ» وَ قُلْتَ: «ما اَسْاَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ اَجْرٍ الّا مَنْ شاءَ اَنْ يَتَّخِذَ اِلى رَبِّهِ سَبيلاً»، فَكانُوا هُمُ السَّبيلَ اِلَيْكَ وَ الْمَسْلَكَ اِلى رِضْوانِكَ، فَلَمَّا انْقَضَتْ اَيّامُهُ اَقامَ وَلِيَّهُ عَلِيَّ بْنَ اَبي طالِب صَلَواتُكَ عَلَيْهِما وَ آلِهِما هادِياً، اِذْ كانَ هُوَ الْمُنْذِرَ وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ، فَقالَ وَ الْمَلأُ اَمامَهُ: مَنْ كُنْتُ مَوْلاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلاهُ اَللّـهُمَّ والِ مَنْ والاهُ وَ عادِ مَنْ عاداهُ وَ انْصُرْ مَنْ نَصَرَهُ وَ اخْذُلْ مَنْ خَذَلَهُ، وَ قالَ: مَنْ كُنْتُ اَنَا نَبِيَّهُ فَعَلِيٌّ اَميرُهُ، وَ قالَ: اَنَا وَ عَلِيٌّ مِنْ شَجَرَةٍ واحِدَةٍ وَ سائِرُالنَّاسِ مِنْ شَجَرٍ شَتّى، وَ اَحَلَّهُ مَحَلَّ هارُونَ مِنْ مُوسى، فَقال لَهُ: اَنْتَ مِنّي بِمَنْزِلَةِ هارُونَ مِنْ مُوسى الّا اَنَّهُ لا نَبِيَّ بَعْدي، وَ زَوَّجَهُ ابْنَتَهُ سَيِّدَةَ نِساءِ الْعالَمينَ، وَ اَحَلَّ لَهُ مِنْ مَسْجِدِهِ ما حَلَّ لَهُ، وَ سَدَّ الاْبْوابَ اِلاّ بابَهُ، ثُمَّ اَوْدَعَهُ عِلْمَهُ وَ حِكْمَتَهُ فَقالَ: اَنـَا مَدينَةُ الْعِلْمِ وَ عَلِىٌّ بابُها، فَمَنْ اَرادَ الْمَدينَةَ وَ الْحِكْمَةَ فَلْيَاْتِها مِنْ بابِها، ثُمَّ قالَ: اَنْتَ اَخي وَ وَصِيّي وَ وارِثي، لَحْمُكَ مِنْ لَحْمي وَ دَمُكَ مِنْ دَمي وَ سِلْمُكَ سِلْمي وَ حَرْبُكَ حَرْبي وَ الإيمانُ مُخالِطٌ لَحْمَكَ وَ دَمَكَ كَما خالَطَ لَحْمي وَ دَمي، وَ اَنْتَ غَداً عَلَى الْحَوْضِ خَليفَتي وَ اَنْتَ تَقْضي دَيْني وَ تُنْجِزُ عِداتي وَ شيعَتُكَ عَلى مَنابِرَ مِنْ نُورٍ مُبْيَضَّةً وُجُوهُهُمْ حَوْلي فِي الْجَنَّةِ وَ هُمْ جيراني، وَ لَوْلا اَنْتَ يا عَلِيُّ لَمْ يُعْرَفِ الْمُؤْمِنُونَ بَعْدي، وَ كانَ بَعْدَهُ هُدىً مِنَ الضَّلالِ وَ نُوراً مِنَ الْعَمى، وَ حَبْلَ اللهِ الْمَتينَ وَ صِراطَهُ الْمُسْتَقيمَ، لا يُسْبَقُ بِقَرابَةٍ في رَحِمٍ وَ لا بِسابِقَةٍ في دينٍ، وَ لا يُلْحَقُ في مَنْقَبَةٍ مِنْ مَناقِبِهِ، يَحْذُو حَذْوَ الرَّسُولِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِما وَ آلِهِما، وَ يُقاتِلُ عَلَى التَّأويلِ وَ لا تَأخُذُهُ فِي اللهِ لَوْمَةُ لائِمٍ، قَدْ وَتَرَ فيهِ صَناديدَ الْعَرَبِ وَ قَتَلَ اَبْطالَهُمْ وَ ناوَشَ (ناهش) ذُؤْبانَهُمْ، فَاَوْدَعَ قُلُوبَهُمْ اَحْقاداً بَدْرِيَّةً وَ خَيْبَرِيَّةً وَ حُنَيْنِيَّةً وَ غَيْرَهُنَّ، فَاَضَبَّتْ عَلى عَداوَتِهِ وَ اَكَبَّتْ عَلى مُنابَذَتِهِ، حَتّى قَتَلَ النّاكِثينَ وَ الْقاسِطينَ وَ الْمارِقينَ، وَ لَمّا قَضى نَحْبَهُ وَ قَتَلَهُ اَشْقَى الاْخِرينَ يَتْبَعُ اَشْقَى الاْوَّلينَ، لَمْ يُمْتَثَلْ اَمْرُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ فِي الْهادينَ بَعْدَ الْهادينَ، وَ الاْمَّةُ مُصِرَّةٌ عَلى مَقْتِهِ مُجْتَمِعَةٌ عَلى قَطيعَةِ رَحِمِهِ وَ اِقْصاءِ وُلْدِهِ اِلّا الْقَليلَ مِمَّنْ وَفى لِرِعايَةِ الْحَقِّ فيهِمْ، فَقُتِلَ مَنْ قُتِلَ، وَ سُبِيَ مَنْ سُبِيَ وَ اُقْصِيَ مَنْ اُقْصِيَ وَ جَرَى الْقَضاءُ لَهُمْ بِما يُرْجى لَهُ حُسْنُ الْمَثُوبَةِ، اِذْ كانَتِ الاْرْضُ للهِ يُورِثُها مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَ الْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقينَ، وَ سُبْحانَ رَبِّنا اِنْ كانَ وَعْدُ رَبِّنا لَمَفْعُولاً، وَ لَنْ يُخْلِفَ اللهُ وَعْدَهُ وَ هُوَ الْعَزيزُ الْحَكيمُ.
فَعَلَى الاْطائِبِ مِنْ اَهْلِ بَيْتِ مُحَمَّدٍ وَ عَلِيٍّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِما وَ آلِهِما فَلْيَبْكِ الْباكُونَ، وَ اِيّاهُمْ فَلْيَنْدُبِ النّادِبُونَ، وَ لِمِثْلِهِمْ فَلْتَذْرِفِ (فَلْتًدرِ) الدُّمُوعُ، وَ لْيَصْرُخِ الصّارِخُونَ، وَ يَضِجَّ الضّاجُّونَ، وَ يَعِـجَّ الْعاجُّوَن، اَيْنَ الْحَسَنُ اَيْنَ الْحُسَيْنُ اَيْنَ اَبْناءُ الْحُسَيْنِ، صالِحٌ بَعْدَ صالِـحٍ، وَ صادِقٌ بَعْدَ صادِقٍ، اَيْنَ السَّبيلُ بَعْدَ السَّبيلِ، اَيْنَ الْخِيَرَةُ بَعْدَ الْخِيَرَةِ، اَيْنَ الشُّمُوسُ الطّالِعَةُ، اَيْنَ الاْقْمارُ الْمُنيرَةُ، اَيْنَ الاْنْجُمُ الزّاهِرَةُ، اَيْنَ اَعْلامُ الدّينِ وَ قَواعِدُ الْعِلْمِ، اَيْنَ بَقِيَّةُ اللهِ الَّتي لا تَخْلُو مِنَ الْعِتْرَةِ الْهادِيـَةِ، اَيـْنَ الـْمُعَدُّ لِـقَطْعِ دابِرِ الظَّلَمَةِ، اَيْنَ الْمُنْتَظَرُ لاِقامَةِ الاْمْتِ وَ اْلعِوَجِ، اَيْنَ الْمُرْتَجى لاِزالَةِ الْجَوْرِ وَ الْعُدْوانِ، اَيْنَ الْمُدَّخَرُ لِتَجْديدِ الْفَرآئِضِ و َالسُّنَنِ، اَيْنَ الْمُتَخَيَّرُ لاِعادَةِ الْمِلَّةِ وَ الشَّريعَةِ، اَيْنَ الْمُؤَمَّلُ لاِحْياءِ الْكِتابِ وَ حُدُودِهِ، اَيْنَ مُحْيي مَعالِمِ الدّينِ وَ اَهْلِهِ، اَيْنَ قاصِمُ شَوْكَةِ الْمُعْتَدينَ، اَيْنَ هادِمُ اَبْنِيَةِ الشِّرْكِ وَ النِّفاقِ، اَيْنَ مُبيدُ اَهْلِ الْفُسُوقِ وَ الْعِصْيانِ وَ الطُّغْيانِ، اَيْنَ حاصِدُ فُرُوعِ الْغَيِّ وَ الشِّقاقِ (النِفاقِ)، اَيْنَ طامِسُ آثارِ الزَّيْغِ وَ الاْهْواء، اَيْنَ قاطِعُ حَبائِلِ الْكِذْبِ (الكَذِبِ) وَ الاْفْتِراءِ، اَيْنَ مُبيدُ الْعُتاةِ وَ الْمَرَدَةِ، اَيْنَ مُسْتَأصِلُ اَهْلِ الْعِنادِ وَ التَّضْليلِ وَ الاْلْحادِ، اَيْنَ مُـعِزُّ الاْوْلِياءِ وَ مُذِلُّ الاْعْداءِ، اَيْنَ جامِعُ الْكَلِمَةِ (الكَلِمِ) عَلَى التَّقْوى، اَيْنَ بابُ اللهِ الَّذى مِنْهُ يُؤْتى، اَيْنَ وَجْهُ اللهِ الَّذى اِلَيْهِ يَتَوَجَّهُ الاْوْلِياءُ، اَيْنَ السَّبَبُ الْمُتَّصِلُ بَيْنَ الاْرْضِ وَ السَّماءِ، اَيْنَ صاحِبُ يَوْمِ الْفَتْحِ وَ ناشِرُ رايَةِ الْهُدى، اَيْنَ مُؤَلِّفُ شَمْلِ الصَّلاحِ وَ الرِّضا، اَيْنَ الطّالِبُ بِذُحُولِ الاْنْبِياءِ وَ اَبْناءِ الاْنْبِياءِ، اَيْنَ الطّالِبُ (المُطالِبُ) بِدَمِ الْمَقْتُولِ بِكَرْبَلاءَ، اَيْنَ الْمَنْصُورُ عَلى مَنِ اعْتَدى عَلَيْهِ وَ افْتَرى، اَيْنَ الْمُضْطَرُّ الَّذي يُجابُ اِذا دَعا اَيْنَ صَدْرُ الْخَلائِقِ ذُوالْبِرِّ وَ التَّقْوى، اَيْنَ ابْنُ النَّبِىِّ الْمُصْطَفى، وَ ابْنُ عَلِيٍّ الْمُرْتَضى، وَ ابْنُ خَديجَةَ الْغَرّآءِ، وَ ابْنُ فاطِمَةَ الْكُبْرى، بِاَبي اَنْتَ وَ اُمّي وَ نَفْسي لَكَ الْوِقاءُ وَ الْحِمى، يَا بْنَ السّادَةِ الْمُقَرَّبينَ، يَا بْنَ النُّجَباءِ الاْكْرَمينَ، يَا بْنَ الْهُداةِ الْمَهْدِيّينَ (المُهْتَدينَ)، يَا بْنَ الْخِيَرَةِ الْمُهَذَّبينَ، يَا بْنَ الْغَطارِفَةِ الاْنْجَبينَ، يَا بْنَ الاْطائِبِ الْمُطَهَّرينَ (المُتَطَهْريِنَ)، يَا بْنَ الْخَضارِمَةِ الْمُنْتَجَبينَ، يَا بْنَ الْقَماقِمَةِ الاْكْرَمينَ (الأكْبَرينَ)، يَا بْنَ الْبُدُورِ الْمُنيرَةِ، يَا بْنَ السُّرُجِ الْمُضيئَةِ، يَا بْنَ الشُّهُبِ الثّاقِبَةِ، يَا بْنَ الاْنْجُمِ الزّاهِرَةِ، يَا بْنَ السُّبُلِ الْواضِحَةِ، يَا بْنَ الاْعْلامِ الّلائِحَةِ، يَا بْنَ الْعُلُومِ الْكامِلَةِ، يَا بْنَ السُّنَنِ الْمَشْهُورَةِ، يَا بْنَ الْمَعالِمِ الْمَأثُورَةِ، يَا بْنَ الْمُعْجِزاتِ الْمَوْجُودَةِ، يَا بْنَ الدَّلائِلِ الْمَشْهُودَةِ (المَشْهُورَةِ)، يَا بْنَ الصـِّراطِ الْمُسْتَقيمِ، يَا بْنَ النَّبَأِ الْعَظيمِ، يَا بْنَ مَنْ هُوَ في اُمِّ الْكِتابِ لَدَى اللهِ عَلِيٌّ حَكيمٌ، يَا بْنَ الآياتِ وَ الْبَيِّناتِ، يَا بْنَ الدَّلائِلِ الظّاهِراتِ، يَا بْنَ الْبَراهينِ الْواضِحاتِ الْباهِراتِ، يَا بْنَ الْحُجَجِ الْبالِغاتِ، يَا بْنَ النِّعَمِ السّابِغاتِ، يَا بْنَ طه وَ الْـمُحْكَماتِ، يَا بْنَ يس وَ الذّارِياتِ، يَا بْنَ الطُّورِ وَ الْعادِياتِ، يَا بْنَ مَنْ دَنا فَتَدَلّى فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ اَوْ اَدْنى دُنُوّاً وَ اقْتِراباً مِنَ الْعَلِيِّ الاْعْلى، لَيْتَ شِعْري اَيْنَ اسْتَقَرَّتْ بِكَ النَّوى، بَلْ اَيُّ اَرْضٍ تُقِلُّكَ اَوْ ثَرى، اَبِرَضْوى اَوْ غَيْرِها اَمْ ذي طُوى، عَزيزٌ عَلَيَّ اَنْ اَرَى الْخَلْقَ وَ لا تُرى وَ لا اَسْمَعُ لَكَ حَسيساً وَ لا نَجْوى، عَزيزٌ عَلَيَّ اَنْ (لا تُحِيطَ بِيَ دُونكَ) تُحيطَ بِكَ دُونِيَ الْبَلْوى وَ لا يَنالُكَ مِنّي ضَجيجٌ وَ لا شَكْوى، بِنَفْسي اَنْتَ مِنْ مُغَيَّبٍ لَمْ يَخْلُ مِنّا، بِنَفْسي اَنْتَ مِنْ نازِحٍ ما نَزَحَ (يَنْزِحُ) عَنّا، بِنَفْسي اَنْتَ اُمْنِيَّةُ شائِقٍ يَتَمَنّى، مِنْ مُؤْمِن وَ مُؤْمِنَةٍ ذَكَرا فَحَنّا، بِنَفْسي اَنْتَ مِنْ عَقيدِ عِزٍّ لايُسامى، بِنَفْسي اَنْتَ مِنْ اَثيلِ مَجْدٍ لا يُجارى، بِنَفْسي اَنْتَ مِنْ تِلادِ نِعَمٍ لا تُضاهى، بِنَفْسي اَنْتَ مِنْ نَصيفِ شَرَفٍ لا يُساوى، اِلى مَتى اَحارُ فيكَ يا مَوْلايَ وَ اِلى مَتي، وَ اَىَّ خِطابٍ اَصِفُ فيكَ وَ اَيَّ نَجْوى، عَزيزٌ عَلَيَّ اَنْ اُجابَ دُونَكَ وَ اُناغى، عَزيزٌ عَلَيَّ اَنْ اَبْكِيَكَ وَ يَخْذُلَكَ الْوَرى، عَزيزٌ عَلَيَّ اَنْ يَجْرِيَ عَلَيْكَ دُونَهُمْ ما جَرى، هَلْ مِنْ مُعينٍ فَاُطيلَ مَعَهُ الْعَويلَ وَ الْبُكاءَ، هَلْ مِنْ جَزُوعٍ فَاُساعِدَ جَزَعَهُ اِذا خَلا، هَلْ قَذِيَتْ عَيْنٌ فَساعَدَتْها عَيْني عَلَى الْقَذى، هَلْ اِلَيْكَ يَا بْنَ اَحْمَدَ سَبيلٌ فَتُلْقى، هَلْ يَتَّصِلُ يَوْمُنا مِنْكَ بِعِدَةٍ فَنَحْظى، مَتى نَرِدُ مَناهِلَكَ الرَّوِيَّةَ فَنَرْوى، مَتى نَنْتَقِعُ مِنْ عَذْبِ مائِكَ فَقَدْ طالَ الصَّدى، مَتى نُغاديكَ وَ نُراوِحُكَ فَنُقِرَّ عَيْناً (فَتَقُرُ عًيًوننا)، مَتى تَرانا وَ نَراكَ وَ قَدْ نَشَرْتَ لِواءَ النَّصْرِ تُرى، اَتَرانا نَحُفُّ بِكَ وَ اَنْتَ تَاُمُّ الْمَلاَ وَ قَدْ مَلأْتَ الاْرْضَ عَدْلاً وَ اَذَقْتَ اَعْداءَكَ هَواناً وَ عِقاباً، وَ اَبَرْتَ الْعُتاةَ وَ جَحَدَةَ الْحَقِّ، وَ قَطَعْتَ دابِرَ الْمُتَكَبِّرينَ، وَ اجْتَثَثْتَ اُصُولَ الظّالِمينَ، وَ نَحْنُ نَقُولُ الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعالَمينَ.
اَللّـهُمَّ اَنْتَ كَشّافُ ْالكُرَبِ وَ الْبَلْوى، وَ اِلَيْكَ اَسْتَعْدى فَعِنْدَكَ الْعَدْوى، وَ اَنْتَ رَبُّ الاْخِرَةِ وَ الدُّنْيا (الاُولي)، فَاَغِثْ يا غِياثَ الْمُسْتَغيثينَ عُبَيْدَكَ الْمُبْتَلى، وَ اَرِهِ سَيِّدَهُ يا شَديدَ الْقُوى، وَ اَزِلْ عَنْهُ بِهِ الاْسى وَ الْجَوى، وَ بَرِّدْ غَليلَهُ يا مَنْ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى، وَ مَنْ اِلَيْهِ الرُّجْعى وَ الْمُنْتَهى.
اَللّـهُمَّ وَ نَحْنُ عَبيدُكَ التّائِقُونَ (الشائقون) اِلى وَلِيِّكَ الْمُذَكِّرِ بِكَ وَ بِنَبِيِّكَ، خَلَقْتَهُ لَنا عِصْمَةً وَ مَلاذاً، وَ اَقَمْتَهُ لَنا قِواماً وَ مَعاذاً، وَ جَعَلْتَهُ لِلْمُؤْمِنينَ مِنّا اِماماً، فَبَلِّغْهُ مِنّا تَحِيَّةً وَ سَلاماً، وَ زِدْنا بِذلِكَ يارَبِّ اِكْراماً، وَ اجْعَلْ مُسْتَقَرَّهُ لَنا مُسْتَقَرّاً وَ مُقاماً، وَ اَتْمِمْ نِعْمَتَكَ بِتَقْديمِكَ اِيّاهُ اَمامَنا حَتّى تُورِدَنا جِنانَكَ (جَنّاتِكَ) وَ مُرافَقَةَ الشُّهَداءِ مِنْ خُلَصائِكَ.
اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ، وَ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ جَدِّهِ وَ رَسُولِكَ السَّيِّدِ الاَكْبَرِ، وَ عَلى اَبيهِ السَّيِّدِ الاَصْغَرِ، وَ جَدَّتِهِ الصِّدّيقَةِ الْكُبْرى فاطِمَةَ بِنْتِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ، وَ عَلى مَنِ اصْطَفَيْتَ مِنْ آبائِهِ الْبَرَرَةِ، وَ عَلَيْهِ اَفْضَلَ وَ اَكْمَلَ وَ اَتَمَّ وَ اَدْوَمَ وَ اَكْثَرَ وَ اَوْفَرَ ما صَلَّيْتَ عَلى اَحَدٍ مِنْ اَصْفِيائِكَ وَ خِيَرَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ، وَ صَلِّ عَلَيْهِ صَلاةً لا غايَةَ لِعَدَدِها وَ لا نِهايَةَ لِمَدَدِها وَ لا نَفادَ لاِمَدِها.
اَللّـهُمَّ وَ اَقِمْ بِهِ الْحَقَّ وَ اَدْحِضْ بِهِ الْباطِلَ وَ اَدِلْ بِهِ اَوْلِياءَكَ وَ اَذْلِلْ بِهِ اَعْداءَكَ وَ صِلِ اللّهُمَّ بَيْنَنا وَ بَيْنَهُ وُصْلَةً تُؤَدّى اِلى مُرافَقَةِ سَلَفِهِ، وَ اجْعَلْنا مِمَّنْ يَأخُذُ بِحُجْزَتِهِمْ، وَ يَمْكُثُ في ظِلِّهِمْ، وَ اَعِنّا عَلى تَأدِيَةِ حُقُوقِهِ اِلَيْهِ، وَ الاْجْتِهادِ في طاعَتِهِ، وَ اجْتِنابِ مَعْصِيَتِهِ، وَ امْنُنْ عَلَيْنا بِرِضاهُ، وَهَبْ لَنا رَأَفَتَهُ وَ رَحْمَتَهُ وَ دُعاءَهُ وَ خَيْرَهُ مانَنالُ بِهِ سَعَةً مِنْ رَحْمَتِكَ وَ فَوْزاً عِنْدَكَ، وَ اجْعَلْ صَلاتَنا بِهِ مَقبُولَةً، وَ ذُنُوبَنا بِهِ مَغْفُورَةً، وَ دُعاءَنا بِهِ مُسْتَجاباً وَ اجْعَلْ اَرْزاقَنا بِهِ مَبْسُوطَةً، وَ هُمُومَنا بِهِ مَكْفِيَّةً، وَ حَوآئِجَنا بِهِ مَقْضِيَّةً، وَ اَقْبِلْ اِلَيْنا بِوَجْهِكَ الْكَريمِ وَ اقْبَلْ تَقَرُّبَنا اِلَيْكَ، وَ انْظُرْ اِلَيْنا نَظْرَةً رَحيمَةً نَسْتَكْمِلُ بِهَا الْكَرامَةَ عِنْدَكَ، ثُمَّ لا تَصْرِفْها عَنّا بِجُودِكَ، وَ اسْقِنا مِنْ حَوْضِ جَدِّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ بِكَأسِهِ وَ بِيَدِهِ رَيّاً رَوِيّاً هَنيئاً سائِغاً لا ظَمَاَ بَعْدَهُ يا أَرْحَمَ الرّاحِمين.
يا الله يا الله يا الله يا الله يا الله يا الله يا الله يا الله يا الله يا الله يا حنان يا منان يا كريم يا رحيم أسألك بحقك و بحق رسولك الكريم أبي القاسم محمد صلى الله عليه وآله وسلم وعترته الأطهار عليهم السلام لي ولإخواني وأخواتي من المؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات أن تنزل علينا كل خير أحاط به علمك وتكشف عنا كل شر أحاط به علمك , وتوسع في أرزاقنا , وتقضي حوائجنا, وتعمي أبصار الظالمين عنا من الجن والإنس , وتحسن عاقبتنا , وتشافي مرضانا من كل علة وداء وبلاء و تشافينا, وترحم أمواتنا وترحمنا يوم اللحاق بهم إنك أنت أرحم الراحمين
وصلى الله على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
اللهم عجل لوليك الفرج والعافية والنصر
ابا صالح التماس دعا
ابا صالح التماس دعا
-
- مـشـرفـة
- مشاركات: 13029
- اشترك في: السبت يناير 31, 2009 12:36 am
Re: دعــــــاء الندبـــــة
اللهم صل على محمد وآل محمد
السلام ورحمة الله وبركاته
من نصائح السيد الفاطمي الجليل :
إذا ضاقت بكم الدنيا و اشتدت المحن
أنصحكم بهذا الدعاء العظيم دعاء الندبة الذي تستحب قرائته في الأعياد الأربعة، و هي: عيد الفطر، و عيد الأضحى، و عيد الغدير، و يوم الجمعة ..
بل أضيف بأن يقرأ في كل يوم بعد صلاة العشاء لمن أراد القرب من الله تعالى والرسول وآل البيت عليهم السلام والله أعلم
اللهم صل على محمد وآل محمد
بسم الله الرحمن الرحيم
اَلْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعالَمينَ وَ صَلَّى اللهُ عَلى سَيِّدِنا مُحَمَّدٍ نَبِيِّهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ تَسْليماً، اَللّـهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ عَلى ما جَرى بِهِ قَضاؤكَ في اَوْلِيائِكَ الَّذينَ اسْتَخْلَصْتَهُمْ لِنَفْسِكَ وَ دينِكَ، اِذِ اخْتَرْتَ لَهُمْ جَزيلَ ما عِنْدَكَ مِنَ النَّعيمِ الْمُقيمِ الَّذي لا زَوالَ لَهُ وَ لاَ اضْمِحْلالَ، بَعْدَ اَنْ شَرَطْتَ عَلَيْهِمُ الزُّهْدَ في دَرَجاتِ هذِهِ الدُّنْيَا الدَّنِيَّةِ وَ زُخْرُفِها وَ زِبْرِجِها، فَشَرَطُوا لَكَ ذلِكَ وَ عَلِمْتَ مِنْهُمُ الْوَفاءَ بِهِ فَقَبِلْتَهُمْ وَ قَرَّبْتَهُمْ، وَ قَدَّمْتَ لَهُمُ الذِّكْرَ الْعَلِيَّ وَ الثَّناءَ الْجَلِىَّ، وَ اَهْبَطْتَ عَلَيْهِمْ مَلائِكَتَكَ وَ كَرَّمْتَهُمْ بِوَحْيِكَ، وَ رَفَدْتَهُمْ بِعِلْمِكَ، وَ جَعَلْتَهُمُ الذَّريعَةَ اِلَيْكَ وَ الْوَسيلَةَ اِلى رِضْوانِكَ، فَبَعْضٌ اَسْكَنْتَهُ جَنَّتَكَ اِلى اَنْ اَخْرَجْتَهُ مِنْها، وَ بَعْضٌ حَمَلْتَهُ في فُلْكِكَ وَ نَجَّيْتَهُ وَ مَنْ آمَنَ مَعَهُ مِنَ الْهَلَكَةِ بِرَحْمَتِكَ، وَ بَعْضٌ اتَّخَذْتَهُ لِنَفْسِكَ خَليلاً وَ سَأَلَكَ لِسانَ صِدْقٍ فِي الاْخِرينَ فَاَجَبْتَهُ وَ جَعَلْتَ ذلِكَ عَلِيّاً، وَ بَعْضٌ كَلَّمْتَهُ مِنْ شَجَـرَةٍ تَكْليماً وَ جَعَلْتَ لَهُ مِنْ اَخيهِ رِدْءاً وَ وَزيراً، وَ بَعْضٌ اَوْلَدْتَهُ مِنْ غَيْرِ اَبٍ وَ آتَيْتَهُ الْبَيِّناتِ وَ اَيَّدْتَهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ، وَ كُلٌّ شَرَعْتَ لَهُ شَريعَةً، وَ نَهَجْتَ لَهُ مِنْهاجاً، وَ تَخَيَّرْتَ لَهُ اَوْصِياءَ، مُسْتَحْفِظاً بَعْدَ مُسْتَحْفِظٍ مِنْ مُدَّةٍ اِلى مُدَّةٍ، اِقامَةً لِدينِكَ، وَ حُجَّةً عَلى عِبادِكَ، وَ لِئَلّا يَزُولَ الْحَقُّ عَنْ مَقَرِّهِ وَ يَغْلِبَ الْباطِلُ عَلى اَهْلِهِ، وَ لا يَقُولَ اَحَدٌ لَوْلا اَرْسَلْتَ اِلَيْنا رَسُولاً مُنْذِراً وَ اَقَمْتَ لَنا عَلَماً هادِياً فَنَتَّبِـعَ آياتِكَ مِنْ قَبْلِ اَنْ نَذِلَّ وَ نَخْزى، اِلى اَنِ انْتَهَيْتَ بالأمْرِ اِلى حَبيبِكَ وَ نَجيبِكَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ، فَكانَ كَمَا انْتَجَبْتَهُ سَيِّدَ مَنْ خَلَقْتَهُ، وَ صَفْوَةَ مَنِ اصْطَفَيْتَهُ، وَ اَفْضَلَ مَنِ اجْتَبَيْتَهُ، وَ اَكْرَمَ مَنِ اعْتَمَدْتَهُ، قَدَّمْتَهُ عَلى اَنْبِيائِكَ، وَ بَعَثْتَهُ اِلَى الثَّقَلَيْنِ مِنْ عِبادِكَ، وَ اَوْطَأتَهُ مَشارِقَكَ وَ مَغارِبَكَ، وَ سَخَّرْتَ لَهُ الْبُراقَ، وَ عَرَجْتَ (به) بِرُوْحِهِ اِلى سَمائِكَ، وَ اَوْدَعْتَهُ عِلْمَ ما كانَ وَما يَكُونُ اِلَى انْقِضاءِ خَلْقِكَ، ثُمَّ نَصَرْتَهُ بِالرُّعْبِ، وَ حَفَفْتَهُ بِجَبْرَئيلَ وَ ميكائيلَ وَ الْمُسَوِّمينَ مِنْ مَلائِكَتِكَ وَ وَعَدْتَهُ اَنْ تُظْهِرَ دينَهُ عَلَى الدّينِ كُلِّهِ وَ لَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ، وَ ذلِكَ بَعْدَ اَنْ بَوَّأتَهُ مَبَوَّأَ صِدْقٍ مِنْ اَهْلِهِ، وَ جَعَلْتَ لَهُ وَ لَهُمْ اَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنّاسِ لَلَّذي بِبَكَّةَ مُبارَكاً وَ هُدىً لِلْعالَمينَ، فيهِ آياتٌ بَيِّناتٌ مَقامُ اِبْراهيمَ وَ مَنْ دَخَلَهُ كانَ آمِناً، وَ قُلْتَ: «اِنَّما يُريدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ اَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهيراً» ثُمَّ جَعَلْتَ اَجْرَ مُحَمَّدٍ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَ آلِهِ مَوَدَّتَهُمْ في كِتابِكَ فَقُلْتَ: «قل لا اسالكم عليه اجرا الا المودة في القربى» وَ قُلْتَ: «ما سَألْتُكُمْ مِنْ اَجْرٍ فَهُو َلَكُمْ» وَ قُلْتَ: «ما اَسْاَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ اَجْرٍ الّا مَنْ شاءَ اَنْ يَتَّخِذَ اِلى رَبِّهِ سَبيلاً»، فَكانُوا هُمُ السَّبيلَ اِلَيْكَ وَ الْمَسْلَكَ اِلى رِضْوانِكَ، فَلَمَّا انْقَضَتْ اَيّامُهُ اَقامَ وَلِيَّهُ عَلِيَّ بْنَ اَبي طالِب صَلَواتُكَ عَلَيْهِما وَ آلِهِما هادِياً، اِذْ كانَ هُوَ الْمُنْذِرَ وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ، فَقالَ وَ الْمَلأُ اَمامَهُ: مَنْ كُنْتُ مَوْلاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلاهُ اَللّـهُمَّ والِ مَنْ والاهُ وَ عادِ مَنْ عاداهُ وَ انْصُرْ مَنْ نَصَرَهُ وَ اخْذُلْ مَنْ خَذَلَهُ، وَ قالَ: مَنْ كُنْتُ اَنَا نَبِيَّهُ فَعَلِيٌّ اَميرُهُ، وَ قالَ: اَنَا وَ عَلِيٌّ مِنْ شَجَرَةٍ واحِدَةٍ وَ سائِرُالنَّاسِ مِنْ شَجَرٍ شَتّى، وَ اَحَلَّهُ مَحَلَّ هارُونَ مِنْ مُوسى، فَقال لَهُ: اَنْتَ مِنّي بِمَنْزِلَةِ هارُونَ مِنْ مُوسى الّا اَنَّهُ لا نَبِيَّ بَعْدي، وَ زَوَّجَهُ ابْنَتَهُ سَيِّدَةَ نِساءِ الْعالَمينَ، وَ اَحَلَّ لَهُ مِنْ مَسْجِدِهِ ما حَلَّ لَهُ، وَ سَدَّ الاْبْوابَ اِلاّ بابَهُ، ثُمَّ اَوْدَعَهُ عِلْمَهُ وَ حِكْمَتَهُ فَقالَ: اَنـَا مَدينَةُ الْعِلْمِ وَ عَلِىٌّ بابُها، فَمَنْ اَرادَ الْمَدينَةَ وَ الْحِكْمَةَ فَلْيَاْتِها مِنْ بابِها، ثُمَّ قالَ: اَنْتَ اَخي وَ وَصِيّي وَ وارِثي، لَحْمُكَ مِنْ لَحْمي وَ دَمُكَ مِنْ دَمي وَ سِلْمُكَ سِلْمي وَ حَرْبُكَ حَرْبي وَ الإيمانُ مُخالِطٌ لَحْمَكَ وَ دَمَكَ كَما خالَطَ لَحْمي وَ دَمي، وَ اَنْتَ غَداً عَلَى الْحَوْضِ خَليفَتي وَ اَنْتَ تَقْضي دَيْني وَ تُنْجِزُ عِداتي وَ شيعَتُكَ عَلى مَنابِرَ مِنْ نُورٍ مُبْيَضَّةً وُجُوهُهُمْ حَوْلي فِي الْجَنَّةِ وَ هُمْ جيراني، وَ لَوْلا اَنْتَ يا عَلِيُّ لَمْ يُعْرَفِ الْمُؤْمِنُونَ بَعْدي، وَ كانَ بَعْدَهُ هُدىً مِنَ الضَّلالِ وَ نُوراً مِنَ الْعَمى، وَ حَبْلَ اللهِ الْمَتينَ وَ صِراطَهُ الْمُسْتَقيمَ، لا يُسْبَقُ بِقَرابَةٍ في رَحِمٍ وَ لا بِسابِقَةٍ في دينٍ، وَ لا يُلْحَقُ في مَنْقَبَةٍ مِنْ مَناقِبِهِ، يَحْذُو حَذْوَ الرَّسُولِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِما وَ آلِهِما، وَ يُقاتِلُ عَلَى التَّأويلِ وَ لا تَأخُذُهُ فِي اللهِ لَوْمَةُ لائِمٍ، قَدْ وَتَرَ فيهِ صَناديدَ الْعَرَبِ وَ قَتَلَ اَبْطالَهُمْ وَ ناوَشَ (ناهش) ذُؤْبانَهُمْ، فَاَوْدَعَ قُلُوبَهُمْ اَحْقاداً بَدْرِيَّةً وَ خَيْبَرِيَّةً وَ حُنَيْنِيَّةً وَ غَيْرَهُنَّ، فَاَضَبَّتْ عَلى عَداوَتِهِ وَ اَكَبَّتْ عَلى مُنابَذَتِهِ، حَتّى قَتَلَ النّاكِثينَ وَ الْقاسِطينَ وَ الْمارِقينَ، وَ لَمّا قَضى نَحْبَهُ وَ قَتَلَهُ اَشْقَى الاْخِرينَ يَتْبَعُ اَشْقَى الاْوَّلينَ، لَمْ يُمْتَثَلْ اَمْرُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ فِي الْهادينَ بَعْدَ الْهادينَ، وَ الاْمَّةُ مُصِرَّةٌ عَلى مَقْتِهِ مُجْتَمِعَةٌ عَلى قَطيعَةِ رَحِمِهِ وَ اِقْصاءِ وُلْدِهِ اِلّا الْقَليلَ مِمَّنْ وَفى لِرِعايَةِ الْحَقِّ فيهِمْ، فَقُتِلَ مَنْ قُتِلَ، وَ سُبِيَ مَنْ سُبِيَ وَ اُقْصِيَ مَنْ اُقْصِيَ وَ جَرَى الْقَضاءُ لَهُمْ بِما يُرْجى لَهُ حُسْنُ الْمَثُوبَةِ، اِذْ كانَتِ الاْرْضُ للهِ يُورِثُها مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَ الْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقينَ، وَ سُبْحانَ رَبِّنا اِنْ كانَ وَعْدُ رَبِّنا لَمَفْعُولاً، وَ لَنْ يُخْلِفَ اللهُ وَعْدَهُ وَ هُوَ الْعَزيزُ الْحَكيمُ.
فَعَلَى الاْطائِبِ مِنْ اَهْلِ بَيْتِ مُحَمَّدٍ وَ عَلِيٍّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِما وَ آلِهِما فَلْيَبْكِ الْباكُونَ، وَ اِيّاهُمْ فَلْيَنْدُبِ النّادِبُونَ، وَ لِمِثْلِهِمْ فَلْتَذْرِفِ (فَلْتًدرِ) الدُّمُوعُ، وَ لْيَصْرُخِ الصّارِخُونَ، وَ يَضِجَّ الضّاجُّونَ، وَ يَعِـجَّ الْعاجُّوَن، اَيْنَ الْحَسَنُ اَيْنَ الْحُسَيْنُ اَيْنَ اَبْناءُ الْحُسَيْنِ، صالِحٌ بَعْدَ صالِـحٍ، وَ صادِقٌ بَعْدَ صادِقٍ، اَيْنَ السَّبيلُ بَعْدَ السَّبيلِ، اَيْنَ الْخِيَرَةُ بَعْدَ الْخِيَرَةِ، اَيْنَ الشُّمُوسُ الطّالِعَةُ، اَيْنَ الاْقْمارُ الْمُنيرَةُ، اَيْنَ الاْنْجُمُ الزّاهِرَةُ، اَيْنَ اَعْلامُ الدّينِ وَ قَواعِدُ الْعِلْمِ، اَيْنَ بَقِيَّةُ اللهِ الَّتي لا تَخْلُو مِنَ الْعِتْرَةِ الْهادِيـَةِ، اَيـْنَ الـْمُعَدُّ لِـقَطْعِ دابِرِ الظَّلَمَةِ، اَيْنَ الْمُنْتَظَرُ لاِقامَةِ الاْمْتِ وَ اْلعِوَجِ، اَيْنَ الْمُرْتَجى لاِزالَةِ الْجَوْرِ وَ الْعُدْوانِ، اَيْنَ الْمُدَّخَرُ لِتَجْديدِ الْفَرآئِضِ و َالسُّنَنِ، اَيْنَ الْمُتَخَيَّرُ لاِعادَةِ الْمِلَّةِ وَ الشَّريعَةِ، اَيْنَ الْمُؤَمَّلُ لاِحْياءِ الْكِتابِ وَ حُدُودِهِ، اَيْنَ مُحْيي مَعالِمِ الدّينِ وَ اَهْلِهِ، اَيْنَ قاصِمُ شَوْكَةِ الْمُعْتَدينَ، اَيْنَ هادِمُ اَبْنِيَةِ الشِّرْكِ وَ النِّفاقِ، اَيْنَ مُبيدُ اَهْلِ الْفُسُوقِ وَ الْعِصْيانِ وَ الطُّغْيانِ، اَيْنَ حاصِدُ فُرُوعِ الْغَيِّ وَ الشِّقاقِ (النِفاقِ)، اَيْنَ طامِسُ آثارِ الزَّيْغِ وَ الاْهْواء، اَيْنَ قاطِعُ حَبائِلِ الْكِذْبِ (الكَذِبِ) وَ الاْفْتِراءِ، اَيْنَ مُبيدُ الْعُتاةِ وَ الْمَرَدَةِ، اَيْنَ مُسْتَأصِلُ اَهْلِ الْعِنادِ وَ التَّضْليلِ وَ الاْلْحادِ، اَيْنَ مُـعِزُّ الاْوْلِياءِ وَ مُذِلُّ الاْعْداءِ، اَيْنَ جامِعُ الْكَلِمَةِ (الكَلِمِ) عَلَى التَّقْوى، اَيْنَ بابُ اللهِ الَّذى مِنْهُ يُؤْتى، اَيْنَ وَجْهُ اللهِ الَّذى اِلَيْهِ يَتَوَجَّهُ الاْوْلِياءُ، اَيْنَ السَّبَبُ الْمُتَّصِلُ بَيْنَ الاْرْضِ وَ السَّماءِ، اَيْنَ صاحِبُ يَوْمِ الْفَتْحِ وَ ناشِرُ رايَةِ الْهُدى، اَيْنَ مُؤَلِّفُ شَمْلِ الصَّلاحِ وَ الرِّضا، اَيْنَ الطّالِبُ بِذُحُولِ الاْنْبِياءِ وَ اَبْناءِ الاْنْبِياءِ، اَيْنَ الطّالِبُ (المُطالِبُ) بِدَمِ الْمَقْتُولِ بِكَرْبَلاءَ، اَيْنَ الْمَنْصُورُ عَلى مَنِ اعْتَدى عَلَيْهِ وَ افْتَرى، اَيْنَ الْمُضْطَرُّ الَّذي يُجابُ اِذا دَعا اَيْنَ صَدْرُ الْخَلائِقِ ذُوالْبِرِّ وَ التَّقْوى، اَيْنَ ابْنُ النَّبِىِّ الْمُصْطَفى، وَ ابْنُ عَلِيٍّ الْمُرْتَضى، وَ ابْنُ خَديجَةَ الْغَرّآءِ، وَ ابْنُ فاطِمَةَ الْكُبْرى، بِاَبي اَنْتَ وَ اُمّي وَ نَفْسي لَكَ الْوِقاءُ وَ الْحِمى، يَا بْنَ السّادَةِ الْمُقَرَّبينَ، يَا بْنَ النُّجَباءِ الاْكْرَمينَ، يَا بْنَ الْهُداةِ الْمَهْدِيّينَ (المُهْتَدينَ)، يَا بْنَ الْخِيَرَةِ الْمُهَذَّبينَ، يَا بْنَ الْغَطارِفَةِ الاْنْجَبينَ، يَا بْنَ الاْطائِبِ الْمُطَهَّرينَ (المُتَطَهْريِنَ)، يَا بْنَ الْخَضارِمَةِ الْمُنْتَجَبينَ، يَا بْنَ الْقَماقِمَةِ الاْكْرَمينَ (الأكْبَرينَ)، يَا بْنَ الْبُدُورِ الْمُنيرَةِ، يَا بْنَ السُّرُجِ الْمُضيئَةِ، يَا بْنَ الشُّهُبِ الثّاقِبَةِ، يَا بْنَ الاْنْجُمِ الزّاهِرَةِ، يَا بْنَ السُّبُلِ الْواضِحَةِ، يَا بْنَ الاْعْلامِ الّلائِحَةِ، يَا بْنَ الْعُلُومِ الْكامِلَةِ، يَا بْنَ السُّنَنِ الْمَشْهُورَةِ، يَا بْنَ الْمَعالِمِ الْمَأثُورَةِ، يَا بْنَ الْمُعْجِزاتِ الْمَوْجُودَةِ، يَا بْنَ الدَّلائِلِ الْمَشْهُودَةِ (المَشْهُورَةِ)، يَا بْنَ الصـِّراطِ الْمُسْتَقيمِ، يَا بْنَ النَّبَأِ الْعَظيمِ، يَا بْنَ مَنْ هُوَ في اُمِّ الْكِتابِ لَدَى اللهِ عَلِيٌّ حَكيمٌ، يَا بْنَ الآياتِ وَ الْبَيِّناتِ، يَا بْنَ الدَّلائِلِ الظّاهِراتِ، يَا بْنَ الْبَراهينِ الْواضِحاتِ الْباهِراتِ، يَا بْنَ الْحُجَجِ الْبالِغاتِ، يَا بْنَ النِّعَمِ السّابِغاتِ، يَا بْنَ طه وَ الْـمُحْكَماتِ، يَا بْنَ يس وَ الذّارِياتِ، يَا بْنَ الطُّورِ وَ الْعادِياتِ، يَا بْنَ مَنْ دَنا فَتَدَلّى فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ اَوْ اَدْنى دُنُوّاً وَ اقْتِراباً مِنَ الْعَلِيِّ الاْعْلى، لَيْتَ شِعْري اَيْنَ اسْتَقَرَّتْ بِكَ النَّوى، بَلْ اَيُّ اَرْضٍ تُقِلُّكَ اَوْ ثَرى، اَبِرَضْوى اَوْ غَيْرِها اَمْ ذي طُوى، عَزيزٌ عَلَيَّ اَنْ اَرَى الْخَلْقَ وَ لا تُرى وَ لا اَسْمَعُ لَكَ حَسيساً وَ لا نَجْوى، عَزيزٌ عَلَيَّ اَنْ (لا تُحِيطَ بِيَ دُونكَ) تُحيطَ بِكَ دُونِيَ الْبَلْوى وَ لا يَنالُكَ مِنّي ضَجيجٌ وَ لا شَكْوى، بِنَفْسي اَنْتَ مِنْ مُغَيَّبٍ لَمْ يَخْلُ مِنّا، بِنَفْسي اَنْتَ مِنْ نازِحٍ ما نَزَحَ (يَنْزِحُ) عَنّا، بِنَفْسي اَنْتَ اُمْنِيَّةُ شائِقٍ يَتَمَنّى، مِنْ مُؤْمِن وَ مُؤْمِنَةٍ ذَكَرا فَحَنّا، بِنَفْسي اَنْتَ مِنْ عَقيدِ عِزٍّ لايُسامى، بِنَفْسي اَنْتَ مِنْ اَثيلِ مَجْدٍ لا يُجارى، بِنَفْسي اَنْتَ مِنْ تِلادِ نِعَمٍ لا تُضاهى، بِنَفْسي اَنْتَ مِنْ نَصيفِ شَرَفٍ لا يُساوى، اِلى مَتى اَحارُ فيكَ يا مَوْلايَ وَ اِلى مَتي، وَ اَىَّ خِطابٍ اَصِفُ فيكَ وَ اَيَّ نَجْوى، عَزيزٌ عَلَيَّ اَنْ اُجابَ دُونَكَ وَ اُناغى، عَزيزٌ عَلَيَّ اَنْ اَبْكِيَكَ وَ يَخْذُلَكَ الْوَرى، عَزيزٌ عَلَيَّ اَنْ يَجْرِيَ عَلَيْكَ دُونَهُمْ ما جَرى، هَلْ مِنْ مُعينٍ فَاُطيلَ مَعَهُ الْعَويلَ وَ الْبُكاءَ، هَلْ مِنْ جَزُوعٍ فَاُساعِدَ جَزَعَهُ اِذا خَلا، هَلْ قَذِيَتْ عَيْنٌ فَساعَدَتْها عَيْني عَلَى الْقَذى، هَلْ اِلَيْكَ يَا بْنَ اَحْمَدَ سَبيلٌ فَتُلْقى، هَلْ يَتَّصِلُ يَوْمُنا مِنْكَ بِعِدَةٍ فَنَحْظى، مَتى نَرِدُ مَناهِلَكَ الرَّوِيَّةَ فَنَرْوى، مَتى نَنْتَقِعُ مِنْ عَذْبِ مائِكَ فَقَدْ طالَ الصَّدى، مَتى نُغاديكَ وَ نُراوِحُكَ فَنُقِرَّ عَيْناً (فَتَقُرُ عًيًوننا)، مَتى تَرانا وَ نَراكَ وَ قَدْ نَشَرْتَ لِواءَ النَّصْرِ تُرى، اَتَرانا نَحُفُّ بِكَ وَ اَنْتَ تَاُمُّ الْمَلاَ وَ قَدْ مَلأْتَ الاْرْضَ عَدْلاً وَ اَذَقْتَ اَعْداءَكَ هَواناً وَ عِقاباً، وَ اَبَرْتَ الْعُتاةَ وَ جَحَدَةَ الْحَقِّ، وَ قَطَعْتَ دابِرَ الْمُتَكَبِّرينَ، وَ اجْتَثَثْتَ اُصُولَ الظّالِمينَ، وَ نَحْنُ نَقُولُ الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعالَمينَ.
اَللّـهُمَّ اَنْتَ كَشّافُ ْالكُرَبِ وَ الْبَلْوى، وَ اِلَيْكَ اَسْتَعْدى فَعِنْدَكَ الْعَدْوى، وَ اَنْتَ رَبُّ الاْخِرَةِ وَ الدُّنْيا (الاُولي)، فَاَغِثْ يا غِياثَ الْمُسْتَغيثينَ عُبَيْدَكَ الْمُبْتَلى، وَ اَرِهِ سَيِّدَهُ يا شَديدَ الْقُوى، وَ اَزِلْ عَنْهُ بِهِ الاْسى وَ الْجَوى، وَ بَرِّدْ غَليلَهُ يا مَنْ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى، وَ مَنْ اِلَيْهِ الرُّجْعى وَ الْمُنْتَهى.
اَللّـهُمَّ وَ نَحْنُ عَبيدُكَ التّائِقُونَ (الشائقون) اِلى وَلِيِّكَ الْمُذَكِّرِ بِكَ وَ بِنَبِيِّكَ، خَلَقْتَهُ لَنا عِصْمَةً وَ مَلاذاً، وَ اَقَمْتَهُ لَنا قِواماً وَ مَعاذاً، وَ جَعَلْتَهُ لِلْمُؤْمِنينَ مِنّا اِماماً، فَبَلِّغْهُ مِنّا تَحِيَّةً وَ سَلاماً، وَ زِدْنا بِذلِكَ يارَبِّ اِكْراماً، وَ اجْعَلْ مُسْتَقَرَّهُ لَنا مُسْتَقَرّاً وَ مُقاماً، وَ اَتْمِمْ نِعْمَتَكَ بِتَقْديمِكَ اِيّاهُ اَمامَنا حَتّى تُورِدَنا جِنانَكَ (جَنّاتِكَ) وَ مُرافَقَةَ الشُّهَداءِ مِنْ خُلَصائِكَ.
اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ، وَ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ جَدِّهِ وَ رَسُولِكَ السَّيِّدِ الاَكْبَرِ، وَ عَلى اَبيهِ السَّيِّدِ الاَصْغَرِ، وَ جَدَّتِهِ الصِّدّيقَةِ الْكُبْرى فاطِمَةَ بِنْتِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ، وَ عَلى مَنِ اصْطَفَيْتَ مِنْ آبائِهِ الْبَرَرَةِ، وَ عَلَيْهِ اَفْضَلَ وَ اَكْمَلَ وَ اَتَمَّ وَ اَدْوَمَ وَ اَكْثَرَ وَ اَوْفَرَ ما صَلَّيْتَ عَلى اَحَدٍ مِنْ اَصْفِيائِكَ وَ خِيَرَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ، وَ صَلِّ عَلَيْهِ صَلاةً لا غايَةَ لِعَدَدِها وَ لا نِهايَةَ لِمَدَدِها وَ لا نَفادَ لاِمَدِها.
اَللّـهُمَّ وَ اَقِمْ بِهِ الْحَقَّ وَ اَدْحِضْ بِهِ الْباطِلَ وَ اَدِلْ بِهِ اَوْلِياءَكَ وَ اَذْلِلْ بِهِ اَعْداءَكَ وَ صِلِ اللّهُمَّ بَيْنَنا وَ بَيْنَهُ وُصْلَةً تُؤَدّى اِلى مُرافَقَةِ سَلَفِهِ، وَ اجْعَلْنا مِمَّنْ يَأخُذُ بِحُجْزَتِهِمْ، وَ يَمْكُثُ في ظِلِّهِمْ، وَ اَعِنّا عَلى تَأدِيَةِ حُقُوقِهِ اِلَيْهِ، وَ الاْجْتِهادِ في طاعَتِهِ، وَ اجْتِنابِ مَعْصِيَتِهِ، وَ امْنُنْ عَلَيْنا بِرِضاهُ، وَهَبْ لَنا رَأَفَتَهُ وَ رَحْمَتَهُ وَ دُعاءَهُ وَ خَيْرَهُ مانَنالُ بِهِ سَعَةً مِنْ رَحْمَتِكَ وَ فَوْزاً عِنْدَكَ، وَ اجْعَلْ صَلاتَنا بِهِ مَقبُولَةً، وَ ذُنُوبَنا بِهِ مَغْفُورَةً، وَ دُعاءَنا بِهِ مُسْتَجاباً وَ اجْعَلْ اَرْزاقَنا بِهِ مَبْسُوطَةً، وَ هُمُومَنا بِهِ مَكْفِيَّةً، وَ حَوآئِجَنا بِهِ مَقْضِيَّةً، وَ اَقْبِلْ اِلَيْنا بِوَجْهِكَ الْكَريمِ وَ اقْبَلْ تَقَرُّبَنا اِلَيْكَ، وَ انْظُرْ اِلَيْنا نَظْرَةً رَحيمَةً نَسْتَكْمِلُ بِهَا الْكَرامَةَ عِنْدَكَ، ثُمَّ لا تَصْرِفْها عَنّا بِجُودِكَ، وَ اسْقِنا مِنْ حَوْضِ جَدِّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ بِكَأسِهِ وَ بِيَدِهِ رَيّاً رَوِيّاً هَنيئاً سائِغاً لا ظَمَاَ بَعْدَهُ يا أَرْحَمَ الرّاحِمين.
يا الله يا الله يا الله يا الله يا الله يا الله يا الله يا الله يا الله يا الله يا حنان يا منان يا كريم يا رحيم أسألك بحقك و بحق رسولك الكريم أبي القاسم محمد صلى الله عليه وآله وسلم وعترته الأطهار عليهم السلام لسماحة السيد الفاطمي الموسوي الجليل ولنا ولجميع المؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات أن تنزل علينا كل خير أحاط به علمك وتكشف عنا كل شر أحاط به علمك , وتوسع في أرزاقنا , وتقضي حوائجنا, وتعمي أبصار الظالمين عنا من الجن والإنس , وتحسن عاقبتنا , وتشافي مرضانا من كل علة وداء وبلاء و تشافينا, وترحم أمواتنا وترحمنا يوم اللحاق بهم إنك أنت أرحم الراحمين
وصلى الله على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال بالقبول الحسن ولا جعله الله تعالى آخر العهد منا لزيارة أوليائه
رغبة في ثوابه
السلام ورحمة الله وبركاته
من نصائح السيد الفاطمي الجليل :
إذا ضاقت بكم الدنيا و اشتدت المحن
أنصحكم بهذا الدعاء العظيم دعاء الندبة الذي تستحب قرائته في الأعياد الأربعة، و هي: عيد الفطر، و عيد الأضحى، و عيد الغدير، و يوم الجمعة ..
بل أضيف بأن يقرأ في كل يوم بعد صلاة العشاء لمن أراد القرب من الله تعالى والرسول وآل البيت عليهم السلام والله أعلم
اللهم صل على محمد وآل محمد
بسم الله الرحمن الرحيم
اَلْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعالَمينَ وَ صَلَّى اللهُ عَلى سَيِّدِنا مُحَمَّدٍ نَبِيِّهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ تَسْليماً، اَللّـهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ عَلى ما جَرى بِهِ قَضاؤكَ في اَوْلِيائِكَ الَّذينَ اسْتَخْلَصْتَهُمْ لِنَفْسِكَ وَ دينِكَ، اِذِ اخْتَرْتَ لَهُمْ جَزيلَ ما عِنْدَكَ مِنَ النَّعيمِ الْمُقيمِ الَّذي لا زَوالَ لَهُ وَ لاَ اضْمِحْلالَ، بَعْدَ اَنْ شَرَطْتَ عَلَيْهِمُ الزُّهْدَ في دَرَجاتِ هذِهِ الدُّنْيَا الدَّنِيَّةِ وَ زُخْرُفِها وَ زِبْرِجِها، فَشَرَطُوا لَكَ ذلِكَ وَ عَلِمْتَ مِنْهُمُ الْوَفاءَ بِهِ فَقَبِلْتَهُمْ وَ قَرَّبْتَهُمْ، وَ قَدَّمْتَ لَهُمُ الذِّكْرَ الْعَلِيَّ وَ الثَّناءَ الْجَلِىَّ، وَ اَهْبَطْتَ عَلَيْهِمْ مَلائِكَتَكَ وَ كَرَّمْتَهُمْ بِوَحْيِكَ، وَ رَفَدْتَهُمْ بِعِلْمِكَ، وَ جَعَلْتَهُمُ الذَّريعَةَ اِلَيْكَ وَ الْوَسيلَةَ اِلى رِضْوانِكَ، فَبَعْضٌ اَسْكَنْتَهُ جَنَّتَكَ اِلى اَنْ اَخْرَجْتَهُ مِنْها، وَ بَعْضٌ حَمَلْتَهُ في فُلْكِكَ وَ نَجَّيْتَهُ وَ مَنْ آمَنَ مَعَهُ مِنَ الْهَلَكَةِ بِرَحْمَتِكَ، وَ بَعْضٌ اتَّخَذْتَهُ لِنَفْسِكَ خَليلاً وَ سَأَلَكَ لِسانَ صِدْقٍ فِي الاْخِرينَ فَاَجَبْتَهُ وَ جَعَلْتَ ذلِكَ عَلِيّاً، وَ بَعْضٌ كَلَّمْتَهُ مِنْ شَجَـرَةٍ تَكْليماً وَ جَعَلْتَ لَهُ مِنْ اَخيهِ رِدْءاً وَ وَزيراً، وَ بَعْضٌ اَوْلَدْتَهُ مِنْ غَيْرِ اَبٍ وَ آتَيْتَهُ الْبَيِّناتِ وَ اَيَّدْتَهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ، وَ كُلٌّ شَرَعْتَ لَهُ شَريعَةً، وَ نَهَجْتَ لَهُ مِنْهاجاً، وَ تَخَيَّرْتَ لَهُ اَوْصِياءَ، مُسْتَحْفِظاً بَعْدَ مُسْتَحْفِظٍ مِنْ مُدَّةٍ اِلى مُدَّةٍ، اِقامَةً لِدينِكَ، وَ حُجَّةً عَلى عِبادِكَ، وَ لِئَلّا يَزُولَ الْحَقُّ عَنْ مَقَرِّهِ وَ يَغْلِبَ الْباطِلُ عَلى اَهْلِهِ، وَ لا يَقُولَ اَحَدٌ لَوْلا اَرْسَلْتَ اِلَيْنا رَسُولاً مُنْذِراً وَ اَقَمْتَ لَنا عَلَماً هادِياً فَنَتَّبِـعَ آياتِكَ مِنْ قَبْلِ اَنْ نَذِلَّ وَ نَخْزى، اِلى اَنِ انْتَهَيْتَ بالأمْرِ اِلى حَبيبِكَ وَ نَجيبِكَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ، فَكانَ كَمَا انْتَجَبْتَهُ سَيِّدَ مَنْ خَلَقْتَهُ، وَ صَفْوَةَ مَنِ اصْطَفَيْتَهُ، وَ اَفْضَلَ مَنِ اجْتَبَيْتَهُ، وَ اَكْرَمَ مَنِ اعْتَمَدْتَهُ، قَدَّمْتَهُ عَلى اَنْبِيائِكَ، وَ بَعَثْتَهُ اِلَى الثَّقَلَيْنِ مِنْ عِبادِكَ، وَ اَوْطَأتَهُ مَشارِقَكَ وَ مَغارِبَكَ، وَ سَخَّرْتَ لَهُ الْبُراقَ، وَ عَرَجْتَ (به) بِرُوْحِهِ اِلى سَمائِكَ، وَ اَوْدَعْتَهُ عِلْمَ ما كانَ وَما يَكُونُ اِلَى انْقِضاءِ خَلْقِكَ، ثُمَّ نَصَرْتَهُ بِالرُّعْبِ، وَ حَفَفْتَهُ بِجَبْرَئيلَ وَ ميكائيلَ وَ الْمُسَوِّمينَ مِنْ مَلائِكَتِكَ وَ وَعَدْتَهُ اَنْ تُظْهِرَ دينَهُ عَلَى الدّينِ كُلِّهِ وَ لَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ، وَ ذلِكَ بَعْدَ اَنْ بَوَّأتَهُ مَبَوَّأَ صِدْقٍ مِنْ اَهْلِهِ، وَ جَعَلْتَ لَهُ وَ لَهُمْ اَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنّاسِ لَلَّذي بِبَكَّةَ مُبارَكاً وَ هُدىً لِلْعالَمينَ، فيهِ آياتٌ بَيِّناتٌ مَقامُ اِبْراهيمَ وَ مَنْ دَخَلَهُ كانَ آمِناً، وَ قُلْتَ: «اِنَّما يُريدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ اَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهيراً» ثُمَّ جَعَلْتَ اَجْرَ مُحَمَّدٍ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَ آلِهِ مَوَدَّتَهُمْ في كِتابِكَ فَقُلْتَ: «قل لا اسالكم عليه اجرا الا المودة في القربى» وَ قُلْتَ: «ما سَألْتُكُمْ مِنْ اَجْرٍ فَهُو َلَكُمْ» وَ قُلْتَ: «ما اَسْاَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ اَجْرٍ الّا مَنْ شاءَ اَنْ يَتَّخِذَ اِلى رَبِّهِ سَبيلاً»، فَكانُوا هُمُ السَّبيلَ اِلَيْكَ وَ الْمَسْلَكَ اِلى رِضْوانِكَ، فَلَمَّا انْقَضَتْ اَيّامُهُ اَقامَ وَلِيَّهُ عَلِيَّ بْنَ اَبي طالِب صَلَواتُكَ عَلَيْهِما وَ آلِهِما هادِياً، اِذْ كانَ هُوَ الْمُنْذِرَ وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ، فَقالَ وَ الْمَلأُ اَمامَهُ: مَنْ كُنْتُ مَوْلاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلاهُ اَللّـهُمَّ والِ مَنْ والاهُ وَ عادِ مَنْ عاداهُ وَ انْصُرْ مَنْ نَصَرَهُ وَ اخْذُلْ مَنْ خَذَلَهُ، وَ قالَ: مَنْ كُنْتُ اَنَا نَبِيَّهُ فَعَلِيٌّ اَميرُهُ، وَ قالَ: اَنَا وَ عَلِيٌّ مِنْ شَجَرَةٍ واحِدَةٍ وَ سائِرُالنَّاسِ مِنْ شَجَرٍ شَتّى، وَ اَحَلَّهُ مَحَلَّ هارُونَ مِنْ مُوسى، فَقال لَهُ: اَنْتَ مِنّي بِمَنْزِلَةِ هارُونَ مِنْ مُوسى الّا اَنَّهُ لا نَبِيَّ بَعْدي، وَ زَوَّجَهُ ابْنَتَهُ سَيِّدَةَ نِساءِ الْعالَمينَ، وَ اَحَلَّ لَهُ مِنْ مَسْجِدِهِ ما حَلَّ لَهُ، وَ سَدَّ الاْبْوابَ اِلاّ بابَهُ، ثُمَّ اَوْدَعَهُ عِلْمَهُ وَ حِكْمَتَهُ فَقالَ: اَنـَا مَدينَةُ الْعِلْمِ وَ عَلِىٌّ بابُها، فَمَنْ اَرادَ الْمَدينَةَ وَ الْحِكْمَةَ فَلْيَاْتِها مِنْ بابِها، ثُمَّ قالَ: اَنْتَ اَخي وَ وَصِيّي وَ وارِثي، لَحْمُكَ مِنْ لَحْمي وَ دَمُكَ مِنْ دَمي وَ سِلْمُكَ سِلْمي وَ حَرْبُكَ حَرْبي وَ الإيمانُ مُخالِطٌ لَحْمَكَ وَ دَمَكَ كَما خالَطَ لَحْمي وَ دَمي، وَ اَنْتَ غَداً عَلَى الْحَوْضِ خَليفَتي وَ اَنْتَ تَقْضي دَيْني وَ تُنْجِزُ عِداتي وَ شيعَتُكَ عَلى مَنابِرَ مِنْ نُورٍ مُبْيَضَّةً وُجُوهُهُمْ حَوْلي فِي الْجَنَّةِ وَ هُمْ جيراني، وَ لَوْلا اَنْتَ يا عَلِيُّ لَمْ يُعْرَفِ الْمُؤْمِنُونَ بَعْدي، وَ كانَ بَعْدَهُ هُدىً مِنَ الضَّلالِ وَ نُوراً مِنَ الْعَمى، وَ حَبْلَ اللهِ الْمَتينَ وَ صِراطَهُ الْمُسْتَقيمَ، لا يُسْبَقُ بِقَرابَةٍ في رَحِمٍ وَ لا بِسابِقَةٍ في دينٍ، وَ لا يُلْحَقُ في مَنْقَبَةٍ مِنْ مَناقِبِهِ، يَحْذُو حَذْوَ الرَّسُولِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِما وَ آلِهِما، وَ يُقاتِلُ عَلَى التَّأويلِ وَ لا تَأخُذُهُ فِي اللهِ لَوْمَةُ لائِمٍ، قَدْ وَتَرَ فيهِ صَناديدَ الْعَرَبِ وَ قَتَلَ اَبْطالَهُمْ وَ ناوَشَ (ناهش) ذُؤْبانَهُمْ، فَاَوْدَعَ قُلُوبَهُمْ اَحْقاداً بَدْرِيَّةً وَ خَيْبَرِيَّةً وَ حُنَيْنِيَّةً وَ غَيْرَهُنَّ، فَاَضَبَّتْ عَلى عَداوَتِهِ وَ اَكَبَّتْ عَلى مُنابَذَتِهِ، حَتّى قَتَلَ النّاكِثينَ وَ الْقاسِطينَ وَ الْمارِقينَ، وَ لَمّا قَضى نَحْبَهُ وَ قَتَلَهُ اَشْقَى الاْخِرينَ يَتْبَعُ اَشْقَى الاْوَّلينَ، لَمْ يُمْتَثَلْ اَمْرُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ فِي الْهادينَ بَعْدَ الْهادينَ، وَ الاْمَّةُ مُصِرَّةٌ عَلى مَقْتِهِ مُجْتَمِعَةٌ عَلى قَطيعَةِ رَحِمِهِ وَ اِقْصاءِ وُلْدِهِ اِلّا الْقَليلَ مِمَّنْ وَفى لِرِعايَةِ الْحَقِّ فيهِمْ، فَقُتِلَ مَنْ قُتِلَ، وَ سُبِيَ مَنْ سُبِيَ وَ اُقْصِيَ مَنْ اُقْصِيَ وَ جَرَى الْقَضاءُ لَهُمْ بِما يُرْجى لَهُ حُسْنُ الْمَثُوبَةِ، اِذْ كانَتِ الاْرْضُ للهِ يُورِثُها مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَ الْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقينَ، وَ سُبْحانَ رَبِّنا اِنْ كانَ وَعْدُ رَبِّنا لَمَفْعُولاً، وَ لَنْ يُخْلِفَ اللهُ وَعْدَهُ وَ هُوَ الْعَزيزُ الْحَكيمُ.
فَعَلَى الاْطائِبِ مِنْ اَهْلِ بَيْتِ مُحَمَّدٍ وَ عَلِيٍّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِما وَ آلِهِما فَلْيَبْكِ الْباكُونَ، وَ اِيّاهُمْ فَلْيَنْدُبِ النّادِبُونَ، وَ لِمِثْلِهِمْ فَلْتَذْرِفِ (فَلْتًدرِ) الدُّمُوعُ، وَ لْيَصْرُخِ الصّارِخُونَ، وَ يَضِجَّ الضّاجُّونَ، وَ يَعِـجَّ الْعاجُّوَن، اَيْنَ الْحَسَنُ اَيْنَ الْحُسَيْنُ اَيْنَ اَبْناءُ الْحُسَيْنِ، صالِحٌ بَعْدَ صالِـحٍ، وَ صادِقٌ بَعْدَ صادِقٍ، اَيْنَ السَّبيلُ بَعْدَ السَّبيلِ، اَيْنَ الْخِيَرَةُ بَعْدَ الْخِيَرَةِ، اَيْنَ الشُّمُوسُ الطّالِعَةُ، اَيْنَ الاْقْمارُ الْمُنيرَةُ، اَيْنَ الاْنْجُمُ الزّاهِرَةُ، اَيْنَ اَعْلامُ الدّينِ وَ قَواعِدُ الْعِلْمِ، اَيْنَ بَقِيَّةُ اللهِ الَّتي لا تَخْلُو مِنَ الْعِتْرَةِ الْهادِيـَةِ، اَيـْنَ الـْمُعَدُّ لِـقَطْعِ دابِرِ الظَّلَمَةِ، اَيْنَ الْمُنْتَظَرُ لاِقامَةِ الاْمْتِ وَ اْلعِوَجِ، اَيْنَ الْمُرْتَجى لاِزالَةِ الْجَوْرِ وَ الْعُدْوانِ، اَيْنَ الْمُدَّخَرُ لِتَجْديدِ الْفَرآئِضِ و َالسُّنَنِ، اَيْنَ الْمُتَخَيَّرُ لاِعادَةِ الْمِلَّةِ وَ الشَّريعَةِ، اَيْنَ الْمُؤَمَّلُ لاِحْياءِ الْكِتابِ وَ حُدُودِهِ، اَيْنَ مُحْيي مَعالِمِ الدّينِ وَ اَهْلِهِ، اَيْنَ قاصِمُ شَوْكَةِ الْمُعْتَدينَ، اَيْنَ هادِمُ اَبْنِيَةِ الشِّرْكِ وَ النِّفاقِ، اَيْنَ مُبيدُ اَهْلِ الْفُسُوقِ وَ الْعِصْيانِ وَ الطُّغْيانِ، اَيْنَ حاصِدُ فُرُوعِ الْغَيِّ وَ الشِّقاقِ (النِفاقِ)، اَيْنَ طامِسُ آثارِ الزَّيْغِ وَ الاْهْواء، اَيْنَ قاطِعُ حَبائِلِ الْكِذْبِ (الكَذِبِ) وَ الاْفْتِراءِ، اَيْنَ مُبيدُ الْعُتاةِ وَ الْمَرَدَةِ، اَيْنَ مُسْتَأصِلُ اَهْلِ الْعِنادِ وَ التَّضْليلِ وَ الاْلْحادِ، اَيْنَ مُـعِزُّ الاْوْلِياءِ وَ مُذِلُّ الاْعْداءِ، اَيْنَ جامِعُ الْكَلِمَةِ (الكَلِمِ) عَلَى التَّقْوى، اَيْنَ بابُ اللهِ الَّذى مِنْهُ يُؤْتى، اَيْنَ وَجْهُ اللهِ الَّذى اِلَيْهِ يَتَوَجَّهُ الاْوْلِياءُ، اَيْنَ السَّبَبُ الْمُتَّصِلُ بَيْنَ الاْرْضِ وَ السَّماءِ، اَيْنَ صاحِبُ يَوْمِ الْفَتْحِ وَ ناشِرُ رايَةِ الْهُدى، اَيْنَ مُؤَلِّفُ شَمْلِ الصَّلاحِ وَ الرِّضا، اَيْنَ الطّالِبُ بِذُحُولِ الاْنْبِياءِ وَ اَبْناءِ الاْنْبِياءِ، اَيْنَ الطّالِبُ (المُطالِبُ) بِدَمِ الْمَقْتُولِ بِكَرْبَلاءَ، اَيْنَ الْمَنْصُورُ عَلى مَنِ اعْتَدى عَلَيْهِ وَ افْتَرى، اَيْنَ الْمُضْطَرُّ الَّذي يُجابُ اِذا دَعا اَيْنَ صَدْرُ الْخَلائِقِ ذُوالْبِرِّ وَ التَّقْوى، اَيْنَ ابْنُ النَّبِىِّ الْمُصْطَفى، وَ ابْنُ عَلِيٍّ الْمُرْتَضى، وَ ابْنُ خَديجَةَ الْغَرّآءِ، وَ ابْنُ فاطِمَةَ الْكُبْرى، بِاَبي اَنْتَ وَ اُمّي وَ نَفْسي لَكَ الْوِقاءُ وَ الْحِمى، يَا بْنَ السّادَةِ الْمُقَرَّبينَ، يَا بْنَ النُّجَباءِ الاْكْرَمينَ، يَا بْنَ الْهُداةِ الْمَهْدِيّينَ (المُهْتَدينَ)، يَا بْنَ الْخِيَرَةِ الْمُهَذَّبينَ، يَا بْنَ الْغَطارِفَةِ الاْنْجَبينَ، يَا بْنَ الاْطائِبِ الْمُطَهَّرينَ (المُتَطَهْريِنَ)، يَا بْنَ الْخَضارِمَةِ الْمُنْتَجَبينَ، يَا بْنَ الْقَماقِمَةِ الاْكْرَمينَ (الأكْبَرينَ)، يَا بْنَ الْبُدُورِ الْمُنيرَةِ، يَا بْنَ السُّرُجِ الْمُضيئَةِ، يَا بْنَ الشُّهُبِ الثّاقِبَةِ، يَا بْنَ الاْنْجُمِ الزّاهِرَةِ، يَا بْنَ السُّبُلِ الْواضِحَةِ، يَا بْنَ الاْعْلامِ الّلائِحَةِ، يَا بْنَ الْعُلُومِ الْكامِلَةِ، يَا بْنَ السُّنَنِ الْمَشْهُورَةِ، يَا بْنَ الْمَعالِمِ الْمَأثُورَةِ، يَا بْنَ الْمُعْجِزاتِ الْمَوْجُودَةِ، يَا بْنَ الدَّلائِلِ الْمَشْهُودَةِ (المَشْهُورَةِ)، يَا بْنَ الصـِّراطِ الْمُسْتَقيمِ، يَا بْنَ النَّبَأِ الْعَظيمِ، يَا بْنَ مَنْ هُوَ في اُمِّ الْكِتابِ لَدَى اللهِ عَلِيٌّ حَكيمٌ، يَا بْنَ الآياتِ وَ الْبَيِّناتِ، يَا بْنَ الدَّلائِلِ الظّاهِراتِ، يَا بْنَ الْبَراهينِ الْواضِحاتِ الْباهِراتِ، يَا بْنَ الْحُجَجِ الْبالِغاتِ، يَا بْنَ النِّعَمِ السّابِغاتِ، يَا بْنَ طه وَ الْـمُحْكَماتِ، يَا بْنَ يس وَ الذّارِياتِ، يَا بْنَ الطُّورِ وَ الْعادِياتِ، يَا بْنَ مَنْ دَنا فَتَدَلّى فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ اَوْ اَدْنى دُنُوّاً وَ اقْتِراباً مِنَ الْعَلِيِّ الاْعْلى، لَيْتَ شِعْري اَيْنَ اسْتَقَرَّتْ بِكَ النَّوى، بَلْ اَيُّ اَرْضٍ تُقِلُّكَ اَوْ ثَرى، اَبِرَضْوى اَوْ غَيْرِها اَمْ ذي طُوى، عَزيزٌ عَلَيَّ اَنْ اَرَى الْخَلْقَ وَ لا تُرى وَ لا اَسْمَعُ لَكَ حَسيساً وَ لا نَجْوى، عَزيزٌ عَلَيَّ اَنْ (لا تُحِيطَ بِيَ دُونكَ) تُحيطَ بِكَ دُونِيَ الْبَلْوى وَ لا يَنالُكَ مِنّي ضَجيجٌ وَ لا شَكْوى، بِنَفْسي اَنْتَ مِنْ مُغَيَّبٍ لَمْ يَخْلُ مِنّا، بِنَفْسي اَنْتَ مِنْ نازِحٍ ما نَزَحَ (يَنْزِحُ) عَنّا، بِنَفْسي اَنْتَ اُمْنِيَّةُ شائِقٍ يَتَمَنّى، مِنْ مُؤْمِن وَ مُؤْمِنَةٍ ذَكَرا فَحَنّا، بِنَفْسي اَنْتَ مِنْ عَقيدِ عِزٍّ لايُسامى، بِنَفْسي اَنْتَ مِنْ اَثيلِ مَجْدٍ لا يُجارى، بِنَفْسي اَنْتَ مِنْ تِلادِ نِعَمٍ لا تُضاهى، بِنَفْسي اَنْتَ مِنْ نَصيفِ شَرَفٍ لا يُساوى، اِلى مَتى اَحارُ فيكَ يا مَوْلايَ وَ اِلى مَتي، وَ اَىَّ خِطابٍ اَصِفُ فيكَ وَ اَيَّ نَجْوى، عَزيزٌ عَلَيَّ اَنْ اُجابَ دُونَكَ وَ اُناغى، عَزيزٌ عَلَيَّ اَنْ اَبْكِيَكَ وَ يَخْذُلَكَ الْوَرى، عَزيزٌ عَلَيَّ اَنْ يَجْرِيَ عَلَيْكَ دُونَهُمْ ما جَرى، هَلْ مِنْ مُعينٍ فَاُطيلَ مَعَهُ الْعَويلَ وَ الْبُكاءَ، هَلْ مِنْ جَزُوعٍ فَاُساعِدَ جَزَعَهُ اِذا خَلا، هَلْ قَذِيَتْ عَيْنٌ فَساعَدَتْها عَيْني عَلَى الْقَذى، هَلْ اِلَيْكَ يَا بْنَ اَحْمَدَ سَبيلٌ فَتُلْقى، هَلْ يَتَّصِلُ يَوْمُنا مِنْكَ بِعِدَةٍ فَنَحْظى، مَتى نَرِدُ مَناهِلَكَ الرَّوِيَّةَ فَنَرْوى، مَتى نَنْتَقِعُ مِنْ عَذْبِ مائِكَ فَقَدْ طالَ الصَّدى، مَتى نُغاديكَ وَ نُراوِحُكَ فَنُقِرَّ عَيْناً (فَتَقُرُ عًيًوننا)، مَتى تَرانا وَ نَراكَ وَ قَدْ نَشَرْتَ لِواءَ النَّصْرِ تُرى، اَتَرانا نَحُفُّ بِكَ وَ اَنْتَ تَاُمُّ الْمَلاَ وَ قَدْ مَلأْتَ الاْرْضَ عَدْلاً وَ اَذَقْتَ اَعْداءَكَ هَواناً وَ عِقاباً، وَ اَبَرْتَ الْعُتاةَ وَ جَحَدَةَ الْحَقِّ، وَ قَطَعْتَ دابِرَ الْمُتَكَبِّرينَ، وَ اجْتَثَثْتَ اُصُولَ الظّالِمينَ، وَ نَحْنُ نَقُولُ الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعالَمينَ.
اَللّـهُمَّ اَنْتَ كَشّافُ ْالكُرَبِ وَ الْبَلْوى، وَ اِلَيْكَ اَسْتَعْدى فَعِنْدَكَ الْعَدْوى، وَ اَنْتَ رَبُّ الاْخِرَةِ وَ الدُّنْيا (الاُولي)، فَاَغِثْ يا غِياثَ الْمُسْتَغيثينَ عُبَيْدَكَ الْمُبْتَلى، وَ اَرِهِ سَيِّدَهُ يا شَديدَ الْقُوى، وَ اَزِلْ عَنْهُ بِهِ الاْسى وَ الْجَوى، وَ بَرِّدْ غَليلَهُ يا مَنْ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى، وَ مَنْ اِلَيْهِ الرُّجْعى وَ الْمُنْتَهى.
اَللّـهُمَّ وَ نَحْنُ عَبيدُكَ التّائِقُونَ (الشائقون) اِلى وَلِيِّكَ الْمُذَكِّرِ بِكَ وَ بِنَبِيِّكَ، خَلَقْتَهُ لَنا عِصْمَةً وَ مَلاذاً، وَ اَقَمْتَهُ لَنا قِواماً وَ مَعاذاً، وَ جَعَلْتَهُ لِلْمُؤْمِنينَ مِنّا اِماماً، فَبَلِّغْهُ مِنّا تَحِيَّةً وَ سَلاماً، وَ زِدْنا بِذلِكَ يارَبِّ اِكْراماً، وَ اجْعَلْ مُسْتَقَرَّهُ لَنا مُسْتَقَرّاً وَ مُقاماً، وَ اَتْمِمْ نِعْمَتَكَ بِتَقْديمِكَ اِيّاهُ اَمامَنا حَتّى تُورِدَنا جِنانَكَ (جَنّاتِكَ) وَ مُرافَقَةَ الشُّهَداءِ مِنْ خُلَصائِكَ.
اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ، وَ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ جَدِّهِ وَ رَسُولِكَ السَّيِّدِ الاَكْبَرِ، وَ عَلى اَبيهِ السَّيِّدِ الاَصْغَرِ، وَ جَدَّتِهِ الصِّدّيقَةِ الْكُبْرى فاطِمَةَ بِنْتِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ، وَ عَلى مَنِ اصْطَفَيْتَ مِنْ آبائِهِ الْبَرَرَةِ، وَ عَلَيْهِ اَفْضَلَ وَ اَكْمَلَ وَ اَتَمَّ وَ اَدْوَمَ وَ اَكْثَرَ وَ اَوْفَرَ ما صَلَّيْتَ عَلى اَحَدٍ مِنْ اَصْفِيائِكَ وَ خِيَرَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ، وَ صَلِّ عَلَيْهِ صَلاةً لا غايَةَ لِعَدَدِها وَ لا نِهايَةَ لِمَدَدِها وَ لا نَفادَ لاِمَدِها.
اَللّـهُمَّ وَ اَقِمْ بِهِ الْحَقَّ وَ اَدْحِضْ بِهِ الْباطِلَ وَ اَدِلْ بِهِ اَوْلِياءَكَ وَ اَذْلِلْ بِهِ اَعْداءَكَ وَ صِلِ اللّهُمَّ بَيْنَنا وَ بَيْنَهُ وُصْلَةً تُؤَدّى اِلى مُرافَقَةِ سَلَفِهِ، وَ اجْعَلْنا مِمَّنْ يَأخُذُ بِحُجْزَتِهِمْ، وَ يَمْكُثُ في ظِلِّهِمْ، وَ اَعِنّا عَلى تَأدِيَةِ حُقُوقِهِ اِلَيْهِ، وَ الاْجْتِهادِ في طاعَتِهِ، وَ اجْتِنابِ مَعْصِيَتِهِ، وَ امْنُنْ عَلَيْنا بِرِضاهُ، وَهَبْ لَنا رَأَفَتَهُ وَ رَحْمَتَهُ وَ دُعاءَهُ وَ خَيْرَهُ مانَنالُ بِهِ سَعَةً مِنْ رَحْمَتِكَ وَ فَوْزاً عِنْدَكَ، وَ اجْعَلْ صَلاتَنا بِهِ مَقبُولَةً، وَ ذُنُوبَنا بِهِ مَغْفُورَةً، وَ دُعاءَنا بِهِ مُسْتَجاباً وَ اجْعَلْ اَرْزاقَنا بِهِ مَبْسُوطَةً، وَ هُمُومَنا بِهِ مَكْفِيَّةً، وَ حَوآئِجَنا بِهِ مَقْضِيَّةً، وَ اَقْبِلْ اِلَيْنا بِوَجْهِكَ الْكَريمِ وَ اقْبَلْ تَقَرُّبَنا اِلَيْكَ، وَ انْظُرْ اِلَيْنا نَظْرَةً رَحيمَةً نَسْتَكْمِلُ بِهَا الْكَرامَةَ عِنْدَكَ، ثُمَّ لا تَصْرِفْها عَنّا بِجُودِكَ، وَ اسْقِنا مِنْ حَوْضِ جَدِّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ بِكَأسِهِ وَ بِيَدِهِ رَيّاً رَوِيّاً هَنيئاً سائِغاً لا ظَمَاَ بَعْدَهُ يا أَرْحَمَ الرّاحِمين.
يا الله يا الله يا الله يا الله يا الله يا الله يا الله يا الله يا الله يا الله يا حنان يا منان يا كريم يا رحيم أسألك بحقك و بحق رسولك الكريم أبي القاسم محمد صلى الله عليه وآله وسلم وعترته الأطهار عليهم السلام لسماحة السيد الفاطمي الموسوي الجليل ولنا ولجميع المؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات أن تنزل علينا كل خير أحاط به علمك وتكشف عنا كل شر أحاط به علمك , وتوسع في أرزاقنا , وتقضي حوائجنا, وتعمي أبصار الظالمين عنا من الجن والإنس , وتحسن عاقبتنا , وتشافي مرضانا من كل علة وداء وبلاء و تشافينا, وترحم أمواتنا وترحمنا يوم اللحاق بهم إنك أنت أرحم الراحمين
وصلى الله على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال بالقبول الحسن ولا جعله الله تعالى آخر العهد منا لزيارة أوليائه
رغبة في ثوابه
قال النبي صلى الله عليه وآله:
من أحب فاطمة ابنتي فهو في الجنة معي ومن ابغضها فهو في النار
من أحب فاطمة ابنتي فهو في الجنة معي ومن ابغضها فهو في النار
-
- فــاطــمــي
- مشاركات: 1582
- اشترك في: الأربعاء فبراير 25, 2009 6:59 pm
Re: دعــــــاء الندبـــــة
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم وتقبل شفاعتهم واهلك اعدائهم يا الله
اَلْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعالَمينَ وَ صَلَّى اللهُ عَلى سَيِّدِنا مُحَمَّدٍ نَبِيِّهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ تَسْليماً، اَللّـهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ عَلى ما جَرى بِهِ قَضاؤكَ في اَوْلِيائِكَ الَّذينَ اسْتَخْلَصْتَهُمْ لِنَفْسِكَ وَ دينِكَ، اِذِ اخْتَرْتَ لَهُمْ جَزيلَ ما عِنْدَكَ مِنَ النَّعيمِ الْمُقيمِ الَّذي لا زَوالَ لَهُ وَ لاَ اضْمِحْلالَ، بَعْدَ اَنْ شَرَطْتَ عَلَيْهِمُ الزُّهْدَ في دَرَجاتِ هذِهِ الدُّنْيَا الدَّنِيَّةِ وَ زُخْرُفِها وَ زِبْرِجِها، فَشَرَطُوا لَكَ ذلِكَ وَ عَلِمْتَ مِنْهُمُ الْوَفاءَ بِهِ فَقَبِلْتَهُمْ وَ قَرَّبْتَهُمْ، وَ قَدَّمْتَ لَهُمُ الذِّكْرَ الْعَلِيَّ وَ الثَّناءَ الْجَلِىَّ، وَ اَهْبَطْتَ عَلَيْهِمْ مَلائِكَتَكَ وَ كَرَّمْتَهُمْ بِوَحْيِكَ، وَ رَفَدْتَهُمْ بِعِلْمِكَ، وَ جَعَلْتَهُمُ الذَّريعَةَ اِلَيْكَ وَ الْوَسيلَةَ اِلى رِضْوانِكَ، فَبَعْضٌ اَسْكَنْتَهُ جَنَّتَكَ اِلى اَنْ اَخْرَجْتَهُ مِنْها، وَ بَعْضٌ حَمَلْتَهُ في فُلْكِكَ وَ نَجَّيْتَهُ وَ مَنْ آمَنَ مَعَهُ مِنَ الْهَلَكَةِ بِرَحْمَتِكَ، وَ بَعْضٌ اتَّخَذْتَهُ لِنَفْسِكَ خَليلاً وَ سَأَلَكَ لِسانَ صِدْقٍ فِي الاْخِرينَ فَاَجَبْتَهُ وَ جَعَلْتَ ذلِكَ عَلِيّاً، وَ بَعْضٌ كَلَّمْتَهُ مِنْ شَجَـرَةٍ تَكْليماً وَ جَعَلْتَ لَهُ مِنْ اَخيهِ رِدْءاً وَ وَزيراً، وَ بَعْضٌ اَوْلَدْتَهُ مِنْ غَيْرِ اَبٍ وَ آتَيْتَهُ الْبَيِّناتِ وَ اَيَّدْتَهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ، وَ كُلٌّ شَرَعْتَ لَهُ شَريعَةً، وَ نَهَجْتَ لَهُ مِنْهاجاً، وَ تَخَيَّرْتَ لَهُ اَوْصِياءَ، مُسْتَحْفِظاً بَعْدَ مُسْتَحْفِظٍ مِنْ مُدَّةٍ اِلى مُدَّةٍ، اِقامَةً لِدينِكَ، وَ حُجَّةً عَلى عِبادِكَ، وَ لِئَلّا يَزُولَ الْحَقُّ عَنْ مَقَرِّهِ وَ يَغْلِبَ الْباطِلُ عَلى اَهْلِهِ، وَ لا يَقُولَ اَحَدٌ لَوْلا اَرْسَلْتَ اِلَيْنا رَسُولاً مُنْذِراً وَ اَقَمْتَ لَنا عَلَماً هادِياً فَنَتَّبِـعَ آياتِكَ مِنْ قَبْلِ اَنْ نَذِلَّ وَ نَخْزى، اِلى اَنِ انْتَهَيْتَ بالأمْرِ اِلى حَبيبِكَ وَ نَجيبِكَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ، فَكانَ كَمَا انْتَجَبْتَهُ سَيِّدَ مَنْ خَلَقْتَهُ، وَ صَفْوَةَ مَنِ اصْطَفَيْتَهُ، وَ اَفْضَلَ مَنِ اجْتَبَيْتَهُ، وَ اَكْرَمَ مَنِ اعْتَمَدْتَهُ، قَدَّمْتَهُ عَلى اَنْبِيائِكَ، وَ بَعَثْتَهُ اِلَى الثَّقَلَيْنِ مِنْ عِبادِكَ، وَ اَوْطَأتَهُ مَشارِقَكَ وَ مَغارِبَكَ، وَ سَخَّرْتَ لَهُ الْبُراقَ، وَ عَرَجْتَ (به) بِرُوْحِهِ اِلى سَمائِكَ، وَ اَوْدَعْتَهُ عِلْمَ ما كانَ وَما يَكُونُ اِلَى انْقِضاءِ خَلْقِكَ، ثُمَّ نَصَرْتَهُ بِالرُّعْبِ، وَ حَفَفْتَهُ بِجَبْرَئيلَ وَ ميكائيلَ وَ الْمُسَوِّمينَ مِنْ مَلائِكَتِكَ وَ وَعَدْتَهُ اَنْ تُظْهِرَ دينَهُ عَلَى الدّينِ كُلِّهِ وَ لَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ، وَ ذلِكَ بَعْدَ اَنْ بَوَّأتَهُ مَبَوَّأَ صِدْقٍ مِنْ اَهْلِهِ، وَ جَعَلْتَ لَهُ وَ لَهُمْ اَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنّاسِ لَلَّذي بِبَكَّةَ مُبارَكاً وَ هُدىً لِلْعالَمينَ، فيهِ آياتٌ بَيِّناتٌ مَقامُ اِبْراهيمَ وَ مَنْ دَخَلَهُ كانَ آمِناً، وَ قُلْتَ: «اِنَّما يُريدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ اَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهيراً» ثُمَّ جَعَلْتَ اَجْرَ مُحَمَّدٍ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَ آلِهِ مَوَدَّتَهُمْ في كِتابِكَ فَقُلْتَ: «قل لا اسالكم عليه اجرا الا المودة في القربى» وَ قُلْتَ: «ما سَألْتُكُمْ مِنْ اَجْرٍ فَهُو َلَكُمْ» وَ قُلْتَ: «ما اَسْاَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ اَجْرٍ الّا مَنْ شاءَ اَنْ يَتَّخِذَ اِلى رَبِّهِ سَبيلاً»، فَكانُوا هُمُ السَّبيلَ اِلَيْكَ وَ الْمَسْلَكَ اِلى رِضْوانِكَ، فَلَمَّا انْقَضَتْ اَيّامُهُ اَقامَ وَلِيَّهُ عَلِيَّ بْنَ اَبي طالِب صَلَواتُكَ عَلَيْهِما وَ آلِهِما هادِياً، اِذْ كانَ هُوَ الْمُنْذِرَ وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ، فَقالَ وَ الْمَلأُ اَمامَهُ: مَنْ كُنْتُ مَوْلاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلاهُ اَللّـهُمَّ والِ مَنْ والاهُ وَ عادِ مَنْ عاداهُ وَ انْصُرْ مَنْ نَصَرَهُ وَ اخْذُلْ مَنْ خَذَلَهُ، وَ قالَ: مَنْ كُنْتُ اَنَا نَبِيَّهُ فَعَلِيٌّ اَميرُهُ، وَ قالَ: اَنَا وَ عَلِيٌّ مِنْ شَجَرَةٍ واحِدَةٍ وَ سائِرُالنَّاسِ مِنْ شَجَرٍ شَتّى، وَ اَحَلَّهُ مَحَلَّ هارُونَ مِنْ مُوسى، فَقال لَهُ: اَنْتَ مِنّي بِمَنْزِلَةِ هارُونَ مِنْ مُوسى الّا اَنَّهُ لا نَبِيَّ بَعْدي، وَ زَوَّجَهُ ابْنَتَهُ سَيِّدَةَ نِساءِ الْعالَمينَ، وَ اَحَلَّ لَهُ مِنْ مَسْجِدِهِ ما حَلَّ لَهُ، وَ سَدَّ الاْبْوابَ اِلاّ بابَهُ، ثُمَّ اَوْدَعَهُ عِلْمَهُ وَ حِكْمَتَهُ فَقالَ: اَنـَا مَدينَةُ الْعِلْمِ وَ عَلِىٌّ بابُها، فَمَنْ اَرادَ الْمَدينَةَ وَ الْحِكْمَةَ فَلْيَاْتِها مِنْ بابِها، ثُمَّ قالَ: اَنْتَ اَخي وَ وَصِيّي وَ وارِثي، لَحْمُكَ مِنْ لَحْمي وَ دَمُكَ مِنْ دَمي وَ سِلْمُكَ سِلْمي وَ حَرْبُكَ حَرْبي وَ الإيمانُ مُخالِطٌ لَحْمَكَ وَ دَمَكَ كَما خالَطَ لَحْمي وَ دَمي، وَ اَنْتَ غَداً عَلَى الْحَوْضِ خَليفَتي وَ اَنْتَ تَقْضي دَيْني وَ تُنْجِزُ عِداتي وَ شيعَتُكَ عَلى مَنابِرَ مِنْ نُورٍ مُبْيَضَّةً وُجُوهُهُمْ حَوْلي فِي الْجَنَّةِ وَ هُمْ جيراني، وَ لَوْلا اَنْتَ يا عَلِيُّ لَمْ يُعْرَفِ الْمُؤْمِنُونَ بَعْدي، وَ كانَ بَعْدَهُ هُدىً مِنَ الضَّلالِ وَ نُوراً مِنَ الْعَمى، وَ حَبْلَ اللهِ الْمَتينَ وَ صِراطَهُ الْمُسْتَقيمَ، لا يُسْبَقُ بِقَرابَةٍ في رَحِمٍ وَ لا بِسابِقَةٍ في دينٍ، وَ لا يُلْحَقُ في مَنْقَبَةٍ مِنْ مَناقِبِهِ، يَحْذُو حَذْوَ الرَّسُولِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِما وَ آلِهِما، وَ يُقاتِلُ عَلَى التَّأويلِ وَ لا تَأخُذُهُ فِي اللهِ لَوْمَةُ لائِمٍ، قَدْ وَتَرَ فيهِ صَناديدَ الْعَرَبِ وَ قَتَلَ اَبْطالَهُمْ وَ ناوَشَ (ناهش) ذُؤْبانَهُمْ، فَاَوْدَعَ قُلُوبَهُمْ اَحْقاداً بَدْرِيَّةً وَ خَيْبَرِيَّةً وَ حُنَيْنِيَّةً وَ غَيْرَهُنَّ، فَاَضَبَّتْ عَلى عَداوَتِهِ وَ اَكَبَّتْ عَلى مُنابَذَتِهِ، حَتّى قَتَلَ النّاكِثينَ وَ الْقاسِطينَ وَ الْمارِقينَ، وَ لَمّا قَضى نَحْبَهُ وَ قَتَلَهُ اَشْقَى الاْخِرينَ يَتْبَعُ اَشْقَى الاْوَّلينَ، لَمْ يُمْتَثَلْ اَمْرُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ فِي الْهادينَ بَعْدَ الْهادينَ، وَ الاْمَّةُ مُصِرَّةٌ عَلى مَقْتِهِ مُجْتَمِعَةٌ عَلى قَطيعَةِ رَحِمِهِ وَ اِقْصاءِ وُلْدِهِ اِلّا الْقَليلَ مِمَّنْ وَفى لِرِعايَةِ الْحَقِّ فيهِمْ، فَقُتِلَ مَنْ قُتِلَ، وَ سُبِيَ مَنْ سُبِيَ وَ اُقْصِيَ مَنْ اُقْصِيَ وَ جَرَى الْقَضاءُ لَهُمْ بِما يُرْجى لَهُ حُسْنُ الْمَثُوبَةِ، اِذْ كانَتِ الاْرْضُ للهِ يُورِثُها مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَ الْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقينَ، وَ سُبْحانَ رَبِّنا اِنْ كانَ وَعْدُ رَبِّنا لَمَفْعُولاً، وَ لَنْ يُخْلِفَ اللهُ وَعْدَهُ وَ هُوَ الْعَزيزُ الْحَكيمُ.
فَعَلَى الاْطائِبِ مِنْ اَهْلِ بَيْتِ مُحَمَّدٍ وَ عَلِيٍّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِما وَ آلِهِما فَلْيَبْكِ الْباكُونَ، وَ اِيّاهُمْ فَلْيَنْدُبِ النّادِبُونَ، وَ لِمِثْلِهِمْ فَلْتَذْرِفِ (فَلْتًدرِ) الدُّمُوعُ، وَ لْيَصْرُخِ الصّارِخُونَ، وَ يَضِجَّ الضّاجُّونَ، وَ يَعِـجَّ الْعاجُّوَن، اَيْنَ الْحَسَنُ اَيْنَ الْحُسَيْنُ اَيْنَ اَبْناءُ الْحُسَيْنِ، صالِحٌ بَعْدَ صالِـحٍ، وَ صادِقٌ بَعْدَ صادِقٍ، اَيْنَ السَّبيلُ بَعْدَ السَّبيلِ، اَيْنَ الْخِيَرَةُ بَعْدَ الْخِيَرَةِ، اَيْنَ الشُّمُوسُ الطّالِعَةُ، اَيْنَ الاْقْمارُ الْمُنيرَةُ، اَيْنَ الاْنْجُمُ الزّاهِرَةُ، اَيْنَ اَعْلامُ الدّينِ وَ قَواعِدُ الْعِلْمِ، اَيْنَ بَقِيَّةُ اللهِ الَّتي لا تَخْلُو مِنَ الْعِتْرَةِ الْهادِيـَةِ، اَيـْنَ الـْمُعَدُّ لِـقَطْعِ دابِرِ الظَّلَمَةِ، اَيْنَ الْمُنْتَظَرُ لاِقامَةِ الاْمْتِ وَ اْلعِوَجِ، اَيْنَ الْمُرْتَجى لاِزالَةِ الْجَوْرِ وَ الْعُدْوانِ، اَيْنَ الْمُدَّخَرُ لِتَجْديدِ الْفَرآئِضِ و َالسُّنَنِ، اَيْنَ الْمُتَخَيَّرُ لاِعادَةِ الْمِلَّةِ وَ الشَّريعَةِ، اَيْنَ الْمُؤَمَّلُ لاِحْياءِ الْكِتابِ وَ حُدُودِهِ، اَيْنَ مُحْيي مَعالِمِ الدّينِ وَ اَهْلِهِ، اَيْنَ قاصِمُ شَوْكَةِ الْمُعْتَدينَ، اَيْنَ هادِمُ اَبْنِيَةِ الشِّرْكِ وَ النِّفاقِ، اَيْنَ مُبيدُ اَهْلِ الْفُسُوقِ وَ الْعِصْيانِ وَ الطُّغْيانِ، اَيْنَ حاصِدُ فُرُوعِ الْغَيِّ وَ الشِّقاقِ (النِفاقِ)، اَيْنَ طامِسُ آثارِ الزَّيْغِ وَ الاْهْواء، اَيْنَ قاطِعُ حَبائِلِ الْكِذْبِ (الكَذِبِ) وَ الاْفْتِراءِ، اَيْنَ مُبيدُ الْعُتاةِ وَ الْمَرَدَةِ، اَيْنَ مُسْتَأصِلُ اَهْلِ الْعِنادِ وَ التَّضْليلِ وَ الاْلْحادِ، اَيْنَ مُـعِزُّ الاْوْلِياءِ وَ مُذِلُّ الاْعْداءِ، اَيْنَ جامِعُ الْكَلِمَةِ (الكَلِمِ) عَلَى التَّقْوى، اَيْنَ بابُ اللهِ الَّذى مِنْهُ يُؤْتى، اَيْنَ وَجْهُ اللهِ الَّذى اِلَيْهِ يَتَوَجَّهُ الاْوْلِياءُ، اَيْنَ السَّبَبُ الْمُتَّصِلُ بَيْنَ الاْرْضِ وَ السَّماءِ، اَيْنَ صاحِبُ يَوْمِ الْفَتْحِ وَ ناشِرُ رايَةِ الْهُدى، اَيْنَ مُؤَلِّفُ شَمْلِ الصَّلاحِ وَ الرِّضا، اَيْنَ الطّالِبُ بِذُحُولِ الاْنْبِياءِ وَ اَبْناءِ الاْنْبِياءِ، اَيْنَ الطّالِبُ (المُطالِبُ) بِدَمِ الْمَقْتُولِ بِكَرْبَلاءَ، اَيْنَ الْمَنْصُورُ عَلى مَنِ اعْتَدى عَلَيْهِ وَ افْتَرى، اَيْنَ الْمُضْطَرُّ الَّذي يُجابُ اِذا دَعا اَيْنَ صَدْرُ الْخَلائِقِ ذُوالْبِرِّ وَ التَّقْوى، اَيْنَ ابْنُ النَّبِىِّ الْمُصْطَفى، وَ ابْنُ عَلِيٍّ الْمُرْتَضى، وَ ابْنُ خَديجَةَ الْغَرّآءِ، وَ ابْنُ فاطِمَةَ الْكُبْرى، بِاَبي اَنْتَ وَ اُمّي وَ نَفْسي لَكَ الْوِقاءُ وَ الْحِمى، يَا بْنَ السّادَةِ الْمُقَرَّبينَ، يَا بْنَ النُّجَباءِ الاْكْرَمينَ، يَا بْنَ الْهُداةِ الْمَهْدِيّينَ (المُهْتَدينَ)، يَا بْنَ الْخِيَرَةِ الْمُهَذَّبينَ، يَا بْنَ الْغَطارِفَةِ الاْنْجَبينَ، يَا بْنَ الاْطائِبِ الْمُطَهَّرينَ (المُتَطَهْريِنَ)، يَا بْنَ الْخَضارِمَةِ الْمُنْتَجَبينَ، يَا بْنَ الْقَماقِمَةِ الاْكْرَمينَ (الأكْبَرينَ)، يَا بْنَ الْبُدُورِ الْمُنيرَةِ، يَا بْنَ السُّرُجِ الْمُضيئَةِ، يَا بْنَ الشُّهُبِ الثّاقِبَةِ، يَا بْنَ الاْنْجُمِ الزّاهِرَةِ، يَا بْنَ السُّبُلِ الْواضِحَةِ، يَا بْنَ الاْعْلامِ الّلائِحَةِ، يَا بْنَ الْعُلُومِ الْكامِلَةِ، يَا بْنَ السُّنَنِ الْمَشْهُورَةِ، يَا بْنَ الْمَعالِمِ الْمَأثُورَةِ، يَا بْنَ الْمُعْجِزاتِ الْمَوْجُودَةِ، يَا بْنَ الدَّلائِلِ الْمَشْهُودَةِ (المَشْهُورَةِ)، يَا بْنَ الصـِّراطِ الْمُسْتَقيمِ، يَا بْنَ النَّبَأِ الْعَظيمِ، يَا بْنَ مَنْ هُوَ في اُمِّ الْكِتابِ لَدَى اللهِ عَلِيٌّ حَكيمٌ، يَا بْنَ الآياتِ وَ الْبَيِّناتِ، يَا بْنَ الدَّلائِلِ الظّاهِراتِ، يَا بْنَ الْبَراهينِ الْواضِحاتِ الْباهِراتِ، يَا بْنَ الْحُجَجِ الْبالِغاتِ، يَا بْنَ النِّعَمِ السّابِغاتِ، يَا بْنَ طه وَ الْـمُحْكَماتِ، يَا بْنَ يس وَ الذّارِياتِ، يَا بْنَ الطُّورِ وَ الْعادِياتِ، يَا بْنَ مَنْ دَنا فَتَدَلّى فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ اَوْ اَدْنى دُنُوّاً وَ اقْتِراباً مِنَ الْعَلِيِّ الاْعْلى، لَيْتَ شِعْري اَيْنَ اسْتَقَرَّتْ بِكَ النَّوى، بَلْ اَيُّ اَرْضٍ تُقِلُّكَ اَوْ ثَرى، اَبِرَضْوى اَوْ غَيْرِها اَمْ ذي طُوى، عَزيزٌ عَلَيَّ اَنْ اَرَى الْخَلْقَ وَ لا تُرى وَ لا اَسْمَعُ لَكَ حَسيساً وَ لا نَجْوى، عَزيزٌ عَلَيَّ اَنْ (لا تُحِيطَ بِيَ دُونكَ) تُحيطَ بِكَ دُونِيَ الْبَلْوى وَ لا يَنالُكَ مِنّي ضَجيجٌ وَ لا شَكْوى، بِنَفْسي اَنْتَ مِنْ مُغَيَّبٍ لَمْ يَخْلُ مِنّا، بِنَفْسي اَنْتَ مِنْ نازِحٍ ما نَزَحَ (يَنْزِحُ) عَنّا، بِنَفْسي اَنْتَ اُمْنِيَّةُ شائِقٍ يَتَمَنّى، مِنْ مُؤْمِن وَ مُؤْمِنَةٍ ذَكَرا فَحَنّا، بِنَفْسي اَنْتَ مِنْ عَقيدِ عِزٍّ لايُسامى، بِنَفْسي اَنْتَ مِنْ اَثيلِ مَجْدٍ لا يُجارى، بِنَفْسي اَنْتَ مِنْ تِلادِ نِعَمٍ لا تُضاهى، بِنَفْسي اَنْتَ مِنْ نَصيفِ شَرَفٍ لا يُساوى، اِلى مَتى اَحارُ فيكَ يا مَوْلايَ وَ اِلى مَتي، وَ اَىَّ خِطابٍ اَصِفُ فيكَ وَ اَيَّ نَجْوى، عَزيزٌ عَلَيَّ اَنْ اُجابَ دُونَكَ وَ اُناغى، عَزيزٌ عَلَيَّ اَنْ اَبْكِيَكَ وَ يَخْذُلَكَ الْوَرى، عَزيزٌ عَلَيَّ اَنْ يَجْرِيَ عَلَيْكَ دُونَهُمْ ما جَرى، هَلْ مِنْ مُعينٍ فَاُطيلَ مَعَهُ الْعَويلَ وَ الْبُكاءَ، هَلْ مِنْ جَزُوعٍ فَاُساعِدَ جَزَعَهُ اِذا خَلا، هَلْ قَذِيَتْ عَيْنٌ فَساعَدَتْها عَيْني عَلَى الْقَذى، هَلْ اِلَيْكَ يَا بْنَ اَحْمَدَ سَبيلٌ فَتُلْقى، هَلْ يَتَّصِلُ يَوْمُنا مِنْكَ بِعِدَةٍ فَنَحْظى، مَتى نَرِدُ مَناهِلَكَ الرَّوِيَّةَ فَنَرْوى، مَتى نَنْتَقِعُ مِنْ عَذْبِ مائِكَ فَقَدْ طالَ الصَّدى، مَتى نُغاديكَ وَ نُراوِحُكَ فَنُقِرَّ عَيْناً (فَتَقُرُ عًيًوننا)، مَتى تَرانا وَ نَراكَ وَ قَدْ نَشَرْتَ لِواءَ النَّصْرِ تُرى، اَتَرانا نَحُفُّ بِكَ وَ اَنْتَ تَاُمُّ الْمَلاَ وَ قَدْ مَلأْتَ الاْرْضَ عَدْلاً وَ اَذَقْتَ اَعْداءَكَ هَواناً وَ عِقاباً، وَ اَبَرْتَ الْعُتاةَ وَ جَحَدَةَ الْحَقِّ، وَ قَطَعْتَ دابِرَ الْمُتَكَبِّرينَ، وَ اجْتَثَثْتَ اُصُولَ الظّالِمينَ، وَ نَحْنُ نَقُولُ الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعالَمينَ.
اَللّـهُمَّ اَنْتَ كَشّافُ ْالكُرَبِ وَ الْبَلْوى، وَ اِلَيْكَ اَسْتَعْدى فَعِنْدَكَ الْعَدْوى، وَ اَنْتَ رَبُّ الاْخِرَةِ وَ الدُّنْيا (الاُولي)، فَاَغِثْ يا غِياثَ الْمُسْتَغيثينَ عُبَيْدَكَ الْمُبْتَلى، وَ اَرِهِ سَيِّدَهُ يا شَديدَ الْقُوى، وَ اَزِلْ عَنْهُ بِهِ الاْسى وَ الْجَوى، وَ بَرِّدْ غَليلَهُ يا مَنْ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى، وَ مَنْ اِلَيْهِ الرُّجْعى وَ الْمُنْتَهى.
اَللّـهُمَّ وَ نَحْنُ عَبيدُكَ التّائِقُونَ (الشائقون) اِلى وَلِيِّكَ الْمُذَكِّرِ بِكَ وَ بِنَبِيِّكَ، خَلَقْتَهُ لَنا عِصْمَةً وَ مَلاذاً، وَ اَقَمْتَهُ لَنا قِواماً وَ مَعاذاً، وَ جَعَلْتَهُ لِلْمُؤْمِنينَ مِنّا اِماماً، فَبَلِّغْهُ مِنّا تَحِيَّةً وَ سَلاماً، وَ زِدْنا بِذلِكَ يارَبِّ اِكْراماً، وَ اجْعَلْ مُسْتَقَرَّهُ لَنا مُسْتَقَرّاً وَ مُقاماً، وَ اَتْمِمْ نِعْمَتَكَ بِتَقْديمِكَ اِيّاهُ اَمامَنا حَتّى تُورِدَنا جِنانَكَ (جَنّاتِكَ) وَ مُرافَقَةَ الشُّهَداءِ مِنْ خُلَصائِكَ.
اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ، وَ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ جَدِّهِ وَ رَسُولِكَ السَّيِّدِ الاَكْبَرِ، وَ عَلى اَبيهِ السَّيِّدِ الاَصْغَرِ، وَ جَدَّتِهِ الصِّدّيقَةِ الْكُبْرى فاطِمَةَ بِنْتِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ، وَ عَلى مَنِ اصْطَفَيْتَ مِنْ آبائِهِ الْبَرَرَةِ، وَ عَلَيْهِ اَفْضَلَ وَ اَكْمَلَ وَ اَتَمَّ وَ اَدْوَمَ وَ اَكْثَرَ وَ اَوْفَرَ ما صَلَّيْتَ عَلى اَحَدٍ مِنْ اَصْفِيائِكَ وَ خِيَرَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ، وَ صَلِّ عَلَيْهِ صَلاةً لا غايَةَ لِعَدَدِها وَ لا نِهايَةَ لِمَدَدِها وَ لا نَفادَ لاِمَدِها.
اَللّـهُمَّ وَ اَقِمْ بِهِ الْحَقَّ وَ اَدْحِضْ بِهِ الْباطِلَ وَ اَدِلْ بِهِ اَوْلِياءَكَ وَ اَذْلِلْ بِهِ اَعْداءَكَ وَ صِلِ اللّهُمَّ بَيْنَنا وَ بَيْنَهُ وُصْلَةً تُؤَدّى اِلى مُرافَقَةِ سَلَفِهِ، وَ اجْعَلْنا مِمَّنْ يَأخُذُ بِحُجْزَتِهِمْ، وَ يَمْكُثُ في ظِلِّهِمْ، وَ اَعِنّا عَلى تَأدِيَةِ حُقُوقِهِ اِلَيْهِ، وَ الاْجْتِهادِ في طاعَتِهِ، وَ اجْتِنابِ مَعْصِيَتِهِ، وَ امْنُنْ عَلَيْنا بِرِضاهُ، وَهَبْ لَنا رَأَفَتَهُ وَ رَحْمَتَهُ وَ دُعاءَهُ وَ خَيْرَهُ مانَنالُ بِهِ سَعَةً مِنْ رَحْمَتِكَ وَ فَوْزاً عِنْدَكَ، وَ اجْعَلْ صَلاتَنا بِهِ مَقبُولَةً، وَ ذُنُوبَنا بِهِ مَغْفُورَةً، وَ دُعاءَنا بِهِ مُسْتَجاباً وَ اجْعَلْ اَرْزاقَنا بِهِ مَبْسُوطَةً، وَ هُمُومَنا بِهِ مَكْفِيَّةً، وَ حَوآئِجَنا بِهِ مَقْضِيَّةً، وَ اَقْبِلْ اِلَيْنا بِوَجْهِكَ الْكَريمِ وَ اقْبَلْ تَقَرُّبَنا اِلَيْكَ، وَ انْظُرْ اِلَيْنا نَظْرَةً رَحيمَةً نَسْتَكْمِلُ بِهَا الْكَرامَةَ عِنْدَكَ، ثُمَّ لا تَصْرِفْها عَنّا بِجُودِكَ، وَ اسْقِنا مِنْ حَوْضِ جَدِّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ بِكَأسِهِ وَ بِيَدِهِ رَيّاً رَوِيّاً هَنيئاً سائِغاً لا ظَمَاَ بَعْدَهُ يا أَرْحَمَ الرّاحِمين
يا الله يا الله يا الله يا الله يا الله يا الله يا الله يا الله يا الله يا الله يا حنان يا منان يا كريم يا رحيم أسألك بحقك و بحق رسولك الكريم أبي القاسم محمد صلى الله عليه وآله وسلم وعترته الأطهار عليهم السلام لسماحة السيد الفاطمي الموسوي الجليل ولنا ولجميع المؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات أن تنزل علينا كل خير أحاط به علمك وتكشف عنا كل شر أحاط به علمك , وتوسع في أرزاقنا , وتقضي حوائجنا, وتعمي أبصار الظالمين عنا من الجن والإنس , وتحسن عاقبتنا , وتشافي مرضانا من كل علة وداء وبلاء و تشافينا, وترحم أمواتنا وترحمنا يوم اللحاق بهم إنك أنت أرحم الراحمين
وصلى الله على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال بالقبول الحسن ولا جعله الله تعالى آخر العهد منا لزيارة أوليائه
رغبة في ثوابه
اَلْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعالَمينَ وَ صَلَّى اللهُ عَلى سَيِّدِنا مُحَمَّدٍ نَبِيِّهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ تَسْليماً، اَللّـهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ عَلى ما جَرى بِهِ قَضاؤكَ في اَوْلِيائِكَ الَّذينَ اسْتَخْلَصْتَهُمْ لِنَفْسِكَ وَ دينِكَ، اِذِ اخْتَرْتَ لَهُمْ جَزيلَ ما عِنْدَكَ مِنَ النَّعيمِ الْمُقيمِ الَّذي لا زَوالَ لَهُ وَ لاَ اضْمِحْلالَ، بَعْدَ اَنْ شَرَطْتَ عَلَيْهِمُ الزُّهْدَ في دَرَجاتِ هذِهِ الدُّنْيَا الدَّنِيَّةِ وَ زُخْرُفِها وَ زِبْرِجِها، فَشَرَطُوا لَكَ ذلِكَ وَ عَلِمْتَ مِنْهُمُ الْوَفاءَ بِهِ فَقَبِلْتَهُمْ وَ قَرَّبْتَهُمْ، وَ قَدَّمْتَ لَهُمُ الذِّكْرَ الْعَلِيَّ وَ الثَّناءَ الْجَلِىَّ، وَ اَهْبَطْتَ عَلَيْهِمْ مَلائِكَتَكَ وَ كَرَّمْتَهُمْ بِوَحْيِكَ، وَ رَفَدْتَهُمْ بِعِلْمِكَ، وَ جَعَلْتَهُمُ الذَّريعَةَ اِلَيْكَ وَ الْوَسيلَةَ اِلى رِضْوانِكَ، فَبَعْضٌ اَسْكَنْتَهُ جَنَّتَكَ اِلى اَنْ اَخْرَجْتَهُ مِنْها، وَ بَعْضٌ حَمَلْتَهُ في فُلْكِكَ وَ نَجَّيْتَهُ وَ مَنْ آمَنَ مَعَهُ مِنَ الْهَلَكَةِ بِرَحْمَتِكَ، وَ بَعْضٌ اتَّخَذْتَهُ لِنَفْسِكَ خَليلاً وَ سَأَلَكَ لِسانَ صِدْقٍ فِي الاْخِرينَ فَاَجَبْتَهُ وَ جَعَلْتَ ذلِكَ عَلِيّاً، وَ بَعْضٌ كَلَّمْتَهُ مِنْ شَجَـرَةٍ تَكْليماً وَ جَعَلْتَ لَهُ مِنْ اَخيهِ رِدْءاً وَ وَزيراً، وَ بَعْضٌ اَوْلَدْتَهُ مِنْ غَيْرِ اَبٍ وَ آتَيْتَهُ الْبَيِّناتِ وَ اَيَّدْتَهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ، وَ كُلٌّ شَرَعْتَ لَهُ شَريعَةً، وَ نَهَجْتَ لَهُ مِنْهاجاً، وَ تَخَيَّرْتَ لَهُ اَوْصِياءَ، مُسْتَحْفِظاً بَعْدَ مُسْتَحْفِظٍ مِنْ مُدَّةٍ اِلى مُدَّةٍ، اِقامَةً لِدينِكَ، وَ حُجَّةً عَلى عِبادِكَ، وَ لِئَلّا يَزُولَ الْحَقُّ عَنْ مَقَرِّهِ وَ يَغْلِبَ الْباطِلُ عَلى اَهْلِهِ، وَ لا يَقُولَ اَحَدٌ لَوْلا اَرْسَلْتَ اِلَيْنا رَسُولاً مُنْذِراً وَ اَقَمْتَ لَنا عَلَماً هادِياً فَنَتَّبِـعَ آياتِكَ مِنْ قَبْلِ اَنْ نَذِلَّ وَ نَخْزى، اِلى اَنِ انْتَهَيْتَ بالأمْرِ اِلى حَبيبِكَ وَ نَجيبِكَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ، فَكانَ كَمَا انْتَجَبْتَهُ سَيِّدَ مَنْ خَلَقْتَهُ، وَ صَفْوَةَ مَنِ اصْطَفَيْتَهُ، وَ اَفْضَلَ مَنِ اجْتَبَيْتَهُ، وَ اَكْرَمَ مَنِ اعْتَمَدْتَهُ، قَدَّمْتَهُ عَلى اَنْبِيائِكَ، وَ بَعَثْتَهُ اِلَى الثَّقَلَيْنِ مِنْ عِبادِكَ، وَ اَوْطَأتَهُ مَشارِقَكَ وَ مَغارِبَكَ، وَ سَخَّرْتَ لَهُ الْبُراقَ، وَ عَرَجْتَ (به) بِرُوْحِهِ اِلى سَمائِكَ، وَ اَوْدَعْتَهُ عِلْمَ ما كانَ وَما يَكُونُ اِلَى انْقِضاءِ خَلْقِكَ، ثُمَّ نَصَرْتَهُ بِالرُّعْبِ، وَ حَفَفْتَهُ بِجَبْرَئيلَ وَ ميكائيلَ وَ الْمُسَوِّمينَ مِنْ مَلائِكَتِكَ وَ وَعَدْتَهُ اَنْ تُظْهِرَ دينَهُ عَلَى الدّينِ كُلِّهِ وَ لَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ، وَ ذلِكَ بَعْدَ اَنْ بَوَّأتَهُ مَبَوَّأَ صِدْقٍ مِنْ اَهْلِهِ، وَ جَعَلْتَ لَهُ وَ لَهُمْ اَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنّاسِ لَلَّذي بِبَكَّةَ مُبارَكاً وَ هُدىً لِلْعالَمينَ، فيهِ آياتٌ بَيِّناتٌ مَقامُ اِبْراهيمَ وَ مَنْ دَخَلَهُ كانَ آمِناً، وَ قُلْتَ: «اِنَّما يُريدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ اَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهيراً» ثُمَّ جَعَلْتَ اَجْرَ مُحَمَّدٍ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَ آلِهِ مَوَدَّتَهُمْ في كِتابِكَ فَقُلْتَ: «قل لا اسالكم عليه اجرا الا المودة في القربى» وَ قُلْتَ: «ما سَألْتُكُمْ مِنْ اَجْرٍ فَهُو َلَكُمْ» وَ قُلْتَ: «ما اَسْاَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ اَجْرٍ الّا مَنْ شاءَ اَنْ يَتَّخِذَ اِلى رَبِّهِ سَبيلاً»، فَكانُوا هُمُ السَّبيلَ اِلَيْكَ وَ الْمَسْلَكَ اِلى رِضْوانِكَ، فَلَمَّا انْقَضَتْ اَيّامُهُ اَقامَ وَلِيَّهُ عَلِيَّ بْنَ اَبي طالِب صَلَواتُكَ عَلَيْهِما وَ آلِهِما هادِياً، اِذْ كانَ هُوَ الْمُنْذِرَ وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ، فَقالَ وَ الْمَلأُ اَمامَهُ: مَنْ كُنْتُ مَوْلاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلاهُ اَللّـهُمَّ والِ مَنْ والاهُ وَ عادِ مَنْ عاداهُ وَ انْصُرْ مَنْ نَصَرَهُ وَ اخْذُلْ مَنْ خَذَلَهُ، وَ قالَ: مَنْ كُنْتُ اَنَا نَبِيَّهُ فَعَلِيٌّ اَميرُهُ، وَ قالَ: اَنَا وَ عَلِيٌّ مِنْ شَجَرَةٍ واحِدَةٍ وَ سائِرُالنَّاسِ مِنْ شَجَرٍ شَتّى، وَ اَحَلَّهُ مَحَلَّ هارُونَ مِنْ مُوسى، فَقال لَهُ: اَنْتَ مِنّي بِمَنْزِلَةِ هارُونَ مِنْ مُوسى الّا اَنَّهُ لا نَبِيَّ بَعْدي، وَ زَوَّجَهُ ابْنَتَهُ سَيِّدَةَ نِساءِ الْعالَمينَ، وَ اَحَلَّ لَهُ مِنْ مَسْجِدِهِ ما حَلَّ لَهُ، وَ سَدَّ الاْبْوابَ اِلاّ بابَهُ، ثُمَّ اَوْدَعَهُ عِلْمَهُ وَ حِكْمَتَهُ فَقالَ: اَنـَا مَدينَةُ الْعِلْمِ وَ عَلِىٌّ بابُها، فَمَنْ اَرادَ الْمَدينَةَ وَ الْحِكْمَةَ فَلْيَاْتِها مِنْ بابِها، ثُمَّ قالَ: اَنْتَ اَخي وَ وَصِيّي وَ وارِثي، لَحْمُكَ مِنْ لَحْمي وَ دَمُكَ مِنْ دَمي وَ سِلْمُكَ سِلْمي وَ حَرْبُكَ حَرْبي وَ الإيمانُ مُخالِطٌ لَحْمَكَ وَ دَمَكَ كَما خالَطَ لَحْمي وَ دَمي، وَ اَنْتَ غَداً عَلَى الْحَوْضِ خَليفَتي وَ اَنْتَ تَقْضي دَيْني وَ تُنْجِزُ عِداتي وَ شيعَتُكَ عَلى مَنابِرَ مِنْ نُورٍ مُبْيَضَّةً وُجُوهُهُمْ حَوْلي فِي الْجَنَّةِ وَ هُمْ جيراني، وَ لَوْلا اَنْتَ يا عَلِيُّ لَمْ يُعْرَفِ الْمُؤْمِنُونَ بَعْدي، وَ كانَ بَعْدَهُ هُدىً مِنَ الضَّلالِ وَ نُوراً مِنَ الْعَمى، وَ حَبْلَ اللهِ الْمَتينَ وَ صِراطَهُ الْمُسْتَقيمَ، لا يُسْبَقُ بِقَرابَةٍ في رَحِمٍ وَ لا بِسابِقَةٍ في دينٍ، وَ لا يُلْحَقُ في مَنْقَبَةٍ مِنْ مَناقِبِهِ، يَحْذُو حَذْوَ الرَّسُولِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِما وَ آلِهِما، وَ يُقاتِلُ عَلَى التَّأويلِ وَ لا تَأخُذُهُ فِي اللهِ لَوْمَةُ لائِمٍ، قَدْ وَتَرَ فيهِ صَناديدَ الْعَرَبِ وَ قَتَلَ اَبْطالَهُمْ وَ ناوَشَ (ناهش) ذُؤْبانَهُمْ، فَاَوْدَعَ قُلُوبَهُمْ اَحْقاداً بَدْرِيَّةً وَ خَيْبَرِيَّةً وَ حُنَيْنِيَّةً وَ غَيْرَهُنَّ، فَاَضَبَّتْ عَلى عَداوَتِهِ وَ اَكَبَّتْ عَلى مُنابَذَتِهِ، حَتّى قَتَلَ النّاكِثينَ وَ الْقاسِطينَ وَ الْمارِقينَ، وَ لَمّا قَضى نَحْبَهُ وَ قَتَلَهُ اَشْقَى الاْخِرينَ يَتْبَعُ اَشْقَى الاْوَّلينَ، لَمْ يُمْتَثَلْ اَمْرُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ فِي الْهادينَ بَعْدَ الْهادينَ، وَ الاْمَّةُ مُصِرَّةٌ عَلى مَقْتِهِ مُجْتَمِعَةٌ عَلى قَطيعَةِ رَحِمِهِ وَ اِقْصاءِ وُلْدِهِ اِلّا الْقَليلَ مِمَّنْ وَفى لِرِعايَةِ الْحَقِّ فيهِمْ، فَقُتِلَ مَنْ قُتِلَ، وَ سُبِيَ مَنْ سُبِيَ وَ اُقْصِيَ مَنْ اُقْصِيَ وَ جَرَى الْقَضاءُ لَهُمْ بِما يُرْجى لَهُ حُسْنُ الْمَثُوبَةِ، اِذْ كانَتِ الاْرْضُ للهِ يُورِثُها مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَ الْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقينَ، وَ سُبْحانَ رَبِّنا اِنْ كانَ وَعْدُ رَبِّنا لَمَفْعُولاً، وَ لَنْ يُخْلِفَ اللهُ وَعْدَهُ وَ هُوَ الْعَزيزُ الْحَكيمُ.
فَعَلَى الاْطائِبِ مِنْ اَهْلِ بَيْتِ مُحَمَّدٍ وَ عَلِيٍّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِما وَ آلِهِما فَلْيَبْكِ الْباكُونَ، وَ اِيّاهُمْ فَلْيَنْدُبِ النّادِبُونَ، وَ لِمِثْلِهِمْ فَلْتَذْرِفِ (فَلْتًدرِ) الدُّمُوعُ، وَ لْيَصْرُخِ الصّارِخُونَ، وَ يَضِجَّ الضّاجُّونَ، وَ يَعِـجَّ الْعاجُّوَن، اَيْنَ الْحَسَنُ اَيْنَ الْحُسَيْنُ اَيْنَ اَبْناءُ الْحُسَيْنِ، صالِحٌ بَعْدَ صالِـحٍ، وَ صادِقٌ بَعْدَ صادِقٍ، اَيْنَ السَّبيلُ بَعْدَ السَّبيلِ، اَيْنَ الْخِيَرَةُ بَعْدَ الْخِيَرَةِ، اَيْنَ الشُّمُوسُ الطّالِعَةُ، اَيْنَ الاْقْمارُ الْمُنيرَةُ، اَيْنَ الاْنْجُمُ الزّاهِرَةُ، اَيْنَ اَعْلامُ الدّينِ وَ قَواعِدُ الْعِلْمِ، اَيْنَ بَقِيَّةُ اللهِ الَّتي لا تَخْلُو مِنَ الْعِتْرَةِ الْهادِيـَةِ، اَيـْنَ الـْمُعَدُّ لِـقَطْعِ دابِرِ الظَّلَمَةِ، اَيْنَ الْمُنْتَظَرُ لاِقامَةِ الاْمْتِ وَ اْلعِوَجِ، اَيْنَ الْمُرْتَجى لاِزالَةِ الْجَوْرِ وَ الْعُدْوانِ، اَيْنَ الْمُدَّخَرُ لِتَجْديدِ الْفَرآئِضِ و َالسُّنَنِ، اَيْنَ الْمُتَخَيَّرُ لاِعادَةِ الْمِلَّةِ وَ الشَّريعَةِ، اَيْنَ الْمُؤَمَّلُ لاِحْياءِ الْكِتابِ وَ حُدُودِهِ، اَيْنَ مُحْيي مَعالِمِ الدّينِ وَ اَهْلِهِ، اَيْنَ قاصِمُ شَوْكَةِ الْمُعْتَدينَ، اَيْنَ هادِمُ اَبْنِيَةِ الشِّرْكِ وَ النِّفاقِ، اَيْنَ مُبيدُ اَهْلِ الْفُسُوقِ وَ الْعِصْيانِ وَ الطُّغْيانِ، اَيْنَ حاصِدُ فُرُوعِ الْغَيِّ وَ الشِّقاقِ (النِفاقِ)، اَيْنَ طامِسُ آثارِ الزَّيْغِ وَ الاْهْواء، اَيْنَ قاطِعُ حَبائِلِ الْكِذْبِ (الكَذِبِ) وَ الاْفْتِراءِ، اَيْنَ مُبيدُ الْعُتاةِ وَ الْمَرَدَةِ، اَيْنَ مُسْتَأصِلُ اَهْلِ الْعِنادِ وَ التَّضْليلِ وَ الاْلْحادِ، اَيْنَ مُـعِزُّ الاْوْلِياءِ وَ مُذِلُّ الاْعْداءِ، اَيْنَ جامِعُ الْكَلِمَةِ (الكَلِمِ) عَلَى التَّقْوى، اَيْنَ بابُ اللهِ الَّذى مِنْهُ يُؤْتى، اَيْنَ وَجْهُ اللهِ الَّذى اِلَيْهِ يَتَوَجَّهُ الاْوْلِياءُ، اَيْنَ السَّبَبُ الْمُتَّصِلُ بَيْنَ الاْرْضِ وَ السَّماءِ، اَيْنَ صاحِبُ يَوْمِ الْفَتْحِ وَ ناشِرُ رايَةِ الْهُدى، اَيْنَ مُؤَلِّفُ شَمْلِ الصَّلاحِ وَ الرِّضا، اَيْنَ الطّالِبُ بِذُحُولِ الاْنْبِياءِ وَ اَبْناءِ الاْنْبِياءِ، اَيْنَ الطّالِبُ (المُطالِبُ) بِدَمِ الْمَقْتُولِ بِكَرْبَلاءَ، اَيْنَ الْمَنْصُورُ عَلى مَنِ اعْتَدى عَلَيْهِ وَ افْتَرى، اَيْنَ الْمُضْطَرُّ الَّذي يُجابُ اِذا دَعا اَيْنَ صَدْرُ الْخَلائِقِ ذُوالْبِرِّ وَ التَّقْوى، اَيْنَ ابْنُ النَّبِىِّ الْمُصْطَفى، وَ ابْنُ عَلِيٍّ الْمُرْتَضى، وَ ابْنُ خَديجَةَ الْغَرّآءِ، وَ ابْنُ فاطِمَةَ الْكُبْرى، بِاَبي اَنْتَ وَ اُمّي وَ نَفْسي لَكَ الْوِقاءُ وَ الْحِمى، يَا بْنَ السّادَةِ الْمُقَرَّبينَ، يَا بْنَ النُّجَباءِ الاْكْرَمينَ، يَا بْنَ الْهُداةِ الْمَهْدِيّينَ (المُهْتَدينَ)، يَا بْنَ الْخِيَرَةِ الْمُهَذَّبينَ، يَا بْنَ الْغَطارِفَةِ الاْنْجَبينَ، يَا بْنَ الاْطائِبِ الْمُطَهَّرينَ (المُتَطَهْريِنَ)، يَا بْنَ الْخَضارِمَةِ الْمُنْتَجَبينَ، يَا بْنَ الْقَماقِمَةِ الاْكْرَمينَ (الأكْبَرينَ)، يَا بْنَ الْبُدُورِ الْمُنيرَةِ، يَا بْنَ السُّرُجِ الْمُضيئَةِ، يَا بْنَ الشُّهُبِ الثّاقِبَةِ، يَا بْنَ الاْنْجُمِ الزّاهِرَةِ، يَا بْنَ السُّبُلِ الْواضِحَةِ، يَا بْنَ الاْعْلامِ الّلائِحَةِ، يَا بْنَ الْعُلُومِ الْكامِلَةِ، يَا بْنَ السُّنَنِ الْمَشْهُورَةِ، يَا بْنَ الْمَعالِمِ الْمَأثُورَةِ، يَا بْنَ الْمُعْجِزاتِ الْمَوْجُودَةِ، يَا بْنَ الدَّلائِلِ الْمَشْهُودَةِ (المَشْهُورَةِ)، يَا بْنَ الصـِّراطِ الْمُسْتَقيمِ، يَا بْنَ النَّبَأِ الْعَظيمِ، يَا بْنَ مَنْ هُوَ في اُمِّ الْكِتابِ لَدَى اللهِ عَلِيٌّ حَكيمٌ، يَا بْنَ الآياتِ وَ الْبَيِّناتِ، يَا بْنَ الدَّلائِلِ الظّاهِراتِ، يَا بْنَ الْبَراهينِ الْواضِحاتِ الْباهِراتِ، يَا بْنَ الْحُجَجِ الْبالِغاتِ، يَا بْنَ النِّعَمِ السّابِغاتِ، يَا بْنَ طه وَ الْـمُحْكَماتِ، يَا بْنَ يس وَ الذّارِياتِ، يَا بْنَ الطُّورِ وَ الْعادِياتِ، يَا بْنَ مَنْ دَنا فَتَدَلّى فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ اَوْ اَدْنى دُنُوّاً وَ اقْتِراباً مِنَ الْعَلِيِّ الاْعْلى، لَيْتَ شِعْري اَيْنَ اسْتَقَرَّتْ بِكَ النَّوى، بَلْ اَيُّ اَرْضٍ تُقِلُّكَ اَوْ ثَرى، اَبِرَضْوى اَوْ غَيْرِها اَمْ ذي طُوى، عَزيزٌ عَلَيَّ اَنْ اَرَى الْخَلْقَ وَ لا تُرى وَ لا اَسْمَعُ لَكَ حَسيساً وَ لا نَجْوى، عَزيزٌ عَلَيَّ اَنْ (لا تُحِيطَ بِيَ دُونكَ) تُحيطَ بِكَ دُونِيَ الْبَلْوى وَ لا يَنالُكَ مِنّي ضَجيجٌ وَ لا شَكْوى، بِنَفْسي اَنْتَ مِنْ مُغَيَّبٍ لَمْ يَخْلُ مِنّا، بِنَفْسي اَنْتَ مِنْ نازِحٍ ما نَزَحَ (يَنْزِحُ) عَنّا، بِنَفْسي اَنْتَ اُمْنِيَّةُ شائِقٍ يَتَمَنّى، مِنْ مُؤْمِن وَ مُؤْمِنَةٍ ذَكَرا فَحَنّا، بِنَفْسي اَنْتَ مِنْ عَقيدِ عِزٍّ لايُسامى، بِنَفْسي اَنْتَ مِنْ اَثيلِ مَجْدٍ لا يُجارى، بِنَفْسي اَنْتَ مِنْ تِلادِ نِعَمٍ لا تُضاهى، بِنَفْسي اَنْتَ مِنْ نَصيفِ شَرَفٍ لا يُساوى، اِلى مَتى اَحارُ فيكَ يا مَوْلايَ وَ اِلى مَتي، وَ اَىَّ خِطابٍ اَصِفُ فيكَ وَ اَيَّ نَجْوى، عَزيزٌ عَلَيَّ اَنْ اُجابَ دُونَكَ وَ اُناغى، عَزيزٌ عَلَيَّ اَنْ اَبْكِيَكَ وَ يَخْذُلَكَ الْوَرى، عَزيزٌ عَلَيَّ اَنْ يَجْرِيَ عَلَيْكَ دُونَهُمْ ما جَرى، هَلْ مِنْ مُعينٍ فَاُطيلَ مَعَهُ الْعَويلَ وَ الْبُكاءَ، هَلْ مِنْ جَزُوعٍ فَاُساعِدَ جَزَعَهُ اِذا خَلا، هَلْ قَذِيَتْ عَيْنٌ فَساعَدَتْها عَيْني عَلَى الْقَذى، هَلْ اِلَيْكَ يَا بْنَ اَحْمَدَ سَبيلٌ فَتُلْقى، هَلْ يَتَّصِلُ يَوْمُنا مِنْكَ بِعِدَةٍ فَنَحْظى، مَتى نَرِدُ مَناهِلَكَ الرَّوِيَّةَ فَنَرْوى، مَتى نَنْتَقِعُ مِنْ عَذْبِ مائِكَ فَقَدْ طالَ الصَّدى، مَتى نُغاديكَ وَ نُراوِحُكَ فَنُقِرَّ عَيْناً (فَتَقُرُ عًيًوننا)، مَتى تَرانا وَ نَراكَ وَ قَدْ نَشَرْتَ لِواءَ النَّصْرِ تُرى، اَتَرانا نَحُفُّ بِكَ وَ اَنْتَ تَاُمُّ الْمَلاَ وَ قَدْ مَلأْتَ الاْرْضَ عَدْلاً وَ اَذَقْتَ اَعْداءَكَ هَواناً وَ عِقاباً، وَ اَبَرْتَ الْعُتاةَ وَ جَحَدَةَ الْحَقِّ، وَ قَطَعْتَ دابِرَ الْمُتَكَبِّرينَ، وَ اجْتَثَثْتَ اُصُولَ الظّالِمينَ، وَ نَحْنُ نَقُولُ الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعالَمينَ.
اَللّـهُمَّ اَنْتَ كَشّافُ ْالكُرَبِ وَ الْبَلْوى، وَ اِلَيْكَ اَسْتَعْدى فَعِنْدَكَ الْعَدْوى، وَ اَنْتَ رَبُّ الاْخِرَةِ وَ الدُّنْيا (الاُولي)، فَاَغِثْ يا غِياثَ الْمُسْتَغيثينَ عُبَيْدَكَ الْمُبْتَلى، وَ اَرِهِ سَيِّدَهُ يا شَديدَ الْقُوى، وَ اَزِلْ عَنْهُ بِهِ الاْسى وَ الْجَوى، وَ بَرِّدْ غَليلَهُ يا مَنْ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى، وَ مَنْ اِلَيْهِ الرُّجْعى وَ الْمُنْتَهى.
اَللّـهُمَّ وَ نَحْنُ عَبيدُكَ التّائِقُونَ (الشائقون) اِلى وَلِيِّكَ الْمُذَكِّرِ بِكَ وَ بِنَبِيِّكَ، خَلَقْتَهُ لَنا عِصْمَةً وَ مَلاذاً، وَ اَقَمْتَهُ لَنا قِواماً وَ مَعاذاً، وَ جَعَلْتَهُ لِلْمُؤْمِنينَ مِنّا اِماماً، فَبَلِّغْهُ مِنّا تَحِيَّةً وَ سَلاماً، وَ زِدْنا بِذلِكَ يارَبِّ اِكْراماً، وَ اجْعَلْ مُسْتَقَرَّهُ لَنا مُسْتَقَرّاً وَ مُقاماً، وَ اَتْمِمْ نِعْمَتَكَ بِتَقْديمِكَ اِيّاهُ اَمامَنا حَتّى تُورِدَنا جِنانَكَ (جَنّاتِكَ) وَ مُرافَقَةَ الشُّهَداءِ مِنْ خُلَصائِكَ.
اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ، وَ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ جَدِّهِ وَ رَسُولِكَ السَّيِّدِ الاَكْبَرِ، وَ عَلى اَبيهِ السَّيِّدِ الاَصْغَرِ، وَ جَدَّتِهِ الصِّدّيقَةِ الْكُبْرى فاطِمَةَ بِنْتِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ، وَ عَلى مَنِ اصْطَفَيْتَ مِنْ آبائِهِ الْبَرَرَةِ، وَ عَلَيْهِ اَفْضَلَ وَ اَكْمَلَ وَ اَتَمَّ وَ اَدْوَمَ وَ اَكْثَرَ وَ اَوْفَرَ ما صَلَّيْتَ عَلى اَحَدٍ مِنْ اَصْفِيائِكَ وَ خِيَرَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ، وَ صَلِّ عَلَيْهِ صَلاةً لا غايَةَ لِعَدَدِها وَ لا نِهايَةَ لِمَدَدِها وَ لا نَفادَ لاِمَدِها.
اَللّـهُمَّ وَ اَقِمْ بِهِ الْحَقَّ وَ اَدْحِضْ بِهِ الْباطِلَ وَ اَدِلْ بِهِ اَوْلِياءَكَ وَ اَذْلِلْ بِهِ اَعْداءَكَ وَ صِلِ اللّهُمَّ بَيْنَنا وَ بَيْنَهُ وُصْلَةً تُؤَدّى اِلى مُرافَقَةِ سَلَفِهِ، وَ اجْعَلْنا مِمَّنْ يَأخُذُ بِحُجْزَتِهِمْ، وَ يَمْكُثُ في ظِلِّهِمْ، وَ اَعِنّا عَلى تَأدِيَةِ حُقُوقِهِ اِلَيْهِ، وَ الاْجْتِهادِ في طاعَتِهِ، وَ اجْتِنابِ مَعْصِيَتِهِ، وَ امْنُنْ عَلَيْنا بِرِضاهُ، وَهَبْ لَنا رَأَفَتَهُ وَ رَحْمَتَهُ وَ دُعاءَهُ وَ خَيْرَهُ مانَنالُ بِهِ سَعَةً مِنْ رَحْمَتِكَ وَ فَوْزاً عِنْدَكَ، وَ اجْعَلْ صَلاتَنا بِهِ مَقبُولَةً، وَ ذُنُوبَنا بِهِ مَغْفُورَةً، وَ دُعاءَنا بِهِ مُسْتَجاباً وَ اجْعَلْ اَرْزاقَنا بِهِ مَبْسُوطَةً، وَ هُمُومَنا بِهِ مَكْفِيَّةً، وَ حَوآئِجَنا بِهِ مَقْضِيَّةً، وَ اَقْبِلْ اِلَيْنا بِوَجْهِكَ الْكَريمِ وَ اقْبَلْ تَقَرُّبَنا اِلَيْكَ، وَ انْظُرْ اِلَيْنا نَظْرَةً رَحيمَةً نَسْتَكْمِلُ بِهَا الْكَرامَةَ عِنْدَكَ، ثُمَّ لا تَصْرِفْها عَنّا بِجُودِكَ، وَ اسْقِنا مِنْ حَوْضِ جَدِّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ بِكَأسِهِ وَ بِيَدِهِ رَيّاً رَوِيّاً هَنيئاً سائِغاً لا ظَمَاَ بَعْدَهُ يا أَرْحَمَ الرّاحِمين
يا الله يا الله يا الله يا الله يا الله يا الله يا الله يا الله يا الله يا الله يا حنان يا منان يا كريم يا رحيم أسألك بحقك و بحق رسولك الكريم أبي القاسم محمد صلى الله عليه وآله وسلم وعترته الأطهار عليهم السلام لسماحة السيد الفاطمي الموسوي الجليل ولنا ولجميع المؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات أن تنزل علينا كل خير أحاط به علمك وتكشف عنا كل شر أحاط به علمك , وتوسع في أرزاقنا , وتقضي حوائجنا, وتعمي أبصار الظالمين عنا من الجن والإنس , وتحسن عاقبتنا , وتشافي مرضانا من كل علة وداء وبلاء و تشافينا, وترحم أمواتنا وترحمنا يوم اللحاق بهم إنك أنت أرحم الراحمين
وصلى الله على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال بالقبول الحسن ولا جعله الله تعالى آخر العهد منا لزيارة أوليائه
رغبة في ثوابه
-
- فـاطـمـيـة
- مشاركات: 1747
- اشترك في: الاثنين يوليو 28, 2008 6:20 am
Re: دعــــــاء الندبـــــة
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم وتقبل شفاعتهم واهلك اعدائهم يا الله
اَلْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعالَمينَ وَ صَلَّى اللهُ عَلى سَيِّدِنا مُحَمَّدٍ نَبِيِّهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ تَسْليماً، اَللّـهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ عَلى ما جَرى بِهِ قَضاؤكَ في اَوْلِيائِكَ الَّذينَ اسْتَخْلَصْتَهُمْ لِنَفْسِكَ وَ دينِكَ، اِذِ اخْتَرْتَ لَهُمْ جَزيلَ ما عِنْدَكَ مِنَ النَّعيمِ الْمُقيمِ الَّذي لا زَوالَ لَهُ وَ لاَ اضْمِحْلالَ، بَعْدَ اَنْ شَرَطْتَ عَلَيْهِمُ الزُّهْدَ في دَرَجاتِ هذِهِ الدُّنْيَا الدَّنِيَّةِ وَ زُخْرُفِها وَ زِبْرِجِها، فَشَرَطُوا لَكَ ذلِكَ وَ عَلِمْتَ مِنْهُمُ الْوَفاءَ بِهِ فَقَبِلْتَهُمْ وَ قَرَّبْتَهُمْ، وَ قَدَّمْتَ لَهُمُ الذِّكْرَ الْعَلِيَّ وَ الثَّناءَ الْجَلِىَّ، وَ اَهْبَطْتَ عَلَيْهِمْ مَلائِكَتَكَ وَ كَرَّمْتَهُمْ بِوَحْيِكَ، وَ رَفَدْتَهُمْ بِعِلْمِكَ، وَ جَعَلْتَهُمُ الذَّريعَةَ اِلَيْكَ وَ الْوَسيلَةَ اِلى رِضْوانِكَ، فَبَعْضٌ اَسْكَنْتَهُ جَنَّتَكَ اِلى اَنْ اَخْرَجْتَهُ مِنْها، وَ بَعْضٌ حَمَلْتَهُ في فُلْكِكَ وَ نَجَّيْتَهُ وَ مَنْ آمَنَ مَعَهُ مِنَ الْهَلَكَةِ بِرَحْمَتِكَ، وَ بَعْضٌ اتَّخَذْتَهُ لِنَفْسِكَ خَليلاً وَ سَأَلَكَ لِسانَ صِدْقٍ فِي الاْخِرينَ فَاَجَبْتَهُ وَ جَعَلْتَ ذلِكَ عَلِيّاً، وَ بَعْضٌ كَلَّمْتَهُ مِنْ شَجَـرَةٍ تَكْليماً وَ جَعَلْتَ لَهُ مِنْ اَخيهِ رِدْءاً وَ وَزيراً، وَ بَعْضٌ اَوْلَدْتَهُ مِنْ غَيْرِ اَبٍ وَ آتَيْتَهُ الْبَيِّناتِ وَ اَيَّدْتَهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ، وَ كُلٌّ شَرَعْتَ لَهُ شَريعَةً، وَ نَهَجْتَ لَهُ مِنْهاجاً، وَ تَخَيَّرْتَ لَهُ اَوْصِياءَ، مُسْتَحْفِظاً بَعْدَ مُسْتَحْفِظٍ مِنْ مُدَّةٍ اِلى مُدَّةٍ، اِقامَةً لِدينِكَ، وَ حُجَّةً عَلى عِبادِكَ، وَ لِئَلّا يَزُولَ الْحَقُّ عَنْ مَقَرِّهِ وَ يَغْلِبَ الْباطِلُ عَلى اَهْلِهِ، وَ لا يَقُولَ اَحَدٌ لَوْلا اَرْسَلْتَ اِلَيْنا رَسُولاً مُنْذِراً وَ اَقَمْتَ لَنا عَلَماً هادِياً فَنَتَّبِـعَ آياتِكَ مِنْ قَبْلِ اَنْ نَذِلَّ وَ نَخْزى، اِلى اَنِ انْتَهَيْتَ بالأمْرِ اِلى حَبيبِكَ وَ نَجيبِكَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ، فَكانَ كَمَا انْتَجَبْتَهُ سَيِّدَ مَنْ خَلَقْتَهُ، وَ صَفْوَةَ مَنِ اصْطَفَيْتَهُ، وَ اَفْضَلَ مَنِ اجْتَبَيْتَهُ، وَ اَكْرَمَ مَنِ اعْتَمَدْتَهُ، قَدَّمْتَهُ عَلى اَنْبِيائِكَ، وَ بَعَثْتَهُ اِلَى الثَّقَلَيْنِ مِنْ عِبادِكَ، وَ اَوْطَأتَهُ مَشارِقَكَ وَ مَغارِبَكَ، وَ سَخَّرْتَ لَهُ الْبُراقَ، وَ عَرَجْتَ (به) بِرُوْحِهِ اِلى سَمائِكَ، وَ اَوْدَعْتَهُ عِلْمَ ما كانَ وَما يَكُونُ اِلَى انْقِضاءِ خَلْقِكَ، ثُمَّ نَصَرْتَهُ بِالرُّعْبِ، وَ حَفَفْتَهُ بِجَبْرَئيلَ وَ ميكائيلَ وَ الْمُسَوِّمينَ مِنْ مَلائِكَتِكَ وَ وَعَدْتَهُ اَنْ تُظْهِرَ دينَهُ عَلَى الدّينِ كُلِّهِ وَ لَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ، وَ ذلِكَ بَعْدَ اَنْ بَوَّأتَهُ مَبَوَّأَ صِدْقٍ مِنْ اَهْلِهِ، وَ جَعَلْتَ لَهُ وَ لَهُمْ اَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنّاسِ لَلَّذي بِبَكَّةَ مُبارَكاً وَ هُدىً لِلْعالَمينَ، فيهِ آياتٌ بَيِّناتٌ مَقامُ اِبْراهيمَ وَ مَنْ دَخَلَهُ كانَ آمِناً، وَ قُلْتَ: «اِنَّما يُريدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ اَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهيراً» ثُمَّ جَعَلْتَ اَجْرَ مُحَمَّدٍ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَ آلِهِ مَوَدَّتَهُمْ في كِتابِكَ فَقُلْتَ: «قل لا اسالكم عليه اجرا الا المودة في القربى» وَ قُلْتَ: «ما سَألْتُكُمْ مِنْ اَجْرٍ فَهُو َلَكُمْ» وَ قُلْتَ: «ما اَسْاَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ اَجْرٍ الّا مَنْ شاءَ اَنْ يَتَّخِذَ اِلى رَبِّهِ سَبيلاً»، فَكانُوا هُمُ السَّبيلَ اِلَيْكَ وَ الْمَسْلَكَ اِلى رِضْوانِكَ، فَلَمَّا انْقَضَتْ اَيّامُهُ اَقامَ وَلِيَّهُ عَلِيَّ بْنَ اَبي طالِب صَلَواتُكَ عَلَيْهِما وَ آلِهِما هادِياً، اِذْ كانَ هُوَ الْمُنْذِرَ وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ، فَقالَ وَ الْمَلأُ اَمامَهُ: مَنْ كُنْتُ مَوْلاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلاهُ اَللّـهُمَّ والِ مَنْ والاهُ وَ عادِ مَنْ عاداهُ وَ انْصُرْ مَنْ نَصَرَهُ وَ اخْذُلْ مَنْ خَذَلَهُ، وَ قالَ: مَنْ كُنْتُ اَنَا نَبِيَّهُ فَعَلِيٌّ اَميرُهُ، وَ قالَ: اَنَا وَ عَلِيٌّ مِنْ شَجَرَةٍ واحِدَةٍ وَ سائِرُالنَّاسِ مِنْ شَجَرٍ شَتّى، وَ اَحَلَّهُ مَحَلَّ هارُونَ مِنْ مُوسى، فَقال لَهُ: اَنْتَ مِنّي بِمَنْزِلَةِ هارُونَ مِنْ مُوسى الّا اَنَّهُ لا نَبِيَّ بَعْدي، وَ زَوَّجَهُ ابْنَتَهُ سَيِّدَةَ نِساءِ الْعالَمينَ، وَ اَحَلَّ لَهُ مِنْ مَسْجِدِهِ ما حَلَّ لَهُ، وَ سَدَّ الاْبْوابَ اِلاّ بابَهُ، ثُمَّ اَوْدَعَهُ عِلْمَهُ وَ حِكْمَتَهُ فَقالَ: اَنـَا مَدينَةُ الْعِلْمِ وَ عَلِىٌّ بابُها، فَمَنْ اَرادَ الْمَدينَةَ وَ الْحِكْمَةَ فَلْيَاْتِها مِنْ بابِها، ثُمَّ قالَ: اَنْتَ اَخي وَ وَصِيّي وَ وارِثي، لَحْمُكَ مِنْ لَحْمي وَ دَمُكَ مِنْ دَمي وَ سِلْمُكَ سِلْمي وَ حَرْبُكَ حَرْبي وَ الإيمانُ مُخالِطٌ لَحْمَكَ وَ دَمَكَ كَما خالَطَ لَحْمي وَ دَمي، وَ اَنْتَ غَداً عَلَى الْحَوْضِ خَليفَتي وَ اَنْتَ تَقْضي دَيْني وَ تُنْجِزُ عِداتي وَ شيعَتُكَ عَلى مَنابِرَ مِنْ نُورٍ مُبْيَضَّةً وُجُوهُهُمْ حَوْلي فِي الْجَنَّةِ وَ هُمْ جيراني، وَ لَوْلا اَنْتَ يا عَلِيُّ لَمْ يُعْرَفِ الْمُؤْمِنُونَ بَعْدي، وَ كانَ بَعْدَهُ هُدىً مِنَ الضَّلالِ وَ نُوراً مِنَ الْعَمى، وَ حَبْلَ اللهِ الْمَتينَ وَ صِراطَهُ الْمُسْتَقيمَ، لا يُسْبَقُ بِقَرابَةٍ في رَحِمٍ وَ لا بِسابِقَةٍ في دينٍ، وَ لا يُلْحَقُ في مَنْقَبَةٍ مِنْ مَناقِبِهِ، يَحْذُو حَذْوَ الرَّسُولِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِما وَ آلِهِما، وَ يُقاتِلُ عَلَى التَّأويلِ وَ لا تَأخُذُهُ فِي اللهِ لَوْمَةُ لائِمٍ، قَدْ وَتَرَ فيهِ صَناديدَ الْعَرَبِ وَ قَتَلَ اَبْطالَهُمْ وَ ناوَشَ (ناهش) ذُؤْبانَهُمْ، فَاَوْدَعَ قُلُوبَهُمْ اَحْقاداً بَدْرِيَّةً وَ خَيْبَرِيَّةً وَ حُنَيْنِيَّةً وَ غَيْرَهُنَّ، فَاَضَبَّتْ عَلى عَداوَتِهِ وَ اَكَبَّتْ عَلى مُنابَذَتِهِ، حَتّى قَتَلَ النّاكِثينَ وَ الْقاسِطينَ وَ الْمارِقينَ، وَ لَمّا قَضى نَحْبَهُ وَ قَتَلَهُ اَشْقَى الاْخِرينَ يَتْبَعُ اَشْقَى الاْوَّلينَ، لَمْ يُمْتَثَلْ اَمْرُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ فِي الْهادينَ بَعْدَ الْهادينَ، وَ الاْمَّةُ مُصِرَّةٌ عَلى مَقْتِهِ مُجْتَمِعَةٌ عَلى قَطيعَةِ رَحِمِهِ وَ اِقْصاءِ وُلْدِهِ اِلّا الْقَليلَ مِمَّنْ وَفى لِرِعايَةِ الْحَقِّ فيهِمْ، فَقُتِلَ مَنْ قُتِلَ، وَ سُبِيَ مَنْ سُبِيَ وَ اُقْصِيَ مَنْ اُقْصِيَ وَ جَرَى الْقَضاءُ لَهُمْ بِما يُرْجى لَهُ حُسْنُ الْمَثُوبَةِ، اِذْ كانَتِ الاْرْضُ للهِ يُورِثُها مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَ الْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقينَ، وَ سُبْحانَ رَبِّنا اِنْ كانَ وَعْدُ رَبِّنا لَمَفْعُولاً، وَ لَنْ يُخْلِفَ اللهُ وَعْدَهُ وَ هُوَ الْعَزيزُ الْحَكيمُ.
فَعَلَى الاْطائِبِ مِنْ اَهْلِ بَيْتِ مُحَمَّدٍ وَ عَلِيٍّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِما وَ آلِهِما فَلْيَبْكِ الْباكُونَ، وَ اِيّاهُمْ فَلْيَنْدُبِ النّادِبُونَ، وَ لِمِثْلِهِمْ فَلْتَذْرِفِ (فَلْتًدرِ) الدُّمُوعُ، وَ لْيَصْرُخِ الصّارِخُونَ، وَ يَضِجَّ الضّاجُّونَ، وَ يَعِـجَّ الْعاجُّوَن، اَيْنَ الْحَسَنُ اَيْنَ الْحُسَيْنُ اَيْنَ اَبْناءُ الْحُسَيْنِ، صالِحٌ بَعْدَ صالِـحٍ، وَ صادِقٌ بَعْدَ صادِقٍ، اَيْنَ السَّبيلُ بَعْدَ السَّبيلِ، اَيْنَ الْخِيَرَةُ بَعْدَ الْخِيَرَةِ، اَيْنَ الشُّمُوسُ الطّالِعَةُ، اَيْنَ الاْقْمارُ الْمُنيرَةُ، اَيْنَ الاْنْجُمُ الزّاهِرَةُ، اَيْنَ اَعْلامُ الدّينِ وَ قَواعِدُ الْعِلْمِ، اَيْنَ بَقِيَّةُ اللهِ الَّتي لا تَخْلُو مِنَ الْعِتْرَةِ الْهادِيـَةِ، اَيـْنَ الـْمُعَدُّ لِـقَطْعِ دابِرِ الظَّلَمَةِ، اَيْنَ الْمُنْتَظَرُ لاِقامَةِ الاْمْتِ وَ اْلعِوَجِ، اَيْنَ الْمُرْتَجى لاِزالَةِ الْجَوْرِ وَ الْعُدْوانِ، اَيْنَ الْمُدَّخَرُ لِتَجْديدِ الْفَرآئِضِ و َالسُّنَنِ، اَيْنَ الْمُتَخَيَّرُ لاِعادَةِ الْمِلَّةِ وَ الشَّريعَةِ، اَيْنَ الْمُؤَمَّلُ لاِحْياءِ الْكِتابِ وَ حُدُودِهِ، اَيْنَ مُحْيي مَعالِمِ الدّينِ وَ اَهْلِهِ، اَيْنَ قاصِمُ شَوْكَةِ الْمُعْتَدينَ، اَيْنَ هادِمُ اَبْنِيَةِ الشِّرْكِ وَ النِّفاقِ، اَيْنَ مُبيدُ اَهْلِ الْفُسُوقِ وَ الْعِصْيانِ وَ الطُّغْيانِ، اَيْنَ حاصِدُ فُرُوعِ الْغَيِّ وَ الشِّقاقِ (النِفاقِ)، اَيْنَ طامِسُ آثارِ الزَّيْغِ وَ الاْهْواء، اَيْنَ قاطِعُ حَبائِلِ الْكِذْبِ (الكَذِبِ) وَ الاْفْتِراءِ، اَيْنَ مُبيدُ الْعُتاةِ وَ الْمَرَدَةِ، اَيْنَ مُسْتَأصِلُ اَهْلِ الْعِنادِ وَ التَّضْليلِ وَ الاْلْحادِ، اَيْنَ مُـعِزُّ الاْوْلِياءِ وَ مُذِلُّ الاْعْداءِ، اَيْنَ جامِعُ الْكَلِمَةِ (الكَلِمِ) عَلَى التَّقْوى، اَيْنَ بابُ اللهِ الَّذى مِنْهُ يُؤْتى، اَيْنَ وَجْهُ اللهِ الَّذى اِلَيْهِ يَتَوَجَّهُ الاْوْلِياءُ، اَيْنَ السَّبَبُ الْمُتَّصِلُ بَيْنَ الاْرْضِ وَ السَّماءِ، اَيْنَ صاحِبُ يَوْمِ الْفَتْحِ وَ ناشِرُ رايَةِ الْهُدى، اَيْنَ مُؤَلِّفُ شَمْلِ الصَّلاحِ وَ الرِّضا، اَيْنَ الطّالِبُ بِذُحُولِ الاْنْبِياءِ وَ اَبْناءِ الاْنْبِياءِ، اَيْنَ الطّالِبُ (المُطالِبُ) بِدَمِ الْمَقْتُولِ بِكَرْبَلاءَ، اَيْنَ الْمَنْصُورُ عَلى مَنِ اعْتَدى عَلَيْهِ وَ افْتَرى، اَيْنَ الْمُضْطَرُّ الَّذي يُجابُ اِذا دَعا اَيْنَ صَدْرُ الْخَلائِقِ ذُوالْبِرِّ وَ التَّقْوى، اَيْنَ ابْنُ النَّبِىِّ الْمُصْطَفى، وَ ابْنُ عَلِيٍّ الْمُرْتَضى، وَ ابْنُ خَديجَةَ الْغَرّآءِ، وَ ابْنُ فاطِمَةَ الْكُبْرى، بِاَبي اَنْتَ وَ اُمّي وَ نَفْسي لَكَ الْوِقاءُ وَ الْحِمى، يَا بْنَ السّادَةِ الْمُقَرَّبينَ، يَا بْنَ النُّجَباءِ الاْكْرَمينَ، يَا بْنَ الْهُداةِ الْمَهْدِيّينَ (المُهْتَدينَ)، يَا بْنَ الْخِيَرَةِ الْمُهَذَّبينَ، يَا بْنَ الْغَطارِفَةِ الاْنْجَبينَ، يَا بْنَ الاْطائِبِ الْمُطَهَّرينَ (المُتَطَهْريِنَ)، يَا بْنَ الْخَضارِمَةِ الْمُنْتَجَبينَ، يَا بْنَ الْقَماقِمَةِ الاْكْرَمينَ (الأكْبَرينَ)، يَا بْنَ الْبُدُورِ الْمُنيرَةِ، يَا بْنَ السُّرُجِ الْمُضيئَةِ، يَا بْنَ الشُّهُبِ الثّاقِبَةِ، يَا بْنَ الاْنْجُمِ الزّاهِرَةِ، يَا بْنَ السُّبُلِ الْواضِحَةِ، يَا بْنَ الاْعْلامِ الّلائِحَةِ، يَا بْنَ الْعُلُومِ الْكامِلَةِ، يَا بْنَ السُّنَنِ الْمَشْهُورَةِ، يَا بْنَ الْمَعالِمِ الْمَأثُورَةِ، يَا بْنَ الْمُعْجِزاتِ الْمَوْجُودَةِ، يَا بْنَ الدَّلائِلِ الْمَشْهُودَةِ (المَشْهُورَةِ)، يَا بْنَ الصـِّراطِ الْمُسْتَقيمِ، يَا بْنَ النَّبَأِ الْعَظيمِ، يَا بْنَ مَنْ هُوَ في اُمِّ الْكِتابِ لَدَى اللهِ عَلِيٌّ حَكيمٌ، يَا بْنَ الآياتِ وَ الْبَيِّناتِ، يَا بْنَ الدَّلائِلِ الظّاهِراتِ، يَا بْنَ الْبَراهينِ الْواضِحاتِ الْباهِراتِ، يَا بْنَ الْحُجَجِ الْبالِغاتِ، يَا بْنَ النِّعَمِ السّابِغاتِ، يَا بْنَ طه وَ الْـمُحْكَماتِ، يَا بْنَ يس وَ الذّارِياتِ، يَا بْنَ الطُّورِ وَ الْعادِياتِ، يَا بْنَ مَنْ دَنا فَتَدَلّى فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ اَوْ اَدْنى دُنُوّاً وَ اقْتِراباً مِنَ الْعَلِيِّ الاْعْلى، لَيْتَ شِعْري اَيْنَ اسْتَقَرَّتْ بِكَ النَّوى، بَلْ اَيُّ اَرْضٍ تُقِلُّكَ اَوْ ثَرى، اَبِرَضْوى اَوْ غَيْرِها اَمْ ذي طُوى، عَزيزٌ عَلَيَّ اَنْ اَرَى الْخَلْقَ وَ لا تُرى وَ لا اَسْمَعُ لَكَ حَسيساً وَ لا نَجْوى، عَزيزٌ عَلَيَّ اَنْ (لا تُحِيطَ بِيَ دُونكَ) تُحيطَ بِكَ دُونِيَ الْبَلْوى وَ لا يَنالُكَ مِنّي ضَجيجٌ وَ لا شَكْوى، بِنَفْسي اَنْتَ مِنْ مُغَيَّبٍ لَمْ يَخْلُ مِنّا، بِنَفْسي اَنْتَ مِنْ نازِحٍ ما نَزَحَ (يَنْزِحُ) عَنّا، بِنَفْسي اَنْتَ اُمْنِيَّةُ شائِقٍ يَتَمَنّى، مِنْ مُؤْمِن وَ مُؤْمِنَةٍ ذَكَرا فَحَنّا، بِنَفْسي اَنْتَ مِنْ عَقيدِ عِزٍّ لايُسامى، بِنَفْسي اَنْتَ مِنْ اَثيلِ مَجْدٍ لا يُجارى، بِنَفْسي اَنْتَ مِنْ تِلادِ نِعَمٍ لا تُضاهى، بِنَفْسي اَنْتَ مِنْ نَصيفِ شَرَفٍ لا يُساوى، اِلى مَتى اَحارُ فيكَ يا مَوْلايَ وَ اِلى مَتي، وَ اَىَّ خِطابٍ اَصِفُ فيكَ وَ اَيَّ نَجْوى، عَزيزٌ عَلَيَّ اَنْ اُجابَ دُونَكَ وَ اُناغى، عَزيزٌ عَلَيَّ اَنْ اَبْكِيَكَ وَ يَخْذُلَكَ الْوَرى، عَزيزٌ عَلَيَّ اَنْ يَجْرِيَ عَلَيْكَ دُونَهُمْ ما جَرى، هَلْ مِنْ مُعينٍ فَاُطيلَ مَعَهُ الْعَويلَ وَ الْبُكاءَ، هَلْ مِنْ جَزُوعٍ فَاُساعِدَ جَزَعَهُ اِذا خَلا، هَلْ قَذِيَتْ عَيْنٌ فَساعَدَتْها عَيْني عَلَى الْقَذى، هَلْ اِلَيْكَ يَا بْنَ اَحْمَدَ سَبيلٌ فَتُلْقى، هَلْ يَتَّصِلُ يَوْمُنا مِنْكَ بِعِدَةٍ فَنَحْظى، مَتى نَرِدُ مَناهِلَكَ الرَّوِيَّةَ فَنَرْوى، مَتى نَنْتَقِعُ مِنْ عَذْبِ مائِكَ فَقَدْ طالَ الصَّدى، مَتى نُغاديكَ وَ نُراوِحُكَ فَنُقِرَّ عَيْناً (فَتَقُرُ عًيًوننا)، مَتى تَرانا وَ نَراكَ وَ قَدْ نَشَرْتَ لِواءَ النَّصْرِ تُرى، اَتَرانا نَحُفُّ بِكَ وَ اَنْتَ تَاُمُّ الْمَلاَ وَ قَدْ مَلأْتَ الاْرْضَ عَدْلاً وَ اَذَقْتَ اَعْداءَكَ هَواناً وَ عِقاباً، وَ اَبَرْتَ الْعُتاةَ وَ جَحَدَةَ الْحَقِّ، وَ قَطَعْتَ دابِرَ الْمُتَكَبِّرينَ، وَ اجْتَثَثْتَ اُصُولَ الظّالِمينَ، وَ نَحْنُ نَقُولُ الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعالَمينَ.
اَللّـهُمَّ اَنْتَ كَشّافُ ْالكُرَبِ وَ الْبَلْوى، وَ اِلَيْكَ اَسْتَعْدى فَعِنْدَكَ الْعَدْوى، وَ اَنْتَ رَبُّ الاْخِرَةِ وَ الدُّنْيا (الاُولي)، فَاَغِثْ يا غِياثَ الْمُسْتَغيثينَ عُبَيْدَكَ الْمُبْتَلى، وَ اَرِهِ سَيِّدَهُ يا شَديدَ الْقُوى، وَ اَزِلْ عَنْهُ بِهِ الاْسى وَ الْجَوى، وَ بَرِّدْ غَليلَهُ يا مَنْ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى، وَ مَنْ اِلَيْهِ الرُّجْعى وَ الْمُنْتَهى.
اَللّـهُمَّ وَ نَحْنُ عَبيدُكَ التّائِقُونَ (الشائقون) اِلى وَلِيِّكَ الْمُذَكِّرِ بِكَ وَ بِنَبِيِّكَ، خَلَقْتَهُ لَنا عِصْمَةً وَ مَلاذاً، وَ اَقَمْتَهُ لَنا قِواماً وَ مَعاذاً، وَ جَعَلْتَهُ لِلْمُؤْمِنينَ مِنّا اِماماً، فَبَلِّغْهُ مِنّا تَحِيَّةً وَ سَلاماً، وَ زِدْنا بِذلِكَ يارَبِّ اِكْراماً، وَ اجْعَلْ مُسْتَقَرَّهُ لَنا مُسْتَقَرّاً وَ مُقاماً، وَ اَتْمِمْ نِعْمَتَكَ بِتَقْديمِكَ اِيّاهُ اَمامَنا حَتّى تُورِدَنا جِنانَكَ (جَنّاتِكَ) وَ مُرافَقَةَ الشُّهَداءِ مِنْ خُلَصائِكَ.
اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ، وَ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ جَدِّهِ وَ رَسُولِكَ السَّيِّدِ الاَكْبَرِ، وَ عَلى اَبيهِ السَّيِّدِ الاَصْغَرِ، وَ جَدَّتِهِ الصِّدّيقَةِ الْكُبْرى فاطِمَةَ بِنْتِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ، وَ عَلى مَنِ اصْطَفَيْتَ مِنْ آبائِهِ الْبَرَرَةِ، وَ عَلَيْهِ اَفْضَلَ وَ اَكْمَلَ وَ اَتَمَّ وَ اَدْوَمَ وَ اَكْثَرَ وَ اَوْفَرَ ما صَلَّيْتَ عَلى اَحَدٍ مِنْ اَصْفِيائِكَ وَ خِيَرَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ، وَ صَلِّ عَلَيْهِ صَلاةً لا غايَةَ لِعَدَدِها وَ لا نِهايَةَ لِمَدَدِها وَ لا نَفادَ لاِمَدِها.
اَللّـهُمَّ وَ اَقِمْ بِهِ الْحَقَّ وَ اَدْحِضْ بِهِ الْباطِلَ وَ اَدِلْ بِهِ اَوْلِياءَكَ وَ اَذْلِلْ بِهِ اَعْداءَكَ وَ صِلِ اللّهُمَّ بَيْنَنا وَ بَيْنَهُ وُصْلَةً تُؤَدّى اِلى مُرافَقَةِ سَلَفِهِ، وَ اجْعَلْنا مِمَّنْ يَأخُذُ بِحُجْزَتِهِمْ، وَ يَمْكُثُ في ظِلِّهِمْ، وَ اَعِنّا عَلى تَأدِيَةِ حُقُوقِهِ اِلَيْهِ، وَ الاْجْتِهادِ في طاعَتِهِ، وَ اجْتِنابِ مَعْصِيَتِهِ، وَ امْنُنْ عَلَيْنا بِرِضاهُ، وَهَبْ لَنا رَأَفَتَهُ وَ رَحْمَتَهُ وَ دُعاءَهُ وَ خَيْرَهُ مانَنالُ بِهِ سَعَةً مِنْ رَحْمَتِكَ وَ فَوْزاً عِنْدَكَ، وَ اجْعَلْ صَلاتَنا بِهِ مَقبُولَةً، وَ ذُنُوبَنا بِهِ مَغْفُورَةً، وَ دُعاءَنا بِهِ مُسْتَجاباً وَ اجْعَلْ اَرْزاقَنا بِهِ مَبْسُوطَةً، وَ هُمُومَنا بِهِ مَكْفِيَّةً، وَ حَوآئِجَنا بِهِ مَقْضِيَّةً، وَ اَقْبِلْ اِلَيْنا بِوَجْهِكَ الْكَريمِ وَ اقْبَلْ تَقَرُّبَنا اِلَيْكَ، وَ انْظُرْ اِلَيْنا نَظْرَةً رَحيمَةً نَسْتَكْمِلُ بِهَا الْكَرامَةَ عِنْدَكَ، ثُمَّ لا تَصْرِفْها عَنّا بِجُودِكَ، وَ اسْقِنا مِنْ حَوْضِ جَدِّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ بِكَأسِهِ وَ بِيَدِهِ رَيّاً رَوِيّاً هَنيئاً سائِغاً لا ظَمَاَ بَعْدَهُ يا أَرْحَمَ الرّاحِمين
اَلْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعالَمينَ وَ صَلَّى اللهُ عَلى سَيِّدِنا مُحَمَّدٍ نَبِيِّهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ تَسْليماً، اَللّـهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ عَلى ما جَرى بِهِ قَضاؤكَ في اَوْلِيائِكَ الَّذينَ اسْتَخْلَصْتَهُمْ لِنَفْسِكَ وَ دينِكَ، اِذِ اخْتَرْتَ لَهُمْ جَزيلَ ما عِنْدَكَ مِنَ النَّعيمِ الْمُقيمِ الَّذي لا زَوالَ لَهُ وَ لاَ اضْمِحْلالَ، بَعْدَ اَنْ شَرَطْتَ عَلَيْهِمُ الزُّهْدَ في دَرَجاتِ هذِهِ الدُّنْيَا الدَّنِيَّةِ وَ زُخْرُفِها وَ زِبْرِجِها، فَشَرَطُوا لَكَ ذلِكَ وَ عَلِمْتَ مِنْهُمُ الْوَفاءَ بِهِ فَقَبِلْتَهُمْ وَ قَرَّبْتَهُمْ، وَ قَدَّمْتَ لَهُمُ الذِّكْرَ الْعَلِيَّ وَ الثَّناءَ الْجَلِىَّ، وَ اَهْبَطْتَ عَلَيْهِمْ مَلائِكَتَكَ وَ كَرَّمْتَهُمْ بِوَحْيِكَ، وَ رَفَدْتَهُمْ بِعِلْمِكَ، وَ جَعَلْتَهُمُ الذَّريعَةَ اِلَيْكَ وَ الْوَسيلَةَ اِلى رِضْوانِكَ، فَبَعْضٌ اَسْكَنْتَهُ جَنَّتَكَ اِلى اَنْ اَخْرَجْتَهُ مِنْها، وَ بَعْضٌ حَمَلْتَهُ في فُلْكِكَ وَ نَجَّيْتَهُ وَ مَنْ آمَنَ مَعَهُ مِنَ الْهَلَكَةِ بِرَحْمَتِكَ، وَ بَعْضٌ اتَّخَذْتَهُ لِنَفْسِكَ خَليلاً وَ سَأَلَكَ لِسانَ صِدْقٍ فِي الاْخِرينَ فَاَجَبْتَهُ وَ جَعَلْتَ ذلِكَ عَلِيّاً، وَ بَعْضٌ كَلَّمْتَهُ مِنْ شَجَـرَةٍ تَكْليماً وَ جَعَلْتَ لَهُ مِنْ اَخيهِ رِدْءاً وَ وَزيراً، وَ بَعْضٌ اَوْلَدْتَهُ مِنْ غَيْرِ اَبٍ وَ آتَيْتَهُ الْبَيِّناتِ وَ اَيَّدْتَهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ، وَ كُلٌّ شَرَعْتَ لَهُ شَريعَةً، وَ نَهَجْتَ لَهُ مِنْهاجاً، وَ تَخَيَّرْتَ لَهُ اَوْصِياءَ، مُسْتَحْفِظاً بَعْدَ مُسْتَحْفِظٍ مِنْ مُدَّةٍ اِلى مُدَّةٍ، اِقامَةً لِدينِكَ، وَ حُجَّةً عَلى عِبادِكَ، وَ لِئَلّا يَزُولَ الْحَقُّ عَنْ مَقَرِّهِ وَ يَغْلِبَ الْباطِلُ عَلى اَهْلِهِ، وَ لا يَقُولَ اَحَدٌ لَوْلا اَرْسَلْتَ اِلَيْنا رَسُولاً مُنْذِراً وَ اَقَمْتَ لَنا عَلَماً هادِياً فَنَتَّبِـعَ آياتِكَ مِنْ قَبْلِ اَنْ نَذِلَّ وَ نَخْزى، اِلى اَنِ انْتَهَيْتَ بالأمْرِ اِلى حَبيبِكَ وَ نَجيبِكَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ، فَكانَ كَمَا انْتَجَبْتَهُ سَيِّدَ مَنْ خَلَقْتَهُ، وَ صَفْوَةَ مَنِ اصْطَفَيْتَهُ، وَ اَفْضَلَ مَنِ اجْتَبَيْتَهُ، وَ اَكْرَمَ مَنِ اعْتَمَدْتَهُ، قَدَّمْتَهُ عَلى اَنْبِيائِكَ، وَ بَعَثْتَهُ اِلَى الثَّقَلَيْنِ مِنْ عِبادِكَ، وَ اَوْطَأتَهُ مَشارِقَكَ وَ مَغارِبَكَ، وَ سَخَّرْتَ لَهُ الْبُراقَ، وَ عَرَجْتَ (به) بِرُوْحِهِ اِلى سَمائِكَ، وَ اَوْدَعْتَهُ عِلْمَ ما كانَ وَما يَكُونُ اِلَى انْقِضاءِ خَلْقِكَ، ثُمَّ نَصَرْتَهُ بِالرُّعْبِ، وَ حَفَفْتَهُ بِجَبْرَئيلَ وَ ميكائيلَ وَ الْمُسَوِّمينَ مِنْ مَلائِكَتِكَ وَ وَعَدْتَهُ اَنْ تُظْهِرَ دينَهُ عَلَى الدّينِ كُلِّهِ وَ لَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ، وَ ذلِكَ بَعْدَ اَنْ بَوَّأتَهُ مَبَوَّأَ صِدْقٍ مِنْ اَهْلِهِ، وَ جَعَلْتَ لَهُ وَ لَهُمْ اَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنّاسِ لَلَّذي بِبَكَّةَ مُبارَكاً وَ هُدىً لِلْعالَمينَ، فيهِ آياتٌ بَيِّناتٌ مَقامُ اِبْراهيمَ وَ مَنْ دَخَلَهُ كانَ آمِناً، وَ قُلْتَ: «اِنَّما يُريدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ اَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهيراً» ثُمَّ جَعَلْتَ اَجْرَ مُحَمَّدٍ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَ آلِهِ مَوَدَّتَهُمْ في كِتابِكَ فَقُلْتَ: «قل لا اسالكم عليه اجرا الا المودة في القربى» وَ قُلْتَ: «ما سَألْتُكُمْ مِنْ اَجْرٍ فَهُو َلَكُمْ» وَ قُلْتَ: «ما اَسْاَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ اَجْرٍ الّا مَنْ شاءَ اَنْ يَتَّخِذَ اِلى رَبِّهِ سَبيلاً»، فَكانُوا هُمُ السَّبيلَ اِلَيْكَ وَ الْمَسْلَكَ اِلى رِضْوانِكَ، فَلَمَّا انْقَضَتْ اَيّامُهُ اَقامَ وَلِيَّهُ عَلِيَّ بْنَ اَبي طالِب صَلَواتُكَ عَلَيْهِما وَ آلِهِما هادِياً، اِذْ كانَ هُوَ الْمُنْذِرَ وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ، فَقالَ وَ الْمَلأُ اَمامَهُ: مَنْ كُنْتُ مَوْلاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلاهُ اَللّـهُمَّ والِ مَنْ والاهُ وَ عادِ مَنْ عاداهُ وَ انْصُرْ مَنْ نَصَرَهُ وَ اخْذُلْ مَنْ خَذَلَهُ، وَ قالَ: مَنْ كُنْتُ اَنَا نَبِيَّهُ فَعَلِيٌّ اَميرُهُ، وَ قالَ: اَنَا وَ عَلِيٌّ مِنْ شَجَرَةٍ واحِدَةٍ وَ سائِرُالنَّاسِ مِنْ شَجَرٍ شَتّى، وَ اَحَلَّهُ مَحَلَّ هارُونَ مِنْ مُوسى، فَقال لَهُ: اَنْتَ مِنّي بِمَنْزِلَةِ هارُونَ مِنْ مُوسى الّا اَنَّهُ لا نَبِيَّ بَعْدي، وَ زَوَّجَهُ ابْنَتَهُ سَيِّدَةَ نِساءِ الْعالَمينَ، وَ اَحَلَّ لَهُ مِنْ مَسْجِدِهِ ما حَلَّ لَهُ، وَ سَدَّ الاْبْوابَ اِلاّ بابَهُ، ثُمَّ اَوْدَعَهُ عِلْمَهُ وَ حِكْمَتَهُ فَقالَ: اَنـَا مَدينَةُ الْعِلْمِ وَ عَلِىٌّ بابُها، فَمَنْ اَرادَ الْمَدينَةَ وَ الْحِكْمَةَ فَلْيَاْتِها مِنْ بابِها، ثُمَّ قالَ: اَنْتَ اَخي وَ وَصِيّي وَ وارِثي، لَحْمُكَ مِنْ لَحْمي وَ دَمُكَ مِنْ دَمي وَ سِلْمُكَ سِلْمي وَ حَرْبُكَ حَرْبي وَ الإيمانُ مُخالِطٌ لَحْمَكَ وَ دَمَكَ كَما خالَطَ لَحْمي وَ دَمي، وَ اَنْتَ غَداً عَلَى الْحَوْضِ خَليفَتي وَ اَنْتَ تَقْضي دَيْني وَ تُنْجِزُ عِداتي وَ شيعَتُكَ عَلى مَنابِرَ مِنْ نُورٍ مُبْيَضَّةً وُجُوهُهُمْ حَوْلي فِي الْجَنَّةِ وَ هُمْ جيراني، وَ لَوْلا اَنْتَ يا عَلِيُّ لَمْ يُعْرَفِ الْمُؤْمِنُونَ بَعْدي، وَ كانَ بَعْدَهُ هُدىً مِنَ الضَّلالِ وَ نُوراً مِنَ الْعَمى، وَ حَبْلَ اللهِ الْمَتينَ وَ صِراطَهُ الْمُسْتَقيمَ، لا يُسْبَقُ بِقَرابَةٍ في رَحِمٍ وَ لا بِسابِقَةٍ في دينٍ، وَ لا يُلْحَقُ في مَنْقَبَةٍ مِنْ مَناقِبِهِ، يَحْذُو حَذْوَ الرَّسُولِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِما وَ آلِهِما، وَ يُقاتِلُ عَلَى التَّأويلِ وَ لا تَأخُذُهُ فِي اللهِ لَوْمَةُ لائِمٍ، قَدْ وَتَرَ فيهِ صَناديدَ الْعَرَبِ وَ قَتَلَ اَبْطالَهُمْ وَ ناوَشَ (ناهش) ذُؤْبانَهُمْ، فَاَوْدَعَ قُلُوبَهُمْ اَحْقاداً بَدْرِيَّةً وَ خَيْبَرِيَّةً وَ حُنَيْنِيَّةً وَ غَيْرَهُنَّ، فَاَضَبَّتْ عَلى عَداوَتِهِ وَ اَكَبَّتْ عَلى مُنابَذَتِهِ، حَتّى قَتَلَ النّاكِثينَ وَ الْقاسِطينَ وَ الْمارِقينَ، وَ لَمّا قَضى نَحْبَهُ وَ قَتَلَهُ اَشْقَى الاْخِرينَ يَتْبَعُ اَشْقَى الاْوَّلينَ، لَمْ يُمْتَثَلْ اَمْرُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ فِي الْهادينَ بَعْدَ الْهادينَ، وَ الاْمَّةُ مُصِرَّةٌ عَلى مَقْتِهِ مُجْتَمِعَةٌ عَلى قَطيعَةِ رَحِمِهِ وَ اِقْصاءِ وُلْدِهِ اِلّا الْقَليلَ مِمَّنْ وَفى لِرِعايَةِ الْحَقِّ فيهِمْ، فَقُتِلَ مَنْ قُتِلَ، وَ سُبِيَ مَنْ سُبِيَ وَ اُقْصِيَ مَنْ اُقْصِيَ وَ جَرَى الْقَضاءُ لَهُمْ بِما يُرْجى لَهُ حُسْنُ الْمَثُوبَةِ، اِذْ كانَتِ الاْرْضُ للهِ يُورِثُها مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَ الْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقينَ، وَ سُبْحانَ رَبِّنا اِنْ كانَ وَعْدُ رَبِّنا لَمَفْعُولاً، وَ لَنْ يُخْلِفَ اللهُ وَعْدَهُ وَ هُوَ الْعَزيزُ الْحَكيمُ.
فَعَلَى الاْطائِبِ مِنْ اَهْلِ بَيْتِ مُحَمَّدٍ وَ عَلِيٍّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِما وَ آلِهِما فَلْيَبْكِ الْباكُونَ، وَ اِيّاهُمْ فَلْيَنْدُبِ النّادِبُونَ، وَ لِمِثْلِهِمْ فَلْتَذْرِفِ (فَلْتًدرِ) الدُّمُوعُ، وَ لْيَصْرُخِ الصّارِخُونَ، وَ يَضِجَّ الضّاجُّونَ، وَ يَعِـجَّ الْعاجُّوَن، اَيْنَ الْحَسَنُ اَيْنَ الْحُسَيْنُ اَيْنَ اَبْناءُ الْحُسَيْنِ، صالِحٌ بَعْدَ صالِـحٍ، وَ صادِقٌ بَعْدَ صادِقٍ، اَيْنَ السَّبيلُ بَعْدَ السَّبيلِ، اَيْنَ الْخِيَرَةُ بَعْدَ الْخِيَرَةِ، اَيْنَ الشُّمُوسُ الطّالِعَةُ، اَيْنَ الاْقْمارُ الْمُنيرَةُ، اَيْنَ الاْنْجُمُ الزّاهِرَةُ، اَيْنَ اَعْلامُ الدّينِ وَ قَواعِدُ الْعِلْمِ، اَيْنَ بَقِيَّةُ اللهِ الَّتي لا تَخْلُو مِنَ الْعِتْرَةِ الْهادِيـَةِ، اَيـْنَ الـْمُعَدُّ لِـقَطْعِ دابِرِ الظَّلَمَةِ، اَيْنَ الْمُنْتَظَرُ لاِقامَةِ الاْمْتِ وَ اْلعِوَجِ، اَيْنَ الْمُرْتَجى لاِزالَةِ الْجَوْرِ وَ الْعُدْوانِ، اَيْنَ الْمُدَّخَرُ لِتَجْديدِ الْفَرآئِضِ و َالسُّنَنِ، اَيْنَ الْمُتَخَيَّرُ لاِعادَةِ الْمِلَّةِ وَ الشَّريعَةِ، اَيْنَ الْمُؤَمَّلُ لاِحْياءِ الْكِتابِ وَ حُدُودِهِ، اَيْنَ مُحْيي مَعالِمِ الدّينِ وَ اَهْلِهِ، اَيْنَ قاصِمُ شَوْكَةِ الْمُعْتَدينَ، اَيْنَ هادِمُ اَبْنِيَةِ الشِّرْكِ وَ النِّفاقِ، اَيْنَ مُبيدُ اَهْلِ الْفُسُوقِ وَ الْعِصْيانِ وَ الطُّغْيانِ، اَيْنَ حاصِدُ فُرُوعِ الْغَيِّ وَ الشِّقاقِ (النِفاقِ)، اَيْنَ طامِسُ آثارِ الزَّيْغِ وَ الاْهْواء، اَيْنَ قاطِعُ حَبائِلِ الْكِذْبِ (الكَذِبِ) وَ الاْفْتِراءِ، اَيْنَ مُبيدُ الْعُتاةِ وَ الْمَرَدَةِ، اَيْنَ مُسْتَأصِلُ اَهْلِ الْعِنادِ وَ التَّضْليلِ وَ الاْلْحادِ، اَيْنَ مُـعِزُّ الاْوْلِياءِ وَ مُذِلُّ الاْعْداءِ، اَيْنَ جامِعُ الْكَلِمَةِ (الكَلِمِ) عَلَى التَّقْوى، اَيْنَ بابُ اللهِ الَّذى مِنْهُ يُؤْتى، اَيْنَ وَجْهُ اللهِ الَّذى اِلَيْهِ يَتَوَجَّهُ الاْوْلِياءُ، اَيْنَ السَّبَبُ الْمُتَّصِلُ بَيْنَ الاْرْضِ وَ السَّماءِ، اَيْنَ صاحِبُ يَوْمِ الْفَتْحِ وَ ناشِرُ رايَةِ الْهُدى، اَيْنَ مُؤَلِّفُ شَمْلِ الصَّلاحِ وَ الرِّضا، اَيْنَ الطّالِبُ بِذُحُولِ الاْنْبِياءِ وَ اَبْناءِ الاْنْبِياءِ، اَيْنَ الطّالِبُ (المُطالِبُ) بِدَمِ الْمَقْتُولِ بِكَرْبَلاءَ، اَيْنَ الْمَنْصُورُ عَلى مَنِ اعْتَدى عَلَيْهِ وَ افْتَرى، اَيْنَ الْمُضْطَرُّ الَّذي يُجابُ اِذا دَعا اَيْنَ صَدْرُ الْخَلائِقِ ذُوالْبِرِّ وَ التَّقْوى، اَيْنَ ابْنُ النَّبِىِّ الْمُصْطَفى، وَ ابْنُ عَلِيٍّ الْمُرْتَضى، وَ ابْنُ خَديجَةَ الْغَرّآءِ، وَ ابْنُ فاطِمَةَ الْكُبْرى، بِاَبي اَنْتَ وَ اُمّي وَ نَفْسي لَكَ الْوِقاءُ وَ الْحِمى، يَا بْنَ السّادَةِ الْمُقَرَّبينَ، يَا بْنَ النُّجَباءِ الاْكْرَمينَ، يَا بْنَ الْهُداةِ الْمَهْدِيّينَ (المُهْتَدينَ)، يَا بْنَ الْخِيَرَةِ الْمُهَذَّبينَ، يَا بْنَ الْغَطارِفَةِ الاْنْجَبينَ، يَا بْنَ الاْطائِبِ الْمُطَهَّرينَ (المُتَطَهْريِنَ)، يَا بْنَ الْخَضارِمَةِ الْمُنْتَجَبينَ، يَا بْنَ الْقَماقِمَةِ الاْكْرَمينَ (الأكْبَرينَ)، يَا بْنَ الْبُدُورِ الْمُنيرَةِ، يَا بْنَ السُّرُجِ الْمُضيئَةِ، يَا بْنَ الشُّهُبِ الثّاقِبَةِ، يَا بْنَ الاْنْجُمِ الزّاهِرَةِ، يَا بْنَ السُّبُلِ الْواضِحَةِ، يَا بْنَ الاْعْلامِ الّلائِحَةِ، يَا بْنَ الْعُلُومِ الْكامِلَةِ، يَا بْنَ السُّنَنِ الْمَشْهُورَةِ، يَا بْنَ الْمَعالِمِ الْمَأثُورَةِ، يَا بْنَ الْمُعْجِزاتِ الْمَوْجُودَةِ، يَا بْنَ الدَّلائِلِ الْمَشْهُودَةِ (المَشْهُورَةِ)، يَا بْنَ الصـِّراطِ الْمُسْتَقيمِ، يَا بْنَ النَّبَأِ الْعَظيمِ، يَا بْنَ مَنْ هُوَ في اُمِّ الْكِتابِ لَدَى اللهِ عَلِيٌّ حَكيمٌ، يَا بْنَ الآياتِ وَ الْبَيِّناتِ، يَا بْنَ الدَّلائِلِ الظّاهِراتِ، يَا بْنَ الْبَراهينِ الْواضِحاتِ الْباهِراتِ، يَا بْنَ الْحُجَجِ الْبالِغاتِ، يَا بْنَ النِّعَمِ السّابِغاتِ، يَا بْنَ طه وَ الْـمُحْكَماتِ، يَا بْنَ يس وَ الذّارِياتِ، يَا بْنَ الطُّورِ وَ الْعادِياتِ، يَا بْنَ مَنْ دَنا فَتَدَلّى فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ اَوْ اَدْنى دُنُوّاً وَ اقْتِراباً مِنَ الْعَلِيِّ الاْعْلى، لَيْتَ شِعْري اَيْنَ اسْتَقَرَّتْ بِكَ النَّوى، بَلْ اَيُّ اَرْضٍ تُقِلُّكَ اَوْ ثَرى، اَبِرَضْوى اَوْ غَيْرِها اَمْ ذي طُوى، عَزيزٌ عَلَيَّ اَنْ اَرَى الْخَلْقَ وَ لا تُرى وَ لا اَسْمَعُ لَكَ حَسيساً وَ لا نَجْوى، عَزيزٌ عَلَيَّ اَنْ (لا تُحِيطَ بِيَ دُونكَ) تُحيطَ بِكَ دُونِيَ الْبَلْوى وَ لا يَنالُكَ مِنّي ضَجيجٌ وَ لا شَكْوى، بِنَفْسي اَنْتَ مِنْ مُغَيَّبٍ لَمْ يَخْلُ مِنّا، بِنَفْسي اَنْتَ مِنْ نازِحٍ ما نَزَحَ (يَنْزِحُ) عَنّا، بِنَفْسي اَنْتَ اُمْنِيَّةُ شائِقٍ يَتَمَنّى، مِنْ مُؤْمِن وَ مُؤْمِنَةٍ ذَكَرا فَحَنّا، بِنَفْسي اَنْتَ مِنْ عَقيدِ عِزٍّ لايُسامى، بِنَفْسي اَنْتَ مِنْ اَثيلِ مَجْدٍ لا يُجارى، بِنَفْسي اَنْتَ مِنْ تِلادِ نِعَمٍ لا تُضاهى، بِنَفْسي اَنْتَ مِنْ نَصيفِ شَرَفٍ لا يُساوى، اِلى مَتى اَحارُ فيكَ يا مَوْلايَ وَ اِلى مَتي، وَ اَىَّ خِطابٍ اَصِفُ فيكَ وَ اَيَّ نَجْوى، عَزيزٌ عَلَيَّ اَنْ اُجابَ دُونَكَ وَ اُناغى، عَزيزٌ عَلَيَّ اَنْ اَبْكِيَكَ وَ يَخْذُلَكَ الْوَرى، عَزيزٌ عَلَيَّ اَنْ يَجْرِيَ عَلَيْكَ دُونَهُمْ ما جَرى، هَلْ مِنْ مُعينٍ فَاُطيلَ مَعَهُ الْعَويلَ وَ الْبُكاءَ، هَلْ مِنْ جَزُوعٍ فَاُساعِدَ جَزَعَهُ اِذا خَلا، هَلْ قَذِيَتْ عَيْنٌ فَساعَدَتْها عَيْني عَلَى الْقَذى، هَلْ اِلَيْكَ يَا بْنَ اَحْمَدَ سَبيلٌ فَتُلْقى، هَلْ يَتَّصِلُ يَوْمُنا مِنْكَ بِعِدَةٍ فَنَحْظى، مَتى نَرِدُ مَناهِلَكَ الرَّوِيَّةَ فَنَرْوى، مَتى نَنْتَقِعُ مِنْ عَذْبِ مائِكَ فَقَدْ طالَ الصَّدى، مَتى نُغاديكَ وَ نُراوِحُكَ فَنُقِرَّ عَيْناً (فَتَقُرُ عًيًوننا)، مَتى تَرانا وَ نَراكَ وَ قَدْ نَشَرْتَ لِواءَ النَّصْرِ تُرى، اَتَرانا نَحُفُّ بِكَ وَ اَنْتَ تَاُمُّ الْمَلاَ وَ قَدْ مَلأْتَ الاْرْضَ عَدْلاً وَ اَذَقْتَ اَعْداءَكَ هَواناً وَ عِقاباً، وَ اَبَرْتَ الْعُتاةَ وَ جَحَدَةَ الْحَقِّ، وَ قَطَعْتَ دابِرَ الْمُتَكَبِّرينَ، وَ اجْتَثَثْتَ اُصُولَ الظّالِمينَ، وَ نَحْنُ نَقُولُ الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعالَمينَ.
اَللّـهُمَّ اَنْتَ كَشّافُ ْالكُرَبِ وَ الْبَلْوى، وَ اِلَيْكَ اَسْتَعْدى فَعِنْدَكَ الْعَدْوى، وَ اَنْتَ رَبُّ الاْخِرَةِ وَ الدُّنْيا (الاُولي)، فَاَغِثْ يا غِياثَ الْمُسْتَغيثينَ عُبَيْدَكَ الْمُبْتَلى، وَ اَرِهِ سَيِّدَهُ يا شَديدَ الْقُوى، وَ اَزِلْ عَنْهُ بِهِ الاْسى وَ الْجَوى، وَ بَرِّدْ غَليلَهُ يا مَنْ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى، وَ مَنْ اِلَيْهِ الرُّجْعى وَ الْمُنْتَهى.
اَللّـهُمَّ وَ نَحْنُ عَبيدُكَ التّائِقُونَ (الشائقون) اِلى وَلِيِّكَ الْمُذَكِّرِ بِكَ وَ بِنَبِيِّكَ، خَلَقْتَهُ لَنا عِصْمَةً وَ مَلاذاً، وَ اَقَمْتَهُ لَنا قِواماً وَ مَعاذاً، وَ جَعَلْتَهُ لِلْمُؤْمِنينَ مِنّا اِماماً، فَبَلِّغْهُ مِنّا تَحِيَّةً وَ سَلاماً، وَ زِدْنا بِذلِكَ يارَبِّ اِكْراماً، وَ اجْعَلْ مُسْتَقَرَّهُ لَنا مُسْتَقَرّاً وَ مُقاماً، وَ اَتْمِمْ نِعْمَتَكَ بِتَقْديمِكَ اِيّاهُ اَمامَنا حَتّى تُورِدَنا جِنانَكَ (جَنّاتِكَ) وَ مُرافَقَةَ الشُّهَداءِ مِنْ خُلَصائِكَ.
اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ، وَ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ جَدِّهِ وَ رَسُولِكَ السَّيِّدِ الاَكْبَرِ، وَ عَلى اَبيهِ السَّيِّدِ الاَصْغَرِ، وَ جَدَّتِهِ الصِّدّيقَةِ الْكُبْرى فاطِمَةَ بِنْتِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ، وَ عَلى مَنِ اصْطَفَيْتَ مِنْ آبائِهِ الْبَرَرَةِ، وَ عَلَيْهِ اَفْضَلَ وَ اَكْمَلَ وَ اَتَمَّ وَ اَدْوَمَ وَ اَكْثَرَ وَ اَوْفَرَ ما صَلَّيْتَ عَلى اَحَدٍ مِنْ اَصْفِيائِكَ وَ خِيَرَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ، وَ صَلِّ عَلَيْهِ صَلاةً لا غايَةَ لِعَدَدِها وَ لا نِهايَةَ لِمَدَدِها وَ لا نَفادَ لاِمَدِها.
اَللّـهُمَّ وَ اَقِمْ بِهِ الْحَقَّ وَ اَدْحِضْ بِهِ الْباطِلَ وَ اَدِلْ بِهِ اَوْلِياءَكَ وَ اَذْلِلْ بِهِ اَعْداءَكَ وَ صِلِ اللّهُمَّ بَيْنَنا وَ بَيْنَهُ وُصْلَةً تُؤَدّى اِلى مُرافَقَةِ سَلَفِهِ، وَ اجْعَلْنا مِمَّنْ يَأخُذُ بِحُجْزَتِهِمْ، وَ يَمْكُثُ في ظِلِّهِمْ، وَ اَعِنّا عَلى تَأدِيَةِ حُقُوقِهِ اِلَيْهِ، وَ الاْجْتِهادِ في طاعَتِهِ، وَ اجْتِنابِ مَعْصِيَتِهِ، وَ امْنُنْ عَلَيْنا بِرِضاهُ، وَهَبْ لَنا رَأَفَتَهُ وَ رَحْمَتَهُ وَ دُعاءَهُ وَ خَيْرَهُ مانَنالُ بِهِ سَعَةً مِنْ رَحْمَتِكَ وَ فَوْزاً عِنْدَكَ، وَ اجْعَلْ صَلاتَنا بِهِ مَقبُولَةً، وَ ذُنُوبَنا بِهِ مَغْفُورَةً، وَ دُعاءَنا بِهِ مُسْتَجاباً وَ اجْعَلْ اَرْزاقَنا بِهِ مَبْسُوطَةً، وَ هُمُومَنا بِهِ مَكْفِيَّةً، وَ حَوآئِجَنا بِهِ مَقْضِيَّةً، وَ اَقْبِلْ اِلَيْنا بِوَجْهِكَ الْكَريمِ وَ اقْبَلْ تَقَرُّبَنا اِلَيْكَ، وَ انْظُرْ اِلَيْنا نَظْرَةً رَحيمَةً نَسْتَكْمِلُ بِهَا الْكَرامَةَ عِنْدَكَ، ثُمَّ لا تَصْرِفْها عَنّا بِجُودِكَ، وَ اسْقِنا مِنْ حَوْضِ جَدِّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ بِكَأسِهِ وَ بِيَدِهِ رَيّاً رَوِيّاً هَنيئاً سائِغاً لا ظَمَاَ بَعْدَهُ يا أَرْحَمَ الرّاحِمين
-
- فـاطـمـيـة
- مشاركات: 4799
- اشترك في: الجمعة إبريل 02, 2010 4:29 pm
Re: دعــــــاء الندبـــــة
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم وتقبل شفاعتهم واهلك اعدائهم يا الله
اَلْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعالَمينَ وَ صَلَّى اللهُ عَلى سَيِّدِنا مُحَمَّدٍ نَبِيِّهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ تَسْليماً، اَللّـهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ عَلى ما جَرى بِهِ قَضاؤكَ في اَوْلِيائِكَ الَّذينَ اسْتَخْلَصْتَهُمْ لِنَفْسِكَ وَ دينِكَ، اِذِ اخْتَرْتَ لَهُمْ جَزيلَ ما عِنْدَكَ مِنَ النَّعيمِ الْمُقيمِ الَّذي لا زَوالَ لَهُ وَ لاَ اضْمِحْلالَ، بَعْدَ اَنْ شَرَطْتَ عَلَيْهِمُ الزُّهْدَ في دَرَجاتِ هذِهِ الدُّنْيَا الدَّنِيَّةِ وَ زُخْرُفِها وَ زِبْرِجِها، فَشَرَطُوا لَكَ ذلِكَ وَ عَلِمْتَ مِنْهُمُ الْوَفاءَ بِهِ فَقَبِلْتَهُمْ وَ قَرَّبْتَهُمْ، وَ قَدَّمْتَ لَهُمُ الذِّكْرَ الْعَلِيَّ وَ الثَّناءَ الْجَلِىَّ، وَ اَهْبَطْتَ عَلَيْهِمْ مَلائِكَتَكَ وَ كَرَّمْتَهُمْ بِوَحْيِكَ، وَ رَفَدْتَهُمْ بِعِلْمِكَ، وَ جَعَلْتَهُمُ الذَّريعَةَ اِلَيْكَ وَ الْوَسيلَةَ اِلى رِضْوانِكَ، فَبَعْضٌ اَسْكَنْتَهُ جَنَّتَكَ اِلى اَنْ اَخْرَجْتَهُ مِنْها، وَ بَعْضٌ حَمَلْتَهُ في فُلْكِكَ وَ نَجَّيْتَهُ وَ مَنْ آمَنَ مَعَهُ مِنَ الْهَلَكَةِ بِرَحْمَتِكَ، وَ بَعْضٌ اتَّخَذْتَهُ لِنَفْسِكَ خَليلاً وَ سَأَلَكَ لِسانَ صِدْقٍ فِي الاْخِرينَ فَاَجَبْتَهُ وَ جَعَلْتَ ذلِكَ عَلِيّاً، وَ بَعْضٌ كَلَّمْتَهُ مِنْ شَجَـرَةٍ تَكْليماً وَ جَعَلْتَ لَهُ مِنْ اَخيهِ رِدْءاً وَ وَزيراً، وَ بَعْضٌ اَوْلَدْتَهُ مِنْ غَيْرِ اَبٍ وَ آتَيْتَهُ الْبَيِّناتِ وَ اَيَّدْتَهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ، وَ كُلٌّ شَرَعْتَ لَهُ شَريعَةً، وَ نَهَجْتَ لَهُ مِنْهاجاً، وَ تَخَيَّرْتَ لَهُ اَوْصِياءَ، مُسْتَحْفِظاً بَعْدَ مُسْتَحْفِظٍ مِنْ مُدَّةٍ اِلى مُدَّةٍ، اِقامَةً لِدينِكَ، وَ حُجَّةً عَلى عِبادِكَ، وَ لِئَلّا يَزُولَ الْحَقُّ عَنْ مَقَرِّهِ وَ يَغْلِبَ الْباطِلُ عَلى اَهْلِهِ، وَ لا يَقُولَ اَحَدٌ لَوْلا اَرْسَلْتَ اِلَيْنا رَسُولاً مُنْذِراً وَ اَقَمْتَ لَنا عَلَماً هادِياً فَنَتَّبِـعَ آياتِكَ مِنْ قَبْلِ اَنْ نَذِلَّ وَ نَخْزى، اِلى اَنِ انْتَهَيْتَ بالأمْرِ اِلى حَبيبِكَ وَ نَجيبِكَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ، فَكانَ كَمَا انْتَجَبْتَهُ سَيِّدَ مَنْ خَلَقْتَهُ، وَ صَفْوَةَ مَنِ اصْطَفَيْتَهُ، وَ اَفْضَلَ مَنِ اجْتَبَيْتَهُ، وَ اَكْرَمَ مَنِ اعْتَمَدْتَهُ، قَدَّمْتَهُ عَلى اَنْبِيائِكَ، وَ بَعَثْتَهُ اِلَى الثَّقَلَيْنِ مِنْ عِبادِكَ، وَ اَوْطَأتَهُ مَشارِقَكَ وَ مَغارِبَكَ، وَ سَخَّرْتَ لَهُ الْبُراقَ، وَ عَرَجْتَ (به) بِرُوْحِهِ اِلى سَمائِكَ، وَ اَوْدَعْتَهُ عِلْمَ ما كانَ وَما يَكُونُ اِلَى انْقِضاءِ خَلْقِكَ، ثُمَّ نَصَرْتَهُ بِالرُّعْبِ، وَ حَفَفْتَهُ بِجَبْرَئيلَ وَ ميكائيلَ وَ الْمُسَوِّمينَ مِنْ مَلائِكَتِكَ وَ وَعَدْتَهُ اَنْ تُظْهِرَ دينَهُ عَلَى الدّينِ كُلِّهِ وَ لَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ، وَ ذلِكَ بَعْدَ اَنْ بَوَّأتَهُ مَبَوَّأَ صِدْقٍ مِنْ اَهْلِهِ، وَ جَعَلْتَ لَهُ وَ لَهُمْ اَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنّاسِ لَلَّذي بِبَكَّةَ مُبارَكاً وَ هُدىً لِلْعالَمينَ، فيهِ آياتٌ بَيِّناتٌ مَقامُ اِبْراهيمَ وَ مَنْ دَخَلَهُ كانَ آمِناً، وَ قُلْتَ: «اِنَّما يُريدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ اَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهيراً» ثُمَّ جَعَلْتَ اَجْرَ مُحَمَّدٍ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَ آلِهِ مَوَدَّتَهُمْ في كِتابِكَ فَقُلْتَ: «قل لا اسالكم عليه اجرا الا المودة في القربى» وَ قُلْتَ: «ما سَألْتُكُمْ مِنْ اَجْرٍ فَهُو َلَكُمْ» وَ قُلْتَ: «ما اَسْاَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ اَجْرٍ الّا مَنْ شاءَ اَنْ يَتَّخِذَ اِلى رَبِّهِ سَبيلاً»، فَكانُوا هُمُ السَّبيلَ اِلَيْكَ وَ الْمَسْلَكَ اِلى رِضْوانِكَ، فَلَمَّا انْقَضَتْ اَيّامُهُ اَقامَ وَلِيَّهُ عَلِيَّ بْنَ اَبي طالِب صَلَواتُكَ عَلَيْهِما وَ آلِهِما هادِياً، اِذْ كانَ هُوَ الْمُنْذِرَ وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ، فَقالَ وَ الْمَلأُ اَمامَهُ: مَنْ كُنْتُ مَوْلاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلاهُ اَللّـهُمَّ والِ مَنْ والاهُ وَ عادِ مَنْ عاداهُ وَ انْصُرْ مَنْ نَصَرَهُ وَ اخْذُلْ مَنْ خَذَلَهُ، وَ قالَ: مَنْ كُنْتُ اَنَا نَبِيَّهُ فَعَلِيٌّ اَميرُهُ، وَ قالَ: اَنَا وَ عَلِيٌّ مِنْ شَجَرَةٍ واحِدَةٍ وَ سائِرُالنَّاسِ مِنْ شَجَرٍ شَتّى، وَ اَحَلَّهُ مَحَلَّ هارُونَ مِنْ مُوسى، فَقال لَهُ: اَنْتَ مِنّي بِمَنْزِلَةِ هارُونَ مِنْ مُوسى الّا اَنَّهُ لا نَبِيَّ بَعْدي، وَ زَوَّجَهُ ابْنَتَهُ سَيِّدَةَ نِساءِ الْعالَمينَ، وَ اَحَلَّ لَهُ مِنْ مَسْجِدِهِ ما حَلَّ لَهُ، وَ سَدَّ الاْبْوابَ اِلاّ بابَهُ، ثُمَّ اَوْدَعَهُ عِلْمَهُ وَ حِكْمَتَهُ فَقالَ: اَنـَا مَدينَةُ الْعِلْمِ وَ عَلِىٌّ بابُها، فَمَنْ اَرادَ الْمَدينَةَ وَ الْحِكْمَةَ فَلْيَاْتِها مِنْ بابِها، ثُمَّ قالَ: اَنْتَ اَخي وَ وَصِيّي وَ وارِثي، لَحْمُكَ مِنْ لَحْمي وَ دَمُكَ مِنْ دَمي وَ سِلْمُكَ سِلْمي وَ حَرْبُكَ حَرْبي وَ الإيمانُ مُخالِطٌ لَحْمَكَ وَ دَمَكَ كَما خالَطَ لَحْمي وَ دَمي، وَ اَنْتَ غَداً عَلَى الْحَوْضِ خَليفَتي وَ اَنْتَ تَقْضي دَيْني وَ تُنْجِزُ عِداتي وَ شيعَتُكَ عَلى مَنابِرَ مِنْ نُورٍ مُبْيَضَّةً وُجُوهُهُمْ حَوْلي فِي الْجَنَّةِ وَ هُمْ جيراني، وَ لَوْلا اَنْتَ يا عَلِيُّ لَمْ يُعْرَفِ الْمُؤْمِنُونَ بَعْدي، وَ كانَ بَعْدَهُ هُدىً مِنَ الضَّلالِ وَ نُوراً مِنَ الْعَمى، وَ حَبْلَ اللهِ الْمَتينَ وَ صِراطَهُ الْمُسْتَقيمَ، لا يُسْبَقُ بِقَرابَةٍ في رَحِمٍ وَ لا بِسابِقَةٍ في دينٍ، وَ لا يُلْحَقُ في مَنْقَبَةٍ مِنْ مَناقِبِهِ، يَحْذُو حَذْوَ الرَّسُولِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِما وَ آلِهِما، وَ يُقاتِلُ عَلَى التَّأويلِ وَ لا تَأخُذُهُ فِي اللهِ لَوْمَةُ لائِمٍ، قَدْ وَتَرَ فيهِ صَناديدَ الْعَرَبِ وَ قَتَلَ اَبْطالَهُمْ وَ ناوَشَ (ناهش) ذُؤْبانَهُمْ، فَاَوْدَعَ قُلُوبَهُمْ اَحْقاداً بَدْرِيَّةً وَ خَيْبَرِيَّةً وَ حُنَيْنِيَّةً وَ غَيْرَهُنَّ، فَاَضَبَّتْ عَلى عَداوَتِهِ وَ اَكَبَّتْ عَلى مُنابَذَتِهِ، حَتّى قَتَلَ النّاكِثينَ وَ الْقاسِطينَ وَ الْمارِقينَ، وَ لَمّا قَضى نَحْبَهُ وَ قَتَلَهُ اَشْقَى الاْخِرينَ يَتْبَعُ اَشْقَى الاْوَّلينَ، لَمْ يُمْتَثَلْ اَمْرُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ فِي الْهادينَ بَعْدَ الْهادينَ، وَ الاْمَّةُ مُصِرَّةٌ عَلى مَقْتِهِ مُجْتَمِعَةٌ عَلى قَطيعَةِ رَحِمِهِ وَ اِقْصاءِ وُلْدِهِ اِلّا الْقَليلَ مِمَّنْ وَفى لِرِعايَةِ الْحَقِّ فيهِمْ، فَقُتِلَ مَنْ قُتِلَ، وَ سُبِيَ مَنْ سُبِيَ وَ اُقْصِيَ مَنْ اُقْصِيَ وَ جَرَى الْقَضاءُ لَهُمْ بِما يُرْجى لَهُ حُسْنُ الْمَثُوبَةِ، اِذْ كانَتِ الاْرْضُ للهِ يُورِثُها مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَ الْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقينَ، وَ سُبْحانَ رَبِّنا اِنْ كانَ وَعْدُ رَبِّنا لَمَفْعُولاً، وَ لَنْ يُخْلِفَ اللهُ وَعْدَهُ وَ هُوَ الْعَزيزُ الْحَكيمُ.
فَعَلَى الاْطائِبِ مِنْ اَهْلِ بَيْتِ مُحَمَّدٍ وَ عَلِيٍّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِما وَ آلِهِما فَلْيَبْكِ الْباكُونَ، وَ اِيّاهُمْ فَلْيَنْدُبِ النّادِبُونَ، وَ لِمِثْلِهِمْ فَلْتَذْرِفِ (فَلْتًدرِ) الدُّمُوعُ، وَ لْيَصْرُخِ الصّارِخُونَ، وَ يَضِجَّ الضّاجُّونَ، وَ يَعِـجَّ الْعاجُّوَن، اَيْنَ الْحَسَنُ اَيْنَ الْحُسَيْنُ اَيْنَ اَبْناءُ الْحُسَيْنِ، صالِحٌ بَعْدَ صالِـحٍ، وَ صادِقٌ بَعْدَ صادِقٍ، اَيْنَ السَّبيلُ بَعْدَ السَّبيلِ، اَيْنَ الْخِيَرَةُ بَعْدَ الْخِيَرَةِ، اَيْنَ الشُّمُوسُ الطّالِعَةُ، اَيْنَ الاْقْمارُ الْمُنيرَةُ، اَيْنَ الاْنْجُمُ الزّاهِرَةُ، اَيْنَ اَعْلامُ الدّينِ وَ قَواعِدُ الْعِلْمِ، اَيْنَ بَقِيَّةُ اللهِ الَّتي لا تَخْلُو مِنَ الْعِتْرَةِ الْهادِيـَةِ، اَيـْنَ الـْمُعَدُّ لِـقَطْعِ دابِرِ الظَّلَمَةِ، اَيْنَ الْمُنْتَظَرُ لاِقامَةِ الاْمْتِ وَ اْلعِوَجِ، اَيْنَ الْمُرْتَجى لاِزالَةِ الْجَوْرِ وَ الْعُدْوانِ، اَيْنَ الْمُدَّخَرُ لِتَجْديدِ الْفَرآئِضِ و َالسُّنَنِ، اَيْنَ الْمُتَخَيَّرُ لاِعادَةِ الْمِلَّةِ وَ الشَّريعَةِ، اَيْنَ الْمُؤَمَّلُ لاِحْياءِ الْكِتابِ وَ حُدُودِهِ، اَيْنَ مُحْيي مَعالِمِ الدّينِ وَ اَهْلِهِ، اَيْنَ قاصِمُ شَوْكَةِ الْمُعْتَدينَ، اَيْنَ هادِمُ اَبْنِيَةِ الشِّرْكِ وَ النِّفاقِ، اَيْنَ مُبيدُ اَهْلِ الْفُسُوقِ وَ الْعِصْيانِ وَ الطُّغْيانِ، اَيْنَ حاصِدُ فُرُوعِ الْغَيِّ وَ الشِّقاقِ (النِفاقِ)، اَيْنَ طامِسُ آثارِ الزَّيْغِ وَ الاْهْواء، اَيْنَ قاطِعُ حَبائِلِ الْكِذْبِ (الكَذِبِ) وَ الاْفْتِراءِ، اَيْنَ مُبيدُ الْعُتاةِ وَ الْمَرَدَةِ، اَيْنَ مُسْتَأصِلُ اَهْلِ الْعِنادِ وَ التَّضْليلِ وَ الاْلْحادِ، اَيْنَ مُـعِزُّ الاْوْلِياءِ وَ مُذِلُّ الاْعْداءِ، اَيْنَ جامِعُ الْكَلِمَةِ (الكَلِمِ) عَلَى التَّقْوى، اَيْنَ بابُ اللهِ الَّذى مِنْهُ يُؤْتى، اَيْنَ وَجْهُ اللهِ الَّذى اِلَيْهِ يَتَوَجَّهُ الاْوْلِياءُ، اَيْنَ السَّبَبُ الْمُتَّصِلُ بَيْنَ الاْرْضِ وَ السَّماءِ، اَيْنَ صاحِبُ يَوْمِ الْفَتْحِ وَ ناشِرُ رايَةِ الْهُدى، اَيْنَ مُؤَلِّفُ شَمْلِ الصَّلاحِ وَ الرِّضا، اَيْنَ الطّالِبُ بِذُحُولِ الاْنْبِياءِ وَ اَبْناءِ الاْنْبِياءِ، اَيْنَ الطّالِبُ (المُطالِبُ) بِدَمِ الْمَقْتُولِ بِكَرْبَلاءَ، اَيْنَ الْمَنْصُورُ عَلى مَنِ اعْتَدى عَلَيْهِ وَ افْتَرى، اَيْنَ الْمُضْطَرُّ الَّذي يُجابُ اِذا دَعا اَيْنَ صَدْرُ الْخَلائِقِ ذُوالْبِرِّ وَ التَّقْوى، اَيْنَ ابْنُ النَّبِىِّ الْمُصْطَفى، وَ ابْنُ عَلِيٍّ الْمُرْتَضى، وَ ابْنُ خَديجَةَ الْغَرّآءِ، وَ ابْنُ فاطِمَةَ الْكُبْرى، بِاَبي اَنْتَ وَ اُمّي وَ نَفْسي لَكَ الْوِقاءُ وَ الْحِمى، يَا بْنَ السّادَةِ الْمُقَرَّبينَ، يَا بْنَ النُّجَباءِ الاْكْرَمينَ، يَا بْنَ الْهُداةِ الْمَهْدِيّينَ (المُهْتَدينَ)، يَا بْنَ الْخِيَرَةِ الْمُهَذَّبينَ، يَا بْنَ الْغَطارِفَةِ الاْنْجَبينَ، يَا بْنَ الاْطائِبِ الْمُطَهَّرينَ (المُتَطَهْريِنَ)، يَا بْنَ الْخَضارِمَةِ الْمُنْتَجَبينَ، يَا بْنَ الْقَماقِمَةِ الاْكْرَمينَ (الأكْبَرينَ)، يَا بْنَ الْبُدُورِ الْمُنيرَةِ، يَا بْنَ السُّرُجِ الْمُضيئَةِ، يَا بْنَ الشُّهُبِ الثّاقِبَةِ، يَا بْنَ الاْنْجُمِ الزّاهِرَةِ، يَا بْنَ السُّبُلِ الْواضِحَةِ، يَا بْنَ الاْعْلامِ الّلائِحَةِ، يَا بْنَ الْعُلُومِ الْكامِلَةِ، يَا بْنَ السُّنَنِ الْمَشْهُورَةِ، يَا بْنَ الْمَعالِمِ الْمَأثُورَةِ، يَا بْنَ الْمُعْجِزاتِ الْمَوْجُودَةِ، يَا بْنَ الدَّلائِلِ الْمَشْهُودَةِ (المَشْهُورَةِ)، يَا بْنَ الصـِّراطِ الْمُسْتَقيمِ، يَا بْنَ النَّبَأِ الْعَظيمِ، يَا بْنَ مَنْ هُوَ في اُمِّ الْكِتابِ لَدَى اللهِ عَلِيٌّ حَكيمٌ، يَا بْنَ الآياتِ وَ الْبَيِّناتِ، يَا بْنَ الدَّلائِلِ الظّاهِراتِ، يَا بْنَ الْبَراهينِ الْواضِحاتِ الْباهِراتِ، يَا بْنَ الْحُجَجِ الْبالِغاتِ، يَا بْنَ النِّعَمِ السّابِغاتِ، يَا بْنَ طه وَ الْـمُحْكَماتِ، يَا بْنَ يس وَ الذّارِياتِ، يَا بْنَ الطُّورِ وَ الْعادِياتِ، يَا بْنَ مَنْ دَنا فَتَدَلّى فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ اَوْ اَدْنى دُنُوّاً وَ اقْتِراباً مِنَ الْعَلِيِّ الاْعْلى، لَيْتَ شِعْري اَيْنَ اسْتَقَرَّتْ بِكَ النَّوى، بَلْ اَيُّ اَرْضٍ تُقِلُّكَ اَوْ ثَرى، اَبِرَضْوى اَوْ غَيْرِها اَمْ ذي طُوى، عَزيزٌ عَلَيَّ اَنْ اَرَى الْخَلْقَ وَ لا تُرى وَ لا اَسْمَعُ لَكَ حَسيساً وَ لا نَجْوى، عَزيزٌ عَلَيَّ اَنْ (لا تُحِيطَ بِيَ دُونكَ) تُحيطَ بِكَ دُونِيَ الْبَلْوى وَ لا يَنالُكَ مِنّي ضَجيجٌ وَ لا شَكْوى، بِنَفْسي اَنْتَ مِنْ مُغَيَّبٍ لَمْ يَخْلُ مِنّا، بِنَفْسي اَنْتَ مِنْ نازِحٍ ما نَزَحَ (يَنْزِحُ) عَنّا، بِنَفْسي اَنْتَ اُمْنِيَّةُ شائِقٍ يَتَمَنّى، مِنْ مُؤْمِن وَ مُؤْمِنَةٍ ذَكَرا فَحَنّا، بِنَفْسي اَنْتَ مِنْ عَقيدِ عِزٍّ لايُسامى، بِنَفْسي اَنْتَ مِنْ اَثيلِ مَجْدٍ لا يُجارى، بِنَفْسي اَنْتَ مِنْ تِلادِ نِعَمٍ لا تُضاهى، بِنَفْسي اَنْتَ مِنْ نَصيفِ شَرَفٍ لا يُساوى، اِلى مَتى اَحارُ فيكَ يا مَوْلايَ وَ اِلى مَتي، وَ اَىَّ خِطابٍ اَصِفُ فيكَ وَ اَيَّ نَجْوى، عَزيزٌ عَلَيَّ اَنْ اُجابَ دُونَكَ وَ اُناغى، عَزيزٌ عَلَيَّ اَنْ اَبْكِيَكَ وَ يَخْذُلَكَ الْوَرى، عَزيزٌ عَلَيَّ اَنْ يَجْرِيَ عَلَيْكَ دُونَهُمْ ما جَرى، هَلْ مِنْ مُعينٍ فَاُطيلَ مَعَهُ الْعَويلَ وَ الْبُكاءَ، هَلْ مِنْ جَزُوعٍ فَاُساعِدَ جَزَعَهُ اِذا خَلا، هَلْ قَذِيَتْ عَيْنٌ فَساعَدَتْها عَيْني عَلَى الْقَذى، هَلْ اِلَيْكَ يَا بْنَ اَحْمَدَ سَبيلٌ فَتُلْقى، هَلْ يَتَّصِلُ يَوْمُنا مِنْكَ بِعِدَةٍ فَنَحْظى، مَتى نَرِدُ مَناهِلَكَ الرَّوِيَّةَ فَنَرْوى، مَتى نَنْتَقِعُ مِنْ عَذْبِ مائِكَ فَقَدْ طالَ الصَّدى، مَتى نُغاديكَ وَ نُراوِحُكَ فَنُقِرَّ عَيْناً (فَتَقُرُ عًيًوننا)، مَتى تَرانا وَ نَراكَ وَ قَدْ نَشَرْتَ لِواءَ النَّصْرِ تُرى، اَتَرانا نَحُفُّ بِكَ وَ اَنْتَ تَاُمُّ الْمَلاَ وَ قَدْ مَلأْتَ الاْرْضَ عَدْلاً وَ اَذَقْتَ اَعْداءَكَ هَواناً وَ عِقاباً، وَ اَبَرْتَ الْعُتاةَ وَ جَحَدَةَ الْحَقِّ، وَ قَطَعْتَ دابِرَ الْمُتَكَبِّرينَ، وَ اجْتَثَثْتَ اُصُولَ الظّالِمينَ، وَ نَحْنُ نَقُولُ الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعالَمينَ.
اَللّـهُمَّ اَنْتَ كَشّافُ ْالكُرَبِ وَ الْبَلْوى، وَ اِلَيْكَ اَسْتَعْدى فَعِنْدَكَ الْعَدْوى، وَ اَنْتَ رَبُّ الاْخِرَةِ وَ الدُّنْيا (الاُولي)، فَاَغِثْ يا غِياثَ الْمُسْتَغيثينَ عُبَيْدَكَ الْمُبْتَلى، وَ اَرِهِ سَيِّدَهُ يا شَديدَ الْقُوى، وَ اَزِلْ عَنْهُ بِهِ الاْسى وَ الْجَوى، وَ بَرِّدْ غَليلَهُ يا مَنْ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى، وَ مَنْ اِلَيْهِ الرُّجْعى وَ الْمُنْتَهى.
اَللّـهُمَّ وَ نَحْنُ عَبيدُكَ التّائِقُونَ (الشائقون) اِلى وَلِيِّكَ الْمُذَكِّرِ بِكَ وَ بِنَبِيِّكَ، خَلَقْتَهُ لَنا عِصْمَةً وَ مَلاذاً، وَ اَقَمْتَهُ لَنا قِواماً وَ مَعاذاً، وَ جَعَلْتَهُ لِلْمُؤْمِنينَ مِنّا اِماماً، فَبَلِّغْهُ مِنّا تَحِيَّةً وَ سَلاماً، وَ زِدْنا بِذلِكَ يارَبِّ اِكْراماً، وَ اجْعَلْ مُسْتَقَرَّهُ لَنا مُسْتَقَرّاً وَ مُقاماً، وَ اَتْمِمْ نِعْمَتَكَ بِتَقْديمِكَ اِيّاهُ اَمامَنا حَتّى تُورِدَنا جِنانَكَ (جَنّاتِكَ) وَ مُرافَقَةَ الشُّهَداءِ مِنْ خُلَصائِكَ.
اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ، وَ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ جَدِّهِ وَ رَسُولِكَ السَّيِّدِ الاَكْبَرِ، وَ عَلى اَبيهِ السَّيِّدِ الاَصْغَرِ، وَ جَدَّتِهِ الصِّدّيقَةِ الْكُبْرى فاطِمَةَ بِنْتِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ، وَ عَلى مَنِ اصْطَفَيْتَ مِنْ آبائِهِ الْبَرَرَةِ، وَ عَلَيْهِ اَفْضَلَ وَ اَكْمَلَ وَ اَتَمَّ وَ اَدْوَمَ وَ اَكْثَرَ وَ اَوْفَرَ ما صَلَّيْتَ عَلى اَحَدٍ مِنْ اَصْفِيائِكَ وَ خِيَرَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ، وَ صَلِّ عَلَيْهِ صَلاةً لا غايَةَ لِعَدَدِها وَ لا نِهايَةَ لِمَدَدِها وَ لا نَفادَ لاِمَدِها.
اَللّـهُمَّ وَ اَقِمْ بِهِ الْحَقَّ وَ اَدْحِضْ بِهِ الْباطِلَ وَ اَدِلْ بِهِ اَوْلِياءَكَ وَ اَذْلِلْ بِهِ اَعْداءَكَ وَ صِلِ اللّهُمَّ بَيْنَنا وَ بَيْنَهُ وُصْلَةً تُؤَدّى اِلى مُرافَقَةِ سَلَفِهِ، وَ اجْعَلْنا مِمَّنْ يَأخُذُ بِحُجْزَتِهِمْ، وَ يَمْكُثُ في ظِلِّهِمْ، وَ اَعِنّا عَلى تَأدِيَةِ حُقُوقِهِ اِلَيْهِ، وَ الاْجْتِهادِ في طاعَتِهِ، وَ اجْتِنابِ مَعْصِيَتِهِ، وَ امْنُنْ عَلَيْنا بِرِضاهُ، وَهَبْ لَنا رَأَفَتَهُ وَ رَحْمَتَهُ وَ دُعاءَهُ وَ خَيْرَهُ مانَنالُ بِهِ سَعَةً مِنْ رَحْمَتِكَ وَ فَوْزاً عِنْدَكَ، وَ اجْعَلْ صَلاتَنا بِهِ مَقبُولَةً، وَ ذُنُوبَنا بِهِ مَغْفُورَةً، وَ دُعاءَنا بِهِ مُسْتَجاباً وَ اجْعَلْ اَرْزاقَنا بِهِ مَبْسُوطَةً، وَ هُمُومَنا بِهِ مَكْفِيَّةً، وَ حَوآئِجَنا بِهِ مَقْضِيَّةً، وَ اَقْبِلْ اِلَيْنا بِوَجْهِكَ الْكَريمِ وَ اقْبَلْ تَقَرُّبَنا اِلَيْكَ، وَ انْظُرْ اِلَيْنا نَظْرَةً رَحيمَةً نَسْتَكْمِلُ بِهَا الْكَرامَةَ عِنْدَكَ، ثُمَّ لا تَصْرِفْها عَنّا بِجُودِكَ، وَ اسْقِنا مِنْ حَوْضِ جَدِّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ بِكَأسِهِ وَ بِيَدِهِ رَيّاً رَوِيّاً هَنيئاً سائِغاً لا ظَمَاَ بَعْدَهُ يا أَرْحَمَ الرّاحِمين
اَلْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعالَمينَ وَ صَلَّى اللهُ عَلى سَيِّدِنا مُحَمَّدٍ نَبِيِّهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ تَسْليماً، اَللّـهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ عَلى ما جَرى بِهِ قَضاؤكَ في اَوْلِيائِكَ الَّذينَ اسْتَخْلَصْتَهُمْ لِنَفْسِكَ وَ دينِكَ، اِذِ اخْتَرْتَ لَهُمْ جَزيلَ ما عِنْدَكَ مِنَ النَّعيمِ الْمُقيمِ الَّذي لا زَوالَ لَهُ وَ لاَ اضْمِحْلالَ، بَعْدَ اَنْ شَرَطْتَ عَلَيْهِمُ الزُّهْدَ في دَرَجاتِ هذِهِ الدُّنْيَا الدَّنِيَّةِ وَ زُخْرُفِها وَ زِبْرِجِها، فَشَرَطُوا لَكَ ذلِكَ وَ عَلِمْتَ مِنْهُمُ الْوَفاءَ بِهِ فَقَبِلْتَهُمْ وَ قَرَّبْتَهُمْ، وَ قَدَّمْتَ لَهُمُ الذِّكْرَ الْعَلِيَّ وَ الثَّناءَ الْجَلِىَّ، وَ اَهْبَطْتَ عَلَيْهِمْ مَلائِكَتَكَ وَ كَرَّمْتَهُمْ بِوَحْيِكَ، وَ رَفَدْتَهُمْ بِعِلْمِكَ، وَ جَعَلْتَهُمُ الذَّريعَةَ اِلَيْكَ وَ الْوَسيلَةَ اِلى رِضْوانِكَ، فَبَعْضٌ اَسْكَنْتَهُ جَنَّتَكَ اِلى اَنْ اَخْرَجْتَهُ مِنْها، وَ بَعْضٌ حَمَلْتَهُ في فُلْكِكَ وَ نَجَّيْتَهُ وَ مَنْ آمَنَ مَعَهُ مِنَ الْهَلَكَةِ بِرَحْمَتِكَ، وَ بَعْضٌ اتَّخَذْتَهُ لِنَفْسِكَ خَليلاً وَ سَأَلَكَ لِسانَ صِدْقٍ فِي الاْخِرينَ فَاَجَبْتَهُ وَ جَعَلْتَ ذلِكَ عَلِيّاً، وَ بَعْضٌ كَلَّمْتَهُ مِنْ شَجَـرَةٍ تَكْليماً وَ جَعَلْتَ لَهُ مِنْ اَخيهِ رِدْءاً وَ وَزيراً، وَ بَعْضٌ اَوْلَدْتَهُ مِنْ غَيْرِ اَبٍ وَ آتَيْتَهُ الْبَيِّناتِ وَ اَيَّدْتَهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ، وَ كُلٌّ شَرَعْتَ لَهُ شَريعَةً، وَ نَهَجْتَ لَهُ مِنْهاجاً، وَ تَخَيَّرْتَ لَهُ اَوْصِياءَ، مُسْتَحْفِظاً بَعْدَ مُسْتَحْفِظٍ مِنْ مُدَّةٍ اِلى مُدَّةٍ، اِقامَةً لِدينِكَ، وَ حُجَّةً عَلى عِبادِكَ، وَ لِئَلّا يَزُولَ الْحَقُّ عَنْ مَقَرِّهِ وَ يَغْلِبَ الْباطِلُ عَلى اَهْلِهِ، وَ لا يَقُولَ اَحَدٌ لَوْلا اَرْسَلْتَ اِلَيْنا رَسُولاً مُنْذِراً وَ اَقَمْتَ لَنا عَلَماً هادِياً فَنَتَّبِـعَ آياتِكَ مِنْ قَبْلِ اَنْ نَذِلَّ وَ نَخْزى، اِلى اَنِ انْتَهَيْتَ بالأمْرِ اِلى حَبيبِكَ وَ نَجيبِكَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ، فَكانَ كَمَا انْتَجَبْتَهُ سَيِّدَ مَنْ خَلَقْتَهُ، وَ صَفْوَةَ مَنِ اصْطَفَيْتَهُ، وَ اَفْضَلَ مَنِ اجْتَبَيْتَهُ، وَ اَكْرَمَ مَنِ اعْتَمَدْتَهُ، قَدَّمْتَهُ عَلى اَنْبِيائِكَ، وَ بَعَثْتَهُ اِلَى الثَّقَلَيْنِ مِنْ عِبادِكَ، وَ اَوْطَأتَهُ مَشارِقَكَ وَ مَغارِبَكَ، وَ سَخَّرْتَ لَهُ الْبُراقَ، وَ عَرَجْتَ (به) بِرُوْحِهِ اِلى سَمائِكَ، وَ اَوْدَعْتَهُ عِلْمَ ما كانَ وَما يَكُونُ اِلَى انْقِضاءِ خَلْقِكَ، ثُمَّ نَصَرْتَهُ بِالرُّعْبِ، وَ حَفَفْتَهُ بِجَبْرَئيلَ وَ ميكائيلَ وَ الْمُسَوِّمينَ مِنْ مَلائِكَتِكَ وَ وَعَدْتَهُ اَنْ تُظْهِرَ دينَهُ عَلَى الدّينِ كُلِّهِ وَ لَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ، وَ ذلِكَ بَعْدَ اَنْ بَوَّأتَهُ مَبَوَّأَ صِدْقٍ مِنْ اَهْلِهِ، وَ جَعَلْتَ لَهُ وَ لَهُمْ اَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنّاسِ لَلَّذي بِبَكَّةَ مُبارَكاً وَ هُدىً لِلْعالَمينَ، فيهِ آياتٌ بَيِّناتٌ مَقامُ اِبْراهيمَ وَ مَنْ دَخَلَهُ كانَ آمِناً، وَ قُلْتَ: «اِنَّما يُريدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ اَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهيراً» ثُمَّ جَعَلْتَ اَجْرَ مُحَمَّدٍ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَ آلِهِ مَوَدَّتَهُمْ في كِتابِكَ فَقُلْتَ: «قل لا اسالكم عليه اجرا الا المودة في القربى» وَ قُلْتَ: «ما سَألْتُكُمْ مِنْ اَجْرٍ فَهُو َلَكُمْ» وَ قُلْتَ: «ما اَسْاَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ اَجْرٍ الّا مَنْ شاءَ اَنْ يَتَّخِذَ اِلى رَبِّهِ سَبيلاً»، فَكانُوا هُمُ السَّبيلَ اِلَيْكَ وَ الْمَسْلَكَ اِلى رِضْوانِكَ، فَلَمَّا انْقَضَتْ اَيّامُهُ اَقامَ وَلِيَّهُ عَلِيَّ بْنَ اَبي طالِب صَلَواتُكَ عَلَيْهِما وَ آلِهِما هادِياً، اِذْ كانَ هُوَ الْمُنْذِرَ وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ، فَقالَ وَ الْمَلأُ اَمامَهُ: مَنْ كُنْتُ مَوْلاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلاهُ اَللّـهُمَّ والِ مَنْ والاهُ وَ عادِ مَنْ عاداهُ وَ انْصُرْ مَنْ نَصَرَهُ وَ اخْذُلْ مَنْ خَذَلَهُ، وَ قالَ: مَنْ كُنْتُ اَنَا نَبِيَّهُ فَعَلِيٌّ اَميرُهُ، وَ قالَ: اَنَا وَ عَلِيٌّ مِنْ شَجَرَةٍ واحِدَةٍ وَ سائِرُالنَّاسِ مِنْ شَجَرٍ شَتّى، وَ اَحَلَّهُ مَحَلَّ هارُونَ مِنْ مُوسى، فَقال لَهُ: اَنْتَ مِنّي بِمَنْزِلَةِ هارُونَ مِنْ مُوسى الّا اَنَّهُ لا نَبِيَّ بَعْدي، وَ زَوَّجَهُ ابْنَتَهُ سَيِّدَةَ نِساءِ الْعالَمينَ، وَ اَحَلَّ لَهُ مِنْ مَسْجِدِهِ ما حَلَّ لَهُ، وَ سَدَّ الاْبْوابَ اِلاّ بابَهُ، ثُمَّ اَوْدَعَهُ عِلْمَهُ وَ حِكْمَتَهُ فَقالَ: اَنـَا مَدينَةُ الْعِلْمِ وَ عَلِىٌّ بابُها، فَمَنْ اَرادَ الْمَدينَةَ وَ الْحِكْمَةَ فَلْيَاْتِها مِنْ بابِها، ثُمَّ قالَ: اَنْتَ اَخي وَ وَصِيّي وَ وارِثي، لَحْمُكَ مِنْ لَحْمي وَ دَمُكَ مِنْ دَمي وَ سِلْمُكَ سِلْمي وَ حَرْبُكَ حَرْبي وَ الإيمانُ مُخالِطٌ لَحْمَكَ وَ دَمَكَ كَما خالَطَ لَحْمي وَ دَمي، وَ اَنْتَ غَداً عَلَى الْحَوْضِ خَليفَتي وَ اَنْتَ تَقْضي دَيْني وَ تُنْجِزُ عِداتي وَ شيعَتُكَ عَلى مَنابِرَ مِنْ نُورٍ مُبْيَضَّةً وُجُوهُهُمْ حَوْلي فِي الْجَنَّةِ وَ هُمْ جيراني، وَ لَوْلا اَنْتَ يا عَلِيُّ لَمْ يُعْرَفِ الْمُؤْمِنُونَ بَعْدي، وَ كانَ بَعْدَهُ هُدىً مِنَ الضَّلالِ وَ نُوراً مِنَ الْعَمى، وَ حَبْلَ اللهِ الْمَتينَ وَ صِراطَهُ الْمُسْتَقيمَ، لا يُسْبَقُ بِقَرابَةٍ في رَحِمٍ وَ لا بِسابِقَةٍ في دينٍ، وَ لا يُلْحَقُ في مَنْقَبَةٍ مِنْ مَناقِبِهِ، يَحْذُو حَذْوَ الرَّسُولِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِما وَ آلِهِما، وَ يُقاتِلُ عَلَى التَّأويلِ وَ لا تَأخُذُهُ فِي اللهِ لَوْمَةُ لائِمٍ، قَدْ وَتَرَ فيهِ صَناديدَ الْعَرَبِ وَ قَتَلَ اَبْطالَهُمْ وَ ناوَشَ (ناهش) ذُؤْبانَهُمْ، فَاَوْدَعَ قُلُوبَهُمْ اَحْقاداً بَدْرِيَّةً وَ خَيْبَرِيَّةً وَ حُنَيْنِيَّةً وَ غَيْرَهُنَّ، فَاَضَبَّتْ عَلى عَداوَتِهِ وَ اَكَبَّتْ عَلى مُنابَذَتِهِ، حَتّى قَتَلَ النّاكِثينَ وَ الْقاسِطينَ وَ الْمارِقينَ، وَ لَمّا قَضى نَحْبَهُ وَ قَتَلَهُ اَشْقَى الاْخِرينَ يَتْبَعُ اَشْقَى الاْوَّلينَ، لَمْ يُمْتَثَلْ اَمْرُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ فِي الْهادينَ بَعْدَ الْهادينَ، وَ الاْمَّةُ مُصِرَّةٌ عَلى مَقْتِهِ مُجْتَمِعَةٌ عَلى قَطيعَةِ رَحِمِهِ وَ اِقْصاءِ وُلْدِهِ اِلّا الْقَليلَ مِمَّنْ وَفى لِرِعايَةِ الْحَقِّ فيهِمْ، فَقُتِلَ مَنْ قُتِلَ، وَ سُبِيَ مَنْ سُبِيَ وَ اُقْصِيَ مَنْ اُقْصِيَ وَ جَرَى الْقَضاءُ لَهُمْ بِما يُرْجى لَهُ حُسْنُ الْمَثُوبَةِ، اِذْ كانَتِ الاْرْضُ للهِ يُورِثُها مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَ الْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقينَ، وَ سُبْحانَ رَبِّنا اِنْ كانَ وَعْدُ رَبِّنا لَمَفْعُولاً، وَ لَنْ يُخْلِفَ اللهُ وَعْدَهُ وَ هُوَ الْعَزيزُ الْحَكيمُ.
فَعَلَى الاْطائِبِ مِنْ اَهْلِ بَيْتِ مُحَمَّدٍ وَ عَلِيٍّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِما وَ آلِهِما فَلْيَبْكِ الْباكُونَ، وَ اِيّاهُمْ فَلْيَنْدُبِ النّادِبُونَ، وَ لِمِثْلِهِمْ فَلْتَذْرِفِ (فَلْتًدرِ) الدُّمُوعُ، وَ لْيَصْرُخِ الصّارِخُونَ، وَ يَضِجَّ الضّاجُّونَ، وَ يَعِـجَّ الْعاجُّوَن، اَيْنَ الْحَسَنُ اَيْنَ الْحُسَيْنُ اَيْنَ اَبْناءُ الْحُسَيْنِ، صالِحٌ بَعْدَ صالِـحٍ، وَ صادِقٌ بَعْدَ صادِقٍ، اَيْنَ السَّبيلُ بَعْدَ السَّبيلِ، اَيْنَ الْخِيَرَةُ بَعْدَ الْخِيَرَةِ، اَيْنَ الشُّمُوسُ الطّالِعَةُ، اَيْنَ الاْقْمارُ الْمُنيرَةُ، اَيْنَ الاْنْجُمُ الزّاهِرَةُ، اَيْنَ اَعْلامُ الدّينِ وَ قَواعِدُ الْعِلْمِ، اَيْنَ بَقِيَّةُ اللهِ الَّتي لا تَخْلُو مِنَ الْعِتْرَةِ الْهادِيـَةِ، اَيـْنَ الـْمُعَدُّ لِـقَطْعِ دابِرِ الظَّلَمَةِ، اَيْنَ الْمُنْتَظَرُ لاِقامَةِ الاْمْتِ وَ اْلعِوَجِ، اَيْنَ الْمُرْتَجى لاِزالَةِ الْجَوْرِ وَ الْعُدْوانِ، اَيْنَ الْمُدَّخَرُ لِتَجْديدِ الْفَرآئِضِ و َالسُّنَنِ، اَيْنَ الْمُتَخَيَّرُ لاِعادَةِ الْمِلَّةِ وَ الشَّريعَةِ، اَيْنَ الْمُؤَمَّلُ لاِحْياءِ الْكِتابِ وَ حُدُودِهِ، اَيْنَ مُحْيي مَعالِمِ الدّينِ وَ اَهْلِهِ، اَيْنَ قاصِمُ شَوْكَةِ الْمُعْتَدينَ، اَيْنَ هادِمُ اَبْنِيَةِ الشِّرْكِ وَ النِّفاقِ، اَيْنَ مُبيدُ اَهْلِ الْفُسُوقِ وَ الْعِصْيانِ وَ الطُّغْيانِ، اَيْنَ حاصِدُ فُرُوعِ الْغَيِّ وَ الشِّقاقِ (النِفاقِ)، اَيْنَ طامِسُ آثارِ الزَّيْغِ وَ الاْهْواء، اَيْنَ قاطِعُ حَبائِلِ الْكِذْبِ (الكَذِبِ) وَ الاْفْتِراءِ، اَيْنَ مُبيدُ الْعُتاةِ وَ الْمَرَدَةِ، اَيْنَ مُسْتَأصِلُ اَهْلِ الْعِنادِ وَ التَّضْليلِ وَ الاْلْحادِ، اَيْنَ مُـعِزُّ الاْوْلِياءِ وَ مُذِلُّ الاْعْداءِ، اَيْنَ جامِعُ الْكَلِمَةِ (الكَلِمِ) عَلَى التَّقْوى، اَيْنَ بابُ اللهِ الَّذى مِنْهُ يُؤْتى، اَيْنَ وَجْهُ اللهِ الَّذى اِلَيْهِ يَتَوَجَّهُ الاْوْلِياءُ، اَيْنَ السَّبَبُ الْمُتَّصِلُ بَيْنَ الاْرْضِ وَ السَّماءِ، اَيْنَ صاحِبُ يَوْمِ الْفَتْحِ وَ ناشِرُ رايَةِ الْهُدى، اَيْنَ مُؤَلِّفُ شَمْلِ الصَّلاحِ وَ الرِّضا، اَيْنَ الطّالِبُ بِذُحُولِ الاْنْبِياءِ وَ اَبْناءِ الاْنْبِياءِ، اَيْنَ الطّالِبُ (المُطالِبُ) بِدَمِ الْمَقْتُولِ بِكَرْبَلاءَ، اَيْنَ الْمَنْصُورُ عَلى مَنِ اعْتَدى عَلَيْهِ وَ افْتَرى، اَيْنَ الْمُضْطَرُّ الَّذي يُجابُ اِذا دَعا اَيْنَ صَدْرُ الْخَلائِقِ ذُوالْبِرِّ وَ التَّقْوى، اَيْنَ ابْنُ النَّبِىِّ الْمُصْطَفى، وَ ابْنُ عَلِيٍّ الْمُرْتَضى، وَ ابْنُ خَديجَةَ الْغَرّآءِ، وَ ابْنُ فاطِمَةَ الْكُبْرى، بِاَبي اَنْتَ وَ اُمّي وَ نَفْسي لَكَ الْوِقاءُ وَ الْحِمى، يَا بْنَ السّادَةِ الْمُقَرَّبينَ، يَا بْنَ النُّجَباءِ الاْكْرَمينَ، يَا بْنَ الْهُداةِ الْمَهْدِيّينَ (المُهْتَدينَ)، يَا بْنَ الْخِيَرَةِ الْمُهَذَّبينَ، يَا بْنَ الْغَطارِفَةِ الاْنْجَبينَ، يَا بْنَ الاْطائِبِ الْمُطَهَّرينَ (المُتَطَهْريِنَ)، يَا بْنَ الْخَضارِمَةِ الْمُنْتَجَبينَ، يَا بْنَ الْقَماقِمَةِ الاْكْرَمينَ (الأكْبَرينَ)، يَا بْنَ الْبُدُورِ الْمُنيرَةِ، يَا بْنَ السُّرُجِ الْمُضيئَةِ، يَا بْنَ الشُّهُبِ الثّاقِبَةِ، يَا بْنَ الاْنْجُمِ الزّاهِرَةِ، يَا بْنَ السُّبُلِ الْواضِحَةِ، يَا بْنَ الاْعْلامِ الّلائِحَةِ، يَا بْنَ الْعُلُومِ الْكامِلَةِ، يَا بْنَ السُّنَنِ الْمَشْهُورَةِ، يَا بْنَ الْمَعالِمِ الْمَأثُورَةِ، يَا بْنَ الْمُعْجِزاتِ الْمَوْجُودَةِ، يَا بْنَ الدَّلائِلِ الْمَشْهُودَةِ (المَشْهُورَةِ)، يَا بْنَ الصـِّراطِ الْمُسْتَقيمِ، يَا بْنَ النَّبَأِ الْعَظيمِ، يَا بْنَ مَنْ هُوَ في اُمِّ الْكِتابِ لَدَى اللهِ عَلِيٌّ حَكيمٌ، يَا بْنَ الآياتِ وَ الْبَيِّناتِ، يَا بْنَ الدَّلائِلِ الظّاهِراتِ، يَا بْنَ الْبَراهينِ الْواضِحاتِ الْباهِراتِ، يَا بْنَ الْحُجَجِ الْبالِغاتِ، يَا بْنَ النِّعَمِ السّابِغاتِ، يَا بْنَ طه وَ الْـمُحْكَماتِ، يَا بْنَ يس وَ الذّارِياتِ، يَا بْنَ الطُّورِ وَ الْعادِياتِ، يَا بْنَ مَنْ دَنا فَتَدَلّى فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ اَوْ اَدْنى دُنُوّاً وَ اقْتِراباً مِنَ الْعَلِيِّ الاْعْلى، لَيْتَ شِعْري اَيْنَ اسْتَقَرَّتْ بِكَ النَّوى، بَلْ اَيُّ اَرْضٍ تُقِلُّكَ اَوْ ثَرى، اَبِرَضْوى اَوْ غَيْرِها اَمْ ذي طُوى، عَزيزٌ عَلَيَّ اَنْ اَرَى الْخَلْقَ وَ لا تُرى وَ لا اَسْمَعُ لَكَ حَسيساً وَ لا نَجْوى، عَزيزٌ عَلَيَّ اَنْ (لا تُحِيطَ بِيَ دُونكَ) تُحيطَ بِكَ دُونِيَ الْبَلْوى وَ لا يَنالُكَ مِنّي ضَجيجٌ وَ لا شَكْوى، بِنَفْسي اَنْتَ مِنْ مُغَيَّبٍ لَمْ يَخْلُ مِنّا، بِنَفْسي اَنْتَ مِنْ نازِحٍ ما نَزَحَ (يَنْزِحُ) عَنّا، بِنَفْسي اَنْتَ اُمْنِيَّةُ شائِقٍ يَتَمَنّى، مِنْ مُؤْمِن وَ مُؤْمِنَةٍ ذَكَرا فَحَنّا، بِنَفْسي اَنْتَ مِنْ عَقيدِ عِزٍّ لايُسامى، بِنَفْسي اَنْتَ مِنْ اَثيلِ مَجْدٍ لا يُجارى، بِنَفْسي اَنْتَ مِنْ تِلادِ نِعَمٍ لا تُضاهى، بِنَفْسي اَنْتَ مِنْ نَصيفِ شَرَفٍ لا يُساوى، اِلى مَتى اَحارُ فيكَ يا مَوْلايَ وَ اِلى مَتي، وَ اَىَّ خِطابٍ اَصِفُ فيكَ وَ اَيَّ نَجْوى، عَزيزٌ عَلَيَّ اَنْ اُجابَ دُونَكَ وَ اُناغى، عَزيزٌ عَلَيَّ اَنْ اَبْكِيَكَ وَ يَخْذُلَكَ الْوَرى، عَزيزٌ عَلَيَّ اَنْ يَجْرِيَ عَلَيْكَ دُونَهُمْ ما جَرى، هَلْ مِنْ مُعينٍ فَاُطيلَ مَعَهُ الْعَويلَ وَ الْبُكاءَ، هَلْ مِنْ جَزُوعٍ فَاُساعِدَ جَزَعَهُ اِذا خَلا، هَلْ قَذِيَتْ عَيْنٌ فَساعَدَتْها عَيْني عَلَى الْقَذى، هَلْ اِلَيْكَ يَا بْنَ اَحْمَدَ سَبيلٌ فَتُلْقى، هَلْ يَتَّصِلُ يَوْمُنا مِنْكَ بِعِدَةٍ فَنَحْظى، مَتى نَرِدُ مَناهِلَكَ الرَّوِيَّةَ فَنَرْوى، مَتى نَنْتَقِعُ مِنْ عَذْبِ مائِكَ فَقَدْ طالَ الصَّدى، مَتى نُغاديكَ وَ نُراوِحُكَ فَنُقِرَّ عَيْناً (فَتَقُرُ عًيًوننا)، مَتى تَرانا وَ نَراكَ وَ قَدْ نَشَرْتَ لِواءَ النَّصْرِ تُرى، اَتَرانا نَحُفُّ بِكَ وَ اَنْتَ تَاُمُّ الْمَلاَ وَ قَدْ مَلأْتَ الاْرْضَ عَدْلاً وَ اَذَقْتَ اَعْداءَكَ هَواناً وَ عِقاباً، وَ اَبَرْتَ الْعُتاةَ وَ جَحَدَةَ الْحَقِّ، وَ قَطَعْتَ دابِرَ الْمُتَكَبِّرينَ، وَ اجْتَثَثْتَ اُصُولَ الظّالِمينَ، وَ نَحْنُ نَقُولُ الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعالَمينَ.
اَللّـهُمَّ اَنْتَ كَشّافُ ْالكُرَبِ وَ الْبَلْوى، وَ اِلَيْكَ اَسْتَعْدى فَعِنْدَكَ الْعَدْوى، وَ اَنْتَ رَبُّ الاْخِرَةِ وَ الدُّنْيا (الاُولي)، فَاَغِثْ يا غِياثَ الْمُسْتَغيثينَ عُبَيْدَكَ الْمُبْتَلى، وَ اَرِهِ سَيِّدَهُ يا شَديدَ الْقُوى، وَ اَزِلْ عَنْهُ بِهِ الاْسى وَ الْجَوى، وَ بَرِّدْ غَليلَهُ يا مَنْ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى، وَ مَنْ اِلَيْهِ الرُّجْعى وَ الْمُنْتَهى.
اَللّـهُمَّ وَ نَحْنُ عَبيدُكَ التّائِقُونَ (الشائقون) اِلى وَلِيِّكَ الْمُذَكِّرِ بِكَ وَ بِنَبِيِّكَ، خَلَقْتَهُ لَنا عِصْمَةً وَ مَلاذاً، وَ اَقَمْتَهُ لَنا قِواماً وَ مَعاذاً، وَ جَعَلْتَهُ لِلْمُؤْمِنينَ مِنّا اِماماً، فَبَلِّغْهُ مِنّا تَحِيَّةً وَ سَلاماً، وَ زِدْنا بِذلِكَ يارَبِّ اِكْراماً، وَ اجْعَلْ مُسْتَقَرَّهُ لَنا مُسْتَقَرّاً وَ مُقاماً، وَ اَتْمِمْ نِعْمَتَكَ بِتَقْديمِكَ اِيّاهُ اَمامَنا حَتّى تُورِدَنا جِنانَكَ (جَنّاتِكَ) وَ مُرافَقَةَ الشُّهَداءِ مِنْ خُلَصائِكَ.
اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ، وَ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ جَدِّهِ وَ رَسُولِكَ السَّيِّدِ الاَكْبَرِ، وَ عَلى اَبيهِ السَّيِّدِ الاَصْغَرِ، وَ جَدَّتِهِ الصِّدّيقَةِ الْكُبْرى فاطِمَةَ بِنْتِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ، وَ عَلى مَنِ اصْطَفَيْتَ مِنْ آبائِهِ الْبَرَرَةِ، وَ عَلَيْهِ اَفْضَلَ وَ اَكْمَلَ وَ اَتَمَّ وَ اَدْوَمَ وَ اَكْثَرَ وَ اَوْفَرَ ما صَلَّيْتَ عَلى اَحَدٍ مِنْ اَصْفِيائِكَ وَ خِيَرَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ، وَ صَلِّ عَلَيْهِ صَلاةً لا غايَةَ لِعَدَدِها وَ لا نِهايَةَ لِمَدَدِها وَ لا نَفادَ لاِمَدِها.
اَللّـهُمَّ وَ اَقِمْ بِهِ الْحَقَّ وَ اَدْحِضْ بِهِ الْباطِلَ وَ اَدِلْ بِهِ اَوْلِياءَكَ وَ اَذْلِلْ بِهِ اَعْداءَكَ وَ صِلِ اللّهُمَّ بَيْنَنا وَ بَيْنَهُ وُصْلَةً تُؤَدّى اِلى مُرافَقَةِ سَلَفِهِ، وَ اجْعَلْنا مِمَّنْ يَأخُذُ بِحُجْزَتِهِمْ، وَ يَمْكُثُ في ظِلِّهِمْ، وَ اَعِنّا عَلى تَأدِيَةِ حُقُوقِهِ اِلَيْهِ، وَ الاْجْتِهادِ في طاعَتِهِ، وَ اجْتِنابِ مَعْصِيَتِهِ، وَ امْنُنْ عَلَيْنا بِرِضاهُ، وَهَبْ لَنا رَأَفَتَهُ وَ رَحْمَتَهُ وَ دُعاءَهُ وَ خَيْرَهُ مانَنالُ بِهِ سَعَةً مِنْ رَحْمَتِكَ وَ فَوْزاً عِنْدَكَ، وَ اجْعَلْ صَلاتَنا بِهِ مَقبُولَةً، وَ ذُنُوبَنا بِهِ مَغْفُورَةً، وَ دُعاءَنا بِهِ مُسْتَجاباً وَ اجْعَلْ اَرْزاقَنا بِهِ مَبْسُوطَةً، وَ هُمُومَنا بِهِ مَكْفِيَّةً، وَ حَوآئِجَنا بِهِ مَقْضِيَّةً، وَ اَقْبِلْ اِلَيْنا بِوَجْهِكَ الْكَريمِ وَ اقْبَلْ تَقَرُّبَنا اِلَيْكَ، وَ انْظُرْ اِلَيْنا نَظْرَةً رَحيمَةً نَسْتَكْمِلُ بِهَا الْكَرامَةَ عِنْدَكَ، ثُمَّ لا تَصْرِفْها عَنّا بِجُودِكَ، وَ اسْقِنا مِنْ حَوْضِ جَدِّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ بِكَأسِهِ وَ بِيَدِهِ رَيّاً رَوِيّاً هَنيئاً سائِغاً لا ظَمَاَ بَعْدَهُ يا أَرْحَمَ الرّاحِمين