اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف يا كريم
ذكرى استشهاد شهيد المحراب عليه السلام
روى الطبري وابن الاثير في تاريخيهما ان سبب قتل الإمام علي (عليه السلام)، هو الإجتماع الـذي عقـد بين ثـلاثة اشـخاص من الخـوارج، كان أحـدهم عبدالرحمن بن ملجم المرادي حيث تذاكروا أمر الناس، وعابوا الولاة، ثم ذكروا أهل النهروان، فترحموا عليهم وقالوا ما نصنع بالبقاء بعدهم، فلو شَرينا أنفسنا لله، وقتلنا أئمة الضلال، وارحنا منهم البلاد، فقال ابن ملجم أنا اكفيكم علياً، فأخذ سيفه وسمّه، واتى الكوفة، فلقي اصحابه بها، وكتمهم أمره، ورأى ابن ملجم اصحابِاً له من تيم الرباب، ومعهم امرأة منهم اسمها ( قطام )، قتل أبوها وأخوها في معركة النهروان، وكانت فائقة الجمال فخطبها ابن ملجم فقالت: لا أتزوجك إلا على ثلاثة آلاف، وعبد، وقينة، وقتل علي. قال: والله ما جاء بي إلا قتل علي فلك ما سألت
وفي فجر اليوم التاسع عشر، من شهر رمضان المبارك، عام (40 هـ)، إمتدت يد اللئيم ابن ملجم إلى أمير المؤمنين (عليه السلام)، إذ ضربه بسيفه المسموم وهو يصلي في مسجد الكوفة
روى الشيخ المفيد (رحمه الله): ان ابن ملجم بعد أن ضرب الإمام (عليه السلام )، لحقه رجل من قبيلة همدان فطرح عليه قطيفة، ثم صرعه وأخذ السيف من يده وجاء به إلى أمير المؤمنين (عليه السلام)
وفي امالي الشيخ الطوسي : وخرج الحسن والحسين ( عليهما السلام )، وأخذا ابن ملجم وأوثقاه، واحُتمِل أمير المؤمنين (عليه السلام)، فأُدخل إلى داره، فقعدتْ لبابة عند رأسه، وجلست أم كلثوم عند رجليه، ففتح عينيه فنظر إليهما فقال: الرفيق الأعلى خير مستقراً وأحسن مقيلاً، ثم عرق ثم اغمي عليه، ثم أفاق فقال: رأيت رسول الله ( صلى الله عليه وآله) يأمرني بالرواح إليه عشاءً ثلاث مرات
وقال ابن الاثير: أًدخل ابن ملجم على أمير المؤمنين ( عليه السلام )، وهو مكتوف فقال: أي عدو الله ألم أحسن إليك، قال: بلى قال ( عليه السلام ). فما حَملَك على هذا؟! قال ابن ملجم: شحذته أربعين صباحاَ [ يقصد بذلك سيفه ]، وسألت الله أن يقتل به شر خلقه، قال علي ( عليه السلام ): لا أراك إلا مقتولا به، ولا أراك إلا من شر خلق الله، ثم قال ( عليه السلام): النفس بالنفس إن هلكت فاقتلوه كما قتلني، وان بقيت رأيت فيه رأيي، يا بني عبد المطلب لا ألفينكم تخوضون دماء المسلمين، تقولون قتل أمير المؤمنين ألا لا يُقتلن إلا قاتلي، أنظر يا حسن إذا أنا متّ من ضربتي هذه، فاضربه ضربة بضربة، ولا تمثـلن بالرجل، فاني سـمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أياكم والمثلة ولو بالكلب العقور
قال الشاعر في مقتله ( عليه السلام)
ولم أر مَهْراً سـاقه ذو سماحة
كمَهر قطام من فصيح وأعجمِ
ثلاثــة آلاف و عبـــد وقـيـنــة
وضرب علي بالحسام المصممِ
فــلا مــهر اغـلــى من علي وإن غــلا
ولا فتك إلا دون فتك ابن ملجمِ
وفي كتاب الخرائج قال عمرو بن الحمق: دخلت على علي ( عليه السلام)، حين ضرب الضربة بالكوفة، فقلت: ليس عليك بأس انما هو خدش، قال: لعمري اني لمفارقكم، ثم اغمي عليه، فبكت ام كلثوم، فلما أفاق قال ( عليه السلام) : لا تؤذيني يا ام كلثوم، فانك لو ترين ما أرى، إن الملائكة من السماوات السبع بعضهم خلف بعض والنبيين يقولون إنطلق يا علي فما أمامك خير لك مما أنت فيه
لقد بقي الإمام علي ( عليه السلام) يعاني من ضربة المجرم الأثيم ابن ملجم، ثلاثة أيام، عهد خلالها بالإمامة إلى ابنه الإمام الحسن المجتبى ( عليه السلام)، وطوال تلك الايام الثلاثة كان ( عليه السلام ) يلهج بذكر الله، والرضا بقضائه، والتسليم لأمره، كما كان يُصدر الوصية تلو الوصية، داعياً إلى إقامة حدود الله عزوجل، محذراً من اتباع الهوى والتراجع عن حمل الرسالة الإسلامية
عظم الله لكم الاجر يا موالين في إمامكم أمير المؤمنين
اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف يا كريم
ذكرى استشهاد شهيد المحراب عليه السلام
قصة استشهاد الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام
من الاخبار الواردة بسبب قتله عليه السلام وكيف جرى الامر في ذلك ما رواه جماعة من أهل السير منهم أبومخنف وإسماعيل بن راشد أبوهاشم الرفاعي وأبوعمرو الثقفي وغيرهم أن نفرا من الخوارج اجتمعوا بمكة ، فتذاكروا الامراء فعابوهم وعابوا أعمالهم ، وذكروا أهل النهروان وترحموا عليهم ، فقال بعضهم لبعض : لو أنا شرينا أنفسنا لله فأتينا أئمة الضلال فطلبنا غرتهم وأرحنا منهم العباد والبلاد وثأرنا بإخواننا الشهداء بالنهروان ، فتعاهدوا عند انقضاء الحج على ذلك ، فقال عبدالرحمن بن ملجم لعنه الله
أنا أكفيكم عليا ، وقال البرك بن عبيدالله التميمي : أن أكفيكم معاوية ، وقال عمرو بن بكر التميمي ، أنا أكفيكم عمرو بن العاص ، وتعاقدوا على ذلك وتوافقوا على الوفاء ، واتعدوا شهر رمضان في ليلة تسع عشرة منه ، ثم تفرقوا فأقبل ابن ملجم لعنه الله - وكان عداده في كندة - حتى قدم الكوفة ، فلقي بها أصحابه فكتمهم أمره مخافة أن ينتشر منه شئ ، فهو في ذلك إذ زار رجلا من أصحابه ذات يوم من تيم الرباب ، فصادف عنده قطامة بنت الاخضر التيمية ، وكان أميرالمؤمنين عليه السلام قتل أباها وأخاها بالنهروان ، وكانت من أجمل نساء أهل زمانها ، فلما رآها ابن ملجم شغف بها و اشتد إعجابه بها ، وسأل في نكاحها وخطبها ، فقالت له
ما الذي تسمي لي من الصداق ؟ فقال لها : احتكمي ما بدالك ، فقالت له : أنا محتكمة عليك ثلاثة آلاف درهم ووصيفا وخادما وقتل علي بن أبي طالب ، فقال لها : لك جميع ما سألت ، فأما قتل علي بن أبي طالب عليه السلام فأنى لي بذلك ؟ فقالت : تلتمس غرته ، فإن أنت قتلته شفيت نفسي وهنأك العيش معي ، وإن أنت قتلت فما عندالله خير لك من الدنيا ، فقال
أما والله ما أقدمني هذا المصر - وقد كنت هاربا منه لا آمن مع أهله - إلا ما سألتني من قتل علي بن أبي طالب ، فلك ما سألت ، قالت : فأنا طالبة لك بعض من يساعدك على ذلك ويقويك ، ثم بعثت إلى وردان بن مجالد من تيم الرباب فخبرته الخبر ، وسألته معونة ابن ملجم لعنه الله ، فتحمل ذلك لها ، و خرج ابن ملجم فأتى رجلا من أشجع يقال له شبيب بن بجرة ، فقال : يا شبيب هل لك في شرف الدنيا والآخرة ؟ قال : تساعدني على قتل علي بن أبي طالب ، وكان شبيب على رأي الخوارج ، فقال له : يا ابن ملجم هبلتك الهبول لقد جئت شيئا إدا ، وكيف تقدر على ذلك ؟ فقال له ابن ملجم : نمكن له في المسجد الاعظم فإذا خرج لصلاة الفجر فتكنا به ، فإن نحن قتلناه شفينا أنفسنا وأدركنا ثأرنا ، فلم يزل به حتى أجابه ، فأقبل معه حتى دخلا المسجد الاعظم على قطامة وهي معتكفة في المسجد الاعظم قد ضربت عليها قبة ، فقالا لها : قد اجتمع رأينا على قتل هذا الرجل ، فقالت لهما : إذا أردتما ذلك فائتياني في هذا الموضع ، فانصرفا من عندها
فلبثا أياما ثم أتياها ومعهما الآخر ليلة الاربعاء لتسعة عشرة ( ليلة ) خلت من شهر رمضان سنة أربعين من الهجرة ، فدعت لهم بحرير فعصبت به صدورهم ، وتقلدوا أسيافهم ، ومضوا وجلسوا مقابل السدة التي كان يخرج منها أميرالمؤمنين عليه السلام إلى الصلاة ، وقد كانوا قبل ذلك ألقوا إلى الاشعث ابن قيس ما في نفوسهم من العزيمة على قتل أميرالمؤمنين عليه السلام ، وواطأهم على ذلك وحضر الاشعث بن قيس في تلك الليلة لمعونتهم على ما اجتمعوا عليه ، وكان حجر ابن عدي في تلك الليلة بائتا في المسجد ، فسمع الاشعث يقول : يا ابن ملجم النجاء النجاء لحاجتك فقد فضحك الصبح فأحس حجر بما أراد الاشعث ، فقال له
قتلته يا أعور ! وخرج مبادرا ليمضي إلى أميرالمؤمنين عليه السلام ليخبره الخبرو يحذره من القوم ، وخالفه أميرالمؤمنين عليه السلام من الطريق فدخل المسجد . فسبقه ابن ملجم فضربه بالسيف . وأقبل حجر والناس يقولون : قتل أميرالمؤمنين عليه السلام . وذكر عبدالله بن محمد الازدي قال : إني لاصلي في تلك الليلة في المسجد الاعظم مع رجال من أهل المصر كانوا يصلون في ذلك الشهر من أوله إلى آخره إذ نظرت إلى رجال يصلون قريبا من السدة ، وخرج علي بن أبي طالب عليه السلام لصلاة الفجر ، فأقبل ينادي : الصلاة الصلاة ، فما أدري أنادى أم رأيت بريق السيوف ، و سمعت قائلا يقول : لله الحكم لا لك يا علي ولا لاصحابك ، وسمعت عليا يقول : لا يفوتنكم الرجل ، فإذا عليه السلام مضروب ، وقد ضربه شبيب بن بجرة فأخطأه ووقعت ضربته في الطاق ، وهرب القوم نحو أبواب المسجد ، وتبادر الناس لاخذهم ، فأما شبيب بن بجرة فأخذه رجل فصرعه وجلس على صدره ، وأخذ السيف ليقتله به فرأى الناس يقصدون نحوه
فخشي أن يعجلوا عليه ولم يسمعوا منه ، فوثب عن صدره وخلاه ، وطرح السيف من يده ، ومضى شبيب هاربا حتى دخل منزله ودخل عليه ابن عم له فرآه يحل الحرير عن صدره ، فقال له : ما هذا لعلك قتلت أميرالمؤمنين ؟ فأراد أن يقول لا ، قال : نعم ! فمضى ابن عمه واشتمل على سيفه ، ثم دخل عليه فضربه به حتى قتله ، وأما ابن ملجم فإن رجلا من همدان لحقه فطرح عليه قطيفة كانت في يده ، ثم صرعه وأخذ السيف من يده ، وجاء به إلى أميرالمؤمنين عليه السلام ، وأفلت الثالث وانسل بين الناس . فلما دخل ابن ملجم على أمير المؤمنين عليه السلام نظر إليه ثم قال
النفس بالنفس ، فإن أنامت فاقتلوه كما قتلني ، وإن أنا عشت رأيت فيه رأيي ، فقال ابن ملجم : والله لقد ابتعته بألف وسممته بألف ، فإن خانني فأبعده الله ، قال : و نادته ام كلثوم : يا عدوالله قتلت أميرالمؤمنين ؟ قال : إنما قتلت أباك ، قالت : يا عدوالله إني لارجو أن لا يكون عليه بأس ، قال لها : فأراك إنما تبكين علي إذا ؟ لقد والله ضربته ضربة لو قسمت على أهل الارض لاهلكتهم ، فاخرج من بين يديه عليه السلام وإن الناس ينهشون لحمه بأسنانهم كأنهم سباع ، وهم يقولون : يا عدوالله ما فعلت ؟ أهلكت امة محمد صلى الله عليه واله وقلت خير الناس
وإنه لصامت لم ينطق ، فذهب به إلى الحبس ، وجاء الناس إلى أميرالمؤمنين عليه السلام فقالوا له : يا أميرالمؤمنين مرنا بأمرك في عدوالله ، والله لقد أهلك الامة وأفسد الملة ، فقال لهم أميرالمؤمنين عليه السلام : إن عشت رأيت فيه رأيي ، وإن أهلكت فاصنعوا به كما يصنع بقاتل النبي ، اقتلوه ثم حرقوه بعد ذلك بالنار . قال فلما قضى أميرالمؤمنين عليه السلام نحبه وفرغ أهله من دفنه جلس الحسن عليه السلام
وأمر أن يؤتى بابن ملجم ، فجئ به ، فلما وقف بين يديه قال له : يا عدو الله قتلت أمير المؤمنين وأعظمت الفساد في الدين ، ثم أمر فضربت عنقه ، واستوهبت ام الهيثم بنت الاسود النخعية جثته منه لتتولى إحراقها ، فوهبها لها فأحرقتها بالنار
وفي أمر قطام وقتل أمير المؤمنين عليه السلام يقول : . فلم أر مهرا ساقه ذو سماحة كمهر قطام من فصيح وأعجمي ثلاثة آلاف وعبد وقينة وضرب علي بالحسام المسمم ولا مهر أغلى من علي وإن غلا ولا فتك إلا دون فتك ابن ملجم وأما الرجلان اللذان كانا مع ابن ملجم في العقد على قتل معاوية وعمرو بن العاص فإن أحدهما ضرب معاوية وهو راكع ، فوقعت ضربته في إليته ونجا منها واخذ وقتل من وقته ، وأما الآخر فإنه وافى عمروا في تلك الليلة وقد وجد علة فاستخلف رجلا يصلي بالناس يقال له خارجة بن أبي حبيبة العامري ، فضربه بسيفه وهو يظن أنه عمرو ، فاخذ واتي به عمرو فقتله ، ومات خارجة في اليوم الثاني . هذه القصة نقلا عما ورد في كتاب بحار الانوار .
بلوعات من الأسى و الحزن نقدم التعازي لمقام أهل بيت النبوة وموضع الرسالة ومختلف الملائكة ومهبط الوحي والتنزيل و للأمة الإسلامية جمعاء وعلى رأسهم مراجعنا العظام والمؤمنين والمؤمنات
اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف يا كريم
ذكرى استشهاد شهيد المحراب عليه السلام
العلاقة بين أمير المؤمنين عليه السلام وليلة القدر
الليلة المباركة :
ليس من الصدفة تزامن ليلة القدر مع ذكرى استشهاد وليد الكعبة في محراب العبادة بل هناك ترابط معنوي بين الحادثتين وانسجام نوراني بين الأمرين، ليلة القدر ظرف زمني فيها أنزل الله تعالى الثقل الأكبر وهو القرآن الكريم جملة واحدة على قلب الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، وبذلك صارت ليلة مباركة فيها يفرق كل أمر حكيم فارتبط الروح بالروح وتجلى الكلام الإلهي منسلخاً عن الألفاظ والكلمات، على قلب الحبيب ليكون من المنذرين، ولم يسمح للرسول أن يعجل به من قبل أن يقضى إليه وحيه وطولب منه أن لا يحرك به لسانه تعجيلا به، فطولب منه في 27 من شهر رجب وهو في غار حراء أن يقرأ باسم ربه
القَـدر بيد العـبد
وأمّا علي عليه السلام فهو ذلك الإمام الذي انشرح صدره واتسع ظرفه فتجلّت فيه الولاية العظمى فكان هو الثقل الكبير الذي لن ينفك عن الثقل الأكبر، فالظرفان قد تلاحما والنوران قد تجليا، فالتقدير في هذه الليلة يتوقف على مدى ارتباطنا بالثقلين وتمسكنا بالنورين، إنّ هذه الليلة تقدَّر فيها حوادث السنة من حياة وموت ورزق وسعادة وشقاء، فما أدراك ما ليلة القدر! إنّها تعادل ألف شهراً أي أربع وثمانين سنة، والليلة كلها سلامٌ حتى مطلع الفجر لا يعتريها شيئ من الآفات والنقمات والاضطرابات لأن القدر إنّما هو بيد العبد، له أن يعلو إلى قمّة السعادة ويرتقي في درجات الجنّة أو ينحدر إلى حضيض الشقاء ويسقط في دركات جهنّم، ومادام أن مصير العبد بيده فهو في سلام مطلق وأمن دائم مادام قد ارتبط بأمناء الرحمن وهم أهل بيت العصمة والطهارة وعلى رأسهم أمين الله في أرضه الذي لا قرين له بالفضل سوى الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم
تجلّي قدرة الله تعالى في علي عليه السلام
لقد تجلّت قدرة الله في أيدي علي عليه السلام، فهو أشهر المجاهدين الذي لا تأخذه في الله لومة لائم قد وتر فيه صناديد العرب، وقتل أبطالهم، وناوش ذؤبانهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله في شأنه: "برز الإيمان كلّه إلى الشرك كله" وقال: "ضربة علي في يوم الخندق أفضل من عبادة الثقلين".
ومن ناحية أخرى قد وصل إلى مستوى من العدالة بحث يقول
"والله لو أعطيت الأقاليم السبعة بما تحت أفلاكها، على أن أعصي الله في نملة أسلبها جلب شعيرة ما فعلت"
وأعلى ما وصل إليه علي بن أبي طالب عليه السلام هو أنّه كان عبداً لله تعالى لاخوفا ولا طمعا بل شكرا وعشقاً لله
عليٌ مظهر الرحمة الواسعة والغضب الإلهي، عليٌ أبو الفضل، عليٌ أبو المكارم، عليٌ أبو الأيتام، عليٌ سيد الأنام وسيد المظلومين قد عانى من الظلم ما عانى فكان يدعوا
"اللهم إنّي مللتهم وملّوني وسئمتهم وسئموني فأبدلني بهم خيراً منهم وأبدلهم بي شرّاً منّي"
وقد استجيب دعاءه حينما وقع صريعاً في محراب المسجد، فسلام عليه يوم ولد ويوم استشهد ويوم يبعث حيا
اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف يا كريم
ذكرى استشهاد شهيد المحراب عليه السلام
حائرا صاح الوجود
يا علي طال السجود
بدماء سائلات
قم لإتمام الصلاة
السلام عليك يا سيدي ومولاي يا أمير المؤمنين
السلام عليك يوم ولدت ويوم استشهدت ويوم تبعث حيا
أيها المؤمنين
نحن على أعتاب ليالِ القدر المباركة التي جعلها الله معراجاً لنيل الكمالات و الفيوضات الرحمانية تطل علينا ليلةٌ عظيمةٌ عند الله إذ عرجت فيها إليه روحٌ مقدسة إصطبغت بدم الشهادة و وسام الكرامة و المجد و الخلود و العظمة.. روحٌ طالما ناجت خالقها و ذابت في ملكوته و تدرجت في كمالاته و نالت رضاه و رحمته
هدمت و الله أركان الهدى و أنفصمت والله العروة الوثقى
اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف يا كريم
ذكرى استشهاد شهيد المحراب عليه السلام
تهدمت والله أركان الهدى ، وانطمست والله نجوم السماء وأعلام التقى ، وانفصمت والله العروة الوثقى ..قتل علي المرتضى قتل ابن عم المصطفى قتله اشقا الاشقياء
نرفع أسمى آيات التعازي إلى مولانا الحجة ابن الحسن عليه السلام والأمة الإسلامية في ذكرى استشهاد أمير المؤمنين ومولى الموحدين علي ابن أبي طالب عليه السلام
في ذلك اليوم الحزين
في الليلة التاسعة عشرة من شهر رمضان سنة أربعين للهجرة عند الفجر، كمن له اللعين ابن ملجم المرادي في المسجد منتظراً صلاة الإمام عليه السلام فلما أقام وكبّر عليه السلام وركع الركعة الأولى فلما رفع أمير المؤمنين عليه السلام رأسه من السجود ضربه أشقى الناس على رأسه الشريف فوقعت الضربة على موضع ضربة عمرو بن عبد ود ووصلت الضربة من مفرق رأسه إلى موضع السجود، وقد كان السيف مسموماً
فقال أمير المؤمنين الإمام علي عليه السلام عند ذلك
بسم الله وبالله وعلى ملّة رسول الله فزت وربّ الكعبة
ضرب عليه السلام في الليلة التاسعة عشرة من شهر رمضان سنة أربعين للهجرة عند الفجر، وفاضت روحه المقدسة إلى رياض القدس والجنان في ليلة 21 من شهر رمضان عن عمر يناهز 66 سنة
السلام عليك يا امير المؤمنين
السلام عليك يا وصي الرسول الامين
اللهم العن من قتل اميرنا لعن لم تلعن به احد من العالمين